رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 -4 شباط 2017

السبت | 04/02/2017 - 07:31 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 -4 شباط 2017

 

البيت الأبيض يعتبر توسيع المستوطنات مسألة قد تؤثر على العملية السلمية!

تكتب صحيفة "هآرتس" ان البيت الأبيض نشر، الليلة الماضية (ليلة الجمعة)، بيانا اعلاميا جاء فيه ان توسيع المستوطنات في الضفة الغربية من شأنه التأثير على العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الوزير ريكش تيلارسون اجرى محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امس، لكنه لم يوضح ما اذا تطرقت المحادثة الى بيان البيت الأبيض. وتطرق السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة الى البيان وقال انه لا يزال من المبكر تحديد كيف سيؤثر على استمرار البناء في المستوطنات.

وجاء في البيان الامريكي، ان "رغبة الولايات المتحدة بالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين بقيت من دون تغيير طوال 50 سنة. ورغم اننا لا نؤمن بأن المستوطنات تعيق السلام، الا ان بناء مستوطنات جديدة او توسيع القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يفيد تحقيق هذا الهدف".

وأضاف البيان انه "كما قال الرئيس في اكثر من مرة، انه يأمل تحقيق السلام في كل منطقة الشرق الاوسط. ادارة ترامب بلورت موقفا رسميا بشأن العمل في المستوطنات وتتوقع مواصلة مناقشة ذلك، خاصة مع رئيس الحكومة نتنياهو، عندما يزور الرئيس ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر". ومن المتوقع ان يتم اللقاء في 15 شباط الجاري.

من جهته قال سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة، داني دانون، انه لا يزال من المبكر التحديد كيف سيؤثر البيان على استمرار البناء في المستوطنات، واوضح: "لم اكن سأسمي ذلك تراجع الادارة الامريكية، لكن الموضوع بلا شك يطرح على جدول اعمالها. سيتم مناقشة الموضوع عندما يلتقي رئيس الحكومة والرئيس في واشنطن. نحن لا نتفق دائما على كل شيء".

شرطة القدس تصعد هجماتها الليلة واقتحام البيوت في احياء القدس الشرقية

تكتب صحيفة "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية تصعد في الأشهر الأخيرة من مداهمتها لبيوت الفلسطينيين في القدس الشرقية، بحيث داهمت مئات البيوت كجزء من مسح وتسجيل منهجي لسكان المنطقة. واعترفت وزارة القضاء في الآونة الأخيرة بأن المداهمات التي تجري في ساعات الليل المتأخرة بدون أوامر قضائية، تتم خلافا للنظم، لكن الشرطة تواصل هذا النهج بشكل اعتيادي.

وفي شهر أيار الماضي، عندما نشرت "هآرتس" عن مداهمات مشابهة في المنطقة، قال مصدر في الشرطة ان المقصود ليس نهجا دائما وانما "حملة لمرة واحدة". لكنه يبدو ان هذه الحملة الموضعية تحولت الى نهج عمل للشرطة.

في الشهر الأخير، ركزت الشرطة حملتها على حي راس العامود بالقرب من مخيم اللاجئين شعفاط. هذا الحي يقع وراء الجدار الفاصل لكنه يتبع لمنطقة نفوذ بلدية القدس ويخضع للسيادة الاسرائيلية الكاملة. وقال الكثير من السكان لصحيفة "هآرتس" ان الشرطة، التي يصل افرادها مقنعين، تداهم في كل ليلة عمارة مختلفة، وتنتقل من باب الى باب وتوقظ السكان وتطلب ابراز بطاقات الهويات وتسجل التفاصيل.

وأفادوا بأن الشرطة لا تعرض أي امر قضائي، ولا تبحث عن شخص معين ولا تفتش غرف البيوت. انها تحمل معها صورة جوية للحي، وبمساعدتها تسجل اسماء السكان، بما في ذلك الاولاد والاطفال.

قبل اسبوع وصلت الشرطة الى بيت بلال محمد. ويقول: "طرقوا الباب بقوة، وقرعوا الجرس في الساعة الواحدة والنصف ليلا، فاستيقظ الاولاد خائفين وبدأوا في البكاء". وقال للصحيفة ان "افراد الشرطة طلبوا مشاهدة بطاقات هوية كل المتواجدين في البيت وسألوا عن عدد الغرف، وبعد ذلك انتقلوا الى الجيران. وعندما سألت الضابط لماذا يفعلون ذلك قال انه لا يوجد شيء خاص وانما يريدون التفاصيل".

وامس الاول، وصلت الشرطة بعد نصف ساعة من منتصف الليل الى بيت نبيل غيث. وقال: "تواجدوا لدينا بين 15 دقيقة ونصف ساعة.. في الخارج وقف الكثير من الجنود بينما دخل الينا ثلاثة. انا اعرف القانون. اردت القول للضابط بأن يحضر أمرا من المحكمة لكنني خفت. من يريد التورط معهم؟"

لقد بدأت الشرطة اجراءات جمع المعلومات الاستخبارية بواسطة المداهمات الليلة للبيوت قبل سنة، في احياء العيساوية والطور والصوانة. وتوجهت جمعية حقوق المواطن في حينه الى المستشار القانوني للحكومة وطالبته الأمر بوقف هذه العمليات فورا. ووصل الرد قبل اسبوع فقط. واعترفت المحامية شوشي سومخ "بحدوث اخطاء" في عمل الشرطة، على حد تعبيرها، وكتبت: "يتبين من الفحص الذي اجريناه انه تم القيام بتصحيح الاخطاء، وانه تم تحديد النظم من اجل منع تكرارها في المستقبل".

ويتضح الان انه بالتوازي مع كتابة الرسالة واصلت الشرطة ممارسة هذا النهج. جميل صندوقة، عضو لجنة السكان في راس العامود، اجرى استطلاعا في مناطق مختلفة في الحي، وحسب تقديره فقد دخلت الشرطة خلال الشهرين الاخيرين الى ما لا يقل عن 500 بيت. وفي كل مرة كانت المداهمات تجري بين الواحدة والرابعة ليلا. وقال: "احيانا يدخل 100 شرطي واحيانا اكثر. كلهم يرتدون ملابس سوداء مع اقنعة. انهم يقرعون الابواب ومن لا يفتح يفتحون بابه بالقوة".

ويسود بين السكان التخوف من ان المسح لا يهدف الى اغراض امنية فقط، وانما للإعداد لخطوات ملموسة تنوي اسرائيل القيام بها في الاحياء الواقعة خلف الجدار. "ربما يريدون هدم مباني، او فرض ضريبة أرنونا، او ربما انتزاع مواطنتنا"، قال صندوقة.

وتوجهت جمعية حقوق المواطن، امس الاول الى المستشار القانوني للحكومة، وكتبت المحامية نسرين عليان في رسالتها، ان المقصود "طريقة مرعبة لا يمكن ان تحدث في دولة ديموقراطية". وقالت ان الشرطة تدوس الحقوق الأساسية للسكان، خصوصياتهم وحرياتهم وكرامتهم، ولذلك يجب وقف المداهمات نهائيا وتحديد نظم الشرطة".

وقالت الشرطة انها تبادر الى "عمليات مركزة هدفها احباط الارهاب ومحاربة الجريمة الخطيرة، وفي كل يوم تجري عشرات النشاطات في منطقة القدس، من اجل الحفاظ على امن سكان العاصمة. في احيان كثيرة تقود هذه النشاطات الى اعتقال مشبوهين والعثور على معدات قتالية واحباط عمليات تخريب معادية قبل حدوثها. توجه الجمعية وصل الينا وسنرد كما يجب".

اصابة 60 شرطيا خلال إخلاء مستوطنة عمونة والشرطة "تعد" بمحاسبة المشاغبين!

تناولت الصحف كافة عملية الاخلاء الاخيرة لبؤرة عمونة، يوم الخميس، والتي استهدفت إخلاء المعتصمين داخل الكنيس، والذي كان عنيفا خلافا لاخلاء البيوت. وكتبت "هآرتس" نقلا عن الشرطة ان 36 شرطيا اصيبوا خلال الاخلاء يوم الخميس، ليرتفع المجموع الكلي للمصابين الى 60 شرطيا، خلال المواجهات التي وقعت مع المعتصمين، الذين رشقوا عليهم الحجارة والزجاجات ورشوهم بالغاز المسيل للدموع. واصيب 18 مستوطنا وتم اعتقال 13 مشبوها بالاعتداء على قوات الشرطة وخرق النظام وعرقلة الشرطة عن القيام بعملها.

وتم صباح الخميس، إخلاء اخر بيت في المستوطنة، ومن ثم تم إخلاء الكنيس الذي اعتصم فيه عشرات الشبان الذين رفضوا إخلاء المكان بالاتفاق. وحاولت الشرطة طوال الليل اقناع المعتصمين بالخروج بدون ممارسة العنف، وتم ارسال وسطاء اليهم، من بين سكان عمونة، ايضا. وتعهدت الشرطة بإخراجهم من دون ممارسة العنف ضدهم. وبعد عدة ساعات اتضح للقوات بأن المعتصمين لا ينوون التعاون، فبدأت الشرطة بتفكيك متاريس الحجارة التي استخدمت لاغلاق مداخل الكنيس، وبعد حوالي ساعتين جرّت المعتصمين الى الخارج.

وقد اختلف إخلاء الكنيس عن بيوت البؤرة، حيث مارس المعتصمون العنف ضد قوات الشرطة، وقاموا برش افرادها بالغاز المسيل للدموع وسكبوا عليهم الدهان ورشقوهم بقضبان الحديد وادوات اخرى. وقالت الشرطة ان 17 شرطيا اصيبوا خلال إخلاء الكنيس.

ولم يتم خلال إخلاء الكنيس اعتقال أي شخص من المعتصمين، الا ان الشرطة قالت انها اعتقلت بعض الفتية الذين حطموا زجاج الباص الذي نقلهم من المكان. وقال قائد شرطة يهودا والسامرة موشيه بركات، بعد سؤاله عدة مرات من قبل الصحفيين انه سيتم اتخاذ اجراءات ومحاسبة من يجب محاسبته في المحكمة. ورفض التطرق الى سؤال حول ما اذا كانت الشرطة ستتعامل بمثل هذا اللطف مع جماهير اخرى خلال اخلائها من بيوتها، وقال: "انا اعرف عن منطقتي فقط". كما رفض الرد حول ما اذا سيتم التعامل هكذا مع سكان قرية سوسيا الفلسطينية في جنوب جبل الخليل اذا ما توجهت شرطته لتنفيذ امر الاخلاء.

وتبين بعد اخراج المستوطنين من الكنيس انهم كتبوا على جداره الكثير من الشعارات العدوانية، منها "الموت للصهاينة"، لكن ابرزها كان وصف الشرطة بأنها شرطة اسماعيل، والى جانب ذلك تم رسم شعار النازية، الصليب المعقوف، يتوسطه شعار الشرطة.

ويشار الى ان وزارة الامن ستعمل الان على إخلاء أثاث المستوطنين من البيوت قبل الشروع بهدمها. وتم نقل المستوطنين الى المدرسة الدينية في مستوطنة عوفرا المجاورة تمهيدا لنقلهم الى البيوت التي اقامها لهم مجلس بنيامين في ثلاثة مواقع، احدها فقط تم بناؤه بشكل قانوني.

وفي الأسبوع القادم يفترض ان تنفذ الشرطة في عوفرا امر المحكمة بهدم تسعة بيوت بنيت هناك على اراضي فلسطينية خاصة.

