رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الخميس

الخميس | 21/04/2016 - 10:58 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية اليوم الخميس

الشاباك يعلن رسميا عن اعتقال خلية ارهابية يهودية تضم جنديا في صفوفها

تابعت الصحف الاسرائيلية اليوم، البيان الرسمي الذي صدر عن الشاباك الإسرائيلي، امس، والذي اعلن من خلاله قيامه باعتقال اعضاء خلية ارهابية يهودية، قامت بتنفيذ عمليات ضد فلسطينيين. وكتبت "هآرتس في هذا الصدد، ان الشاباك وقسم الجرائم القومية في شرطة لواء شاي، قاما باعتقال سبعة نشطاء يمينيين بشبهة القاء قنبلة غاز داخل بيت فلسطيني، أثناء تواجد العائلة فيه، والاعتداء على مسن فلسطيني (60 عاما)، وتنفيذ عشرات عمليات احراق الممتلكات وتخريب سيارات فلسطينية ورشق الحجارة. وعلم ان احد المعتقلين هو جندي في الجيش. وقد اعترف بعض المشبوهين بالأعمال المنسوبة اليهم، بل قاموا بإعادة تمثيلها. كما انهم اعترفوا على رفاقهم في المخالفات. وستقوم النيابة خلال الأيام القريبة بتقديم لوائح اتهام ضد المعتقلين.

ويوم امس نقلت الشرطة العسكرية ضابطا في الجيش، تربطه صلة قرابة بعدد من المشبوهين، للتحقيق بعد فترة وجيزة من كشف نبأ اعتقال النشطاء السبعة. وتم التحقيق مع الضابط بشبهة ضلوعه في نشاط المجموعة قبل شهرين، وكذلك قبل ثلاثة أسابيع، ومن ثم تم اطلاق سراحه، حسب ما قالته منظمة "حوننو" التي تترافع عن المعتقلين.

ويقف في مركز القضية ابناء عائلة شندروفي التي تعيش في مستوطنة نحلئيل في غوش تلمونيم. ويعتبر رب العائلة، يغئال، احد الحاخامات المتماثلين مع اليمين المتطرف. والمعتقلين هم بنحاس شندروفي، شنيؤور دانا، وايتمار اهرون وميخائيل كابلان، وجندي منع نشر اسمه، وقاصرين. ويعتقد الشاباك ان السبعة عملوا من خلال المعرفة بإمكانية تسبب اعمالهم بضرر للبشر، وبالهام من العملية في قرية دوما، التي قتل خلالها ثلاثة من ابناء عائلة دوابشة.

وقامت شبكة الارهاب هذه بالقاء قنبلة غاز داخل منزل فلسطيني في قرية بيتلو، قرب رام الله، في كانون الأول الماضي، في الوقت الذي كان يجري فيه التحقيق في قضية احراق منزل عائلة دوابشة. ويستدل من مجريات التحقيق ان اربعة من المشبوهين شاركوا في القاء القنبلة، بينهم الجندي. وقد قاموا بفتح شباك المنزل والقاء القنبلة في الداخل. وادعوا انهم عثروا على القنبلة في مكان استخدم فيه الجيش القنابل لتفريق تظاهرة. وبعد القاء القنبلة استيقظ رب العائلة، نتيجة شعوره بحرقة في عينيه، وتمكن من الهرب مع الطفل من البيت.

وحسب بيان الشاباك، فقد اعترف السبعة "بنشاطات ارهابية كثيرة، شملت محاولات تنفيذ عمليات في بيوت فلسطينية مأهولة، مهاجمة عربي، احراق وتخريب سيارات فلسطينية، رشق حجارة باتجاه سيارات فلسطينية وغيرها".

ومن بين التهم التي اعترفوا بها، واعادوا تمثيلها، القاء زجاجات حارقة داخل بيت فلسطيني خلال ساعات الليل، في المزرعة القبلية، في منطقة المجلس الاقليمي مطيه بنيامين. وقد اصابت الزجاجات الشبكة التي تغطي الشباك ولم تدخل الى المنزل، الذي كتبوا عليه ايضا شعار "انتقام". وفي تشرين الاول الماضي، قامت الخلية بإحراق سيارة فلسطينية انتقاما للعملية التي قتل خلالها ايتام ونعمى هانكين شرقي نابلس. كما قاموا بإحراق سيارة اخرى في 2014، واعتدوا على مسن فلسطيني في الستين من عمره.

وحسب الشاباك فان هذه الخلية ترتبط بشبكة "التمرد" التي يحاول الشاباك تصفيتها خلال السنة الأخيرة. وجاء في بيان الشاباك ان "احباط التنظيم منع ارتكاب عمليات اخرى، كان يمكن ان تؤدي الى نتائج بالغة، ومقتل اشخاص. هذه الخطوة تشكل مرحلة اخرى في سلسلة خطوات احباط قواعد الارهاب اليهودي في السنة الأخيرة، والتي ادت الى تخفيض ملموس في حجم الارهاب اليهودي".

وقال المحامي اهرون روزيه، الذي يمثل المعتقلين من قبل تنظيم "حوننو" ردا على الشبهات ضد موكليه، انه "خلافا لمختلف الشائعات ونصف المنشورات، فان غالبية المخالفات التي تم التحقيق فيها لا تنطوي على مس بحياة البشر، وغالبيتها ليست اكثر من شجار بين الناس".

العليا تصدر امرا احترازيا يعلق هدم منزلين فلسطينيين وتصادق على هدم منزل آخر

كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا، اصدرت امس، امرا احترازيا في التماسين من بين ثلاثة التماسات قدمها اعضاء في الخلية الضالعة في قتل الزوجين هانكين في تشرين الأول الماضي، فيما صادقت على هدم منزل ضالع آخر في العملية. وقام مركز الدفاع عن الفرد بتقديم الالتماسات ضد اوامر الهدم على اساس ان الثلاثة كانوا اعضاء في الخلية لكنهم لم يشاركوا مباشرة في العملية.

والثلاثة هم زياد عامر، امجد محمد عليوة وباسم محمد سايح. ويتهم عامر بأنه كان المسؤول عن فحص مسار الشارع الذي وقعت عليه العملية، ونقل منفذي العملية الثلاثة بعد قتل الزوجين هانكين. كما يتهم بتخزين احدى قطع السلاح التي تم استخدامها، في منزله. اما عليوة فيتهم بتجنيد الأموال لشراء السلاح الذي استخدمه اعضاء الخلية، وقام بتسليم السلاح لهم. ويتهم سايح بأنه قام بتوفير المال، وانه الشخص الذي صادق على تنفيذ العملية.

