رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 كانون الثاني 2017

الأربعاء | 11/01/2017 - 02:45 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 كانون الثاني 2017

مؤتمر السلام الدولي سيدعو عباس ونتنياهو الى تجديد التزامهما حل الدولتين

يستعرض الصحفي براك ربيد في صحيفة "هآرتس" مسودة البيان الختامي المرتقب صدوره عن مؤتمر السلام الدولي المقرر عقده في باريس في منتصف الشهر الجاري، ويكتب انه من المتوقع ان تدعو عشرات الدول المشاركة في المؤتمر، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الى تجديد دعمهما لحل الدولتين والتنصل من الجهات الرسمية في حكومتيهما التي تعارض ذلك.

وينقل الكاتب عن دبلوماسيين غربيين، مطلعين على الاستعدادات للمؤتمر، ان هذا البند يستهدف تصريحات وزراء في الحكومة الاسرائيلية، مثل نفتالي بينت، الذين يدعون الى ازالة حل الدولتين عن جدول الأعمال، ومسؤولين في السلطة الفلسطينية وفتح الضالعين في التحريض على العنف ضد اسرائيل.

وحسب مسودة البيان فان الدول التي ستشارك في المؤتمر ستؤكد عدم اعترافها بأي تغيير لحدود الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك في القدس، الا تلك التغييرات التي سيتفق عليها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني في اطار المفاوضات. وستوضح الدول المشاركة في المؤتمر التزامها بالتمييز في كل نشاطاتها بين اراضي دولة اسرائيل وبين المستوطنات في المناطق المحتلة عام 1967.

وجاء في مسودة البيان الختامي: "نحن ندعو الطرفان الى اظهار التزامهما الصادق بحل الدولتين، بشكل مستقل ومن خلال السياسات والاعمال، والامتناع عن خطوات الاحادية الجانب التي تهدف الى تحديد مسبق لنتائج مفاوضات الحل الدائم، وذلك من اجل اعادة بناء الثقة وخلق مسار يمكن بواسطته العودة الى المفاوضات المباشرة والملموسة".

وكان دبلوماسيون كبار من عشرات الدول الغربية والعربية التي ستشارك في المؤتمر، قد اجتمعوا في باريس يوم الجمعة الماضية، لسماع استعراض قدمه المندوب الفرنسي بيير فيمون، للمسودة الاولية للبيان الختامي للمؤتمر، ليتسنى لهم تقديم ملاحظاتهم. وحسب دبلوماسيين غربيين فقد قال فيمون ان فرنسا معنية بالتوصل الى اجماع بين كل الدول المشاركة على بيان متوازن يؤكد مركزية حل الدولتين في نظر المجتمع الدولي، ويأخذ في الاعتبار استبدال الادارة في الولايات المتحدة.

وفي اعقاب الملاحظات التي وصلتها قامت فرنسا باعداد المسودة الجديدة التي وصلت الى "هآرتس". وقال الدبلوماسيون الغربيون انه ستجري مشاورات اخرى حول نص البيان الختامي بين دبلوماسيين من الدول المشاركة قبل انعقاد المؤتمر، ومناقشات بين وزراء الخارجية انفسهم في يوم المؤتمر، لكنهم قدروا بأنه لن تجري تغييرات جوهرية في النص.

وتوضح مسودة البيان ان الدول المشاركة تلتزم حل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وتؤكد ان "الحل بواسطة المفاوضات التي ستقود الى قيام دولتين – اسرائيل وفلسطين – تعيشان الى جانب بعضهما بسلام وامن – هي الطريق الوحيدة لتحقيق سلام مستديم". وكتب في الوثيقة ان المجتمع الدولي يتوقع من اسرائيل والفلسطينيين اعادة تأكيد التزامهما بحل الدولتين "والقيام عاجلا بخطوات تقود الى تغيير التوجه السلبي الحالي على الأرض والبدء بمفاوضات مباشرة وملموسة".

وتتطرق المسودة بالإيجاب الى الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الشهر الماضي الذي "اكد انه لا يمكن فرض حل على الاطراف، وعرض رؤيته التي شملت مبادئ يمكن ان تقود الى الاتفاق الدائم". مع ذلك لا يشمل البيان الختامي تفصيلا للمبادئ الست التي عرضها كيري او اعلان تبنيها. وكتب في مسودة البيان الختامي ان حل الدولتين يجب ان يوازن بين الرد على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل وبين حق الفلسطينيين بدولة وسيادة وانهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967.

كما تشير مسودة البيان الى قرار مجلس الامن في موضوع المستوطنات. وجاء في النص ان "الدول المشاركة في المؤتمر ترحب بتبني قرار مجلس الامن 2334 الذي يشجب البناء في المستوطنات، والتحريض والعنف، والذي يدعو الطرفان الى القيام بخطوات من اجل دفع حل الدولتين عل الأرض."

وتؤكد الدول المشاركة في البيان ان اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني، يمكن ان يسهم في تحقيق الامن والاستقرار والازدهار للجانبين. وعرضت المسودة سلسلة من مقترحات وافكار المجتمع الدولي للخطوات التي يمكن للدول المشاركة تنفيذها دعما لتحقيق الاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني الدائم. هذه المقترحات والافكار هي نتاج نقاشات جرت في الأشهر الأخيرة بين ممثلي الدول الرئيسية التي ستشارك في المؤتمر:

1. محفزات اقتصادية وفي مقدمتها اقتراح الاتحاد الأوروبي على الجانبين رفع مكانتهما الى "الشراكة المميزة والخاصة" (Special privileged partnership)، وتشجيع الاستثمار من جانب القطاع الخاص.

2. دعم عملي لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وعقد لقاءات بين دول العالم والفلسطينيين في هذا الشأن.