وخلال زيارة الى مستوطنة اريئيل، امس، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انه "يشارك في الالم الكبير للعائلات التي اضطرت الى ترك بيوتها ومشروع حياتها". واعلن بأن الحكومة ستقيم مستوطنة جديدة لهم على أراضي حكومية "باسرع ما يمكن". كما اعلن ان الحكومة "ستعزز بقية المستوطنات بما في ذلك اريئيل".

"لم نتوقع مستوى المقاومة"

من جهتها تنشر "يسرائيل هيوم" تصريحا لقائد قوات الاخلاء في عمونة، يوفال شلومو، جاء فيه ان رجاله لم يفاجئوا – لكنهم لم يتوقعوا مستوى المقاومة التي مورست ضدهم من قبل المعتصمين داخل الكنيس في البؤرة. وأضاف شلومو، في حديث للقناة الثانية،: "كنا نعرف اننا سنواجه مقاومة، ولكن ليس بالمستوى الذي حدث. في هذا الحدث، كما في كل حادث، وصلنا الى المكان مع عدة سيناريوهات، لكننا لم نتوقع مثل هذا السيناريو خلال الاخلاء".

واضاف شلومو انه ليس نادما على قرار اقتحام الكنيس في نهاية عملية الاخلاء. "خططنا مسبقا للوصول الى الاماكن العامة في النهاية فقط. وكان الكنيس اخر مكان في القائمة بسبب حساسيته".

من جانبه قال قائد شرطة شاي، موشيه بركات، ان الشرطة تملك توثيقا للحادث، وستحاسب من يجب محاسبته بسبب احداث العنف التي وقعت خلال إخلاء الكنيس.

كما قال القائد العام للشرطة، روني الشيخ، ان "شرطة اسرائيل ستعمل على استنفاذ القانون بحق المشاغبين، كما تعمل بشكل عام، وعلى اساس كل الادلة التي تراكمت خلال العملية". وتظاهر، مساء الخميس، عدة اشخاص امام منزل الشيخ في غبعات شموئيل، احتجاجا على الاخلاء، وتم اعتقال احدهم.

من جهته قال وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، ان المعتصمين "يهينون اليهودية". وفي وقت لاحق قال: "من المهم التمييز بين سكان عمونة الذين عبروا عن المهم، وبين عشرات الفتية الذين لا يمثلون كل سكان يهودا والسامرة، والذين ادخلوا اطارات وقضبان حديد ووسائل قتالية الى الكنيس فمسوا بذلك باحتجاج السكان".

المستوطنون يطلبون الاعتصام امام ديوان نتنياهو

في نبأ آخر تكتب "يسرائيل هيم" ان سكان مستوطنة عمونة اعلنوا بانهم سيواصلون النضال من اجل اقامة مستوطنة لهم كما وعدهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير التعليم نفتالي بينت. وطلب المستوطنون السماح لهم بإقامة مدينة خيام امام ديوان رئيس الحكومة في القدس. وفي حال تلقي التصاريح المطلوبة من الشرطة والبلدية، ينوي السكان الاقامة هناك ابتداء من يوم الاحد المقبل، بهدف الضغط على الجهات ذات الصلة من اجل تسريع اقامة المستوطنة البديلة.

الى ذلك، علم ان الميزانية التي خصصتها وزارة المالية لاخلاء بؤرة عمونة ونقل سكانها الى مستوطنة اخرى، بلغ 150 مليون شيكل. ورغم انه صودق عليها من قبل الحكومة الا انه لن يتم طرحها بعد امام لجنة المالية البرلمانية للمصادقة عليها.

وفي اطار هذه الميزانية تم تخصيص 40 مليون شيكل لتعويض المستوطنين الذين تم اخراجهم من عمونة، و3.5 مليون شيكل لاستئجار بيوت مؤقتة لهم. وسيتم تمويل هذه الميزانية من ميزانيات الوزارات كافة.

وباستثناء هذه الميزانية التي صودق عليها في شهر كانون الاول الماضي، يجب تنظيم تكلفة الاخلاء نفسه، في كل ما يتعلق بتجنيد الـ3000 شرطي وجندي الذين شاركوا في الاخلاء.

مشروع قانون لمنع الحركات اليسارية من تقديم التماسات ضد البؤر

تكتب "يديعوت أحرونوت" انه انتهى الاخلاء في عمونة، لكن آثار الاخلاء العاصف سنشعر بها قريبا، كما يبدو، على الحلبة السياسية: ففي الائتلاف الحكومي، يجري العمل على اعداد مشروع قانون لتعديل الحق بتقديم التماس الى القضاء، هدفه اضعاف قوة المحكمة العليا في مناقشة قضايا عامة، كتلك التي سمحت بإخلاء عمونة.

ويقف وراء مشروع القانون الذي يعد بعاصفة سياسية وبانتقادات قضائية شديدة، النائب ميكي زوهر (الليكود)، ويدعمه نواب من مختلف كتل الائتلاف الحكومي، وكذلك الوزير ياريف ليفين الذي سيطرح القانون على طاولة اللجنة الوزارية لشؤون القانون خلال الأسابيع القريبة. مع ذلك ليس واضحا ما هو موقف وزيرة القضاء اييلت شكيد من هذا القانون.

هذا القانون يشكل عمليا، تعديلا لقانون اساس القضاء. الحق بتقديم التماس الى القضاء يعتبر الشرط الاساسي المطلوب من شخص او حركة تطلب الالتماس الى المحكمة، ويجب ان يكون صاحب مصلحة مباشرة في المسألة او الظلم الذي يلتمس ضده. في السنوات الاخيرة تم توسيع هذا الحق ومنح كل شخص، تقريبا، الحق بالالتماس في كل موضوع. هكذا، على سبيل المثال، التمست تنظيمات يسارية ضد البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية التي اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة – حتى عندما لم يتم العثور على اصحابها.

مشروع القانون الذي اعده شباب الليكود برئاسة دافيد شاين، يهدف لمنع المحكمة من مناقشة التماس قدمه شخص لم يثبت علاقته الشخصية بما يسمى "المس المباشر او التخوف الملموس من المس المباشر بمصلحة خاصة لشخص معين". لو كان هذا التعديل الذي يسعى الائتلاف الى تمريره الان ساريا، لربما ما صدرت عن المحكمة العليا سلسلة القرارات المثيرة للجدل، بما في ذلك إخلاء عمونة.

وقال رئيس حركة شباب الليكود دافيد شاين: "لا يوجد هنا مس بالمحكمة العليا، وانما نسعى الى تصحيح الوضع العبثي القائم وتدعيم الفصل بين السلطات". وحسب ادعاء النائب زوهر فان "مشروع القانون سيصعب على تنظيمات اليسار الالتماس الى المحكمة العليا لإخلاء مستوطنات وسيصعب على المحكمة العليا اصدار قرارات ضد المستوطنين".

اليمين يبادر الى قانون يمنع دفع رواتب المحاضرين الداعمين لمقاطعة المستوطنات

تكتب "هآرتس" انه من المنتظر ان تصوت اللجنة الوزارية لشؤون القانون، يوم الاحد القريب على مشروع قانون قدمه حزب يسرائيل بيتنا، والذي يسمح لمجلس التعليم العالي – من دون ان يلزمه – بتقليص ميزانيات المؤسسات الجامعية من خلال خصم رواتب المحاضرين الذين يدعون الى فرض المقاطعة على المستوطنات. وبادر الى هذا القانون النائب عوديد فورر، لكنه تم تنسيقه مع وزير التعليم نفتالي بينت.

وقال فورر لصحيفة "هآرتس" ان القانون يأتي "لمنع وضع تدفع فيه الدولة راتب المحاضر بيده اليمنى بينما يدعو باليسرى الى فرض المقاطعة. هذا القانون لا يمنع الجامعات من تشغيل هؤلاء المحاضرين لكن اذا شاءت عمل ذلك فلتدفع لهم رواتبهم من اموال التبرعات وليس من اموال الدولة".

وحسب اقتراح فورر يحق لرئيس مجلس التعليم العالي، وبالتشاور مع اللجنة المكلفة، تقليص المبالغ التي تحول من ميزانية الدولة الى مؤسسة اكاديمية، اذا قام عضو في المؤسسة الاكاديمية او مسؤول كبير في المؤسسة، بنشر دعوة لفرض المقاطعة على اسرائيل، وتسود امكانية معقولة بأن تقود الدعوة الى المقاطعة فعلا.

ولم يعرف النائب فورر ما هي المعايير الدقيقة التي ستسمح بمنع التمويل، وقال انه سيكون على وزير التعليم تحديدها. وقال انه قرر دفع هذه الخطوة بواسطة قانون بعد ان ساد لديه الانطباع بأن رؤساء المؤسسات الاكاديمية لا يواجهون هذه الظاهرة كما يجب. وقال انه بادر الى الاقتراح في اعقاب مناقشة الموضوع في لجنة التعليم التي عرض خلالها وجود محاضرين يتلقون رواتب من مؤسسات اكاديمية في الدولة ويدعون الى تأييد منظمة BDS في الخارج. "قلت لرؤساء الجامعات بأنهم اذا لم يعالجوا هذه الظاهرة فنحن سنعالجها بواسطة القانون".

نتنياهو يزور بريطانيا، الاحد، ويعلن ان الموضوع الإيراني سيطرح خلال لقائه مع نظيرته في لندن

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة سيسافر يوم الاحد الى بريطانيا للقاء نظيرته تريزا ماي، التي تعتبر صديقة لإسرائيل. وبعد اسبوعين، في 15 شباط، سيلتقي نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسيكون هذان اللقاءان هما الاولين بين نتنياهو وبينهما منذ تسلمهما لمنصبيهما.

وتطرق نتنياهو الى الزيارتين خلال الزيارة التي قام بها لمستوطنة اريئيل، يوم الخميس، وقال: "في الاسبوع القادم سألتقي في لندن برئيسة الحكومة تيريزا ماي، وسأتحدث معها عن الواقع المتغير في المنطقة والحاجة لتبني توجهات جديدة ومشتركة للتهديدات، وفي مقدمتها ايران. التهديدات المفهومة لنا جميعا".

واضاف: "وبعد اسبوعين، سألتقي الرئيس الامريكي في واشنطن، في لقاء ينطوي على اهمية كبيرة جدا بالنسبة لدولة اسرائيل، ولشعبنا. استمعت بتقدير الى تصريحات مستشار الامن القومي، الجنرال فلين، بشأن الحاجة لمواجهة العدوان الايراني. هذا التصريح يكمل تصريح الرئيس ترامب خلال محادثتنا الهاتفية قبل اسبوعين".

وتطرق نتنياهو الى حدود وامن اسرائيل، وقال: "نحن نقف هنا في اريئيل التي تطل على الخط الساحلي. كلنا نفهم معنى السياسة التي كانت ستقيم هنا ذراع ارهاب ايرانية تهدد دولتنا".

توزيع اسرى حماس في كتسيعوت على عدة سجون

تكتب "يسرائيل هيوم" ان سلطة السجون قامت "بتفكيك" قسم اسرى حماس في سجن "كتسيعوت" وتوزيع الاسرى على سجون اخرى، ردا على مهاجمة سجانين من قبل اسرى حماس في كتسيعوت ونفحة، يوم الاحد الماضي.

وقالت مصادر في سلطة السجون انه تم توزيع 60 اسيرا من حماس على سجون اخرى، وتم افهامهم انه "لن يسمح لهم بدفع السجانين ولا املاء الشروط في السجن".

انقرة تشجب قرارات الاستيطان الاسرائيلية

تكتب "يسرائيل هيوم" ان انقرة شجبت، الخميس، قرار بناء 3000 وحدة اسكان في مستوطنات يهودا والسامرة، ونية اسرائيل مواصلة هذا العمل رغم التحذيرات المتكررة من جانب المجتمع الدولي. وجاء على لسان نائب وزير الخارجية التركي أوميت يالتشين، في تصريح لصحيفة "حريتي" ان "من شأن هذا الأمر تدمير اسس تحقيق السلام الدائم، وخلق التذمر".