وحدد القاضي نوعام سولبرغ بأنه يجب هدم بيت عامر، بعد اقتناعه بأن مشاركته في العملية كانت مباشرة وآنية، وكتب ان "لائحة الاتهام تنسب اليه تقديم المساعدة في تنفيذ العملية، قبلها وبعدها". اما بالنسبة للمتهمين الآخرين، فقد كتب القاضي ان الحديث "ليس عن منفذي عملية القتل البشعة، وانما الغلاف الداعم لها: تجنيد الأموال، اصدار الأوامر وتوفير السلاح وغيرها". وبما انهما يتواجدان في الدائرة الثانية، فقد حدد سولبرغ انه يجب اجراء مداولات خاصة بهما، ولذلك اصدر الامر الاحترازي.

وانضم الى رأي القاضي سولبرغ، القاضي يتسحاق عميت. اما القاضية عنات بارون، فقد رأيت، في رأي اقلية، بأنه يجب اصدار امر احترازي ايضا في الاستئناف ضد هدم منزل عامر، وكتبت انه "حسب الالتماسات التي قدمت الينا فان الدولة لا تدعي ضلوع او معرفة اي من عائلات المشبوهين بالأعمال المنسوبة الى ابناء عائلاتهم. ويبدو ان هذا المعيار، رغم اهميته، لم يتم فحصه بتاتا من قبل المدعي الذي اصدر اوامر الهدم، ومن هذه الناحية اخفق في تفعيل صلاحياته. ولذلك، لو تم سماع رأيي لتم اصدار امر احترازي في الملفات الثلاثة".

الى ذلك قامت قوات الجيش فجر امس، بهدم منزل عائلة حسين محمد ابو غوش في مخيم قلنديا، المتهم بقتل شلوميت كريغمان في بيت حورون. ووقعت خلال عملية الهدم مواجهات بين شبان المخيم والجيش، اسفرت عن اصابة جنديين بجراح طفيفة جراء رشق الحجارة وعبوة مرتجلة باتجاههما. وقال الهلال الاحمر الفلسطيني انه تم اصابة ثمانية فلسطينيين بالنيران الحية وعيارات المطاط.

وجاء في بيان للجيش انه تم هدم المنزل وفقا لتوجيهات القيادة السياسية. وخلال عملية الهدم وقعت اعمال خرق للنظام في المكان، رد عليها الجيش بوسائل تفريق المظاهرات، ومن ثم بإطلاق النار.

حماس في بيت لحم تتبنى عملية القدس

كتبت "هآرتس" ان حركة حماس في بيت لحم، نشرت امس، بيانا اعلنت فيه بأن منفذ عملية الباص في القدس هو احد نشطاء التنظيم. وجاء بيان حماس هذا بعد اعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة شاب (19 عاما) من مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم، والذي اصيب خلال العملية.

وقد توفي الشاب، الذي صدر قرار بمنع نشر تفاصيله، يوم امس في مستشفى شعاري تصيدق في العاصمة. ويشتبه الشاباك والشرطة بأن هذا الشاب هو الذي حمل العبوة التي سببت الانفجار في الحافلة واصابت 19 شخصا آخر.

وخلافا لبيانات سابقة بشأن تحمل المسؤولية، لم يتم هذه المرة نشر بيان رسمي من قبل الناطقين بلسان حركة حماس في غزة او الخارج. ويشار الى انه فور وقوع العملية رحبت بها حركة حماس لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنها.

وقد وقع الانفجار في حافلة ركاب تابعة لشركة "ايغد" في شارع موشيه برعام، بالقرب من طريق الخليل، واصيب خلاله 20 شخصا، من بينهم المخرب الذي اصيب بجراح يائسة.

قائد المنطقة الجنوبية: "لدينا خطة لإخلاء بلدات غلاف غزة خلال الحرب"

نقلت "هآرتس" تصريحا لقائد المنطقة الجنوبية، أيال زمير، قال خلاله انه في حال وقوع حرب في غزة، فان الجيش سيقوم خلال فترة قصيرة، بتفعيل خطة لإخلاء سكان بلدات غلاف غزة، الى خارج مرمى صواريخ حماس. واعلن رئيس بلدية سديروت الون دافيدي معارضته الشديدة لإخلاء السكان، وقال: "اؤمن ان اخلاء السكان ليس الخطوة الصحيحة، وان الحديث عن التخوف لا يخدم المعنويات".

وكان الجنرال زمير يتحدث امس، في مؤتمر عن تهديد الأنفاق عقد في سديروت، وتطرق الى نفق حماس الذي تم اكتشافه مؤخرا، وقال: "هذا النفق لم يفاجئنا. في كل مكان ساد في التخوف بمرور مسار النفق، نقوم بفحص الامر حتى الأعماق".

وقد بادر الى هذا المؤتمر "راديو الجنوب" بالتعاون مع بلدية سديروت. وحسب المنظمين لم يوافق أي ممثل للحكومة على المشاركة فيه.

اعتقال 31 فلسطينيا من العيسوية بتهم امنية

ذكرت صحيفة "هآرتس" ان الشرطة قامت فجر امس باعتقال 31 مواطنا من بلدة العيسوية، في اطار ما اسمته الشرطة والشاباك "حملة بوليسية تم تخطيطها منذ فترة طويلة" لاعتقال مشبوهين بمخالفات امنية وجمع معلومات وغيرها.

وفي خطوة استثنائية، تم توزيع بيان في البلدة باللغة العربية، يحمل توقيع "الكابتن صبري"، والذي يشرح فيه، ظاهرا، اليد الصارمة التي تنتهجها الشرطة والجهاز الامني في العيسوية، الى جانب التوجه المباشر الى الأهالي، لتعقب اولادهم. وحسب البيان فان "القرية تشهد في الآونة الأخيرة موجة تحريض صعبة، تقودها حماس من اجل التأثير على اولادكم وتحريضهم لتنفيذ عمليات وخرق النظام ومضايقة قوات الأمن – الامر الذي قد يقود الى موتهم او اعتقالهم".

وقالت الشرطة انه بالإضافة الى المعتقلين، تم استدعاء 18 آخرين للتحقيق. كما تم "ابعاد ماكثين غير قانونيين" واستدعاء من وفروا لهم المبيت للتحقيق.

