رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 كانون الثاني 2016

الأربعاء | 21/12/2016 - 01:28 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 كانون الثاني 2016


الشرطة تحقق اليوم مع النائب باسل غطاس، وتدعي امتلاكها لصور تثبت الشبهات
تواصل قضية الشبهات التي تنسب الى النائب باسل غطاس، من القائمة المشتركة، احتلال عناوين رئيسية في الصحف الاسرائيلية، التي تشير الى ان الشرطة ستحقق اليوم، مع غطاس بشبهة نقل اجهزة هواتف خليوية الى الأسرى الامنيين، وان الشرطة تدعي وجود ادلة بينها صور، تثبت الشبهات.

وتكتب "هآرتس" ان غطاس التقى، امس، مع قادة التجمع لمناقشة الموضوع. وقال الامين العام للحزب مطانس شحادة، ان اللقاء اظهر بأنه تم تضخيم الادعاءات ضد النائب غطاس، وانه سيتم فحص ابعاد القضية بعد التحقيق معه.

وحسب الصحيفة فقد كان من المفروض ان يقدم النائب باسل غطاس، امس، اقتراحا باسم القائمة المشتركة يدعو الى نزع الثقة عن الحكومة، لكن اعضاء القائمة طلبوا منه عدم الحضور الى الكنيست. ولم يخف اعضاء في القائمة التخوف من ابعاد القضية، وينتظرون سماع وجهة نظره وكيف ينوي مواجهة القضية.

وعلم انه يجري خلال محادثات مغلقة تجريها القائمة، بما في ذلك كتلة التجمع، ممارسة الضغط على غطاس كي يعلق نشاطه في الكنيست او يستقيل، وذلك بهدف تخفيف الضغط على حزبه وعلى القائمة كلها. وقالت مصادر في التجمع لصحيفة "هآرتس" انها فوجئت من النشر وليس لديها أي تفسير لما حدث. واوضحوا: "نحن في صدمة ونفهم صعوبة الوضع".

مع ذلك، حذر رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة، من المسارعة الى ادانة غطاس، وقال ان "التهم التي نشرت ضد غطاس في وسائل الاعلام بالغة الخطورة، ولذلك يجب توضيحها في التحقيق وليس في محكمة ميدانية لاعضاء الكنيست. الحق بالبراءة يملكه كل شخص طالما لم تثبت ادانته ولذلك فان محاولة الحكم على غطاس مرفوضة".

وأضاف عودة: "نحن نشجب المحاولة الساخرة والشريرة لاستغلال هذا الوضع من اجل شن حملة تحريض ضد الجمهور العربي، ومحاولة المس بحقوق وحصانة كل اعضاء الكنيست. نحن نخوض نضالا عادلا بطرق ديموقراطية وقانونية وسنواصل عمل ذلك".

من جهته ادعى وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان في القناة الثانية، مساء امس، ان الشرطة لا تنجح بالعثور على النائب غطاس، وقال انه "كما يبدو اختبأ. فقد اغلق هو ومساعديه اجهزة الهاتف". لكن الناطق بلسان غطاس، المحامي خالد تيتي، فند هذا الادعاء وقال لصحيفة "هآرتس": "لم نختبئ، هذه اكاذيب. نحن على اتصال مع الشرطة منذ ساعات الصباح لترتيب موعد. النائب غطاس سيتوجه للتحقيق".

الى ذلك دعا وزير جودة البيئة زئيف الكين، امس، الى تفعيل قانون اقصاء النواب الذي تم سنه مؤخرا، ضد النائب غطاس، في اعقاب الشبهات ضده. واذا ما تم تمرير هذه المبادرة فستكون هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها تفعيل ها القانون واقالة نائب. وحسب القانون يمكن للهيئة العامة للكنيست اقالة نائب اذا حرض على العنصرية ودعم النضال المسلح ضد اسرائيل، شريطة ان يؤيد ذلك 90 نائبا. ولا يبدأ هذا الاجراء الا بعد قيام 70 نائبا بتوقيع طلب كهذا، من بينهم عشرة نواب من المعارضة. وما يمكن ان يعيق طلب الكين هذا هو انه الى جانب نواب المشتركة قد يمتنع نواب الاحزاب الدينية عن دعم خطوة كهذه لانهم يتحفظون من هذا القانون منذ سنة، خشية ان يتم توجيهه ضدهم.

نصب كمين لغطاس

في سياق الموضوع ذاته يتضح مما تنشره يسرائيل هيوم ويديعوت احرونوت" ان سلطة السجون نصبت كمينا للنائب غطاس، اذا ما صح الادعاء بأنه تم توثيق قيامه بتسليم اجهزة هاتف وبطاقات مشفرة للاسرى.

وتدعي الصحيفة انه ساد مساء امس، الاشتباه بأن غطاس اختفى، وتنقل عن وزير الامن الداخلي غلعاد اردان زعمه بان غطاس ومساعديه اغلقواهواتفهم من اجل التهرب من الشرطة. وقال اردان "ان النائب الذي يرفض التحدث مع الشرطة والرد على اسئلة واقعية ويستتر وراء حصانته، يتصرف كآخر المجرمين. في حالة غطاس، الذي وقف دقيقة صمت حدادا على المخربين القتلة، هذا الأمر لا يفاجئ احد".

وحسب الصحيفة فقط تم يوم امس، كشف تفاصيل جديدة في قضية غطاس منها: توثيقه امس الاول، وهو يقوم، ظاهرا، بتسليم هواتف خليوية وبطاقات كتبت عليها رسائل مشفرة للأسرى الامنيين الذين التقى بهم في سجن كتسيعوت. والهواتف التي تم ضبطها هي بحجم اصبع، ويتم انتاجها في الشرق الاقصى، ويمكن لثمنها ان يصل الى عشرات الاف الشواكل. وحسب الشبهات فان البطاقات التي سلمها للأسرى تحوي معلومات تتعلق مباشرة بنشاط ارهابي. كما تم يوم امس، تحويل أمر مفصل الى المعابر الحدودية في الدولة بمنع غطاس من مغادرة البلاد.

وعلم انه في اعقاب معلومات استخبارية افادت بأن غطاس ينوي استغلال حصانته وبفعل حقيقة انه لا يتم تفتيشه امنيا ويمكنه اجراء لقاء مع الاسرى من دون حاجز فاصل، اشتبهت سلطات السجون مسبقا بنوايا غطاس، وتم توثيق اللقاء بينه وبين الاسرى وتحويل الصور الى الشرطة.

