رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تشرين اول 2016

الإثنين | 10/10/2016 - 07:50 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تشرين اول 2016


عملية القدس: قتيلان اسرائيليان وخمسة جرحى بنيران ناشط فلسطيني دفاعا عن الاقصى

تناولت الصحف الاسرائيلية كلها، اليوم، العملية التي وقعت في القدس امس، والتي استخدم منفذها سلاحا من طراز "ام 16"، الذي يستخدمه عادة الجيش الاسرائيلي. وركزت الصحف على ماضي منفذ العملية، الذي اعتقل عدة مرات "بتهم امنية" في مركزها نشاطه في اطار مجموعة المرابطين في المسجد الاقصى، وحقيقة انه كان يفترض ان يسلم نفسه للشرطة، امس، لقضاء عقوبة بالسجن لأربعة اشهر.

وكتبت "هآرتس" ان العملية اسفرت عن مقتل شخصين واصابة خمسة آخرين، بالقرب من المقر القطري للشرطة في القدس. فقد اصيبت المواطنة ليبناه مليحي (60 عاما)، من القدس، بجراح يائسة توفيت على أثرها، كما اصيب الشرطي يوسف كيراما من "مبسيرت تسيون"، بجراح بالغة توفي متأثرا بها. واصيب ثلاثة من الجرحى بجراح متوسطة والآخرين بجراح طفيفة. وقالت الشرطة ان منفذ العملية هو مواطن فلسطيني (39 عاما) من حي سلوان في القدس، لكنه يقيم في حي الرام، خلف الجدار الفاصل. وامتنعت الصحف عن نشر اسمه وفقا لأمر استصدرته الشرطة بمنع نشر تفاصيل الحادث ومنفذه.

وحسب الصحيفة، يستدل من مجريات التحقيق ان المخرب وصل بسيارته من جهة مفترق التلة الفرنسية، باتجاه محطة القطار الخفيف عند مفترق "جبعات هتحموشت"، وفتح النار من رشاش باتجاه المنتظرين على محطة القطار، فأصاب ليبناه بجراح بالغة ومواطن آخر بجراح متوسطة. ومن ثم واصل السير  باتجاه مفترق المقر القطري للشرطة حيث اطلق النار على سيارة كانت متوقفة على المفترق واصاب سائقتها بجراح متوسطة، ونتيجة لذلك وقع حادث طرق اسفر عن اصابة مواطنتين بجراح طفيفة.

ومن هناك واصل المخرب باتجاه حي الشيخ جراح، حيث كان الشرطيان يوسف كيرما وسرجي بوتسكين يبحثان عنه على متن دراجتين ناريتين، وعندما شاهدا السيارة اقتربا منها لتشخيص السائق، ففتح النار على يوسف واصابه بجراح بالغة، توفي متأثرا فيها فيما اصيب الشرطي الآخر بجراح متوسطة. ووصلت الى المكان قوة اخرى من الشرطة ففتحت عليه النار وقتلته.

وتمتد نقاط العملية الثلاث على امتداد الخط الفاصل وشارع رقم 1 في القدس. وهي المنطقة التي شهدت قسما كبيرا من عمليات الدهس والطعن خلال العامين الأخيرين. ويعتبر هذا الحادث مميزا لأنه استخدم فيه سلاح أصلي من نوع "ام 16"، خلافا لبنادق كارلو المرتجلة التي استخدمت في العمليات السابقة.

وتبين ان المخرب هو شخصية معروفة في القدس، كما ان قوات الأمن تعرفه جيدا من اعتقالات سابقة، اثر ارتكابه لمخالفات امنية. وكان من المفروض ان يسلم نفسه للشرطة صباح امس، لقضاء عقوبة بالسجن لمدة اربعة أشهر.

وقالت ابنة المخرب لوسائل الاعلام التي تجمعت امام منزل العائلة في الرام انها تفاخر بوالدها وبما فعله. وقالت: "ودعنا في الصباح واعتقدنا انه ذاهب لتسليم نفسه للشرطة، لأننا نعرف بالحكم عليه بالسجن لأربعة اشهر".

ووصل وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان الى مكان الحادث، وقال انه "لم تكن هناك اي تحذيرات مسبقة بشأن هذا الحادث، لكننا قلنا طوال الوقت انه بسبب التوتر يحتمل وقوع هجمات من قبل مخربين افراد". وهاجم اردان الشبكات الاجتماعية وحملها المسؤولية المباشرة عن "التحريض الكبير الذي يدفع الناس للخروج لتنفيذ هجمات". وقال ان "الفيسبوك وشركات الانترنت تتحمل المسؤولية المباشرة لما حدث. قيام الفيسبوك بإعادة فتح صفحات حماس في الاسبوع الماضي، بضغط من الشارع الفلسطيني هو فضيحة".

وقال القائد العام للشرطة، روني الشيخ في موقع الحادث انه "لا يوجد اي تغيير حاليا في تقييم الاوضاع، ولا حاجة لتغيير طابع السلوك. سنوفر الحماية المعززة لكل من خطط للوصول الى القدس".

واصدرت حركة حماس بعد العملية بيانا تبنت فيه منفذها وكتبت "نزف استشهاد ابننا المجاهد (مصباح أبو صبيح) الذي نفذ العملية البطولية صباح اليوم، في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة... هذا رد طبيعي على جرائم الاحتلال".

وقالت مصادر صحفية فلسطينية ان منفذ العملية يحمل الهوية الاسرائيلية، وهو ناشط معروف من اجل المسجد الاقصى، ومن نشطاء مجموعة المرابطين التي تتواجد في المسجد. وقد اعتقل عدة مرات طوال السنوات الماضية، وامضى عقوبات في السجن بتهم امنية.

