رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 17 كانون الثاني 2017

الثلاثاء | 17/01/2017 - 09:38 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 17 كانون الثاني 2017

مقتل جندي اسرائيلي في هضبة الجولان

تكت هآرتس، عن مقتل جندي اسرائيلي، امس الاثنين، خلال قيامه بأعمال صيانة في دبابة من طراز "نمير" في قاعدة الفيران في هضبة الجولان. وكما يبدو فان الجندي فيتسلاف غرغاي (20 عاما) من ريشون لتسيون، وهو تقني في سلاح التكنولوجيا والصيانة، اصيب بكابل في وجهه، ونقل من هناك الى مشفى رمبام في حيفا، حيث تم اعلان موته.

وقام قائد المنطقة الشمالية الجنرال افيف كوخابي، بتعيين لجنة للتحقيق في ظروف الحادث، برئاسة قائد لواء "كرميلي" العقيد بيني يوسف. كما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا في الحادث.

قائد سلاح الجو ينتقد سلوك الحكومة في قضية ازاريا

تكتب هآرتس" ان قائد سلاح الجو الاسرائيلي، الجنرال امير ايشل، وجه امس الاثنين، انتقادا غير مباشر لسلوك القيادة السياسية في موضوع الجندي اليؤور ازاريا. وخلال مؤتمر خاص عقد في قاعدة "جليلوت" توجه ايشل الى رئيس الحكومة نتنياهو وقال له ان احدى القوى التي تملكها دولة اسرائيل هي قيادة الجيش، واذا لم تحظ هذه القيادة بالدعم فان الأمر يمس بقوة الجيش.

وقد استعرض نتنياهو امام المؤتمر رؤيته السياسية والامنية، والتقى مع قادة الجيش من رتبة عميد وما فوق. وردا على انتقاد ايشل، قال نتنياهو ان قادة الجيش ورئيس الاركان يحظون بالدعم الكامل.

وتلمح كلمات ايشل الى سلوك القيادة السياسية في قضة ازاريا، خاصة صمتها امام دعوة المتظاهرين خلال قراءة قرار الحكم على ازاريا، الى قتل رئيس الاركان غادي ايزنكوت.

بالإضافة الى ذلك، اطلق عدد من السياسيين في يوم تلاوة قرار المحكمة، تصريحات ضد المحكمة وسلوك الجيش في القضية. فالوزيرة ميري ريغف، مثلا، وصفت المحكمة بأنها "محاكمة ميدانية" وانتقدت رئيس الاركان بادعاء ان تصريحه قبل يوم من صدور القرار، كان "تعيسا وليس في مكانه"، وانه تم التخلي عن ازاريا.

قانون يجبر المحاكم المدنية على الاعتراف بقرارات المحاكم العسكرية

كتبت هآرتس" ان الكنيست صادقت مساء امس الاثنين، في القراءتين الثانية والثالثة، على القانون الذي يعترف بقرارات المحاكم العسكرية في الضفة الغربية كأدلة مقبولة في الاجراءات المدنية في المحاكم الاسرائيلية. ويشار الى ان قرارات المحاكم العسكرية في الضفة لم يكن معترفا فيها حتى الان في اسرائيل، كما لا يسري القانون الاسرائيلي على مناطق الضفة، التي تخضع لسيطرة قائد المنطقة الوسطى الذي يسن القوانين هناك بواسطة اوامر عسكرية.

وادعت المبادرة الى القانون النائب عنات باركو (الليكود) ان هدف القانون هو التسهيل على ضحايا العمليات الارهابية للمطالبة بالتعويضات بواسطة اجراءات مدنية. لكن المعارضة قالت ان المصادقة على هذا القانون هي جزء من اجراءات الضم الزاحف، وتشريع قرارات المحاكم العسكرية. وكان المستشار القانوني للحكومة قد انتقد في السابق امكانية الاعتراف بقرارات المحاكم العسكرية في الاجراءات المدنية في اسرائيل، وتم تحذير الكنيست من الابعاد الممكنة للقانون على الحلبة الدولية.

وقال النائب يوسف جبارين، احد المكافحين ضد القانون ان "الاجراءات في المحاكم العسكرية لا تتفق مع المعايير المتبعة في اسرائيل من حيث الاجراء العادل وحقوق المتهمين، ولذلك من الواضح انه لا يمكن تقبل نتائجها في المحاكم الاسرائيلية. الدافع لسن هذا القانون هو انتقامي، وآمل بأن يتم فعلا الغاء القانون في المستقبل من قبل المحكمة العليا، لأنه غير قانوني".

بريطانيا تمنع مصادقة الاتحاد الاوروبي على تبني مقررات باريس

ذكرت "هآرتس" ان بريطانيا منعت بعد ظهر امس الاثنين، مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي من تبني البيان الختامي لمؤتمر السلام في باريس، حسب ما قالته مصادر دبلوماسية اوروبية واسرائيلية لصحيفة "هآرتس". وتعتبر الخطوة البريطانية استثنائية جدا، وتصل بعد يوم واحد من رفض البريطانيين التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس.

ولم يشارك وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ولا السفير البريطاني لدى فرنسا في المؤتمر، وتم ارسال موظف صغير لاظهار عدم رضا بريطانيا عن الخطوة الفرنسية. وبعد المؤتمر نشرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا اعلنت فيه تحفظها من نتائج المؤتمر لأنها يمكن ان تزيد من تعنت الجانب الفلسطيني في كل مفاوضات مستقبلية. واكد البريطانيون انهم تحفظوا من المؤتمر لأنه عقد خلافا لموقف اسرائيل، وقبل عدة ايام من اداء الرئيس الأمريكي المنتخب لليمين الدستوري.

