رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 أيلول 2016

الجمعة | 30/09/2016 - 08:34 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 أيلول 2016


وفاة شمعون بيرس، مؤسس مشروع الاستيطان وآخر الشخصيات التي أسست لاسرائيل
كرست الصحف الاسرائيلية غالبية صفحاتها، اليوم، لوفاة شمعون بيرس، الذي يعتبر شيخ السياسيين الاسرائيليين، مؤسس مشروع الاستيطان في الضفة الغربية، وآخر الشخصيات التي اسست اسرائيل، والحاصل على جائزة نوبل للسلام، بعد اتفاقيات اوسلو مع الفلسطينيين.
وقد توفي بيرس، صباح امس الاربعاء عن عمر ناهز 93 عاما، في مستشفى شيبا في تل هشومير، بعد حوالي اسبوعين من اصابته بجلطة دماغية.


واستعرضت الصحف باسهاب سيرة حياته، وردود الفعل على وفاته محليا ودوليا، فيما نشرات عشرات المقالات التي حللت شخصيته واسهاماته في بناء اسرائيل ومشروع الاستيطان والمفاعل النووي وتأسيس الصناعات الجوية والعسكرية في اسرائيل.
ومما كتبته "هآرتس" ان بيرس كان عضوا في الكنيست الإسرائيلي طوال حوالي 50 سنة، منذ حكومة بن غوريون الثانية في 1959 وحتى حكومة اولمرت في 2007. وشغل مناصب وزارية في 12 حكومة مختلفة، وكان رئيسا للحكومة مرتين، وهو الشخص الوحيد الذي شغل اعلى منصبين في الدولة، رئيس الحكومة ورئيس الدولة. وعاش بيرس اكثر من أي سياسي آخر من ابناء جيله، وكان من قدامى قادة العالم، وواصل التنقل من منصب الى آخر، فيما كان حلفاءه وخصومه يدخلون الى الحلبة السياسية او يخرجون منها، او يموتون.


وجسد بيرس في شخصيته صورة مزدوجة: فقد كان شخصية مأساوية، عايش السقوط الماحق، ولكنه كان ايضا متفائلا بلا حدود ووقع في حياته على انجازات ضخمة. وكان زعيما أثار جدلا واسعا: فمن جهة حظي بتقدير كبير، ومن جهة اخرى واجه انتقادات شديدة.
وتشمل سيرة حياته جانبا امنيا واسعا، قام خلاله بتسليح الجيش بأحدث الأسلحة، واقام وطور الصناعات الجوية والعسكرية، واقام المشروع النووي في اسرائيل، وكان من المبادرين الى حملة "عنتيبة". كما كان له فصل سياسي شمل شق الطريق لإنشاء المستوطنات في الضفة، الى جانب السعي الى السلام وتوقيع اتفاقيات اوسلو. واما سيرته الحزبية فقد شملت خلافات كثيرة ومريره مع رفاقه، وعايش مؤامرات ودسائس، وفي المقابل كان له فصل رسمي تحول خلاله الى احد الاسرائيليين الاكثر تقديرا وشهرة في العالم، كرئيس للدولة.


وسيوارى جثمان بيرس، صباح يوم غد الجمعة، في مقبرة عظماء الأمة على جبل هرتسل في القدس. وستقام مراسم وداع له اليوم في ساحة الكنيست حيث سيسجى جثمانه لإلقاء النظرة الاخيرة عليه. ومن المنتظر مشاركة عشرات الشخصيات الدولية في تشييع جثمانه، ومن بينهم الرئيس الأمريكي براك اوباما، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وولي العهد البريطاني الامير تشارلز، ورئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير، ورئيس الحكومة الكندية جاستين ترودو، والرئيس الالماني يواكيم جواك، ورئيس المكسيك انريكا فانيا نييتو، ورئيس الحكومة الهولندية مارك روتي،  وغيرهم.


ردود فعل على وفاته
وقالت المرشحة للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون، وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في بيان مشترك ان "اسرائيل فقدت زعيما دافع عن امنها وازدهارها وامكانياتها غير المحدودة." واضاف زوجها بيل كلينتون: "لقد فقدت انا وهيلاري صديقا عزيزا حقيقيا. لن انسى ابدا كم كان سعيدا قبل 23 سنة، عندما وقع اتفاقيات اوسلو في ساحة البيت الابيض، وبشر بفترة من الامل الكبير في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين. لقد كان عبقريا يملك قلبا كبيرا واستغل كل ميزاته لتخيل مستقبل من المصالحة وليس الصراع، الحصانة الاقتصادية والاجتماعية، وليس الغضب والاحباط – ومستقبل امة ومنطقة وعالم معزز بالمسؤولية والتعاون، وليس ممزقا بأوهام السيطرة".


