رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 4 نيسان 2017

الأربعاء | 05/04/2017 - 05:54 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 4 نيسان 2017

 

أسرى فتح في اسرائيل يهددون بإعلان اضراب مفتوح عن الطعام
• كتبت "هآرتس" ان حوالي 2900 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، والذين يتماثلون مع حركة فتح، يهددون ببدء اضراب عن الطعام بعد اسبوعين. واذا ما تم تنفيذ التهديد، فسيكون ذلك بمثابة تطور سيء على صعيد مثلث القوى المتوتر أصلا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة ونظام حماس في قطاع غزة. وينطوي هذا الاضراب على هدف مزدوج: داخلي وخارجي. فعلى المستوى الخارجي، يشكل هذا الاضراب تحديا لإسرائيل، ولكن على المستوى الداخلي يبدو ان الهدف الأساسي للإضراب هو تحسين مكانة الأسير مروان البرغوثي، كبير اسرى فتح، والذي ينافس على وراثة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
• ويقود البرغوثي، المعتقل في سجن "هداريم" في الشارون، هذه الخطوة التي يفترض ان تقود الى اعلان الاضراب في كل السجون الأمنية في اسرائيل يوم 17 نيسان. ويشار الى انه عشية انتخابات اللجنة التنفيذية لحركة فتح، في كانون الاول الماضي، كان هناك من اشار الى ان البرغوثي سيكون اكبر رابح، لكن هذا لم يحدث، لأن عباس نجح بإخراج غالبية الشخصيات المتماثلة مع البرغوثي من قائمة المنتخبين. ومن شأن اطلاق خطوة علنية من داخل السجون ان تعود وتعزز مكانة البرغوثي في المناطق الفلسطينية واعادة طرحه كوريث محتمل لعباس، حتى وان كان الرئيس ابن الثانية والثمانين، لا يظهر دلائل على نيته الاستقالة قريبا.
• يشار الى ان مصير اكثر من 5000 اسير فلسطيني تحتجزهم اسرائيل – والذين ازداد عددهم بشكل كبير خلال السنة ونصف السنة الاخيرتين بسبب عمليات الطعن والدهس – يرتبط تقريبا بكل عائلة فلسطينية في المناطق. ومن شأن الاضراب عن الطعام، اذا ما تحول الى خطوة واسعة ومنظمة جيدا، ان يرفع مرة واحدة، مستوى الزئبق في البارومتر الاسرائيلي – الفلسطيني. واذا ما ادى الى مخاوف على حياة المضربين، فمن شأنه الانعكاس مباشرة على الأرض وتحريك موجة جديدة من العنف.
• لقد تمثلت الشرارة الاولى للعنف القاسي في صيف 2014، في عملية اختطاف وقتل الفتية الاسرائيليين الثلاثة في غوش عتصيون. وقد قرر الخاطفون من حماس في الخليل، العمل في حينه، بعد مشاركتهم في تظاهرة تضامن مع عشرات رجال التنظيم الذين اضربوا عن الطعام في السجون الاسرائيلية آنذاك. وبسبب هذه السابقة، والعديد من الحالات السابقة التي وقعت خلال عشرات السنوات من النضال في المناطق، يعتبر الاضراب عن الطعام مسألة حساسة جدا في الجانبين، تحتم التعقب عن قرب من قبل القيادتين السياسية والامنية.
• ولكن يبدو في هذه المرحلة ان خطوة البرغوثي لم تنضج تماما. وقد طرحت امكانية اعلان الاضراب عن الطعام قبل نحو نصف سنة، عندما تم صياغة وثيقة مطالب اولية من قبل الأسرى. كما حاول البرغوثي تنسيق خطواته مع قيادة اسرى حماس في السجون، لكن هذه تبث اليه رسائل متناقضة. ويبدو حاليا ان اسرى حماس في سجن "هداريم" فقط سينضمون الى الاضراب، اما قيادات اسرى حماس في بقية السجون فتتردد ولم تعلن عن انضمامها بعد.
• كما تم اختيار الموعد المخطط لاعلان الاضراب، بسبب بداية شهر رمضان في اواخر شهر أيار. فالإضراب عن الطعام في رمضان يمكن ان يكون اشكاليا من وجهة نظر دينية (لأن المسلمين يصومون في النهار ويكسرون الصوم في الليل). ومن شأن تكريس اكثر من شهر للإضراب عن الطعام ان يتيح تصعيد الصراع مع اسرائيل، وفي الوقت نفسه تحديد مدته ومنع فقدان السيطرة عليه.
• لقد صاغ البرغوثي ورجال فتح مطالب بعيدة المدى، مقارنة بالصراعات السابقة. فالأسرى لا يطالبون باستعادة الحقوق التي سلبت منهم فحسب، وانما يطالبون بحقوق جديدة، من بينها تركيب جهاز هاتف خليوي في كل قسم، تنظيم زيارات عائلية متقاربة اكثر وامكانية التقاط الصور مع ابناء العائلة خلال الزيارة. امكانية تجاوب ادارة السجون مع هذه المطالب تبدو ضعيفة في هذه المرحلة. وسيتم تبرير الرفض بأسباب امنية (لن ترغب اسرائيل بالسماح بتواصل واسع بين الاسرى وسكان الضفة)، لكنه سيكون له سياق سياسي. فحكومة نتنياهو لن ترغب بالظهور كمن تنازلت او استسلمت للضغوط الفلسطينية. اضف الى ذلك انه حسب انظمة سلطة السجون، فان الأسير الذي يعيد وجبته يرتكب مخالفة انضباط وسيتم معاقبته بسلب حقوقه.
