رئيس التحرير: طلعت علوي

الدولار يتجاوز 13 جنيهاً في السوق السوداء وسط حديث عن خفض العملة

الثلاثاء | 26/07/2016 - 03:27 مساءاً
الدولار يتجاوز 13 جنيهاً في السوق السوداء وسط حديث عن خفض العملة

هبط الجنيه المصري الى مستوى لم يسبق له مثيل أمام العملة الأميركية في السوق السوداء ليتجاوز سعر الدولار 13 جنيها أمس، وسط توقعات بخفض قيمة الجنيه في ظل النقص الحاد للعملة الصعبة الذي يعرقل حركة التجارة في بلد يعتمد على الواردات. وقال خمسة متعاملين لرويترز انه جرى تداول الجنيه في نطاق يتراوح بين 50ر12 و10ر13 جنيه للدولار بالسوق الموازية أمس، ليزيد سعر العملة الأميركية ما لا يقل عن 42 بالمئة فوق السعر الرسمي الذي يحدده البنك المركزي عند 78ر8 جنيه للدولار. ورفض المتعاملون ذكر أحجام التداول لكنهم قالوا ان الطلب مستقر منذ نهاية الاسبوع الماضي حين سعت شركتان حثيثا للحصول على كميات كبيرة من الدولارات في ظل شح المعروض.

وتسببت توقعات تخفيض قيمة العملة في تفاقم حدة نقص الدولار الذي أثر سلبا على الاستثمارات بالفعل اذ يلوح الخفض في الافق منذ أن قال محافظ البنك المركزي طارق عامر في أوائل تموز ان الحفاظ على سعر غير حقيقي للجنيه كان خطأ. وفي الاسبوع الماضي استبعد عامر تعويم الجنيه في الوقت الحالي لكنه قال ان الخفض «يرجع لما يراه البنك في الوقت المناسب». وعززت تصريحات عامر التوقعات في السوق بأن البنك المركزي يستعد للتحرك. وقال أحد المتعاملين «الناس لا يريدون بيع دولاراتهم لانه يتوقعون خفضا للعملة».

وتواجه مصر نقصا في العملة الاجنبية منذ انتفاضة 2011 وما أعقبها من اضطرابات أدت الى ابتعاد السياح والمستثمرين الاجانب. وفرض ذلك ضغوطا على الاحتياطيات الاجنبية المصرية التي نزلت من 36 مليار دولار في 2011 الى نحو 5ر17 مليار دولار الشهر الماضي. ويعمل البنك المركزي على ترشيد صرف الدولارات والابقاء على الجنيه المصري قويا بشكل مصطنع من خلال عطاءات أسبوعية لبيع العملة الصعبة في حين تلجأ الشركات الى السوق السوداء لتدبير احتياجاتها من العملة الاجنبية بعلاوات سعرية.

وخفض البنك المركزي قيمة الجنيه بنحو 14 بالمئة في مارس اذار ليقلص الفارق بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية لفترة قصيرة. لكن الجنيه تراجع بعد ذلك الى مستويات قياسية في السوق السوداء بما زاد الضغط على المركزي لخفض العملة مجددا. وقال رجل أعمال يحصل على الدولارات من السوق السوداء من أجل نشاطه في مجال استيراد وبيع اطارات السيارات «توقفت عن بيع منتجاتي أمس اذ ننتظر لنرى ما سيحدث لسعر الصرف وما اذا كنا سنحتاج لرفع أسعارنا».

وأضاف «في الاونة الاخيرة أخذ سعر الصرف يصعد بطريقة غريبة جدا. فقبل نحو أسبوع كان السعر 5ر11 جنيه للدولار». ويقول مصرفيون وخبراء اقتصاد ان خفض العملة بات حتميا لكن يتعين جذب دولارات الى الاقتصاد لتجنب الدخول في فترة طويلة من الغموض وتعديل أسعار الصرف بشكل متكرر. ورغم أن البنك المركزي قال انه سيتبنى سعر صرف أكثر مرونة عقب تخفيض العملة في مارس اذار الا أن السعر الرسمي لم يتغير منذ ذلك الحين. وقالت رزان ناصر الخبيرة الاقتصادية لدى بنك اتش.اس.بي.سي الشرق الاوسط «اذا أريد لخفض العملة أن يكون ناجعا فعلى البنك المركزي أن يسمح بنظام أكثر مرونة لسعر الصرف يتيح للعملة أن تصل الى مستواها المناسب بدلا من مجرد اعادة ربطها بسعر أضعف».

وكالات 

التعليـــقات