رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 آذار 2017

الأربعاء | 22/03/2017 - 06:00 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 آذار 2017


اسرائيل تنفذ مشاريع هدفها تحقيق التواصل الفعلي بين القدس ومعاليه ادوميم
تكتب "هآرتس" انه رغم تأجيل التصويت في الكنيست على مشروع ضم مستوطنة معاليه ادوميم الى القدس، عدة مرات، الا انه تم خلال الاسابيع الاخيرة، دفع مشاريع تهدف الى تحقيق التواصل الفعلي بينها وبين القدس. ومن شأن هذه المشاريع المساعدة على البناء المستقبلي في منطقة E1، التي يتأخر البناء فيها منذ اكثر من عقد زمني لأسباب سياسية. ولكن في الوقت الذي تتخوف فيه الحكومة من رد المجتمع الدولي على الضم، فإنها تأمل ان تعزز هذه المشاريع بشكل كبير، التواصل بين المدينتين، وان يمر الأمر بهدوء دبلوماسي.
وتشاهد الجرافات وهي تعمل في الاسابيع الاخيرة، بالقرب من شارع رقم 1، الذي يربط بين القدس ومعاليه ادوميم، حيث يجري العمل لبناء مفترق "هزيتيم" الذي سيسهل الحركة بين المدينتين. وقال جمعية "مدينة الشعوب" ان بناء المفترق الذي سيربط بين الجزء الشمالي من الشارع الالتفافي الشرقي وشارع 417، يُعد للبناء المستقبلي في منطقة E1، ويهدف الى حرف حركة المرور الفلسطينية عن المسار القائم حاليا في المنطقة الفاصلة بين المدينتين. وقد صودق على المشروع في ايلول 2013 ويجري العمل عليه حاليا.
كما شُرع ببناء نفق جديد عند مفترق التلة الفرنسية، والذي صادقت بلدية القدس على ميزانيته مؤخرا. ويهدف شق هذا النفق لتخفيف الاكتظاظ الكبير في المنطقة، وتسهيل التحرك بين احياء القدس الشمالية والعاصمة. وتؤكد بلدية القدس ان هذين المشروعين هما جزء من خطوة شاملة لتطوير البنى التحتية للمواصلات في شمال المدينة.
بالإضافة الى ذلك تدفع اسرائيل هدم قرية الخان الاحمر، التي تعتبر رمزا للاستيطان البدوي في المنطقة. وكما سبق ونشرت "هآرتس" فقد وزعت الادارة المدنية عشرات اوامر الهدم في القرية في الشهر الماضي.
كما يجري دفع ضم معاليه ادوميم الى القدس، بواسطة تعريف المنطقة الواقعة بين المدينتين  على انها "مواقع قومية ومحميات طبيعية". وفي كانون الثاني الماضي، اوصت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس بالمصادقة على الخارطة الهيكلية التي تشكل مرحلة في مخطط تحويل المنطقة الى حديقة وطنية تحمل اسم "منحدرات جبل المكبر".. ويدعي السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية وتنظيمات اليسار المعارضة للخطة انها تهدف عمليا الى منع امتداد الاحياء الفلسطينية المجاورة.
وقال الباحث افيف تتارسكي، من جمعية مدينة الشعوب، لصحيفة "هآرتس"، ان "اليمين يحاول تبييض مشروع المنطقة E1، بادعاء ان معاليه ادوميم تحظى بالإجماع الاسرائيلي. لكن البناء هناك سيحول معاليه ادوميم من مطلب اسرائيلي يمكن للفلسطينيين الموافقة عليه في اطار تبادل الأراضي، الى ضربة مميته لحل الدولتين". وقال "ان استثمار مليارات الشواكل لصالح بناء شوارع بين القدس و E1، يعكس اصرار اسرائيل على تنفيذ خطة البناء وعرقلة حل الدولتين".
نتنياهو: "روسيا لم تغير سياستها بشأن الهجمات الاسرائيلية في سورية"
تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ادعى، امس الثلاثاء، خلال حديث مع المراسلين الذين يرافقونه في رحلته الى الصين، أن روسيا لم تغير سياستها بشأن الهجمات الاسرائيلية في سورية لإحباط شاحنات الأسلحة الموجهة لحزب الله. وجاء تصريح نتنياهو هذا على خلفية تصريحات لمسؤولين سوريين، ادعوا بأن روسيا اوضحت لإسرائيل في الأيام الأخيرة، بأنها لن تسمح لها بمواصلة حرية العمل في الأجواء السورية.
وحسب نتنياهو، فقد اوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه به في موسكو، قبل اسبوعين، بأن اسرائيل سنواصل مهاجمة قوافل الأسلحة الموجهة لحزب الله، والدليل على ذلك انه تم شن هجوم كهذا بعد عدة ايام. وقال نتنياهو: "لدينا سياسة في هذا الموضوع وهي لم تتغير، اذا توفرت الاستخبارات والاستعداد العسكري فإننا نهاجم، وهكذا سنواصل. نحن نحرص على عدم المس بمن لا يجب المس فيه". وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان اسرائيل لا تطلع روسيا على هجماتها قبل تنفيذها، خوفا على طياري سلاح الجو.
لكن روسيا قامت يوم الجمعة الماضية، في اليوم التالي للهجوم الاسرائيلي في سورية، باستدعاء السفير الاسرائيلي لدى موسكو جيري كورن، لمحادثة توضيح في وزارة الخارجية. وقال الروس ان المحادثة مع السفير تناولت الوضع في سورية.
وامس الاول، قال الرئيس السوري بشار الأسد للصحفيين الروس في دمشق، بأنه يعتمد على قيام روسيا بمنع اسرائيل من مواصلة تنفيذ هجمات مشابهة في المستقبل. وقال الأسد انه "يمكن لروسيا ان تقوم بدور هام في منع المواجهة العسكرية المحتملة بين اسرائيل وسورية. الدفاع عن حدودنا هو حق وواجب بالنسبة لنا. نحن لا ندير سياستنا وقراراتنا بناء على تصريحات المسؤولين الاسرائيليين". وكان الأسد يرد على تصريحات وزير الامن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، الذي حذر من انه في المرة القادمة سيدمر سلاح الجو الاسرائيلي كل بطارية سورية تطلق الصواريخ على الطائرات الاسرائيلية.
"البناء الاستيطاني القدس الشرقية، ليس جزء من المفاوضات مع الادارة الأمريكية"
وقال نتنياهو للمراسلين الاسرائيليين، ان مسألة البناء في الاحياء اليهودية الواقعة وراء الخط الأخضر في القدس الشرقية، ليست جزء من المفاوضات الجارية مع الادارة الأمريكية حول كبح البناء في المستوطنات.