• بقي اسبوعان حتى الموعد المخطط لبدء الاضراب. ولكن في السنوات الاخيرة كانت هناك الكثير من الحالات التي تم فيها الغاء الاضراب عن الطعام، او نجحت بتحقيق رافعة واثارة الاهتمام الملموس خارج السجون. لكنه في الوقت الحالي، على الاقل، يبدو انه اذا كان البرغوثي يصر فعلا على دخول مواجهة عالية مع سلطة السجون، وفي الواقع مع حكومة اسرائيل، فانه سيحقق مراده.
• اوروبا تطالب اسرائيل بوقف سياسة هدم المباني الفلسطينية في المناطق C
• تكتب "هآرتس" ان الاتحاد الاوروبي طالب اسرائيل بالتوقف عن هدم المباني الفلسطينية في المناطق C في الضفة الغربية، وبشكل خاص الغاء اوامر الهدم في قرية خان الاحمر البدوية، القريبة من مستوطنة معاليه ادوميم، وذلك بادعاء ان هذا الأمر سيؤدي الى ترانسفير قسري للسكان وسيشكل خرقا لمعاهدة جنيف. وقال دبلوماسيون من اسرائيل واوروبا انه تم نقل هذه الرسالة الشديدة باسم كل دول الاتحاد الاوروبي، من قبل سفير الاتحاد لدى اسرائيل، لارس فابورغ – اندرسون، الى المدير العام لوزارة الخارجية يوفال روتم، في الاسبوع الماضي.
• واضاف الدبلوماسيون ان روتم عقد، في الاسبوع الماضي، اول لقاء مع سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، في فندق دان في تل ابيب. وكان من المفروض ان يشمل اللقاء الإحاطة الروتينية للسفراء، الا انه تحول الى حلبة مواجهة حول سياسة الحكومة في المناطق C.
• وفور بداية اللقاء قال السفير لارس فابورغ – اندرسون، انه يطلب استغلال اللقاء لنقل رسالة صادقت عليها اللجنة السياسية – الأمنية في مؤسسات الاتحاد الاوروبي، الذي يضم ممثلي 28 دولة عضو في الاتحاد. واستل السفير وثيقة مؤلفة من صفحة واحدة وبدأ بقراءة فحواها. ويستدل من النسخة التي وصلت الى "هآرتس" انه تم صياغة الوثيقة بلهجة حادة جدا، ووصفت اسرائيل بأنها "القوة المحتلة".
• وجاء في الوثيقة ان "خطوات تطبيق القانون، كالترانسفير القسري ضد السكان وهدم البيوت ومصادرة المباني الانسانية، بما في ذلك تلك التي تم تمويلها من قبل الاتحاد الاوروبي، وعرقلة تقديم المساعدات الانسانية، تتناقض مع التزامات اسرائيل بالقانون الدولي، بما في ذلك معاهدة جنيف الرابعة.. وتسبب المعاناة للمدنيين الفلسطينيين العاديين. نحن نطالب اسرائيل، القوة المحتلة، بتنفيذ التزاماتها ازاء الجمهور الفلسطيني في المناطق C، ووقف هدم البيوت، والسماح بوصول المساعدات الانسانية. نطالب اسرائيل بتسريع المصادقة على الخرائط الهيكلية للفلسطينيين ووقف الترانسفير القسري المفروض على السكان، وتخفيف الاجراءات المطلوبة للحصول على تراخيص بالبناء للفلسطينيين، وضمان وصول الفلسطينيين الى المياه وتلبية الاحتياجات الانسانية".
• وفوجئ المدير العام لوزارة الخارجية بالاتهامات التي وجهت الى اسرائيل، وقال دبلوماسيون تواجدوا في اللقاء ان الاجواء اصبحت متوترة جدا، وان روتم وجه ملاحظة تهكمية الى السفراء الاوروبيين. وقال: "هذا شكل رائع لبدء اول لقاء مع المدير العام لوزارة الخارجية."
• يشار الى ان الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه يعربون منذ زمن طويل عن قلقهم من السياسة الاسرائيلية في المناطق C، التي تسيطر عليها اسرائيل بشكل كامل. ومع ذلك فقد جاء الاحتجاج الاخير على خلفية توزيع اوامر هدم على كل بيوت قرية خان الاحمر التي يصل عددها الى 422 بيت. وتقوم هذه القرية في المنطقة الاستراتيجية E1، التي تربط بين معاليه ادوميم والقدس. ويتخوف الاتحاد الاوروبي من ان هدم القرية يستهدف التجهيز لبناء مستوطنة جديدة في المكان.
• الشاباك: "عملية الطعن في اللد كانت خلفيتها قومية"
• كتبت "هآرتس" ان جهاز الشاباك الاسرائيلي، اعلن امس، بأن عملية الطعن التي وقعت في مدينة اللد، يوم الاثنين، كانت على خلفية قومية. وحسب الشاباك فقد اعتقل فلسطينيا من حلحول واعترف بأنه قرر تنفيذ العملية لأنه يئس من حياته. وتم اعتقال المشبوه في اليوم التالي للعملية التي قام خلالها بطعن امرأة في شارع كتسنلسون في المدينة واصابتها بجراح متوسطة.
• وحسب الشاباك فقد قام مالك باسم اسماعيل سعدة (19 عاما) بأخذ سكين من المخبز الذي يعمل فيه في المدينة وبحث عن امرأة يهودية لإصابتها. ودخل الى موقف السيارات في البناية وشاهد امرأة، لكنها اسرعت بالدخول الى العمارة، وعندها صادف امرأة اخرى تقف الى جانب سيارتها، فركض نحوها وهو يستل السكين وطعنها واصابها بجراح متوسطة.
• وهرب سعدة من المنطقة، لكنه تم اعتقاله عندما حاول في اليوم التالي العودة للضفة. وقال الشاباك ان "المقصود فلسطيني آخر يختار تنفيذ عملية ارهاب كحل لضائقته الشخصية".