مواجهة صاخبة بين نتنياهو وبينت حول الاتصالات مع السلطة الفلسطينية

كتبت الصحف ان مواجهة شديدة اندلعت امس بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير التعليم نفتالي بينت، خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر، وقام نتنياهو خلالها بتهديد الوزير بينت بفصله من الحكومة، وقال له "انت لا تحدد جدول الاعمال".

وقال مصدر مطلع على تفاصيل المواجهة، لصحيفة "هآرتس" انه "وقع نقاش صعب، لكنه من الواضح لنتنياهو وبينت ان التهديد بإقالة بينت ليس حقيقيا، لان نتنياهو يعرف جيدا ان اقالة بينت ستحوله الى معارضة خطيرة من اليمين الى جانب ليبرمان، وستلحق ضررا كبيرا بقوة الليكود في الانتخابات القادمة. كما ان بينت لا يملك مصلحة في الاستقالة حاليا".

وقد اندلعت المواجهة عندما اكتشف بينت بأن الجلسة لن تناقش الاتصالات مع السلطة الفلسطينية لتقليص تواجد قوات الجيش في المدن الفلسطينية في المناطق (أ). وحسب مصادر فقد احتج بينت على ذلك امام نتنياهو وقال انه تلقى وعدا مفصلا بأنه سيتم طرح الموضوع بشكل معمق خلال الجلسة الحالية للمجلس الوزاري، لكنه بدلا من ذلك نوقشت ثلاثة مواضيع اخرى في مقدمتها التصديق على خطة الجيش متعددة السنوات.

وقد غضب بينت وطالب بإجراء النقاش حول الاتصالات مع السلطة. وحسب احد المصادر، فقد اصبح النقاش فظا، وشعر بعض الوزراء بعدم الارتياح ازاء لهجة بينت مع نتنياهو. وفي خضم النقاش حاول نتنياهو اسكات الوزير وقال له: "اذا لم تغير هذا التوجه ولم تتوقف، سأفصلك". ورد بينت قائلا: "افعل ما تشاء. سأواصل الدفاع عن مواقفي الأمنية".

وقال مصدر آخر لصحيفة "هآرتس" انه فور "بدء النقاش، هاجم بينت رئيس الحكومة وطالبه بطرح الموضوع. وتحدث بشكل عنيف، غير ملائم، وقذر". وحسب المصدر، فقد انتقد الوزير ارييه درعي تصرف بينت فيما قال الوزير زئيف الكين لبينت انه يتحدث بشكل غير لائق مع رئيس الحكومة.

وفي نهاية الأمر استجاب نتنياهو لطلب بينت وخصص قسما كبيرا من الجلسة لمناقشة الموضوع. واستمع الوزراء من رئيس الأركان غادي ايزنكوت، الى استعراض للاتصالات التي جرت مع الفلسطينيين، وقال انه لم يتم تحقيق أي اتفاق مع الفلسطينيين. واوضح نتنياهو ووزير الامن موشيه يعلون، بأن الجيش يحتفظ لنفسه بإمكانية مواصلة الدخول الى المدن الفلسطينية بما يتفق مع الاحتياجات العسكرية.

ورفض مكتب بينت التعقيب على ما حدث، وقال انه "لن يتطرق الى تفاصيل نوقشت خلال نقاش امني مغلق، وتسريب المعلومات من جلسة المجلس الوزاري مسألة تهدد امن الدولة."

تجربة ناجحة لمنظومة القبة الحديدية الاسرائيلية في الولايات المتحدة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان منظومة الدفاع الاسرائيلية حققت انجازا آخر، في الولايات المتحدة، حيث تمكنت منظومة القبة الحديدية من اصابة طائرة غير مأهولة في اطار تدريب على  الخطة الدفاعية للجيش الامريكي. وحسب بيان شركة "رفائيل"، التي انتجت الصاروخ الذي اعترض الطائرة، فقد تم اطلاق الصاروخ من منصة امريكية متعددة الاهداف، واصاب الطائرة غير المأهولة.

وهذه هي المرة الأولى التي تجري فها تجربة لصواريخ القبة الحديدية ضد طائرة غير مأهولة في الولايات المتحدة. وكما هو معروف فقد تم تطوير منظومة القبة الحديدية وانتاجها من قبل شركة رفائيل، ومنذ آب 2011 اسقطت المنظومة اكثر من 1300 صاروخ وحققت نسبة 90% من النجاح.

واكد بيني يونغمان، رئيس منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في شركة رفائيل، ان المرحلة القادمة ستشمل اجراء تنسيق كامل مع متطلبات البرنامج الصاروخي الامريكي وسلسلة من التجارب الأخرى.

الخارجية الإسرائيلية تحتج على قرار اليونسكو بخصوص الأقصى

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، بعث امس، برسالة احتجاج شديدة الى كل الدول الـ33 التي صوتت في اليونسكو الى جانب قرار يحدد بأنه يجب اطلاق اسم الاقصى، وليس جبل الهيكل على المكان المقدس في القدس القديمة. ومن بين الدول التي دعمت القرار كانت دول صديقة لإسرائيل، مثل روسيا وفرنسا واسبانيا وسلوفينيا والسويد.

وكتب غولد ان محاولة منظمة الثقافة والعلوم في الأمم المتحدة، والمسؤولة عن موضوع الآثار، شطب الرابط اليهودي بعاصمة الشعب اليهودي في القدس والاماكن المقدسة لليهود يعتبر وصمة عار. "صحيح ان هذا القرار لا يسري عمليا، لكننا لن نسمح للجهات الدولية بتمويه علاقة الشعب اليهودي بعاصمته الأبدية".

هرتسوغ يرفض الاعتذار عن الاساءة للعرب

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ رفض الاعتذار عن تصريحه المسيء للعرب، وكتب على حسابه في تويتر: "سمعت ان البعض ليس راضيا عن توجهي الصهيوني. اذا كانوا يريدون لرئيس المعسكر الصهيوني ان يفضل مصالح الجانب الآخر، فلدي رسالة لهم: عليهم التفكير بمسار جديد".

واعرب عضو الكنيست زهير بهلول عن غضبه ازاء رفض هرتسوغ الاعتذار عن تصريحه او توضيحه، وقال: "هل يفترض بي ان اتجاوز واركع كي يدوسوا علي؟ هل يفترض بي نسيان أني عربي؟ حزب العمل هو حزب وقع اتفاقيات سلام، لكنه الان يغازل اليمين والقادة الذين يريدون جرنا الى عالم آخر".

