رئيس التحرير: طلعت علوي

تخصصات مرموقة تقود خريجيها للبطالة في فلسطين

الإثنين | 18/07/2016 - 12:28 مساءاً
تخصصات مرموقة تقود خريجيها للبطالة في فلسطين

ختيار التخصص الجامعي، المعضلة الكبرى لطلبة التوجيهي الذين يحلمون بالعمل بعد إنهاء السنوات الجامعية الأربع. لكن باستطلاع آراء خبراء قامت به بوابة اقتصاد فلسطين تبين أن غالبية التخصصات التي كانت محط إقبال في السابق تعاني الآن من إشباع كبير.

* النقابة: طبيب لكل الف

أوضح نقيب أطباء الأسنان، رائد الجعبة،  أن أعداد خريجي طب الأسنان غير المدروسة لا تتوافق مع احتياجات السوق، ما أدى إلى وجود نسبة عالية من البطالة بين الخريجين بلغت 65%، وإلى عمل العديد من الأطباء من دون الحصول على حقوق كافية.

وأضاف في حديث مع بوابة اقتصاد فلسطين أن نسبة أطباء الأسنان في فلسطين تفوق النسبة الطبيعية في دول العالم وهي طبيب لكل 2000 مواطن، لتكون في فلسطين طبيب لكن 1000 مواطن.

ويوجد في الأراضي الفلسطيني حوالي 4500 طبيب أسنان، 3 آلاف في الضفة و1500 في غزة، غير مئات طلبة الطب في الجامعات الذين ينتظرون التخرج.

* الصحافة: مخاطرة بإيجاد العمل

مهنة المصاعب "الصحافة"، رغم جاذبيتها المتزايدة للكثيرين غير أن العثور على فرصة عمل فيها أصبح امرا صعبا للغاية. وحسب بيانات جهاز الإحصاء المركزي صادمة فان أكثر من 43.4%، من خريجيها لا يستطعون الحصول على فرص عمل، وترتفع نسبة البطالة لدى الخريجات الإناث لتصل إلى 88.9%.

هذا المؤشر اعتبره نقيب الصحفيين، ناصر أبو بكر خطيرا، خصوصا أن نسبة طالبات الصحافة تبلغ 54%. واوضح أن نسبة البطالة الكبيرة بين خريجي الصحافة في فلسطين، تعود لعدم وجود مؤسسات إعلامية محلية كبيرة قادرة على استيعاب أعداد الخريجين الذي لا يقل سنويا عن الآلف فيما تتاح بضع عشرات وظائف الصحافة سنويا.

الاقتصاد.. الأمر نسبي

توفر فرص العمل في تخصصات التجارة والاقتصاد المختلفة خلال السنوات الأخيرة، جعلها تخصصات جاذبة لمئات الطلبة، لكن الأعداد الكبيرة للمقبلين عليها زاد التنافس على الوظائف المعروضة.

استاذ الاقتصاد في جامعة النجاح، بكر اشتية، يقول إن اختيار التخصص يتطلب دراسة سنوية لحاجة السوق، ويحتاج لتنسيق وتواصل دائم بين المدارس الجامعات وسوق العمل. ويستغرب اشتية من عدم وجود أي جسم أو هيئة تنسق العلاقة بين المؤسسات التعليمية والسوق.

العلوم الإنسانية.. بوابة البطالة

أظهرت إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء أن أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد 20-29 سنة الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في العام 2015 في الضفة الغربية كانت في مجالات: علوم تربوية وإعداد معلمين 61.7%، علوم إنسانية 56.9%، العلوم الاجتماعية والسلوكية 56.5%.

إذ تتوجه نسبة عالية من خريجي هذه الأقسام إلى العمل في وزارة التربية والتعليم، التي تقدم لها هذا العام حوالي 44 ألف خريج وخريجة لشغل 4 آلاف وظيفة فقط!

الهندسة .. حملات توعية

من جانبها، تخوض نقابة المهندسين في فلسطين حملات توعية تستهدف بها طلاب الثانوية العامة لتوجيههم بشأن دراسة الهندسة، وتضع بين أيديهم أرقام دراسة قاموا بإعدادها ليستطيع الطالب تحديد توجهه والاختيار بآلية لا تقوده نحوه البطالة مستقبلا.

نقيب المهندسين، مجدي الصالحي، دعا الطلبة للتوجه إلى النقابة لتلقي النصائح التي تساعدهم في اختيار التخصصات المناسبة بما يخص الهندسة.

ووفقا لسجلات نقابة المهندسين فإن تعداد المهندسين في كافة التخصصات بالضفة الغربية لوحدها تجاوز 20000 مهندس ومهندسة في نهاية عام 2015 ، أي أن هناك مهندس لكل 86 فردا في الضفة الغربية على الأقل.