3. تشكيل منتدى لتنظيمات المجتمع المدني الاسرائيلية والفلسطينية من اجل اثارة حوار مؤيد لحل الدولتين في اوساط الجمهور الاسرائيلي والفلسطيني.

كما تطرح نقطة اخرى في البيان الختامي، تتعلق بمشاركة الدول العربية في عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية. وحسب المسودة، تصرح الدول المشاركة في مؤتمر باريس بأن مبادرة السلام العربية لا تزال سارية وتؤكد المحفزات الكامنة فيها لدفع الاستقرار في الشرق الاوسط. وجاء في المسودة ان الدول المشاركة تشجع دمج الدول العربية في نشاط الرباعي الدولي لدفع العملية السلمية.

يشار الى ان مؤتمر السلام في باريس سينعقد في اطار مبادرة السلام التي اعلنها وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس في كانون الثاني من العام الماضي، والتي واصل خليفته في الوزارة جان مارك ايرو دفعها بدعم من الرئيس فرانسوا هولاند. وفي اطار المبادرة الفرنسية عقد في حزيران 2016 لقاء في باريس حضره وزراء خارجية 30 دولة، بغياب اسرائيل والفلسطينيين. وتم في نهاية اللقاء تأكيد الحاجة الى الحفاظ على حل الدولتين.

وواصل الفرنسيون منذ حزيران دفع المبادرة بنية عقد المؤتمر الدولي في نهاية 2016، على امل ان ينضم اليه نتنياهو وعباس ويقود الى استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وفيما اعرب عباس عن استعداده للمشاركة في المؤتمر فقد اعلن نتنياهو رفضه للمشاركة.

وقبل شهر دعا الرئيس الفرنسي عباس ونتنياهو الى الالتقاء في باريس في اليوم التالي للمؤتمر. وقال دبلوماسيون فرنسيون ان الرئيس هولاند استجاب بذلك الى تصريحات نتنياهو بشأن رغبته بلقاء عباس. ورد عباس بالإيجاب على مبادرة هولاند، لكن نتنياهو رفضها، وابلغ الرئيس الفرنسي بأنه لن يستجيب للدعوة الى عقد لقاء ثلاثي في اطار مبادرة السلام الفرنسية. واشترط نتنياهو موافقته على اللقاء بإلغاء مؤتمر السلام الدولي.

لكن الفرنسيين رفضوا الغاء المؤتمر وواصلوا دفع مبادرتهم. وبعد حصولهم على تأكيد من كيري بشأن مشاركته في المؤتمر، تقرر عقده في منتصف الشهر الجاري. ودعت فرنسا وزراء خارجية 70 دولة وتنظيم دولي للمشاركة فيه.

ويخشى رئيس الحكومة الاسرائيلية ان يتم تبني البيان الختامي لمؤتمر باريس من قبل مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في 16 كانون الثاني، ومن قبل وزراء خارجية الرباعي الدولي، الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وكذلك احتمال تحويله الى قرار اخر في مجلس الامن الذي سينعقد في 17 كانون الثاني لإجراء نقاش آخر في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة، امس الاول الاحد: "نحن نتواجد قبل عدة ايام من مؤتمر باريس وعدة ايام من النقاش في مجلس الامن، وسنبذل كل جهد من اجل منع اتخاذ قرار اخر في مجلس الامن".

اسرائيل تقرر تفكيك الشراكة في قسائم ارض فلسطينية للاستيلاء على قسم منها ونقل بؤرة عمونة اليها

تكتب "هآرتس" ان الادارة المدنية ابلغت الفلسطينيين الذين يدعون ارتباطهم بالقسائم المجاورة لبؤرة عمونة، نيتها تفكيك الشراكة في ملكية القسائم. ويعني هذا الاجراء ان اسرائيل معنية بتقسيم القسائم بشكل يسمح بإعطاء الفلسطينيين غير الغائبين حصتهم من الارض، وتوطين المستوطنين على ما يتبقى من ارض تابعة لفلسطينيين يعتبرون غائبين. ويشار الى ان هذا الاجراء الذي تم الاتفاق عليه مع المستوطنين في البؤرة، هو مثار جدل ومن المحتمل ان تقوم تنظيمات لحقوق الإنسان بالاستئناف ضده الى المحكمة العليا.

وقالت الادارة المدنية انها ستنشر اليوم (الثلاثاء) اعلانات في الصحف الفلسطينية تعلن فيها قرارها هذا بشكل رسمي، لكنها اضافت بأنه سبق تسليم القرار الى الجهات المعنية ذات الصلة بالأرض، والمقيمة في البلدات الفلسطينية المجاورة. لكن الادارة المدنية لم تسلم القرار الى تنظيم "يوجد قانون" الذي يترافع عن الفلسطينيين اصحاب الاراضي. وقال التنظيم في بيان له امس انه "كما قلنا في السابق، فان كل محاولة لاستخدام الاراضي الفلسطينية الخاصة من اجل توطين مخالفي البناء في عمونة هو اجراء غير قانوني وغير مناسب".

الجدير ذكره ان قرار تفكيك الشراكة لا يسري حاليا على القسيمة 38 التي كانت تنوي الادارة المدنية نقل قسم من البؤرة اليها، وذلك بعد ادعاء الفلسطينيين ملكيتهم لأكثر من 90% منها. ووقفت هذه القسيمة في قلب الاتفاق مع مستوطني عمونة، لكنه يبدو حاليا بأنه لا يمكن تقسيمها، لأنه تم تخصيصها للمجلس الاقليمي بنيامين قبل قيام الفلسطينيين بالاستئناف على قرار البناء عليها، لكن المجلس لم يبدأ البناء عليها بقرار من المستشار القانوني للحكومة.