• عودة ساعر الى الحلبة السياسية
• تكتب "هآرتس" ان الوزير سابقا، غدعون ساعر، اعلن مساء امس الاثنين، قرار العودة الى الحياة السياسية. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في فرع الليكود في عكا، ان هدفه هو تدعيم الحزب وتجنيد شبان لصفوفه. واعلن ساعر: "انتهت الفرصة. انا عائد للنشاط الشعبي والنشاط السياسي في حركتنا، حركة الليكود. هدفي هو تعزيز قوة الليكود والاهتمام بأن يقود اسرائيل في المستقبل ايضا."
• وقال ان "الضغوط والتحديات والمشاكل لم تصبح خلفنا. نحن نتعقب كل ما يحدث ونشخص خطر العودة الى ذات المخطط الذي يطالب اسرائيل بالعودة الى حدود 67 مع هذه التعديلات او تلك، الأمر الذي آمنا دائما ولا زلنا، بأنه يهدد مستقبل اسرائيل". واضاف بأن "الليكود حفر على رايته دائما مبدأ الحفاظ على ارض اسرائيل والبناء على طولها وعرضها، واصر في كل الموضوع السياسي على هذه الأمور هي كالسور الواقي لدولة اسرائيل. لقد كان الليكود حركة فهمت اهمية تقاليد اسرائيل، ومن الضروري تعزيزها. شعب اسرائيل يتوق الى الوحدة والتوجه الموحد".
• وقالوا في الليكود انهم يعتقدون بأن ساعر، الذي يعتبر خصما لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قرر العودة الى الحلبة السياسية من خلال التقدير بأنه سيتم تبكير موعد الانتخابات واجرائها خلال عدة اشهر.
• يشار الى ان نتنياهو ضمن رئاسته لقائمة الليكود في الانتخابات القادمة، ولذلك لن يستطيع ساعر منافسته في هذه الاثناء، ولكن في حال تم تقديم موعد الانتخابات، يمكن لساعر المنافسة بعد الانتخابات، واذا اضطر نتنياهو للاستقالة بسبب تقديم لائحة اتهام ضده، من المحتمل ان ينافس ساعر على رئاسة الحزب. وكان اسم ساعر قد طرح مرارا في الآونة الاخيرة كمرشح لقيادة حزب مركز – يمين جديد او الانضمام الى حزب كلنا برئاسة موشيه كحلون، لكن ساعر حرص على التوضيح بأنه لم يلغ ابدا عضويته في الليكود ولم يترك صفوف الحزب.
• غانتس يدعو لمعالجة الانقسام في المجتمع الاسرائيلي
• كتبت "هآرتس" ان رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، قال صباح امس الاثنين، انه يجب معالجة الانقسام في المجتمع الاسرائيلي، وقال ان القيادة السياسية في اسرائيل لا تنجح برفع الموضوع. وكان غانتس يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في مدينة اللد، للاعلان عن انطلاق حركة جديدة غير سياسية باسم "نحو الداخل"، والتي يقودها مع سابقه في المنصب غابي اشكنازي، ووزير التعليم السابق الحاخام شاي فيرون.
• وقال غانتس: "لقد واجهت تحديات امنية على كل الحلبات، ومن ناحية امنية فان اسرائيل هي مكان قوي وصامد، وفي المستقبل، ايضا، ستكون هناك تحديات أمنية وستعرف الدولة كيف تواجهها". وشرح غانتس بأنه اختار الانضمام الى الحركة و"محاولة الانشغال في قوتنا الداخلية وليس في تحدياتنا الخارجية". وقال ان الحركة لا تعمل في السياسية "فهي اكبر من ذلك".
• وقال اشكنازي ان التحدي الرئيسي لإسرائيل هو حصانتها الاجتماعية، واضاف بأن قيم التضامن والعدالة والمساواة تواجه الخطر. "انا اؤمن بنشاط الناس، وقد انضممت الى الحركة لأنه حان الوقت لكي نقول كفى للانشقاق والتحريض والكراهية المجانية".
• وقال فيرون ان "نقطة الانطلاق هي انه يوجد لدينا شعب رائع. نحن لسنا من الناس الذين يأتون للتذمر وشرح ما الذي سيكون افضل. المشكلة الرئيسية للمجتمع الاسرائيلي هي كراهية الآخر التي نبعت من التغرب، الجهل وعدم التعارف". وقال فيرون ان "هناك اناس، خاصة سياسيين، يحققون ارباح ومكاسب من الكراهية، انهم يعلموننا بأن الطريق الأساسية للتقدم في الحياة هي كراهية الآخر. لا يمكن بأن يكون الأمر الوحيد الذي يوحدنا هم اعداؤنا والحروب والخوف من الآخر".
• وقال المؤسسون خلال المؤتمر ان الحركة ستعمل على هدفين، الاول هو تنظيم لقاءات تعارف بين مليون اسرائيلي، والثاني تغيير جدول الاولويات. واكد نشطاء الحركة انهم لا ينوون الانخراط في العمل السياسي.
• لماذا يؤخر المستشار محاكمة صاحب كتاب التحريض "توراة الملك"؟
• تكتب صحيفة "هآرتس" ان تقديم الحاخام يوسف اليتسور، من مستوطنة "يتسهار"، احد مؤلفي كتاب "توراة الملك"، يتأخر منذ ثلاثة اشهر. فهو لا يرد على رسائل الاستدعاء التي يتم توجيهها اليه لاستجوابه، قبل اخضاعه للمحاكمة. وكانت النيابة قد حولت اليه الرسالة الاولى في شهر كانون الأول، بعد اعلان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، بأنه ينوي محاكمته، بناء على الاستجواب، بتهمة التحريض. وحسب القانون يجب الانتظار لمدة شهر بين الاستدعاء والمحاكمة بدون رد من المتهم. وقد انقضت هذه المدة في شهر كانون الثاني الماضي.
