رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 أيار 2017

السبت | 27/05/2017 - 03:09 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 أيار 2017

 

تيلرسون: "ترامب ضغط على نتنياهو وعباس كي يتوصلان الى تسوية"
تكتب "هآرتس" ان وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون، قال امس الاربعاء، ان الرئيس ترامب مارس خلال لقاءاته في القدس وبيت لحم، مع نتنياهو وعباس، الكثير من الضغط عليهما، وكان حازما واوضح لهما بأن عليهما التوصل الى تسوية من اجل التقدم في العملية السلمية.
وجاءت تصريحات تيلرسون، الذي يرافق ترامب في جولته الشرق اوسطية والاوروبية، خلال لقاء مع الصحفيين في روما. وحسب اقواله فقد قال الرئيس لنتنياهو وعباس انه يعتقد بأنه اذا تم حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، فسيتحقق السلام في كل الشرق الاوسط.
وقال تيلرسون: "لقد كان الرئيس حازما عندما اكد امام الطرفان بأن عليهما اظهار الجدية في توجههما نحو المفاوضات المستقبلية والاعتراف بأن عليهما تقديم تسويات, سيكون عليهم جميعا تقديم تسويات. لقد مارس الرئيس عليهما ضغطا كبيرا وقال لهما انه حان الوقت للعودة الى طاولة المفاوضات، واكد هذه النقطة عدة مرات".
وقال مسؤول امريكي رفيع للمراسلين الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال رحلة ترامب من اسرائيل الى ايطاليا، انه في اطار محاولة تحريك العملية السلمية في الشرق الاوسط، تسعى ادارة ترامب الى تحديد "مبادئ متفق عليها" لإدارة المفاوضات بين الجانبين.
ولم يفصل المسؤول الأمريكي الرفيع، ما هي المبادئ المتفق عليها التي يفكر بها ترامب بشأن العملية السلمية. وليس من الواضح ما اذا كان المقصود مبادئ تقنية كجدول زمني صلب للمحادثات او مبادئ تتعلق بمسائل جوهرية، كادارة المفاوضات حول حدود 67 مع تبادل للأراضي. وكان وزير الخارجية السابق جون كيري قد حاول التوصل في 2013 -2014 الى اتفاق اطار بين الاطراف، يشمل مبادئ لحل المسائل الجوهرية للصراع.
وحسب المسؤول الأمريكي الرفيع فان المبدأ الرئيسي الذي تريد الادارة الحفاظ عليه هو السرية واجراء اتصالات هادئة مع الجهات المختلفة. "نأمل انه كلما نجحنا ببناء الثقة بشكل اكبر، كلما سننجح بالتوصل الى حوار مفتوح غير مسبوق (بين دول المنطقة). اعتقد ان هذا سيمنحنا فرصة النجاح بشكل اكبر من الماضي". وحسب اقواله، فانه في اطار المبادرة السياسية الجديدة التي يبلورها ترامب، تسعى الولايات المتحدة الى التقريب بين اسرائيل والدول العربية. وقال المسؤول الرفيع: "نحن نريد اخذ منظومات العلاقات الساخنة والقوية، التي تجري عبر قنوات هادئة، وتحويلها الى علاقات علنية".
وحسب أقواله فان الادارة لا تتوقع التوصل الى اتفاق قريب بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي لم يتمكنوا من تحقيقه منذ عدة عقود. واضاف المسؤول بأن هدف سفر الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط كان في الأساس، الاصغاء ودراسة مواقف الطرفين، وسماع مواقف بقية الدول. واوضح: "لقد كان الهدف هو محاولة خلق رافعة وتفاؤل في المنطقة بشأن فرص تحقيق السلام".
واوضح البيت الأبيض ان عباس اعلن خلال استقباله لترامب في بيت لحم، يوم الثلاثاء، "استعداده للبدء فورا بمفاوضة اسرائيل". وجاء في البيان الذي لخص اللقاء مع عباس ان "ترامب عاد واكد ثقته بأن السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ممكن، وان عباس وترامب اكدا التزامهما بتحقيق سلام حقيقي ومتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
واكدوا في محيط عباس، امس، استعداده للقاء نتنياهو في أي وقت، كما صرح في اكثر من مرة خلال الاشهر الاخيرة. وقال مسؤول فلسطيني رفيع، مطلع على تفاصيل المحادثة بين ترامب وعباس، لصحيفة "هآرتس" ان "اللقاء الثلاثي لا يعني وجود تفاهمات وبداية مفاوضات. نحن نريد توضيح موقفنا للإدارة بأن كل فرصة ولقاء كهذا، اذا تم، يعتبر فرصة. السؤال هو ما الذي يستعد نتنياهو لعمله، ونحن نعرف انه باستثناء التصريحات فانه لن يقدم أي شيء".
واضاف المسؤول الفلسطيني بأنه "يجب فقط تعقب سلوكياته وتصريحاته هذا الأسبوع، لكي نفهم بأنه لن يخرج شيء من هذا الشخص (نتنياهو). من يستغل عملية في مانشستر للتحريض على الفلسطينيين والمقارنة بين ارهاب داعش والكفاح القومي الفلسطيني من اجل الاستقلال وتقرير المصير، هو زعيم لا يريد الاتفاق. انه زعيم يكذب على العالم، بما في ذلك على الرئيس الامريكي".
"ترامب وعد ابو مازن بقيادة خطوة سياسية تعتمد على مبادرة السلام العربية"
في هذا الصدد، تسأل صحيفة "يسرائيل هيوم": هل ينوي الرئيس ترامب قيادة عملية دراماتيكية في كل ما يتعلق بعملية السلام والمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين؟ وتكتب نقلا عن مصدر رفيع في رام الله قوله للصحيفة ان الرئيس ترامب وعد رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، خلال اللقاء بينهما في بيت لحم، بالعمل على قيادة خطوة سياسية تعتمد في جوهرها على مبادرة السلام العربية – السعودية.
ويتضح من تصريحات المسؤول الفلسطيني انه خلال اللقاء في بيت لحم، بشر الرئيس ترامب رئيس السلطة الفلسطينية عباس بأن الخطة السياسية التي يبلورها تعتمد على دفع خطة اقليمية شاملة، في اطار مبادرة السلام العربية اولا. وحسب اقوال المسؤول الفلسطيني، فقد اكد الرئيس ترامب امام ابو مازن بأن الحديث لا يجري عن التنازل عن حل الدولتين كأساس لاتفاق مستقبلي بين اسرائيل والسلطة، يتم في اطاره اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. ولكن الرئيس الامريكي معني بفحص امكانيات اخرى "خارج الاطار"، اهمها دفع خطة السلام العربية اولا، وبعد ذلك التوصل الى اتفاق مرحلي تناقش الاطراف في اطاره طرق التوصل الى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة واعلان الطرفان عن انتهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
وحسب ما قاله المسؤول الفلسطيني، فقد وصف الرئيس ترامب امام ابو مازن جوهر الخطة التي يبلورها بشكل عام ولم يخض في التفاصيل، لكنه حسب اقواله، فان الامريكيين يسعون الى دفع خطة السلام العربية، بحيث يتم اولا طرح تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة.
وفي وقت لاحق، وبناء على التقدم في مبادرة السلام العربية، يعمل الجانب الامريكي على دفع المفاوضات المباشرة والمكثفة بين اسرائيل والفلسطينيين، وفقا لجدول زمني يجري تحديده مسبقا، وتعمل الاطراف في اطاره على التوصل الى حل للمسائل الجوهرية، وفي مقدمتها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، مكانة القدس والاماكن المقدسة، مصير المستوطنات الواقعة خارج الكتل الكبرى، حق العودة وغيرها. يجب الاشارة الى ان الفلسطينيين، والدول العربية المعتدلة التي وقعت على مبادرة السلام العربية، اشترطوا حتى الان، دفع المبادرة الشاملة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل بحل المسألة الفلسطينية اولا، والانسحاب الى حدود 67 واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وتوفير حل عادل لحق العودة ومسائل اخرى تعتبر جوهرية.