كما انتقد النائب اريئيل مرجليت رئيس حزبه هرتسوغ وقال انه يقدر هرتسوغ لكن تصريحه هذا كان يفضل ألا يقال. واضاف: "العمل هو حزب مقبول جدا في الوسط العربي، فتعالوا نتوقف عن الرد على اليمين ونجري حوارا خاصا بنا".

وقال الوزير نفتالي بينت معقبا ان "الهجوم على العرب في إسرائيل اصبح موضة في الآونة الأخيرة، وانا اقول: نحن لا نكرههم، عرب اسرائيل هم خمس مواطني اسرائيل ونحن نحب الجميع".

وقال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، ان "هرتسوغ ليس قائدا، ولم يعد على صلة، وكان عليه منذ زمن الاستقالة من رئاسة المعارضة".

الزعبي تثير زوبعة جديدة في تصريح حول الكارثة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان عضو الكنيست حنين زعبي، اطلقت تصريحا اخر مثيرا للخلاف، وهذه المرة في موضوع الكارثة. ففي اطار التحضيرات للمراسم الرئيسية التي ستنهي احياء ذكرى الكارثة في اسرائيل، والتي ستجري في كيبوتس "ياد مردخاي" بعد اسبوعين، تم توجيه الدعوة الى زعبي مع شخصيات كثيرة، للمشاركة في الحدث. لكن الزعبي لم ترفض فقط المشاركة وانما بعثت برسالة مثيرة للاستفزاز.

وهاجمت الزعبي في رسالتها بكلمات فظة اسرائيل وحكومتها وجيشها، والشخصيات الرسمية "التي تقف على الحياد في الوقت الذي يتم فيه اعدام الفلسطينيين بدون محاكمة"، على حد تعبيرها. وفصلت العلاقة، كما تدعي، بين المانيا النازية والكارثة، والقمع المتواصل للشعب الفلسطيني، وكتبت: "يجب عدم تدريس عبر الكارثة اذا لم يتم ملاحظة التشابه المرعب بين ما يحدث من حولنا وما حدث في المانيا في الثلاثينيات، وفي هذا يكمن الخطر: اعدام بدون محاكمة، اعتقالات بدون محاكمة، تعذيب، اوامر بمنع النشر، ملاحقة المتظاهرين والنشطاء السياسيين". وكتبت ايضا انه "يجب عدم تدريس الكارثة من اجل زيادة محفزات الدفاع، من خلال اهانة وقمع الآخر".

نتنياهو يزور موسكو اليوم للاجتماع بالرئيس بوتين

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يقوم اليوم، بزيارة تستغرق ست ساعات الى موسكو، سيلتقي خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين. وقالوا في مكتب رئيس الحكومة ان اللقاء سيركز على موضوعين: الاول والأساسي هو سورية، والثاني هو العلاقة بين روسيا وايران.

ومن المتوقع ان يرافق نتنياهو في زيارته وزير الاستيعاب زئيف الكين، وقائد سلاح الجو، الجنرال امير ايشل، والقائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي العميد احتياط يعقوب نيجل، والسكرتير العسكري اليعزر طوليدانو ورئيس ديوان نتنياهو دافيد شران.

وكان نتنياهو وبوتين قد اتفقا منذ بدء التدخل الروسي في سورية، على اجراء حوار متواصل، بهدف التنسيق ومنع حدوث عدم تفاهم او صدامات عسكرية بين الجيش الاسرائيلي والقوات الروسية. وقد التقى نتنياهو وبوتين واجريا محادثات هاتفية عدة مرات في الأشهر الأخيرة.

وسيتناول اللقاء المحادثات الجارية لترتيب الامور في سورية، ووقف اطلاق النار. ولا تشارك اسرائيل في تلك المحادثات، ولكن بسبب الحدود المشتركة مع سورية، وتدخل حزب الله في لبنان وسورية، تملك اسرائيل مصلحة واضحة في توضيح موقفها.

اما المبدأ الثاني الذي حددته اسرائيل، والذي سيتحدث عنه نتنياهو مع بوتين، فهو عدم سماح اسرائيل بنقل اسلحة متطورة للتنظيمات الارهابية في سورية ولبنان. ويرتبط بذلك ايضا، قلق إسرائيل من بيع اسلحة روسية متطورة لايران. وسيوضح نتنياهو بأن على روسيا الالتزام بمنع نقل الاسلحة المتطورة لحزب الله.

المصادقة على الخطة العسكرية متعددة السنوات

كتبت "يسرائيل هيوم" ان المجلس الوزاري السياسي – الامني، صادق امس، على خطة الجيش متعددة السنوات "جدعون" 2016 -2020. وتشمل هذه الخطة التي بادر اليها رئيس الاركان غادي ايزنكوت في العام الماضي، تقليص وتنجيع مقرات القيادة، بما في ذلك مقر القيادة العامة وسلاح التثقيف والحاخامية العسكرية والرقابة العسكرية.

وجاء في بيان المجلس الوزاري ان الخطة ستسمح بالتزود بمنظومات اسلحة متطورة، وتضخيم قوة الجيش الى جانب تنجيع عمله. وقال وزير الامن موشيه يعلون ان التصديق على الخطة كان مصيريا بالنسبة لأمن اسرائيل ولقدرتها على العمل بدون ازمة. وستسمح هذه الخطة للجيش وللجهاز الامني ببناء جدول منظم للتدريبات، للجيشين النظامي والاحتياطي، وتنفيذ مخططات شراء معدات حربية متطورة، للجو والبحر واليابسة، والحفاظ على قوى بشرية نوعية".

محامو الجندي القاتل يرفضون التوصل الى صفقة ادعاء

كتبت "يديعوت احرونوت" ان طاقم المحامين الذي يترافع عن الجندي اليؤور عزاريا، المتهم بقتل الفلسطيني الجريح في الخليل، يرفض التوصل الى صفقة ادعاء مع النيابة العسكرية، وينوي ادارة اجراءات قضائية في المحكمة العسكرية.