• ويشار الى ان تقديم لائحة الاتهام ضد اليتسور، احد حاخامات المدرسة الدينية "يوسف لا يزال حيا" في يتسهار، يتأخر منذ زمن طويل. فقد دعا الحاخام منذ 2009 الى التعرض للعرب في اطار مقالة من المحتمل ان تشكل جزء من لائحة الاتهام. وكتب في المقالة انه "اذا كان العرب ينتصرون بسبب العنف ضد اليهود، فان اليهود سينتصرون في العنف ضد العرب. يمكن استغلال قوة النساء والاولاد والبالغين لإغلاق شارع معين، والسماح خلال هذا الوقت بتنفيذ عمل اكثر حدة ضد جهات معادية في مكان آخر على هذا الشارع". وردا على هذه المقالة قام المركز الاصلاحي للدين والدولة ومنتدى "بطاقة النور" بتقديم التماس الى المحكمة العليا يطالب بمحاكمة اليتسور.
• وجرت مناقشة الالتماس منذ ايلول 2015 وحتى اعلان مندلبليت عن نيته تقديمه للمحاكمة. وقال المركز الاصلاحي للدين والدولة، انه بعد فترة وجيزة من اعلان مندلبليت، تم تبليغ المركز بأن اليتسور سيحظى بجلسة استجواب قبل تقديمه للمحاكمة. ويستدل من بيان النيابة بأن الشبهات ضده تعتمد على مقالات نشرها قبل 2013، يتحدث في احدها، مثلا، عن "ظاهرة متسعة لنشاطات يقوم بها يهود ضد الاعداء." ويكتب: "يمكن ان نرى في ذلك بمثابة عمل يائس من قبل جمهور تم دفعه الى الزاوية، ولكن من يقترب سيلاحظ بأن المقصود بوادر جمهور متزايد يتحمل المسؤولية عن امن اليهود.. وتم تنفيذ العمليات في الأساس ضد الجمهور العربي الذي يتستر على الجريمة".
• وكتب في مقالة اخرى: "انا لا آتي للتقليل من مواهب منفذي عمليات بطاقة الثمن المجهولين وبقدراتهم العملية. ومع ذلك يبدو ان سبب الفشل المدوي لقوات الامن في القبض على من ينفذون ما يسمونه "بطاقة الثمن" يرتبط ايضا، بسلسلة من التصريحات التي يميل متحدثون في وسائل الاعلام وفي الجهاز السياسي لإضافتها الى النقاش.. هذه الاعمال التي تولد من الحرارة والتعاضد المتبادل لليهود، ليست الجوهر. في نهاية الأمر لا يريد احد العيش في حالة فوضى، حتى ان كنا نضطر في اوقات معينة للعيش حسب قانون الغاب والاظهار لمجرمي الامم بأنه في هذه اللعبة ايضا، يمكن لليهود اللعب..."
• وقال خبراء في القانون الجنائي لصحيفة "هآرتس" ان مرور ثلاثة اشهر منذ يوم ارسال الدعوة للاستجواب وعدم تقديم لائحة اتهام هو مسألة ليست شائعة وتبدو غير معقولة، خاصة بعد التأخيرات المختلفة. ولم تعقب النيابة على الموضوع.
• اسرائيل تمنع نشطاء حقوق الانسان من الوصول الى قطاع غزة
• تكتب "هآرتس" ان اسرائيل تمنع بشكل منهجي نشطاء حقوق الانسان من الدخول الى قطاع غزة او الخروج منه، الأمر الذي يقيد قدرتهم على اكتشاف خروقات حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي، ودراستها والعمل ضدها، حسب ما تنشره منظمة Human Rights Watch في تقرير لها صدر امس الاثنين. ويشير التقرير الى ان اسرائيل تبرر تقييد الحركة – خاصة حركة نشطاء حقوق الانسان – بالادعاء ان واجباتها ازاء سكان القطاع تتوقف على السماح بالانتقال في الظروف الانسانية الاستثنائية فقط. ووفقا لهذا التعريف فان سفر نشطاء حقوق الانسان لغرض العمل لا تشمله هذه الظروف.
• وادعى التقرير ان اسرائيل تمنع ايضا وصول نشطاء حقوق الانسان من غزة الى فرص التدريب المهني خارج القطاع والى اللقاءات مع اقرانهم من الضفة. واضافت المنظمة انه من دون ارسال اعضاء الطواقم والمستشارين والمتطوعين الى القطاع، لن تتمكن تنظيمات حقوق الانسان الفلسطينية من ادارة مشاريع مشتركة بين الضفة والقطاع.
• كما ينتقد التقرير حركة حماس ويحدد بأنها، كسلطة تسيطر على غزة، لا تعمل من اجل حماية نشطاء حقوق الانسان بسبب الانتقادات التي وجهوها للتنظيمات المسلحة في القطاع. وحسب التقرير فقد قامت حماس في حالات معينية باعتقال وملاحقة نشطاء فلسطينيين انتقدوا النظام في القطاع.
• وتوصي منظمة Human Rights Watch، المحكمة الدولية في لاهاي بفتح تحقيق رسمي في الاوضاع السائدة في الضفة والقطاع، استمرارا للفحص الاولي الذي بدأ في 2015، لفحص جرائم الحرب الخطيرة التي ادعي بأنها ارتكبت ضد الفلسطينيين منذ حزيران 2014، خلال حرب الجرف الصامد. وبشكل عام تمتنع المحكمة الدولية عن التدخل في اجراءات التحقيق الداخلي، الا اذا توصلت الى ان الدولة المتهمة لا تجري تحقيقا موثوقا وشاملا. وتدعي اسرائيل بشكل دائم بأنها تعمل حسب القانون الدولي وتجري تحقيقات في اعقاب صدور تقارير حول احداث استثنائية.