وقد زار غطاس الاسير وليد دقة، العربي الاسرائيلي الذي ادين بقتل الجندي موشيه تمام في 1984، وحكم عليه بالسجن لمدة 37 سنة، وكتب في السجن كتاب "الزمن الموازي" الذي تم تحويله الى مسرحية عرضها مسرح الميدان وأثارت زوبعة شعبية. كما التقى بالأسير باسل بزاري، من الخليل، الذي ادين بالتخطيط لعملية شارع نفيه شأنان في تل ابيب في 2002، والتي قتل خلالها اربعة اسرائيليين. وينتمي الاسيران الى حركة فتح. وبعد انتهاء الزيارة اجرى رجال الاستخبارات في سلطة السجون تفتيشا على جسديهما وعثروا على اجهزة الهاتف والبطاقات التي تسلموها.

في السياق نفسه، طرح النائب عوديد فورير (يسرائيل بيتينو) على طاولة الكنيست، امس، مشروع قانون ينص على مضاعفة عقوبة منتخبي الجمهور الذين يدانون بمخالفات ضد امن الدولة وعلاقاتها الخارجية او اسرار رسمية للدولة. وقال فورير: "اتمنى ان يتم تشريع القانون بسرعة ويؤدي الى معاقبة النائب غطاس بأكثر ما يمكن من العقاب لمنتخب جمهور".

واعلن حزب "يوجد مستقبل" امس معارضته لتفعيل قانون الاقصاء ضد النائب غطاس، كما اقترح الوزير زئيف الكين، وقال رئيس الحزب النائب يئير لبيد خلال جلسة الكتلة: "ان تفعيل قانون الاقصاء هو خطوة غبية. ليس هكذا يتم محاربة من يساعد الارهاب. هذا سيستغرق ثلاث سنوات من الاجراءات القانونية وسيجمد كل اجراء آخر. اذا فعل غطاس ما يشتبه فيه، فهو خائن حقير يجب ان يجلس في السجن وليس التجوال في العالم والقول اننا نلاحقه سياسيا".

وفي اعقاب ذلك هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لبيد وقال: "هذا مخيب للأمل لكنه ليس مفاجئا، لأن المقصود رجل يسار يقف على رأس حزب يسار. يئير لبيد يحاول اخفاء هذه الحقيقة، لكن هذه هي الحقيقة البسيطة التي كشفت الان امام الجميع. امل ان يغير رأيه، لكن الجمهور سيقول بالتأكيد رأيه فيه".

كما اعلن المعسكر الصهيوني والبيت اليهودي انهما يعارضن تفعيل القانون ضد غطاس، طالما لم يتم استنفاذ الاجراء القانوني ضده.

وعقدت لجنة الكنيست جلسة خاصة لمناقشة الموضوع، امس، وقال رئيسها النائب يوآب كيش (ليكود) انه "يجب منع غطاس من الهرب الى الخارج. انه حصان طروادة ومكانه ليس في كنيست اسرائيل وانما في سجن اسرائيل".

نتنياهو متفائل بالعمل الناجح مع ترامب

تكتب "هآرتس: انه خلال العديد من المحادثات المغلقة التي اجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مؤخرا، اظهر تفاؤلا كبيرا بشأن قدرته على دفع خطوات مشتركة مع الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، لم يكن بمقدوره دفعها خلال ولاية الرئيس اوباما. وقال وزير رفيع شارك في تلك المحادثات ان توقعات نتنياهو الكبيرة من دخول ترامب الى البيت الأبيض، تنبع من الرسائل التي سمعها رئيس الموساد يوسي كوهين، والقائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب نيغل، من الجنرال مايك فلين، المستشار الموعود لشؤون الامن القومي للرئيس ترامب، الذي التقيا به في الولايات المتحدة.

وقال الوزير الرفيع ان نتنياهو كرر عدة مرات القول بأن لقاء كوهين ونيغل مع فلين كان ممتازا، وان ما سمعاه منه يدل على "نقطة تحول" كبيرة في السياسة الخارجية الامريكية عامة، وبشأن اسرائيل والشرق الاوسط خاصة. وقال نتنياهو انه "توجد هنا فرصة. يمكننا تحقيق تغيير تاريخي". ولم يعقب ديوان رئيس الحكومة على اقوال الوزير.

وكان نيغل قد سافر الى الولايات المتحدة للمشاركة في منتدى صبان، ولكن، ايضا، لإجراء لقاء وداعي مع نظيرته الامريكية سوزان رايس، ومع مستشاري ترامب. ولم يكتف نتنياهو بارسال نيغل للقاء رجال ترامب، بل ارسل، ايضا، رئيس الموساد يوسي كوهين لينضم اليه. وقال مصدر مطلع على الموضوع ان كوهين الذي التقى مع نظرائه في اجهزة الاستخبارات الامريكية لم يتلهف للمشاركة في لقاء نيغل مع رجال ترامب، لكنه في النهاية استجاب لطلب نتنياهو.

وكان اللقاء مع فلين والذي انضم اليه السفير الاسرائيلي لدى واشنطن رون دريمير، اهم لقاء خلال الزيارة. وجرى اللقاء يوم الجمعة، في الاول من كانون الاول، قبل عدة ساعات من بدء اعمال منتدى صبان في واشنطن. ويعتبر فلين، المقرب جدا من ترامب، شخصية مثيرة للجدل في الجهازين الامني والاستخباري الامريكي. فخلال الحملة الانتخابية نشر على صفحته في تويتر تقارير اخبارية كاذبة ونظريات مؤامرة، بل شارك في منشور واحد على الأقل، تغريدة لاسامية.

وطرح نيغل وكوهين خلال اللقاء مع فلين موضوع السياسة المستقبلية ازاء ايران وخاصة ازاء الاتفاق النووي الموقع معها. كما نوقش خلال اللقاء موضوع الحرب الاهلية في سورية، وسياسة ادارة ترامب القادمة في الموضوع. واكد كوهين ونيغل المصالح المصيرية بالنسبة لإسرائيل في كل حل مستقبلي في سورية، وبشكل خاص الرغبة بمنع ايران وحزب الله من السيطرة على الدولة.