كما نعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفاة بيرس وقال في بيانه انه يريد "الاطراء على المساهمة الشخصية لبيرس في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وهي مساهمة حظيت بالتقدير من جانب المجتمع الدولي ومنحته جائزة نوبل للسلام". وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان "بيرس كان احد اكثر المدافعين المتحمسين عن السلام، وصديقا مخلصا لفرنسا". وحسب هولاند فقد "كان بيرس بالنسبة للعالم يعني اسرائيل". اما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقال ان "بيرس عمل بدون كلل من اجل حل الدولتين كي يتيح لإسرائيل العيش بأمن وبتناغم مع الفلسطينيين. حتى في اصعب ساعاته بقي متفائلا بشأن فرص المصالحة وتحقيق السلام".


وتكتب الصحيفة انه حتى يوم امس لم يؤكد ان زعيم عربي نيته المشاركة في تشييع جثمان بيرس، بما في ذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويوم امس، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببرقية تعزية الى عائلة بيرس، اعرب فيها عن اسفه لوفاته، وكتب ان بيرس كان شريكا للسلام الشجاع مع الرئيس السابق ياسر عرفات ورئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين، وبذل جهدا كبيرا من اجل تحقيق السلام منذ اتفاقيات اوسلو وحتى اخر لحظة في حياته. وقال مصدر فلسطيني مقرب من الرئيس عباس ان الفلسطينيين سيرسلون ممثلا عنهم للمشاركة في الجنازة، لكنه لم يتقرر بعد على أي مستوى. وحسب تقييمات ديوان ابو مازن فانه سيتم اتخاذ القرار بناء على ما ستقرره مصر والأردن، واذا قرر السيسي وعبدالله المشاركة في الجنازة، فسيضمن ذلك مشاركة عباس ايضا.
وقالت مصادر اردنية لصحيفة "هآرتس" انه لم يتقرر من سيمثل المملكة في التشييع وسيتم اتخاذ القرار اليوم. كما جاء من القاهرة انه سيتم اتخاذ القرار اليوم.


ونعى الكثير من قادة العالم شمعون بيرس امس، واشاروا الى عمله الطويل والى صداقته الشخصية لهم. وكتب الرئيس اوباما: "سأكون شاكرا الى الأبد تمكني من نعت بيرس بصديقي. قلة هم الناس الذين غيروا التاريخ الانساني. صديقي شمعون بيرس كان احدهم". وقال الرئيس الاسرائيلي، رؤوبين ريفلين، ان "بيرس كان شابا في روحه وصاحب قدرة على الايمان بالأمور التي يمكن تحقيقها. لقد حمل امة كاملة على جناح الرؤية، شخص يعتبر رمزا للروح الكبيرة لهذا الشعب. شمعون اجبرنا على النظر الى البعيد والى الأمام، واحببناه بسبب ذلك". وقرر ريفلين قطع زيارته الى اوكرانيا والعودة الى البلاد ظهر امس. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان شمعون بيرس "كرس حياته لنهضة شعبنا. وكرجل يتمتع برؤية، نظر الى المستقبل، وكرجل امن عزز قوة اسرائيل بطرق كثيرة، لا تزال خفية حتى اليوم. وكرجل سلام عمل حتى يومه الاخير من اجل المصالحة مع جيراننا ومن اجل مستقبل افضل لاولادنا". واضاف نتنياهو انه "خلال السنوات السبع التي شغل فيها بيرس منصب رئيس الدولة، عمل الكثير من اجل توحيد الشعب، فاحبه الشعب كثيرا. لا توجد في تاريخنا شخصيات كثيرة قدمت مساهمة لاسرائيل الى هذا الحد".