وقال دبلوماسيون من اسرائيل واوروبا ان فرنسا هي التي طلبت من مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المصادقة على قرار مقتضب نسبيا، يتبنى نتائج مؤتمر باريس، ويؤكد استعداد الاتحاد الاوروبي لمنح اسرائيل والفلسطينيين محفزات اقتصادية في حال التوصل الى اتفاق سلام. وخلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية تحفظت بريطانيا من اتخاذ قرار وادعت ان التوقيت غير مناسب. وانضمت عدة دول اخرى، من بينها هنغاريا وليتوانيا الى التحفظ البريطاني. وبما ان صدور القرارات في مجلس وزراء الخارجية يجب ان يتم بالإجماع، فقد صد الاعتراض البريطاني الطريق امام الاقتراح الفرنسي.

وقال دبلوماسي اوروبي حضر الجلسة، لصحيفة "هآرتس" ان السلوك البريطاني اغضب الكثير من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وحسب اقواله فان الخطوة البريطانية تدفعها الرغبة بالتملق للرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب. فقد قال ترامب امس في لقاء مع صحيفة "تايمز" اللندنية انه يتوقع من بريطانيا معارضة كل قرار مستقبلي ضد اسرائيل في مجلس الامن. وقد قرأت بريطانيا التصريح ونفذته على الفور". واضاف الدبلوماسي: "هذا جنون، فقبل ثلاثة اسابيع فقط دفعت بريطانيا قرار مجلس الامن 2334 في موضوع المستوطنات وصوتت الى جانبه، والان تصدر قرارا في الموضوع نفسه في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. مع كل الاحترام للبريطانيين لا يمكن ادارة سياسة خارجية بناء على تغريد احد ما في تويتر".

قتل شاب فلسطيني في قرية تقوع

تكتب "هآرتس" ان حرس الحدود الاسرائيلي قتل، امس الاثنين، الفتى الفلسطيني قصي حسن العمر (17 عاما) خلال مواجهات بالقرب من قرية تقوع الفلسطينية قرب بيت لحم. وادعى الجيش الاسرائيلي ان احد الفلسطينيين رشق الحجارة على القوة فردت بإطلاق عيارات من بنادق روغر، وهي بنادق يعتبرها الجيش سلاحا لتفريق المظاهرات، رغم انها تطلق عيارات حية ذات كمية اقل من الذخيرة.

وجاء من الهلال الاحمر الفلسطيني ان قصي اصيب بست عيارات، اربعة في القسم العلوي من جسده واثنتان في ساقيه. واصيب خلال المواجهات اربعة فلسطينيين اخرين بينهم شقيقة قصي.

وقال رئيس المجلس المحلي في تقوع، حاتم صباح لـ"هآرتس" ان القوة العسكرية وصلت الى مداخل القرية من دون أي سبب، ومن ثم دخلت الى البلدة فقط لكي تستفز السكان، كما يبدو في محاولة لتصفية حسابات في اعقاب المواجهات التي وقعت يوم الجمعة الماضية. واضاف صباح ان العمور بقي على الارض لمدة نصف ساعة بعد اصابته، دون تقديم أي علاج له. وبعدها فقط سمح لطاقم الهلال الاحمر بنقله الى المستشفى حيث اعلنت وفاته.

الاحتلال يكرر اعتقال الصحفي القيق

ذكرت "ه أرتس" ان قوات الجيش الاسرائيلي اعتقلت مرة اخرى، امس، الصحفي الفلسطيني محمد القيق على حاجز بيت ايل، اثناء عودته من بيت لحم. واعلن القيق الاضراب عن الطعام، علما انه اطلق سراحه من السجن الاسرائيلي قبل نصف عام فقط بعد اضراب لمدة 93 يوما عن الطعام.

وقالت زوجة القيق، فيحاء، ان محمد كان عائدا من بيت لحم الى رام الله، بعد مشاركته في اجتماع يدعو الى تحرير جثث الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل. واوقفت قوة من الجيش السيارة التي سافر فيها القيق مع اخرين، وبعد فترة وجيزة اطلق سراح ركاب السيارة واعتقل الجيش محمد، واقتاده للتحقيق. ولم يعلن الجيش الاسرائيلي سبب اعتقال القيق.

اعتقال 13 ماشطا من حماس في الضفة

تكتب "هآرتس" ان الشاباك الاسرائيلي اعلن صباح امس الاثنين، انه اعتقل خلال الليلة قبل الماضية، 13 ناشطا من حماس في منطقة رام الله، بينهم احد اعضاء المجلس التشريعي. وتم خلال العملية السيطرة على مبالغ مالية وسيارة ومواد تعتبر "دعائية" لحماس, كما قال الجيش انه عثر خلال الليلة ذاتها على اربع مخارط لانتاج السلاح في مخيم العروب.

وحسب الشاباك فقد تم خلال الاسابيع الاخيرة الكشف عن قيادة لحماس عملت في منطقة رام الله، وشارك العشرات من نشطاء حماس في عمل القيادة التي تسعى الى تعزيز تأثير حماس في مناطق الضفة الغربية. ولهذا الغرض، عمل رجال القيادة، بشكل خاص في الجمعيات الخيرية والتربوية الاسلامية، ودعموا ماليا عائلات الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في اسرائيل، ومنفذي العمليات.

وحسب الشاباك فقد تم تمويل القيادة من قبل جهات تابعة لحماس في غزة ودول اخرى. واوضح بأن ""كشف القاعدة يدل على استمرار نوايا حماس الاستراتيجية لتدمير السلطة، الى جانب محاولاتها المتكررة لتنفيذ عمليات ارهابية قاسية".