عند النظر إلى نسب البطالة في التخصصات الهندسية بشكل عام (الشعب الهندسية) يلاحظ وجود ارتفاع كبير في معدل البطالة في صفوف المهندسين الكيماويين بنسبة 66%، في حين تشكل نسبة البطالة في تخصصات الهندسة الكهربائية والميكانيكية ما نسبته 37.5% بالمعدل، وهو رقم مرتفع جدا إذا ما قورن بمعدل البطالة في فلسطين بشكل عام، في حين لا تقل هذه النسبة كثيرا في تخصصات الهندسة المدنية، و تنخفض البطالة بشكل ملحوظ في تخصص الهندسة المعمارية نظرا لوجود ضبط محدود لأعداد الخريجين في هذا الاختصاص.

كما ترتفع معدلات البطالة في تخصصات هندسة الأجهزة الطبية والميكاترونكس والإتصالات لتصل إلى 64% ، وذلك لعدم حاجة السوق لأعداد كبيرة منهم كون فلسطين ليست دولة منتجة صناعيا، وتقل هذه النسبة عند الحديث عن تخصصات الإلكترونيات والقوى والتحكم لتصل إلى 44% .

بينما تقل نسبة البطالة في تخصصي الحاسوب والشبكات والأتمتة الكهربائية لتصل بالمعدل الى 29%، لذا لابد من ربط أعداد الخريجين في هذه التخصصات مع حاجة السوق المحلي كخطوة أولى للتخفيف من حدة البطالة وهو ما خرجت بها الدراسات جميعها على مدار خمسة عقود.

أما في تخصصات الهندسة المعمارية تنخفض نسبة البطالة بشكل ملحوظ لتصل الى 25% وترتفع البطالة في الهندسة المدنية في تخصصات هندسة المساحة و المياه والبيئة.

ويعتبر تخصص هندسة المواد وهندسة الميكاترونيكس ضمن الهندسة الميكانيكة أكثر البرامج التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة، ونسبة البطالة في هذه التخصصات تدنت مقارنة مع العامين الماضيين وأصبحت تقارب 50%.

تصل نسبة البطالة في صفوف خريجي الهندسة الكيماوية 66% . في حين بلغت نسبة البطالة بين المهندسين في تخصصي الهندسة الكهربائية والمدنية حوالي 42% و 36% على التوالي حيث تتركز مشكلة البطالة في تخصص الهندسة الكهربائية في الوقت الذي تتوجه فيه الجامعات الفلسطينية للتخصصات الدقيقة والتي لا تلبي حاجة السوق المحلي بل إنها صممت للعمل خارج فلسطين مما يدفع المهندس الفلسطيني لمواجهة الكثير من التحديات والصعوبات والمعوقات التي تحد من إمكانية حصوله على فرصة عمل في الداخل والسعي نحو الهجرة الخارجية.

الزراعة..  التوجه الزراعي يتحكم بالفرص

أما بشأن تخصص الهندسة الزراعية فأوضح مدير مكتب نقابة المهندسين الزراعيين المهندس حسام الحج محمد أن الجامعات التي تخرج مهندسين زراعيين معتمدين في الضفة هي جامعة الخليل، والنجاح، والقدس المفتوحة.

وأشار الى ان اختيار تخصص الهندسة الزراعية يعتمد على الوضع الزراعي في البلد، فإذا كان هناك تقدم به فالاختيار صائب لهذا التخصص، اما في حال التراجع فليس من الحكمة دراسة هذا التخصص خاصة للفتيات، والواقع حاليا هو  في تراجع، مع التركيز على أهمية التوزيع الجغرافي للطلاب، ففي مناطق زراعية كالشمال يتركز ثلثي الطلاب فيها، وفيها الفرص أفضل، والجنوب بنسبة الثلث والوسط نادرا ما تجد فيها متخصصين لندرة الفرص.

وأوضح أن البطالة في صفوف الاناث أعلى منها في صفوف الذكور، لان الشاب يمكن ان يعمل مشروعه الخاص كمشتل او مزرعة او يسافر للخارج او ينتقل لمحافظة اخرى، اما الفتيات فيكون توجههن هو العمل في الوزارات والمؤسسات الاهلية وما شابه، والفرص نادرة فيها.

ويشير الى تراجع فرص العمل في المؤسسات الأهلية ومؤسسات ال "NGOS" فأغلب المؤسسات قُلص تمويلها وتركت الأمور "عالتساهيل" حسب المشاريع التي يمكنها أن توظف مهندس أو اثنين.

من الحلول

في ظل ارتفاع أعدد الخريجين سنويا من الجامعات واستمرار إقبال الطلبة المتزايد على الجامعات، يرى خبراء أن إحدى الحلول المطروحة هي المهن الفنية.

وقال اشتية لبوابة اقتصاد فلسطين، إن الخلل يكمن في ثقافة المجتمع الذي بفضل الشهادة الأكاديمية التي تقود للوظيفة، بينما يُنظر بدونية إلى المهن الفنية رغم أنها تفتح آفاقا أوسع للعمل عند دراستها.

ويتابع ضاربا مثلا: صناعة الأثاث في فلسطين تعد واعدة ونحن بحاجة لفنيين مختصين لكن لا احد يقبل عليها، رغم إنها تفتح أبوابا كبيرة لكسب المال وفتح مشروع خاص.

حسناء الرنتيسي وأسماء مرزوق، بوابة اقتصاد فلسطين

التعليـــقات