وقال نتنياهو: "انا لا اناقش البناء في القدس. هذا لم يدخل المعادلة بتاتا. انا مستعد للنقاش وانا ابحث عن صيغة متفق عليها للبناء في يهودا والسامرة. هناك تناقض في الوجهات مع الامريكيين، ولذلك التقيت المبعوث الامريكي جيسون غرينبلات مرتين وارسلت وفدا الى واشنطن للتوصل الى تفاهمات. هذه عملية متواصلة".
وكان نتنياهو قد ارسل، مساء السبت الماضي، رئيس طاقم الموظفين في ديوانه، يوآب هوروبيتس الى واشنطن، لإجراء محادثات مع البيت الابيض حول امكانية تحقيق اختراق في بلورة تفاهمات بين اسرائيل والولايات المتحدة حول كبح البناء في المستوطنات. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان احد المواضيع الرئيسية التي ستناقش هناك هي رغبة حكومة نتنياهو بباء مستوطنة جديدة لسكان بؤرة عمونة سابقا.
وغادر هوروبيتس الى واشنطن مع المستشار السياسي يونتان شخطر، والمحامي الذي يتولى موضوع المستوطنات في ديوان نتنياهو. وتزامن سفر الوفد مع سفر نتنياهو الى الصين. وتكتم ديوان نتنياهو على سفر الوفد الى واشنطن، وتم نشر بيان بشأنه فقط بعد توجه "هآرتس" الى الديوان لاستيضاح الأمر.
وقد التقى شخطر وهوروبيتس وسفير اسرائيل لدى واشنطن، رون دريمر، امس الاول، مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لمواصلة الاتصالات التي بدأت في الاسبوع الماضي في القدس. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان المبعوث الامريكي تحدث عن مصطلح Slowdown – الابطاءـ كمبدأ يجب ان تعتمد عليه التفاهمات بشأن كبح البناء في المستوطنات. ومع ذلك ليس من الواضح ما هي الصيغة الدقيقة التي تقف وراء هذا المصطلح.
اتهام مدير فرع غزة للمساعدات الانسانية التركية بالتعاون مع حماس!
تكتب "هآرتس" ان اسرائيل قدمت للمحاكمة، امس، مدير فرع غزة لتنظيم المساعدات الانسانية التركية، محمد مرتجى، من غزة، بتهمة النشاط لصالح الجناح العسكري لحركة حماس. وكان الشاباك الاسرائيلي قد اعتقل مرتجى لدى دخوله الى اسرائيل، ويدعي ان حماس دربته، ايضا، على اعداد عبوات ناسفة، وانه خبأ في بيته وسائل حربية من بينها قنابل يدوية واسلحة. وحسب الشاباك فقد كان مرتجى ينوي السفر الى تركيا عبر اسرائيل، من اجل التدرب لدى تنظيم المساعدات التركي (TIKA), لكنه، حسب ادعاء الشاباك، كان ينوي الحصول على معلومات تساعد حماس على "تحسين دقة صواريخها التي تطلقها على اسرائيل". كما ادعى الشاباك في لائحة الاتهام التي تم تقديمها الى المحكمة المركزية في بئر السبع، انه تم ارسال مرتجى الى تركيا من قبل الجناح العسكري لحركة حماس من اجل الحصول على خرائط تعتمد على صور التقطها القمر الصناعي العسكري التركي.
وحسب لائحة الاتهام فقد طلب المسؤول عن الابحاث والتطوير في الجناح العسكري لحماس، اياد الشاعر، من مرتجى تزويده بصور من القمر التركي. وقال الشاعر لمرتجى انه خلال حرب 2014 تم توجيه صواريخ حماس بناء على خرائط Google Earth، ولم تكن دقيقة بما يكفي، اذ ان نسبة الاصابات بلغت 10% فقط.
وقال الشاباك ان منظمة المساعدة التركية لم تعرف عن نشاط مرتجى وان الاخير خدع مشغليه واستغل ميزانيات المنظمة لصالح نشاطات لحماس بدلا من المساعدات الانسانية. كما يدعي الشاباك ان مرتجى قام خلال حرب 2014 وبعدها بتسليم حماس معدات واموال وصلت الى ملايين الشواكل.
وقبل كشف القضية امس، ابلغت اسرائيل تركيا بتفاصيل لائحة الاتهام ضد مرتجى. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية انه تم استدعاء سفير تركيا كمال اوكام الى مكتب المدير العام للوزارة واطلاعه على التفاصيل. وفي المقابل قام السفير الاسرائيلي لدى انقره، ايتان نئيه، صباح امس، باطلاع المسؤولين في وزارة الخارجية التركية على التفاصيل. وقال المسؤول الاسرائيلي ان تركيا توجهت الى اسرائيل قبل عدة اسابيع في موضوع اعتقال الموظف الفلسطيني لكنه تم التوضيح لها بأنه لا يمكن توفير تفاصيل في حينه، وسيتم ذلك عندما يسمح الأمر. وحسب المسؤول الاسرائيلي فقد فوجئ الاتراك بالمعلومات التي تم تسليمها لهم امس، لكنهم شكروا اسرائيل على اطلاعها قبل النشر.
وقال الناطق بلسان حركة حماس، فوزي برهوم، معقبا على اعتقال ومحاكمة مرتجى، ان "اسرائيل تواصل اكاذيبها وحياكة ملفات للنشطاء وقادة التنظيمات المدنية والدولية الناشطة في قطاع غزة, هذه حملة اسرائيلية متوحشة، هدفها المس بالتنظيمات وتشديد الحصار على غزة".
اردان وشرطته لا يعرفون موقع حدود القدس
تكتب "هآرتس" انه يتبين بأن وزارة الامن الداخلي الاسرائيلية وشرطة القدس لم تعرفان حتى الاسبوع الماضي، اين تقع حدود منطقة نفوذ القدس، وساد لديهما الاعتقاد بأن ضاحية البريد الواقعة في جنوب بلدة الرام في الضفة الغربية، تابعة لمنطقة نفوذ القدس. وبناء على هذا الخطأ امر وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، بإغلاق قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية، الواقع في بناية الحرباوي في الضاحية، لمدة ستة أشهر.
وادعى اردان في امر الاغلاق بأن المكتب يشكل "ممثلية للسلطة الفلسطينية" تعمل بدون تصريح وخلافا لاتفاقيات اوسلو في حي بيت حنينا، داخل اسرائيل. وتم يوم الثلاثاء الماضي اغلاق المكتب واقتياد مديره الجغرافي خليل توفكجي للتحقيق. وخلال التحقيق معه فقط تبين للشرطة خطأها، وفي اليوم نفسه ابلغته ومحاميه زياد الهدمي، بأنه يمكنه العودة لفتح المكتب.