وقال الوزير الرفيع انه حسب تقارير كوهين ونيغل، فقد سمعا من فلين رسائل ايجابية تقريبا في كل القضايا التي تمت مناقشتها. وحسب اقواله، فقد اكد فلين خلال اللقاء ان الرئيس ترامب جدي في نيته نقل السفارة الامريكية الى القدس، وسيفعل ذلك. وكان تصريح فلين بهذا الشأن هو اهم رسالة وصلت الى اسرائيل في هذا الموضوع منذ الانتخابات.

وولدت التقارير الواردة من اللقاء الفهم في ديوان نتنياهو والعديد من الوزارات بأنه يجب تنسيق السياسة الاسرائيلية مع الواقع الناشئ. وحتى الان لم يقم المجلس الوزاري المصغر بإجراء أي نقاش منظم حول معاني نتائج الانتخابات الامريكية بالنسبة لإسرائيل، واجراء التغيير المطلوب في سياستها. ومن المتوقع اجراء نقاش كهذا قريبا، وربما هذا الاسبوع.

وقال الوزير الرفيع انه "من المتوقع حدوث تطورات كبيرة في كل ما يتعلق بالسياسة الامريكية، لأن السؤال حول ما تريده اسرائيل في كل مسألة اصبح اكثر صلة الان. توجد هنا فرصة، ولكن ليس من المؤكد ان نتنياهو قرر ما الذي يريد عمله".

يشار الى ان هناك عدة اصوات مختلفة داخل الحكومة بشأن كل قضية جوهرية. ففي الموضوع الفلسطيني، صرح نتنياهو بأنه معني بالعمل مع ترامب على دفع حل الدولتين، بينما قال وزير الامن ليبرمان انه يجب ان تجدد اسرائيل مع ترامب التفاهمات التي بلورها رئيس الحكومة الاسبق اريئيل شارون مع الرئيس السابق جورج بوش، بشأن الكتل الاستيطانية، بشكل يقود الى استئناف البناء داخل الكتل وتجميد البناء خارجها، اما وزير التعليم نفتالي بينت فقال انه يجب استغلال انتصار ترامب من اجل اسقاط حل الدولتين عن الجدول.

ويسود التقدير في اسرائيل ان ترامب سيحاول التوصل الى صفقة مع روسيا حول عدة نقاط توتر في العالم، بما فيها سورية. وهذا الأمر يشكل تهديدا بالمس بالمصالح الاسرائيلية، لكنه يشكل، أيضا، فرصة تتعلق بدفع كل المصالح الاسرائيلية في سورية، التي لم يكن بالامكان دفعها خلال فترة اوباما.

لكنه لا يوجد لدى القيادة الاسرائيلية موقف موحد بشأن سورية. ففي الأسبوع الاخير سمعت اصوات متناقضة في الحكومة بشأن السياسة المستقبلية. وعلى سبيل المثال قال وزير المواصلات يسرائيل كاتس، انه يجب استغلال دخول ترامب الى البيت الابيض من اجل الحصول على اعتراف امريكي بضم هضبة الجولان الى اسرائيل. وفي اليوم التالي رفض وزير الامن ليبرمان هذه الفكرة واكد ان المصلحة الاسرائيلية تكمن اولا في الاطاحة بالرئيس بشار الاسد، الذي وصفه بـ"القصاب والقاتل" السوري.

بيرتس ينوي العودة للمنافسة على رئاسة حزب العمل

تكتب "هآرتس" ان النائب عمير بيرتس اعلن، امس، نيته المنافسة على رئاسة حزب العمل في الانتخابات الداخلية التي ستجري في شهر حزيران القادم. وقال في تصريح ادلى به في الكنيست، ان "دولة اسرائيل اليوم هي دولة ممزقة، متصارعة، يلتهمها الفقر. الحلم بمسكن يتبخر، المكانة الاجتماعية المتوسطة تنهار تحت الاعباء. هذا ليس قدرا. اعضاء من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، يلصقون بكل واحد لقب خائن. لن اسمح لهذا الحوار بتحييد كل الحوار السياسي المناسب حول ما يجب حقا عمله في دولة اسرائيل".

وقال بيرتس، ايضا: "لا يمكنني الجلوس على الحياد ورؤية كيف تنهار دولتي، ولذلك قررت المنافسة على رئاسة حزب العمل بهدف قيادة الصراع امام حكومة نتنياهو من اجل استبدالها". واضاف بيرتس: "اؤمن بشكل كامل بأنني المرشح الوحيد اليوم الذي يمكنه احضار جماهير اخرى الى حزب العمل، من اجل زيادة عدد النواب المطلوب لتوسيع المعسكر. انا اصل مع تجربة ومع قدرة على قيادة المجتمع الاسرائيلي نحو الشفاء الداخلي". وقال بيرتس عن الرئيس الحالي للحزب ان "بوغي هو احد الشخصيات العامة الافضل في الكنيست. لقد حقق انجازا فريدا من نوعه في الانتخابات الأخيرة، واعتقد انه ينقص الحزب تلك الزيادة المطلوبة، المتمثلة في ستة او سبعة مقاعد تصل من اليمين وتكمل الاطار المطلوب للانقلاب". كما قال: "اقترح على لبيد معرفة مكانته وتعلم التواضع. الاستطلاعات شيء له رائحة. من الجيد شمها ولكن يمنع بلعها".

واضاف بيرتس: "لست نقيا من الأخطاء، انا افخر بالنضالات الايديولوجية التي خضتها. كنت سأتنازل عن جزء من النضالات الشخصية، لكنني لم أقم أبدا بخطوة سياسية تهدف الى خدمة خطوات شخصية. تركت حزب العمل بعد انتخابي في البرايمرز. لم يكن هذا افضل قرار سياسي اتخذه. انا أصل بالتأكيد مع تجربة كبيرة ونجاحات سياسية. الانتقال الى حزب الحركة كان خطأ".

يشار الى ان بيرس الذي شغل منصب وزير الامن سابقا، نافس على رئاسة حزب العمل في 2005 وتغلب على شمعون بيرس وبنيامين بن اليعزر. وفي 2007 وصل الى المكان الثالث بعد ايهود براك وعامي ايالون. وفي 2011 خسر الانتخابات لصالح شيلي يحيموفيتش، وبعد ذلك، انتقل الى حزب الحركة ونافس في اطاره في انتخابات الكنيست الـ19 والـ20. وفي ايلول 2015 ترك الحزب وعاد الى صفوف العمل.