ويشار الى انه جرى هذا الاسبوع اول لقاء سياسي بين البلدين، منذ تدهور العلاقات بينهما في اعقاب حادث مرمرة في 2010. ويأتي اللقاء في اعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين البلدين، وتسوية الامور التي خلفها الحادث القاتل، حين احبطت اسرائيل الاسطول الذي ارسلته منظمة  IHH التركية لخرق الحصار المفروض على غزة.

41% فقط من جنود اسرائيل يثقون بأن قادتهم سيدعمونهم في حال ارتكاب خطأ

تكتب "يسرائيل هيوم" ان 41% فقط من جنود الجيش الاسرائيلي، قالوا انهم يعتقدون بأن قادتهم سيدعمونهم في حال ارتكابهم لخطأ خلال أداء مهامهم، حسب ما يستدل من معطيات نشرها الجيش خلال جلسة اللجنة الفرعية للقوى البشرية في لجنة الخارجية والامن البرلمانية.

وخلال النقاش الذي تناول انخفاض محفزات الخدمة في الوحدات القتالية المتقدمة، جاء انه تبين خلال لقاءات اجريت في حزيران 2016 مع جنود في الخدمة النظامية بأن 41% منهم فقط يؤمنون بأن قادتهم سيدعمونهم في حال ارتكابهم لخطأ أثناء اداء مهامهم.

واثارت هذه المعطيات القلق لدى اعضاء اللجنة الذين شاركوا في النقاش. وقال النائب ايلي بن رؤوبين، (المعسكر الصهيوني) ان هذه المعطيات هي "نتاج حوار اجتماعي يؤثر على الشبان، وعلينا في الكنيست ان نتيقظ لما نقوله لأن هذا يترك تأثيرا. يوجد مغزى لمصطلح "جيش الشعب" ويجب الحفاظ عليه، والحوار يرتبط بهذه المعطيات بشكل عميق".

وقال النائب موطي يوغيف (البيت اليهودي): "اعتقد ان على القادة الميدانيين التحلي بما يكفي من الشجاعة ومناقشة حالات جنودهم بانفسهم في اطار التحقيقات في العمليات".

وقال رئيس اللجنة الفرعية، النائب امير اوحانا (ليكود) ان "حقيقة كون غالبية المقاتلين يعتقدون ذلك، مثيرة للقلق وتعكس الابتعاد عن روح الجيش، في المبادرة والهجوم والسعي للاحتكاك، والوصول الى الخوف والاخفاق والهرب".

وقال رئيس قسم التخطيط وادارة القوى البشرية في الجيش، العميد عران شني، ان "هذه هي المرة الاولى التي يطرح فيها هذا السؤال في استطلاع بين الجنود، ولذلك فاننا لا نملك مقياسا للمقارنة او فحص التوجه. لقد تم اجراء هذا الاستطلاع بعد شهرين من حادث إطلاق النار في الخليل، ولا يمكن مناقشة هذه المعطيات، لكنه في الحوار بين القادة والجنود نلاحظ اتجاها من الاحتجاج، وهذا الأمر يناقشه قائد سلاح اليابسة خلال اجتماعاته بالقادة".

مقالات وتقارير

عار على كتاب قوانيننا. تحت هذا العنوان وعبر "هآرتس" يتوجه وزير القضاء الاسرائيلي سابقا دان مريدور، الى اعضاء الكنيست طالبا عدم دعم قانون مصادرة الاراضي الفلسطينية الخاصة. ويكتب:

1. لا تتجاوزوا الخط الذي لم نجتزه في أي مرة. الكنيست لم تسن ابدا قوانين تنظم ملكية عرب يهودا والسامرة. الكنيست انتخبت من قبل الاسرائيليين وهي تسن القوانين من أجلهم. العرب في يهودا والسامرة لم ينتخبوا الكنيست ولا تملك صلاحية سن قوانين من اجلهم. هذه مبادئ اساسية للديموقراطية والقضاء الاسرائيلي. بشكل عام، المنتخبون يسنون قوانين لناخبيهم ولمن يتواجدون في منطقة نفوذهم، وليس للآخرين.

لم تقم أي حكومة بفرض السيادة على الضفة الغربية، لا مناحيم بيغن ولا يتسحاق شمير. لقد فهما المفهوم ضمنا: اذا شئنا سن قوانين في يهودا والسامرة، يجب فرض السيادة ومنح سكان يهودا والسامرة حق المواطنة والتصويت للكنيست، والمعنى واضح.

يحق لنا السيطرة على الأرض التي نديرها وفق "السيطرة الحربية"، ويحق لنا العمل هناك من اجل أمننا، ولكن ليس لاحتياجات اخرى. هكذا يحدد القانون الدولي، وكذلك القانون الاسرائيلي.

2. في الموضوع نفسه، القانون المقترح هو قانون ظالم وسينزل العار على كتاب قوانينا. ليس عبثا ان النائب بيني بيغن، رجل ارض اسرائيل، سماه "قانون السرقة". لا تسنوا قوانين كاذبة ومخادعة ولا تشرعوا السرقة.

3. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال ان هذا القانون قد يقودنا الى محكمة الجنايات الدولية. اذا كان محقا، كيف سنتخلص من النقاش حول قانونية المستوطنات في هذه المحكمة؟ ولا تقولوا انه لا توجد للقانون الدولي أسنان. هكذا اعتقد كل اولئك الذين حوكموا امامه. بناء على طلب الفلسطينيين ستقرر المدعية في المحكمة الدولية، قريبا، ما اذا كانت فلسطين دولة، وما اذا يحق للمحكمة مناقشة الاتهامات بارتكاب مخالفات على الأرض. لقد سبق وقررت الهيئة العامة للأمم المتحدة بغالبية ضخمة بأن فلسطين هي دولة. وثائق معاهدة روما التي شكلت المحكمة الدولية تحدد بشكل مفصل بأن المستوطنات تعتبر مخالفة. فهل نريد الوصول الى هناك؟

من شأن صدور قرار كهذا عن المحكمة ان يهدد الاستيطان كله، حتى القدس و"الكتل الاستيطانية"، التي توجد فرصة لضمها الى اسرائيل. لماذا تورطوننا بمثل هذا الخطر؟ هذا جدي وخطير جدا. احذروا في عملكم.

4. صراعنا من اجل حقنا بالاستيطان في يهودا والسامرة يتواصل منذ 50 سنة، دون ان نحقق النجاح على الحلبة الدولية. ورغم ذلك، فانهم لم يقوموا بتفعيل ادوات دولية قاهرة، ايضا لأننا حرصنا دائما على القول بأننا لا ننتزع اراضي خاصة من السكان العرب من اجل بناء المستوطنات. هكذا التزمنا امام المحكمة العليا، وهكذا التزمنا امام العالم، لا تحطموا هذا المبدأ العادل، القانوني والسياسي.

وباستثناء ذلك، ما هي الصورة التي تولدونها في العالم كله للمستوطنات في يهودا والسامرة؟ في سنكم لهذا القانون ستلعبون الى ايدي منظمة التحرير الفلسطينية، وايادي كل اعداءنا والمعارضين لنا: سيقولون انه ثبت بأن المستوطنات هي اعمال سرقة.

5. ولا تقولوا: نحن سنسن القانون والمحكمة العليا ستلغيه؛ ايادينا لن تسفك هذا الدم. هذه ليست مقولة زعماء. بل مقولة جبناء. صحيح ان هذا سيسمح للديماغوجيين من بيننا بتنفس الصعداء لأن المحكمة العليا ستنقذ اسرائيل من اعمالهم، وعلى الفور اتهام المحكمة بخرق صلاحياتها، وبالسياسة وما اشبه. يا للعار.

هذا القانون ليس مبررا وليس دستوريا. انه يتناقض مع المبادئ الأساسية للقانون الاسرائيلي. انه يضر بإسرائيل ويهدد كل المستوطنات في الضفة. صوتوا ضده. لا تسجلوا انفسكم في كتاب تاريخ الكنيست كمن سمحتم بهذا الاقتراح السيء والخطير.

بالنسبة لنتنياهو وبينت يوجد لكل إخلاء مخرج إخلاء. تحت هذا العنوان يكتب يوسي فورتر، في "هآرتس" انه بين 13 الى 14 يوما من هذا الشهر القصير، لن يوقع رئيس الحكومة على سجل الحضور في مكتبه. فهو سيتنقل بين ثلاث قارات وثلاث دول. في الاسبوع القادم سيسافر للقاء رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، وبعد ذلك سيصل للزيارة الاكثر مشاهدة واثارة لدى الرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض، وفور عودته، سيسافر مرة اخرى الى استراليا.

مع نضوج التحقيقات ضده وتحويلها الى رسمية وعلنية، تكهنا هنا بأن نتنياهو سيطمح الى تقليص غيابه عن الوطن قدر الامكان، لكي لا يفقد الاتصال مع ما يحدث في غرف التحقيق ومكاتب النيابة. لكنه يتضح ان العكس هو الصحيح. فالرجل يظهر كمن اصيب بجنون السفر. وبعد ان امر وزرائه في الشهر الماضي، بمقاطعة الرحلات الى بريطانيا التي كانت شريكة في الاتصالات السرية لقرار 2334 في مجلس الامن، ودعمته، نسي هو وصفح. وتم اخراج الحقائب من المخزن، ولن ترجع الى هناك بسرعة. ربما يبحث عن ملاذ من واقع حياته الضاغط وغير المتعاطف هنا، في الاجواء الدولية المريحة اكثر. شخص يهرب من التحقيق.

نتنياهو صمت يوم الاربعاء، يوم الاخلاء. لكن المشاهد القاسية على جبل عمونة اعادته وعائلته الى الصدمة الخاصة التي اصابتهم، حسب افادته، بعد اخلائهم من منزل رئيس الحكومة اثر انتخابات 1999. "انا افهم ما يعنيه إخلاء البيت"، قال لسكان عمونة، عندما استدعي اليهم قبل عدة اسابيع في منتصف الليل، من ذلك المنزل الذي تتقشر جدرانه، والذي عاد اليه بعد ثماني سنوات،  كما لو كان الأب الخانع الذي نسي القاء تحية ليلة سعيدة عليهم.

لقد صمت نتنياهو عندما قام المشاغبون الذين تعرضوا الى غسيل دماغ، والذين نعتتهم القناة الثانية بـ "الرفاق"، "الفتية" و"الداعمين"، بالتحصن في البؤرة غير القانونية وشاغبوا وشتموا واحرقوا الممتلكات ورشقوا الشرطة بالأدوات والمواد السائلة. هذه الاعمال تسمى عادة، اهانة موظف جمهور، اعاقة موظف جمهور عن القيام بعمله، ومهاجمة موظف جمهور. ولكن حين يكون المقصود عمونة، تسود الرومانسية، ويحتفل التسامح.

رئيس الحكومة لم يجد من المناسب تحرير ولو شجب نادر عندما قام عضو في ائتلافه، بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) المناصر المعروف للحركة النسوية، بمقارنة إخلاء البؤرة باغتصاب امرأة. حتى رئيس حزب المستوطنين، نفتالي بينت، بلع لسانه. سموطريتش لم يطالب بتاتا بمواجهة المسألة الصعبة والواضحة: كيف يواصل الجلوس في حكومة تغتصب سكانها. النائب الاكثر عنصرية وتعصبا في الكنيست، الذي تحول الى نجم اعلامي، سيواصل قلب عيونه والوعظ الاخلاقي. في الانتخابات القادمة لن يكون جزء من كتلة البيت اليهودي، فحزبه هو واوري اريئيل، "تكوماه"، سيكون في الخارج.