وقالت مصادر في طاقم الدفاع انه جرت اتصالات اولية لجس النبض من جانب النيابة، بواسطة جهات غير رسمية لفحص امكانية القيام بهذه الخطوة، لكن الطاقم اعلن بأنه لا ينوي عقد صفقة ادعاء مع النيابة. وقال محامي الجندي، العقيد احتياط، ايلان كاتس: "نحن نرفض بتاتا اجراء مفاوضات على صفقة ادعاء واجراء نقاش للإثبات سيظهر خلاله الـ 50 شاهدا الذين اشارت اليهم النيابة، بالإضافة الى الشهود الذين سنحضرهم نحن، وسنحقق معهم امام المحكمة. وأضاف: "من جهتي سنحضر كل الجيش الى المحكمة. انا اعرف كعقيد وكنائب للنائب العسكري سابقا، ان هذه المسألة ستسبب ضررا لصورة الجيش، ولكن مصالح موكلنا تتقدم على كل شيء آخر. كما اتضح خلال النقاشين السابقين، فان الأدلة تخدم رواية الجندي الذي شعر بالخطر على حياته، ولذلك فإننا لن نسمح باتهامه باستخدام السلاح بشكل غير قانوني لأن اطلاق النار كان مبررا".

في لائحة الاتهام التي تم تقديمها الى المحكمة يوم الاثنين، كتبت النيابة بأن الجندي يتهم بالقتل، لكن القاضي، المقدم رونين شور، الذي حدد في وقت سابق بأنه توجد ادلة الى هذا الجانب وذاك، كتب في قراره ان "قوة الادلة ضعيفة، والمقياس الجنائي في عمل المتهم يمكن ان يكون اقل مما تنسبه اليه النيابة".

وعلى خلفية هذا التحديد، وتحديد اخر للقاضي العميد دورون فايلس – الذي نظر في الاستئناف خلال الاعتقال – وعزز موقفه، يظهر محامو المتهم التفاؤل. وحسب ادعاءات جهات في طاقم الدفاع، فقد جرت محاولة لاستدعائهم الى محادثة مع النيابة لإسماع موقفهم، لكنهم رفضوا هذا الاجراء ايضا. وقال طاقم الدفاع انه "سيكون على النيابة الاثبات بوجود اساس نفسي لتنفيذ القتل، ونحن ندعي انه حسب الافادات لا وجود لهذا الاساس ولن يكون بالإمكان اثباته في المحكمة".

ويسود التقدير بأن الجيش سيحاول بكل ثمن الامتناع عن محاكمة تتحول الى تظاهرة اعلامية. ويتخوف الجيش من مواجهات على منصة الشهود في المحكمة بين القادة والجنود، وخوض حرب روايات، في الوقت الذي تجري فيه اضطرابات سياسية تشمل تظاهرات من الجانبين خارج المحكمة العسكرية. ولذلك، حتى وان كان الجيش يرفض رسميا الاعتراف بذلك، فانه يسعى الى التفاوض من اجل التوصل الى صفقة ادعاء.

مقالات

يجب استبدال هرتسوغ

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان رئيس المعسكر الصهيوني وحزب العمل، عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ، انضم، امس الأول، الى مسممي العلاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل. ففي وقت يصارع فيه على كرسيه في اعقاب فشله في الانتخابات والتحقيق الجنائي الجاري ضده، ظهر هرتسوغ في اجتماع حزبي في أشكلون، وشرح للحضور سبب تراجع قوة الحزب وتعزز قوة يئير لبيد في الاستطلاعات: الشعور لدى الجمهور "بأننا نحب العرب دائما". لبيد ينجح لأنه "يتحرك اكثر منا باتجاه اليمين في الوعي القومي"، قال هرتسوغ محللا ثم سارع الى امتشاق بقايا الجسر الذي ربط بين اليسار الصهيوني والمجتمع العربي.

يبدو ان هرتسوغ يقدر بأن بنيامين نتنياهو هزمه في الانتخابات الأخيرة بفضل شريطه العنصري المرعب "العرب يتحركون بكميات كبيرة الى صناديق الاقتراع"، وان لبيد يعزز قوته في الرأي العام بسبب التغيير الذي مر فيه من "ما الذي تعنيه اسرائيل بالنسبة لك"، السؤال الذي كان يطرحه بشكل دائم خلال اللقاءات التي كان يجريها في التلفزيون، الى "ما الذي يعنيه اليهودي بالنسبة لك"، في صورته الجديدة كمطالب برئاسة الحكومة مع "كيفاه" سوداء على رأسه. ويتضح الآن، ان هرتسوغ سعى للانضمام الى حكومة نتنياهو كوزير للخارجية، خلافا لنفيه الكاذب، ليس فقط لأنه بحث عن وظيفة مريحة، كثيرة الرحلات في العالم والانكشاف الاعلامي، وانما من خلال التماثل الاساسي مع المواقف السياسية لرئيس الحكومة.

في ارتسامه كمعاون لنتنياهو يسبب هرتسوغ ضررا مزدوجا. انه يخون لقبه كرئيس للمعارضة في وقت صعب بالنسبة للديموقراطية الاسرائيلية، في الوقت الذي تعمل فيه حكومة نتنياهو على ضم المناطق المحتلة، وقمع حرية التعبير والابداع، واضعاف المحكمة العليا. لقد تقبل حزب العمل، بدون مبالاة، الاعلان في الاسبوع الماضي، عن استمرار البناء في المستوطنات. وبدل محاربة ذلك، فضل نواب العمل لكم العضو العربي الوحيد في كتلتهم، النائب زهير بهلول، بسبب تصريحاته عن الارهاب – واوضحوا له بأنه لن ينتمي ابدا الى النادي.

وهنا يكمن الخطر الحقيقي في تصريح هرتسوغ. اذا كان حزب العمل، ايضا، يتنكر للسعي الى تحقيق المساواة وينضم الى ايديولوجية نتنياهو ولبيد وابيغدور ليبرمان، الذين يريدون القوة لليهود والقمع للعرب، فإلى اين ستتجه الأقلية؟ هل حقا لم يعد لدى المجتمع العربي امل بالمساواة، حين ينضم حزب المعارضة الرئيسي الى اليمين العنصري ويرى بالإسرائيليين في ام الفحم والناصرة والطيبة ورهط، مجرد هاجس انتخابي ليس اكثر؟

التملق لليمين لن يفيد حزب العمل في الاستطلاعات وصناديق الاقتراع. الجمهور سيفضل دائما شراء البضاعة العنصرية من المصدر، وليس من تقليد باهت وبائس. ولكن كلما تعمق الشرخ بين اليهود والعرب في اسرائيل، هكذا سيصبح من الصعب تصحيحه. يجب على اعضاء العمل الاستيقاظ والمسارعة الى استبدال هرتسوغ بزعيم يعرض بديلا اخلاقيا لسلطة اليمين واملاً لإسرائيل متساوية وعادلة.