واعادت وكالة "معا" نشر لقاء كانت قد اجرته مع أبو صبيح قبل اسبوع، تحدث فيه عن اعتقاله في 2014 في البلدة القديمة بتهمة الاعتداء على شرطي. وبعد عدة أيام تم اطلاق سراحه ومن ثم فوجئ باستدعائه للمحاكمة، حيث فرض عليه السجن الفعلي لأربعة اشهر.

وفي كانون الثاني 2015، تم تقديم لائحة اتهام ضده على خلفية كتابات محرضة على الفيسبوك، حيث دعا في تشرين اول 2014 الى التضحية من اجل الاقصى، وكتب ان الانتفاضة تشتعل في كل احياء القدس، وان الاقصى خط احمر، ومن دون الاقصى سيسفك الدم، وللأقصى رجال يفدونه بدمائهم. وقد ادين في حينه وسجن لمدة سنة، وبعد اطلاق سراحه تم تقديم لائحة اتهام ضده بتهمة الاعتداء على الشرطي.

وقبل يومين دون على صفحته في الفيسبوك منشورا اعرب فيه عن محبته للمسجد الاقصى، وكتب: "لن اشتاق لاحد كما اشتاق لك، ولن احب احد كما احبك. قالوا السجن 4 اشهر بسبب محبتي لك فقلت والله قليل. حياتي ومالي وكل ما املك من اجلك. روحي وقلبي دائما معك ولن انسى محبتي وعشقي الكبير لك".

تعقيبات اسرائيلية

وتنشر صحيفة "يسرائيل هيوم" في اطار تغطيتها للعملية ان العملية وقعت قبل وقت قليل من جلسة الحكومة الاسبوعية، والاجتماع الاعتيادي للمجلس الوزاري – السياسي المصغر، وفي ختام الجلسة استمع رئيس الحكومة والوزراء الى استعراض واسع حول الحادث.

وقال رئيس الحكومة انه "حسب ما سمعناه من التقارير فقد كانت هنا عملية سريعة جدا، عازمة جدا من قبل افراد الشرطة الذين لاحقوا المخرب وقضوا عليه". وقال الوزير تساحي هنغبي "لقد اعتدنا على الوحشية واطلاق النار بدون تمييز من قبل المخربين، وفي هذه الحالة، كما يتطلب الامر، انهى المخرب وجوده في عالم الأحياء". وقال الوزير اوري اريئيل: "نحن نلتقي مرة اخرى بالإرهاب الذي لا يبحث عن ذرائع لتبرير اصابته لليهود. انه يفعل ذلك في كل مكان يمكنه الوصول اليه، وفي كل وقت، حتى في العاصمة. قسم من الرد يجب ان يكون في زيادة البناء (في المستوطنات) واخراج الشك من قلوب اعداءنا بأنه يمكن لنا ان نتزحزح من القدس".

وتطرق الرئيس رؤوبين ريفلين الى العملية وقال انه "يمنع السماح للإرهاب بإضعافنا وعلينا الوقوف صامدين معا دفاعا عن امننا".

وقال رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، ان "هذه العملية قاسية ومؤلمة جدا في قلب القدس عشية يوم الغفران. منفذو العمليات الأشرار لن يهزموننا ابدا".

وفي خبر آخر تكتب الصحيفة ان الجندي السابق في حرس الحدود الاسرائيلي، موطي شراغا، قام امس، بنشر صورة على مدونته في الفيسبوك ادعى انها تظهره خلال قيامه قبل اكثر من سنة باعتقال المخرب الذي نفذ عملية القدس، في الحرم القدسي، وعلى الفور جرف الشبكة من خلفه. فقد تمت خلال عدة ساعات مشاركة الصورة من قبل اكثر من خمسة آلاف شخص، وحصلت على أكثر من عشرة آلاف اعجاب.

وكتب شراغا: "هذا هو المخرب الذي نفذ العملية واخد دماء شرطي ومواطنين. انا اعتقلته واليوم انا في المحكمة (ليس لأنني اعتقلته وانما لأنني اعتقلت عربي آخر جاء للتعرض لرئيس الحكومة). دولة لا تملك ذرة خجل".

المطالبة باعتقال قادة المرابطين اداريا

كما تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيسة كتلة البيت اليهودي شولي معلم رفائيلي، توجهت الى وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، وطالبته باصدار اوامر اعتقال اداري لقادة تنظيمات المرابطين والمرابطات. وقالت ان "العملية التي وقعت في القدس تكشف الخطر الذي تشكله هذه التنظيمات المتطرفة على سلامة الجمهور. هذه التنظيمات تنشغل في التحريض غير المتوقف، من خلال تقديم معلومات كاذبة للجمهور العربي حول ان اسرائيل ومواطنيها يريدون التعرض للمساجد على جبل الهيكل. اطالبك بتفعيل صلاحياتك وادخال قادة هذه التنظيمات الى المعتقل الاداري".

في قلب القدس، رايات حماس، احتفالات وتحية للمخرب

وتحت هذا العنوان يكتب اليؤور ليفي في تقرير تنشره "يديعوت احرونوت" حول ردود الفعل في القدس الشرقية على العملية امس، ان القدس هي "مدينة واحدة مع فجوة بين طرفيها: في الوقت الذي تم فيه دفن ضحايا عملية اطلاق النار في القسم الغربي من المدينة، امس، كانوا في القسم الشرقي من المدينة يحتفلون ويعلنون دعمهم للمخرب وعائلته. وفي بعض احياء القدس الشرقية وقعت مواجهات بين السكان وقوات الأمن.

