رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 شباط 2016

الأحد | 21/02/2016 - 10:31 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 شباط 2016

مفاوضات بين نادي الاسير الفلسطيني ومسؤولين اسرائيليين لإنهاء ازمة الأسير محمد القيق

نشر مستشفى المقاصد في القدس، امس، بيانا اوضح فيه استعداده لاستقبال الأسير الاداري محمد القيق، اذا وافق على ذلك وتم الاتفاق مع اسرائيل على نقله الى هناك من مستشفى العفولة، حسب ما تنشر صحيفة "هآرتس"، فيما دعت اسرة القيق، امس الاول، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمجتمع الدولي للعمل من اجل اطلاق سراحه.

وقالت زوجة القيق، فيحاء، في مؤتمر صحفي عقدته العائلة في بلدة دورا قرب الخليل، امس، ان الوضع الصحي للقيق صعب جدا، وانه يواجه خطر الحياة الفوري. وتوجهت الى عباس وقالت: "سيدي الرئيس، حياة محمد تتعلق بك".

وتضيف الصحيفة ان نادي الأسير الفلسطيني يجري اتصالات متقدمة مع ممثلين اسرائيليين للتوصل الى تسوية لإنهاء اضراب القيق عن الطعام، والمتواصل منذ 90 يوما. وفي هذا الاطار، سيتم نقل القيق الى مستشفى المقاصد الخيرية في القدس الشرقية، حيث سيوقف هناك الاضراب عن الطعام ويواصل تلقي العلاج الطبي. وفي هذه المرحلة ليس من الواضح ما اذا كانت الدولة مستعدة للالتزام بعدم تجديد اعتقال القيق بعد تحسن حالته الصحية.

وكانت المحكمة العليا، قد اقترحت اتفاق التسوية هذا، في الاسبوع الماضي، بعد رفض القاضي الياكيم روبنشطاين طلب محامي القيق بنقله الى مستشفى رام الله، وقال ان الامكانية الوحيدة هي نقله الى مستشفى المقاصد في القدس. لكن القيق رفض الاقتراح لأسباب من بينها عدم موافقة الدولة على الالتزام بعدم اعتقاله مرة اخرى بعد تحسن حالته.

ويسود التقدير بأن الاتفاق – اذا تم التوصل اليه- سيكون مشابها للاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الاسير الاداري محمد علان، والذي ينص على عدم تجديد امر الاعتقال الاداري الا اذا تراكمت مواد جديدة ضده. وقالت مصادر مطلعة انه حتى مساء امس لم يصل رد الدولة.
اسرائيل تنوي صراحة سن قانون "تعليق العضوية" لاستهداف النواب العرب


يستدل مما تنشره صحيفة "هآرتس" حول نية رئيس لجنة القانون البرلمانية، نيسان سلوميانسكي (البيت اليهودي) شطب بند التحريض على العنصرية من نص قانون تعليق عضوية النواب، ان المستهدف الرئيسي من هذا القانون الذي يدفعه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هم النواب العرب، الذين يتهمون بالتحريض على الارهاب.

وحسب  مزاعم سلوميانسكي فان حقيقة اكتشاف حالات ارهاب يهودي في السنوات الأخيرة يمكن ان تساعد على تمرير القانون لأنه سيسري ايضا على  تشجيع نواب اليمين للإرهاب اليهودي. لكن سلوميانسكي نفسه يقدر بأن فرص شطب بند التحريض على العنصرية من القانون الجديد منخفضة. ومن المتوقع ان يقوم اليوم بفحص هذه الخطوة مع الطاقم القانوني في اللجنة.

وقال مصدر مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الضالع في صياغة القانون ان المقصود مطلبا معقدا، وان فرص دفعه في نهاية الامر منخفضة. وحسب مصدر آخر "فان رئيس الحكومة معني بتمرير القانون، لكن بقية التفاصيل تهمه بشكل أقل. وانطباعي هو انه بالنسبة لنتنياهو يمكن تقليص هذا القانون وتحويله الى اقل اهمية لكنه يهمه تمريره".