• وجاء من دائرة التنسيق والارتباط في اسرائيل انه يجري فحص كل طلبات العبور على حدود غزة بشكل عميق من قبل رجال الدائرة والجهات الأمنية. وقالت انها تسمح بعبور الكثير من نشطاء تنظيمات حقوق الانسان، كأطباء بلا حدود واطباء العالم وغيرهم. واضافت الدائرة: "نؤكد انه يسيطر على قطاع غزة تنظيم حماس الارهابي الذي يعمل بشكل علني على المس بأمن اسرائيل، وهكذا فإننا نعمل وسط توتر دائم بين الرغبة بمساعدة الجمهور المدني في غزة وواجبنا في حماية مواطني اسرائيل.
• حماس تعتقل العشرات بشبهة المساعدة والتعاون مع اسرائيل
• تكتب "يسرائيل هيوم" انه منذ اغتيال المسؤول العسكري في حركة حماس، مازن فقها، بدأت الحركة حملة اعتقالات تم خلالها اعتقال العشرات بشبهة المساعدة والتعاون مع اسرائيل. واعلن قادة الحركة بعد العملية التي وقعت قبل عشر ايام بأن الاجهزة الأمنية لحماس تعمل بلا كلل للكشف عن المتعاونين مع اسرائيل لاغتيال فقها.
•  واكد مسؤول رفيع في حركة حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم" التقارير التي نشرتها وسائل اعلام فلسطينية والتي تشير الى اعتقال عدة نشطاء في تنظيمات سلفية، تحارب حماس في القطاع، بادعاء انه تنظيم "غير اسلامي بما يكفي". وقال ان الاعتقالات لها علاقة ايضا باغتيال فقها.
• مصادرة بدلات رياضية على معبر كرم ابو سالم
• كتبت "يسرائيل هيوم" انه تم يوم امس، على معبر كرم ابو سالم، مصادرة حوالي 30 بدلة غواص كانت في طريقها الى غزة. ويسود الاشتباه بأنها كانت معدة لتنظيمات ارهابية في القطاع، من بينها "الكوماندوس البحري" في حركة حماس.
• وتم الكشف عن البدلات من قبل الفاحصين الامنيين في سلطة المعابر الحدودية، ورجال دائرة التنسيق والارتباط، ومنسق عمليات الحكومة في المناطق والشاباك. وجاء من وزارة الامن انه تم اخفاء بدلات الغوص داخل شحنة ملابس رياضية تم استيرادها الى الضفة ومن هناك تم ارسالها الى قطاع غزة من دون التنسيق المطلوب.
• اعتقال فلسطينية من عناتا بشبهة ارسال بلاغات كاذبة للشرطة حول عمليات مخططة
• كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت، امس، فلسطينية (30 عاما) من بلدة عناتا في شمال القدس الشرقية، بشبهة ارسال بلاغات كاذبة للشرطة حول عمليات مخططة. وتدعي الشرطة ان المشبوهة اتصلت بمركز الطوارئ في الشرطة وحذرت بالعربية من عمليات تستهدف قوات الامن، خاصة في القدس الشرقية. وادت البلاغات في كل مرة الى تفعيل قوات الامن في المنطقة وتفتيش المشبوهين. واعترفت المعتقلة خلال التحقيق معها بالشبهات وسيتم ارسالها للفحص النفسي.

مقالات
• ابنوا بدل أن تهدموا
• تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان الكنيست ستعقد يوم غد الاربعاء جلسة خاصة خلال عطلتها، للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة على مشروع القانون الذي يسمى "قانون كمينيتس" والذي يهدف الى تشديد تطبيق القانون والعقوبة على البناء غير المرخص. ويتضمن مشروع القانون زيادة فترة عقوبة الاعتقال القصوى على مخالفات البناء الى ثلاث سنوات، ولا يميز بين مخالفات البناء التي تهدف الى تحقيق ارباح اقتصادية وبين البناء الذي يتم من دون أي مفر آخر، ويدعو بشكل خاص الى تقليص رأي المحكمة وقدرتها على التدخل، في صالح وحدة تطبيق قانون التنظيم والبناء في وزارة المالية – ما يعني ان المسار الاداري سيحظى بالأولوية على حساب الموازنة والكوابح.
• في نص القانون الذي بادرت اليه وزارة القضاء، لم يكتب بشكل واضح، ان تشديد العقوبة يستهدف بالذات الجمهور العربي في اسرائيل، لكنه من الواضح للجميع ان ابعاده ستؤثر بشكل خاص على البلدات العربية، لأنه بين عامي 2012 و2014، كان 97% من اوامر الهدم الادارية التي صدرت تستهدف مباني في هذه البلدات، ناهيك عن ان القانون يجري تقديمه من قبل حكومة تسارع الى دفع قوانين التمييز، مثل قانون المؤذن، قانون المصادرة، قانون الاقصاء، وقانون الولاء في الثقافة.
• لا جدال في انه يجب معالجة مشكلة البناء غير القانوني في كل القطاعات؛ وان على مواطني اسرائيل المحافظة على القانون؛ وان نص القانون كتب بشكل مهني. ولكن الى جانب ذلك، لا يستحق سن هذا القانون، لأنه ينشغل فقط في تطبيق القانون من دون ان يوفر علاجا عميقا للمشكلة نفسها – ضائقة الاسكان في البلدات العربية – ومن دون اعداد خرائط التنظيم.