وعلمت "هآرتس" ان جهات قانونية حذرت المسؤول عن الاملاك الحكومية والمتروكة في الادارة المدنية من نية الفلسطينيين تقديم ادعاءاتهم بشأن ارتباطهم بالقسيمة قبل قرار تخصيصها لمجلس بنيامين، الا انه قام بتخصيصها للمجلس رغم التحذير. وبعد ذلك ادعى هذا المسؤول بأنه لم يفهم ما قيل له خلال المحادثة. وجاء من الادارة المدنية تعقيبا على ذلك ان "توقيع المسؤول عن الاملاك الحكومية والمتروكة تم في ساعات بعد ظهر يوم 18 كانون الاول. وخلال التوقيع لم تكن واضحة له حقيقة انه تم في الصباح نفسه تقديم رسالة تفصل نية تقديم تحفظات".

عباس يحذر ترامب من ابعاد نقل السفارة الامريكية الى القدس

تكتب "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعث امس الاثنين، ببرقية الى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حذر فيها من ابعاد نقل السفارة الامريكية الى القدس. وعلمت "هآرتس" انه يتعزز الانطباع لدى القيادة الفلسطينية بأن ترامب جدي في نيته نقل السفارة من تل ابيب الى القدس، وان تصريحاته لم تكن مجرد شعارات انتخابية، كما فعل من سبقوه.

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فقد دعا عباس الرئيس ترامب الى عدم القيام بخطوة كهذه "بسبب ابعادها المدمرة للعملية السلمية ولحل الدولتين ولأمن واستقرار المنطقة"، لأن قرار ضم القدس الشرقية هو قرار مرفوض ويتعارض مع القانون الدولي.

وحسب التقرير فقد بعث عباس، ايضا، برسائل الى قادة روسيا وفرنسا والصين والمانيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي، وكذلك الى دول الاتحاد الافريقي ودول منظمة التعاون الاسلامي، والامني العام للجامعة العربية، ودعاهم جميعا الى بذل كل جهد من اجل منع نقل السفارة الامريكية الى القدس.

ويأتي توجه عباس هذا بعد سلسلة من التصريحات التي صدرت عنه وعن مسؤولين فلسطينيين حذروا من ابعاد الخطوة المتوقعة. كما حذر وزير الاعلام الاردني محمد المومني من ابعاد الخطوة الامريكية المرتقبة.

وخلال اجتماع عقد في المقاطعة في رام الله، هذا الأسبوع، قال مسؤولون فلسطينيون انه يمكن تنفيذ وعد ترامب فور تسلمه لمنصبه، بل تحدثوا عن 21 كانون الثاني الحالي كموعد محدد. وقال مسؤول فلسطيني انه تم جمع هذه المعلومات من خلال رسائل تسلمها الفلسطينيون مؤخرا، خاصة بعد قرار مجلس الامن ضد المستوطنات.

يشار الى ان عباس سيغادر في الاسبوع القادم متوجها الى اوروبا لإجراء سلسلة من اللقاءات، ويتوقع وصوله الى باريس خلال فترة انعقاد مؤتمر السلام فيها، لكنه لن يشارك فيه. وكان الرئيس الفرنسي قد دعا عباس للاجتماع به في باريس في اليوم التالي للمؤتمر.

وكان وزير الخارجية الأمريكي الحالي، جون كيري، قد صرح الاسبوع الماضي، بأن نقل السفارة الى القدس قد يؤدي الى اندلاع عنيف في اسرائيل والضفة والشرق الاوسط كله، ويؤثر سلبا على العلاقات بين اسرائيل ومصر والاردن.

ليبرمان يلمح الى امكانية تخفيف عقوبة ازاريا اذا لم يستأنف على ادانته

تكتب "هآرتس" ان وزير الامن الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، اقترح امس الاثنين، على الجندي اليؤور ازاريا وعائلته، عدم الاستئناف على قرار ادانته. وقال: "لو كان يمكنني تقديم نصيحة لازاريا وعائلته، وهذا جندي متميز وذاك مخرب (يقصد من قتله ازاريا)، فهي التمسك بالقانون والمضي على هذا المسار وعدم الاستئناف". واضاف ليبرمان خلال اجتماع لكتلته في الكنيست انه يقترح قراءة المادة 442 من قانون القضاء العسكري الذي يتحدث عن تخفيف عقوبة جندي، ويفصل شروط ذلك ومن يملك صلاحية تخفيف العقوبة.

كما تطرق ليبرمان الى عملية الدهس في حي قصر المندوب السامي، وقال ان "أي محاولة للربط بين الحادث وبين ازاريا هي محاولة غير صحيحة"، وفصل بأنه منذ قيام ازاريا بقتل المخرب، قتل الجيش 39 مخربا واصاب 15 آخرين. كما قال ليبرمان بأن الجيش عمل كما يجب خلال عملية الدهس، "فالحادث كله استغرق عدة ثواني، وكان على الجنود المتواجدين في المكان الفهم اولا بأن المقصود ليس حادث طرق وانما عملية، وعندها فقط امتشاق السلاح".

وقال ليبرمان ان السلطة الفلسطينية رفضت شجب العملية، وكان هناك تأييد كبير للعميلة على الشبكة الاجتماعية "ونحن ننوي تنفيذ القانون بحق المخرب وعائلته التي اعلنت دعمها له".

وحول التحقيق مع نتنياهو، قال ليبرمان: "نحن نسرع قليلا. لست متأثرا مما تنشره وسائل الاعلام حول ان الموضوع يحتم تقديم لائحة اتهام، لكنني لا اعرف القانون".