بعد فترة وجيزة من التعرف على هوية المخرب الذي تم فرض السرية على هويته، خرج سكان الاحياء الشرقية في القدس والاحياء المجاورة للمدينة في الشمال، الذين يحمل الكثير منهم بطاقة الهوية الاسرائيلية – للتظاهر دعما لقوات الأمن. وتمت تغطية بيت المخرب بأعلام حماس ولافتات ضخمة تمجد المخرب. واصدرت حركة حماس بيانا اعلنت فيه رعايتها للعملية. ووصل مئات الفلسطينيين الى المكان ورددوا هتافات الدعم للمخرب "بالروح بالدم نفديك يا شهيد". وقامت شقيقة المخرب بتقديم الحلويات للقادمين وهي تهلل لشقيقها "افرحوا معنا، لا تعزونا، لأن اخي مات شهيدا والحمد لله". وقد اعتقلت الشرطة والد المخرب بعد العملية لكنها عادت واطلقت سراحه بعد عدة ساعات. ومنعت الشرطة عائلة المخرب من فتح بيت للعزاء، لكن هذا لم يمنع الالاف من الوقوف والهتاف له خارج البيت، وامام محل الحلويات التابع لعائلته، وهذا كله في مكان يخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة.

بعد عدة ساعات من العملية قامت قوات الأمن باعتقال عدة نشطاء فلسطينيين معروفين في القدس الشرقية، بعضهم من الاسرى المحررين، لكنه من المشكوك فيه ان هذا ما سيقود الى الهدوء في القدس الشرقية. قلة من المخربين من القدس الشرقية الذين حظوا بمثل هذا التأييد، وبعد دقائق من معرفة هويته، تحول على الشبكات الاجتماعية وفي الميدان ايضا، الى رمز لإعادة اشعال الانتفاضة التي خفتت في الآونة الأخيرة.

هناك عدة اسباب لذلك، ترتبط ببعضها البعض: الاول هو حقيقة كونه شخصية معروفة جدا في ما يتعلق بالمسجد الاقصى، والثاني هو قيامه بتنفيذ العملية بواسطة السلاح الناري، الامر الذي اعتبر اكثر جرأة في صفوف الفلسطينيين، والثالث هو انه اختار تنفيذ العملية في اليوم الذي كان يفترض فيه الدخول الى السجن بسبب مخالفات امنية، والرابع هو انه نجح بقتل رجل امن ايضا.

المخرب هو شخصية كانت معروفة جيدا لجهات اسلامية في القدس الشرقية، والمرتبطة بحماس، وقد حظي بلقب "اسد المسجد الاقصى". لقد امضى الكثير من الايام على ابواب المسجد الأقصى، دخل في مواجهات مع الاسرائيليين الذين وصلوا لزيارة جبل الهيكل، ومع قوات الأمن، ونشر افكاره المحرضة على اسرائيل على صفحته في الفيسبوك، ونشر بدون خوف صوره وهو يتشح بأعلام حماس الخضراء. وفي شريط فيديو تم نشره بعد العملية، يظهر المخرب وهو يدعو سكان القدس الشرقية الى "مواصلة الدفاع عن الاقصى في مواجهة دنس الاحتلال الاسرائيلي". كما ان اداناته السابقة وابعاده عن المسجد الاقصى والبلدة القديمة فعلت فعلها ومجدت اسمه بين الفلسطينيين في القدس الشرقية، حتى قبل العملية.

المواجهات التي اندلعت في القدس الشرقية، امس، وهتافات الله اكبر في منطقة العملية – على مسافة قصيرة من مركز المدينة، وتظاهرات الدعم للمخرب والتحريض المتفشي على الشبكة وتأييد الشبان في القدس الشرقية لشخصيته كرمز طري للانتفاضة، تؤكد اكثر السيطرة الاسرائيلية المحدودة جدا على الشق الشرقي للمدينة. ويسود التخوف الان من التأثير المعدي لهذه العملية على الارض وعلى الشبان الفلسطينيين، وكل هذا في منطقة تخضع للسيادة الاسرائيلية.

في مكتب وزير الأمن الداخلي، اوضحوا امس، ان الوزير غلعاد اردان، اوعز للشرطة بمحاسبة كل من يقوم بعمل يظهر الدعم لأعمال القتل والارهاب. وجاء ايضا، ان الشرطة اعتقلت من قاموا بتوزيع الحلويات في القدس الشرقية، ومنعت اقامة خيمة عزاء، واعتقلت نشطاء طالبوا اصحاب المحال التجارية بإغلاقها تماثلا مع المخرب. كما اعتقلت الشرطة الفلسطينيين الذي صوروا الحادث وهتفوا الله اكبر.

"اليافطة الكبيرة التي تظهر على بناية مع صورة المخرب، تتواجد في حي الرام الذي يخضع لسيطرة الجيش فقط وليس للشرطة، وقد توجهت الشرطة الى الجيش طالبة العمل في الرام، ايضا، لمنع مظاهر التماثل مع العملية".

نتنياهو يؤيد مبادرة لفرض المقاطعة على النواب العرب لرفضهم المشاركة في جنازة بيرس

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال، امس، انه سيؤيد فرض المقاطعة على نواب القائمة المشتركة في الهيئة العامة للكنيست بسبب مقاطعتهم لجنازة شمعون بيرس. وينوي نتنياهو مقاطعة خطابات نواب القائمة المشتركة خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست في نهاية الشهر الجاري.

وقد طرح المبادرة لمقاطعة النواب العرب وزير الأمن، افيغدور ليبرمان، ورئيس الائتلاف الحكومي، دافيد ابيتان (الليكود). واذا تم تنفيذ قرار المقاطعة فان نواب الكتل المشاركة في الائتلاف سيغادرون قاعة الهيئة العامة اثناء خطابات نواب المشتركة. كما يمكن ان يطالب الائتلاف بتعليق مناقشة مقترحات نواب القائمة لجدول الاعمال واستجواباتهم، الا ان فرص تحقيق ذلك منخفضة بسب قيود بيروقراطية.