• اضف الى ذلك ان الحكومة حددت في الماضي، بأن تمويل تطبيق القانون سيكون على حساب الميزانيات المعدة لتطوير البلدات العربية. ولذلك يثور الاشتباه بأن هدف هذا القانون هو زيادة التنكيل بالمواطنين العرب ومواصلة سياسة التحريض الحكومية ضدهم.
• لو كانت وزارة القضاء معنية فعلا بحل مشكلة البناء غير المرخص، لكان من المناسب اولا تنفيذ الخرائط الهيكلية للبلدات العربية التي صودق عليها، والمسارعة الى المصادقة على تلك التي لم يصادق عليها بعد، وزيادة عدد لجان التخطيط الناشطة في هذه البلدات، وبعد ذلك فقط، الاعلان عن تشديد القانون.
• في الوقت الذي يشكل فيه الجمهور العربي نسبة 20% من مجمل السكان، الا ان مناطق نفوذ البلدات العربية تمتد على 2.5% فقط من مساحة الدولة. وفي المقابل فان اجراءات المصادقة الحكومية على مخططات البناء في الوسك العربي تستغرق عشرات السنوات. الدمج بين هذه العوامل وغياب البديل التنفيذي يقود الى نقص في وحدات الاسكان، ويزيد من حجم البناء غير المرخص. مشروع القانون لا يهدف الى حل المشكلة وانما الى مراكمة المصاعب امام الجمهور الذي يعيش في ضائقة.
• أي تحسين مقارنة بأوباما
• يكتب موشيه ارنس في "هآرتس" : ما الذي يمكن قوله في هذه المرحلة حول العلاقات بين ترامب واسرائيل؟ انها جيدة. يمكن حتى الوقوع في الاغراء والقول انها "جيدة جدا". اولا، الأجواء. أي تغيير بعد ثماني سنوات حكم اوباما.
• من لا يزال يتذكر حتى الان، خطاب اوباما في القاهرة، عندما اعلن بأنه يجب على اسرائيل وقف كل بناء في المستوطنات؟ من يتذكر الاضطرابات التي رافقت زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى اسرائيل، عندما علم بأنه تمت المصادقة على مخططات البناء في مناطق القدس وراء خطوط الهدنة؟ او التوبيخ الذي تلقته اسرائيل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون؟ لقد حدد هؤلاء جميعا نغمة السلوك خلال السنوات الثماني التي جاءت بعد ذلك، السلوك الذي وصل الى قمته في الأمر غير المسبوق الذي اصدره اوباما الى السفيرة الامريكية في الأمم المتحدة، بعد ان تم انتخاب ترامب، بعدم فرض الفيتو على قرار شجب اسرائيل. لقد عرفت العلاقات بين اسرائيل وواشنطن الكثير من الخلافات، لكنها لم تشهد ابدا شيئا يشبه ما حدث خلال هذه السنوات الثمانية. قارنوا ذلك بالمودة التي اظهرها ترامب وزوجته ازاء نتنياهو وزوجته خلال زيارتهما الى واشنطن.
• "النغمة تحدد الموسيقى" – ولكن الموسيقى تغيرت ايضا. نيكي هايلي، التي عينها ترامب سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، اعلنت انه "مرت الأيام التي كان يمكن فيها لكم اسرائيل في الأمم المتحدة". لقد قيلت هذه الكلمات من قبل سفيرة اقوى دولة في العالم والتي تمول 22% من ميزانية وكالات الامم المتحدة ونشاطاتها. لا يمكنها بالطبع تغيير حقيقة وجود غالبية مباشرة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكل قرار ضد اسرائيل، لكنه يمكن لنا الاعتماد والتأكد بأنه منذ الان سيتم فرض الفيتو على كل قرار يجري تقديمه الى مجلس الامن، وأن منظمات الامم المتحدة ستحذر عندما تفكر بقرارات ضد اسرائيل.
• قبل عدة أيام قال نائب الرئيس الامريكي مايك بينس، انه "بعد عشرات السنوات من الحديث عن نقل السفارة الى القدس، يفكر الرئيس الامريكي ترامب بجدية في هذا الأمر". من الواضح ان السفير الأمريكي الجديد ديفيد فريدمان، لن يعارض ذلك.
• ربما، بالنسبة لإسرائيل يكمن أهم تغيير حدث بعد استبدال السلطة، في توجه ترامب نحو ايران. الجنرال جوزف فوطال، قائد القيادة المركزية الامريكية، قال مؤخرا للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان ايران تجسد احد اكبر التهديدات للولايات المتحدة اليوم، بل انها زادت من تدخلها في الشرق الاوسط، وبذلك تقوض الاستقرار في المنطقة. يمكن الافتراض بأن رأي هذا الجندي المهني يشبه رأي ادارة ترامب بإيران.
• لقد سبق وعرّف وزير الدفاع جيمس ماتيس، ايران بأنها اكبر ممول للإرهاب في العالم. وقال خلال لقائه مع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ان ايران تواصل السلوك كمصدرة للإرهاب. وعندما ذكره صحفيون بقوله في 2012 بأن المخاطر الثلاث التي تهدد الولايات المتحدة هي "ايران، ايران، ايران"، قال ماتيس ان سلوكها لم يتغير منذ ذلك الوقت.
• قارنوا هذه الأمور بتوجه اوباما ازاء ايران. قبل عامين اطلق البيان الغريب الذي قال فيه ان "ايران يجب ان تكون وستكون قوة عظمى في المنطقة". لقد رفض الاعتراف بدعمها للنشاط الارهابي، وفاوضها حول الاتفاق النووي من وراء ظهر اسرائيل، وهو يعرف ان اسرائيل ستكون المستهدفة بالصواريخ الايرانية المسلحة برؤوس حربية نووية.