وحسب المسؤول الفلسطيني فقد اكد ترامب امام ابو مازن بأن العملية التي يبلورها، والتي تنص على بدء السعودية ودول عربية اخرى، بتطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل التوصل الى حل للمسألة الفلسطينية، تحظى بدعم مبدئي في الرياض ودول الخليج الفارسي، والاردن ومصر. كما اضاف المسؤول الفلسطيني بأن المقصود خطوة ستكون في جوهرها تصريحية فقط، أي صدور تصريح عن السعودية ودول عربية واسلامية اخرى، يعترف بإسرائيل وبحقها في الوجود، وليس تطبيع علاقات يصل حد توقيع اتفاقيات سلام واقامة سفارات.
واوضح المسؤول الفلسطيني ان "ما لم يسمح حتى الان بدفع مبادرة السلام العربية هي حقيقة ان المفاوضات مع اسرائيل لم تنجح، وفي كل مرة تنفجر لهذا السبب او ذاك وتتوقف. الرئيس ترامب يريد دفع طريقة تفكير مختلفة، في اطار الصفقة التي يتحدث عنها بين اسرائيل والفلسطينيين. التفسير الذي قدمه ترامب لعباس هو ان كل خطوة تم تجربتها حتى الان باءت بالفشل، ولم تسمح بدفع عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية او مبادرة السلام العربية.
"لقد اكد الرئيس الامريكي خلال محادثاته مع ابو مازن ان هناك موافقة مبدئية في الرياض ودول عربية معتدلة اخرى على منح الفرصة لإمكانية نجاح الصيغة التي يطرحها ترامب، وانه من المحتمل ان خطوة قلب الموازين هذه – أي تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية اولا – يمكن ان تنجح وتقود الاطراف الى مفاوضات يتم تحديدها بجدول زمني. وفي هذا الاطار يتم التوصل الى حل للمسالة الفلسطينية، يشمل اقامة دولة فلسطينية تعترف بها اسرائيل، واعلان الطرفان عن انتهاء الصراع ووقف المطالب".
وقال المسؤول الفلسطيني ان رئيس السلطة اوضح للرئيس الامريكي بأن الفلسطينيين يعارضون بشدة هذه الخطوة، ولكن، حسب المصدر نفسه، فان "هذا ما يتخوف منه ابو مازن، هذا التقارب السري بين اسرائيل والسعودية ودول الخليج الفارسي، بتشجيع ودعم من الادارة في واشنطن ودول عربية مثل مصر والاردن، لا يساعد على حل المسألة الفلسطينية، وانما يبعد امكانية الحل العادل. من خلال الفترة القصيرة لترامب كرئيس تعلمنا ان كل شيء ممكن لديه".
وحسب اقواله فان "استمرار الجمود في العملية السلمية وعدم بدء مفاوضات بين الاطراف لا يساعد، واذا كانت هناك صيغ اخرى يمكن طرحها من اجل دفع الاتفاق الدائم الذي سيقود الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وانهاء الصراع فنحن سنؤيد ذلك".
نتنياهو: واشنطن التزمت بضمان التفوق النوعي لإسرائيل في الشرق الاوسط"
تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال خلال المراسم الرسمية لضحايا حرب الأيام الستة، امس الاربعاء، بأن الولايات المتحدة التزمت بالحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في الشرق الاوسط.
وقال نتنياهو: "لقد انهينا الان زيارة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، رئيس اكبر حليف لنا. الولايات المتحدة التزمت بالحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط". واضاف نتنياهو انه قبل ثلاثة ايام اضافت الولايات المتحدة 75 مليون دولار لصفقة المساعدات الأمنية لإسرائيل، دعما لمشروع الدفاع الصاروخي. واضاف: "نحن نقدر جدا المساعدة والدعم الهام، ومع ذلك، اريد التأكيد مرة اخرى بأن التاريخ اثبت بأن أمن اسرائيل يرتبط باستعدادنا وقدرتنا على حماية انفسنا، بقوانا الذاتية امام أي تهديد".
وكان البيت الابيض قد اصدر بعد مغادرة ترامب لإسرائيل، عصر الثلاثاء، بيانا لخص فيه اللقاءات بين ترامب ونتنياهو، وقال ان ترامب اكد الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل، وناقش مع نتنياهو الجهود الامريكية لتدعيم الثقة العسكرية للحلفاء في المنطقة امام ايران. وجاء في البيان ان "الزعيمان اتفقا على الحاجة لمواجهة ايران واذرعها في المنطقة، ايضا من خلال بناء قدرات عسكرية قوية من اجل حماية اسرائيل والمنطقة من الخطر الايراني".
في خطابين بمناسبة ما يسمى "يوم القدس":
نتنياهو يعلن ان اسرائيل ستواصل السيطرة على الحرم القدسي وحائط البراق
القى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطابين بمناسبة ما يسمى "يوم القدس"، امس الاول الاربعاء، كرر خلالها التمسك بسياسة الاحتلال في القدس الشرقية، من خلال مقولة ان "جبل الهيكل (الحرم) وحائط المبكى سيبقيان الى الابد تحت السيادة الاسرائيلية".
وفي خطاب القاه نتنياهو في اطار المراسم الرئيسية لاحتفالات "يوم القدس" في "غبعات هتحموشت" (تل الذخيرة) في القدس، ادعى بأن حرية العبادة لكل اتباع الديانات مضمونة فقط تحت سيادة اسرائيل"، حسب ما نشرته صحيفة "هآرتس".
وحسب الصحيفة فقد ادعى نتنياهو في خطابه ان "يد اسرائيل ممدودة للسلام، لكنها لا تحظى بالتعاون". واضاف: "ليست القدس هي التي تعيق السلام، وانما الرفض الدائم للاعتراف بدولة الشعب اليهودي وانهاء الصراع مرة والى الابد. من يريدون مصادرة ارتباطنا بالقدس وسيادتنا فيها هم الذين يريدون تخليد الصراع وليس حله. سنتدهور بسرعة الى حرب الديانات والمذاهب، كما حدث في تدمر، حلب وصنعاء".
وتوسع نتنياهو في موضوع مكانة القدس في التاريخ اليهودي، وقال: "لقد ثبت من دون أي شك بأن القدس هي المحور الرئيسي في وعينا القومي. جذور الصهيونية  في صهيون. انا اؤكد هذا لأنه لا يزال هناك من يفكرون بإعادة العجلة الى الوراء. هذا ليس صدفة. جبل الهيكل والحائط الغربي (المبكى) سيبقيان الى الابد تحت السيادة الاسرائيلية. هل كانت القدس في يوم ما عاصمة لشعب آخر؟ هل اهتم احد غيرنا بحرية العبادة للمؤمنين من كل الديانات؟ ما حدث هو العكس تماما. حرية العبادة مضمونة لكل الديانات تحت السيادة الاسرائيلية فقط".
وشكر نتنياهو في ختام كلمته البرلمان التشيكي الذي عارض، امس، عدم اعتراف اليونسكو بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال: "هذا دليل على تقدم النضال من اجل الاعتراف بشيء بسيط. لقد اقترح البرلمان وقف كل التحويلات المالية لليونسكو طالما واصلت التمييز السياسي ضد اسرائيل. هذا هو الموقف الصحيح، هذا هو الموقف الشجاع ومن المناسب ان يتخذه الجميع".