نتنياهو لم يفكر، ايضا، بأن عليه اطلاق تصريح بشأن الديموقراطية الاسرائيلية، المحكمة العليا (التي شرعت الاغتصاب حسب سموطريتش)، وقوات الامن التي نفذت المؤامرة الاجرامية (يوم امس –الخميس- فقط، اثناء زيارته الى اريئيل تمتم بعبارة ونصف، ضعيفة، في صالح قوات الشرطة وضد العنف، طبعا ليس قبل ان يتماثل مع عائلات المستوطنين). لو كانت عمونة قرية عربية في المثلث، لكن رئيس الحكومة سيفجر الشبكة بسلسلة من التغريدات المتحمسة والمحرضة ضد المتظاهرين، ولكن المستوطنين الذين يحافظ بفضلهم على سلطته، هم روحه، عمونة فوق القانون، ولذلك فقد سارع الى الالتزام ببناء مستوطنة جديدة للأربعين عائلة التي سرقت طوال 20 سنة اراضي خاصة مع سبق الاصرار، مهما كلفت، 150 او 160 مليون شيكل. المال ليس مشكلة، وبالطابع ذاته سيواصل القول لقادة العالم بأنه يدعم حل الدولتين، دون ان يرمش له جفن.

وبالمناسبة، ان الادعاء بأنه لم يتم بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية منذ 1992، ليس صحيحا. في عام 2012 صادقت حكومة نتنياهو الثانية على تبييض و"تنظيم مكانة" ثلاثة بؤر غير قانونية، بروخين وسانسانا ورحاليم، وتحويلها الى مستوطنات جديدة. صحيح انها كانت قائمة ماديا، ولكن من ناحية رسمية لم تعتبر مستوطنات معترف بها. عرض البناء المخطط للمستوطنة الجديدة، عمونة 2، كحدث نادر، واوو، "لأول مرة في"، هي خطوة علاقات عامة، تهدف لتهدئة وارضاء المستوطنين.

إخلاء عمونة الذي شهد مماطلة طويلة السنوات سيكون مسجلا في الطابو على اسم نتنياهو وبينت. وهكذا، ايضا، الاخلاء القريب لتسعة بيوت في عوفرا، ولبؤرة نتيف هأبوت. هذه كارثتهم، وهذا، ايضا، حظهم. لن يتمكن احدهم من الفوز بمكسب سياسي على حساب ضائقة الآخر. كلاهما في قارب واحد، او في كرفان واحد. ربما في النهاية لن تكون ضائقة ابدا: في الايام الأخيرة صادق رئيس الحكومة ووزير الأمن على بناء الاف الوحدات الإسكانية في مستوطنات الضفة الغربية، غالبيتها في الكتل الاستيطانية. وامس الأول، تكهن مصدر سياسي بأنه لو لم يتم الحصول على تصريح مسبق من البيت الأبيض، لما كان نتنياهو سيتجرأ على المصادقة على حمى البناء هذه، او تأكيد التزامه بإنشاء مستوطنة جديدة قبل التقائه بالرئيس ترامب في 15 شباط الجاري. ولكن، ان كان يتأمل اكتفاء المستوطنين بذلك، فسيجد خيبة امل كبيرة في انتظاره. منذ زمن بعيد لم يعد يهمهم البناء فقط. البناء لليساريين. الان هم يطالبون بالضم وتطبيق السيادة، اولا على المناطق C، ولاحقا على كل الضفة الغربية، كما صرح بينت في الكنيست.

بعد عودة نتنياهو من لقاء ترامب، سيقدمون له كوما من الشيكات لصرفها. فلنراه عندها يدعي الكبح باسم أي ضغط دولي.

الهدوء النسبي منذ كارثة المروحيات يتعلق بالقدرة على الردع امام حزب الله.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" عن الذكرى العشرين لكارثة المروحيات التي تصادف في الرابع من شباط، حادث الاصطدام بين مروحيتين إسرائيليتين كانتا في طريقهما الى قلعة الشقيف في لبنان، والتي يصفها بأنها كانت اقسى حادثة عسكرية شهدها تاريخ الجيش الاسرائيلي، والتي جرّت ردود فعل متسلسلة قادت الى الانسحاب الاسرائيلي بعد اقل من ثلاث سنوات من الحرب في جنوب لبنان. من عمق الصدمة والحزن اللتان اصابتا البلاد بعد الكارثة التي أودت بحياة 73 جنديا نشأت حركة "أربع أمهات"، اللواتي كان ابناؤهن من بين قلة من المقاتلين الذين تحملوا العبء الأكبر للحرب - وطالبن بالانسحاب من جانب واحد، من المنطقة الأمنية.

وخلال عدة سنوات تحول رأي الأقلية الى رأي الغالبية، بتأثير كارثة المروحيتين وحادثين قاسيين آخرين: عملية قوات البحرية في الانصارية في ايلول 1997 (12 قتيلا)، وموت العميد ايرز غرشتاين، قائد وحدة الارتباط في لبنان، جراء انفجار حقل الغام زرعه حزب الله بالقرب من حاصبيا في شباط 1999 (اربعة قتلى). في تلك السنة، اعلن ايهود بارك الذي كان ينافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الحكومة، تأييده للانسحاب، وبفضل ذلك فاز في الانتخابات ونفذ وعده في ايار 2000.

الكاتب الصحفي متاي فريدمان الذي هاجر الى اسرائيل في سنوات التسعينيات، وتجند لوحدة مكافحة الدبابات في لواء "ناحل" في لبنان خلال السنوات الفاصلة بين كارثة المروحيات والانسحاب، اصدر كتاب "اليقطين، موقع واحد في لبنان"، والذي صدر باللغة الانجليزية اولا ومن ثم باللغة العبرية، ويروي فيه حكاية احد المواقع المتقدمة في المنطقة الأمنية، منذ منتصف سنوات التسعينيات وصاعدا. لقد قتل عشرة جنود من سلاح الهندسة في لواء "ناحل" على متن احدى المروحيتين. ويرسم فريدمان بريشة فنان سيرتهم وسيرة الموقع. العريف اول ابراهام افنير الذي قرأ كتاب اميل أجار (المعروف باسم رومان جاري) أثناء عودته الى موقع "اليقطين"، عشية تسريحه المقرر من الجيش، كان احد قتلى الكارثة. ويركز القسم الأول من كتاب فريدمان على حكايته.

كتاب "اليقطين" يجيد تحديد الفجوة بين رؤى الشرق الاوسط الجديد التي اطلقها شمعون بيرس على خلفية عملية اوسلو، وبين القتال العنيد، وغير المجدي، الذي جرى في تلك السنوات في جنوب لبنان. يبدو ان حرب لبنان في ذلك الوقت، كادت تغيب عن ذاكرة الجمهور الاسرائيلي، رغم ان الحرب هناك خلفت بصمات عميقة على كل من شارك فيها – وفي الوقت نفسه، بلورت المفاهيم العسكرية لغالبية جنرالات القيادة العامة الحالية، الذين خدموا في المنطقة الأمنية كقادة للكتائب والفرق العسكرية. ولم يتوقف الأمر على ان الدولة لم تمنح الاوسمة للمشاركين فيها، لا بل لم يتم اطلاق اسم عليها. الى جانب "حرب من دون اشارة"، الكتاب الممتاز للعميد (احتياط) موشيه تمير الذي صدر في 2005، يعتبر كتاب "اليقطين" هو الوحيد الذي يوثق سنوات القتال. ولكن في حين ركز تمير على تجارب واستنتاجات تكتيكية، من رتبة قائد الكتيبة وحتى قائد اللواء، فقد نجح العريف السابق فريدمان بتوفير وجهة نظر انسانية اكثر اتساعا لتجربة الحرب.

لقد اقيمت المنطقة الأمنية في عام 1985، كنتيجة متأخرة للحرب المضللة، حرب لبنان الاولى، التي ورط فيها اريئيل شارون ومناحيم بيغن دولة اسرائيل قبل ذلك بثلاث سنوات. الصراع ضد الفلسطينيين المسلحين، رجال منظمة التحرير الفلسطينية، سرعان ما استبدل بحرب عصابات ادارتها منظمة اكثر مهارة، منظمة حزب الله الشيعية. لقد كانت حرب استنزاف، افتقدت الى الحسم والانتصارات البطولية. وكلما ازداد القلق والخوف في صفوف الجمهور الاسرائيلي، امام الخسائر المتراكمة في الحرب، والتي لم تعتبر كبيرة بشكل خاص، حسب المقاييس العسكرية، هكذا ازداد تحصن الجيش الاسرائيلي داخل مواقعه.

كتل الاسمنت التي لفت المواقع العسكرية (اخر عملية تحصين في لبنان حملت الاسم الساخر "اسوار الأمل") حفزت حزب الله على محاولة مهاجمة القوافل المتجهة اليها. وعندما ازدادت عمليات الالغام على الطرق، انتقل الجيش لاستخدام المروحيات في عمليات استبدال الجنود المرابطين في المواقع. في حادث اصطدام المروحيتين في الجليل الاعلى، اثناء توجههما الى موقع "اليقطين" وقلعة الشقيف، فقد الجيش الاسرائيلي عددا من الجنود يساوي خسائره البشرية طوال اربع سنوات من الحرب في المنطقة الأمنية. فريدمان يبدع في تصوير الاجواء في تلك الفترة، من تظاهرات اربع امهات على مفترقات الطرق، وحتى الصور الجماعية التي كان يلتقطها الجنود قبل خروجهم لكمين. تلك الصور التي حرص فيها الجنود على ترك مسافة فاصلة بين رأس ورأس، من اجل تسهيل مهمة المصممين الذين سيقومون بتحديد وجوه القتلى في الصور التي ستنشر في الصحف في اليوم التالي، ومن نجا منهم فقط من اجل العودة الى المخاطرة بحياته في العملية القادمة.

اللهجة في "اليقطين" حذرة وحكيمة، لكنها مع ذلك تعيد فورا ذاكرة التجربة التي راكمها كل من مر بجنوب لبنان في تلك الفترة. فريدمان يربط بين القتال في المنطقة الأمنية والهجمات الارهابية الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت بعد اربعة شهور من الانسحاب من لبنان. كما انه يعرض ادعاء مقنعا، مفاده ان الحرب التي عايشها هو ورفاقه في جنوب لبنان، كانت في الواقع اول حرب في القرن الحادي والعشرين، مقدمة للمعارك الواسعة التي خاضتها الجيوش الغربية في افغانستان والعراق بعد 11 أيلول.

على مدونة War on the Rocks، كتب داغلاس اوليفانت، الضابط السابق في الجيش الأمريكي والذي حارب في افغانستان والعراق، ان "اليقطين" هو "افضل كتاب عن حرب العراق"، رغم انه كتب عن حرب اخرى. "قدماء حرب العراق باتوا يملكون كتابهم، كتاب يناقش كل التجربة العراقية. لدينا وصف من مصدر اول ليس فقط للحرب ضد المتمردين، وانما، ايضا، عن كيفية الشعور لدى العودة الى البيت بعد ذلك.. الى مجتمع لا يفهم او يدعم حربك".