عمليتا اطلاق للنار في الضفة

تكتب "هآرتس" ان مواطن اسرائيلي اصيب بجراح طفيفة امس، جراء اطلاق النار على سيارته بالقرب من بلدة عابود ومستوطنة بيت ارييه وسط الضفة الغربية. وجاء من الجيش الاسرائيلي ان المواطن اصيب جراء الشظايا، ولحقت اضرار بسيارته. وواصل السائق السفر حتى النقطة العسكرية القريبة، وتلقى العلاج الطبي من الجنود، ومن ثم تم نقله الى المستشفى.

وفي اعقاب الحادث قام الجنود بتمشيط المنطقة من اجل العثور على مصدر النيران، لكنه لم يتم تنفيذ اعتقالات. وخلال تمشيط المنطقة عثر على مخلفات اربع عيارات نارية، اكدت ان المقصود عملية اطلاق للنار. وتفحص قوات الامن ما اذا تم اطلاق النار من سيارة عابرة وما اذا كانت هناك خلية تعمل في المنطقة.

في المقابل اعتقلت قوات الجيش والشاباك ليلة امس الاول ثلاثة فلسطينيين مطلوبين بشبهة الضلوع في مواجهات مع قوات الامن. ويوم امس تم تسجيل توتر على الحدود مع قطاع غزة، بعد اطلاق النار على الجنود بالقرب من السياج الحدودي. وتم إطلاق النار باتجاه قوة عسكرية كانت تنشط بالقرب من السياج، في جنوب القطاع، لكنه لم تقع اصابات واضرار.

وبعد نصف ساعة من اطلاق النار، قصفت دبابة اسرائيلية موقعا لحماس في المنطقة. ولم يبلغ عن وقوع اصابات. واوضحوا في الجيش ان الهجوم على الموقع جاء ردا على اطلاق النار.

وتنشر "يديعوت احرونوت" ان حافلة ركاب اسرائيلية تعرضت للنيران، مساء امس، بالقرب من مفترق "هبارسا"، بمحاذاة مستوطنة "طلمون". ولبالغ الحظ كانت الحافلة خالية من الركاب، ولم يصب احد.

وتم إطلاق النار على الحافلة قرابة الساعة العاشرة مساء، وواصل السائق قيادة الحافلة حتى مدخل طلمون، وهناك توقف واكتشف الاصابات التي تعرضت لها الحافلة، وتم استدعاء قوات الجيش والشرطة والتي قامت بتمشيط المنطقة بحثا عن مطلقي النار. وهذا هو حادث إطلاق النار الثالث الذي يقع في المنطقة خلال الأسبوع الاخير.

"ضبط اكبر مصنع لانتاج الاسلحة في الضفة"

تكتب "هآرتس" ان قوات الجيش الاسرائيلي داهمت قبل فجر امس الاول، مصنعا لانتاج الأسلحة في المنطقة الصناعية في الخليل. وقال ضابط في كتيبة الضفة الغربية ان "هذا هو اكبر مصنع تم العثور عليه حتى الان". وقد اقتحمت قوات الجيش بناية في المنطقة الصناعية، اقيم فيها مصنع لانتاج الأسلحة تحت الارض. وقام الجيش باعتقال رب العائلة التي تعيش في البناية مع ابنه، وتسليمهما للتحقيق.

وحسب الجيش فقد تم العثور على 12 مخرطة لانتاج السلاح، ومئات انواع الذخيرة ومئات قطع السلاح. وتم في المكان انتاج اسلحة من طراز ام 16، وبنادق قناصة وعشرات بنادق كارلو المرتجلة. وحسب الضابط، فقد عثر في المكان على اجزاء مدفع ثقيل، وان بنادق القناصة تشبه بنادق روسية ويمكنها الاصابة الدقيقة من مسافة 600 متر.

وحسب معطيات الجيش الاسرائيلي، تم منذ بداية 2016، العثور على 40 مصنع للاسلحة في الضفة، ومصادرة اكثر من 420 قطعة سلاح. وقال الضابط: "لم يسبق لي ان وجدت مصنعا ينتج مثل هذه الكمية الكبيرة من السلاح بمثل هذا المستوى من الدقة ومن مختلف انواع الاسلحة."

الاحتلال يصادر مبنى عيادة في قرابة المركز في جنوب جبل الخليل

تكتب "هآرتس" ان الادارة المدنية قامت في الاسبوع الماضي، بمصادرة كرفان استخدم كعيادة في قرية المركز الفلسطينية في منطقة مسافر يطا، جنوب جبل الخليل. واعرب السكان ورئيس المجلس المحلي عن تخوفهم من قيام الادارة المدنية بمصادرة كرفانين اخرين يستخدمان كعيادتين في قريتي سفاي ومغاز.

ويشار الى ان هذه القرى الثلاث هي من بين بين 12 قرية صغيرة قائمة منذ ما قبل 1967، في منطقة اعلنتها اسرائيل منطقة تدريبات عسكرية، تحمل الرقم 918، وتطالب اكثر من الف مواطن يقيمون في ثمانية من هذه القرى بالرحيل عن بيوتهم. وتمنع اسرائيل ربط هذه القرى بشبكات المياه والكهرباء، كما تمنع البناء فيها، حتى للأغراض العامة، كالعيادات والمدارس.

وقالت الادارة المدنية انه تمت مصادرة الكرفانات المتنقلة بسبب وضعها في المكان من دون الحصول على تصريح من الجهات المسؤولة في منطقة اطلاق النار 918، التي يشكل كل تواجد فيها خطرا على الجمهور".

يشار الى انه يجري تقديم الخدمات الصحية في قرى مسافر يطا من قبل السلطة الفلسطينية، وكان يجري تقديم الخدمات الى ما قبل عشرة ايام في الخيام. وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، يصل الى هذه العيادات حوالي 400 مريض شهريا، من بينهم حوالي 90 مصابا بامراض مزمنة، وحوالي 120 طفلا. وفي مطلع السنة تم تخصيص طاقم طبي اكبر لهذه القرى، لكنه بسبب الاوضاع الجوية في المنطقة يصعب تقديم الخدمات في الخيام، ولذلك تم قبل عشرة ايام احضار كرفانات مزودة بمرحاض وخزان مياه، الى قرى المركز وسفاي ومغاز. لكن الجيش صادر الكرفان في المركز بعد ثلاثة ايام.