في المقابل ينوي سلوميانسكي، كما يبدو، تقسيم القانون الى عدة قوانين، كي يضمن تمرير بعض بنوده حتى اذا لم يتم تجنيد الغالبية المطلوبة (61 نائبا) لتمريره. ويسمح القانون للنواب حاليا، بإقصاء نائب من الكنيست لأن عملية الاقصاء ليست محدودة. ومن المقرر ان تعقد لجنة القانون غدا، اول جلسة لمناقشة الصيغة الجديدة للاقتراح، بعد ان كان سلوميانسكي قد الغى الجلسة التي كانت مقررة للأسبوع الماضي بعد ان اوضح له عدد من الوزراء والنواب من الليكود، بأنهم يتحفظون من القانون. وطلب سلوميانسكي من نتنياهو في حينه، التأكد من مصادقة الائتلاف كله على دعم القانون.  وفي اعقاب ذلك، نشر نتنياهو بيان توضيح اشار فيه الى دعم كل كتل الائتلاف للقانون.

اعتقال فلسطيني في باب العامود بحجة محاولته طعن جنود

كتب موقع "واللا" ان الشرطة اعتقلت بمساعدة كلب، مساء امس السبت، شابا عربيا (18 عاما) حاول طعن افراد من شرطة حرس الحدود قرب باب العامود في القدس. وكان الشاب قد وصل الى المكان، حيث كانت قوات الشرطة تحرس مسار المصلين اليهود، ما أثار اشتباه الشرطة. وتوجهت قوة من حرس الحدود والشرطة لفحص الشاب، فاستل سكينا وحاول طعنهم، فسيطروا عليه بمساعدة كلبهم.

عريقات يدعم انتخاب البرغوثي لرئاسة السلطة

كتب موقع "واللا" ان المسؤول الفلسطيني الرفيع صائب عريقات، اعلن بأنه لن ينافس في الانتخابات القادمة لرئاسة السلطة الفلسطينية، وقال انه سيدعم انتخاب مروان البرغوثي، قائد "التنظيم" المعتقل في إسرائيل منذ 2002، والمحكوم بالسجن لخمسة مؤبدات.
وقالت وسائل الاعلام الفلسطينية التي نقلت النبأ ان عريقات ادلى بهذا التصريح لوكالة الانباء الألمانية "دوتشي فولا". وهدد عريقات خلال اللقاء مرة اخرى بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل.

وكان عريقات قد التقى، امس الاول، بوزير الخارجية الألماني، فرانك وولتر شتاينماير، في برلين، وناقشا معا عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية. وادعى عريقات امام شتاينماير ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو "يؤمن بأنه يستطيع الحفاظ على الوضع الراهن لدولة واحدة ومنظومتي حكم"، واضاف ان "الجميع تخلوا عن نتنياهو وان هذا هو ما يريده تماما".

يشار الى ان المسؤول السابق في السلطة، محمد دحلان، اعلن في نهاية السنة المنصرمة بأنه يدعم ايضا انتخاب البرغوثي لمنصب الرئيس.
في خضم العاصفة حول تصريحاته: ايزنكوت يمثل اليوم امام الحكومة

تواصل الصحف الاسرائيلية متابعة ما تسميه "العاصفة" التي احدثتها تصريحات رئيس الأركان غادي ايزنكوت، بخصوص اوامر اطلاق النار. وتكتب "يديعوت احرونوت" انه في خضم هذه العاصفة، سيشارك ايزنكوت اليوم في جلسة الحكومة الاسبوعية، لتقديم استعراض امني. وعلى الرغم من انه تم تعيين ظهوره في هذه الجلسة قبل العاصفة، الا انه يتوقع ان يطلب منه توضيح اقواله، خاصة وان اعضاء الحكومة يختلفون في الموقف منها.

ويشار الى ان المسؤول الوحيد الذي لم يعلق على هذه التصريحات حتى اليوم، هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو ما عرضه، امس، الى انتقادات من قبل المعارضة التي طالبته بالوقوف وراء رئيس الاركان ودعم تصريحه.

وقد هاجم رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، رئيس الحكومة نتنياهو لأنه لم يدعم رئيس اركان الجيش غادي ايزنكوت في مواجهة الحملة التي يشنها اليمين عليه وقال ان "نتنياهو ترك رئيس الاركان للتبشيريين في اليمين المتطرف. الجيش لا يحتاج الى الدفاع عنه من قبل نواب المعارضة وانما ان يقوم رئيس الحكومة ويدعم قائده".