• مقابل ذلك سنرى الان بأن الولايات المتحدة واسرائيل ستقرآن من الورقة ذاتها حين تفكران بطريقة معالجة ايران. وهذا مريح جدا. صحيح انه لم تمض مئة يوم على ولاية ترامب، لكن الامور تبدو في هذه الأثناء غير سيئة.
• لقاءات بروح متفائلة
• يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان اللقاء الذي جرى في واشنطن بين الرئيس ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس، فتح موسم حجيج قادة العالم العربي الى البيت الأبيض. ففي اعقاب السيسي سيصل، غدا، الملك الأردني عبدالله، وفي وقت لاحق من هذا الشهر يتوقع وصول رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن.
• يصعب التقليل من اهمية هذه اللقاءات، ففي نهاية المطاف، امتنع السيسي عن زيارة البيت الابيض خلال فترة الرئيس اوباما، وللدقة، كان الرئيس اوباما هو الذي امتنع عن دعوته للزيارة. ليس مفاجئا ان مصر ابتهجت وفرحت، امس، في ضوء ما وصف في القاهرة بـ"شمس ترامب التي اشرقت مجددا على العلاقات المصرية الامريكية بعد سنوات طويلة من الظلام". لقد عادت واشنطن، اذن، لأداء دور مركزي ورائد في الشرق الاوسط، كما يليق بالقوة العظمى التي تحافظ على تواجد عسكري كبير في المنطقة وتساعد الكثير من الدول العربية بمليارات الدولارات. وبهذا الشكل ستعمل على احلال النظام والتناسق في خارطة الشرق الاوسط التي سعت روسيا لبلورتها من جديد، من خلال الاعتماد على ايران. فروسيا لا تستطيع حقا منافسة الولايات المتحدة على قلوب الدول العربية، ولا تملك الموارد الاقتصادية التي تملكها واشنطن، ولا حتى القوة والوجود العسكري القريب من قوة واشنطن، وباستثناء ذلك، تحمل موسكو على ظهرها السنم الايراني.
• يصل القادة العرب الى ترامب بعد اسبوع من انتهاء قمة الجامعة العربية. كما هو معروف فان اهم انجاز للقمة هو حقيقة عقدها، وبمشاركة كبار الزعماء في العالم العربي، بعد سنوات طويلة من الشلل والفشل في اعقاب اندلاع "الربيع العربي" وانهيار الكثير من الدول العربية.
• الا ان انعقاد القمة العربية لا يدل بالضرورة على وحدة الصف، ولا حتى على اتفاق حقيقي في كل القضايا المطروحة على الجدول. فالدول العربية مختلفة بينها في المسائل السورية والعراقية واليمنية، وتواجه مصاعب في صياغة رؤية موحدة ضد ايران. ولهذا، فضل المشاركون دفع ضريبة شفوية للموضوع الوحيد الذي يستطيعون الاتفاق عليه وهو القضية الفلسطينية. ولكن عندما تحدث الملك الأردني عاليا عن كون القضية الفلسطينية مسألة مركزية، وعمليا الوحيدة بالنسبة للعرب، اختار الملك استضافة نقاشات القمة في موقع سياحي معزول على شاطئ البحر الميت وليس في العاصمة الأردنية عمان، بسبب تهديد ارهاب داعش الاسلامي. وكما هو معروف فان هذا التهديد هو التهديد المركزي الذي يواجه الاردن حاليا، ولا توجد له أي علاقة بمسألة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
• عشية لقاء السيسي وترامب، تم النشر بتوسع بأن القادة العرب قرروا التعاون معا من اجل الضغط على الرئيس الأمريكي للعمل على استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس مبادرة السلام العربية، لكنه من المشكوك فيه صحة هذا التقرير. والدليل عل ذلك هو ان المتحدثين الرسميين للحكومة المصرية عادوا واكدوا بأن السيسي سيناقش مع ترامب مشاكل مصر، التي تركز كلها على محاربة الارهاب والمصاعب الاقتصادية المصرية. وفي المقابل، تشعر مصر على المستوى الاقليمي، بالقلق ازاء محاولات ايران التسلل الى العالم العربي وترسيخ سيطرتها.
• امام مجمل هذه التحديات تبرز اهمية اسرائيل كشريك استراتيجي مخلص ومهم، تحافظ مصر على التعاون الوثيق معه. مصر والاردن معنيتان بضمان، بل بدفع وتعميق التعاون الاستراتيجي مع اسرائيل. والولايات المتحدة تتمتع بدور هام في ترسيخ التعاون الاقليمي، لتعزيز هذا التحالف الاستراتيجي الذي يتعمق في المنطقة امام التهديدات المشتركة التي تواجه اسرائيل والدول العربية. من شأن هذا التحالف المساعدة على دفع الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين، شريطة الا يتحول لرهينة لنزوات الفلسطينيين، والى ارتقاء وهبوط في الحوار بين القدس ورام الله.
• الدمج بين صاحب البيت الجديد في البيت الأبيض واليقظة العربية في مواجهة التحديات التي تواجه دولا مثل مصر والاردن، هو الذي يضمن بداية جديدة في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس التعاون المشترك والعميق بين اسرائيل والعرب.
• لا توجد ايديولوجية، يوجد برايمرز
• يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" انه عشية التاسع من آب 1929 هاجم العرب في ارض إسرائيل اليهود، بعد وصول مجموعة من أعضاء "بيتار" الى حائط المبكى، وهم يحملون علما ولافتات، للتظاهر من اجل حق اليهود بالصلاة هناك. لقد كانت أحداث الشغب في تلك السنة، نتاج ادعاء المفتي الحسيني بأن اليهود يريدون الاستيلاء على الحرم القدسي الشريف. وقتل خلالها 133 يهوديا، لكن الاستيطان العبري، العلماني – الاشتراكي، والحضري بغالبيته، لم يوجه انتقادا للمصلين.