ويشار الى ان الناطقة بلسان الشرطة بعثت اثر اغلاق المكتب، ببيان الى وسائل الاعلام ادعت فيه ان توفكجي ينقل معلومات الى اجهزة الامن الفلسطينية حول بيع الاراضي في القدس، وانه عندما يسود الاشتباه بالتزييف او نية بيع عقارات ليهودي، تقوم اجهزة الامن الفلسطينية بفتح تحقيق. ويشار الى ان وزارة الامن الداخلي والناطقة بلسان الشرطة لم ينشرا تصحيحا للخطأ.
وقال توفكجي لصحيفة "هآرتس" امس، انه قبل عشرة ايام من اغلاق المكتب، وصلت قوة من الشرطة الى المكتب وتجولت بين الغرف وصورت وخرجت من دون قول أي كلمة. وعندما عادت مرة اخرى في 14 آذار، كانت تحمل امر الاغلاق، وقامت بمصادرة عدة ملفات وسبعة اجهزة حاسوب وخرائط انتزعتها عن الجدران، ومن ثم تم لحم باب المكتب.
وتم نقل توفكجي الى مقر الشرطة في المسكوبية، والتحقيق معه لمدة نصف ساعة. وقال توفكجي ان محققا باسم بهجت سأله عن علاقته مع السلطة الفلسطينية، فأوضح له بأنه يعمل في جمعية الدراسات العربية، وهي جمعية غير حكومية. وقال توفكجي ان المحقق لم يطرح امامه أي ادعاء حول "تسليم معلومات بشأن بيع عقارات". وقال انه اوضح للمحقق بأن البناية تقع في ضاحية البريد في الضفة الغربية، وان الخط الحدودي الذي "رسمه رحبعام زئيفي وموشيه ديان في 1967: يمر في الشارع الفاصل بين ضاحية البريد وبيت حنينا. وفي المقابل تحدث محاميه الهدمي مع مسؤولين في الشرطة واوضح لهم خطأهم.
وبعد نصف ساعة من التحقيق وست ساعات من اغلاق المكتب، ابلغ المحقق توفكجي بأنه يمكنه اخذ كل الاغراض التي صودرت من المكتب والعودة للعمل فيه. وقال توفكجي انه عاد للعمل يوم الخميس الماضي، ولم تسلمه الشرطة أي وثيقة تشير الى إلغاء امر الاغلاق، كما لم يعتذر له احد.
رئيس الموساد السابق: "الاحتلال والصراع مع الفلسطينيين هما التهديد الوجودي الوحيد لإسرائيل"
كتبت "هآرتس" ان رئيس الموساد السابق تمير فيردو، ادعى صباح امس الثلاثاء، بأن الاحتلال والصراع مع الفلسطينيين هما التهديد الوجودي الوحيد الذي يواجه اسرائيل. وقال ان "دولة اسرائيل اختارت عدم الاختيار، على امل ان يتدبر الصراع من تلقاء نفسه – ربما يختفي العرب، او ربما تحصل معجزة". وكان فيردو يتحدث في المؤتمر الذي عقد على اسم مئير دغان، في الكلية الاكاديمية في نتانيا. وحسب اقواله: "سنصل في يوم ما الى الدولة ثنائية القومية، لأنه لن يعد بالإمكان فك الرابط المستعصي بين الجمهورين، وهذا هو ما يحدث حينما لا يقررون".
وحدد فيردو بأن اسرائيل تواجه تهديدا وجوديا واحدا. هذه قنبلة موقوتة. اخترنا دفن رؤوسنا في الرمال من خلال خلق تهديدات خارجية مختلفة ومنوعة. بين البحر والاردن، يعيش اليهود والمسلمين، وعددهم متساوي تقريبا. سكان يهودا والسامرة غير اليهود يعيشون تحت الاحتلال. هذا تعريف حددته دولة اسرائيل ولست انا. القانون في هذه المنطقة هو كما حددناه نحن، قانون الحكم العسكري الخاضع لسيادة الجيش الاسرائيلي".
واضاف: "في قطاع غزة، وعلى الرغم من الانسحاب الكامل الا ان المسؤولية تخضع لدولة اسرائيل. الوضع الانساني يخضع لمسؤولية اسرائيل، وهذا المكان هو الذي ينطوي على اكبر مشكلة في العالم اليوم".
وقال فيردو ان "على اسرائيل مواجهة الواقع الجغرافي ومسألة أي دولة نريد. الحياة وفق حقائق بديلة تنطوي على خطر للرؤية الصهيونية. مفتاح انقاذ الدولة يحتم وجود قيادة شجاعة".
وقبل ذلك، تحدث في المؤتمر رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين، فادعى ان ايران هي التي تقف على رأس سلم التهديدات التي تواجه اسرائيل اليوم. وحسب اقواله فان الجمهورية الاسلامية لم تتنازل عن طموحها لتحقيق قدرات نووية، وهي تحاول التأثير وصياغة الواقع في الشرق الاوسط. وقال انه طالما كان نظام آيات الله قائما، مع الاتفاق النووي ومن دونه، ستبقى ايران هي التحدي الاول بالنسبة للأجهزة الأمنية".
وتحدث رئيس الاركان غادي ايزنكوت خلال المؤتمر نفسه، عن تأثير ايران على حزب الله وحماس، وقال ان "ايران تدير معركة اخرى مقابلنا، معركة بواسطة مبعوثين، وهي تتواجد في لبنان، وسورية مع الاف الميليشيات الشيعية، وفي قطاع غزة ايضا".
والمح ايزنكوت الى النشاط العسكري الاسرائيلي في سورية، والذي سبب التوتر مع روسيا، وادعى انه "على الرغم من سنوات الحرب السورية الست، الا اننا ننجح في الحفاظ على حدود هادئة ومنع تضخم من يجب ان لا يتعزز بالأسلحة المتطورة".
وحسب ايزنكوت فان الحرب الاهلية في سورية لا تطرح المخاطر فقط، وانما الكثير من الفرص والتعاون الاقليمي والدولي. واضاف: "لقد نجحنا مع الروس ايضا رغم التوتر في الأسبوع الاخير، بإنتاج منظومة لمنع الاحتكاك ولتنسيق العمل".
وقال ايزنكوت، ولأول مرة، امس، بأن المعلومات التي توصلت اليها الاستخبارات الاسرائيلية، تؤكد ما نشرته وسائل اعلام عربية حول قتل المسؤول الرفيع في حزب الله، مصطفى بدر الدين في ايار الماضي، على أيدي قادته. وقال ايزنكوت ان "هذا الأمر يشير الى حجم الوحشية، والتعقيدات والتوتر بين حزب الله وراعيه الايراني. المنشورات تتفق مع المعلومات المتوفرة لدينا، وهذا يدل على عمق الازمة داخل حزب الله".