ردع متبادل

لقد واصلت حرب لبنان السيطرة بين حين وآخر على جدول الجيش والمجتمع في اسرائيل، حتى في سنوات ما بعد الانسحاب. مفاجأة الحرب مع حزب الله في 2006، ضبطت الجيش غير مستعد، تقوده قيادة سياسية غير مبلورة وتفتقد الى المسؤولية. ولكن في اعقاب الفشل العسكري النسبي، ذلك التعادل المخيب للآمال امام عدو أدنى منافسة، ساد رغم ذلك الهدوء الاستثنائي على امتداد الحدود الشمالية. لقد حدث ذلك، كما سبق وكتبنا، لعدة اسباب: الردع المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، المعرفة المتزايدة بالقدرة على الحاق الضرر بالعدو، وغياب المصلحة الواضحة في الصدام. وبشكل تدريجي انضمت، ايضا، معايير استراتيجية اخرى: ايران، راعية حزب الله، فضلت الحفاظ على قوة التنظيم كتهديد لإسرائيل في حال قررت مهاجمة منشآتها النووية؛ ومنذ 2012 وصاعدا، استثمر حزب الله، بأوامر من طهران، غالبية جهوده في الحرب من اجل الحفاظ على سلطة الطاغية بشار الأسد في دمشق.

د. دانئيل سوبلمان، مراسل "هآرتس" للشؤون العربية، سابقا، هو اليوم باحث في مركز بالفر في جامعة هارفارد. ومنذ عدة سنوات يتعقب سوبلمان المتغيرات في ميزان الردع بين اسرائيل وحزب الله. في مقالة نشرها هذا الاسبوع في الدورة الاكاديمية "الامن الدولي" التي تصدر عن هارفارد وMIT، يحلل سوبلمان الرد المتبادل بين الجانبين منذ حرب 2006. وحسب رأيه فان معادلة الرد التي تبلورت خلال العقد الاخير تنجح بإملاء الاستقرار النسبي، تماما حيث فشل التوازن بينهما قبل الحرب.

رغم التفوق العسكري الاسرائيلي الواضح، يكتب سوبلمان، الا ان الردع اصبح متبادلا. هذا يحدث لأن الاطراف غيرت من توجهها – وفي حالة حزب الله، يبدو ان قادة التنظيم درسوا حتى العمق، كل الادبيات النظرية التي كتبت في هذا المجال وتصرفوا بما يتفق معها. حزب الله يعمل "حسب الكتاب" ويمكن تفسير كل ما فعله وقاله قادته خلال العقد المنصرم وفق مصطلحات نظرية الردع. الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تحدث عن ذلك بنفسه، بشكل مفصل، في عشرات الخطابات التي حللها سوبلمان لصالح البحث.

نصرالله يعرض في خطاباته ولقاءاته الردع كسياسة لتنظيمه الذي يدافع بذلك عن لبنان في مواجهة الغزو الاسرائيلي. "كما يخاف لبنان من اسرائيل، من الطبيعي ان اسرائيل تخاف من لبنان. اسرائيل ستفكر الف مرة قبل ان تخرج للحرب" يدعي الامين العام. وفي مناسبة اخرى، شرح نصرالله: "بواسطة الامور التي اقولها، انا احارب العدو".

حسب سوبلمان، فان "التفسير الاساسي لعقد من استقرار الردع هو ان كلا اللاعبين تعلما كيفية تبني استراتيجية ردع التزمت الشروط النظرية للنجاح التي حددتها الكتب المهنية. من المؤكد ان هناك تفسيرات كثيرة، لكن الطرفان يبذلان الجهود من اجل الامتناع عن حرب اخرى".  جوهر الأمر، حسب الباحث الاسرائيلي، يكمن في عكس المناصب التي يولدها الردع. اللاعب الضعيف سينجح بردع اللاعب القوي اذا اجاد اقناعه بأنه اذا اندلعت الحرب، فان قدراته التكتيكية ايضا (في حالة حزب الله – القدرة على اطلاق القذائف التي لا تستطيع بقوتها ودقتها مضاهاة القدرات الهجومية لسلاح الجو الاسرائيلي) ستؤثر استراتيجيا على الجانب القوي.

وبالتدريج، سيقنع الضعيف القوي بأن تفعيل القدرات الاستراتيجية للجانب القوي لن يقود الى اكثر من تأثير تكتيكي على الضعيف، بسبب قدرة الآخر على تقليص حجم الضرر. في حالة حزب الله، المقصود تقنيات الاخفاء والدفاع التي طورها التنظيم، الذي يأمل قادته بأن ينجحوا في الغاء غالبية التفوق الاسرائيلي في المجالين الجوي والاستخباري، اذا اندلعت الحرب.

حسب اقوال سوبلمان، فان "الأمر المثير بشكل خاص في هذه الحكاية هو ليس بالذات مستودع الأسلحة المثير الذي يملكه حزب الله، وانما شكل تجنيد هذا المستودع على المستوى النفسي من اجل ردع اسرائيل والشرح لها مسبقا ما هي الابعاد المتوقعة للحرب الشاملة".

هذا هو الرد العلني الذي طوره حزب الله على نظرية الضاحية التي عرضها رئيس الأركان غادي ايزنكوت (حين كان قائدا للمنطقة الشمالية) في 2008. امام قدرات التدمير الاسرائيلية، التي تم التعبير عنها في قصف الحي الشيعي في جنوب بيروت خلال الحرب الاخيرة، يعرض حزب الله قدراته على جباية الثمن من اسرائيل، على الجبهة الامامية والجبهة الداخلية. في الوقت الذي تكتفي فيه اسرائيل بالتهديد العام، بإعادة لبنان سنوات الى الوراء، يركز نصرالله بشكل اكبر، الى حد التهديد بإصابة مواقع معينة. لقد استغل نصرالله حتى غوص منظمته في المستنقع السوري، لإقناع اسرائيل بأن منظمته تراكم خلال تلك المعارك تجربة عسكرية هجومية.

قبل الحرب في 2006، كاد مصطلح الردع لا يظهر في خطابات نصرالله. ولكن منذ الحرب، لا يوجد أي خطاب تقريبا يخلو من الاشارة الى هذا المصطلح. من وجهة نظر سوبلمان، فان "جهود الرد لدى حزب الله مدروسة حتى السنتيمتر الأخير. انا لا ادعي ان هذا الردع سيصمد الى الابد. الادبيات تعلمنا انه خلافا للردع الأساسي، فان الرد التقليدي يعمل حتى لحظة توقفه. ولكن، من المحتمل في حال اندلاع مواجهة، ان ترتدع اسرائيل، في لحظة الحقيقة، عن تحويلها الى حرب شاملة. هذا يعني انه يمكن للردع ان يصد التدهور ويطرح سقفا لمستوى النيران والضربات المتبادلة".

ادارة المخاطر

ضابط رفيع في القيادة العام، تم سؤاله عن استنتاجات بجث سوبلمان، فاعرب عن موافقته المبدئية مع نظريته، وقال ان حزب الله يفضل الامتناع عن الحرب ويتمسك بسياسة ادارة المخاطر. وطالما كان الأمر يتعلق بنصرالله، فانه سيفضل عدم التكرار الأعمى لما حدث في 2006، اختطاف جنود الاحتياط الذي قاد الى الحرب التي لم يتوقعها التنظيم ولم يرغب فيها. الخطر الأساسي المتبقي هو التدهور كنتيجة لسلسلة من الحسابات المضللة، حين يقرأ كل جانب العدو بشكل خاطئ.

خلال المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الامن القومي الذي عقد الاسبوع الماضي في تل ابيب، تم عرض استطلاع للرأي افاد بأن 86% من الجمهور الاسرائيلي مقتنع بأن الجيش سينج بشكل جيد بمواجهة هجوم مزدوج من قبل حزب الله وحماس. الجيش الاسرائيلي، بعد خيبات الامل في لبنان وغزة، يبذل الجهد فعلا من اجل اعداد نفسه بشكل افضل لهذه الامكانية. ولكن هل يشارك جنرالات اسرائيل الجمهور هذا التفاؤل ازاء النتائج المتوقعة؟ الأمر بعيد عن ذلك.

إخلاء عمونة: بين سلطة القانون ومحبة البلاد

يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" ان المشاهد الحزينة التي اطلت من تل عمونة خلال اخلائه، عكست الصراع الرئيسي بوسائل عنيفة بين قيمتين يهوديتين. تفوق سلطة القانون والسعي لتحقيق العدالة ضد المحبة المتقدة لأرض إسرائيل. لولا الألم والحزن لكانت هذه الخطوة مصدر فخر واعتزاز. كما انها عكست الاتجاهات النبيلة في هذا التراث العريق.

طوال 21 عاما كان سكان عمونة يعرفون بأن بلدتهم اقيمت على اراضي خاصة سرقت من الفلسطينيين. لقد فهموا ذلك عندما عرضوا امام المحكمة وثائق شراء لم يكن لها أي أساس، وجربوا ذلك عندما تم في 2006 الاخلاء المتوحش على رأس التل، وبقيت البيوت المهدومة كالنصب التذكاري الصامت منذ ذلك والى الأبد. ورغم ذلك، تعمق لديهم مع مرور السنوات الشعور بأن هذا بيتهم مقابل عمان في شرقي الاردن.

لكن الصهيونية عادت الى البلاد بمشاعر تصحيح الظلم الرهيب. لقد رفعت جوهر الادعاء الذي طرحه يشعياهو بن اموتس قبل حوالي 2800 عام، بأن "صهيون ستفدى بالقضاء وستتم العودة اليها بالعدل"، لكنهم في عمونة لم يحرصوا على المبدأ النبوي. ولذلك فان المعاناة الممزقة للقلب التي ظهرت يوم الاربعاء، كان يجب ان تصل الى خط النهاية قبل سنوات. العلاج الوهمي الذي عرضته الحكومة لتخفيف الالم زاد من تعميقه فقط. هذا هو ثمن الاستيقاظ من الوهم.

لقد عرفت الحكومة بأن المقصود لا شيء ونشرت الآمال الواهية. وبدل المضي على مسار رجل الاستيطان المعروف زئيف حفير، الذي كان دائما يمشي ثلاث خطوات واحيانا يتراجع خطوة، اثارت الحكومة النفوس كأنها تملك عصا سحرية ستشبع رغباتهم. في لحظة معينة واحدة، سرعان ما انتهت، دخل بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت واييلت شكيد في مواجهة مع الواقع الصعب وقالوا بأنه سيتم الاخلاء، ولا مفر منه، ثم تراجعوا عن ذلك.

وهكذا تولد قانون التنظيم، الذي يعتبر تشويها مسببا للضرر على كل حلبة دولية (كان اولها الرفض الأمريكي فرض الفيتو خلال التصويت في مجلس الأمن). مشروع القانون هذا يواصل تضليل مستوطنين آخرين اقاموا بيوتهم على أراضي فلسطينية خاصة. لقد شاهد نتنياهو امام عينيه وبفزع المحكمة الدولية في لاهاي التي يمكن ان تدهور اسرائيل الى مكانة دولة محاصرة كما حدث هذا الاسبوع، عندما رفضت ميري ريغف التصرف كالأكاديمية الاسرائيلية وتركت الامة من دون اتفاق ثقافي مع اوروبا. وهذا خطأ جوهري آخر في مجالها.

ولذلك، وافق نتنياهو على وجهة نظر المستشار القانوني د. ابيحاي مندلبليت، وعارض، ولكن في لحظة الضائقة السياسية استل علاج الدجال واحيى قانون التنظيم في الكنيست، وما فعلته ميري ريغف في الثقافة قد يصيب اسرائيل على المدى البعيد في كل منظومة علاقاتها مع اوروبا. وعلى الفور سارع خلفه الوزير بينت، ورد الليكود كله، من تسيبي حوطوفيلي وحتى دافيد بيتان، كالجوقة وكأن هذا ما سيحدث لمن يقيم جراء خطأ على ارض شخص آخر في تل ابيب. لقد تجاهلوا ان تل ابيب تخضع للسيادة الاسرائيلية وانه لم يتم ضم عمونة الى اسرائيل بتاتا. بيني بيغن كان الوحيد الذي سمى قانون التنظيم باسمه الحقيقي: "قانون السرقة".

