رئيس التحرير: طلعت علوي

شبح "الفوضى الإلكترونية" يبدأ في الانحسار بعد هجوم فيروس "الفدية"

الثلاثاء | 16/05/2017 - 05:56 صباحاً
شبح "الفوضى الإلكترونية" يبدأ في الانحسار بعد هجوم فيروس "الفدية"


ابتعد شبح "الفوضى الإلكترونية" الذي خيم إثر الهجوم الإلكتروني غير المسبق لفيروس الفدية "وانا كراي"، مع تنظيم الرد عليه في نحو 150 دولة طالها الهجوم.
وفيما لا تزال تداعيات الهجمات الإلكترونية تتفاعل في العالم. قال يان أوب جن أورث المتحدث باسم الشرطة الأوروبية "يوروبول" في لاهاي "يبدو أن عدد الضحايا لم يرتفع والوضع يبدو حتى الآن مستقراً في أوروبا".
ووفقا لـ "الفرنسية"، قال أورث "يبدو أن كثيرا من مسؤولي الأمن المعلوماتي قاموا بعملهم خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدثوا برامج الأمن".


وتابع أنه "لا يزال من المبكر معرفة من يقف وراء الهجوم، لكننا نعمل على فك الشفرة في الملفات التي تضررت".
وبحسب مختصين، فقد استعدت أمس الحكومات والشركات في أنحاء العالم، لمواجهة هجمات إلكترونية جديدة بفيروس طلب "الفدية".
وحذر مختصون في مجال الأمن الإلكتروني من احتمالات تنشيط هذا الفيروس، مع تشغيل أجهزة الكمبيوتر بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع وانطلاق أعمال كثير من الشركات والأسواق أمس.
إلا أن هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا، التي كانت قد أبلغت عن بعض حالات الإصابة الأولى يوم الجمعة الماضي، قالت "إن أغلب المنظمات المتضررة تعمل بشكل طبيعي"، كما قللت من احتمال وقوع موجة أخرى واسعة من الهجمات هذا الأسبوع.
وأضافت هيئة الصحة الوطنية في بيان لها "لا نعلم بوجود موجات أخرى مخططة"، مشيرة إلى أن المعلومات المتوافرة لا تتضمن تحذيرات بهذا الأمر.


وكانت الهجمات الإلكترونية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، قد تسببت في إلحاق أضرار بأجهزة الحاسب الآلي في 150 دولة، وأصابت ما لا يقل عن 200 ألف جهاز كمبيوتر في أنحاء العالم، وذلك على الرغم من تحذير شركات الأمن الإلكتروني الشهر الماضي من احتمالات وقوع هجمات.
من جانبها، وصفت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروبول" حجم الهجوم العالمي بأنه "غير مسبوق".
فيما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن محللين قولهم، "إن المنظمات والشركات في بريطانيا دفعت منذ يوم الجمعة الماضي نحو 38 ألف دولار لمجرمي الإنترنت، مقابل فك شفرات الملفات الخاصة بها".
ووفقا لـ "رويترز"، أكدت حكومات وشركات آسيوية حدوث بعض الأعطال بسبب الفيروس "وانا كراي" وهو من برمجيات "الفدية الخبيثة"، في حين حذر مختصون في مجال أمن الإنترنت من تأثير أكبر مع فتح مزيد من الموظفين أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وفحص بريدهم الإلكتروني.


وفي الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أبلغت أنظمة المدفوعات والخدمات الحكومية عن بعض الأعطال بسبب الهجوم الإلكتروني لكن بشكل أقل مما كان متوقعا. وكانت الأعطال منخفضة في بقية آسيا بما في ذلك اليابان والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا.
وبعد أن جاء تأثر المؤسسات الآسيوية دون المتوقع أمس، فقد نبه مختصون في مجال أمن الإنترنت إلى مخاطر محتملة في المستقبل.
وأضافوا أن "الشركات التي أصيبت في الهجوم، الذي ينتشر على الأخص عبر البريد الإلكتروني، قد لا ترغب في إعلان الأمر".
وقال تيم ويلسمور مدير قسم معلومات التهديدات في آسيا والمحيط الهادي في شركة فاير آي لأمن الإنترنت "نتفقد الضحايا وما زلنا نرى كثيرا منهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي، إنها حملة عالمية، ولكن لا يمكنني القول إنها لم تؤثر في هذه المنطقة بنفس حجم تأثيرها في مناطق أخرى".