وتحدث رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، واشار في بداية كلمته، الى الثمن الباهظ الذي جبته الحرب على القدس، وقال: "ليس صدفة ان هذا التل يرمز بالنسبة لنا الى حرب الأيام الستة كلها، الى التفاني والبطولة والسعي للانتصار والتضحية". واضاف ريفلين انه "يمكن للقدس ويجب ان تكون مدينة تعيش فيها الحضارات جنبا الى جنب كما حلم آباء الصهيونية وعلى رأسهم معلمي زئيف جابوتنسكي. خلال الخمسين سنة القادمة تحت السيادة الاسرائيلية يجب ان تتحول القدس الى مدينة كهذه".
واكد ريفلين ضرورة ترميم القدس الشرقية كشرط لتطبيق محفزات القدس كمدينة تدمج بين الحضارات، وقال: "لا يمكننا اداء أناشيد التمجيد للقدس الموحدة بينما تعتبر شرقي القدس، التي يعيش فيها 40% من سكان المدينة، المنطقة البلدية الاكثر فقرا في اسرائيل. القدس لن تنمو وتزدهر ابدا من دون استثمار مكثف في شرق المدينة. انا اعرف ما الذي يتم عمله فعلا، وهو عمل مبارك ومطلوب، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يمكن ويجب عمله. نحن نستطيع عمل ذلك والقدس تستحق ذلك".
مواجهات خلال مسيرة الاعلام اليمينية المتطرفة
وتكتب "هآرتس" انه جرت في القدس، امس، مسيرة الاعلام السنوية. وبدأ الحدث بمواجهات بين نشطاء اليسار واليمين، وقامت الشرطة بإخلاء الفلسطينيين والصحفيين ونشطاء اليسار بالقوة من ساحة باب العامود.
وكان مئات الفلسطينيين قد تظاهروا في شارع السلطان سليمان، بالقرب من مسار المسيرة. وسبق ذلك وقوع مواجهة بين المشاركين في المسيرة ونشطاء اليسار الذين حاولوا سد الطريق امامهم. وحسب تقديرات الشرطة فقد شارك في المسيرة حوالي 60 الف شخص، وان هذه هي اكبر مسيرة للأعلام شهدتها المدينة. في المقابل تحدث نشطاء جبل الهيكل عن تحقيق رقم قياسي تاريخي في عدد زوار جبل الهيكل (الحرم) اليهود، حيث وصل عددهم الى الف يهودي تقريبا. وباستثناء عدة مواجهات وقعت في الصباح، فقد تم الدخول بهدوء.
وكان مئات نشطاء اليسار قد تظاهروا امام مسيرة الاعلام مطالبين بوقف الكراهية والعنصرية والعنف ودفع جدول للسلام والحياة بكرامة لكل سكان المدينة. وخلال الصراع مع الشرطة اصيبت احدى المتظاهرات بكسر في يدها. وجرت مظاهرة النشطاء اليساريين بعد ان طولب سكان الحي الإسلامي الفلسطينيين بالبقاء داخل بيوتهم خلال مسيرة اليمين. وبادر للتصدي الى ذلك نشطاء ميرتس ومحاربين من اجل السلام ونتحرك و All That's Leftو Free Jerusalem.
وشارك في المظاهرة المضادة لمسيرة الاعلام، يهود وصلوا من المهجر. وقالت نينا موريس هافانس: "انا هنا لأنه يهمني دعم اسرائيل وليس الاحتلال. عندما تطهر الشرطة المنطقة لكي تسمح لهم بالسير وصراخ الموت للعرب، لا يمكنني التماثل مع اسرائيل".
وكانت المحكمة العليا قد رفضت مساء امس الالتماس الذي قدمته جمعية مدينة الشعوب ضد قائد الشرطة في لواء القدس، بسبب قراره اطالة مسار المسيرة. وكان قائد الشرطة يورام ليفي قد قرر السماح للمتظاهرين من حملة الاعلام بمواصلة السير حول اسوار البلدة القديمة والدخول اليها عبر باب المغاربة. وكانت الشرطة قد منعت هذا المسار خلال العقد الاخير تحسبا لوقوع مواجهات مع السكان الفلسطينيين. وفي ردها على الالتماس ادعت الدولة ان الحاجة الحت لتخفيف الضغط الذي يمكن ان يسببه العدد الكبير من المشاركين.
وقال القاضي اوري شوهام، انه "يجب على الشرطة القيام بواجبها بأفضل شكل والعمل لمنع مظاهر العنف اللفظي والجسدي او اعمال التخريب خلال المسيرة، كما التزمت في اطار الالتماسات السابقة".
"زيارة ترامب قوضت دعاية اليونسكو"!
وفي خطاب اخر، القاه نتنياهو في الكنيست، بمناسبة "يوم القدس"، قال ان زيارة ترامب الى حائط المبكى "قوضت بضربة واحدة دعاية اليونسكو الكاذبة واوضحت بأن جبل الهيكل (الحرم) وحائط المبكى سيبقيان الى الابد تحت السيادة الاسرائيلية". وتطرق نتنياهو بذلك الى القرار الذي تبنته اليونسكو في تشرين الاول الماضي، والذي يتجاهل العلاقة التاريخية لليهود بحائط المبكى وبجبل الهيكل.
وقال نتنياهو: "كلما واصلنا تطويرها والحفاظ على طابعها المميز، هكذا سيتزايد الانكار والكذب حول ارتباط الشعب اليهودي بالقدس. قلت لترامب ان زيارته لحائط المبكى قوضت بضربة واحدة الدعاية الواهية لليونسكو. ما هو هذا الجدار، شحنة من الحجارة؟ لا. الجدار الخالد هو بطاقة هويتنا وهو يدل على من تواجد هنا وما الذي اعادنا الى وطننا. هناك محاولات متكررة لشطب جذورنا في القدس وارتباطنا بها. ربما يستغرق الأمر المزيد من الوقت، لكنه ليس لدي أي شك بأن نهاية هذه المسرحية العبثية الفشل لأن الحقيقة أقوى من كل الأكاذيب".
وأضاف رئيس الحكومة بأن القدس هي "مدينة تحترم ابناء الديانات المختلفة"، واكد: "نحن الذين انقذنا القدس من الاهمال والضائقة. نحن الذين اوصلناها الى نقطة القمة في تطورها. ما الذي ساد هنا في القدس؟ لا شيء تقريبا. في القرن التاسع عشر قامت هنا مملكة متقدمة او عاصمة فلسطينية نابضة بالحياة؟ يجب قول الحقيقة – القدس، مثل ارض اسرائيل كلها، كانت منطقة هامشية وقاحلة خلال الامبراطورية العثمانية"!
بعد كلمة نتنياهو، تحدث رئيس المعسكر الصهيوني، رئيس المعارضة البرلمانية يتسحاق هرتسوغ، والذي توجه الى نتنياهو قائلا له: "سيدي رئيس الحكومة، هذا هو الوقت للمضي نحو خطوة شجاعة وتاريخية من اجل الانفصال عن الفلسطينيين وتأسيس رؤية الدولتين للشعبين. هذا هو الوقت، بمناسبة مرور 50 سنة على حرب الأيام الستة، لإزالة هذا العبء الثقيل الذي يشكله ملايين الفلسطينيين وضمان استمرار وجود دولة اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية ودولة قومية للشعب اليهودي على مدار اجيال". واوضح هرتسوغ لنتنياهو انه سيدعمه اذا قرر المضي نحو خطوة سياسية "حقيقية وشجاعة".