وفي اعقاب ذلك قدم رئيس مجلس مسافر يطا، نضال ابو عرام، التماسا الى المحكمة العليا بواسطة المحامية نيطاع عمر شريف، مطالبا بأمر وزير الامن ليبرمان، ورئيس الادارة المدنية، العميد احوزا بن حور، بالامتناع عن تفكيك ومصادرة الكرفانات التي تستخدم كعيادات، خلال شهر، من اجل القيام بالإجراءات القضائية. ويوم الاحد امر القاضي نوعام سولبرغ الدولة بالرد على الالتماس خلال اسبوع، لكنه لم يستجب لطلب المحامية اصدار امر احترازي يمنع تفكيك ومصادرة العيادتين.

اعتراض فلسطيني جديد قد يفشل مخطط نقل عمونة

قدم مواطن فلسطيني، امس، اعتراضا على نية الحكومة انشاء 24 منزلا متنقلا لمستوطني عمونة على القسيمة 38 المجاورة للبؤرة، مدعيا انه صاحبها، وليست املاك غائبين، حسب ما تنشره "هآرتس".. وقالت جهات مطلعة على التفاصيل ان الفحص الاولي يبين بأن الفلسطيني يملك ارتباطا بهذه القسيمة، واذا كان صادقا فان هذا سيصعب على الحكومة تنفيذ المخطط الذي تم الاتفاق عليه مع سكان عمونة. وحسب احد المصادر فان الجهات العسكرية تعتقد بأن الاعتراض الذي قدمه الفلسطيني لن يسمح بانشاء البؤرة على القسيمة انفة الذكر.

ويطالب الفلسطيني في الاعتراض بإلغاء انتزاع الدولة لملكية الارض. ويكمل هذا الاعتراض الاعتراضات الكثيرة التي قدمتها حركة "يوجد قانون" في الاسابيع الأخيرة، بشأن الغالبية الساحقة من قسائم الارض التي تحيط بعمونة والتي اعتبرتها الدولة املاك غائبين. واعترفت وزارة القضاء بعد تقديم الاعتراضات بوجود صلة بين المعترضين والرض".

ويرفض مقدم الاعتراض الفلسطيني كشف اسمه لوسائل الاعلام، لكن هويته معروفة للادارة المدنية. ويمثل المعترض المحامي شلومي زخاريا من جمعية "يوجد قانون".

ويوم امس قالت مصادر في الائتلاف انه حتى اذا تم تقديم اعتراض على السيطرة على القسيمة 38 التي سينفذ عليها مخطط الاخلاء، فقد سبق وتم تخصيص الارض للمخطط ولذلك يمكن البدء بالبناء عليها. مع ذلك، حتى اذا بدأ البناء على الأرض فانه لا يمكن السيطرة عليها لفترة طويلة اذا لم يكن صاحبها غائبا. يشار الى انه ضمن المخطط الجديد التزمت الدولة بالبناء ايضا على اراضي يدعي الفلسطينيون ملكيتهم لها، لكن هذا الاجراء مختلف عليه من ناحية قانونية ويتطلب اصدار امر عسكري لتنفيذه.

وزارة الامن تخطط لمنع سكان الولجة من الوصول الى ينبوع في اراضيهم

تكتب "هآرتس" ان وزارة الامن الاسرائيلية تنوي نقل حاجز في جنوب القدس، لتمكين الاسرائيليين من الوصول الى "نبع حانيا". ويخطط الجهاز الامني لنقل الحاجز الى داخل الاراضي الفلسطينية المجاورة، ما يعني منع الفلسطينيين من الوصول الى النبع.

ويشار الى ان نبع حانيا هو احد الينابيع الوفيرة في جبال القدس، ويقع على الشارع الذي يربط القدس بمستوطنة هار جيلو وقرية الولجة، وتقوم فيه بركتين عميقتين ونقيتين. ويعتبر هذا النبع بالنسبة لسكان الولجة موقعا هاما، يستغلونه للتنزه والسباحة وري الاغنام. كما تصل الى المكان بشكل دائم عائلات من بيت جالا وبيت لحم وبلدات اخرى في الضفة.

وفي الاشهر الاخيرة تقوم سلطة تطوير القدس وسلطة الآثار وسلطة الطبيعة والحدائق القومية بأعمال واسعة في المكان، حيث يجري التنقيب عن الآثار هناك. وتم في اطار هذه الاعمال تجفيف البرك وتنظيفها وانشاء مسارات واسيجة وترميم مبنى لتحويله الى مطعم.

وفي الاسابيع الاخيرة نوقش مخطط لنقل الحاجز الذي يبعد اليوم مسافة 1.5 كلم عن النبع، باتجاه القدس. وتهدف هذه الخطوة الى فتح الطريق الى النبع امام الزوار الاسرائيليين. وتم خلال النقاش اقتراح نقل الحاجز الى منطقة مجاورة تماما للنبع، الا ان الجهاز الامني فضل نقله الى الاراضي الفلسطينية، الأمر الذي يعني ان الوصول اليه سيتاح فقط للإسرائيليين وللفلسطينيين الذين يحملون تصاريح دخول.

وسبق للسلطات الاسرائيلية ان انتزعت من سكان الولجة ينابيع اخرى وحولتها الى مناطق سياحية. فمثلا تحول نبع يالو الى مزرعة للخيول، وموقع تعليمي وأثري محاط بسياج، وتحول نبع البلاد الى "نبع ايتمار"، ونبع الليخ الى "نبع لبان". وتم ضم هذين النبعين الى البارك الواسع.

مقالات

المعركة متواصلة

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان المعركة على حلب تتواصل بطرق اخرى. لقد استسلمت تنظيمات المتمردين، عمليا، تحت ضغط القصف الرهيب، الذي نفذته طائرات الاسد وسلاح الجو الروسي. ولكن، امس، وبدلا من بث مشاهد الدمار في شرقي المدينة، تم بث الصور من انقرة، والتي ظهر فيها منفذ عملية اغتيال السفير الروسي، وهو يردد هتافات الانتقام لحلب. في اول رد لها، حملت موسكو المسؤولية للتنظيمات الاسلامية، لكنه يمكن الى جانب التبرير الجديد لتعزيز الهجمات في سورية، حدوث توتر محرج في العلاقات بين موسكو وانقرة، في ضوء العجز المطلق الذي اظهره جهاز الأمن التركي.