وقال ايزنكوت انه رغم النشاط الواسع لحزب الله في سورية، وما يراكمه التنظيم خلال ذلك من خبرة عسكرية، الا انه يواجه حاليا عدة ازمات: "ازمة داخلية محورها على ماذا نحارب، ازمة اقتصادية وازمة قيادية".
وكان بدر الدين (55 عاما) قد قتل في ايار الماضي، بعد قصف مدفعي لقاعدة لحزب الله بالقرب من مطار دمشق. وفي بيان رسمي صدر عن التنظيم قيل انه قتل بنيران المتمردين، لكن البيان لم يفصل من هو التنظيم الذي اطلق النار من بين كل التنظيمات السلفية التي تحارب النظام.
وكان بدر الدين هو نسيب عماد مغنية، القائد السابق لقوات حزب الله. وحسب ما نشرته وسائل اعلام لبنانية فقد تواجد في سورية وحارب مع قوات التنظيم الى جانب نظام الأسد. واعتبر بدر الدين خلفا لمغنية الى ان طرح اسمه ضمن قائمة المطلوبين بتهمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005.
وحاول التنظيم ابعاده عن دائرة القيادة وتم، كما يبدو، نقله الى مناصب اخرى ودمجه ضمن القوات المحاربة في سورية. وطولب حزب الله والحكومة اللبنانية بتسليم بدر الدين للمحكمة الدولية التي اقيمت خصيصا للتحقيق في اغتيال الحريري، لكنه اختفى وانضم كما يبدو الى القوات المحاربة في سورية الى جانب الاسد. ويشار الى ان بدر الدين ترأس قبل انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، قسم العمليات التابع لحزب الله في جنوب لبنان.
شجار عنيف في حفل للشرطة بين افرادها اليهود والمسلمين على خلفية عنصرية
كشفت اذاعة الجيش الاسرائيلي، امس، ان شجارا حاشدا وعلى خلفية عنصرية، وقع في الاسبوع الماضي، بين افراد من الشرطة اليهود والمسلمين خلال الاحتفال بعيد المساخر العبري. وتم كشف الأمر امس فقط، لأن الشرطة حاولت التستر على الحدث المحرج.
وحسب ما تكتبه "هآرتس" فقد نظم افراد من شرطة دان، الخاضعة للواء تل ابيب، حفل عيد المساخر في قاعة للمناسبات في اور يهودا. وفي ساعة متأخرة من الليل، وبعد انتهاء فقرة المغني دودو اهرون، دعي افراد الشرطة للمنافسة ضمن مسابقة غناء. وفي مرحلة معينة صعد شرطي مسلم يخدم في اللواء وبدأ الغناء باللغة العربية. وعلى الفور بدأ عدد من افراد الشرطة اليهود بالصراخ بأنهم لا يريدون سماع اغاني بالعربية، وطالبوه بالتوقف. وسألهم الشرطي المسلم عما يزعجهم، فرد هؤلاء بشتمه، بل قام احدهم برشقه بكأس زجاجي تحطمت على المسرح. وتطور شجار في المكان اثر قيام عدد من افراد الشرطة اليهود بمساعدة الشرطي اليهودي المعتدي، فيما سارع افراد الشرطة المسلمين لمساعدة المسلم.
وقال احد افراد الشرطة الذي شاهد ما يحدث ان الأمر تحول الى شجار حاشد، وكان الأمر محرجا، خاصة وانه كان من الواضح للجميع ما يحدث ولماذا اندلع الشجار، لكنه كان يصعب الفصل بين المتشاجرين، الذين احتسى بعضهم الكحول، ووجهوا شتائم مخجلة للشرطي المسلم. لقد رغبنا بدفن انفسنا في المكان".
وادعت شرطة لواء تل ابيب انه خلال الشجار لم يتواجد قادة اللواء في الحفل، لأنهم غادروا المكان مبكرا. وتم تحويل الموضوع للتحقيق من قبل ماحش، ومن المتوقع ان يتم التحقيق مع شرطيين من وحدة "يسام" الذين هاجموا الشرطي المسلم.
السجن 50 شهرا على مواطنة من سخنين انضمت الى داعش
تكتب "هآرتس" ان المحكمة المركزية في حيفا، فرضت امس، حكما بالسجن لمدة 50 شهرا على صابرين زبيدات (30 عاما) من سخنين، التي انضمت مع زوجها واطفالهما الى تنظيم داعش. وقد اعترفت زبيدات وادينت بتهم الاتصال بعميل اجنبي، وبمغادرة البلاد بشكل غير قانوني، والعضوية في تنظيم ممنوع والعضوية في تنظيم ارهابي. ولم يتم بعد تحديد عقوبة زوجها وسام.
وتم تقديم لوائح الاتهام ضد صابرين ووسام زبيدات في تشرين الاول الماضي، وجاء فيها ان العائلة انتقلت للعيش في الموصل في العراق، وحارب الزوج في صفوف داعش. وجاء، ايضا، ان صابرين اقنعت زوجها بالانضمام الى التنظيم والمحاربة في سورية والعراق، وعندما وصلا الى سورية سلما جوازات السفر الاسرائيلية للتنظيم واعلنا الولاء له. وشارك وسام في دورات تدريب، شملت دراسة الشريعة والتدريب العسكري.
واصيب وسام خلال معركة في قرية البوريشة، ونقل الى المستشفى، وبعدها عاد للعيش مع اسرته في الموصل. وعملت صابرين في المستشفى المحلي، مسؤولة عن كاميرات الحراسة، فيما درس اولادهما، 3 و6 و8 سنوات، في مؤسسات تعليم محلية. وكانت العائلة تتقاضى راتبا من داعش. وفي تموز 2016 قررت صابرين ووسام العودة الى اسرائيل في اعقاب قصف طائرات التحالف للموصل.
استشهاد فلسطيني بنيران اسرائيلية في رفح
كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي قتل شابا فلسطينيا (18 عاما) واصاب اخربن بجراح متوسطة، الليلة الماضي، خلال هجوم شنته الدبابات في جنوب قطاع غزة. وادعى الجيش ان الشبان حاولوا اجتياز السياج الحدودي بين رفح الشرقية واسرائيل.
وقال الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اشرف القدرة، ان القتيل يوسف شعبان المعادرة والمصابين الآخرين نقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح. وأفاد شهود عيان بأن الشبان اقتربوا من المنطقة الحدودية بين شرق رفح وإسرائيل وكانوا يحاولون العبور عندما فتحت دبابة إسرائيلية النار عليهما.