بعد ذلك قال هرتسوغ ان حقيقة عدم نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، هي فشل لنتنياهو. وردا على الامور، طلب رئيس الحكومة العودة الى المنصة وقال لهرتسوغ: "هذه ليست مسألة عابرة. نحن نعتقد ان القدس كعاصمة لإسرائيل يجب ان تكون فيها كل السفارات. من الطبيعي ان الأمر القائم حاليا هو عبثي، وهذه هي الامور التي قيلت لكل القادة ولصديقتنا الكبرى الولايات المتحدة".
الى ذلك نشر البيت الأبيض مساء امس، بيانا لخص فيه لقاء ترامب مع الرئيس الفلسطيني في بيت لحم، وقال ان الرئيس الفلسطيني وافق على العودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل فورا.
ليبرمان قلق من صفقة الأسلحة الأمريكية - السعودية
تكتب "هآرتس" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، تطرق صباح امس الاربعاء، ولأول مرة الى صفقة الأسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي تم التبليغ عنها خلال زيارة الرئيس ترامب الى الرياض قبل عدة ايام. وخلال لقاء اجرته معه اذاعة الجيش، وجه ليبرمان انتقادا غير مباشر للصفقة، وقال: "لا اشعر بالاطمئنان مع كل سباق التسلح في الشرق الاوسط. صفقات الأسلحة في المنطقة وصلت الى 215 مليار دولار وهذا مبلغ ضخم. ولذلك لا اشعر بالرضا مع سباق التسلح والصفقة السعودية الضخمة". وقال ليبرمان ان "اسرائيل تتعقب التطورات ولدينا طرق لمواجهة ذلك".
وتطرق ليبرمان الى تسريب المعلومات السرية الى وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف والى السفير الروسي لدى واشنطن، سيرغيه كيسلايك، من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، وقال: "لقد تم توضيح كل ما كنا نحتاج لتوضيحه مع الاصدقاء في الولايات المتحدة. لقد اجرينا كل الفحص وتم توضيح كل المسألة ولا فائدة من الاستمرار". واضاف ليبرمان: "لقد اجرينا تصحيحا موضعيا، وهناك تعاون استخباري غير مسبوق".
الجنرال يدلين: "الصفقة لا تشكل خطرا على اسرائيل"
مقابل قلق ليبرمان، تكتب الصحيفة في نبأ منفصل، ان الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، ورئيس معهد راسات الامن القومي حاليا، يرى بأن الأسلحة التي سيتم تحويلها الى السعودية في اطار الصفقة التي وقعتها مع الولايات المتحدة، لا تشكل خطرا على اسرائيل. "فالحديث عن منظومة THAAD لإسقاط الصواريخ الباليستية، ودبابات تعرف اسرائيل كيف تعالجها، وفرص وصولها الينا منخفضة جدا، وكذلك طائرات بلاك هوك – هذه اسلحة يجب ان لا تثير القلق". واضاف يدلين في حديث ادلى به لصحيفة "هآرتس" ان بعض هذه المعدات يهدف الى الاحتماء من الصواريخ التي يتم اطلاقها على السعودية من قبل  الميليشيات الحوثية في اليمن، المرتبطة بايران.
وحسب أقواله فان الصفقة السابقة التي وقعتها الادارة مع العربية السعودية – والتي وصلت في اطارها الى الدولة طائرات اف-15 متقدمة من نوع S، والتي شملت تسليحا دقيقا، كانت اكبر من ناحية امنية. وحسب تلك الصفقة التي تمت في 2010، فقد تسلمت السعودية طائرات حربية من طراز اف-15 و132 طائرة اباتشي وبلاك هوك. لقد حاولوا في اسرائيل معارضة الصفقة، الا ان الادارة الامريكية اعتبرتها تهدف الى تعزيز سلاح الجو السعودي في مواجهة سلاح الجو الايراني. واوضح: "اذا عرفت اسرائيل في حينه كيف تتوصل الى تفاهمات مع الامريكيين حول التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي، فأنا اعتقد اليوم، مع هذه الصفقة، ان المقصود خطوة اشد بساطة".
كما قالت جهات في الجهاز الامني الاسرائيلي انه لا يسود لديها الانطباع بأن التقارير حول صفقة الاسلحة الحالية مع السعودية، ستقود الى ميزة خاصة في هذه المرحلة. واعتبروا في الجهاز الامني ان السعودية ليست دولة تشكل "تهديدا مباشرا" لإسرائيل، وقارنوها بدولة اخرى، مصر، والتي تتلقى هي ايضا اسلحة غربية متطورة في السنوات الاخيرة، لكنها وقعت على اتفاق سلام مع اسرائيل. ربما ينتظرون في اسرائيل تفسير وتفصيل رسمي للصفقة كلها. وتم يوم امس التبليغ في موقع الوكالة الامريكية للتعاون عن جزء صغير جدا من الاتفاق: 250 مليون دولار سيجري استثمارها في برنامج التدريب لقوات سلاح البحرية السعودي.
وقال يدلين انه "كما في كل مسألة امنية، توجد لها مركبات كثيرة، بعضها ايجابي وبعضها ينطوي على مخاطر. اعتقد انه يجب، في هذه الصفة، ان نرى اولا المصالح المشتركة التي نشأت بين اسرائيل والسعودية مقابل التهديدات الرئيسية في الشرق الاوسط. ولذلك، فان السعودية ليست دولة معادية فاعلة حاليا. ولكن من جهة اخرى، يجب ان نتذكر بأنه في دول مثل السعودية هناك مشكلة الاستقرار. اذا تم تغيير النظام في السعودية، فان الأسلحة ستصل الى نظام سيكون اكثر عداء لإسرائيل. وهذه الفرصة ليست عالية". وقال انه في حالة كهذه ستتوقف الولايات المتحدة عن توفير قطع الغيار والارشاد، وسيتوقف نشاط الطواقم الجوية الاجنبية. ومع ذلك اعرب يدلين عن تخوفه من وجود اسلحة اخرى يمكن ان تصل الى السعودية في المستقبل والتي لم يتم تفصيلها بعد.
والى جانب صفقة الأسلحة السابقة التي تم توقيعها مع السعوديين في بداية العقد، التزمت الولايات المتحدة بأن تكون اسرائيل صاحبة الحق الاول في تسلم منظومات الاسلحة الجديدة. هكذا حدث بالنسبة لطائرات الشبح اف 35، التي اصبحت اسرائيل اول دولة في الشرق الاوسط تستخدمها (باستثناء تركيا التي اشترت 100 طائرة كهذه). لقد حصلت اسرائيل عمليا على "الحصرية" في امتلاك طائرات اف 35 في المنطقة، ورغم الاهتمام الذي ابدته دول الخليج بهذه الطائرات، ومن بينها السعودية ايضا، الا انها لم تحصل على تصريح بطلب الطائرات. في هذا الموضوع قال ضابط في سلاح الجو لصحيفة "هآرتس" ان امكانية ذلك ليست جزء من السيناريو الاسرائيلي. واضاف: "حاليا لا نواجه تهديد امتلاك العدو لطائرات اف 35".
اخضاع البرغوثي للفحص الطبي في المشفى
تكتب "هآرتس" انه تم يوم الاثنين الماضي، نقل الأسير مروان البرغوثي، زعيم اضراب الاسرى الامنيين، الى المستشفى لإجراء فحوصات طبية، بعد شعوره بحالة صحية سيئة. وبعد اجراء الفحوصات له تم اعادته الى سجن الجلمة. وجاء من سلطة السجون انه تم خلال اليومين الاخيرين نقل حوالي 150 اسيرا مضربا عن الطعام للفحص في المستشفيات، وتم الابقاء على 15 منهم في المستشفيات لتلقي العلاج، واعادة الآخرين الى السجون. ونشر نادي الأسير الفلسطيني، امس، بيانا اقتبس فيه الأسير محمد الغول (40 عاما) المضرب عن الطعام منذ 38 يوما. وحسب اقواله فقد تم نقل قسم من الاسرى المضربين الى سجون اخرى، واحتجازهم في غرف ضيقة، متسخة ومليئة بالحشرات. ونشرت حركة حماس، امس، بيانا دعت فيه الفلسطينيين في الضفة للخروج الى الشوارع ومواجهة قوات الجيش "واشعال المنطقة" دعما للأسرى.