والامر نفسه يسري على المخطط البديل الذي وعدت به الحكومة سكان عمونة. وبعد لحظة من الراحة، اختفى الوعد وبقي كالجرح في ذاكرة المستوطنين الأبرياء. من ناحية عامة، ما حدث هناك يسمى بلغة القانون خداع وخرق ثقة.

ما تبقى الان هو الأمل بأن تمر العاصفة ويجد المستوطنون العلاج، ويتوقف الساسة عن الوعد بهواء ساخن.

بين الضغط والفضول.

في انتقاده الاستثنائي في حدته، وصف بنيامين نتنياهو الاعلام بأنه يساري وبولشوفيكي، وانه يسعى الى اسقاطه، وان هذا ليس ديموقراطيا لأن استبدال الحكومة يجري في صناديق الاقتراع. لكن هذا كله ليس صحيحا.

صحيح انه يفضل جدا استبدال الحكومة في صناديق الاقتراع، لكن التحقيق في استقامة كل اعضاء الحكومة من اجل محاكمتهم خلال فترة ولايتهم هو جزء لا يتجزأ من الديموقراطية. نتنياهو يتذكر ايامه كرئيس للمعارضة (2007-2009)، في المقهى مقابل مسرح "هبيما" في تل ابيب، حيث كان يصغي بتشوق الى شرح حول التحقيقات ضد ايهود اولمرت.

في حينه كان نواب حزب "كديما" هم الذين صرخوا باستهجان مصطنع ضد "التحقيق مع رئيس حكومة يشغل منصبه". اما نتنياهو فكان يعتقد انه يجب استكمال التحقيق حتى النهاية، وعدم الارتياع من قوة السلطة وكتلتها في الكنيست، التي يمكن ان تصد رجال مراقب الدولة والشرطة والنيابة في طريقهم لكشف الحقيقة. لم يتغير شيء، الا اسماء اللاعبين. ما فعله نواب كاديما في حينه، يتبناه الان رفاقهم في الليكود.

في الواقع يجب التحقيق في كل الملفات. ارنون ميلتشين ليس وحيدا. كما انه لا يتقاسم موقفه مع سكرتيرته فقط. في قضية اتصالاته مع ارنون موزيس، تنتظر نتنياهو سلسلة طويلة من الشهود، وربما التحقيق مع آخرين. وبشأن ما يسمى "ملف الغواصات"- وبشكل خاص قضية خصخصة احواض بناء السفن في سلاح البحرية – تسود حالة من التأهب لسماع افادة المشبوه ابرئيل بار يوسيف، وافادة قائد سلاح البحرية المتقاعد اليعزر ماروم، الذي تم تعيينه لمنصب جديد بالذات في قسم الطيران. بعد معرفة جوهر هاتين الافادتين سيتضح من غرق في اعماق الغواصة، منتقدو نتنياهو او من يتبنون خطه الدفاعي.

هل يضغط قسم من الصحافة على المستشار القانوني مندلبليت من اجل تقديمه الى القضاء؟ ربما. تماما كما مارس نتنياهو الضغط في انتقاده غير المسبوق للصحافة، او خلال خطابه في الكنيست الذي عرض خلاله خطه الدفاعي، لاغلاق ملفي 1000 و2000.

وظيفة الاعلام هي الضغط، الكشف والفضول، احضار حقائق جديدة للجمهور (هذا الاسبوع وصل دور نير دبوري من القناة الثانية، الذي كشف عن اجراء تحقيق في هذا الموضوع في وزارة الامن بموافقة وبرعاية افيغدور ليبرمان). دافيد مسلم واخرين من الليكود يعتبرون ذلك تنكيلا بالديموقراطية من قبل الجهاز القضائي.

لكن العكس هو الصحيح. فالدول الديموقراطية اقامت طواقم من المستشارين القانونيين والنيابة القوية لأنها بنفسها تعرف انه لا يوجد نظام لا يميل الى "طغيان الاغلبية"، ولأنه من الواجب تقييد كل ائتلاف بأوامر القانون، والا فان الفساد والرشوة والمخالفات الجنسية ستصل الى ارقام قياسية غير مسبوقة.

المستشار القانوني لا يعمل ضد الكنيست. انه يهتم بأن لا تقرر الغالبية دوس الاقلية، وان لا يتم توزيع العمل والمناقصات كما حصل في مناقصة مركز الاستثمارات خلال فترة اولمرت. ولكن ردا على ادعاءات نتنياهو، يجب على الصحف التي تصدها تحديد وصياغة مواقفها.

من واجبها ان تكشف الحقائق وضمان قيام المستشار القانوني باتخاذ قرار بشأن ما اذا سيقدم لائحة اتهام او يغلق ملفا بناء على المواد المطروحة امامه، دون ان يساوم على ضميره ومفاهيمه، ومن دون معايير غريبة. ولذلك يجب عليه ان يخضع للتعقب الاعلامي المتواصل حتى وان كانت السلطة تعتبر ذلك مبادرة صحفية للاطاحة برئيس الحكومة.  

طنجرة ضغط في رام الله

يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم"، ان لحظات خيبة الأمل التي يعيشها الفلسطينيون الان - ايام الانتقال الحاد بين الأمل والتوقعات التي تصل الى عنان السماء، وبين خيبة الأمل والاحباط، قد تولد موجة اخرى من العنف. قيادة فتح تتحدث عن ذلك علنا وتُعد الميدان لذلك. جهات التقييم في اسرائيل تشخص قرار مجلس الامن 2334 ضد المستوطنات، على انه نقطة الذروة في حالة النشوة في الصراع ضد اسرائيل، في الوقت الذي تصف فيه جهات التقييم تلك، الاسبوعين الاولين من ولاية ترامب بمثابة الكابوس بالنسبة للفلسطينيين. اوباما غادر وجاء ترامب، وقائمة "الاضرار" و"الضربات" التي يحصيها الفلسطينيون تتزايد.

اللامبالاة الامريكية واضحة، مقابل اعلان اسرائيل عن استمرار البناء ودفع والمصادقة على حوالي 6.100 وحدة سكنية جديدة في القدس وفي المستوطنات؛ والتهديد بنقل السفارة الامريكية الى القدس – وهي الامكانية التي لم تغب عن الجدول اليومي، والتي يقول عنها المقرب من ترامب، رودي جولياني، أنها ليست مسألة “اذا” بل “متى”؛ وتجميد القرار الذي اتخذه اوباما قبل عدة ساعات من انتهاء ولايته، بتحويل 221 مليون دولار للسلطة الفلسطينية – المبلغ الذي يساوي تقريبا المبلغ الذي دفعته الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية في العام 2016؛ والقرارات الامريكية بتجميد تمويل مؤسسات الامم المتحدة التي تمنح السلطة الفلسطينية أو م.ت.ف مكانة العضوية الكاملة فيها، بل حتى الدلائل الأولية على التقرب من جديد بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي بعد عامين من العلاقة المتوترة، على خلفية استبدال السلطة في الولايات المتحدة، والتهديدات والعمليات الارهابية الاسلامية المتطرفة في اوروبا.

و"للتحلية" في الفترة الصعبة التي يمرون بها، حصل الفلسطينيون في بداية الاسبوع على “هدية” اخرى، وهي تصريح لم يسبق له مثيل من قبل الامين العام الجديد للامم المتحدة، انطونيو غوتريش، جاء فيه “واضح كالشمس أن الهيكل الذي دمره الرومان هو هيكل يهودي”. بعد قرارات اليونسكو المهووسة التي شطبت او تجاهلت الصلة بين اليهود وبين الحرم، تعتبر مثل هذه الكلمات كهبة ريح منعشة تصب في آذان الاسرائيليين، لكنها كالماء المغلي تصب في آذان الفلسطينيين. فالفلسطينيين يدأبون على القول “الهيكل المزعوم”، أي الكاذب أو الوهمي.

لكن التهديد الرمزي والاكثر اهمية من وجهة نظر الفلسطينيين يكمن في امكانية نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، حتى لو تم نقلها الى غربي القدس، الذي لا يطالب به الفلسطينيون، ظاهرا. أبو مازن يعتبر هذه الامكانية لا تقل أهمية عن المصادقة الامريكية على ضم شرقي القدس. وهناك جهات في اسرائيل تذكر بأن غربي المدينة ايضا، يقلق الفلسطينيين وليس شرقها لوحده. انهم يذكرون بأن الفلسطينيين أعدوا قبل سنوات ليست بعيدة، قوائم وثقت حوالي 7 آلاف مبنى في غربي المدينة كانت بملكية العرب قبل العام 1948، بهدف المطالبة بها في المفاوضات مع اسرائيل حول مستقبل القدس.

التهديد الرئيسي

في هذه الأثناء انضمت الأردن والكويت فقط الى المعارضة الفلسطينية الشديدة لنقل السفارة الامريكية الى القدس، الأمر الذي يزعج الرئيس الفلسطيني ورجاله. أضف الى ذلك ان التقرير الذي نشره بنحاس عنبري، الباحث في "مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة" والمحلل القديم في شؤون الشرق الاوسط والفلسطينيين، يكشف انه عندما طلب من الرئيس المصري السيسي وملك السعودية الانضمام الى هذا الصراع فانهما “لم يظهرا التحمس” – وبتعبير بسيط - لا يريدان الانضمام الى معركة الفلسطينيين ضد نقل السفارة. وحسب ما يقوله عنبري، فقد عرف ابو مازن ذلك بنفسه خلال المحادثات التي اجراها في السعودية مع الملك سلمان. فخلال اللقاء بينهما اتصل الرئيس المصري مع ملك السعودية وأوضح أنه سيتناقش موضوع نقل السفارة مع ترامب، فيما لف الصمت ملك السعودية.

هل توجد علاقة بين "جبل" خيبات الأمل المتواصلة وبين عمليات اطلاق النار – خمس عمليات – خلال اربعة ايام في الاسبوع الماضي، والتي انتهت بمعجزة بدون مصابين؟ لقد بدأ ذلك باطلاق النار على سيارة اسرائيلية قرب نيلي في منطقة بنيامين، واستمر باطلاق النار نحو الجنود قرب حلميش، واطلاق النار على سيارات على شارع 55 قرب عزون، وانتهى باطلاق نار قرب قرية عبود، وبرشق عبوات على الجنود اثناء عملهم في مخيم جنين للاجئين.

"هذه النيران الصغيرة" تقلق جدا، الاجهزة الامنية. لقد اندلعت بالتوازي، تقريبا، مع المحادثة التي اجراها ضابط رفيع في فرقة يهودا والسامرة مع المراسلين العسكريين لتلخيص العام 2016. خلال تلك المحادثة وصف الضابط عمليات اطلاق النار بأنها “التهديد والتحدي المركزي لإسرائيل في الضفة الغربية”. وتشير المعطيات الى أن عدد عمليات اطلاق النار ضد المواطنين في العام 2016 لم يتغير مقارنة مع العام 2015: 18 عملية كل عام. لكن عمليات اطلاق النار في نهاية الاسبوع الماضي يمكن ان تشير الى حدوث تحول.

مقاومة بطرق سلمية؟

رغم النجاحات البارزة للجيش الاسرائيلي والشاباك في منع انتاج السلاح، خاصة بنادق كارلو، في ارجاء يهودا والسامرة، فان الحصول على هذا السلاح لا زال متوفرا في الضفة الغربية. ثمن بندقية كارلو من الانتاج المحلي ارتفع من 1500 شيكل الى 6 آلاف شيكل. وفي العام 2016 تم ضبط حوالي 500 قطعة سلاح والكشف عن 43 مخرطة قامت بإنتاجها. ولكن التهديد الحقيقي، كما ثبت في نهاية الأسبوع، يكمن في اطلاق النار على شوارع يهودا والسامرة.