لكنه تم، ايضا، بث صور اخرى من حلب ومنطقتها: التأثر من الطفلة بنا العبد، التي حظيت باهتمام دولي بفضل حسابها على تويتر، والتي نجت من اعمال القصف، وقوافل اللاجئين الذين غادروا المدينة، وجولة الانتصار التي قام بها قاسم سليماني، قائد قوات "القدس" في الحرس الثوري الايراني.

استكمال احتلال شرق حلب بأيدي نظام الأسد والقوات الداعمة له، سيسمح للطاغية السوري بالتفرغ قريبا لمهام عسكرية اخرى، رغم ان الاستعداد لها قد يستغرق وقتا طويلا. فموسم الشتاء يصعب بنسبة ما التحرك الفاعل للقوات البرية، ناهيك عن احتياج معسكر الأسد الى الانتعاش من الخسائر التي مني بها في المعارك. الخطوة المحتملة، شبه المطلوبة بالنسبة لنظام الاسد، تتعلق بمحافظة ادلب، الواقعة بين حلب والجيب العلوي في شمال غرب البلاد. هذه مصلحة روسية – سورية مشتركة. النظام السوري يريد ابعاد فوهات المدافع التي تهدد مدينتي اللاذقية وطرطوس، حيث تقيم نسبة كبيرة من ابناء طائفة الرئيس. وروسيا تريد الحفاظ على قاعدة سلاح الجو وعلى الميناء البحري الذي تقوم بتفعيله في المنطقة، على شواطئ البحر المتوسط.

بشار الأسد يبث في الأسابيع الاخيرة ثقة كبيرة بالنفس، واستعداده لاستعادة السيطرة على غالبية المناطق التي سيطرت عليها تنظيمات المتمردين. حاليا يسيطر النظام على حوالي 30% من اراضي الدولة، لكنه يعيش في هذه المناطق حوالي 70% من سكان سورية، ومن بينهم سكان المدن الكبرى دمشق، حلب، حمص وحماه. ومن شأن النجاح العسكري حث الرئيس الاسد على المبادرة الى خطوة تحتم الدعم الايراني والروسي، لاحتلال منطقة الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان.

هذه، بالطبع، هي نقطة الاهتمام الحاسمة بالنسبة لإسرائيل، غير الراضية عن انتصار النظام في حلب. حاليا لا يوجد، تقريبا، أي تواجد لقوات متماثلة مع الاسد على مقربة من الحدود، باستثناء منطقة جبل الشيخ السوري، في القنيطرة (حيث ترابط قوات النظام على مقربة من الحدود)، وفي القرية الدرزية حضر (التي ترابط فيها ميليشيات درزية مرتبطة بالنظام). اما بقية المنطقة المجاورة للحدود، فتسيطر عليها تنظيمات متمردين محلية. وتسيطر على منطقة المثلث الحدودي مع الاردن واسرائيل، في جنوب الهضبة، ذراع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). عدد المتمردين المسلحين في الجولان السوري يصل الى عدة الاف. ولكن قوات النظام والميليشيات المؤيدة له تعاني، ايضا، من نقص في القوى البشرية، بسبب التآكل الذي سببته سنوات الحرب.

استئناف الحرب بقوة كبيرة بين النظام والمتمردين في الجولان، من شأنه ان يورط اسرائيل لسببين اساسيين. اولا، تسلل النيران – كما حدث اكثر من مرة حتى حين كانت المنطقة هادئة – سيحتم الرد الاسرائيلي، وبالتالي قد يورطها في الحرب، لأول مرة بشكل مباشر، وبحجم اوسع من كل سنوات الحرب في سورية. ثانيا، الهجمات الجوية الروسية في منطقة الجولان، تعتبر فاتحة لصدامات غير مخططة مع سلاح الجو ومع منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية. الروس لا يسلكون الحرص التشريحي في عمليات القصف، وقبل عدة اشهر فقط كاد يحدث صدام على الحدود عندما تسللت طائرة روسية بدون طيار الى الاجواء الاسرائيلية في الجليل الاعلى، نتيجة خطأ.

على المدى البعيد، يعتبر اعادة احتلال النظام لهضبة الجولان السورية، وصفة لمشاكل بالغة. حزب الله، والحرس الثوري الايراني، بشكل خاص، يريدون تجديد سيطرتهم على الحدود مع اسرائيل في الجولان، واستغلال المنطقة للتعقب الاستخباري، ولمبادرات هجومية ضد الجيش الاسرائيلي. لقد سبق للايرانيين وحزب الله تفعيل خلايا ارهاب درزية ضد الجيش الاسرائيلي في منطقة حضر في ربيع 2014، وتوقفت الهجمات فقط بعد توسيع سيطرة المتمردين على المنطقة الحدودية.

لهذه الأسباب كلها، ستؤكد اسرائيل امام الولايات المتحدة وروسيا، معارضتها لإجراءات عسكرية سورية ضد المتمردين في الهضبة. حاليا يبدو ان الجولان ليس في مقدمة الاولويات العالية بالنسبة للنظام وانصاره؛ لأن ادلب تبدو اكثر اهمية. كما ان هناك تحديات اخرى امام الأسد: مدينة تدمر في الصحراء السورية التي استعاد تنظيم داعش السيطرة عليها في عملية اختطاف خلال قيام النظام بتركيز قواته لاحتلال حلب، وكذلك منطقة درعا المجاورة للحدود الأردنية، وربما، أيضا، مدينة الرقة في شمال شرق سورية التي اعلنها داعش عاصمة للخلافة. وقد يتم تحويل الجهود العسكرية للأسد الى كل واحدة من هذه الجهات.

السؤال الأساسي بالنسبة للإجراءات في الجولان يتعلق بجدول اولويات ايران. في الأسابيع الأخيرة استأنفت طهران والقدس لهجة التهديد المتبادل. وجاء ذلك على خلفية فوز دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية والتصريحات التي رافقت حملته الانتخابية ضد الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في فيينا مع ايران خلال فترة اوباما. لقد قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع شبكة "سي. بي. اس" ان لديه خمسة افكار على الاقل سيعرضها على ترامب، في مسألة اعادة فتح الاتفاق النووي. ليس من المؤكد ان ترامب سيقرر العمل على الغاء الاتفاق، لكن العصبية المتزايدة لإيران في هذه المسألة قد تؤثر على الوضع في سورية وعلى رغبة ايران بامتلاك رافعات ضغط جديدة- واقرب – على اسرائيل.