الجيش ينهي مناورة تحاكي خوض حرب في غزة
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي اعلن امس، عن انهاء مناورة مفاجئة على مستوى القيادة العامة، هي الاكبر حجما هذا العام. وشملت المناورة تجنيد حوالي 2000 جندي من لواء الاحتياط 252 في القيادة الجنوبية، والذين امتثلوا للأوامر خلال اقل من 24 ساعة وبدأوا على الفور التدرب على الانتقال من الروتين الى حالة الطوارئ الملحة والدخول للحرب في قطاع غزة.
وجاء من الجيش الاسرائيلي ان حوالي 92% من قوات الطوارئ التي استدعيت امتثلت للأوامر وتم تجنيد "قسم رئيسي" من الألوية الاربعة – لواءي مشاة ولواءي مدرعات. وكذلك الأمر من المقرات وقوات العُصب. وطلب من الجنود الحضور الى مخازن الطوارئ وتدرب قسم منهم على اطلاق النيران، وتمثيل الدخول الى قطاع غزة خلال ساعات معدودة مع قوات الهندسة والمدفعية.
وكان رئيس الأركان غادي ايزنكوت، قد زار التدريب يوم الاثنين، وفحص جاهزية عصبة الطوارئ. كما تحدث رئيس الأركان مع قادة العصبة ومع كتيبة الاحتياط التي تم تجنيدها بشكل كامل من لواء النقب.
وقال ضابط رفيع ان هذا التدريب هو جزء من سياسة رئيس الاركان للتأكد قبل الاعياد من جاهزية الجيش العالية، لكي يتم تجاوز هذه الفترة ونحن مستعدين لحال وقوع حدث مفاجئ". وقال الضابط انه جرى تدريب مفاجئ ومشابه في المنطقة الشمالية، ايضا، ولكن بشكل اصغر، مع دخول قائد المنطقة الشمالية الجديد الجنرال يوئيل ستروك، هذا الاسبوع.
بعثة اسرائيل في الامم المتحدة متشجعة من تجاوب الايمن العام معها
تكتب "يسرائيل هيوم" ان اعضاء البعثة الاسرائيلية لدى الامم المتحدة يشعرون بالتشجيع في ظل قرار الامم المتحدة ازالة رسومات معادية لإسرائيل من معرض اقيم في بناية الامم المتحدة في نيويورك. وقالت البعثة الاسرائيلية ان منظمة باسم "نادي الدول العربية" عرضت في مقر الامم المتحدة معرض رسومات بمناسبة انعقاد مؤتمر اوضاع المرأة.
وتضمن المعرض رسومات رسمتها نساء، وتضمنت لوحات كتب فيها "حرروا فلسطين"، الى جانب جندي من الجيش الاسرائيلي يطلق النار على مدنيين ومن خلفهم العلم الفلسطيني، وكذلك طفلة خائفة من الطائرات الاسرائيلية. كما نشرت رسوم كاريكاتورية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومرشحة الرئاسة سابقا هيلاري كلينتون. وتمت ازالة اللوحات بأمر من الامين العام للأمم المتحدة.
سلاح الجو الاسرائيلي يستضيف مناورة دولية
تكتب "يسرائيل هيوم" ان سلاح الجو الاسرائيلي، سيستضيف هذه السنة مناورة دولية تصل في اطارها الى اسرائيل حوالي 100 طائرة من سبع دول. وفي اطار التدريب الذي سيحمل اسم “Blue Flag”، ستصل الى اسرائيل طائرات من الولايات المتحدة، المانيا، والهند وايطاليا. كما يتوقع قيام 40 دولة اخرى بارسال مراقبين ومستشارين عسكريين لمشاهدة التدريب.
ويتوقع ان يستغرق التدريب اسبوعين، وسيتم خلالها التدرب على التعاون العسكري. وهذه هي المرة الاولى التي تشارك في التدريب طائرات من سبع دول.
بينت يمنع منح جائزة اسرائيل للرسم لفنان يساري
تكتب "يديعوت احرونوت" انه بعد عامين تماما من خطابه المثير للجدل والذي هاجم فيه "الحفنة" ومن "يقبلون التعويذات ويسجدون على قبور الأولياء"، يدفع الفنان والكاتب الاسرائيلي يئير غربوز الثمن – مع الفائدة. فقد علمت "يديعوت احرونوت" ان وزير التعليم نفتالي بينت منع منح جائزة اسرائيل له.
غربوز، الرسام والكاتب واليساري المخضرم، لم يخف ابدا مواقفه السياسية، ولكن الخطاب الذي القاه عشية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في 2015، نجح باثارة رجال المعسكر ضده، واعتبر احد الاحداث المؤثرة جدا في الانتخابات السابقة، واحد مسببات هزيمة اليسار.
ففي الخطاب الذي القاه قبل عشرة ايام من الانتخابات، تحدث غربوز عن "الحفنة"، وقال: "قالوا لنا بأن الشخص المقيت الذي قتل رئيس الحكومة، جاء من داخل حفنة من الناس المهووسين.. قالوا لنا بأن اصحاب القمصان الصفراء والرمز الاسود – رجال "كهانا على حق"، ومن يصرخون الموت للعرب هم حفنة – مجرد حفنة! ومن المؤكد ان اشرار بطاقة الثمن هم حفنة.. وقالوا لنا ان العنصريين الذين يهددون ويشتمون لا يمثلون المجتمع الاسرائيلي بتاتا، وانهم مجرد حفنة! ومن يعتقدون بأن الديموقراطية تعني استبداد الغالبية، هم حفنة".
ولامست بقية تلك الفقرة العصب الحساس بشكل خاص: "من يقبلون التعويذات، عبدة الأصنام ومن يسجدون على قبور الأولياء – مجرد حفنة! حتى من يتحرشون جنسيا ويغتصبون هم حفنة. وافراد الشرطة الذين انحرفوا والكذبة الذين كذبوا، لا يمثلون المجموع. اذا كان هؤلاء جميعا هم حفنة فقط، فكيف يمكن لهذه الحفنة ان تحكمنا؟ كيف تحولت تلك الحفنة الى غالبية، من دون أي ازعاج؟"
لقد تم التعامل مع خطابه كهجوم فظ وشديد ضد المتدينين وابناء الطوائف الشرقية واليمين كله، وأثار غضبا كبيرا وانتقادات قاسية.
ومنذ الانتخابات غاب غربوز قليلا عن اعين الجمهور وهدأت العاصفة؟ ومؤخرا اجتمعت لجنة جائزة اسرائيل للفنون وناقشت امكانية منحه الجائزة تقديرا لسيرته الفنية، لكن دستور الجائزة يحدد ان كل فائز في كل فئة يجب ان يحظى بتأييد كل اعضاء اللجنة، بالإجماع وبدون استثناء.