وتطرق ليبرمان الى قانون تنظيم المستوطنات، وقال: "هذا قانون ليس صحيحا. لقد اثيرت الكثير من الضجة حوله ولم يتم سنه، وكما يبدو لن يتم سنه ابدا. وحسب رأيه فان هذا القانون هو الذي قاد الى التصويت في الامم المتحدة "لأنه كان القشة التي كسرت ظهر الرئيس الامريكي". واعرب عن ثقته بأن سكان عمونة سيقومون بإخلاء البؤرة كما تعهدوا للمحكمة العليا.

وتطرق رئيس المعسكر الصهيوني، النائب يتسحاق هرتسوغ، امس، الى التحقيق مع نتنياهو، وقال خلال جلسة لكتلته انه يطلب من مراقب الدولة فحص العلاقة بين نتنياهو وصحيفة "يسرائيل هيوم" والاثبات بأن تفعيل الصحيفة ينطوي على تبرع ممنوع لكتلة الليكود ونتنياهو بكثير من الملايين، وان الصحيفة اداة لخدمة مرشح واحد وحزب واحد".

وقال هرتسوغ ان "التقرير حول المحادثات بين نتنياهو وصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت" ارنون موزيس، يثبت الادعاء بأنه تم تفعيل هيئة تحرير "يسرائيل هيوم" من قبل نتنياهو. هذا ما قلناه نحن خلال الانتخابات وتم رفضه بادعاء عدم اثبات علاقة مباشرة. لكن ها هو تم كشف العلاقة، ويجب كشفها حتى العمق".

نتنياهو يلغي رحلته الى دافوس

تكتب "هآرتس" ان ديوان رئيس الحكومة اعلن ، امس، ان نتنياهو قرر الغاء مشاركته في اعمال مؤتمر دافوس الاقتصادي في 18 كانون الثاني الجاري. ونفت مصادر في الديوان ان تكون للقرار علاقة بالتحقيق مع نتنياهو.

وحسب اقوالهم فان العديد من قادة الدول الذين كان يفترض التقاء نتنياهو بهم في المؤتمر لن يحضروا، ولذلك قرر الغاء سفره. كما اضافوا سببا آخر وهو ان نتنياهو سيسافر قريبا الى واشنطن لالتقاء الرئيس المنتخب ترامب بعد تسلمه لمنصبه. لكنهم قالوا انه لم يتم تحديد موعد الزيارة بعد. واضافوا بان نتنياهو سيقوم في شباط برحلة طويلة الى سنغافورة واستراليا وجزر فيجي، وهي ايضا اسباب دخلت في معيار الغاء الرحلة الى دافوس.

الحكم بالسجن المؤبد مرتين لفلسطيني من قلنديا

تكتب "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في السامرة فرضت، امس، حكما بالسجن المؤبد لفترتين متتاليتين على محمد ابو شاهين من قلنديا، بعد ادانته بقتل داني غونين واصابة صديقه في منطقة الينبوع المجاور لمستوطنة دوليف، في 2015. كما فرض على شاهين دفع 3.5 مليون شيكل تعويضا لورثة غونين.

وادين ابو شاهين، ايضا، بارتكاب 13 محاولة مختلفة للقتل المتعمد، بعد محاولاته في 2014-2015 تنفيذ عمليات اطلاق للنيران على قوات الشرطة والجيش والمدنيين، والتي اسفرت احداها عن اصابة الجندي ابيحاي ارزوان.

واشار القضاة في قرارهم الى ان ابو شاهين ادين في السابق بمخالفات امنية خطيرة وامضى عقوبات في السجن، وانه "ارتكب اعماله بوحشية، ببرود اعصاب وعلى خلفية قومية وايدولوجية متطرفة"، ولذلك اوصوا بعدم تقصير فترة محكوميته او اطلاق سراحه في المستقبل.

اردان يهاجم المحكمة بسبب إطلاق سراح شقيقة القنبر

تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، انتقد في خطوة نادرة، قاضية في محكمة الصلح في القدس، في اعقاب قرارها إطلاق سراح شقيقة المخرب فادي القنبر، الذي نفذ عملية الدهس في القدس. وكانت قوات الشرطة قد داهمت منزل العائلة فور وقوع العملية وصادرت وثائق وادوات يمكنها المساعدة في التحقيق، واعتقلت تسعة اشخاص، بينهم والدي المخرب واولادهما الثلاثة، ومن بينهم شقيقته شادية التي اعربت عن فرحها بما فعله، وكذلك ابن عمه. ونسبت الشرطة الى شادية تهمة التحريض بعد قولها بأن "ما فعله هو اجمل عمليات الاستشهاد. الحمد لله"، لكن القاضية شارون لاري بابلي قررت اطلاق سراح شادية بشروط معتبره ان ما قالته لا ينطوي على أي تحريض وانما هو مقولة دينية لا يكمن فيها تأييد لما فعله شقيقها". وفي المقابل مددت المحكمة اعتقال شقيقي فادي وابن عمه حتى يوم الاحد.

وادعى إردان على حسابه في تويتر إنه 'لا يمكن تصديق أن القاضية لم تر في مقولة الاخت تحريضا، ودعما للجريمة التي نفذها شقيقها، كل موجة الارهاب هذه تقوم على استلهام القتل والارهاب وتمجيد القتلة. من المحزن أن القاضية لم تدرك أن ذلك يمس بالحرب على الإرهاب".

وتشتبه الشرطة بأن شقيقا المخرب وابن عمه كانوا يعرفون عن نيته وتآمروا على تنفيذ جريمة. وقامت الشرطة، يوم امس، بهدم خيمة العزاء التي اقيمت بجانب منزل العائلة في جبل المكبر.