واعربت عائلات الاسرى ودائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين، امس، عن خيبة املهم من عدم حل الازمة خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى اسرائيل. وحسب اقوالهم فقد جرت محاولات لممارسة الضغط الدولي من اجل انهاء الاضراب عن الطعام، خلال زيارة الرئيس.
وقام احد قادة اضراب الاسرى، الأسير كريم يونس، بتحويل رسالة بواسطة شقيقه المحامي تميم يونس، امس الاول، اكد فيها اصرار قادة الإضراب على مواصلة نضالهم حتى نيل حقوقهم. وقال يونس ان اجهزة الامن الاسرائيلية ليست مستعدة لمناقشة مطالب الاسرى طالما واصلوا الإضراب عن الطعام.
الى ذلك قدم النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة) ومركز عدالة، امس الاول، التماسا الى المحكمة العليا ضد قرار لجنة الكنيست ومفوضية خدمات السجون، بمنع زيارات النواب للأسرى الامنيين بشكل جارف. كما طالب جبارين بالسماح له بزيارة قائد الاضراب مروان البرغوثي فورا.
وكتبت المحامية منى حداد من مركز عدالة، في الالتماس، ان منع الزيارات يحبط القدرة على ضمان مراقبة برلمانية مناسبة لشروط اعتقال الأسرى. وقالت ان "اهمية زيارات النواب لدى الأسرى الامنيين والحاجة الى المراقبة البرلمانية تتزايد بشكل خاص خلال فترة الإضراب عن الطعام". واضافت حداد ان "التقارير والشكاوى التي تصل حول خرق حقوق الاسرى خلال هذه الفترة تحتم اجراء رقابة برلمانية. رفض السماح للنائب بالتقاء البرغوثي، من دون تقديم أي تفسير لهذا المنع وخلافا لأوامر القانون، يشكل مسا بالغا بحصانته كعضو كنيست وحريته بالتجوال داخل البلاد. هذا الرفض يمس بحقه في العمل بحرية وباستقلالية في اطار اداء مهمته".
وتم الادعاء في الالتماس بأن قرار لجنة الكنيست الذي يمنع زيارات النواب للأسرى الامنيين يمس بشكل اعتباطي وغير قانوني بنشاط عضو الكنيست. وكتب النائب جبارين في التماسه: "نتلقى تقارير حول الخرق الخطير لحقوق الأسرى المضربين عن الطعام، ومن حقي بل واجبي فحص الامور في اطار نشاطي كعضو كنيست. منع زيارات النواب للأسرى الفلسطينيين يشكل مسا بالغا بحقوق وحصانة النواب. من واجبي كمنتخب جمهور مراقبة سلوك سلطة السجون، وليس مقبولا على الوعي منعي من زيارة الاسرى".
بعد فضائح استقبال ترامب: نتنياهو يأمر بمنع المصافحة ايدي الوزراء
تكتب "يسرائيل هيوم" انه في اعقاب "حادثة السيلفي" التي التقط خلالها النائب اورن حزان صورة شخصية له وللرئيس ترامب خلال مراسم الاستقبال في المطار، امر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتم، بإلغاء طقس مصافحة ايدي الوزراء خلال مراسم الاستقبال الرسمية.
وبالإضافة الى حادثة حزان، ينبع هذا القرار ايضا من معايير اخرى، من بينها حقيقة ان مصافحة الايدي استغرقت وقتا اطول من المقرر.
وكان الجانب الامريكي قد حاول الغاء طقس مصافحة الايدي بادعاء ان المقصود زيارة عمل فقط، وطلبوا بأن تكون المراسم في المطار قصيرة جدا، لكنهم استجابوا في نهاية الأمر للطلب الاسرائيلي.
ويشار الى ان الانتقاد لم يوجه الى حزان فقط، وانما الى الوزراء الاخرين الذين استغلوا المصافحة لتبادل عدة عبارات مع الرئيس الامريكي، الأمر الذي آخر الجدول الزمني للمراسم.
احد هؤلاء الوزراء كان نفتالي بينت الذي قال لترامب "يجب ان تكون اول رئيس يعترف بالقدس". وقد اعتبرت كلماته هذه عدائية ازاء ترامب وازعجت ليس المنظمين للحدث فقط وانما اعضاء الوفد الامريكي. كما اثار الانتقاد تصرف العديد من الضيوف الذين كان يفترض ان يبقوا على مقاعدهم، لكنهم اندفعوا الى صف المستقبلين مع الوزراء، وبعضهم رفض ترك المكان رغم مطالبتهم بذلك من قبل منظمي المراسم في وزارة الخارجية.
وقال مصدر رفيع مطلع على الخطوة انه "عندما هبط ترامب في مطار روما شاهد الجميع ما تعنيه المراسم القصيرة، حين صافح المسؤولون الكبار الرئيس من دون ان يحاول احدم تبادل كلمات معه او التقاط صورة سيلفي. منذ اليوم لن يتكرر مثل هذا المشهد المخجل الذي رأيناه في اسرائيل".
ريغف: "في حرب 67 استكملنا ما لم ننجزه في 48"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزيرة الثقافة ميري ريغف دخلت في مواجهة مع النائب احمد الطيبي خلال مناقشة مشروع قانون احياء ذكرى النكبة في الكنيست. فقد لسع الطيبي ميري ريغف وقال ان "الف فستان مستفز لا يصل الى أصلانية الكوفية الفلسطينية".
وردت ريغف على الطيبي قائلة: "انتم تريدون احياء يوم النكبة، ولكن من اجلك يجب اضافة فصل في قصة ليلى الحمراء، يطلب بموجبه الذئب من ليلى الحداد لأنه لم ينجح بافتراسها. في مثل هذا اليوم، تماما قبل 50 سنة، استكملنا ما لم ننجزه في اليوم الذي تسمونه كذبا يوم النكبة".
الكين يقترح مخططا لترميم البنى التحتية في القدس الشرقية
تكتب "يديعوت احرونوت" ان الحكومة الاسرائيلية، تنوي بمناسبة "يوم القدس" المصادقة على خطة بتكلفة 177 مليون شيكل، لربط الأحياء العربية في القدس الشرقية بالبنى التحتية. وفي اطار الخطة التي اعدها وزير شؤون البيئة، القدس والميراث، زئيف الكين، سيتم ربط 30 منزلا بشبكة الصرف الصحي البلدية، وستقام بنى تحتية للصرف الصحي بطول 33 كلم، وسيتم تطوير شبكة الصرف الصحي القائمة وتوفير حاويات للنفايات وشاحنات لتفريغها، وستقام محطة لمعالجة النفايات. ومن المقرر ان تناقش الحكومة هذه الخطة خلال الاجتماع الخاص الذي ستعقده الحكومة يوم الاحد المقبل في "نفق حائط المبكى".
يشار الى ان اجزاء واسعة من احياء القدس الشرقية تفتقد الى تخطيط منظم، ويجري بناء الكثير من البيوت بدون تراخيص، الأمر الذي يصعب معالجة وتنظيم الشؤون البيئة، كالنفايات والصرف الصحي. ويترافق ذلك بالمصاعب الطوبوغرافية للمنطقة وحقيقة ان هذه الأحياء كانت تشكل قرى بنيت مع بنى تحتية متدنية، وبقيت كما كانت عليه بعد ضمها الى منطقة نفوذ القدس في 1967.
