رئيس التحرير: طلعت علوي

القطاع الخاص يطلق مقترح "غزة: بوابة فلسطين إلى العالم"

الأربعاء | 18/05/2016 - 10:30 صباحاً
القطاع الخاص يطلق مقترح "غزة: بوابة فلسطين إلى العالم"

أطلقت نخبة من قيادات القطاع الخاص في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء د. رامي الحمد الله، أول من أمس في رام الله، مقترح رؤية وطنية مكانية واقتصادية لمحافظات قطاع غزة بعنوان «غزة: بوابة فلسطين إلى العالم»، بهدف إيجاد رؤية سليمة وطنية وشمولية، تقوم على فرضية أنّ غزة حرة ومفتوحة الحدود كجزء من الدولة الفلسطينية المستقلة، وقادرة على التبادل التجاري مع العالم، وأنّه لا يمكن تحقيق هذه الرؤية إلا إن كانت غزة متصلة مع الضفة الغربية، وذلك كجزء أساسي من الرؤية المستقبلية الشمولية لدولة فلسطين المستقلة. وفي حال تنفيذها على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ستدعم الرؤية المكانية المقترحة لمحافظات قطاع غزة جهود معالجة المشاكل الملحّة والآنيّة، كما ستُسهم في توفير مليون فرصة عمل للمواطنين في القطاع.

وأعلن سامر خوري رئيس شركة اتحاد المقاولين CCC، باسم مجموعة من قيادات شركات القطاع الخاص؛ إطلاق مقترح الرؤية المكانية والاقتصادية لقطاع غزة، وذلك خلال محاضرة استضافتها شركة اتحاد المقاولين CCC في مقرّها برام الله، بحضور د. حسين الأعرج وزير الحكم المحلي ممثّلاً عن رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء في الحكومة، وممثلي شركات القطاع الخاص المموِّلة والداعمة والمشاركة في جهود صياغة الرؤية المقترحة، إضافة إلى خبراء ومهندسين من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، وخبراء دوليين في مجال التخطيط الحضري والعمراني، وعدد من ممثلي المؤسسات الدولية والمانحة. وبادرت نخبة من قيادات شركات القطاع الخاص في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات؛ إلى تمويل وتوجيه العمل نحو وضع مخطّط لرؤية وطنية «مكانية واقتصادية» لمحافظات قطاع غزة، حيث أسهمت كل من شركة اتحاد المقاولين CCC، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وبنك فلسطين، وشركة فلسطين للاستثمار العقاري (بريكو)، ومؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية بتمويل هذا العمل، وبشراكة ودعم من شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو)، وشركة الوطنية موبايل، وشركة المشروبات الوطنية، وشركة السقا والخضري.

ولإنجاز العمل على وضع مقترح الرؤية المكانية والاقتصادية لمحافظات قطاع غزة، عملت قيادات القطاع الخاص مع خبراء ومهندسين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة والشتات، وبالتعاون مع الشركة العالمية AECOM ذات الخبرة الطويلة في التخطيط العمراني على مستوى دولي، ومع مؤسسة بورتلاند ترست التي أشرفت على إعداد الدراسة الاقتصادية في التقرير المساند لمقترح الرؤية المكانية والاقتصادية لقطاع غزة. وبارك الأعرج الجهود التي قدّمها المبادرون والمموّلون والداعمون للخروج بهذه الرؤية المقترحة، وقال «يسرّني أنْ أكون معكم في هذا اللقاء لنبارك هذا الإنجاز الوطني الهام، والذي يأتي كثمرة للجهود المكثفة والصادقة، التي تكفّلت بها نخبة من شركات القطاع الخاص، من أجل تقديم مقترح رؤية وطنية حديثة مكانية واقتصادية لمحافظات قطاع غزة تحت عنوان «غزة: بوابة فلسطين إلى العالم»، وذلك كجزء لا يتجزأ من الرؤية الوطنية الشمولية لدولة فلسطين». وأكد الأعرج أن السلطة الوطنية وحكومة الوفاق الوطني توليان اهتماماً خاصاً بملف إعادة إعمار قطاع غزة، وعلى الرغم من الصعوبات والإشكالات، إلا أنّ هذا الملف يُعدّ أولوية وطنية.

وأردف قائلاً «تولي حكومة الوفاق الوطني أهمية بالغة للتخطيط المكاني والزماني، ولدينا عدّة مشاريع وأفكار من أجل التخطيط لمحافظات الضفة الغربية، ويأتي هذا الجهد وهذه المبادرة لتصبّ في إثراء الجهود الوطنية على صعيد التخطيط خاصةً في قطاع غزة، لما تمثّله هذه الرؤية المقترحة من مصدر إلهامٍ من أجل تخطيط مستقبل قطاع غزة، وإعادة ربطه ودمجه مع شقّ الوطن الآخر- الضفة الغربية، وإعادة إحياء الأمل لدى أهلنا في غزة، وتوفير الأدوات الاقتصادية اللازمة لهم لتمكينهم من تحقيق الحياة الكريمة والحرة في قطاع غزة المتصّل والمنفتح تجارياً مع الضفة الغربية ومع العالم بأسره». وأضاف: إنّ الحكومة تولي اهتماماً بالغاً بالشراكة مع القطاع الخاص من أجل تحقيق تنمية اقتصادية محلية، مضيفاً أن الحكومة على أتم الجهوزية لتذليل كافة العقبات من أجل جذب الاستثمار، وتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، وإتاحة الفرص الممكنة للاستثمار الداخلي والخارجي. وأهدى الأعرج نيابة عن الحمد الله وعن الحكومة، هذه الرؤية المقترحة إلى الأجيال الصاعدة في فلسطين والشتات، لتكون رؤيتهم التي ستضيء لهم الدرب. كما أثنى على جهود ومساهمات كلّ من شارك ودعم هذا العمل، وثمّن دور قيادات القطاع الخاص من مموّلين وداعمين وخبراء فلسطينيين، داعياً إلى ضرورة الاستخدام الأمثل والأفضل للموارد وللمصادر المتاحة في قطاع غزة رغم كل الظروف والتحدّيات السياسية المفروضة على قطاع غزة.