انتقام جماعي: قرار بسحب الاقامة من والدة قنبر و 12 فردا من العائلة

في هذا السياق تكتب "يديعوت احرونوت" ان وزير الداخلية ارييه درعي، قرر في نهاية مشاورات اجراها، امس، مع جهات في الشاباك وسلطة الاسكان والهجرة، سحب مكانة الاقامة الدائمة في القدس من والدة فادي القنبر الذي نفذ عملية حي قصر المندوب السامي، وسحب الاقامة ايضا، من 12 فردا من اقرباء العائلة.

ويشار الى ان والدة فادي، منوى قنبر، هي الزوجة الثانية لوالده، وهو زواج يتعارض مع القانون الاسرائيلي. وعليه تقرر سحب مكانة الاقامة الدائمة منها والغاء كل حقوقها الاجتماعية.

وتعتبر هذه الخطوة استثنائية لم يسبق اللجوء اليها حتى الان. ويسود التقدير بأن العائلة لن تتمكن من الالتماس الى العليا لأنها ليست اسرائيلية. وقرر درعي اللجوء الى هذه الخطوة بعد مشاورات مع رئيس الحكومة الذي دعم قراره.

وقرر درعي بناء على معلومات وفرها له الشاباك سحب الاقامة من كل ابناء العائلة من الدرجتين الاولى والثانية الذين لا يحملون المواطنة الاسرائيلية، وهذا يعني فقدان 13 فردا من ابناء العائلة لحق الاقامة في القدس. وسيطال هذا الاجراء اخوة قنبر وعمه وابناء عمومته.

وقال درعي، امس: "هذا قرار يشير الى عهد جديد ضد الارهاب وضد المخربين الذين يحملون مكانة ويستغلونها لتنفيذ عمليات ضد المدنيين. منذ الان سيتم التعامل بصفر من التسامح مع كل الضالعين في العمليات ضد اسرائيل ومع ابناء عائلات المخربين. منذ الان سيعرف كل من يتآمر ويخطط لعملية بأن ابناء عائلته سيدفعون ثمن اعماله وستكون ابعاد ذلك صعبة وبعيدة المدى".

"قائمة سوداء" بالشركات الناشطة في المستوطنات

تكتب "يسرائيل هيوم" ان مجلس حقوق الانسان الدولي يعمل على اعداد "قائمة سوداء" لشركات اسرائيلية سيتم اخراجها عن القانون الدولي بسبب نشاطها وراء الخط الاخضر. وعلمت "يسرائيل هيوم" انه من المتوقع نشر القائمة في شهر آذار القريب، مع احتمال تأجيل ذلك الى شهر حزيران. ويجري العمل على صياغة القائمة من قبل مجلس حقوق الانسان ونشطاء BDS، وتهدف الى ممنع وجود أي مؤسسة تعمل لأي هدف وراء الخط الاخضر. وعلى سبيل المثال ستعتبر حتى شركة الحراسة التي تتولي حماية المواطنين من الارهاب، شركة غير قانونية.

وقد بادر الى "القائمة السوداء" ناشط BDS ريتشارد فالك الذي دفع هذا الموضوع قبل حوالي ست سنوات في اطار عمله في الامم المتحدة. وكتب فالك عدة تقارير للأمم المتحدة في الموضوع، والان تعمل دول عربية على دفع القائمة السوداء عبر مجلس حقوق الانسان.

وفي اطار محاولة محاربة هذه المبادرة بعث معهد الابحاث الاسرائيلي NGO Monitor وجهة نظر الى مجلس حقوق الانسان يعتبر فيها هذه القائمة تخرق القانون الدولي والخطوط الموجهة لمجلس حقوق الإنسان من خلال دفع تمييز على اساس عرقي. وذلك لأنه لا وجود لقوائم سوداء كهذه في أي منطقة صراع في العالم، وتظهر هنا صورة تشير الى ان المستهدف هي مصالح يهودية فقط. وجاء في وجهة النظر ان "مجلس حقوق الإنسان يميز ضد اسرائيل بواسطة استغلال القانون الدولي ومن خلال تفعيل اخلاق مزدوجة. من شأن هذه القائمة ان تسبب الضرر لشركات تعقد صفقات مع اسرائيل، الأمر الذي يتفق مع الهدف النهائي وهو عزل اسرائيل والمس بها وبحق الشعب اليهودي بتقرير المصير".

اتهام فلسطينيين من غزة والضفة بتهريب كاميرات الى القطاع!!

تكتب "يسرائيل يهوم" انه سمح بالنشر امس بأن الشرطة والشاباك اعتقلا في الشهر الماضي شبكة عملت على تهريب معدات ازدواجية الاستخدام الى قطاع غزة، عبر معبر كرم ابو سالم. وحسب الشبهات فقد تم تهريب مئات الكاميرات التي يحول قسم منها لحركة حماس في القطاع. وتم في شهر كانون الاول اعتقال مشبوهين: نوفل ابو سرية، تاجر من قطاع غزة، ونادر مسالمة، تاجر من الضفة. وتم يوم امس تقديم لائحة اتهام ضدهما الى محكمة الصلح في بئر السبع.

وحسب الشباك فقد تبين من خلال التحقيق في القضية ان نوفل قام في 2016 بتهريب بضائع تعتبر ازدواجية الاستخدام، يقتضي نقلها الى غزة الحصول على ترخيص. وتم تهريب البضاعة لاحمد ابو نافر وزاهر بيطار، من سكان القطاع، وهما تاجران يبيعان كاميرات الحراسة. وشملت البضاعة مئات الكاميرات وطائرات التصوير وكوابل اتصال.