وذكر مايكل جازيلي المدير الإداري في شركة نتورك بوكس لأمن الإنترنت ومقرها هونج كونج أنه "ما زال هناك كثير من الألغام في صناديق الوارد بالبريد الإلكتروني.
إلا أن أخبار الهجوم الإلكتروني لم تؤثر في أسواق المال في آسيا وارتفعت الأسهم في أنحاء المنطقة أمس".
وفي الصين قالت شركة بتروتشاينا العملاقة للطاقة "إن أنظمة المدفوعات في بعض محطات البنزين التابعة لها تأثرت غير أنها تمكنت من إصلاح معظم الأنظمة".
وأشارت مدونات رسمية إلى أن الفيروس ضرب عديدا من الهيئات الحكومية الصينية.
لكن شركة تشيهو 360 الصينية للتكنولوجيا قالت "إن معدل الإصابة أمس، كان أبطأ بشكل ملحوظ عنه في اليومين السابقين.
وذكرت الشرطة اليابانية أنه حدث اختراقان لأجهزة الكمبيوتر في البلاد، أحدهما في مستشفى والآخر في جهاز شخصي، لكن لم تكن هناك خسارة في الأموال.
وأوضحت شركة هيتاشي أن الهجوم الإلكتروني أثر في أنظمتها لبعض الوقت خلال مطلع الأسبوع بحيث عجزت عن استقبال وإرسال البريد الإلكتروني أو فتح الملحقات في بعض الحالات.
وقالت الشركة "إن هذه المشكلة ما زالت مستمرة".


وفي الهند قالت الحكومة إنها تلقت قليلا من التقارير عن هجمات إلكترونية وحثت من يصيبهم الفيروس على عدم دفع أي فدية للمتسللين". ولم تعلن أي شركة هندية كبيرة تعطل أعمالها.
من جهته، قال متحدث باسم بورصة هونج كونج إحدى أكبر بورصات المنطقة "إن جميع الأنظمة تعمل بشكل طبيعي"، لكنه أضاف "ما زلنا نتوخى درجة عالية من اليقظة".
وبين باحث في مجال أمن الإنترنت في آسيا طلب عدم نشر اسمه أن معظم المصارف على مستوى العالم لم تتضرر إلا أنها لم تثبت جميعها الرقع البرمجية الضرورية لسد الثغرات.
ونتيجة لذلك تسللت بعض رسائل التصيد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني التي قام بتنشيطها المستخدمون إلا أن أنظمة أمنية أخرى كان قد جرى تثبيتها نجحت في إيقاف أثر هذه الرسائل.
وضرب الهجوم الإلكتروني أكبر مستشفيات علاج السرطان في إندونيسيا ما أدى إلى تجمع ما بين 100 و200 شخص في غرف الانتظار في المستشفى.
وبحلول منتصف النهار كان بعض الناس ما زالوا يملأون القواسم يدويا بسبب تعطل أجهزة الكمبيوتر ولكن المستشفى قال "إن 70 في المائة من أنظمته عادت إلى العمل الآن".
وحذرت الشركات في أجزاء أخرى في المنطقة مستخدميها والعاملين فيها من فتح الملحقات ومنعت مدرسة في كوريا الجنوبية الطلبة من استخدام الإنترنت.
ويبدو أن الحكومة في تايوان أفلتت من الهجوم الإلكتروني لأن القواعد في البلاد تلزم جميع الإدارات بتثبيت تحديثات البرمجيات فور توافرها.


وقال القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية "البيت الأزرق"، "إنه تم تسجيل تسع حالات إصابة بالفيروس في البلاد"، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن الأماكن التي تعرضت للهجوم الإلكتروني.
وفي أستراليا قال دان تيهان الوزير المسؤول عن أمن الإنترنت "إن ثلاث شركات فقط أصيبت بالفيروس"، لكنه حذر من إمكانية انتشاره. ولم ترد تقارير عن تعرض نيوزيلندا للهجوم الإلكتروني.
وفي مدونة أمس الأول، لمح رئيس مايكروسوفت على الأرجح إلى معلومة توصل إليها بالفعل الباحثون بشكل كبير: هجوم فيروس برمجيات الفدية الخبيثة استغل إحدى أدوات القرصنة التي طورتها وكالة الأمن القومي الأمريكية.
من ناحية أخرى قالت شركة رينو الفرنسية لتصنيع السيارات "إن 90 في المائة من مصانعها تعمل بشكل طبيعي صباح أمس، بعد أن كانت أوقفت من قبل الإنتاج في مواقع في فرنسا ورومانيا للحيلولة دون انتشار الفيروس".

 

"الاقتصادية" من الرياض

التعليـــقات