بدوره، قال خوري: «لأنّ غزة تستحقّ منا جلّ الاهتمام، ولأنها تستحق إعادة إحياء الأمل والحياة فيها الآن وليس بعد حين، ولأننا نرى حاجة الإنسان الغزي إلى الأمل والحلول لإشكالات الحياة اليوم وليس غداً، ولأنّ المواهب الفلسطينية لَمَعت في مجالات الإنشاءات والبناء، وأبدعت في تنفيذ مشاريع كبرى على صعيد التخطيط العمراني في دول الخليج العربي ومختلف الدول العربية والعالم، بادَرنا نحن مجموعة من ممثّلي شركات القطاع الخاص الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى وضع مقترح لرؤية وطنية مكانية واقتصادية لمحافظات قطاع غزة، لتكون مصدر إلهام وتوجيه لأصحاب العلاقة والشأن، من أجل المساهمة في توجيه التخطيط الحضري المستقبلي لقطاع غزة، بما يُسهِم في تحقيق النمو الاقتصادي والاستدامة في تحقيق كرامة العيش، ولتتمكّن غزة من ترسيخ موقعها في المنطقة على شاكلة المدن والمناطق المنتجة اقتصادياً، ولتنافس نظراءَها من المدن العالمية، وترفد اقتصاد الدولة الفلسطينية المنشودة»، موضحاً أنّ الرؤية المقترحة تُقدّم استراتيجية مكانية اقتصادية مقترحة لغزة لتستفيد من التحديات الجغرافية والمكانية. بدوره، أكد د. محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، أهمية طرح رؤية وطنية فلسطينية محايدة وموحّدة لقطاع غزة لدرء الأخطار عنه، وتفعيل العمل الجماعي، وطرح الحلول والمبادرات على شكل مشاريع آنيّة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى، من أجل حلّ إشكالات ملحّة والتخطيط لبنية تحتية مستدامة.

من جانبه، أكد هاشم الشوّا، رئيس مجلس إدارة بنك فلسطين ومديره العام، التزام بنك فلسطين بالشراكة مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، وتحمّل مسؤولياته ودعم جهود تنفيذ هذه الرؤية عبر حلول مالية وإسهامات فكرية، من أجل وضع لبِنات لحلول اقتصادية آنيّة ومستقبلية لقطاع غزة، وإعادة بثّ الأمل لأبناء القطاع وإشراكهم في ورشة البناء والأمل، مضيفاً أن «ما يهمنا جميعاً في العمل والإصرار هو عزيمة جيل الشباب في غزة، الذين لا يكتفون بالوعود بل يطالبوننا بالعمل، وها نحن نلبي النداء». من جهته، شدّد عمّار العكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، على أهمية انخراط شركات القطاع الخاص وبالتشاور مع جميع أصحاب العلاقة، في وضع أفكار مقترحة لرؤية وطنية مكانية اقتصادية تضع أفضل الممارسات والأفكار لتلهِم جميع القائمين على العملية التنموية والاقتصادية في فلسطين، حول أهمية تغيير الواقع في قطاع غزة من حالة التدهور إلى حالة من الأمل واليقين بالمستقبل الواعد، والذي كشفت عنه دراسة الخبراء والاقتصاديين الفلسطينيين والدوليين. من ناحيته، أشاد سمير حليلة الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو)، بروح المبادرة الجماعية في القطاع الخاص، وبجودة الدراسة التي شملت في طياتها الخبرات المحلية وأفضل الممارسات العالمية في التخطيط المكاني والاقتصادي.

وشدّد حليله على أهمية تحفيز التفاعل مع الجهات الرسمية المسؤولة عن التخطيط الحضري في فلسطين على المستوى الإقليمي (محافظات الوطن)، والمستوى الوطني، والمستوى المحلي (البلديات والمجالس المحلية)، وذلك حتى يتمّ وضع الرؤية موضع التنفيذ دعماً لجهود إعادة إعمار قطاع غزة وجلب الاستثمار والأمل إلى القطاع. وأكد المهندس نضال أبو لاوي، المدير العام لشركة فلسطين للاستثمار العقاري (بريكو)، إيلاء شركتي «بريكو» و»باديكو» القابضة كل الاهتمام في قطاع غزة، مشيراً إلى أن انخراط الشركات سابقاً هو نتاج تحمّل المسؤولية، وأن الرؤية المقترحة أتت لتؤكد الأهمية القصوى لقطاع غزة مكانياً واقتصادياً، الأمر الذي سيُسهم في تحقيق أيّ استدامة ونجاح لصالح اقتصاد الدولة الفلسطينية، وذلك كون غزة هي بوابة فلسطين إلى العالم ومنفذها البحري والجوي. وأضاف أبو لاوي أن العمل يجب أن يبدأ غداً، وأن تُترك الخلافات جانباً لتغيير واقع الحياة الصعب لأهل قطاع غزة، وهذا واجب على الجميع. 

بيان صحفي

التعليـــقات