لغم الدولة الواحدة

يكتب اري شبيط، في "هآرتس" ان الكثير من الباصات انفجرت هنا خلال العقد الماضي. بين العملية الانتحارية على متن الحافلة رقم 5 في تل ابيب، في اكتوبر 1994، والعملية الانتحارية المزدوجة في بئر السبع في آب 2004، احترقت اكثر من 20 حافلة ركاب. عمليات التفجير المتكررة في القدس، تل ابيب، حيفا، العفولة، الياجور، مجدو، ميرون، كركور، وادي عارة والجليل، ضربت إسرائيل بهزة قوية.

كل واحدة من تلك العمليات البشعة، اوضحت نوعية العدو البربري الذي نقف امامه. كل واحدة من جرائم الحرب تلك اثبتت ما سيحدث لنا، اذا سقط السيف للحظة من ايدينا. كل واحدة من تلك العمليات الانتحارية شكلت وثيقة اخرى في خزانة العملية السلمية القديمة، التي وبدلا من ان تقود الى الهدوء، ادت الى موجة ارهاب ما بعد اوسلو والى موجة الارهاب بعد كامب ديفيد والى فقدان الأمل. لقد سدت الطرق امام حل الدولتين حوالي 25 حافلة ركاب محترقة ومتفجرة، قتل فيها اكثر من 300 اسرائيلي.

العملية التي وقعت في بداية الاسبوع على متن الحافلة رقم 12 في القدس، كانت، ظاهرا، اقل خطورة من عمليات سنوات التسعينيات وسنوات الألفين. العبوة هذه المرة كانت مرتجلة، والمواد المتفجرة لم تكن اصيلة، ولذلك لم تقع عملية قتل جماعي. لكن الرسالة التي حملها احتراق الحافلتين مساء الاثنين في شارع موشيه برعام، كانت واضحة: هذا هو المستقبل.

هل تشعرون بالخوف من حماس والقاعدة وداعش؟ اسرائيل تعرف كيف تضرب تنظيمات الشر المتواجدة خارج اراضيها، لكنها ستكون مكشوفة وضعيفة حين تضرب حماس او القاعدة او داعش، جذورها في المجمعات الاسكانية في الضفة الغربية، وتبدأ بإشعال الدولة من الداخل.

تريدون القوة؟ الدولة بلا حدود، التي تسيطر على شعب يعارض حقيقة وجودها، هي دولة تصاب بالضعف بشكل خطير. تريدون الأمن؟ السيطرة على ملايين الفلسطينيين المقموعين والمحبطين والكارهين، يمكنه ان يقوض الأمن القومي والأمن الشخصي. ليس من المعقول ان حالة الدولة الواحدة ستكون مبعث سلام وهدوء. حالة الدولة الواحدة تنطوي على كارثة.

لا توجد مشكلة على المدى القصير. الجيش قوي، والشاباك ذكي، والأجهزة المتطورة التي اقمناها لتطبيع الواقع غير الطبيعي تعمل جيدا حتى الآن. المدى المتوسط ليس واضحا. انهيار العملية السياسية وافول السلطة الفلسطينية يمكن ان يحدث في الضفة الغربية تغييرا لا يمكن معرفة نوعيته. لكن المدى الطويل كان يمكن رؤيته بوضوح في النار التي اشتعلت بحافلة الركاب وفي العشرين مصابا جراء العمل الارهابي.

وما كان يمكن رؤيته هو كوسوفو. حرب مجتمع ضد مجتمع، وقرية ضد قرية، وحي ضد حي. حرب المضطهدين ضد الخائفين، واليائسين ضد المذعورين. حرب شاملة لجيران يكرهون بعضهم، والتي ستحول، عاجلا أم آجلا، حياة الإسرائيليين وحياة الفلسطينيين الى جهنم.

حتى اليوم، لم يجد اليسار ردا امنيا مقنعا للباصات التي تفجرت في 1994 -2004. ولذلك فقد تبخر اليسار. لن تقوم للمركز – اليسار قائمة، ولن يرجع الى مسار السلام، طالما لم نعترف بصدمة تلك الباصات وبالخوف المبرر الذي اثارته.

لكن بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت والليكود والبيت القومي، يواجهون الان مشكلة مشابهة. المعسكر القومي المتطرف، هو الذي سيطر هنا خلال السنوات السبع الأخيرة. المعسكر القومي المتطرف هو سبب تحول الدولة اليهودية الى مزيج ثنائي القومية ونازف. ولهذا السبب فان المعسكر القومي يتحمل المسؤولية.

في الانتخابات القدمة سيكون الاختيار بين اليمين وبين الأمن. بين المستوطنات وبين الصهيونية، بين ارض إسرائيل الكاملة، ارض الدم والنار واعمدة الدخان، وبين دولة اسرائيل الراسخة والسيادية.

اسرائيل وروسيا: حوار مفتوح وحقيقي

يكتب اريئيل بولشتين، في "يسرائيل هيوم" ان زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى موسكو، تحطم رقما قياسيا في بناء العلاقات بين إسرائيل والقوى العظمى. قادة اسرائيل وروسيا يجرون محادثات بوتيرة غير مسبوقة, حتى القضايا التي يتم طرحها خلال هذه المحادثات، باتت تخرج منذ زمن طويل عما كان متبعا في الماضي. ليس سرا ان بوتين ونتنياهو سيناقشان اليوم، من جملة قضايا اخرى، بلوة الشرق الاوسط المستقبلي. رغم الفوارق الكبيرة بين البلدين، هذا حوار على قدم المساواة. اسرائيل لم تعد اداة في لعبة الشطرنج العالمية، كما كانت في السابق، وبدلا من ذلك تحولت الى لاعب يعرف تحريك الأدوات الأخرى.

وتبرز المكانة الاسرائيلية ليس فقط في اطار العلاقات مع روسيا. وهذا طبعا ليس صدفة، وانما نتاج سياسية بادرت اليها الحكومة الاسرائيلية في السنوات الأخيرة. لقد فهم نتنياهو بأنه بعد انتهاء الحرب الباردة، في عالم ما بعد التقسيم الى معسكرين، لا يمكن الاكتفاء بتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة التقليدية. العالم يتغير، ومن لا يصغي لهذه التغييرات سيبقى في المؤخرة. لقد ميزت إسرائيل بشكل صحيح القوى الصاعدة واستثمرت الكثير في تنمية العلاقات معها. والان تبدأ بقطف الثمار: ارتقاء دراماتيكي للعلاقات مع الصين والهند، تحالف استراتيجي مع دول شرق المتوسط (وعلى رأسها اليونان وقبرص)، وموطئ قدم متجدد في افريقيا.