تحطم طائرة اسرائيلية غير مأهولة في جنوب لبنان

تكتب "يسرائيل هيوم" ان طائرة اسرائيلية غير مأهولة، من طراز "راكب السماء"، تحطمت يوم امس في جنوب لبنان، وتعتبر الطائرة من الطائرات التكتيكية في الجيش. وقال الناطق العسكري انه يجري فحص ظروف الحادث.

وقالت وكالات الانباء في لبنان ان اسرائيل تجري اتصالات مع قيادة اليونيفيل في جنوب لبنان، في محاولة للعثور على الطائرة. وقالت المصادر الاعلامية ان الطائرة تحطمت في منطقة بلدة اللبونة، شمال غرب الحدود، ولكن بسبب تضاريس المنطقة الجبلية لم يتمكن الجيش اللبناني من الوصول اليها.

ويتم تفعيل هذه الطائرة من قبل سلاح المدفعية بهدف جمع معلومات تكتيكية، ويمكنها ان تحلق على ارتفاع عشرة كيلومترات وتصوير مساحة بقطر 15 كلم من نقطة تحليقها.

72 نائبا يوافقون على تنحية النائب غطاس

تكتب "يسرائيل هيوم" ان لجنة الكنيست ستبدأ بعد اسبوعين اجراءات تنحية النائب باسل غطاس، بعد نجاح الوزير زئيف الكين بتجنيد تواقيع 72 نائبا على الطلب، بينهم 10 نواب من المعارضة. وحسب المستشار القانوني للحكومة سيتم تقديم لائحة اتهام ضد غطاس بتهمة ادخال 12 جهاز هاتف خليوي الى سجن كتسيعوت وتسليمها لأسير امني.

وفي اعقاب اعلان رئيس كتلة يوجد مستقبل، من المعارضة، يئير لبيد بأن كتلته ستدعم تنحية النائب غطاس، اعلن ثلاثة نواب من المعسكر الصهيوني، امس، دعمه ايضا.

وعلم ان كتلة المعسكر الصهيوني طلبت من القائمة المشتركة الضغط على غطاس كي يستقيل من الكنيست، والا فان الكتلة ستمنح نوابها حرية التصويت على اقتراح فصله من الكنيست. ويشار الى ان المعسكر الصهيوني يشهد انقساما في هذا الموضوع لأن بعض نوابه يعتقدون انه ليس من واجب الكنيست اقالة نائب تم انتخابه بشكل ديموقراطي.

يشار الى انه لكي تصادق لجنة الكنيست على مشروع فصل النائب غطاس، يجب ان يحظى القرار بتأييد 75% من اعضاء اللجنة. وتضم اللجنة 17% نائبا من بينهم 11 من الائتلاف. ولكي يتم المصادقة على القرار يجب ان يصوت الى جانبه 13 نائبا على الاقل. وتتمثل المعارضة في اللجنة بثلاثة نواب من المعسكر الصهيوني ونائبين من المشتركة. وقال احد نواب المعسكر الصهيوني، يوئيل حسون، انه سيدعم القرار.

وقال رئيس اللجنة النائب يوئيل كاش (الليكود) انه في اللحظة التي سيتسلم فيها تواقيع 70 نائبا على الاقتراح سيبادر الى عقد جلسة لمناقشة الأمر، مضيفا: "يسرني انني قمنا بسن هذا القانون رغم وجود معارضين له في الكنيست. قضية النائب باسل غطاس هي اثبات على اهمية هذا القانون، والا فسيبقى يجلس في الكنيست ويتلقى راتبا حتى انتهاء محاكمته".

وفي حال صادقت لجنة الكنيست على القرار سيتم تحويله الى الهيئة العامة للتصويت عليه، وهناك يجب ان يؤيده 90 نائبا. ومن اجل تحقيق ذلك سيكون على المعارضة تجنيد بين 15 -20 نائبا من المعسكر الصهيوني. لكن غالبية اعضاء الكتلة عارضوا حتى الان هذه الخطوة، ومن المتوقع ان يتيح لهم رئيس الكتلة يتسحاق هرتسوغ حرية التصويت. واذا ما تم تمرير القرار يمكن للنائب غطاس الالتماس ضده الى المحكمة العليا.

التحقيق مع غطاس في قضية اموال التجمع

في المقابل نكشف "يديعوت أحرونوت" ان الشرطة حققت تحت طائلة التحذير، امس، مع غطاس بشبهة قيام حزبه التجمع، بالتزييف والحصول على غرض بالخداع والتسجيل الكاذب وتبييض الاموال.

ويشتبه الحزب بالخداع، خاصة تجاه مراقب الدولة، بشأن الاموال التي تلقاها الحزب لتمويل نشاطاته. وتم التحقيق مع النائب بمصادقة المستشار القانوني للحكومة.

وتتولى التحقيق في هذه القضية شرطة "لاهف 433"، وسلطة منع تبييض الاموال وتمويل الارهاب وبمرافقة القسم الاقتصادي في النيابة العامة.

وكانت الشرطة قد كشفت عن القضية في ايلول الماضي، وقامت في حينه باعتقال عشرات النشطاء في التجمع، ومن بينهم امين عام التجمع، السابق، عوض عبد الفتاح، بشبهة تفعيل اليه منهجية لإخفاء تبرعات بحجم ملايين الشواكل التي وصلت الى الحزب من تنظيمات مختلفة في البلاد والعالم.

درعي يمنع الشيخ رائد صلاح من مغادرة البلاد

تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الداخلية ارييه درعي، وقع امس، على امر يمنع الشيخ رائد صلاح من مغادرة البلاد لمدة ستة اشهر. ويأتي توقيع القرار عشية اطلاق سراح الشيخ رائد اليوم. وتم توقيع هذا الأمر وفق انظمة الطوارئ، وادعى درعي انه اقتنع بوجود تخوف ملموس من ان يمس سفر الشيخ رائد الى الخارج بأمن الدولة. واعتبر امر المنع مسالة حتمية نتيجة اعماله في السابق التي شكلت خطرا على امن الدولة.