وعرض ليبرمان فكرة المقاطعة خلال جلسة ادارة الائتلاف الحكومي، وقال ان مقاطعة نواب المشتركة لجنازة بيرس هو "تجاوز لخط احمر" لا يمكن المرور عليه. وحسب اقواله فقد "اثبت نواب المشتركة انه لا فائدة من محاورتهم والنقاش معهم، ويجب اتخاذ قرار ملزم بمقاطعة ظهورهم وخطاباتهم في الكنيست".

وصرح بيتان انه سيبادر فور افتتاح الدورة الشتوية الى عقد جلسة لإدارة الائتلاف من اجل فرض عقوبات على نواب المشتركة، وقال ان "سلوك النواب العرب الذي انعكس في مقاطعة جنازة بيرس، يثبت المرة تلو الاخرى انهم لا يتحركون بدافع الاهتمام بالجمهور العربي في اسرائيل والتعايش وانما يعملون على الانعزال والتحريض والاستقطاب".

وطلب ليبرمان من عضو قائمته عوديد فورر التوجه الى نواب المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل ودعوتهم للانضمام الى المقاطعة. واعرب النواب تسيبي ليفني وكسانيا سباتلوفا واريئيل مرجليت عن تحفظهم من المبادرة، ووصفوها بانها محاولة لحرف الانظار عن الفشل بمحاربة الارهاب.

وفي تعقيبه على المبادرة قال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، ان مبادرة ليبرمان هي "قمة جديدة في الحقارة. هذا الرجل الذي يقوم ميراثه السياسي كله على الكراهية والاستقطاب يحاول تعليمنا كيف نبني الجسور. كما هو معروف فان مبادرات ليبرمان للمس بالتمثيل السياسي للمواطنين العرب ترتد الى نحره، وتعزز قوتنا فقط، وهكذا فان تخويفه يزيد من قوة المشتركة. سنواصل العمل على كل الساحات بما في ذلك الساحة البرلمانية من اجل السلام والمساواة".

وقال النائب احمد الطيبي ان "المرحوم (بيرس) يتقلب في قبره في الوقت الذي يقوم فيه بلطجي الحي بلعب دور الادميرال في جنازته". وقال النائب باسل غطاس "اننا نستمد قوتنا من جمهور ناخبينا وليس من ليبرمان"، فيما "شكر" النائب يوسف جبارين ليبرمان لأنه "لم يأمر هذه المرة بضرب الرؤوس بالبلطات" كما فعل سابقا.

وقال النائب عيساوي فريج من ميرتس ان "الحكومة التي لا تستطيع توفير الأمن تهرب الى التحريض والتمزيق. الائتلاف والحكومة لا يقاطعون المشتركة فقط وانما المجتمع العربي كله".

في سياق آخر من المنتظر ان تحقق الشرطة اليوم، مع النائبين جمال زحالقة وحنين زعبي (التجمع – المشتركة) على خلفية الاشتباه بقيام نشطاء في الحزب بتحويل اموال الى صندوق الحزب بالخداع.

الحكومة تمنح الصلاحيات مجددا لشعبة الاستيطان

كتبت "هآرتس" ان الحكومة صادقت امس، على اقتراح وزير الزراعة اوري اريئيل، تحويل صلاحيات حكومية الى شعبة الاستيطان، الامر الذي يسمح للشعبة بتوسيع نشاطاتها، بعد منع تحويل ميزانيات لها خلال العامين الاخيرين، في ضوء وجهة نظر اعدها المستشار القانوني للحكومة حول خروقات في نشاطاتها.

ويمنح الاتفاق الموقع بين الحكومة والشعبة، صلاحيات رسمية للشعبة بالعمل في الضفة الغربية، فتكون مسؤولة عن "دفع التخطيط من اجل اقامة بلدات قروية جديدة"، وكذلك العمل من اجل اقامة بلدات في القطاع القروي بناء على قرارات الحكومة، ويشمل ذلك: شق طرق، انشاء بنى تحتية، اقامة معسكرات مؤقتة لمجموعات استيطان جديدة، تنفيذ اعمال تخطيط وتطوير وترميم للبنى التحتية في البلدات القروية.

وسيكون الوزير اريئيل هو المسؤول عن التواصل بين الحكومة والشعبة، وسيتم هذا العام تخصيص مبلغ 200 مليون شيكل لها. وحسب الاتفاق لا يمكن للشعبة منح "هبات ودعم مالي"، ويشمل ذلك منع تحويل اموال الى مدارس دينية، والتي تم دعمها سابقا من قبل الشعبة.

الحكم بالسجن على عالم الفيزياء الفلكية الفلسطيني عماد برغوثي بزعم التحريض

ذكرت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في عوفر، فرضت امس، حكما بالسجن لسبعة اشهر على عالم الفيزياء الفلكية عماد برغوثي، الذي ادين بتهمة التحريض. كما فرضت المحكمة على البرغوثي غرامة بقيمة 2000 شيكل. وقررت المحكمة احتساب عقوبة السجن منذ اعتقال البرغوثي في شهر نيسان الماضي، ما يعني انه يمكن اطلاق سراحه الشهر القادم، اذا لم يطرأ اي تغيير.

يشار الى ان البروفيسور البرغوثي (54 عاما) من سكان بيت ريما في قضاء رام الله، ويحاضر في جامعة القدس الفلسطينية. ويدعي الجهاز الأمني ان البرغوثي يرتبط بخلية لحماس في الجامعة ويقوم بالتحريض. وتم اعتقاله في شهر نيسان واصدار امر اعتقال اداري ضده لثلاثة اشهر. وفي اعقاب ذلك وقع اكثر من 350 باحثا في انحاء العالم، على بيان يطالب بإطلاق سراحه. وقدم نادي الاسير الفلسطيني التماسا ضد قرار الاعتقال، وفي نهاية ايار، امرت المحكمة العسكرية بإطلاق سراحه، لكنه قبل ثلاثة ايام من موعد اطلاق سراحه، تم تحويل البرغوثي للتحقيق معه من قبل الشاباك، وعندها اعلنت النيابة قرارها تقديم لائحة اتهام ضده.