ويعيش في الاحياء العربية في القدس 321.113 مواطن، وتصل نسبة الفقر هناك الى 75%، والى 84% في صفوف الاولاد. وتبلغ نسبة العائلات التي تتلقى المساعدة من قبل مكتب الرفاه الى اكثر من 37%، علما ان متوسط الدخل الشهري للمواطن العربي في القدس يصل الى 1900 شيكل فقط. ويعاني سكان القدس الشرقية من ضائقة اسكان صعبة ومن اكتظاظ اسكاني.
وتشمل الخطة كل الاحياء العربية في القدس، داخل الجدار الامني وخارجه، ولكنه في المرحلة الحالية سيتم تطبيقها في الاحياء الواقعة داخل الجدار الامني. اما الأحياء الواقعة وراء الجدار فسيتم التعامل معها في اطار خطة منفصلة.
وحسب الخطة ستقوم وزارة المالية بتحويل ميزانية الى وزارة القدس والميراث من اجل إخلاء محطة النفايات الواقعة في "سوق الخراف" بجانب سور البلدة القديمة، والتي تشكل مصدرا للأوبئة. كما يقترح الوزير العمل على اقامة منشأة متطورة لمعالجة النفايات، بالتنسيق مع بلدية القدس وبلدية مستوطنة معاليه ادوميم.
وقال الكين، امس: "ليس من المقبول ان تكون في عاصمتنا شبكة صرف صحي تعود الى العصور الوسطى. من يؤمن بالقدس الموحدة فعلا، حان الوقت لكي يتعامل مع موضوع القدس الشرقية كمشروع قومي. يسرني اني نجحت بقيادة هذه الخطوة الطبيعية التي ستقود الى تغيير دراماتيكي في كل ما يتعلق بالصرف الصحي والنفايات".
عملية لعصابة بطاقة الثمن في وادي عارة
تكتب "يديعوت احرونوت" ان قرية عارة في وادي عارة، تعرضت ليلة امس الاول الى اعتداء من قبل عصابة "بطاقة الثمن". فقد تم احراق سيارتين على مدخل القرية، وكتبت الى جانبهما شعارات "بطاقة ثمن ادارية" و"تحية للمبعدين". وقالت شرطة لواء الشاطئ انها فتحت تحقيقا في الموضوع.
وقال المحامي علاء عثامنة، من سكان قرية كفر قرع المجاورة ان الصدمة تعم الجميع. "لقد وقع الحادث تماما على الشارع الرئيسي والشرطة تقف عاجزة امام هؤلاء الناس. حان الوقت كي يدخل الشاباك الى الصورة ويعتقل كل هؤلاء الخارجين على القانون. في كل القرى يسود الخوف وفقدان الامن والعجز".
يشار الى انه تم قبل عدة ايام تنفيذ اعتداء مماثل في قرية الناعورة، في منطقة الجلبوع، من قبل عصابة بطاقة الثمن. وهذا هو الحادث الخامس الذي تنفذه هذه العصابة منذ 25 نيسان الماضي، حيث تم منذ ذلك الوقت اصدار حوالي 20 امر ابعاد لنشطاء شبيبة التلال المتطرفين.
مقالات
اكاذيب من حولها
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه كما في كل حدث من احداث "يوم القدس"، يقسم القادة الاسرائيليين باسم المدينة، ويلتزمون بأنه لن يتم تقسيمها ثانية الى الابد، ويعدون بأن المستقبل الوردي ينتظرها مع سكانها. في مراسم افتتاح احتفالات اليوبيل الذهبي لتوحيد المدينة، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: "نحن نقف هنا بفخر وبمجد، في القدس، التي هي فرح حياتنا، فخر شعبنا، عاصمتنا الابدية والموحدة الى الابد". وكعادته تحدث رئيس البلدية نير بركات عن "القفزة الكبيرة" – "انت ترى ذلك في الاستثمار الضخم في البنى التحتية، خطوط القطار الجديدة وشبكة الكوابل التي ستسهل الوصول الى القدس القديمة". ولكن، حتى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، الذي كان يريد، خلافا لنتنياهو وبركات، القدس موحدة ومتساوية كجزء من رؤيته للدولة الواحدة، اعترف انه "بين غرب المدينة وشرقها، لا تزال هناك فجوة عميقة من الفوارق غير المحتملة في نسبة الفقر، فجوة ضخمة في البنى التحتية، فجوة من الاهمال المتواصل".
لقد مضى زمن التصريحات الرنانة حول القدس الموحدة، او بدلا من ذلك، زمن الاعتراف بالخطأ. لقد كان للحكومة الاسرائيلية وبلدية القدس على مختلف اجيالها، ما يكفي من الوقت من اجل تصحيح الظلم، ووقف الاهمال، واجتثاث الفقر، وقيادة مشاريع كبيرة توحد المدينة فعلا. كان لدى اسرائيل والقدس الكثير من الوقت للعمل من اجل البنى التحتية والموارد المتساوية لكل احياء المدينة وكل سكانها، من دون فارق ديني او قومي.
50 سنة هي ما يكفي من الوقت من اجل الحكم على اسرائيل بشأن نجاحها في القدس، والصورة تعكس فشلا مدويا. هذه هي العاصمة الوحيدة في العالم الغربي التي لا يعتبر 40% من سكانها مواطنين في الدولة. في القدس الشرقية يعيش حوالي 80% من السكان تحت خط الفقر، و80% من البيوت مقامة بشكل غير قانوني، واكثر من 90% من الطلاب في القدس الشرقية يقدمون امتحانات التوجيهي الفلسطيني. في القدس منظومتان للمواصلات العامة، شركتان للكهرباء، نوعان من المكانة المدنية ومنظومتي قوانين منفصلة. هذه ايضا هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تعترف بها أي دولة او أي تنظيم دولي، ولا توجد فيها حتى سفارة واحدة. حتى الرئيس دونالد ترامب لم ينقذ القدس من عدم الاعتراف بها.
يوم امس، وكما في كل "يوم القدس"، سارت في الحي الإسلامي مسيرة الاعلام المتطرفة والمشبعة بالعنصرية والعنف من قبل شبيبة الصهيونية الدينية. وهذا العام سمحوا للمسيرة بالالتفاف حول اسوار البلدة القديمة، حتى باب المغاربة، وعبر مسار يمر في الشوارع الرئيسية للقدس الشرقية. وجرى هذا كله لتوضيح من يسيطر على المدينة. لكن تظاهرات السيطرة والقوة لن تنجح بتمويه حقيقة ان القدس هي مدينة مقسمة. ولا حقيقة أنه آن الاوان لصياغة حل سياسي، يعكس واقع القدس، وليس الكليشيهات والشعارات التي تلفها.
بتسيلم ويكسرون الصمت هما مثال للوطنية
يكتب ديمتري شوماسكي، في "هآرتس" ان اصوات التضامن القليلة في اسرائيل مع التنظيمين المقاومين للاحتلال "بتسيلم" و"يكسرون الصمت"، واظهار الدعم الكبير لهما من جانب المجتمع الدول، تؤكد مساهمتهما في تدعيم الأسس الديموقراطية لدولة اسرائيل، النابعة من حقيقة مواقفهما الناقدة لسياسة الحكومة.
وقد عبر عن ذلك جيدا، قبل فترة ليست بعيدة، المتحدث بلسان الخارجية الامريكي مارك تونر. ففي اعقاب رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التقاء وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، بسبب اجتماعه مع ممثلي هذين التنظيمين، قال تونر انه من المهم في كل مجتمع مدني سليم وجود مجموعات من هذا النوع، ووجهات نظر منوعة. وحسب رأيه، فان هذا يعتبر جزء هامًا من كل ديموقراطية قائمة.