وجاء من الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، ان قرار المنع هو استمرار لحملة الملاحقة والتحريض على الحركة ورئيسها. ويشار الى ان اسرائيل سبق واخرجت الحركة عن القانون.

المحكمة العسكرية تقرر اليوم بشأن مصير العميد بوخاريس

تكتب "يديعوت احرونوت" انه سيجري في المحكمة العسكرية في مقر وزارة الامن في تل ابيب، اليوم، الاستماع الى ادعاءات الدفاع والنيابة في الحكم الذي سيفرض على العميد (احتياط) اوفك بوخاريس، قائد لواء جولاني سابقا، الذي ادين في اطار صفقة ادعاء، اعترف خلالها بممارسة سلوك غير ملائم ومضاجعة جندية وضابطة خدمتا تحت امرته. وحسب الاتفاق بين النيابة والدفاع، يتوقع ان يتم تخفيض رتبته الى عقيد فقط من دون امضاء عقوبة في السجن. ومن المتوقع في ختام النقاش ان يتم اصدار الحكم اليوم.

وستستمع المحكمة الى الجنرال (احتياط) ابي مزراحي، الذي كان قائدا للكتيبة 36 خلال حملة السور الواقي التي اصيب خلالها بوريس بجراح بالغة، حين كان قائدا لكتيبة جولاني 51. وسيروي مزراحي للمحكمة كيف انقذ بوخاريس حياته مرتين خلال المعارك في جنين. وقال امس: "انا لا ابرر عمله. انا آت لأحكي من هو بوخاريس الذي اعرفه، وقد انقذ حياتي مرتين. في نهاية الأمر لديه حقوق يجب ان تقف في صفه".

كما سيظهر في المحكمة آباء ثكلى خدم اولادهم تحت امرة بوخاريس وجنديات خدمن تحت امرته، ليحاولوا جميعا التأثير على القضاة كي يصادقوا على صفقة الادعاء التي يعتبرها الكثير من الناس مخففة جدا عنه، لكنه تمت الموافقة عليها من قبل المشتكيتين.

وسط التحقيق في ملف الفساد: نتنياهو يعترف بحل الحكومة السابقة بسبب قانون "يسرائيل هيوم"

كتبت "يديعوت احرونوت" انه تم يوم امس، التحقيق للمرة الثالثة مع المحرر المسؤول لصحيفة "يديعوت احرونوت" ارنون (نوني) موزيس في مكاتب وحدة لاهف 433 في اللد. كما استمعت الشرطة، امس، الى رئيس تحرير الصحيفة رون يارون، الذي ورد اسمه في المحادثات التي جرت بين موزيس ونتنياهو حول طلب رئيس الحكومة من موزيس تغيير توجه الصحيفة نحوه. ومن المتوقع ان يتم التحقيق مع نتنياهو مرة اخرى خلال الاسبوع الجاري.

ونشرت القناة الثانية، امس، اجزاء اخرى من تسجيل المحادثات بين نتنياهو وموزيس. وحسب تقرير القناة فقد اجرى رئيس الحكومة وناشر الصحيفة مفاوضات حول طرق تضييق خطوات الصحيفة المجانية "يسرائيل هيوم"، سواء من حيث عدد النسخ التي تطبعها يوميا او حجم الاعلانات التي تنشر فيها. وقد جرت تلك المحادثات قبل حل الكنيست وبعد عدة أيام من ذلك. واعترف نتنياهو بأن قانون "يسرائيل هيوم" الذي تمت المصادقة عليه بالقراءة التمهيدية في حينه كان سبب حل الحكومة والتوجه الى الانتخابات.

وعقب الجهاز السياسي بغضب امس على المنشور الذي كتبه نتنياهو على صفحته في الفيسبوك، امس الاول، والذي اعترف فيه ولأول مرة بأنه قام بحل الحكومة بسبب التآمر داخل الحكومة على تمرير قانون "يسرائيل هيوم". وقال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ (المعسكر الصهيوني) ان "نتنياهو الذي اعلن امام لجنة الانتخابات المركزية، من خلال تصريح رسمي بأنه لا توجد علاقة بينه وبين "يسرائيل هيوم" يكشف الاكذوبة ويعترف لأول مرة بصلته المباشرة بالصحيفة. لقد قاد الدولة الى الانتخابات بسبب مصلحة تجارية ممزوجة بالمصلحة السياسية". وقالت النائب تسيبي ليفني: "يسرائيل هيوم ليست صحيفة. رئيس الحكومة يحظى بدعم نشرة دعائية بمئات الملايين".

يئير نتنياهو الى التحقيق

وتكتب الصحيفة انه من المنتظر وصول نجل رئيس الحكومة، يئير، مساء اليوم، الى مقر وحدة لهباه 433 في اللد لتقديم افادته في ملف القضية 1000 المتعلقة بالهدايا التي حصلت عليها عائلة نتنياهو من رجال الاعمال والرشاوى التي حصل عليها هو شخصيا.

وحسب منشورات مختلفة فقد تمتع يئير نتنياهو على حساب الملياردير الاسترالي جيمس فاكر، حيث استضافه في منزله في تل ابيب، ومول اقامته في فندق ضخم في نيويورك، وسافر بطائرته الخاصة ونزل في قلعته الفخمة في اسفان في ولاية كولورادو.

وحسب القناة العاشرة فان فاكر يرغب بالحصول على المواطنة الاسرائيلية التي يفترض ان توفر له تسهيلات ضرائبية، الأمر الذي يمكنه تفسير رغبته بتدليل عائلة نتنياهو.