وتعتمد لائحة الاتهام على منشورات للبرغوثي على الفيسبوك يشجب فيها الاحتلال ويمجد الانتفاضة الفلسطينية، بشكل تدعي النيابة انه يمكن تفسيره كدعم وتشجيع للعنف ضد اسرائيل.. واكدوا في الجهاز الأمني اهمية الصراع ضد التحريض الارهابي، وادعوا انه تراكمت خلال اعتقال البرغوثي اداريا، ادلة ضده، بينما ادعى البرغوثي بانه رغم معارضته للاحتلال الا انه لا يشكل خطرا على امن الدولة.

العليا تأمر المستشار القانوني بتوضيح رفضه التحقيق جنائيا مع نتيناهو

ذكرت "هآرتس" ان قاضي المحكمة العليا، اوري شوهام، امر المستشار القانوني للحكومة والشرطة، بتوضيح سبب عدم فتح تحقيق جنائي ضد رئيس الحكومة، خلال شهر، على خلفية فحص الشبهات ضده.

وجاء قرار شوهام في اعقاب التماس قدمه الناشط السياسي، المحامي يوفال يوعاز، ضد سلوك المستشار والشرطة في موضوع فحص الشبهات ضد نتنياهو. وامر القاضي الملتمس ضدهم بالرد على الالتماس حتى السادس من شهر تشرين الثاني المقبل.

ويطلب الملتمس من المحكمة امر المستشار القانوني للحكومة، ابحاي مندلبليت بتفسير امتناعه عن امر الشرطة بفتح تحقيق جنائي ولماذا لا يطلع الجمهور على الشبهات ضد نتنياهو.

نتنياهو ينوي اطلاق اسم بيرس على مفاعل ديمونة النووي

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة نتنياهو ابلغ الوزراء امس، بأنه ينوي العمل لإطلاق اسم شمعون بيرس على المجمع النووي في ديمونة. وقال نتنياهو ان "شمعون بيرس عمل كثيرا من اجل انشاء هذا المفاعل، المشروع الهام لأمن اسرائيل وللأجيال، واعتقد انه من المناسب تسمية المجمع على اسمه".

مقالات

الاستعداد للمقلدين

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان ارهاب الافراد الفلسطيني الذي اندلع بقوة كبيرة قبل سنة، يتواصل الان خلال فترة الاعياد اليهودية الحالية. في المكان الذي يمكن فيه للمخرب وضع يده على السلاح، كما حدث صباح امس الاحد، في "جبعات هتحموشيت" في القدس، فسيكون ذلك مسألة مفضلة بالنسبة له مقارنة بعمليات الطعن والدهس التي تسبب في غالبية الحالات، عددا قليلا من الاصابات. بما ان المخرب الذي قتل امس امرأة وشرطيا هو من سكان القدس الشرقية، فانه لم يواجه اي عائق يمنعه من الوصول الى المكان بسيارته.

لقد سارعت حماس والجهاد الاسلامي الى الترحيب بالعملية، لكن اتجاهات الارهاب خلال الأشهر الاخيرة تشير حتى الان الى فشل التنظيمين بالذات. قبل سنة، حاولت حماس الركوب على موجة الارهاب وحث سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية على حمل السلاح الساخن، يحذوها الأمل بتصعيد العنف وتوليد الاشتعال الداخلي الذي سيهدد استمرار السلطة الفلسطينية. عمليا، تواصلت عمليات الافراد في الوقت الذي واجهت فيه حماس صعوبة في تفعيل خلايا تابعة لها، باستثناء عملية انتحارية واحدة وقعت في القدس في نيسان الماضي، والتي نفذها مخرب من بيت لحم، وكان القتيل الوحيد في العملية. في الغالبية المطلقة للعمليات، نجح الشاباك واجهزة الأمن الفلسطينية باعتقال خلايا حماس في الضفة قبل خروجها لتنفيذ العمليات.

المخرب الذي عمل صباح امس، وتم قتله خلال تبادل النيران مع الشرطة، هو ناشط محلي معروف في حماس، وعضو حركة المرابطين، قوات الدفاع التي اقامتها الحركة الاسلامية في اسرائيل، بهدف مواجهة الشرطة والمصلين اليهود في الحرم القدسي (والتي اخرجتها اسرائيل عن القانون قبل سنة). انه من سكان حي سلوان، احد الاماكن التي تشهد اشد احتكاك في شرقي المدينة بين الفلسطينيين والمستوطنين والشرطة والبلدية. وسيكون على الشاباك والشرطة فحص عدم توفر انذار مسبق حول مخطط المخرب (وكيف تمكن من الحصول على سلاح ناري)، رغم انه اكثر من النشر المتطرف على الفيسبوك، بل كان يجب ان يبدأ امس، بقضاء عقوبته في السجن لأربعة اشهر، بعد ادانته بمهاجمة شرطي.

العامل الديني في العملية الأخيرة واضح. انه يرتبط بالصراع الفلسطيني على الحرم القدسي والخوف الدائم في القدس الشرقية من محاولة اسرائيل منع المسلمين من دخوله، خاصة في فترة الاعياد العبرية. وبما ان العملية حدثت في مكان رئيسي، فقد ادت الى خسائر في الأرواح، وتم توثيقها بكاميرات من الجانب الفلسطيني، ومنفذها هو شخص معروف نسبيا بين النشطاء في القدس – هناك اسباب كثيرة للتكهن بأنه في اعقابها يتوقع قيام مقلدين ومحاولة تنفيذ اعمال مشابهة في الفترة القريبة، خاصة في القدس والخليل.