وقد اجتمع اعضاء اللجنة مرتين، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل الى اتفاق واجماع. لقد دعم ثلاثة من بين اربعة اعضاء منح الجائزة لغربوز، بينما عارض الرابع.
ويشار الى ان وزير التعليم بينت هو الوزير المسؤول عن الجائزة من قبل الحكومة، والدستور يحدد بأنه لا يتدخل في عملية اختيار اسماء المرشحين. ولكن في حال عدم اتفاق اعضاء اللجنة في مسألة ما يتم تحويل الموضوع اليه، ويمكن للوزير ان يأمر بعقد اجتماع اخر للجنة، او الغاء منح الجائزة في الموضوع المحدد. وبعد عدم نجاح لجنة فن الرسم بالاتفاق على المرشح، امر الوزير بينت بعدم الاجتماع مرة اخرى، والغاء منح جائزة الرسم لهذا العام، وبالتالي منع منح الجائزة لغربوز.
وقال مصدر مطلع انه لم يسبق لأي لجنة من لجان جائزة اسرائيل عدم الاتفاق على مرشح معين في كل فئات الجائزة، كما يندر جدا توجه اللجنة الى الوزير.
وقال مكتب بينت معقبا ان "الوزير بينت لم يكن ضالعا في أي مرحلة من مراحل عمل اللجنة، وعندما تم اعادة الموضوع اليه تصرف وفقا للنظم".
مقالات
حتى بثمن التوتر مع روسيا، تعمل اسرائيل على ابعاد ايران من الجولان.
يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان الحادث الذي وقع يوم الجمعة، والذي قامت خلاله بطارية "حيتس" باعتراض صاروخ مضاد للطائرات تسلل من سورية الى اسرائيل، غيّر تعامل اسرائيل العلني مع مسألة الهجمات في سورية. واذا كانت القيادة الاسرائيلية قد اكتفت حتى اليوم بالتصريح العام بأنها ستقصف كل القوافل التي تنقل اسلحة نوعية من سورية الى حزب الله، وامتنعت عن التطرق الى المنشورات الجارية حول الهجمات في وسائل الاعلام العربية، فقد تغير الوضع الآن. فتسلل الصاروخ الذي كان يستهدف طائرات سلاح الجو التي هاجمت اهداف سورية، حتّم تفعيل بطارية حيتس وبناء عليه جاء اول نشر رسمي تصادق فيه إسرائيل على تنفيذ الهجوم. ويوم امس (الثلاثاء) تطرق الى ذلك، ايضا، رئيس الحكومة، نتنياهو، ورئيس الأركان، ايزنكوت.
فخلال محادثة اجراها نتنياهو مع المراسلين الذين يرافقونه في رحلته الى الصين، قال بأنه اوضح للرئيس الروسي بوتين، بأن اسرائيل ستواصل مهاجمة قوافل الأسلحة، وادعى ان روسيا لم تغير سياستها بالنسبة للهجمات الاسرائيلية. وجاء هذا التصريح ردا على ادعاء السفير السوري لدى الامم المتحدة، بأن روسيا ابلغت اسرائيل بأن عهد الهجمات انتهى. ومن جهته قال ايزنكوت خلال محاضرة القاها في كلية نتانيا، ان اسرائيل اجادت انتاج آلية لمنع الاحتكاك مع الروس، "رغم التوتر في نهاية الأسبوع" وانها تواصل "منع تضخم من يجب ان لا يتعزز بصواريخ متطورة" – أي احباط نقل مثل هذه الوسائل الحربية الى حزب الله.
رئيس الحكومة ورئيس الاركان يتطرقان الى الاهداف السياسية الاسرائيلية، كما تم تحديدها قبل اكثر من خمس سنوات، بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب الأهلية: من جهة، منع تورط اسرائيل في الحرب نفسها، ومن جهة، خطوة مدروسة لتشويش نقل السلاح. وقد التزمت اسرائيل بتحقيق الهدف الاول بكامله، اما بالنسبة للهدف الثاني، فان التقارير الكثيرة حول الهجمات تدل على اصابة قسم من السلاح المهرب. وفي المقابل اعترف نتنياهو خلال خطابه في الأمم المتحدة في تشرين اول 2015، بوصول قسم من الأسلحة المتطورة الى هدفه.
في هذه الأثناء، طرا تطور جوهري على ما يحدث في سورية. استكمال احتلال حلب والانجازات البرية المحدودة التي راكمها نظام الأسد على حلبات اخرى في الدولة، خلال الأشهر الأخيرة، حققت الاستقرار للنظام وابعدت امكانية انهياره قريبا (الا اذا تم اغتيال الطاغية نفسه). ويبدو ان هذه النجاحات، وبفضل المساعدة الجوية الروسية والميليشيات الشيعية التي ارسلتها ايران، هي التي حثت النظام على تغيير سياسته ومحاولة اصابة الطائرات الاسرائيلية خلال عملها في الأجواء السورية (حادث يوم الجمعة لم يكن الأول من نوعه). السؤال الذي ستطرحه القيادة الاسرائيلية على نفسها، كما يبدو، خلال الفترة القريبة، هو هل يحتم تغيير الظروف اجراء تغيير في السياسة: متى يمكن لسلسة من الهجمات الناجحة من ناحية تكتيكية اني تحول الى خطر استراتيجي، لأنه سيحث سورية على الرد بشكل أكبر او، بدلا من ذلك، اقناع موسكو بتحويل رسالة شديدة اللهجة الى اسرائيل (الأمر الذي لم يحدث بعد حسب نتنياهو).
ولكن اسرائيل، اذا حكمنا حسب التصريحات العلنية والهجوم الآخر الذي تم نسبه اليها يوم الأحد – اغتيال ناشط في الميليشيات المحلية المتماثلة مع النظام في هضبة الجولان السورية – لا تظهر دلائل على انها تنوي التراجع عن المواجهة. ربما يرتبط هذا الاصرار، ايضا، بأهداف اخرى حددتها لنفسها على الحلبة السورية خلال الأشهر الأخيرة.
ان الهدف الأساسي المعلن، الذي يكثر رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الأمن ليبرمان، من التذكير به مؤخرا، هو منع عودة قوات حزب الله والحرس الثوري الايراني الى هضبة الجولان. نجاح تنظيمات المتمردين خلال السنوات الأخيرة، ابعد نظام الأسد عن الحدود مع اسرائيل، وخلال العامين الأخيرين تم تسجيل وجود ضئيل للإيرانيين وحزب الله. ولكن الآن، في اعقاب التشجيع الذي خلفه النجاح في حلب، يقوم النظام بتعزيز قواته في شمال الجولان، وسبق واجبر بعض القرى التي تعاونت مع المتمردين على توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار والاستسلام، بعد ممارسة ضغوط ثقيلة عليها. اسرائيل تشتبه بأن عدة رجال من حزب الله عادوا للعمل على مقربة من السياج الحدودي، برعاية النظام السوري، والان تحاول منع ترسيخ وجودهم مع خبراء ايرانيين في المنطقة.