قائد اركان الجيش ايزنكوت مصاب بمرض تنتشر شائعات كثيرة حوله

تكتب "يديعوت احرونوت" انه يبدو بان رئيس الاركان غادي ايزنكوت يعاني من مرض لم يكشفه لاحد الا لأفراد عائلته وبعض اصدقائه المقربين. فقد علم يوم امس، ان ايزنكوت سيخضع للعلاج في مستشفى بيلنسون في بيتاح تكفا، وسيتسلم قيادة الجيش خلال غيابه، نائبه الجنرال يئير جولان. وبناء على طلب رئيس الاركان تم الاتفاق على عدم كشف تفاصيل المشكلة الصحية. لكنه منذ انتشار النبأ تنتشر في البلاد سلسلة من الشائعات، بعضها لا اساس له من الصحة. ويمكن التقدير ان اظهار الشفافية في هذا الأمر كان سيزيل الضباب ومنع هذه الشائعات.

وقد كشف ايزنكوت الأمر لوزير الامن ورئيس الحكومة وعدد من الجنرالات في مقر القيادة العامة، والذين حافظوا على السرية. والبيان الذي اصدره الجيش، امس، حول الموضوع، فاجأ الكثيرين، خاصة وان ايزنكوت حرص على العمل كالمعتاد ولم يظهر أي تغيير على سلوكياته وادائه لمهامه. وقال ضباط رافقوه في الاونة الاخيرة بأنهم لم يلاحظوا أي تغيير في سلوكه.

ويشار الى ان ايزنكوت بلغ السابعة والخمسين من العمر، والمرض الذي يعاني منه شائعا في مثل هذا الجيل. ومن المتوقع ان يخضع للعلاج لعدة ايام ثم يرجع الى منصبه.

 

مقالات

تدخل قطر وتركيا في أزمة الكهرباء في غزة يؤجل الكارثة – لكنه لا يحل المشكلة.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان تدخل قطر وتركيا يشكل، كما يبدو، حلا مؤقتا لأزمة الكهرباء الصعبة في قطاع غزة. الوعود بالمساعدة من قبل الدولتين، الداعمتين بشكل بارز لحركة الاخوان المسلمين، واللتان لم ترغبا برؤية سقوط حركة حماس، يفترض ان تساعد على تحقيق الاستقرار لمكانة السلطة الاسلامية في القطاع. يوم امس (الاثنين) تم التبليغ عن شاب من سكان احد مخيمات اللاجئين الذي احرق نفسه واصيب بحروق بالغة احتجاجا على ازمة الكهرباء. احداث الأسبوع الأخير تشعل اضواء تحذير امام حماس وامام اسرائيل، التي قد تتحمل نتائج الأزمة، لأنها ساهمت في حدوثها.

مشكلة الكهرباء في غزة تتفاقم من عام الى آخر، بسبب فجوة بنسبة 10% بين القدرة على الانتاج المحلي للاستهلاك الجاري. في الأيام العادية، تنجح سلطة غزة بجسر الفجوة بواسطة التزويد الجزئي للبلدات والاحياء، التي تحصل في احيان متقاربة على الكهرباء لمدة سبع او ثماني ساعات يوميا. لكن الاستهلاك يتزايد في فصل الشتاء، خاصة لأغراض التدفئة، فتضطر حكومة حماس الى تخفيض تزويد الكهرباء لثلاث – اربع ساعات يوميا، ايضا في ضوء نقص الوقود ومشاكل الخط الكهربائي القادم من مصر. واندلع في الخلفية خلاف اقتصادي صعب بين حماس وحكومة السلطة الفلسطينية في رام الله حول جباية ضريبة البلو على الوقود المخصص للكهرباء، والذي تشتريه السلطة الفلسطينية للقطاع من اسرائيل. السلطة التي تمول قسما من الكهرباء التي يستهلكها القطاع، لا تسارع الى تقبل املاءات اخرى من حماس. تقليص تزويد الكهرباء للقطاع كلف حتى الان وفاة مرضى في المستشفيات، ووقف الانتاج في المصانع وفصل العمال.

لقد اصبحت الظروف صعبة جدا، ما جعل الآلاف يخرجون الى الشوارع للاحتجاج ضد السلطة. وفي عدة حالات قامت شرطة حماس في الايام الاخيرة بفتح النيران في الهواء من اجل تفريق المتظاهرين. لكن الغضب في القطاع لا يتوقف فقط على ازمة الكهرباء. انه يرتبط، ايضا، بالغضب القديم على شكل سيطرة حماس على القطاع في 2007، من خلال القمع الوحشي لخصومها الأساسيين، وايضا، نتيجة الاحباط من اعمال ترميم القطاع من اضرار الحرب الأخيرة مع اسرائيل والتي لا تزال تجري بوتيرة بطيئة جداـ بعد عامين ونصف من الجرف الصامد.

امس الأول، اعلنت قطر بأنها ستحول 12 مليون دولار لمواصلة تفعيل محطة الطاقة في غزة، وسترسل تركيا 20 الف طن من الوقود لمساعدة الغزيين على اجتياز الشتاء بشكل ما. كما خففت مصر في الشهر الاخير، قليلا من الضغط على القطاع، ليس بفعل محبة مفاجأة لحماس، وانما بفعل مصالح تجارية ورغبة بمساعدة محمد دحلان الذي يرغب بتعزيز مكانته في القطاع.

مصر تفتح معبر رفح باتجاه اراضيها لفترة اكبر، وبذلك تحرر قليلا القطاع من مشاعر الاختناق. اما اسرائيل فتعمل على انشاء خط كهرباء جديد يفترض ان يحسن البنى التحتية في القطاع. والى جانب ذلك تجري مناقشات اولية على بيع الغاز الاسرائيلي للقطاع من المجمعات التي تم العثور عليها في البحر المتوسط.