على خلفية تجدد تقوض الشعور بالأمن الشخصي في القدس، ستدرس الشرطة تعزيز قواتها بشكل اكبر في المدينة، بالإضافة الى الاستعداد المتزايد للجيش في الضفة خلال فترة الاعياد. في تشرين الاول الماضي بدأت بشكل مشابه في القدس موجة ارهاب تم صدها بشكل تدريجي في نيسان – ايار من العام الجاري، وكان لها وميض آخر عدة مرات في الأشهر اللاحقة. يمكن الافتراض بأنه في الجانب الاسرائيلي تم استخلاص العبر العملية وسد عدة نقاط ضعف، بشكل يفترض ان يساعد على تقليص خطر اندلاع واسع. لقد تم امس نشر نتائج استطلاع فلسطيني اجرى في الضفة والقطاع بمشاركة حوالي الف شخص، ويستدل منه – ربما بشكل مفاجئ – ان اكثر من نصف الشبان الذين تم استطلاع آرائهم، يعتبرون البطالة مركز القلق والعدو الأول بالنسبة لهم.

لكن الفارق الأساسي مقارنة بالظروف قبل سنة يتعلق بالضعف المتواصل لمكانة السلطة الفلسطينية. في الأسبوع الماضي، بعد عدة ايام من تعرض الرئيس ابو مازن الى انتقاد بالغ من قبل حماس وفتح بسبب مشاركته في جنازة بيرس، تم اجراء عملية قسطرة له في مستشفى رام الله. الى جانب مشاكله الصحية، تواصل السلطة اظهار مصاعب في السيطرة على الميدان. صد الارهاب في الجولة السابقة تم تحقيقه الى حد كبير بفضل التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة، رغم انه مرت عدة اشهر حتى قررت التعاون في الجهود المبذولة لوقف العمليات.

الانتقادات العلنية للسلطة، ومعها التوقعات بانتهاء ولاية عباس والصراع على وراثته، يمكن ان تتحول الى محفز على اندلاع موجة اخرى. وهذه المرة، ايضا، ستكون القدس، والحرم القدسي خاصة، اماكن سيتضح فيها ما اذا سيحدث التصعيد الطويل والقاسي في المناطق، ام ان المقصود مرة اخرى ارتفاع وهبوط شبه مصادف، لا يعكس حدوث تحول ملموس في المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين.

بينت يتظاهر بأنه ديموقراطي

تكتب ايريس لعال، في "هآرتس" ان تدخل نفتالي بينت في السفسطة التي تطورت حول تصريحه الأخير، حدث يوم الجمعة على حسابه في "تويتر" حيث كتب "لكل الذين يسألون، التضحية بالنفس = بذل جهد كبير من اجل الهدف". وانهى توضيحه بتحية "سبت هادئ".

ولكن، كاد يكون السبت هادئا، لأن النقاش واصل الغليان بعد ذلك، في محاولة للنزول الى اعماق تصريحه خلال مؤتمر نبلاء الاستيطان، بأنه "يجب التضحية بالنفس" من اجل ضم الضفة.

سبب ذلك هو ان هذه الكلمات بالذات خلقت انفجارا مدويا مفهوما للجميع. الخلط بين الأيدولوجية والارهاب القاتل. لا ينقص في الشرق الاوسط مجانين ينظرون الى نضالهم من خلال المصطلحات المروعة للحرب الدينية. ولذلك، جاء التساؤل، من تلقاء نفسه تقريبا، حول ما اذا كان هذا المصطلح لا يعني الدعوة الى نوع من الشهادة اليهودية، وما اذا لم يكن يشجع، معاذ الله، "الاعشاب الضارة" – الاسم المغسول لمن احرقوا منزل عائلة دوابشة وقتلة الطفل محمد ابو خضير، والمنكلين من الحي اليهودي في الخليل، والمشاركين في الطقوس الوثنية في العرس الدموي – على حمل احزمة ناسفة وملء حاوية بالنفط.

وعلى الرغم من ذلك، وبدون اي غمزة ساخرة، انا اصدق بينت الذي قال انه عندما طلب من المستمعين اليه التضحية بأنفسهم، كانت نواياه هي ان يبذلوا كل جهودهم من اجل ضم الضفة. ربما تكمن في السياق الكامل الراحة للقلقين: "في موضوع ارض اسرائيل يجب علينا الانتقال من الكبح الى الحسم. يجب ان نحدد الحلم – والحلم هو ان تكون يهودا والسامرة جزء من ارض اسرائيل السيادية. يجب علينا العمل اليوم، ويجب ان نضحي بالنفس".

وبترجمة الى لغة العقلاء يقول بينت: "يجب علينا بذل كل ما اوتينا من جهد وقوة من اجل ضم المناطق التي تمت السيطرة عليها خلال الحرب، مع سكانها الذين يصل عددهم اليوم الى مليوني نسمة، والذين، كما اثبت التاريخ، على استعداد للتضحية بنفوسهم من اجل التخلص من سلطتنا القسرية واحباط تطبيق الحلم الامبريالي بالاستيطان في كل جزء من ارض اسرائيل التاريخية. هذا كل شيء.

او ربما كل شيء. لأنه على هامش الامور التي كان في جوهرها تذكير هذا الجمهور بتوقه المشترك لإنقاذ قطعة الارض الفلسطينية هذه، قال بينت، ان الحكومة تحاول الالتفاف على رغبة الشعب بوسائل قانونية. هذه العبارة بالذات، التي تستدعي اجراء نقاش تحليلي، والتي كان يجب ان تشعل اضواء التحذير من تسرب نووي، مرت بهدوء.