لكن جوهر وهدف بتسيلم ويكسرون الصمت لا يتوقف على المعيار الديموقراطي والعالمي الذي يظهر في الانتقاد للسلطة وصراعهما غير المساوم دفاعا عن حقوق الانسان. في نظرة عميقة الى نشاطهما، يمكن لنا ان نشخص لدى هذين التنظيمين ميزتين هامتين: الوطنية الاسرائيلية والقومية اليهودية. هاتان الميزتان اللتان يسعى بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ونفتالي بينت وافيغدور ليبرمان، وكل رعاع الفاشية من مختلف طوائف اسرائيل التي تدعمها، الى سلبهما من التنظيمين من خلال التحريض الأرعن عليهما.
بتسيلم ويكسرون الصمت هما مثال للوطنية الاسرائيلية، لأن استمرار الاحتلال والاستيطان يهدد بشكل خطير مستقبل الوجود المادي لدولة اسرائيل. حقيقة ان السيطرة الاسرائيلية، المباشرة على الشعب الفلسطيني تكاد تستكمل سنة اليوبيل من دون ان تدفع اسرائيل ولو لمرة واحدة، ثمن ذلك، تجعل الكثير من الاسرائيليين يتوهمون انه يمكن مواصلة الوضع الراهن للاحتلال لسنوات طويلة اخرى.
ولكن، اذا كان الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني قد اندمج خلال العقود الاولى للاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي، في اطار المواجهة، العلمانية في اساسها، بين الغرب والكتلة الشيوعية، فانه اليوم، في عهد ما بعد العلمانية، اصبح الطابع الديني للصراع الاسرائيلي الفلسطيني اكثر تكاملا.
لا يمكن لأي حديث عن نوايا الصهيونية  خلق قومية عصرية علمانية، والذي يعتبر صحيحا في حد ذاته من ناحية تاريخية، ان يغطي على حقيقة ان دولة اسرائيل الحالية، التي تحارب بواسطة كل انواع الخدع، من اجل ارض اسرائيل الكاملة تحت السلطة اليهودية، تعمل حسب "المنطق" الديني المتعصب، المظلم والفارغ المضمون، الا من الادعاء الذي يسلب الحقوق القومية للفلسطينيين في البلاد، على أساس الكوشان التوراتي.
هذه السياسة، والى جانبها مجموعات من اليهود، التي تسعى الى تدمير المساجد (الحرم القدسي) وانشاء الهيكل على انقاضها، ومقابلها التزمت الاسلامي المتطرف، تدفع الشرق الاوسط الى حافة الحرب الدينية. وبما انه، حسب منشورات اجنبية، يملك احد اطراف هذا الحرب سلاح الدمار الشامل، فمن الواضح ان مثل هذه الحرب يمكن ان تدمر المنطقة كلها، خاصة دولة اسرائيل.
الطريقة الوحيدة لمنع الحرب الدينية تكمن في الاخلاء المطلق للمناطق المحتلة من قبل اسرائيل. ولذلك، فان كل جهة اسرائيلية تسعى الى دفع الحكومة لسلوك هذا الطريق، انما تعمل على انقاذ الدولة من الكارثة، وبالتالي فهي تمثل الوطنية الاسرائيلية في افضل اشكالها.
بتسيلم ويكسرون الصمت هما، ايضا، مثال القومية اليهودية لأن الانتقاد الثاقب لطريق اسرائيل المحتلة والمستوطنة، يتفق تماما مع احدى الدلائل الجوهرية للقومية اليهودية الحديثة: الطموح القوي للتصحيح الداخلي للواقع الجماعي اليهودي.
القومية اليهودية، وخاصة في صورتها الصهيونية، تقبلت واستوعبت الكثير من الجوانب الناقدة التي طرحها التنوير الاوروبي ازاء ما اعتبره المرض الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي للواقع اليهودي على حافة العصرنة. بل لقد عرضت العلاج: تطبيع سياسي للوجود اليهودي من خلال تحويل اليهود الى قومية اقليمية عصرية، تعيش داخل حدود سياسية معترف بها من قبل "محكمة الشعوب".
مع اقامة الدولة وقفت اسرائيل على هذا الطريق، لكن الاحتلال والمستوطنات عطلوا عملية التطبيع الوطنية التي طال انتظارها. الكابوس النهائي للصهيونية السياسية – اليهود كشعب او غير شعب- الذي يجد صعوبة في الانسجام مع الأسرة الدولية الحديثة نظرا لعدم وجود تعريف سياسي لوجوده السياسي - يعود اليوم وبشكل كبير.
في السنة الخمسين للاحتلال، اسرائيل هي دولة تفتقد الى حدود واضحة، وتتراكض على ابواب أمم العالم، صغيرة كانت ام كبيرة، من اجل كشط نسبة ضئيلة هنا، واخرى هناك، من الشرعية الدولية التي لم تعد مرة اخرى، مفهومة ضمنا. وبهذا فإنها تجسد في صورتها انتحال بعض خصائص الهوية الجماعية، والتي اعتبرها بينسكر، وهرتسل ونورداو، في حينه، دليل الشذوذ القومي للشعب اليهودي.
حقيقة ان اسرائيل تستمتع في الوقت ذاته بقوة عسكرية واقتصادية، تضخم فقط العرض البشع الذي تختار فيه قوة اقليمية وتكنولوجية، تفكيك سيادتها القانونية الى جيوب استعمارية غير قانونية، على اراضي وجسد امة اخرى.
التناقض غير المحتمل، الكامن في الوضع الحالي لإسرائيل، بين مركبات الدولة القومية الطبيعية ودلائل الحركة القومية – الدينية الفوضوية، يحتم التصحيح الصهيوني الاخير من اجل تحقيق الحالة الطبيعية السياسية - القومية لإسرائيل: ازالة ورم الشذوذ الاستيطاني القائم خارج الحدود، من جسدها. بتسيلم ويكسرون الصمت – في توجههما الى المجتمع الدولي لمساعدة اسرائيل على التخلص من هذا الورم، كما احتاجت الصهيونية السياسية في حينه للمساعدة من قبل امم العالم من اجل تحقيق تقرير المصير القومي – يعتبران من رواد هذا التصحيح الصهيوني.
ترامب تغير وخلق التغيير
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان الأيام القليلة التي امضاها الرئيس دونالد ترامب في الشرق الاوسط، خلقت التغيير، رغم انه لم تنقص خلال الزيارة المراسم التي كررت ذاتها، وكلمات المجاملة وكذلك الاطراء السخي الزائد من جهة كل طرف، الا ان الزيارة لم تكن زيارة مجاملة فقط. لقد تنازل ترامب في السعودية عن مواجهة العالم الاسلامي وخلق لدى قادة الدول الإسلامية الشعور بأن الولايات المتحدة مصرة اكثر من الماضي على الوقوف امام ايران واذرعها. وقد عزز العلاقة مع السعودية، سواء من خلال توقيع صفقة الأسلحة الكبيرة او من خلال دعم مكانتها كأهم دولة في العالم الإسلامي.
في اسرائيل، وفي الرحلة القصيرة الى بيت لحم، اوضح توجهه: بقدر اقتناعه (الى حد كبير من قبل نتنياهو) بأن ايران هي المشكلة المركزية في المنطقة، وانها من يمنع الاستقرار، هكذا تبنى المفهوم الذي يحبه نتنياهو بشكل اقل، وهو ان السلام الاسرائيلي – الفلسطيني سيسمح بإقامة "غرفة الطوارئ" الاقليمية، بمشاركة علنية من قبل الدولة التي تتمتع بأكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط. لقد فهم انه حتى اذا كان قادة العالم العربي يعتبرون المشكلة الفلسطينية عظمة في حلوقهم، فانهم لا يستطيعون اقامة التحالف الذي يطمح اليه جدا دون ان يتم حل هذه المشكلة بهذا الشكل او ذاك.