ويعتقد الجهاز الامني الاسرائيلي ان سلطة حماس بقيت مستقرة. فغالبية السكان لا يزالون يؤيدون حماس، والتنظيم يحافظ على ردع فاعل جدا ازاء التنظيمات السلفية المتطرفة، التي تعمل بالهام من الدولة الإسلامية (داعش). اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل محدود، وفي الحالات التي تطلق فيها الجهات السلفية صاروخا، ترد حماس بشدة نسبيا. ويوم امس وقع حادث استثنائي جدا، عندما اصابت عيارات نارية جرافة اسرائيلية على الحدود الجنوبية للقطاع.

لقد رد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي وتدمير موقع لحماس. رسميا تحمل اسرائيل المسؤولية عما يحدث في القطاع لحركة حماس، وتجبي منها ثمنا محدودا، رغم ان الطرفان يقدران بأن احدى التنظيمات الصغيرة تقف وراء الحادث.

لكن التوتر الداخلي في القطاع، والذي وصل حد تجرؤ المتظاهرين على الخروج الى الشوارع رغم القمع الشديد للاحتجاج، يمكن ان يدل على ان سلطة حماس اصبحت أقل امنة على كرسيها من السابق. التنظيم لا يزال يواجه خلافات داخلية صعبة في موضوع تعيين رئيس جديد للدائرة السياسية بدلا من خالد مشعل، وفي ضوء الفجوات في المواقف بين الذراع العسكري والذراع السياسي.

من يحاول استغلال التوتر هي ايران التي جددت تحويل الاموال الى القطاع، وقامت في السنة الأخيرة بتحويل 80 مليون دولار لحركة حماس. هذا المبلغ تم تحويله كله كما يبدو لنشاطات الذراع العسكري. اسرائيل ايضا لديها اسبابها التي تجعلها تتعقب ما يحدث. اذا ازداد احتجاج السكان، مع اندلاع ازمة جديدة، والتي قد تأتي بسبب مشاكل التزود بالماء والبنى التحتية للصرف الصحي، يمكن لحماس ان تغوى على فتح النار باتجاه اسرائيل. الخطوات التي قامت بها اسرائيل حتى الان لتحسين شروط المعيشة في القطاع، والتي تحذر الامم المتحدة من انها ستصبح غير محتملة خلال ثلاث سنوات، لا تزال قليلة وبطيئة.

في الوقت الذي تحذر فيه اسرائيل وحماس من الدوس على اصابع الآخر في القطاع، فان المواجهة بين الجانبين في الضفة علنية اكثر. فقبل صباح امس، اعتقل الجيش الاسرائيلي والشاباك 13 ناشطا من حماس في منطقة رام الله، يشتبه قيامهم بادارة مقر التنظيم في المنطقة، وتحويل اموال لنشاطات حماس ودعم اقتصادي لعائلات المخربين والأسرى (وهي نشاطات تقوم بها السلطة ايضا من دون اعتراض اسرائيلي).

وجاء في بيان الشاباك ان "كشف القاعدة يدل على استمرار نوايا حماس الاستراتيجية لتدمير السلطة" وان القيادة تلقت اموالا من رجال حماس في "الخارج وفي قطاع غزة". كلمة "الخارج" تبدو كطريقة مهذبة لتجنب القول تركيا. صحيح ان رئيس مكتب حماس في تركيا صلاح العاروري، غادر تركيا كما يبدو، بضغط من اسرائيل والولايات المتحدة، لكن نشاط المكتب يتواصل هناك. اسرائيل بكل بساطة لا تقول الامور على الملأ، منذ تم تصفية قضية مرمرة وتوقيع اتفاق التعويضات مع تركيا في العام الماضي.

تكرهون العرب؟ انضموا الينا

يكتب نيتسان هوروبيتس، في "هآرتس" ان حملة جديدة خرجت الى النور، وكلها تفوح بنتانة كراهية العرب. النوايا جدية ظاهرا: رجال امن كبار يحاولون دفع الانفصال عن الفلسطينيين، لكن التفسيرات والرسائل تذكر بتحريض اليمين المتطرف. وفي الواقع هذا هو الأمر: حملة عنصرية، والسطر الاخير فيها مخجل، وفاشل في الأساس.

الخط المتبع ليس جديدا. منذ سنوات يحاول الاشخاص الذين يعتبرون انفسهم جزء من معسكر السلام، ترويج الانسحاب من المناطق بواسطة ورقة فائزة حسب رأيهم: كراهية العرب. لا، انهم لا يكرهون العرب. ما فجأة. انهم يريدون السلام والديموقراطية، لكنهم يشرحون لك ان الاتفاقيات لم تعد في الموضة، والمبررات الاخلاقية لا تصمد، والسلام هو امر يثير الشفقة. وما يريده الناس هنا فعلا هو عدم رؤية العرب امام عيونهم. اذن، فلنمنحهم ذلك بشكل كبير. هل يمضي اليمين ضد العرب ويجرف تأييدا في اوساط الجمهور؟ نحن ايضا يمكننا عمل ذلك: سنتخلص من العرب وسننقذ اسرائيل.

منذ عدة سنوات يمضي الأمر على هذا المنوال تقريبا: "لماذا يجب علينا معالجة مسائل الصرف الصحي والنفايات لديهم، والدفع لمستشفياتهم، والانشغال في كل ضوائق وفساد هؤلاء العرب؟ فليطيروا من امام اعيننا. لا حاجة الى مؤتمرات واتفاقيات. بكل بساطة سنقيم جدارا، هم يبقون هناك مع نفاياتهم، ونحن هنا مع غالبية يهودية". هذا قوي. اليس كذلك؟ المهم عدم ذكر "السلام" او "اليسار"، كما يحذر منظم الحملة، وتأكيد رسالة واحدة: لا نريد العرب. فمن لا يشتري ذلك؟ لكن الحقيقة هي انه لا احد يشتري ذلك. من المؤكد ان رجال السلام لن يشتروه، ولا رجال اليمين ايضا. انهم يشمون التزييف من مسافة كيلومترات. من يعتقد انه سينجح في ارباكهم بواسطة العنصرية الأمنية، سيجد نفسه مرة اخرى امام ساق مكسورة.