المصلحة المشتركة

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان هوية الشخص الذي اغتال السفير الروسي في انقرة تصبح مسألة هامشية امام التخوف من تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، بعد اشهر قليلة من لئم الشرخ الذي حدث بينهما في اعقاب اسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني من العام الماضي. لقد اعلنت روسيا رسميا بأنها تعتبر الاغتيال عملية ارهابية، لكنها لا تنوي كما يبدو تحميل المسؤولية المباشرة لأنقرة او تفكيك اتفاق المصالحة بين البلدين.

مع ذلك فإنها تتوقع اجوبة على عدة تساؤلات صعبة. مثلا، كيف يمكن لرجل امن تركي، حقيقي او وهمي، يتمسك بأيديولوجية خاصة او تنظيمية معادية لروسيا، من التسلل الى حاشية السفير. او لماذا لم يتم تفتيشه خلال الدخول الى متحف الفنون العصرية، وكيف اجتاز مصافي الاستخبارات التي تقوم على مدار اشهر بتمشيط كل المعلومات عن نشطاء الارهاب والخصوم السياسيين والمغتالين المحتملين.

لقد وقعت سبع عمليات قاسية في تركيا خلال عام 2016، كان اخرها عملية الأسبوع الماضي، ويمكن طرح اسئلة مشابهة بشأنها ايضا. ولكن اذا كان هناك من اعلن مسؤوليته عن كل واحدة من تلك العمليات، او كان هناك عنوان يمكن تحميله المسؤولية، كحزب العمال الكردي او داعش، فان الأمر هذه المرة لا يتوقف على عدم وجود عنوان واضح – وانما هناك ملايين المواطنين او اللاجئين في تركيا الذين يتوقون للمس بروسيا.

على الرغم من العلاقات الفاترة بين تركيا وروسيا (روسيا لم تلغ حتى الان بعض العقوبات التي فرضتها على تركيا في اعقاب اسقاط الطائرة)، الا انهما نجحتا ببناء قاعدة معقولة من التعاون في كل ما يتعلق بالأزمة السورية عامة، وحلب خاصة. هذا التعاون هو الذي اثمر اتفاق وقف اطلاق النار في حلب، في الاسبوع الماضي، والذي بدأ بقتل المزيد من المدنيين الهاربين، لكنه تواصل بشكل سليم نسبيا.

من المتوقع اليوم، عقد لقاء في موسكو بين وزراء خارجية وامن روسيا وتركيا وايران، من اجل مناقشة طرق تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل افضل، وخاصة لتوسيع امكانية خروج المواطنين المحاصرين والسماح بدخول قوافل المساعدة الإنسانية. ومن المتوقع خلال اللقاء نفسه مناقشة المفاوضات السياسية لحل الازمة السورية. حتى الان لم يعلن أي طرف من الاطراف عن الغاء اللقاء بسبب اغتيال السفير، ويمكن الافتراض بأنه سيجري كما خطط له بسبب اهميته الاستراتيجية.  من المحتمل ان يساعد الاغتيال بالذات روسيا على ممارسة الضغط على تركيا كي تخفف من حدة مواقفها بشأن مستقبل الأسد. لقد اوضحت تركيا، امس، انها تعارض استمرار ولاية الأسد، مقابل موقفي روسيا وايران اللتين تعتبران الاسد مرساة حيوية للحفاظ على وحدة سورية وترسيخ تأثيرهما في المنطقة. لكن التصريح التركي قيل قبل الاغتيال.

رغم تناقض هذه المواقف، وربما بسببها، يبدو ان روسيا قررت منح تركيا عناقا استراتيجيا حين اختارتها بالذات كشريك للمفاوضات حول وقف اطلاق النار في حلب، المفاوضات التي لم تشارك فيها ايران وسورية، وبسبب ذلك عانى وقف إطلاق النار من التنكيل الايراني العنيف خلال اليومين الاولين لتطبيقه، حين منعت ميليشيات ايرانية المواطنين من الخروج عبر الحواجز التي سيطروا عليها.  الشراكة مع روسيا حيوية بالنسبة لتركيا، من اجل صد امتداد القوات الكردية على الحدود التركية – السورية، ومن اجل تحقيق الصمت الروسي في ضوء تعميق الاجتياح التركي لسورية. كما تأمل تركيا نيل الموافقة الروسية على اقامة منطقة امنة في الأراضي السورية، يمكن ان تنقل اليها مئات الاف اللاجئين السوريين الذين يتواجدون على اراضيها. حتى الان، تم منع اقامة مناطق آمنة كهذه بالذات بسبب معارضة الولايات المتحدة، التي تخوفت من ان يؤدي ذلك الى اجبارها على التدخل الجوي بشكل اوسع، ولكن بعد الانسحاب الامريكي من التدخل في الحلبة السورية (باستثناء الحرب ضد داعش)، يمكن للتحالف مع روسيا ان يحقق الرغبة التركية.

من جانبها تحتاج روسيا الى الدعم التركي للأسد، او على الاقل الموافقة على بقاء الاسد رئيسا لسورية خلال الفترة الانتقالية حتى الانتخابات. الموافقة على ذلك، اذا تم تحقيقها، يعني ان قسما من الميليشيات التي تمولها تركيا، ومن بينها جيش سورية الحر، الذي بدأ التمرد ضد الاسد، ستطالب بالتخلي عن سلاحها او توجيهه ضد داعش فقط. اذا تم تحقيق هذا الهدف، يبدو ان الكثير من هذه الميليشيات ستوافق على وقف اطلاق النار الشامل من اجل بدء الخطوات السياسية التي ستقودها روسيا منذ الان.