الميدان قابل للاشتعال، لكن القيادة الفلسطينية لا تسعى – علانية على الاقل- الى اخماد النار، بل على العكس: امكانية قيام الولايات المتحدة بنقل السفارة من تل ابيب الى القدس تدفع من جديد التهديد العلني بالارهاب والعنف. من يتحدثون في هذه المرة هم قادة حركة فتح التي يترأسها رئيس السلطة أبو مازن. الامور الاكثر وضوحا في هذا الشأن، جاءت على لسان رئيس حركة فتح في القدس شادي مطور: “نحن في حركة فتح، وعلى جميع المستويات، قلنا إن هذا اعلان حرب، وأن هذا تدمير لعملية السلام وسيؤدي الى انفجار الشارع". وقال ان حركة فتح  "بدأت سلسلة من اللقاءات مع كل القادة الميدانيين في الفروع ومع حركات شبيبة فتح وكل مؤسساتها، من اجل الاعداد لانتفاضة شعبية قوية اذا تم تنفيذ القرار. نحن لن نخجل ولن نتردد في الخروج الى الشوارع لمواجهة الاحتلال بجميع السبل”.

د. ايتمار ماركوس، من “نظرة على وسائل الاعلام الفلسطينية”، يشير الى ان قادة السلطة الفلسطينية يستخدمون مفهوم “جميع السبل” وانتفاضة بطرق سلمية” أو “انتفاضة شعبية” من اجل الاشارة الى احداث تشمل العنف والارهاب الدموي ضد الاسرائيليين كرشق الحجارة والطعن واطلاق النار.

 مطور ليس وحيدا، فالدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام القوات القومية والاسلامية وعضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، حذر من أن نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس سيؤدي الى “انتشار الارهاب والحاق الضرر باستقرار المنطقة”. واوضح عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، بان الفلسطينيين “لا يرون فلسطين بدون القدس. لذلك اذا تم نقل السفارة اليها فسيكونون "محررين من أي التزام" وسيتنصلون "من جميع العلاقات القائمة”. وأضاف “انا اؤمن تماما بأننا لن نجلس مكتوفي الايدي ولن نكون لوحدنا… القدس هي أم المعارك وبدونها لا أهمية للحياة”. كما ان عضو اللجنة المركزية في فتح جمال محسن، استخدم كلمات مشابهة وقال "ان اللجنة المركزية في فتح اتخذت قرار بمقاومة نقل السفارة بجميع السبل”.

كما حذر أبو مازن نفسه، بعد لقائه بالملك الاردني، من أن هذه الخطوة “ستقضي على عملية السلام، وسيكون لها مردود كارثي على امن المنطقة واستقرارها”. كما ان جبريل الرجوب، من قادة فتح، الذي رسخ نفسه مؤخرا كوريث محتمل لأبو مازن، يحذر من أن هذه الخطوة قد تضر باستقرار المنطقة. كما تحدث القادة في حماس، امثال سامي أبو زهري ومشير المصري، عن “تجاوز خط احمر وجريمة”. ودعا الدكتور احمد بحر، احد قادة حماس في غزة، السلطة الفلسطينية الى وقف التنسيق مع اسرائيل واعطاء الضوء الاخضر للمنظمات في الضفة الغربية للعمل ضد الاهداف الاسرائيلية. وقارن تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، بين الخطوة الامريكية وبين دخول اريئيل شارون الى المسجد الاقصى في 2000 والذي أدى الى اندلاع الانتفاضة الثانية. ويقول المصري بشكل واضح إنه “اذا تم تنفيذ القرار، فيجب على الفلسطينيين الانتقال من الاقوال الى الافعال”.

 لكنه امام ذلك كله – التصعيد الميداني والتصريحات المحرضة والمهددة – لا تزال هناك حالة توازن لا يعرفها الجمهور الاسرائيلي بشكل جيد. أبو مازن سيفكر مرة ومرتين وثلاث قبل السماح بعودة المواجهة الشاملة مع اسرائيل. لان المواجهة ستعرض وجود السلطة الفلسطينية للخطر.

ربما من المفارقة ان اسرائيل تعتبر اكثر دعامة مستقرة للسلطة الفلسطينية. حوالي 200 ألف شخص يعملون الآن في اسرائيل، ويعتمدون عليها اقتصاديا. والحديث عن قرابة 150 ألف شخص يعملون داخل الخط الاخضر و50 ألف يعملون في المناطق الصناعية الـ14، في يهودا والسامرة في ألف مصنع تقريبا. كما ان 90 في المئة من الانتاج الفلسطيني يذهب الى اسرائيل.

نصف ميزانية السلطة الفلسطينية التي تبلغ الآن 15 مليار شيكل، تصل من التبرعات الدولية، خصوصا اوروبا والولايات المتحدة. وحل السلطة سيزيد من اعتماد الفلسطينيين على اسرائيل. وهذا الاعتماد متبادل. إلا أنه في الوقت الذي قد يضر فيه سقوط السلطة بالاقتصاد الاسرائيلي، فان ذلك سيؤدي الى انهيار كامل لدى الفلسطينيين.

صحيح أنه يوجد في اسرائيل من يريدون رؤية نهاية السلطة الفلسطينية، لكن الموقف الاساسي، الذي يعكسه منذ سنوات، التيار المركزي في الاجهزة الامنية، والذي يوافق عليه المستوى السياسي بما في ذلك نتنياهو، حتى اليوم، هو أن اعتماد السلطة على اسرائيل هو أمر جيد، لأن هذا الامر يجعلها تسيطر – الى حد ميعن- على "مستوى لهبب" موجات الارهاب والعنف الذي يندلع بين الفينة والاخرى. كما أنه ليس امام السلطة أي خيار سوى التعاون مع اسرائيل ضد الارهاب، على الرغم من أنها تسمح باستمرار التحريض المنفلت، والكراهية، وتمجيد الارهاب والاستشهاد بل حتى ”أحلام العودة”.

 غضب ضد الرئيس

لكن اعتماد السلطة على اسرائيل ليس اقتصاديا فقط، بل هو أمني ووجودي. في العام 2014 كشفت اسرائيل خلية لحماس كانت تُعد للإطاحة بأبي مازن، وخططت لانقلاب في السلطة، كالانقلاب الذي تم في غزة. وفي العامين الماضيين قامت الاجهزة الامنية الاسرائيلية بتحويل المزيد من المعلومات حول بوادر تنظيمات لحماس ضد السلطة الفلسطينية، كان آخرها الكشف عن خلية كبيرة لحماس في الشهر الماضي في قطاع رام الله. هذا التنظيم الذي ضم عشرات النشطاء حظي بتمويل من حماس. لقد كشفت ومنعت عمليات قاسية داخل اسرائيل، ودلت، كما تم التلميح من قبل الشاباك، على محاولة لاسقاط السلطة الفلسطينية. كما تم الكشف عن خلية اخرى لحماس في نهاية السنة الماضية في نابلس، والتي قامت بتجنيد اربعة انتحاريين لتنفيذ عمليات في حيفا والقدس.

أبو مازن، الذي تقف سلطة على الحافة، يعرف كيفية اظهار العرفان الصامت بالجميل لإسرائيل لأنها تحافظ على سلطته وتقوم بالكشف عن اسس التآمر، خاصة من قبل حماس، التي تهدد سلطته وتخطط لإسقاطه. الاعتماد الاقتصادي والامني على اسرائيل يؤدي الى وجود التعاون الاسرائيلي – الفلسطيني من اجل افشال العمليات. والمصلحة الاسرائيلية - حسب الاجهزة الامني تكمن في استمرار هذا التعاون.

لكن عهد ترامب، على الأقل من وجهة نظر الفلسطينيين، يهدد بالتهام الاوراق كلها، غير المنظمة أصلا. السلطة الفلسطينية تهدد، كما اوردنا، بشكل دائم باستئناف الارهاب؛ وهي لا تتوقف عن التربية على مفاهيم انكار وكراهية اسرائيل والتمسك بحق العودة. انها تحكي للأطفال في رياض الاطفال والمدارس بانه سيأتي اليوم الذي "سيعودون فيه الى منازلهم في عكا وحيفا والرملة واللد”. وهي تقوم بتمجيد الارهابيين وتسمي الشوارع والساحات باسماء الارهابيين وتحولهم الى ابطال ونماذج للتقليد.

السيناريوهات التي عرضت على المستوى السياسي تتحدث عن عدة امكانيات. احدها امكانية أن يضعف أبو مازن أكثر على خلفية حدوث تغيير جوهري في السياسة من جانب ترامب. وزيادة اعتماد أبو مازن على اسرائيل، الى حد  تحوله الى اقل صلة في نظر الفلسطينيين. في اطار هذا السيناريو تزداد قوة المعارضة والجماهير التي تخرج الى الشوارع في مظاهرات غضب علنية ضد الرئيس. وبنفس القدر الذي تسعى فيه اسرائيل لمنع العمليات، فانها تسعى للحفاظ على سلطة أبو مازن. وهي مهمة تزداد تعقيدا أكثر فأكثر.

اللقاء المرتقب في البيت الابيض في 15 شباط بين نتنياهو وترامب سيُظهر للفلسطينيين توجه الادارة الامريكية الجديدة، والى أي حد ستكون مستعدة للوقوف الى جانب اسرائيل ومواقفها. من وجهة نظر الفلسطينيين، تقف في مقدمة الاولويات قضايا القدس والبناء ومكانة المستوطنات. لقد حاول الفلسطينيون في الاسبوع الماضي اقامة بؤرة في المنطقة التي يفترض أن تقوم عليها منطقة يهودية في إي1، بين معاليه ادوميم والقدس. لكنه تم اخلاءهم. اسرائيل تسعى الى منع الاشتعال في الحرم، الذي نجحت في تهدئته في الاشهر الاخيرة. الحرم هو دائما الملاذ الاخير للفلسطينيين، المادة المشتعلة التي لا مثيل لها لتوحيد القوى وتجنيد الدعم وضخ الدماء الجديدة في شرايين الصراع. اسرائيل تأمل أن لا يذهب أبو مازن في هذا الاتجاه، لكن هذا الامر ليس مضمونا.

عهد الضم

تكتب سيما كدمون، في "يديعوت أحرونوت" ان وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، استخدم كلمة "مشاغبين" عندما تطرق، ظهر الخميس، الى عشرات الشبان الذين اعتصموا في كنيس عمونة ورشقوا قوات الشرطة بكل ما طالته أياديهم.

استخدام كلمة "مشاغبين" في دولة طبيعية لوصف مجموعة من الخارجين على القانون الذين اصابوا اكثر من 60 شرطيا، كان سيعتبر أقل ما يقال. في أي مكان في العالم يتعاملون بمثل هذا التسامح مع شبان يهاجمون قوات الشرطة بقضبان الحديد؟ ولكن في دولة مثل دولتنا، يعتبر فيها المستوطنون أسياد البلاد، والذين يكلف اخلاؤهم من ارض مسروقة، اكثر من 150 مليون شيكل، ومقابل العنف يحصلون على مستوطنة جديدة – يعتبر نعتهم بالمشاغبين بمثابة عمل بطولي.

حتى ظهر الخميس، كان يبدو ان إخلاء عمونة 2017 سيتم بسلاسة. طبعا بالمقارنة مع الصور التي حصلنا عليها قبل 11 سنة. لقد عملت الشرطة بإصرار وبحساسية، وبشكل خاص ببطء. وحتى ظهر الخميس كان يمكن القول ان الاخلاء مر بنجاح. الـ42 عائلة التي استوطنت على الجبل اخلت البيوت بهدوء نسبي. وبشكل عام اذا قارنا هذا الاخلاء بإخلاء آخر – في ام الحيران، مثلا – لا يتبقى امامنا الا التساؤل عما اذا كان يجري الحديث عن شرطتين مختلفتين نفذتا الاخلاءين.