بخصوص الموضوع نفسه، "الانفصال" او الانفصال من جانب واحد هو استسلام لدعاية "لا يوجد شريك" التي يروجها اليمين. المبادرون الى الحملة يعرفون ان هذه المقولة كاذبة، تهدف لخدمة الهدف الأساسي لليمين، المستوطنات، ولكنهم لا يقولون ذلك، لأنه تم الاتفاق على المضي على رؤوس العرب وفي الوقت نفسه ان لا نكون "حزبيين"، كي لا نظهر، معاذ الله، كيساريين. انهم يعرفون جيدا، ايضا، ان الحديث عن الانفصال المطلق عن الفلسطينيين كاذب. عندما تقوم الدولة الفلسطينية، وستقوم، ستكون مرتبطة هي ومواطنيها بإسرائيل والاسرائيليين بما لا نهاية له من الروابط.

نعم، سنواصل رؤية العرب امام ناظرينا. هذا هو الواقع في دولتنا الصغيرة: من يعيش هنا سيرى العرب واليهود امام ناظريه، وكما نريد نحن من العرب ان يفهموا ذلك، نريد ان نفهم ذلك نحن ايضا. قسم ممن سنراهم سيكونون من مواطني دولة فلسطين، والقسم الاخر من المواطنين العرب في اسرائيل. او هل نقوم ايضا بإطلاق حملات عنصرية ضد ربع مواطني اسرائيل؟ ومن سيليهم في الدور؟

من يعرض العلاقات بين اليهود والعرب كمسالة خطيرة، والعرب، كلهم، كتهديد، لا يمنح الشرعية لعنصرية اليمين فقط، وانما يخرب على فرص الحل. لأنه اذا كان الافتراض هو انه لا يمكن تحمل العرب، ومن الواضح انه بعد "الانفصال" عن المناطق سيكون هنا عرب، فان الحل الوحيد في الواقع هو طرد الجميع، او أسواء من ذلك. هكذا لا يتم تحقيق الاستقرار ولا الحفاظ على اسرائيل.

من الخطأ بيع الجمهور حلا للصراع مع الفلسطينيين بواسطة سحقهم. هذا يشبه بيع بيت بدون جدران. الا يعتبر الحديث عن السلام شعبيا؟ طريق السلام والاتفاقيات لم تكن ابدا شعبية، لكنه اتضح في النهاية انها الطريق المنتصر. لأن السلام، كقيمة اخلاقية، اقوى من كل تفسير دعائي. لماذا يمنع القتل والاستعباد؟ الأن هذا ليس مجديا لنا؟ لا. لأن حياة الإنسان وحريته هي قيمة اخلاقية عليا. لماذا يجب التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين؟ لأنهم يملكون الحق في العيش والحرية، ونحن ايضا.

فشل معروف مسبقا في باريس

يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان مؤتمر باريس انتهي، كما كان متوقعا، بصوت واهن، يعكس العامل المشترك المنخفض جدا بين اعضائه. هذا الفشل كان معروفا مسبقا. فمثل هذا المؤتمر يعقدونه حين يتم الاتفاق مسبقا على بدء خطوات في اعقابه، او عندما يمنح العالم الشرعية لاتفاق تم التوصل اليه بين الاطراف. لكن مؤتمر باريس لم يقم لا بالمهمة الاولى ولا الثانية. وجاءت المبادرة لعقده من قبل احدى دول الاتحاد الاوروبي رغم انه يفترض بأن تكون للاتحاد سياسة خارجية مشتركة. ولو كان هناك مكان لهذا المؤتمر لكان يفترض ان يعقد في بروكسل.

كان من الممكن ان يكون مكان لهذا المؤتمر، لو كان العالم قد حضر ومعه فكرة جديدة لعرضها على الجانبين. لكن وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في حزيران الماضي، مثل ممثلي الدول السبعين الذين اجتمعوا هذا الاسبوع، لم يطرحوا أي فكرة جديدة.

خلال محادثات اجريتها مع المنظمين الفرنسيين، فهمت انهم كانوا يأملون التوصل الى اتفاق على خطوط موجهة للسلام، من اجل تحويلها الى قرار رسمي لمجلس الامن الدولي، قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب لمهامه. وبعد الاقتراح الامريكي للقرار 2334، كان كل ما تبقى عمله هو تبنيه لاحقا.

خلال الفترة التي بدأ فيها الفرنسيون التلهي بفكرة المؤتمر تغير العالم. فهولاند قرر عدم المنافسة على ولاية ثانية، ودونالد ترامب انتخب لرئاسة الولايات المتحدة، وغالبية قادة العالم اعربوا عن عدم تحمسهم لفكرة المؤتمر. واعلنت اسرائيل بأنها لن تشارك فيه، فطلبت فرنسا من الفلسطينيين عدم الاشتراك ايضا، كي لا يظهر عدم التوازن.

الفرنسيون لم يتخلوا عن الفكرة، لكن ما تبقى من المؤتمر هو رسالة لإدارة ترامب بأن الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني لا يسقط عن جدول الاعمال الدولي ايضا في ضوء الصراعات الصعبة الاخرى في الشرق الاوسط وفي العالم كله.