خلال زيارته لدونالد ترامب، في واشنطن، الشهر الماضي، حدد نتنياهو هدفا آخر. لقد قال بأنه طلب من ترامب الاعتراف بضم الجولان لإسرائيل. فحتى اليوم لم يعترف المجتمع الدولي بقانون ضم الجولان الذي صدوق عليه في 1981، لكن من المحتمل ان نتنياهو شخَص فرصة بسبب استمرار الحرب السورية والانتقاد الدولي لنظام الأسد، والتعاطف الذي اظهره ترامب مع اسرائيل خلال الاسابيع الاولى بعد تسلمه لمنصبه. احتمال تحقق خطوة كهذه الان ضئيل جدا. ليس من الواضح الى أي حد ينوي نتنياهو التمسك بجهوده لإقناع الامريكيين، لكن في الوقت نفسه، يمكن الافتراض بأنه تم تسجيل واستيعاب تصريحات رئيس الحكومة، في كل من دمشق وموسكو.
على هامش الأمور، قال ايزنكوت، امس، ان حزب الله هو الذي قتل مصطفى بدر الدين، الذي وصف بأنه رئيس اركان حزب الله، وقتل في ظروف غامضة في سورية، في ايار من العام الماضي. لقد تم التشكيك بالنشر المشابه في وسائل الاعلام العربية خلال الأشهر الأخيرة، لكن رئيس اركان اسرائيل يقول ذلك علنا الآن. اذا اخذنا في الاعتبار التغطية الاستخبارية الاسرائيلية لما يحدث لدى حزب الله، يمكن الافتراض بأن ايزنكوت لا يقول ما يفكر فيه قلبه. هذا التطور مثير من ناحيتين: انه يكشف قوة الصراع الداخلي على المحور الذي تقوده ايران، ويدل على انه سيسر اسرائيل كشف هذه الصراعات على وجه الأرض، في اطار الحرب النفسية الضخمة التي تديرها ضد خصومها في المنطقة.
من هو حقا الذي يدفن رأسه في الرمل؟
يكتب درور ايدر، في "يسرائيل هيوم" ان رئيس الموساد السابق، تمير فيردو،  طرح في كلية نتانيا رؤية قاتمة بشأن مستقبل اسرائيل، اذا لم يتم حل المسألة الفلسطينية. لقد اتهم اسرائيل بدفن الرأس في الرمل وتجاهل الخطر الوجودي. يمكن فقط استهجان اقواله.
اذا كانت هناك مسألة كرست لها حكومات اسرائيل وقتا اكثر من أي مسألة اخرى، فهي الصراع الاسرائيلي – العربي. هذا هو ايضا الموضوع الذي يحتل بلا منازع الحوار الجماهيري والاعلامي منذ مئة سنة. خلافا للجانب اليهودي الاسرائيلي، لم يوافق الجانب العربي الفلسطيني ابدا التوقيع على انتهاء الصراع وانتهاء المطالب. حتى حين توفرت كل مطالبه. انا مقتنع بأنه في كل ما يرتبط بالعمليات الجريئة كان فيردو يجيد التفكير "خارج المربع"، ولكن عندما يتعامل مع المسألة السياسية، فإنه يميل الى الغمز واللمز كما في الأمس: الاحتلال، المشكلة الديموغرافية، وأي دولة سنترك لأطفالنا.
لقد تحدث فيردو عن "الاحتلال" في يهودا والسامرة، ولكننا لا نتواجد في قطاع غزة، وحتى الان يعتبروننا محتلين. وماذا بالنسبة لمواطني اسرائيل العرب، هل يخفف منحهم حق التصويت "احتلالهم"؟ فقيادتهم لا تسلم بالمواطنة وتطلب الغاء يهودية اسرائيل. هل الأسرى الذين حصلوا على حق التصويت لإدارة السجن اكثر حرية؟
بالنسبة للديموغرافية، فيردو اشار الى عرب غزة كمن يهددون الصهيونية ويهودية اسرائيل. لماذا؟ هناك يقوم كيان حماسي مستقل. وبالنسبة ليهودا والسامرة تحدث فيردو عن 2-2.5 مليون فلسطيني. وها هو يخرج منذ اكثر من عقد احصاء سكاني جدي يتحدى الديموغرافيين الذين اخافونا منذ قيام الدولة وحتى اليوم بالغالبية العربية. لقد نشر الاحصاء من قبل معهد بيغن – السادات، من قبل الديموغرافي الرائد في معهد الدراسات "امريكان اينتربرايز"، نيكولاس ابرشتادت، والذي يتحدث عن 1.75 مليون نسمة وربما اقل. كما ان عشرات الآلاف يغادرون سنويا. وقدر الرائد ايال زابي، من الادارة المدنية، بأن اكثر من 175 الف فلسطيني خرجوا عبر معبر اللنبي فقط ولم يرجعوا. فماذا عن المعابر الأخرى؟
مثل غيره في المؤسسة الأمنية والسياسية يتحدث فيردو عن "حل" المسالة الفلسطينية. هل هو ورفاقه على استعداد لنفض الجمود والجرأة على التفكير بأنه لا يوجد حل؟ الحل يرتبط بمفهوم السببية في الفلسفة الغربية، التي ترى بأنه يوجد سبب لكل ظاهرة: واذا عثرنا على سبب المشكلة، فسنتمكن من ايجاد الحل. هذا مفهوم عقلاني يفترض ان الجانبان يتقاسمان حكما على الواقع وقيم متشابهة. انظروا الى منطقتنا – هل نتقاسم عقلانية متشابهة؟ حتى مفهوم الزمن في الشرق الاوسط يختلف عنه في الغرب. في هذه المنطقة، عرش الحضارة الانسانية، لا يوجد حل لكل مشكلة، والمئة سنة هي فاصلة في سلسلة تصل الى الاف السنين.
اين كنا قبل 73 سنة؟ في 1944 وصلت ابادة اليهود الى الذروة. خلال عدة اشهر تم تصفية اكثر من نصف مليون يهودي اقتيدوا من هنغاريا الى معسكرات الموت. في ارض اسرائيل كان عدد اليهود يقل عن نصف مليون. المنطق لم يشر الى امكانية اقامة دولة يهودية مستقلة بعد اربع سنوات من ذلك، والتغلب على جيوش متفوقة؛ وبالتأكيد لم يتصور هجرة مليون مهاجر خلال العقد التالي. الجنون كان سيحصل على ختم رسمي لو تم، حتى في كتاب خيالي، التفكير بأن الدولة اليهودية ستكون في حالة الاقتصادية وأمنية وثقافية وعلمية ودينية وتكنولوجية كما هي اليوم.