واضافت "يسرائيل هيوم" جملة من التصريحات لشخصيات نعت بيرس. وكتبت انه بعد ساعات قليلة من اعلان نبأ الوفاة، عقدت الحكومة جلسة حداد خاصة، اعرب خلالها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باسم الشعب اليهودي كله وباسم مواطني اسرائيل وحكومة اسرائيل عن تعازيه العميقة للعائلة. وقال ان "شمعون بيرس عاش حياة كثيرة العمل، تعتبر رمزا للتاريخ الاسرائيلي المتجدد."
واضاف نتنياهو انه "الى جانب عمله من اجل أمن اسرائيل، لم يتوقف بيرس عن السعي الى السلام والايمان به. يده كانت ممدودة دائما للمصالحة التاريخية مع جيراننا. حتى وان تأخرت هذه المصالحة، فلقد علمنا عدم الاستسلام لليأس، وانما التمسك بالأمل ومواصلة العمل".
وقال نتنياهو: "كانت هناك الكثير من الأمور التي اتفقنا عليها، والتي تزايدت خلال السنوات، لكنه كانت بيننا ايضا نقاط خلاف، تعتبر جزء طبيعيا من الحياة الديموقراطية. حتى في هذه الحالات لم يتضرر الاحترام الذي كنت اكنه له، بل على العكس، كلما مضى الوقت تعززت علاقاتنا. لقد قدرته واحببته.
وقام رئيس الدولة رؤوبين ريفلين وزوجته، في ساعات المساء، بوضع زهرة على تمثال بيرس في ديوان الرئاسة، وقال: "لا يوجد فصل في تاريخ دولة اسرائيل لم يكتب بيرس جزء منه. لقد كان رجلا واحدا حمل امة كاملة على جناح الخيال، على اجنحة الرؤية. سأحمل ذكراه، مصافحة يده، نصائحه الحكيمة التي قدمها دائما بمحبة، وخاصة روح الأمل التي غرسها في هذا الشعب. روح الأمل والسلام التي كانت طريقه ووصيته".


ونشر رئيس الأركان غادي ايزنكوت بيان نعي باسمه وباسم الجيش كله، قال فيه ان "الرئيس بيرس ترك بصمة وميراثا في كل مجالات الحياة في اسرائيل وفي الجهاز الامني بشكل خاص. عمله وانجازاته طويلة الأمد وتوقعاته المستقبلية كانت حجر اساس له اهميته في اقامة وبناء قوة الجيش على مر السنين. اسرائيل كانت مشروع حياته، وامنها كان محط انظاره في كل منصب شغله".
وقال وزير الامن، افيغدور ليبرمان، ان بيرس "كان حقا آخر جيل العمالقة الذين شاركوا في اقامة الدولة، وهذا يوم محزن لشعب اسرائيل".
وقال رئيس الشاباك، نداف ارغمان، ان "رؤيته، افكاره وجرأته في كل مجالات العمل هي الأساس الراسخ لطموحاتنا بالسلام والأمن، وتحقيق اختراق تكنولوجي والفهم بأن السماء هي الحدود، وانه يجب علينا ابدا، الدمج بين الحكمة والمهنية والابداع والتفاؤل".


وقال رئيس الموساد، يوسي كوهين، ان "شمعون بيرس عمل طوال السنوات مع الموساد في العمليات والنشاطات من اجل امن اسرائيل".
كما نشر الكثير من السياسيين بيانات رثاء، كان من بينهم رئيس الكنيست، يولي ادلشتين، الذي قال "اننا نودع اليوم ليس فقط من كان مثل ابن العائلة وانما رأس العائلة. شخص سعى كل حياته الى المساهمة، وهكذا سنذكره الى الأبد".
وقال رئيس الحكومة السابق، ايهود براك: "لقد فقدنا عملاقا، زعيما وسياسيا ذو قامة عالية. اخر الزعماء الذين اسسوا الدولة. شخص قدم مساهمة لا تقاس لأمن اسرائيل ولمكانتها في العالم وللسعي الى السلام".
وكان النائب زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) هو النائب العربي الوحيد الذي اعرب عن حزنه لوفاة بيرس، وكتب على صفحته في الفيسبوك اننا "فقدنا قائدا عظيما عمل في كل منصب شغله من اجل السلام والحلم بالحياة المشتركة لكل سكان الدولة. بيرس خلف فراغا وعلينا واجب مواصلة الحلم والعمل من اجل الأمل بمستقبل افضل".