لأنه، بيننا، ما الذي قصده وزير في الحكومة وعضو في المجلس الوزاري المصغر، عندما يقول ان حكومته تحاول الالتفاف على الرغبة الواضحة للغالبية؟ ها هي ترجمة لهذه الحكمة الخطيرة: الديموقراطية البرلمانية اليوم هي خداع لأنها لا تتناسب مع مشاعر الناس وتطلعات التبشيريين، ولذلك فإنها تتآمر على تعريفها.

بين الجمهور الذي وجهت اليه هذه الاقوال وبين بينت واعضاء حزبه هناك اجماع على ان لهجتهم المؤيدة للديموقراطية هي ادعاء متفق عليه. هدف تقنعهم بالديموقراطية في أيام غوش ايمونيم واليوم كان ولا يزال تشريعها كجزء شرعي من الجهاز القانوني – السياسي. كل ذلك لكي يتمكنوا من العمل في داخله من اجل تحقيق الوعد الالهي ومن اجل احترام قدسية الارض.

لقد حددوا الحلم، والشعب شريك في هذا الحلم، واذا لم يتحقق، فسيكون ذلك بمثابة تفجير لوهم الديموقراطية، وعندها يمكن اخيرا التخلص منها.

ولتكن لنا جميعا سنة سعيدة تقريبا

الاقصى في خطر" – الفرية الدموية التي تخلق الارهاب

يكتب نداف شرغاي في "يسرائيل هيوم": كم من الدماء يجب ان تسيل بعد كي يتم في كتب القوانين الاسرائيلية اعتبار فرية "الاقصى في خطر" جريمة خطيرة تحمل معها عقوبة ثقيلة بالسجن؟ كم من المخربين يجب ان يخرجوا الى الشوارع وقتل يهود باسم الفرية الدموية العصرية، كي يتم اخراجها من  تعريف "التحريض" فقط وتحويلها من ناحيتنا الى تهديد بالقتل او محاولة القتل.

هذه الفرية الكاذبة التي تتهم دولة اسرائيل بالتخطيط لهدم الاقصى او في نص آخر لها بـ"المؤامرة" لتغيير الوضع الراهن الذي يميز ضد اليهود في "الهيكل" – هي فرية دم. لا توجد لدى اسرائيل اي ذرة نية لهدم الاقصى، وفي موضوع الوضع الراهن – لقد تغير فعلا بشكل دراماتيكي، ولكن بشكل فظ وبارز ضد الجانب اليهودي الذي تفرض عليه دائما القيود.

قبل عدة سنوات كانت فرية "الأقصى في خطر" بمثابة تهديد مجرد، تم تطبيقه فعلا، ولكن في احيان متباعدة. خلال العامين – الثلاث الاخيرة، تحولت هذه الفرية من محفز الى سفك للدماء، ومن تهديد الى مثير للعنف المتواصل. العشرات من المخربين الذين شاركوا في موجة الارهاب الاخيرة، خرجوا الى الشوارع باسم هذه الفرية الكاذبة. لقد اطلقوا النار وطعنوا ودهسوا ورشقوا الحجارة والزجاجات الحارقة، لأنهم مثل الكثيرين من الفلسطينيين الآخرين، تم تحريضهم على التصديق بأن اسرائيل التي تمنع اليهود من الصلاة في الحرم، وتقيد زياراتهم هناك، تهدد فعلا سلامة الاقصى.

القاتل الذي عمل في القدس، امس، هو نتاج كلاسيكي لهذا التحريض القاتل، لكنه في هذه الحالة لم يحرض الآخرين فحسب وانما وقع اسير خيالاته واكاذيبه، حتى صدقها وعمل.

لقد سبقه مخرب قتل هليل يافيه اريئيل ومخربين طعنوا وجرحوا حارسا في القطار الخفيف في حي بسغات زئيف في القدس، والمخرب الذي طعن وجرح اسرائيلي في تشرين الثاني الماضي، بالقرب من متجر في منطقة شاعر بنيامين في القدس، ومنفذو عمليات الدهس الذين عملوا في السنتين الاخيرتين في عدة عمليات على امتداد خط القطار الخفيف، في المنطقة التي قتل فيها امس الشرطي يوسف كيرما وليبناه مليحي.

مشكلتنا مضاعفة. اولا: الجمهور الفلسطيني يشتري الفرية ويصدقها، وثانيا: الفرية تخرج من اطار الفيسبوك الذي تحدث عنه وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان. انها قائمة في المساجد، في المدارس وفي نوادي الشبيبة، في الرسومات على الجدران في احياء ومخيمات اللاجئين. في الاعلام الفلسطيني، في الحياة الفلسطينية وفي خطابات قادة منظمة التحرير، من ابو مازن الذي يدعو الى "حماية القدس والمسجد الاقصى" من "الاقدام القذرة" لليهود الذين يدنسونه، مرورا بوزير الاديان يوسف دعيس وانتهاء بالمستخدمين في السلطة الفلسطينية، مثلا سلطان ابو العينين، احد مستشاري ابو مازن.

لا يمكن لإسرائيل مواصلة رصد مواد التحريض على الفيسبوك، ولكن ذلك سيكون بمثابة عدة نقاط ماء على نار ضخمة تحرقنا بلهيبها المرة تلو المرة. يمكن لإسرائيل ايضا البدء بالتحدث صراحة، في الاعلام، من خلال العقاب، في كتاب القوانين وفي خطوات الردع حول الواقع الحقيقي في الهيكل، وحول الفرية الدموية الكاذبة ونتائجها. هذا العمل يجب ان يكون متعدد المستويات، وتنفيذه اولا في القدس الشرقية، التي لا يزال غالبية سكانها – ربما خلافا للانطباع السائد – يتوقون الى مواصلة العيش بهدوء وأمان في المدينة الموحدة تحت سلطة اسرائيل. بعد ذلك يجب العمل طبعا في يهودا والسامرة وفي العالم العربي كله.