هذا المؤتمر كان زائدا. انه لم يسبب الضرر، لأنه لم يتوقع منه احد أي شيء، ولم يكن أي شيء. حقيقة ان شخصيات رفيعة من العالم كله كانت مستعدة للوصول  الى مدينة الأنوار من اجل تأكيد اهمية الحاجة الى حل المشكلة التي تثقل علينا منذ 50 سنة، لا يمكنها التسبب بضرر لاحد.

ولكن حتى اذا كان الحديث عن مؤتمر لم تكن حاجة اليه، فهذا لا يعني انه كان يجب على اسرائيل التغيب عنه. الرسالة الاسرائيلية التقليدية هي الاستعداد للوصول الى كل مكان وفي كل زمان من اجل دفع الحوار السلمي. لم نكن مقتنعين في كل اللقاءات التي شاركنا فيها بأن المقصود دفع العملية بشكل حقيقي، لكننا حرصنا على منح فرصة ولم نرغب بالظهور كرافضين دائمين لمجرد اللقاء. كما فهمنا بأن عدم مشاركتنا لن ينتزع شرعية نتائج هذه اللقاءات، مع كل الاحترام لانفسنا. لم يحدث ابدا ان اعربنا عن اسفنا للمشاركة في أي مؤتمر او لقاء دولي للسلام.

الاصرار الاسرائيلي على عدم المشاركة في المؤتمر التمهيدي وفي قمة امس الاول الاحد، كان خاطئا. لقد تلقت اسرائيل الانتقاد الزائد لعدم استعدادها للمشاركة في حدث ما كان سيسلبها أي شيء. من المناسب ان نتعلم ذلك تمهيدا للمبادرات القادمة: من المفضل ان نكون من يقول نعم ويحدد في كل لقاء كهذا. في المفاوضات، مقابل ذلك، علينا التمسك  بما هو مهم لنا فعلا، واذا الح الأمر، الاصرار على ذلك.

لماذا لم انضم؟

تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" ان 250 شخصا من رفاقه ، قادة من الجيش، وقادة من الجهاز الامني، اطلقوا، هذا الاسبوع، حملة تدعو الى الانفصال عن الفلسطينيين من اجل مستقبل اسرائيل وأمنها. ويكتب: انا اوافق معهم، لأنه بين الخيارين – استمرار ادارة الصراع، او محاولة التوصل الى حل – فان الطريقة الثانية هي الصحيحة.

التفضيل الواضح للحكومة الاسرائيلية هو مواصلة ادارة الصراع. ظاهرا، هذا هو الأمر الاكثر عمليا، لأنه ثبت خلال الـ24 سنة الاخيرة بان كل محاولة للتوصل الى حل الدولتين لم تنجح. كما ان محاولة تقييم فرص النجاح في المستقبل، تقود الى الاستنتاج السيء بأن هذا الحل، وبكل بساطة، ليس جذابا للجانبين.

صيغة الدولتين تقوم على اربع فرضيات: الحدود الجغرافية للحل، هي بين نهر الاردن والبحر المتوسط؛ الحل يحتم اقامة دولة فلسطينية سيادية؛ غزة والضفة الغربية يجب ان تشكلان كيانا سياسيا واحدا؛ الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية تقوم على خطوط 1967. اذا تمت الموافقة على هذه الفرضيات الأربع، فالحل معروف تقريبا، وقد عرضه الرئيس الامريكي كلينتون في عام 2000.

لكن من قال ان هذه الفرضيات الأربع ملزمة؟ من قال ان الحل الذي تم اختراعه في 1993، هو الأمر الوحيد ولا يوجد أي بديل آخر له؟ من قال انه يجب علينا ان نكون في وضع ثنائي: اما استمرار الوضع القائم او تبني ذلك الحل معا.

من المناسب ان نتذكر بأنه الى ما قبل 24 سنة، لم تتمحور الخلافات في اسرائيل، بين اليمين واليسار، بين الليكود والعمل، حول حل الدولتين. لقد رفض الطرفان هذا الحل وقد دعم الليكود اعطاء الحكم الذاتي للفلسطينيين، والعمل دعم تسوية اقليمية مع الاردن. ومنذ اللحظة التي انطلقت فيها عملية اوسلو، بات وكأنه يصعب التفكير بأي حلول اخرى، وهذا ليس لأن ثلاثة رؤساء امريكيين متتابعين، وستة وزراء خارجية امريكيين متسلسلين، اعربوا عن دعمهم غير المتحفظ لحل الدولتين بعد فترة وجيزة من تسلمهم لمناصبهم.

هذا الأسبوع سيدخل الى البيت الأبيض رئيس جديد، لا يلتزم بالنموذج القائم. وفي الواقع، انه ليس مضطرا للحديث. هذه هي فرصته ليأتي ويعرض على الناس افكارا جديدة. هناك نوعان من الحلول الأخرى على الأقل، اعتبر كل واحد منها الأفضل بالنسبة لي على حل الدولتين، وهذا ليس فقط لأنه أفضل لإسرائيل، وانما أيضا لأنه أفضل بالنسبة للفلسطينيين والأردن ومصر. وانا اقصد تبادل الأراضي بشكل متعدد الأطراف وانشاء فدرالية اردنية – فلسطينية. وهناك ايضا حلول اخرى لم يتم فحصها حتى العمق.

لن يكون من المناسب قيام حكومة اسرائيل بطرح خطة من جانبها، لأنه في طبيعة الأمر، سيتم رفض كل مبادرة اسرائيلية من قبل العالم العربي. لكنه سيكون من الصواب اعداد الافكار البديلة وعرضها على الادارة الامريكية الجديدة، او على الرئيس الروسي بوتين او عليهما معا.

هل توجد دينامية ما في اسرائيل تحرك عملية كهذه؟ لا اعرف، لكن هذا هو الأمر الصحيح، وليس الدعوة الى الانفصال عن الفلسطينيين الان وفورا.

التعليـــقات