تبرع بقرنيتي عينيه
وتكتب "يسرائيل هيوم" ان ميراث التبرع والعطاء الذي ميز الرئيس التاسع للدولة شمعون بيرس، لم يتوقف مع وفاته. فقد طلب بيرس في وصيته بالتبرع بقرنيتي عينيه لكي تنير حياة شخص آخر.
وقال نسيب بيرس، البروفيسور رافي فلدان انه سينفذ وصية بيرس المؤثرة. وقالوا في المركز القومي لزراعة الأعضاء ان "عائلة بيرس استجابت لطلب المركز وطلبت احترام طلب بيرس بانقاذ الحياة. شمعون وقع على بطاقة "ايدي" كزعيم، ودعا الجميع الى التوقيع عليها".
وقالت دبورا شرار، الناطقة بلسان المركز، ان "بيرس عمل طوال سنوات، وبكل الطرق الممكنة من اجل دفع مسألة التبرع بالأعضاء. وخلال فترة رئاسته الاخيرة للدولة اقيمت في ديوان الرئاسة مراسم مؤثرة لتقدير العائلات التي تبرعت بأعضاء اولادها لإنقاذ حياة الآخرين."


مندلبليت يصادق على استدعاء زحالقة والزعبي للتحقيق
تكتب "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت صادق على استدعاء النائبين جمال زحالقة  وحنين زعبي من التجمع، في اطار التحقيق في شبهة ارتكاب خروقات مالية في الحزب ومخالفة قانون تمويل الأحزاب. ومن المتوقع قيام الشرطة خلال الأيام القريبة باستدعاء النائبين الى مكاتب وحدة "لاهف 433".
وليس من الواضح في هذه المرحلة ما اذا سيتم التحقيق مع النائبين او سيدليان بافادتهما. ويتعلق القرار بهذا الشأن، بالمواد التي سيسفر عنها التحقيق. وتشتبه الشرطة بقيام مسؤولين في التجمع بتحويل ملايين الشواكل الى صندوق الحزب بطرق غير قانونية، وارتكاب سلسلة من مخالفات الخداع. ويتعزز في الحزب الاعتقاد بأن الشرطة تنوي تجنيد شاهد ملكي في هذه القضية، ويسود الشك بأنه سيكون ناشطا سابقا في الحزب كان مطلعا على المخالفات المالية. كما يتكهنون في الحزب بأنه تم اجراء مواجهة بين هذا الشخص وبين عدد من المشبوهين في القضية.

وقالت وزارة القضاء ان "التحقيق لا يزال جاريا، ولأسباب مفهومة لن نتمكن من تأكيد او نفي صدور تصريح من المستشار القانوني بإجراء تحقيق كهذا او ذاك". كما جاء رد مشابه من قبل الشرطة.
الى ذلك، اطلقت محكمة الصلح في حيفا، امس، سراح ستة من المعتقلين في القضية، من بينهم رئيس الحزب عوض عبد الفتاح. وكانت الشرطة قد طلبت تمديد اعتقاله، لكن المحكمة وافقت على اطلاق سراحه رغم موقف الشرطة. وفي الوقت نفسه مددت المحكمة اعتقال مراد حداد، احد قادة الحزب، لخمسة ايام اخرى، وهو الوحيد الذي بقي معتقلا من بين 37 ناشطا تم اعتقالهم والتحقيق معهم. واوضح التجمع ان التحقيق مع قادة ونشطاء الحزب هو استمرار لحملة الملاحقة السياسية ومحاولة ترهيب نشطاء الحزب.


العليا ترفض استئناف اولمرت على ادانته في ملف تلينسكي
كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا رفضت بالاجماع، امس، استئناف رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، ضد قرار ادانته في قضية تلنسكي، ما يعني ان اولمرت سيقضي ثمانية اشهر اخرى في السجن، اضافة الى السنة ونصف التي سيقضيها في ملف هولي لاند، وملف تشويش التحقيق. كما رفضت المحكمة استئناف الدولة ضد قرار تبرئة اولمرت في ملف ريشون تورز، ورفضت ايضا، استئناف الدولة على الحكم المخفف الذي صدر ضد اولمرت في ملف مركز الاستثمارات.
وتم رفض الاستئناف على تبرئة اولمرت في ملف ريشون تورز بغالبية ثلاثة قضاة، مقابل قاضيين طلبا ادانة اولمرت. ويتعلق هذا الملف بتمويل رحلات اولمرت الى الخارج خلال رئاسته لبلدية القدس وشغله لمنصب وزير الصناعة والتجارة. كما رفض القضاة بالاجماع استئناف الدولة ضد قرار الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ على اولمرت في ملف مركز الاستثمارات، علما ان النيابة طلبت فرض السجن الفعلي عليه.