ولكن اختراق العلاقات بين روسيا يبرز حتى على خلفية نجاح سياسات اخرى. الدولتان تحتفلان بمرور 25 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية، والى جانب الاتصالات السياسية والعسكرية المكثفة، تجريان سلسلة طويلة من الاحداث ذات الاهمية. من بين تلك الاحداث الرمزية، عرض مخطوطات البحر الميت في متحف "هرمتاج" احد اهم المتاحف الروسية. والحديث ليس عن حدث ثقافي اعتيادي، اذ انه يثبت للعالم كله الارتباط المميز لشعب اسرائيل بأرضه. في الايام التي ترفض عواصم اخرى الاعتراف بهذا الارتباط، يعتبر الاعتراف الروسي بالشرعية التاريخية للدولة اليهودية بالغ الاهمية.

لقد حققت اسرائيل مكانة مميزة في كل ما يتعلق بالعلاقات مع موسكو. في الوقت الذي انقسمت فيه غالبية دول العالم الى مجموعتين، تلك التي تخوض مواجهة مع روسيا، وتلك التي استسلمت لإملاءاتها – تتمتع اسرائيل بوضع مميز يسمح لها بإدارة حوار مفتوح وحقيقي مع الروس، دون التخلي عن مصالحها. هكذا تماما يتم تحقيق الانجازات. كما يعرفون في موسكو، يوجد في المستودع الاسرائيلي الى جانب منظومات الأسلحة المتطورة، الكثير من الأدوات الأخرى. مكانتنا القوية في الكونغرس الامريكي، المؤسسة التي بادرت الى احدى العقوبات ضد الروس، يثير التقدير في كثير من الدول، وبوتين يفهم ايضا قوة هذا التأثير. ويجب ان نضيف الى ذلك، الوضع العسكري المعقد في سورية: لقد نجح الروس بتحقيق استقرار مؤقت لنظام الرئيس الأسد، لكنه من الواضح للجميع انهم لا يستطيعون ضمان بقائه، ومن دون التفاهمات مع إسرائيل يمكن لروسيا ان تغوص في الوحل السوري حتى العنق.

لقد بات من الممكن بفضل البنية الرائعة التي بناها رئيس الحكومة، قطف ثمار سياسية وغيرها. الموقف الذي تم تحقيقه امام روسيا راسخا، واستراتيجية نتنياهو تحقق فائدة مضاعفة. ليس فقط انه لن يتم التوصل الى أي ترتيب في سورية على حساب اسرائيل، وانما تم فتح شباك فرص لتحديد نهائية ضم الجولان الى اسرائيل.

لا مجال للعب مع بوتين

يكتب غيورا ايلاند، في "يديعوت احرونوت" انه يصعب عدم رؤية العلاقة بين حدثين هذا الأسبوع، بطلهما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: الاول، جلسة الحكومة التظاهرية التي عقدها في هضبة الجولان، والثاني اللقاء المرتقب اليوم بين نتنياهو وبوتين.

صحيح الادعاء بأن هضبة الجولان يجب ان تبقى جزء من اسرائيل ويمنع الموافقة في اطار أي اتفاق في سورية وعد الأسد بإعادة هذه المنطقة اليه. إسرائيل لا تستطيع التخلي عن الجولان، اولا، لأنه لا يمكن الدفاع عن الدولة بدونه. من السهل اثبات ذلك في حوار مهني، ولم اسمع احدا يمكنه اثبات غير ذلك.

في السابق كان عدد غير قليل من المسؤولين الكبار، من بينهم رؤساء حكومة، الذين اعتقدوا انه من المناسب دفع اتفاق مع سورية، يتم في اطاره التخلي عن الجولان، خاصة حين كانت المفاوضات مع الفلسطينيين عالقة. لقد عكس هذا التوجه عدم فهم مطلق للفارق بين الموضوع الفلسطيني والموضوع السوري. العالم يطالبنا بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين ليس بسبب اقليم وانما لأن المقصود واقع يتواجد فيه شعب يحتل شعبا آخر. هذه ظاهرة غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين. اما في هضبة الجولان، فهناك صراع اقليمي بين دولتين، يوجد مثله عشرات الصراعات في العالم، وغالبيتها غير قابلة للحل.

المشكلة، اذن، لا تكمن في الموقف الاسرائيلي من مستقبل الجولان وانما بالتكتيك الذي تم اختياره: طرح الموضوع على جدول الاعمال بشكل علني بل ومثير للتحدي. من يحتاج الى ذلك؟ اذا كان هناك أي اساس للتخوف من امكانية قيامنا في اطار الاتفاق بين القوى العظمى بشأن سورية، دفع الثمن، فمن المؤكد انه يجب مناقشة ذلك في واشنطن وموسكو. لقد رأينا قبل عامين انه عندما تتوصل هاتين الدولتين الى اتفاق، كما في اتفاق تفكيك الأسلحة الكيماوية في سورية، لا يوجد ما يمنع ذلك. اللقاءات في موسكو وواشنطن حيوية، ولكن لماذا يجب الخروج بتصريحات مسبقا؟

في 2004، بعد اتفاق اسرائيل والولايات المتحدة على خطة الانفصال وتم نشرها، تم انتدابي كرئيس لمجلس الامن القومي من قبل رئيس الحكومة ارئيل شارون، لعرض الخطة امام الروس. ومن بين الذين التقيت بهم كان وزير الخارجية لافروف، الذي واجهني بكلمات قاسية: "لماذا تأتي لتحكي لي عن الخطة بعد ان تم نشرها، يمكنني قراءة ذلك في الصحيفة. لماذا لم تفكروا بالتشاور معنا قبل اتخاذ القرار؟"

لافروف لم يتغير، وبوتين لم يتغير. اذا كان هناك أمر يكرهانه فهو وضعهما امام امر واقع. لدينا يكثرون من الخلط بين الاعلام وبين الخطوة السياسية. عمليا، المقصود الأمر وعكسه. الاعلام هو الشرح بصوت عال كم نحن جيدون وكم اعداؤنا سيئون. هناك وزن معين للإعلام الناجح، لكنه هامشي. اما الخطوة السياسية، فتجري من وراء الكواليس وتهدف في جوهرها الى اقناع اللاعبين الدوليين بأنه من المناسب ومن اجل مصالحهم، اختيار موقف يخدم مصالحنا ايضا.