رأي فيردو ورجال الأمن الآخرين ليس افضل من آراء أخرى. رئيس الموساد اختص بالدفاع عن اسرائيل، لكنه ليس خبيرا بمستقبل او اهداف الصهيونية. فيردو اختار جانبا في نقاش قديم بين نظريتين تاريخيتين: الثورة امام التطور البطيء، الثورة مقابل التطور، من يحثون على النهاية امام المعارضين لاحتساب النهاية.
لقد لخص النبي أشعياء الخلاف بكلمتين. في الفصل الستين، يتنبأ بخلاص البلاد والشعب ويعد بحل المسألة الديموغرافية ايضا: "الصغير يصير ألفا والحقير امة قوية، أنا الرب في وقته أسرع به". الكلمتان الأخيرتان هما جوهر الخلاف: نظرية "أسرع به" – يسرع النهاية، ونظرية "في وقته" – من يتحلون بالصبر ويؤمنون بالخلاص القادم في موعده، في عملية تاريخية بطيئة، اقوى من كل نبوءات الغضب.
غيؤولا عبر سارة
يكتب امنون ابراموفيتش، في "يديعوت احرونوت" ان افضل الكتاب وكبار المحللين والمذيعين، اصيبوا بالجنون في ضوء الازمة السياسية المستهجنة في موضوع اتحاد البث العام. في وقوفهم فاغري الأفواه امام مسرحية العبث، وفي بحثهم اليائس عن تفسير لسلوك رئيس الحكومة، يعثرون على ملاذ في نطاق حياته: عمل غير منطقي لشخص غير منطقي، فقد عقله، انحرف عن المسار. صاحب البيت اصيب بالجنون. وتفسيرات كهذه.
ليس هناك ما هو أسهل من حل عقدة بواسطة ادعاءات نفسية او آثار نفسية. لكن هذه الادعاءات تهيننا او يفترض بها اهانتنا مرتين. كمواطنين اسرائيليين، يصعب عيلنا تقبل، وبالتأكيد التسليم، بحقيقة عدم صفاء ذهن رئيس حكومتنا، وليس مهما ان كنت من اليمين او اليسار. هذا يسبب الضرر، يحرق، وبشكل خاص يثير القلق. وكصحفيين، يدل الأمر على عدم نجاحنا بالتمييز واستخلاص وتفسير اسباب ودوافع. نحن نحرر انفسنا، اذن، من مهمتنا ونحمل فشلنا لحالته النفسية.
اسمحوا لي بتولي الدفاع عن نتنياهو للحظة، وان اكون صاحب بشرى في الوقت نفسه. رئيس حكومتنا صافي كالبلور. انه يعرف تماما ما الذي يريده. انه يخطط بتفكير وبحرص كبيرين ما الذي يفعله. انه يريد الانتخابات. اولا وقبل كل شيء، بسبب التحقيقات، وثانيا، لأنه وقعت له حادثة رهيبة مع ترامب. كان يأمل الحصول على صديق مزدوج، صديق شخصي وعضو في مجلس مستوطنات يهودا والسامرة، لكنه حصل على تاجر عقارات جوهري، يسعى، أي يركض، نحو "صفقة"، تم في هذه الأثناء ترقيتها الى رتبة "الصفقة العملية".
نتنياهو يتوق لانضمام هرتسوغ وحزبه الان الى حكومته، حتى بصفة علامة معايير شخصية امام الشبهات الجنائية، وايضا كوزن مضاد للبيت اليهودي في الموضوع السياسي. وبعد فحص الموضوع وفشله، عادت الحمامة التي ارسلها، بدون غضن زيتون، فقرر التوجه نحو الانتخابات. انتخابات على ماذا وضد من. على وسائل الاتصال وضد اليسار. ما العمل، هذا الاتحاد الضعيف، الذي لا يعتبر وسيلة اتصال تماما وبالتأكيد ليس يساريا، هو البضاعة الوحيدة المتوفرة حاليا في السوق. الغرض الوحيد الموجود على الرف.
يوم امس علم بان غيؤولا ايفن – ساعر، ستقدم النشرة الرئيسية للأخبار في الاتحاد، ويقولون ان سارة، المختصة النفسية للأطفال في سلك الخدمات العامة، لن تصمد امام هذا الكابوس. لن تتجاوز هذه الصدمة. اسمحوا لي يا اطفال، في هذه المناسبة بتوحيد الملفات والدفاع عن سارة. ربما تغار من غيؤولا ايفن ساعر، الموهوبة والجميلة. انها تمقت اييلت شكيد الموهوبة والجميلة، بل تكرهها تماما. ولكن عندما شرحوا لها بعد الانتخابات بأنها ستواصل الاقامة في منزل رئيس الحكومة الرسمي في شارع بلفور، وان اييلت شكيد يجب ان تقيم في شارع صلاح الدين في وزارة القضاء، وافقت واستوعبت الأمر.
اتحاد البث يأتي في صفقة واحدة مع قانون المراقبة. الاثنان هما واحد. مشروع القانون هذا يخصي كل الصحفيين في التلفزيون والاذاعة. سيحولنا جميعا الى مستخدمين لدى الدولة وخاضعين للحكومة، سواء كنا نبث في القنوات التجارية، عير الفضائيات، او في الاتحاد. الحكومة ستصبح ادارة للجهاز، أي ادارة لكل هذه المنظومات، ورئيس الحكومة سيصبح المحرر الرئيسي. لقد غرس الباحث في وسائل الاعلام مارشال مكلوهان مصطلح "القرية العالمية". حكومة اسرائيل ستغرق "القرية العالمية" وستغرس بدلا منه مصطلح "الحي".
لقد تم على مدار السنوات تعيين وزراء لتنفيذ قانون سلطة البث، ولا يوجد دليل اكبر من التسييس الفظ والعلني للسلطة. الحكومة اسست السلطة بالأسواط، وحسب القانون الجديد ستعذب وسائل البث الاعلامي كلها بالعقارب. لا شك انه يفضل الغاء الاتحاد مقابل ان لا يتم سن قانون المراقبة، على انجاب تحول الاتحاد والقانون كتوأم. بالنسبة لتبكير موعد الانتخابات، ازيلوا القلق من قلوبكم، نتنياهو خلاق ولا يعرف الحدود، وسيجد سببا اخر.

التعليـــقات