ونجحت عمليات التهريب بفضل اخفائها في الضفة داخل منتجات كهربائية مختلفة، من بينها اجهزة تلفزيون وماكينات غسيل وثلاجات. كما يستدل من التحقيق ان نادر مسالمة ساعد ابو سرية في تشرين الثاني الماضي على تهريب مئات الكاميرات داخل ماكينات غسيل تم نقلها من الضفة الى القطاع. ووفقا للتحقيق فقد كان يعرف بعض المشبوهين بأن الكاميرات التي تم تهريبها وصلت الى جهات حماس العسكرية.

 

مقالات

قبل حدوث كارثة في غزة

تكتب هآرتس في افتتاحيتها الرئيسية، ان اسرائيل تدعي بأنها منذ الانفصال في عام 2005، لا تسيطر على قطاع غزة، ولا تتحمل المسؤولية عن حوالي مليونين مواطن هناك. سلطة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة تحملان المسؤولية لإسرائيل، واحداهما للأخرى، والجمهور يتهم الاطراف الثلاثة والعالم. ولكن في وزارة الامن، والشاباك ومكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق، يجلس اشخاص يحتم عليم المنصب المعرفة عن الوضع الكارثي المتدهور في قطاع غزة.

النقاش حول ما اذا كانت السيطرة الاسرائيلية فاعلة في القطاع ام لا، لا تغير الحقائق: حوالي 95% من المياه الجوفية في القطاع ليست ملائمة للشرب، والمياه المطهرة تحول الى البيوت من دون أي شروط صحية؛ ويتم تزويد الكهرباء لثماني ساعات يوميا، بل اقل من ذلك؛ ويتم يوميا سكب حوالي 100 مليون ليتر من مياه الصرف الصحي في البحر، بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، وبسبب التأخير في ادخال قطع غيار ومضخات جديدة؛ كما ان رواسب الذخيرة الاسرائيلية تؤثر على البيئة والصحة بأشكال لا يزال من الضروري فحصها؛ البطالة تصل الى حوالي 40%، لأن اوامر منع الحركة الاسرائيلية تخنق قوة الانتاج؛ مئات الاف الشبان الذين لم يخرجوا ابدا من الجيوب المكتظة بالسكان لا يعرفون واقعا آخر. كل مشكلة تؤثر على الأخرى وتضخمها – ولا يمكن الفصل بينها. اذا كانت كلها ترفع نسبة الامراض في القطاع ام لا – هذه مسألة نتركها للباحثين، ولكن الاف المرضى والمريضات لا يمكنهم تلقي العلاج الملائم في القطاع.

يحق لكتبه التعقيبات ابداء اللامبالاة ازاء مرضى السرطان الذين لا تسمح لهم اسرائيل بالخروج للعلاج الطبي، او تعيق اصدار التصاريح لهم حتى يتفاقم المرض. مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق الذي اجاد النشر الاعلامي عن خروج اقرباء اسماعيل هنية للعلاج في اسرائيل، يعرف جيدا انه عندما تتدخل تنظيمات مثل "اطباء لحقوق الانسان" او "وصول" يتم الغاء المانع الامني في حالات كثيرة. يمكن للمتحمسين على الشبكات الاجتماعية القول انه لا يهمنا ما يحدث على بعد عشرة كيلومترات من سديروت وثلاثة كيلومترات من كيبوتس زيكيم. لكن صناع القرارات يعرفون جيدا ان مياه المجاري تصب في البحر والامراض المعدية لا تعرف الحدود.

سواء كانت مسؤولة ام لا، فان المفتاح في ايدي اسرائيل. من يلعب بحياة المرضى، بشكل يلامس السادية، يجب وقفه. يجب على اسرائيل انشاء الية مراقبة، شفافية وانسانية لاخراج المرضى، كمقدمة لإجراء تغيير اساسي في تكتيك الحصار الفاشل. يجب عليها توفير كميات كبيرة من المياه لقطاع غزة من اجل انقاذ المياه الجوفية، ومد المزيد من خطوط الكهرباء من اجل صد الكارثة البيئية. يمكن لإسرائيل، وبمسؤوليتها منع تحقق تحذير الامم المتحدة من انه في عام 2020 لن يكون قطاع غزة منطقة يمكن العيش فيها.

نتنياهو، قم وغادر. 11 عاما كافية وتزيد

يكتب نحاميا شتراسلر، في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو ليس شخصا فاسدا. واليوم، أيضا، يعتبر غريبا عن قيادة رأس المال المحلي. انه لم يتجول ابدا في حفلات الاستقبال والكوكتيل لدى النخبة. لقد ورث ذلك من ابيه الذي عانى طوال حياته من الاقصاء. ولكن كما قال المؤرخ البريطاني لورد اكتون: "القوة تفسد، والقوة المطلقة تفسد بشكل مطلق". ولذلك فان 11 عاما في السلطة تقود بشكل غير مستحيل تقريبا الى اعمال تلامس الفساد.

هذه هي طبيعة الانسان. في البداية انت لا تأخذ شيئا لنفسك. فقد جئت لخدمة الجمهور وهدفك هو تحسين اوضاع مواطني اسرائيل. ولكن مع مرور الوقت ترى من حولك كل "الاقزام"، "الحمقى" و"النكرات" يحققون مبالغ طائلة، بينما تبقى انت مع 48 الف شيكل غير صافية شهريا (20 الف شيكل صافية)، فتصاب بالجنون. كيف تمكنوا من تحقيق الملايين وانت في المؤخرة؟ سيما انهم يفهمون العالم أقل منك بكثير.