كلما تم العمل بسرية، هكذا يكون اسهل على الجانب الثاني القيام بالعمل المطلوب (لنا ايضا)، ولكن عرض ذلك كقرار من قبله وليس كقرار نجم عن الضغط او التأثير. اذا تم القيام بمثل هذه الخطوة السرية امام روسيا، فلماذا يجب اغضابها بواسطة التصريح من على منبر في هضبة الجولان. واذا لم يتم ذلك بعد، فليس هناك ما هو أسوأ من وضع روسيا أمام حقيقة واقعة.

عندما يمكنون الشاباك من العمل

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه منذ اللحظة التي توقف فيها الجهاز السياسي عن التجاهل والمداهنة، ومنذ اللحظة التي توقف فيها الجهاز القضائي عن الانطواء، بدأت، أخيرا، معالجة الارهاب اليهودي.

طوال سنوات طالب الشاباك بمنحه الأدوات المطلوبة والتوقف عن غسل الكلمات. عندما يرشقون زجاجة حارقة ويحرقون منزلا على سكانه، فهذا ليس "بطاقة ثمن"، وعندما يحرقون حقلا فهذا ليس "مخالفة عقارات". هذا ارهاب بكل ما يعنيه. ولكن كان يجب الوصول الى مأساة احراق عائلة في قرية دوما، في تموز 2015، كي يتيقظ الجهازين السياسي والقضائي، ويتحرران من الضغط الذي مارسه لوبي المستوطنين، والاستيعاب بأن الحديث ليس عن مشاغبين على التلال، وانما عن ارهاب يهودي يشكل خطرا على دولة اسرائيل.

والنتيجة: منذ كانون الأول 2015، ورغم اشهر طويلة قاسية ومرصوفة بعمليات السكاكين والدهس، لم نسمع تقريبا عن اعمال شغب عنيفة او عمليات قام بها يهود ضد العرب في المناطق. وهذا ليس صدفة. لقد ادرك الشاباك كيف يفعل ذلك بنجاعة حتى قبل دوما. لقد كانوا على حق اولئك الذين تذمروا من انه لا يمكن اجتثاث الارهاب اليهودي بأيدي مقيدة.

خلية الارهاب اليهودي التي تم الكشف عنها، امس، انتقلت من جيل الى جيل. لقد بدأت بالعمل قبل 4-5 سنوات، ونفذت عمليات عنيفة ضد العرب في المناطق، خاصة في منطقة غرب بنيامين. لقد عثر الشاباك على مجموعة اعضاء من مستوطنة نحلئيل، وتم اعتقالهم والتحقيق معهم واطلاق سراحهم، فنزلوا عن منصة الارهاب، بل تجند احدهم للجيش. وكما يبدو فان الشاباك لم يجد فيه تهديدا، ولم يمنع تجنيده. ولاحقا لم تكن خدمته العسكرية ذات صلة بعمله في اطار الخلية الارهابية، لأنه لم يسرق اسلحة عسكرية وينقل معلومات من داخل الجيش.

لكن هذه المجموعة استيقظت مجددا في مطلع تشرين الاول الماضي، بعد مقتل الزوجين ايتام ونعمى هانكين. وباتت تضم ستة اشخاص، بعضهم قدامى من الجيل السابق وبعضهم من القاصرين، جيل جديد للإرهاب. وفي الليلة التالية بعد قتل الزوجين هانكين قاموا بتنفيذ عمليتي انتقام واحرقوا سيارات. وقد شارك الجندي في هذه العمليات. وفي تشرين الثاني، تسلم قسم من اعضاء الخلية – خاصة القاصرين- زمام الأمور من ايدي البالغين، ونفذوا ما يسمى محاولة قتل، حيث قاموا بإلقاء قنبلة حارقة داخل منزل مأهول. وفي كانون الأول، القوا قنابل غاز عسكرية، عثروا عليها في منطقة تم فيها تفريق مظاهرات، داخل بيت مأهول. وبين هذا وذاك قاموا برشق الحجارة ودمروا سيارات وممتلكات. وجاءت هذه العمليات العنيفة ردا على الاعتقالات التي نفذها الشاباك في تلك الفترة في صفوف اعضاء حركة "تمرد"، برئاسة مئير اتينغر، المسؤولة عن عملية القتل في دوما.

في كانون الأول اصدر الشاباك اوامر ادارية تقيد تحركات المجموعة من نحلئيل، فتوقفت العمليات. ومؤخرا، في شهر نيسان، تم اعتقال اعضاء المجموعة والتحقيق معهم، ونجح الشاباك بإحضار ادلة تحولت الى لوائح اتهام.

العلاقة بين المجموعة في نحلئيل، ومجموعة "التمرد" (او كما يسمونها في المستوطنات "الجدعونيين") هي مسألة معرفة شخصية، لكنه لا توجد بين المجموعتين علاقة في تنفيذ العمليات، لأن رجال "التمرد" اصبحوا منغلقين جدا. اعضاء مجموعة نحلئيل حافظوا ايضا على نسبة معينة من الانغلاق، لكنهم يتغذون من ذات الأيديولوجية المتطرفة والمنظمة لمجموعة اتينغر.  الحديث عن خلية منفردة، محلية، هدفها التنكيل بالجيران العرب، خاصة بهدف الانتقام.

لا شك ان تعريف خلايا الارهاب اليهودي "كتنظيمات غير قانونية" بعد قضية دوما، كان الخط الفاصل. فقد سمح هذا التعريف للشاباك بالتحقيق مع المشبوهين كما يحقق مع الارهابيين الفلسطينيين والوصول الى لوائح اتهام راسخة. رغم انتقاد اصدار اوامر ادارية ومنع التقاء المعتقلين بالمحامين لفترة عشرة ايام منذ لحظة الاعتقال، فقد اثبتت هذه الخطوات نفسها.

خلية نحلئيل ليست الخلية الأخيرة، لكن شعور قوات الأمن في الميدان هو ان اللواء اليهودي في الشاباك يملك اليوم قدرة ردع امام الفوضويين اليهود العنيفين. ارفع القدم عنهم لدقيقة، وسيطلون مرة اخرى كالفطريات السامة بعد المطر.

بيان صحفي

التعليـــقات