• خلال العقد التالي، بدأ أبي احيمائير واوري تسفي غرينبرغ، مؤسسا "تحالف البلطجيين"، تقليدا منظما، بالنفخ بقرن الكبش (الشوفار) قرب حائط المبكي مع انتهاء يوم الغفران. وصعد غرينبرغ بنفسه الى جبل الهيكل (الحرم القدسي) وخرج متأثرا. وواصل هذا التقليد رجال "ايتسل" و"ليحي" -  المصدرين الأيديولوجيين لحركة حيروت التي اسسها مناحيم بيغن، وتحولت بعد التحالف مع الليبراليين المستقلين، الى حزب "الليكود".
• في عام 2017 يخرج رئيس الائتلاف من حزب الليكود، دافيد بيتان، عبر الاذاعة العسكرية، بهجوم على زميله في الكتلة يهودا غليك، بسبب جدول اولويات خاطئ: "كل ما يهمه هو الدخول الى جبل الهيكل، وليس الانتخاب لليكود". وادعى انه تبشيري مهووس. وجاء هذا كله فقط لأن غليك تجرأ على قول شيء تنبعث منه رائحة غير جيدة في هوس الانشغال بقسم الاخبار وتحقيقات اتحاد البث العام. هل رأى أي واحد من الاباء الايديولوجيين لليكود بوسائل الاعلام هدف "الجدار الحديدي" (جابوتنسكي كان صحفيا، غرينبرغ شاعرا، وكلهم كتبوا مقالات وتحليلات)؟ هل رأى أي واحد منهم في الانتخابات هدفا ايديولوجيا، او ربما رأوا في جبل الهيكل، الذي يستهتر به بيتان،  تعبيرا صهيونيا؟
• دائما كان هناك وجهان للصهيونية. الاول تبشيري رأسه في السماء ويهمه وضع رؤية يصعب تنفيذها. دولة يهودية، مملكة، استقلال، نمو اقتصادي كبير، اجراس المسيح بصيغة الحاخام كوك. والجانب الثاني كان الصهيونية العملية: الضغط الدبلوماسي، وفقا لطريقة هرتسل، التسوية الاقليمية حول قرار التقسيم، وفقا لبن غوريون، والمناورة السياسية وفقا لبيغن.
• لا شك ان غليك هو جزء من الصهيونية  التبشيرية. انه يرى في جبل الهيكل هدفا دينيا. "لأن بيتي معبد يدعو كل الشعوب". انا، في المقابل، اعتبر نفسي انتمي للصهيونية العملية، ولذلك فان ما يحدث في جبل الهيكل اعتبره رسالة سياسية وامنية اشكالية جدا. لا يوجد عملي من دون تبشيري. اذا كان غليك تبشيري لأنه يريد الصلاة في جبل الهيكل بما يتفق مع حرية العبادة المتبعة في دولة ديموقراطية، فأنا تبشيري لأنني اريد ان نتوقف عن تسويق السيادة المزيفة.
• دولة اسرائيل تتخلي بأياديها عن جبل الهيكل. الوقف يسيطر على كل ما يحدث هناك، والنتيجة هي ان احد المواقع الدينية والأثرية الأكثر اهمية في العالم يدار كما في دول العالم الثالث. الوقف ينفذ اعمال حفريات بدون مراقبة، وما تبقى لمحبي القدس والآثار هو الأمل بأن يتم في مشروع "عيمق تسوريم" الذي يتم فيه غربلة الأتربة التي يتم اخراجها من الجبل، العثور على ادلة لم يتم تدميرها. في هذه الأيام يجري تجنيد اموال من الجمهور لأنه لا توجد ميزانية حكومية لحفريات الانقاذ.
• تقرير مراقب الدولة الذي كتب في بداية الدورة الثانية لنتنياهو، لم يتم نشره حتى اليوم، لأنه يحرج الحكومة الاسرائيلية. افترض ان موشيه ديان، ايضا، الذي قال عن جبل الهيكل "لماذا نحتاج الى هذا الفاتيكان؟"، كان سيصرخ لو كان يعرف ما الذي يمكن عمله مع الأدلة الأثرية الأكثر اهمية في العالم لتعليم الديانات السماوية.
• باستثناء القانون والنظام، تدمير الآثار والحكم، اطلت مسألة حقوق الإنسان ايضا امام التمتمة الحكومية. شخص مثلي، يؤيد حرية العبادة لنساء حائط المبكى في الساحة الاسرائيلية، في الجهة الجنوبية للحائط، لا يمكنه تجاهل رغبة اليهود بالصلاة في جبل الهيكل. اذا كانوا يمنعون ذلك لأسباب أمنية، فليقم رئيس الحكومة ويقول ذلك بصوت مرتفع. وبالمناسبة، لقد صادقت الشرطة على دخول النواب الى الجبل منذ مطلع السنة، لكن نتنياهو منع ذلك. الوحيد الذي يطرح الموضوع بين الحين والآخر هو غليك.
• ميري ريغف التي ادارت نقاشات ساخنة حول جبل الهيكل انقلبت. بدل التساؤل عما يساويه جبل الهيكل ان لم نكن نسيطر عليه، تركز على اتحاد البث. رجال بيتار يصمتون (كما في كل امر). وبيتان؟ ذلك اليساري. تبشيري. ما الذي يمكن قوله عن شخص تتركز كل ايديولوجيته حول يوم البرايمرز. وماذا كان سيقول اوري تسفي غرينبرغ عن ذلك؟

التعليـــقات