مواصلة التطرق الى قضية الحرم القدسي كمسألة يحتم كل عمل يتعلق به المشي على اطراف الأصابع، والهمس الواهن او الحذر المفرط الى حد الشلل، سيخلد الواقع الذي تملي فيه فرية "الاقصى في خطر" النتائج، كتلك التي شهدناها امس. هذه الفرية في حد ذاتها، اذا كان المطلوب دليلا على ذلك، هي تهديد بالإرهاب بكل ما يعنيه الأمر، مثل صواريخ القسام، العبوة الناسفة او المخرب الانتحاري.

نقطة تحول.

يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" انه كما في كل عملية ارهابية، دعا القائد العام للشرطة روني الشيخ بعد العملية، يوم امس، أيضًا، للعودة الى الحياة الطبيعية. ربما يكون هذا صحيحا بالنسبة للمدنيين، ولكن ليس بالنسبة لقوات الأمن التي يجب ان ترى في هذه العملية حدثا استثنائيا، يشذ عن سلسلة عمليات المخربين الأفراد الذين يهاجمون منذ سنة.

حتى اذا اتضح في نهاية الأمر بأن المخرب نفذ العملية لوحده وليس في اطار تنظيم ارهابي، وحتى اذا كان الربط الذي اجراه قائد شرطة القدس يورام ليفي بين العملية امس، والعمليات الاخرى التي وقعت في العاصمة خلال الشهر الأخير، صحيحا، يبقى هذا الحادث القاسي في القدس، امس، والذي استخدم خلاله المخرب سلاحا ناريا من اسلحة الجيش الاسرائيلي، بمثابة ارتقاء درجة.

يوم امس، لوحظت جرأة مثيرة للقلق في تنفيذ العملية نفسها وكذلك بعدها، عندما اتضح حجم الدعم الذي حظي به من قبل سكان المدينة الذين خرجوا الى الشوارع وخرقوا النظام. الاحتفالات الحاشدة خارج منزل المخرب داخل منطقة نفوذ العاصمة تعزز التكهن بأن هذه العملية يمكن ان تشعل شيئا آخر في القدس ونقل العاصمة من عمليات الطعن الى عمليات بالسلاح الناري. المقلدون الذين ساروا في اعقاب السكين يمكنهم ان يسيروا في اعقاب بندقية الـ M16, خاصة وانه تم توثيق العملية بالكاميرات وكون منفذها معروفا بسبب نشاطه الواسع على الشبكة والاعتقالات السابقة. في القدس، من المهم ان نتذكر، يسهل جدا الحصول على السلاح العسكري، اكثر مما في نابلس.

هناك اهمية ايضا للتقويم السنوي: اذا اخذنا في الاعتبار حقيقة اننا عشية يوم الغفران، الذي يتوقع وصول عشرات الالاف خلاله الى حائط المبكى، وقبل عيد العرش الذي يصل عدد مثله من الزوار الى العاصمة يوميا، سنفهم اننا على حافة نقطة غليان ستحتم "غطاء مبردا"، سواء على المستوى التنفيذي او السياسي. في النظرة التنفيذية، تغص القدس بقوات الشرطة والمحاربين الذين ردوا يوم امس، ايضا، بسرعة وخلال اربع دقائق منذ بداية العملية قضوا على المخرب. انهم يدفعون ثمنا غاليا، وبصدق يحرص قائد الشرطة هليفي على نعتهم بحماة القدس. الفجوة واضحة في المجال الاستخباري، وفي المقدمة، في كشف المخرب المحتمل من بين آلاف كثيرة ممن تنطوي عيلهم الصورة. وهنا الامر يتطلب العمل.

المخرب الذي نفذ العملية امس، ينتمي الى "المرابطين"، اولئك النشطاء الذين يواجهون قوات الشرطة في الحرم القدسي، وعمليا كان مستهدفا. لقد حصل على سلاح اصلي، وهذه ليست مهمة معقدة جدا بالنسبة لمواطن اسرائيلي يمكنه شراء سلاح القتل هذا ممن يسرقون مستودعات السلاح في الجيش. قبل نصف سنة ايضا وقع حادث في منطقة حي راموت، تم خلالها استخدام بندقيتي M16، وتمت تصفيتهما. والحديث هنا عن مخرب محتمل، له ماض امني غني، وتم اعتقاله ثلاث مرات خلال عشرة ايام. اضف الى ذلك انه انعكس هذه المرة ايضا تعبير يميز سلسلة العمليات – حساب فيسبوك يكتظ بالتصريحات ضد اسرائيل. العنوان كان مكتوبا على جدار الشبكة الاجتماعية.

في كل العمليات التي وقعت في السنة الأخيرة تقريبا، استقبل الجمهور الاسرائيلي وبحق، مقولة الجيش والشاباك والشرطة بأنهم يجدون صعوبة في وقف المخرب المنفرد من دون تحذير مسبق، ومن دون معلومات وقاعدة تنظيمية او حتى محلية. هذه المهمة، التسلل الى دماغ المخرب المنفرد الذي يقرر ذات صباح تنفيذ عملية بالسكين او بالمفك الذي عثر عليه في موقع بناء، تبدو غير ممكنة. لكن عملية امس لم تكن كذلك. ربما ما كانوا سينجحون بإحباطه، لكنه من الواضح من التحقيق الاولي انه كان يمكن بذل جهد اكبر من اجل منعه في ظل المعلومات التي تم كشفها.

التعليـــقات