بعد استقالته المؤقتة من الحياة السياسية، في 1999، توجه الكثير من رجال الاعمال الى نتنياهو وحثوه على عقد صفقات معهم حول العالم. لقد وعدوه بالشمس والقمر، كانوا يعرفون انه لا يوجد الكثيرين مثله الذين يفهمون اجراءات الاقتصاد العالمي ولديهم علاقات شخصية في كل انحاء العالم، ويملكون معرفة امنية واسعة. لكن الفيروس السياسي لم يتركه، فعاد نتنياهو الى السياسة في 2002 كوزير للخارجية في حكومة اريئيل شارون، وبعد ذلك كوزير للمالية، لكنه شعر دائما بأنه يتلقى قروش مقابل ما يساويه.

ولذلك، عندما كان رجل اعمال يقدم له هدية: سيجار فاخر، شمبانيا وردية ووجبات فاخرة، كان هذا بالنسبة له مبالغ صغيرة وهامشية مقابل ما شعر بأنه يستحقه. واذا كان هناك من مولوا له ولعائلته الاجازات والفنادق الفخمة في العالم، فقد اعتبر ذلك مجرد قروش مقابل مساهمته لهم بتحليلاته العالمية حول صناعة التكنولوجيا والمعلومات والسيبر. وهكذا مضت السنوات، حتى بدأ يشخص مصلحته الشخصية على انها مصلحة الدولة. الدولة هي أنا.

من المناسب الاشارة هنا الى أي حد كان الامريكيون حكماء. لقد قيدوا فترة الرئيس لدورتين. ثماني سنوات وكفى. في الدورة الثانية، حين يعرف الرئيس بأنه لا تنتظره دورة ثالثة، يمكنه تكريس وقته للإصلاحات والتغييرات البنيوية لصالح الدولة، وعدم الانشغال بتاتا في الانتخابات مجددا.

مقابل ذلك لا يتم لدينا تحديد فترة رئيس الحكومة بتاتا. يمكن انتخابه المرة تلو الاخرى بلا نهاية، في حين يعتبر عدم انتخابه بمثابة فشل بل اقصاء. ولذلك منذ اللحظة التي ينتخب فيها، يبدأ بإدارة معركة الانتخابات القادمة، وهذا هو السبب الذي يجعل الاعلام بالغ الاهمية بالنسبة لنتنياهو ويعتبر نوني موزيس شيطانا يريد اسقاطه. ومن هناك كانت الطريق قصيرة لتورطه في اللقاء مع موزيس في كانون الاول 2014، اللقاء الذي ترتبط به الصفقة غير الشرعية التي كان يفترض في اطارها ان تخفف "يديعوت احرونوت" من انتقادها له، مقابل قيامه بتقليص المنافسة من جانب "يسرائيل هيوم".

الحاجة الى انتخابه المرة تلو الاخرى، والى ما لا نهاية، تجعل نتنياهو ينسى مفاهيمه الديموقراطية، ودعمه لسلطة القانون. ولذلك اصدر بيان الدعم للعفو عن اليؤور ازاريا، رغم ان ذلك يتناقض مع قيمه. حين يتجه الرأي العام نحو اليمين، وينفخ نفتالي بينت في مؤخرته، ويهدد يئير لبيد كرسيه – ينسى نتنياهو كل المبادئ ويمضي مع الرأي العام.

الحل لذلك هو اجراء تعديل على طريقة الحكم في اسرائيل، بحيث يتم تحديد ولاية رئيس الحكومة لثماني سنوات، وليس اكثر من ذلك بيوم واحد. وفي هذه الاثناء يمكن تقديم نصيحة مجانية لنتنياهو: قم وقدم استقالتك. القضايا من حولك تتراكم، من قضية عمادي، مرورا بقضية منزل الاقامة الرسمي، وحتى ملتشين وموزيس. كلها معا وصلت الى كتلة حرجة لا تسمح بمواصلة الحكم. قم وغادر. 11 عاما كافية وتزيد في الديموقراطية. وتذكر: القوة المطلقة تفسد بشكل مطلق.

نقل السفارة الى القدس: خطوة طبيعية

يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان المخرب الفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس القاتلة ظهر يوم الاحد في حي قصر المندوب السامي في القدس، لم يكن بحاجة الى أي ذريعة من اجل قتل ضحاياه. يمكن ان يكون قد تأثر من عمليات الدهس التي نفذها مخربون من انصار داعش في نيسر الفرنسية وبرلين الالمانية. لكنه من الممكن انه تأثر من التهديدات التي صدرت عن محيط ابو مازن بأنه اذا تجرأ ترامب على نقل السفارة الى القدس فستندلع في المنطقة اضطرابات نهاية العالم.

سواء هذا او ذاك، يجب الاعتراف بأن المجتمع الفلسطيني – المغمور بالتحريض على الشبكات الاجتماعية، ولكن أيضا من قبل التحريض المؤسسي – هناك محفزات اساسية لإصابة اسرائيل والاسرائيليين، وهذه لا تحتاج الى الكثير كي تطفو على وجه الارض. ظهور داعش كعامل راديكالي، وجرف الكثير من الشبان في العالمين العربي والإسلامي خلفه، يزيد من مساوئ هذا الواقع.

لقد جاءت العملية في القدس بعد عدة ايام من اختيار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تحذير دونالد ترامب من نقل السفارة الامريكية الى القدس، لئلا تشتعل النار في كل الشرق الاوسط.

ربما لم ينتبه كيري الى ان النيران اشتعلت منذ زمن في المنطقة كلها. في ليبيا وسورية واليمين والعراق. ولكن من بين كل هذه الدول التي تشكل نصبا تذكاريا حيا او ميتا لفشل سياسته، اختار كيري المنتهية ولايته التركيز بالذات على الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وكرر ذات اللازمة البالية التي تقول بأن مصدر المشاكل في المنطقة يكمن في الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين.