خلال إخلاء البؤرة تم نشر قرار المحكمة العليا الذي يرفض تنفيذ المخطط الذي تم الاتفاق عليه مع سكان عمونة، والذي يقضي بانتقالهم الى التل المجاور. يمكن فقط تخيل ما كان سيحدث لو تم تنفيذ الاخلاء في الأسبوع القادم، بعد ان يكون قرار المحكمة العليا قد تغلغل في وعي سكان البؤرة ومجموعة الشبان التي وصلت اليها من اجل الاستفزاز واحداث الاضطرابات. يبدو لي انه في حالة كهذه كانت الصور ستختلف تماما.

حتى الإخلاء العنيف من الكنيس، كان الأمر الاكثر مستفزا هي الاستعارة التي استخدمها النائب بتسلئيل سموطريتش، الذي قارن بين إخلاء عمونة واغتصاب امرأة. عالم التشبيهات لدى سموطريتش، من البيت اليهودي، ليس جديدا علينا. لقد اعترف سابقا بأن لديه تخيلات جنسية – او كما ادعى، من ليست لديه تخيلات؟ لكنه نجح باستفزاز الكثير من الناس، وخاصة النساء، ونجح بإغضاب حتى من كان مستعدا للرأفة بالناس الذين تمسكوا بأظافرهم بما كانت بيوتهم حتى يوم الخميس. تلك العائلات التي نجحت بدب الجنون في دولة بأكملها، بما في ذلك وسائل الاعلام، التي بثت مباشرة وبشكل متواصل كل لحظة من لحظات الاخلاء.

في المجمل العام لا يحب احد رؤية إخلاء اناس من بيوتهم – لا في غبعات عمال، ولا في ام الحيران ولا في عمونة. الحديث عن أناس، اولاد، عائلات كاملة تقتلع من بيوتها. مشاهد غير لطيفة حتى وان كان الحديث عن بناء غير قانوني، او كما في حالة عمونة – اراضي خاصة تعود للفلسطينيين، وقرار محكمة نهائي يقضي بإخلائها.

ومع ذلك، بالذات بعد الإخلاء يجب التذكير بأن كل مني ادعى بان سكان عمونة صعدوا الى هناك بإذن وتصريح، انما يكذب بكل بساطة. سكان عمونة كانوا يعرفون بأنهم يقيمون على أرض مسروقة. ومؤخرا، فقط، اعترف بنحاس فالرشطاين، وهو يقلب عينيه ويتضاحك، بأنه اقترح عليهم استيطان الأرض، وكان يعرف ان عملية التنظيم لم تستكمل بعد، كما كان يعرف السكان الذين استوطنوها آنذاك، وبالتأكيد من انضموا اليهم في العقد الأخير، ما هي الوضعية القانونية للأرض.

لا يمكن قول الأمور بشكل مختلف: حكومة اليمين، ان لم نقل اليمين المتطرف، أخلت هذا الأسبوع مستوطنة في يهودا والسامرة. وكما يبدو فان المتضرر الأساسي سيكون حزب البيت اليهودي وعلى رأسه نفتالي بينت. يجب التذكير ان بينت واييلت شكيد بالذات، كانا أول من قال الحقيقة لسكان عمونة. لقد كان ذلك عشية يوم الغفران. خلال لقاء مع السكان اعترفا انه لا يمكنهما ضمان انقاذ عمونة، لكنهما سيقلبان كل حجر لكي لا تكون عمونة اخرى. الان يجد بينت وشكيد العزاء في ان قانون "التنظيم" سيمر يوم الاثنين. بالنسبة لهما، هذا حجر آخر في هذه الفسيفساء، في الانتقال من العهد القديم، الذي كان يمكن فيه هدم مستوطنات بواسطة الالتماسات، والعهد الجديد. عهد التنظيم. عهد الضم.

اذا قالوا لهم ان هذا القانون، الذي يرفض حتى المستشار القانوني الدفاع عنه، لن يجتاز امتحان المحكمة العليا – فانهم سيقولون ان هذا لا يعرفه احد. فهذا هو، ايضا، ما قالوه عندما وصل القانون للتصويت عليه في القراءة الاولى.

وأين كان نتنياهو في كل هذه الحكاية؟ يوم الاربعاء اختفى. حسابه على تويتر الذي يصل الى المكسيك، صمت. في المساء فور اعلان المحكمة العليا عن الغاء مخطط املاك الغائبين، اعلن بينت انه يجب الان اقامة مستوطنة جديدة لمن تم سحبهم من عمونة، وان هذا سيكون الرد الصهيوني الملائم.

بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا، اعلن نتنياهو – في تويتر، طبعا في تويتر – انه قرر اقامة مستوطنة جديدة.

وبالمناسبة، هذا لم يكن قرارا مرتجلا، تولد من خلال التماثل مع السكان الذي تم اخلاؤهم. فهذا وارد في الاتفاق الذي تم توقيعه مع المستوطنين قبل شهر ونصف، خلال ذلك اللقاء الليلي بين رئيس الحكومة وقادة المستوطنين، والذي تم توقيعه من قبل مدير عام ديوان رئيس الحكومة، محاسب الديوان، رئيس الديوان ورئيس طاقم عمونة ورئيس سكرتارية الجمعية.

في البند الثامن من الاتفاق، كتب بشكل واضح: "في حال عدم التمكن من العمل في القسائم ذات الشأن، او في قسم منها، يصدر رئيس الحكومة امرا بالعثور على قطعة ارض، بموافقة الدولة والمستوطنين، لتقام عليها مساكن ثابتة وبديلة على أراضي حكومية داخل منطقة المجلس الاقليمي بنيامين. يبدأ العمل في الأرض حتى تاريخ 31.3.2017، ولا يتأخر عن ذلك، بما يتفق مع كل قانون".

يوم الخميس، وخلال زيارته الى اريئيل، اعرب نتنياهو عن تماثله مع ألم العائلات التي اضطرت لترك منازلها، ومشروع حياتها. فهو يتذكر جيدا ما الذي يعينه ترك البيت، منذ الايام التي اضطر فيها الى ترك بيت رئيس الحكومة بعد خسارته في انتخابات 1999.

ولن يتأخر اليوم، فمن المؤكد انه يفهم بأنه سيضطر الى التخلي عن مشروع حياته.

الحنين لأوباما

في السنوات الأخيرة تظهر اكثر فأكثر، حالات تثبت الشراكة الايديولوجية بين اليمين الاسرائيلي والجهات الفاشية واللاسامية في اوروبا، وكما يتضح في امريكا، ايضا. لقد بدأ الأمر بشكل صغير. اليمين المتطرف في اوروبا، الذي تم دفعه الى الهامش وكاد يختفي بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ بالعودة وتعزيز قوته. تأسيس الاتحاد الاوروبي، وبشكل اكبر، جريان المهاجرين، ادى الى تعزيز احزاب اليمين المتطرف في كل انحاء القارة. ابتداء من من اليونان والنمسا وحتى هولندا وفرنسا – يتزايد دعم هذه الاحزاب. ولدينا، أيضا، بدأ هذا الدعم بشكل صغير، لكنه يصبح رسميا.

في البداية كانت تلك جهات يمينية اسرائيلية متطرفة وهامشية ارتبطت بعلاقات مع احزاب وتنظيمات النازية الجديدة في اوروبا. مجلس المستوطنات دعا واستضاف زعيم حزب الحرية النمساوي، هاينتس كريستيان شتراخا. صحيح ان الجهات الرسمية رفضت التقائه، لكنه كان ضيف شرف في مؤتمر عقد في غور الاردن.

حزب التحالف الشمالي الايطالي حظي باحتضان من قبل رجال الليكود، بل كان احد نواب الحزب سابقا، المضيف الرسمي لممثليه.

خيرت فيلدرز الهولندي، مؤسس حزب الحرية، زار البلاد 40 مرة خلال الربع قرن الاخير، وادعى انه لم يشعر في أي مكان آخر في العالم بمثل مشاعر الاخوة الخاصة التي شعر بها مع كل هبوط في مطار بن غوريون. وسائل الاعلام الهولندية تدعي ان جهات يهودية في الولايات المتحدة تساعد حزبه ماديا، والحل الذي يقترحه للصراع الشرق اوسطي هو تسمية الاردن "فلسطين" وانهاء الموضوع.

حتى مارين لوبان، التي تتحفظ منها التنظيمات اليهودية في فرنسا، تحظى بالاحتضان من قبل اليمين الاسرائيلي.

كانت رمزية جدا، المكانة التي حظي بها شاب مجهول من غبعتايم، واسمه موشيه طال حروتي، والذي عرض نفسه باسم ويلهلم روت، وانه ابن اسرة نبيلة نمساوية، ظاهرا، ومحاربا شجاعا ضد تنظيم BDS، ورجل اتصال مخلص بين تنظيمات اليمين الاوروبية واليمين الاسرائيلي. لقد نعته اريئيل سيغال بأنه "وزارة خارجية في حد ذاته"، واثنى درور ايدر على "نشاطه الكبير من اجل اسرائيل"، وضمته القناة 20 كخبير في منتدياتها، بل حظي بلقاء مع الوزير غلعاد اردان، وهو ايضا، محارب كبير ضد المقاطعة.

يبدو انه تكفي كراهية المسلمين ودعم المستوطنات لكي يتحول كل جسم، تنظيم او حزب، الى صديق لليمين الاسرائيلي. هكذا في اوروبا، وكما يبدو في امريكا، أيضا.

ولذلك، يبقى مفتوحا السؤال حول ما اذا كان الاحتضان الذي تحظى به ادارة ترامب من اليمين الاسرائيلي ومن نتنياهو، ينبع فقط من معايير الفائدة الفورية، كدعم المستوطنات والضم، ام انه يجري تحت الارض التماثل الأيديولوجي بين نتنياهو ومؤيدي ترامب وموجهي سياسته المركزيين، وعلى رأسهم ستيف بانون، ديفيد ديوك، حركة الترايت، وامناء "امريكا اولا"، شعار انصار النازية قبل الحرب العالمية؟

هل سيواصل نتنياهو واليمين الاسرائيلي تجاهل صرخات الانكسار التي يطلقها يهود فرنسا والمكسيك والولايات المتحدة، ويواصل دعم والتعاون مع احزاب وشخصيات يمكن، طالما كانوا يكرهون الاسلام ويدعمون المستوطنات، الصفح عن ميولهم اللاسامية والفاشية؟

لكن الأمر الأكثر اهمية – هل سيتبين بأن الاخلاص لترامب مفيدا كالإخلاص لنتنياهو، والذي يعني: الاكثر اخلاصا هو الذي سيتم دفعه تحت عجلات الباص؟

هل سيحظى نتنياهو، واسرائيل من بعده، بالتعامل المخلص الذي حظي به انصار ترامب البارزين – الحاكم كريس كريستي، رئيس بلدية نيويورك سابقا رودولف جولياني – اللذان كانا اول داعمان له على الملأ وأول من سيتم التخلي عنهما؟

من يمكنه توقع ما الذي سيقوله او يفعله غدا، ترامب غير المتوقع، دقيق الجلد، المتغطرس والمحاط باللاساميين ولاعقي الصحون؟ يبدو انهم بدأوا منذ الان في اسرائيل الحنين الى براك اوباما، الى برودة اعصابه، الى استقامته الأساسية، الى متابعته  المتماسكة، الى القدرة على توقع خطواته، وخاصة للذرائع التي وفرها دائما لليمين الاسرائيلي: لا يمكننا الضم، فرض القانون في المناطق، تطبيق سياستنا، لأن اوباما لا يسمح بذلك.

التعليـــقات