هذه لعبة الدومينو التي سعت اليها روسيا عندما حددت حلب كهدف استراتيجي اول، بعد ان اوضحت في الصيف الماضي بأن المعركة على المدينة ليست مطروحة في مقدمة الاولويات. روسيا تطمح للحضور الى المفاوضات ليس فقط مع واقع عسكري جديد، يظهر فيه نظام الاسد كقوة مهيمنة على البلاد، وانما، ايضا، احضار حقائق سياسية متفق عليها، سيكون اهمها مسار تركي – ايراني – روسي، يتحدث بصوت واحد ويتبنى شعارا واحدا يقول "الشعب السوري هو الذي يحدد مصيره"، هذا يعني ان الاسد هو خيار، ايضا، وموافقة واسعة من قبل المتمردين الذين لحقت بهم هزيمة بالغة.

التعلق المتبادل بين روسيا وتركيا يحتم عليهما وضع مسألة اغتيال السفير جانبا، وعدم تحويله الى سبب للمواجهة السياسية، وانما استخدامه كرافعة لدفع الهدف السياسي. على الورق يمكن للخطة الروسية – التركية فتح الابواب امام القنال السياسي، ولكن حتى اذا حدث كل شيء بناء عليها، ستبقى تركيا مع مراكز ارهاب غير مسيطر عليها، تعمل في الميدان وتظهر قدرات تنفيذية خطيرة.

العالم العربي: حروب دينية وغيرها

يكتب د. ادي كوهين، في "يسرائيل هيوم" انه مرت عدة سنوات على اندلاع "الربيع العربي"، ولا يزال غالبية العالم العربي يعيش حالة فوضى مطلقة. الصراعات الداخلية والحروب بين الاسلام المتطرف والاسلام المعتدل، بين القوميين والليبراليين، وخاصة الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة، لا تسمح بالعيش بسلام ورخاء في غالبية الدول العربية. اضف الى ذلك، ان فرص الهدوء لا تظهر في الأفق، خاصة في سورية، مصر، ليبيا، العراق واليمن. بعبارة اخرى، العالم العربي كله يشتعل، لكن قسما من القادة متأكدين من ان اسرائيل هي سبب كل هذه المشاكل، ولا تتحمل مسؤولية اعمالها.

من المناسب الاشارة الى عدة اسباب اوصلت العالم العربي الى الفوضى الحالية. السبب الأول هو الفساد المتفشي في صفوف القادة العرب، والذين تخضع لسيطرتهم وللمقربين منهم كل مقدرات الدولة. ونتيجة لذلك فان الاموال التي يفترض ان يتم استثمارها في التعليم والبنى التحتية تحول الى جيوب القادة الفاسدين والمقربين منهم، الذين يحصلون بفضل علاقاتهم على تعيينات في مناصب رفيعة كمدراء عامين ووزراء، دون ان يتمتعوا بمؤهلات القيادة.

السبب الثاني يرتبط بالفساد، ايضا، ولكن بشكل غير مباشر، وهو عدم مشاركة النساء في اجراءات اتخاذ القرارات وغيابهن عن مناصب رئيسية في العالم العربي. وتشير الكثير من الأبحاث الى ان النساء، على الغالب، لا يشوبهن الفساد وتعملن حسب مصالح قومية، خلافا للقادة العرب الذي تحركهم الأنانية الذكورية. لبالغ الأسف، لم يستوعبوا في العالم العربي ذلك ويواصلون اقصاء المرأة وابقائها في افضل الحالات في المدارس والجهاز التعليمي، وفي أسوأ الحالات في المطبخ.

وهناك سبب آخر يؤثر بشكل سيء على اقتصاد الدول العربية، وهو هجرة الشبان اللامعين، خاصة من الاقليات المختلفة، الذين يفعلون كل ما باستطاعتهم من اجل ترك البلاد، من اجل تحقيق انفسهم في الغرب، لأنه لا يتم تقديرهم بشكل كاف في بلادهم او يتم التنكيل بهم بسبب انتمائهم الديني او العرقي. اولئك الشبان يرون مستقبلا افضل لهم في الدول التي تستقبلهم.

سبب آخر أثر بشكل سيء على اقتصاد عدد من الدول، هو استيعابها او للدقة عدم استيعاب اللاجئين الفلسطينيين، الذين وصلوا بآلافهم الى الدول العربية خلال القرن العشرين. هؤلاء اللاجئين ليس فقط لم يسهموا في الاقتصاد وانما سببوا له الضرر. فبسببهم انخفض متوسط الأجور بعشرات النسب وازدادت البطالة. لقد اقام اولئك اللاجئين الابديين مخيمات للاجئين في قلب عواصم بعض الدول العربية كدمشق وبيروت، وهي مخيمات سببت الكثير من الامراض والمشاكل، ناهيك عن الجريمة والسلاح غير القانوني السائد فيها.

الدول العربية لم تمنح المواطنة والحقوق الاجتماعية او الانسانية للفلسطينيين، وحتى هذا اليوم، يواصلون العيش على الهامش ويعيقون التطور الاقتصادي. ليس عبثا ان دول الخليج رفضت استقبال لاجئي الحرب السورية. من الجدير الاشارة الى دولة واحدة على الاقل، تضررت من اولئك اللاجئين، وهي العراق. لقد طرد العراق خلال نصف القرن الماضي، اليهود الذين عاشوا في العراق، واستوعب مكانهم عشرات الاف اللاجئين الفلسطينيين، الفلاحين الاميين.

لم يستطع اولئك اللاجئون شغل الفراغ الذي خلفه اليهود الذين عملوا في التجارة والوظائف الرفيعة، والمحاماة والطب والاقتصاد والعلوم. في السياق الاكاديمي من المناسب ابداء الرأي في عدد الفائزين بجوائز نوبل في اسرائيل مقابل عددهم في العالم العربي: خلال سنوات اسرائيل الـ69 حاز 12 اسرائيليا على جائزة نوبل، ومقارنة بعدد سكان اسرائيل يعتبر هذا العدد من الأرقام العالية في العالم. مقابل ذلك، في العالم العربي، من بين مليار ونصف مواطن، حاز اربعة فقط على جائزة نوبل. هذا المعطى يعكس جدول اولويات متخلف، لا يتم فيه ايلاء مكانة مناسبة ومحفزات كافية للتعليم والثقافة. هذا الأمر يعكس فشل العالم العربي في العصر الحديث الذي يعتمد فيه التطور والتقدم على هذه الأسس، وهكذا ينتج انه في العهد الذي تعتبر فيه العلوم والتكنولوجية هي التبادل التجاري الاساسي، نجد غالبية الدول العربية متخلفة في هذا المجال.

التعليـــقات