نصيحة كيري لترامب بأن لا ينقل السفارة الى القدس هي نصيحة مضلله يفضل ان يتجاهلها ترامب.

لماذا لا يوجد أي خطر في نقل السفارة الامريكية الى القدس، ولماذا يمكن "تسويق" خطوة كهذه في العالم العربي ايضا؟ لأن كل واع يفهم بأن هذه الخطوة لا تغير بتاتا مكانة المدينة والواقع القائم فيها، ولا حتى الموقف الأساسي لواشنطن من الصراع في منطقتنا.

في نهاية الأمر تقوم في القدس مؤسسات الدولة، بدء من ديوان الرئاسة وحتى الكنيست، وكل ضيف اجنبي يزور اسرائيل، بما في ذلك اوباما وكيري، يصل الى القدس وفيها يلتقي نظرائه الاسرائيليين. هل يمكن لأحد الادعاء بجدية بأن اللقاءات في القدس بين رئيس ضيف وبين نظيره الاسرائيلي هي خطوة ممنوعة يمكنها ان تشعل الشرق الاوسط؟

يمكن لترامب نقل السفارة الى القدس من دون أي خوف، والتوضيح بأنه لا يوجد في هذه الخطوة المطلوبة والطبيعية تحديد موقف بشأن احدى المسائل المختلف عليها بين اسرائيل والفلسطينيين حتى في مسألة القدس. مع ذلك، من المفضل ان يبلغ حلفاء واشنطن في المنطقة ويوضح لهم، بأدب ولكن بحزم، ان المقصود اعتراف بالواقع القائم، الذي تسلم به مصر والأردن ايضا، وبذلك سيمنع اندلاع الغرائز الزائدة.

ما يمكن لترامب ان يتعلمه من كيري هو ان التردد والخوف يعتبران في المنطقة بمثابة تعبير عن الضعف، ويستدعيان الضغوط والتطرف، بل توجه الرفض، ايضا. بوتين، في المقابل، لم يطلب من العالم ان يكون لطيفا ازاء احد، والحقيقة انه يحظى بالاحترام والخوف منه، ولا احد يهدد بإحراق المنطقة ردا على خطواته السياسية.

بوابة اليقظة

يكتب بن درور يميني في "يديعوت احرونوت" ان جابوتنسكي قال بأن الانسان يتفوق روحيا على الحيوان. انارة بوابة براندنبورغ (في برلين) بألوان العلم الاسرائيلي هو تفوق. اسرائيل تدخل الى عائلة الشعوب. حتى يوم امس، كانت اسرائيل، في الرأي العام الغربي، وبشكل خاص في الرأي العام النخبوي، تعتبر عامل ارهاب. هذا ما عبرت عنه، هنا وهناك، افتتاحيات صحف، هذا ما قاله اناس مثل جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي السابق، او مارغوت وولستروم، وزيرة الخارجية السويدية، في اعقاب العمليات الارهابية في اوروبا. علم اسرائيل على احد اهم رموز المانيا يغير الصورة بعض الشيء.

هل المقصود خطوة نحو تغيير الوعي، أيضا؟ ربما. لأنه في السنوات الاخيرة مرت اوروبا بتغيير معين. الى ما قبل اقل من عقد زمني كانت اسرائيل تعتبر في التصريحات وفي استطلاعات الرأي، احد العوامل الاكثر سلبية بالنسبة لسلامة العالم. كان ذلك وعي كاذب، نتاج للدعاية المسمومة والناجحة. لكنه تغير شيء ما. الاوروبيون الذين لا ينشغلون بأي احتلال او قمع، يصبحون ضحايا للإرهاب. بروكسل، باريس، نيس وبرلين انضمت الى مدريد ولندن كأهداف للجهاد. راديكالية بعض المسلمين تخيف الاوروبيين. انهم لا يفهمون بعد انه ليس الاحتلال هو سبب الارهاب في اسرائيل. لكنهم بدأوا بفهم ذلك.

بوابة براندنبورغ هي رمز للسلام والحرب. لقد استخدمها الجميع. لقد بنيت بمبادرة من فيلهلم الثاني كرمز للانتصار والسلام، ومرت بتغييرات مختلفة. فالنازية استخدمتها كرمز للسلطة وتحولت الى جزء من الستار الحديدي بين الشرق والغرب، وبين شطري برلين، خلال الفترة الشيوعية، وحتى هدم السور الفاصل. لا يفوت أي زائر لبرلين هذا النصب التذكاري الضخم، القائم في قلب المدينة. فرنسا تملك بوابة النصر، وبرلين بوابة براندنبورغ.

خلال العقد الأخير تحولت برلين الى مدينة عالمية. مدينة تعمها اجواء الحرية، التحرر واخوة الشعوب. ولكن كغيرها من مدن اخرى في اوروبا، توجد في برلين، ايضا، جيتوات اسلامية، مع مساجد تنمي الراديكالية، مع فتية، الجيل الثاني والثالث للمهاجرين، الذين يتميز قسم منهم باللاسامية الفظة وعدم الرغبة بتبني القيم الغربية.

الاكاديمية الالمانية، ايضا، تعاني من الامراض المعروفة للتيار المعادي للصهيونية، الأمر الذي يؤكد الفجوة بين النخبة الاكاديمية وبين السلطة السياسية، التي تتعامل مع اسرائيل بشكل اكثر منطقي وايجابي. وعلى الرغم من ذلك، يجب الترحيب بالخطوة الرمزية المتمثلة في اضاءة علم اسرائيل على بوابة براندنبورغ، في اعقاب العملية الارهابية التي وقعت امس الاول في القدس. هذه خطوة صغيرة في عملية لتغيير الوعي. هذه خطوة تضامن بالغة الاهمية.

التعليـــقات