يبدو ان عاملان التقيا هنا: الاول، الطموح الشخصي للرئيس بإثبات قدرته على النجاح حيث فشل غيره، والثاني – فهمه بأن هدفه الاستراتيجي في الشرق الاوسط لن يتحقق من دون حل القضية الفلسطينية. انه يريد حلها بمساعدة الدول العربية، ويفهم ان تدخلها سيسهل على الرئيس عباس الموافقة على التسوية، لكنه من الواضح له، ايضا، انه لا يمكن انتاج السلام الاسرائيلي العربي وبعد ذلك فقط محاولة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين.
ترامب يفاجئ. انه لم يصبح بعد عدوا لليمين الاسرائيلي، ولا المسيح بالنسبة لليسار، لكن التغيير السريع الذي ولدته رسائله خلق وضعا جديا، عاد فيه موضوع السلام الاسرائيلي – الفلسطيني الى مكانة عالية على جدول الاعمال الاسرائيلي والدولي. لقد تخلى عباس عن الشروط المسبقة للقمة، واسرائيل سمحت بإنشاء بنى تحتية في المناطق C، وتعززت مكانة عباس، ووجدت المبادرة العربية نفسها تعود مرة اخرى الى حوار السلام الممكن.
لقد قال نتنياهو ان هذه هي المرة الاولى التي يشعر فيها بالأمل الحقيقي بالتغيير. دمج العالم العربي الذي يريد جدا تطبيع العلاقات مع اسرائيل ويحتاج الى مساعدتها، والرئيس الامريكي الذي يشعر بالتقرب منه، هو كما يبدو السبب الاساسي لذلك. سياسيا يتضح لنتنياهو ان "البيت اليهودي" يمكن ان يكتفي بالتصويت في الحكومة ضد سياساته، لكنه لن يمنع منه الغالبية الائتلافية. حتى اذا كان كلاهما – عباس ونتنياهو – يفضلان الوضع الراهن ويأملان في خفايا قلبيهما، بأن تكون قصة الحب بين ترامب والسلام في منطقتنا مجرد نزوة عابرة – فانهما يجدان نفسيهما الان، في وضع جديد، سيكون فيه عليهما اتخاذ قرارات والقيام بعمل.
ابحث عن السلاح
يكتب نداف أيال، في "يديعوت احرونوت" ان العام المنصرم كان الاكثر نجاحا بالنسبة لصناعة السلاح وتجار الأسلحة، منذ انتهاء الحرب الباردة. وحسب التنظيم السويدي الدولي الذي يتعقب بيع السلاح العسكري، فإننا نتواجد في ذروة سباق تسلح غير مسبوق في عهد ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وهذا مجرد جزء من الاخبار المثيرة للقلق: هناك منطقة واحدة وفرت غالبية النمو الضخم لكميات الاسلحة التي تم بيعها. نعم لقد صدقتم في التكهن. انها منطقة الشرق الاوسط. ولا يجري الحديث عن اسرائيل. فدول مثل السعودية وقطر قادت اكبر صفقات شراء الاسلحة المتطورة، واحيانا وصلت الزيادة في الشراء الى مئات النسب المئوية.
قبل عدة ايام شاهدنا توقيع صفقة أسلحة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية. وحسب وضع الحساب السعودي الجاري، فإنه لا توجد طريقة حقيقية لدفع ثمن الأسلحة التي امتلكتها إلا إذا ارتفعت اسعار النفط بشكل دراماتيكي. لا تقلقوا، حرب صغيرة او كبيرة – وسيتم حل المشكلة. السلاح اصبح متوفرا، والسعودية، كما يسود الانطباع، تعد لحرب كهذه مع ايران.
لا يجب اتهام ترامب بالإهمال في مسألة بيع الأسلحة، فهو يكمل فقط سياسة اوباما. لم يكن في التاريخ الأمريكي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية رئيس باع اسلحة اكثر من اوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام. لقد باعت الولايات المتحدة الأسلحة ولا تزال تبيع بشكل جنوني.
صناعة الأسلحة هي طريق العالم (السيئة). الادعاء الكلاسيكي الذي نسمعه دائما هو: اذا لم نقم نحن بالبيع، فسيعثرون على بائع اخر. لكن الفجوة الاخلاقية غير المحتملة تبدأ عندما تدفع صناعة الأسلحة السياسة، وتغذي عجلات المنظومة وتحرك الخطوات. قادة الحرب، الصناعات وتجارها يفعلون ذلك في أحيان متقاربة في افريقيا- ولكن ليس هناك فقط. لقد تبين ان 70 الف قطعة سلاح تمت مصادرتها في السنوات الاخيرة، في المكسيك، خلال مكافحة عصابات المخدرات هناك، هي بنادق ومسدسات تم تهريبها من الولايات المتحدة. لقد تم شراؤها بشكل غير قانوني، غالبا، في الاسواق المفتوحة او بواسطة شركات وهمية، وتهريبها الى المكسيك عبر مسارات نقل المخدرات الى الولايات المتحدة.
لقد وصلت مئات ملايين الدولارات، بشكل غير مباشر، الى شركات صناعة الأسلحة الامريكية. ها هي دائرة مكافحة المخدرات: العصابات تبيع منتجاتها في الولايات المتحدة، وتستخدم اموال المدمنين الامريكيين لشراء سلاح امريكي. المال ينتقل من المدمنين الى صناعة الاسلحة. وهؤلاء يستخدمونه لضمان عدم فرض قيود اساسية على شراء الاسلحة – مثلا، امريكي يظهر في القائمة الفدرالية للمشبوهين بالإرهاب، يمكنه شراء مسدس – ويعمل لوبي الصناعات العسكرية على ضمان عدم تغيير ذلك. لوبي السلاح الأمريكي هو الاقوى والاهم في الولايات المتحدة.
منذ منتصف القرن العشرين، كان عدد الامريكيين الذين قتلوا نتيجة تعرضهم لنيران المسدسات والبنادق داخل الولايات المتحدة، اكبر بكثير من القتلى الامريكيين في كل الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، وهذا يشمل الحربين العالميتين وحرب فيتنام. وعلى الرغم من ذلك تتمسك الولايات المتحدة بأسهل مفهوم لحيازة الأسلحة في العالم، والذي يحظى بالطبع بدعم دستوري.
وماذا بالنسبة لإسرائيل؟ انها تهجم مثل غيرها من الدول. فهي من بين الدول الناجحة في العالم في مجال تصدير الأسلحة، وتجارها يرسلون السلاح الى كل القارات. في الاسبوع القادم سيقام معرض دولي للأسلحة، وسيصل اليه القادة من دول مثل كونغو وجمهورية وسط افريقيا، التي حظرت الامم المتحدة بيع اسلحة لها. كما سيتواجد ممثلو دول مثل ماينمار وشاطئ العاج، والتي تعتبر من اكثر المناطق اشكالية من حيث استخدام الاسلحة.
صناعة الأسلحة توفر للاقتصاد الاسرائيلي مليارات الدولارات والاف اماكن العمل، وهذا لن يتغير. لكنه من المفضل جدا ان تلجأ اسرائيل الى الحذر الشديد – سياسا واخلاقيا. خلافا لقوى عظمى كالولايات المتحدة او روسيا، من السهل جدا اتهام اسرائيل، وخصومها باتوا يفعلون ذلك، مثلا بنشر معلومات كاذبة حول دورها في ابادة الشعب في رواندا. ولكن ايضا من دون هذه الأكاذيب، تتحمل الدولة اليهودية المسؤولية التاريخية ويوجد معني للمنتج الذي يتم بيعه. الصواريخ ليست رشاشات ماء.

التعليـــقات