اليوم تبدأ محاكمة البريغادير بوخاريس
تكتب "يسرائيل هيوم" انه من المتوقع ان تبدأ اليوم محاكمة البريغادير احتياط، اوفك بوخاريس، بقراءة لائحة الاتهام ضده في المحكمة العسكرية الخاصة في مقر قيادة الجيش في تل ابيب. وفي ضوء اعلان النيابة العسكرية وطاقم الدفاع عن بوخاريس، عن بدء اجراءات للتسوية، سيكرس النقاش اليوم لطريقة التسوية والجدول الزمني المتوقع.
ويشتبه بوخاريس بارتكاب مخالفات جنسية خطيرة بحق مجندتين، تشمل الاغتصاب والاعمال المشينة.
مقالات
رمز الدولة
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان هناك الكثير من الرمزية في توقيت موت شمعون بيرس – في الوقت الذي اخلت فيه الرسمية الاسرائيلية، التي مثلها، مكانها للدولة الدينية – القومية، التي تواجه مصاعب في دمج الأقليات وتطمح الى ترسيخ الاحتلال. لقد حظي بيرس في شيخوخته، وفي مكانته بصفته أرفع الشخصيات السياسية في إسرائيل، بمحبة الجمهور الذي هرب منه في الماضي، ولكن الجمهور ذاته ادار ظهره لميراثه وفضل أيديولوجية منافسيه الكبار في اليمين.


حقيبة خدمات بيرس منوعة ومثيرة اكثر من حقيبة أي سياسي اسرائيلي آخر: لقد شغل مناصب رئيس الحكومة ورئيس الدولة، ووزير الخارجية، ووزير الأمن، ووزير المالية، وقام بدور رئيسي في قرارات بلورت دولة اسرائيل. لقد اسس الصناعات الجوية، وعقد تحالفا مع فرنسا، اسفر عن عملية "سيناء" (العدوان الثلاثي) والمفاعل النووي في ديمونة؛ وهو الذي رسخ "التعتيم النووي"، ووضع اسس المستوطنات في اعماق الضفة الغربية، وقاد خطة الاستقرار التي انقذت اقتصاد اسرائيل، وادار المفاوضات حول اتفاقيات اوسلو، والتي منحته جائزة نوبل للسلام.


عندما تقدم في سيرته مثل بيرس النهج الأمني الذي رسخه بن غوريون، والذي سعى الى مراكمة القوة العسكرية واظهارها لتعزيز موقف اسرائيل في الصراع مع العرب. وعلى غرار معلمه بن غوريون، فضل بيرس، ايضا، "مصلحة الدولة" على سلطة القانون، كما في قضية خط الباص 300، (حيث قتل رجال الشاباك خاطفي حافلة الركاب بعد القبض عليهم احياء – المترجم)، ومال الى العمليات السرية، كاختطاف مردخاي فعنونو (خبير الذرة الاسرائيلي – المترجم) وقضية "ايران غيت". وفي سنوات الثمانينيات اجتاز بيرس ثورة فكرية، ومنذ ذلك الوقت مثل في الوعي الاسرائيلي السعي الى السلام والتسوية مع الجيران. لقد بحث بشكل دائم عن التقرب من العلماء ورجال الفكر وآمن بالتقدم البشري، بالانفتاح على الغرب، بالتعليم والتكنولوجيا.


لقد مضى بيرس بعيدا في رؤية تحديات الدولة، لكنه وجد صعوبة في اقناع الجمهور الاسرائيلي بالحلول التي يقترحها. لقد امتاز كدبلوماسي، لكنه كسياسي فضل حلول الوسط الاشكالية. هكذا في قضية المستوطنات في سبسطيا، وهكذا في الانسحاب الجزئي من لبنان، وكذلك في اتفاقيات اوسلو التي سمحت بتوسيع المستوطنات. لقد فسر الجمهور اعتداله كضعف وادار له ظهره. الخسائر المصيرية الثلاث التي مني بها في الانتخابات – في 1981 امام مناحيم بيغن، وفي 1988 امام يتسحاق شمير، وفي 1996 امام بنيامين نتنياهو – شكلت نقاط تحول سيئة في تاريخ اسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك، في الفترة التي خطت فيها اسرائيل نحو الوراء، وادارت ظهرها للتسوية مع الفلسطينيين، وفضل قادتها كتب التوراة والروايات التاريخية على التفكير الحر، من المحزن وداع آخر ممثل لجيل المؤسسين، الذي عمل طوال حياته بدون كلل من اجل وضع اسرائيل في مكانة محترمة بين الدول المتطورة في الغرب.

التعليـــقات