وقال هرتسوغ، الذي كان يتحدث في برنامج "سبت الثقافة" في مبسيرت تسيون، انه "يحظر اقحام الجيش في الحوار السياسي. هذا هو جيشنا كلنا. والجيش يريد من رئيس الحكومة القيام ودعم قائده، لكن نتنياهو لم يفعل، بل سمح لوزراء ونواب من الائتلاف الحكومي بإهانة الشخص المسؤول عن امن الدولة". واضاف انه "كان يجب على نتنياهو وقف ذلك لكنه وكما لم يوقف الهجوم على رئيس الدولة قبل شهرين، يسمح هذه المرة، ايضا، بزرع الكراهية والانقسام بين الشعب واهانة الجيش".

في المقابل قال وزير التعليم نفتالي بينت لبرنامج "واجه الصحافة" القناة الثانية انه يدعم تصريح رئيس الاركان، ويعتقد انه لم يتم فهمه بشكل جيد، فكل ما فعله هو تحديد اوامر اطلاق النار.

كما شجب رئيس "يوجد مستقبل" الهجوم على ايزنكوت، وقال انه يجب تقديم الدعم الكامل لقوات الأمن والعمل الذي يقوم به ولأوامر فتح النيران.

من جهته قال الوزير غلعاد اردان في منشور له على صفحته في الفيسبوك، ان شيئا واحدا كان ينقصه وهو، حسب ادعائه، انه "لم يحدث ابدا ان قامت اي وسيلة اعلام سواء ايدت او عارضت ما قاله ايزنكوت، بأنه لم يتم ابدا تفريغ مشط الذخيرة بابنة 13. ولم يذكروا ان ابناء 14 سنة يأتون للقتل، وليس فقط بواسطة مقص، لكنه لم يحدث ابدا ان تم تفريغ مشط الذخيرة عيلهم، وفي بعض الأحيان تمكنوا من القتل وتم ضبطهم احياء، بل خرجوا من دون اي اصابة".

وهاجمت رئيسة ميرتس زهافا غلؤون، في برنامج سبت الثقافة في رعنانا، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقالت ان "حقيقة عدم تحفظ نتنياهو من تصريحات مسؤولين كبار في الائتلاف، والذين يثيرون الحرب، مثل يسرائيل كاتس، وسموطريتش وغيرهما، يعني الموافقة بصمت على سياسة اطلاق رصاصة بين العينين".

مشبوه بالتجسس لإسرائيل يدعي تعذيب رون اراد وقتله

تنشر "يسرائيل هيوم" تقريرا حول المعلومات التي ادلى بها مفيد قنطار المشبوه بالتجسس لإسرائيل في لبنان خلال الحرب الاهلية في الثمانينيات، حول الطيار الاسرائيلي المفقود رون أراد. وتكتب الصحيفة اعتمادا على ما نشر في صحيفة ديلي ستار اللبنانية انه  بعد 30 سنة من وقوع الطيار رون أراد في الأسر، قد يلقي بروتوكول احدى المحاكمات العسكرية في لبنان، اضواء جديدة على ظروف موت الطيار ومكان دفنه.

وحسب ما نشرته ديلي ستار فقد قال مفيد قنطار الذي كان ضابطا في ذراع عسكري تابعة لاحدى التنظيمات السورية التي عملت في لبنان آنذاك، خلال نقاش جرى في المحكمة، في بيروت، يوم الجمعة، انه التقى بأراد قبل عدة أيام من موته تحت التعذيب، وانه تم دفنه في بلدة بولونيا في جبل لبنان.

وقال قنطار انه والجهات التي أسرت أراد، لم يعرفوا بأنه الطيار الاسرائيلي المفقود، وهو ما تبين لهم بعد سنوات فقط. وفي مرحلة معينة من افادته، ادعى قنطار انه بعد ان اتضحت هوية أراد، وان الكشف عن مكان دفنه يمكن ان يساعد على تبادل اسرى مع اسرائيل، توجه الى الرئيس اللبناني في حينه ميشيل لحود وطلب التقائه شخصيا. لكن القاضي اوقف الجلسة عند ذلك وامر باستمرار النقاش بعد عدة اسابيع في جلسة مغلقة.

وحسب تقرير ديلي ستار، فقد ادعى قنطار انه التقى بأراد قبل عدة ايام من وفاته في ايار 1988. وحسب اقواله فقد تم اسر اراد من قبل مجموعة من المسلحين اللبنانيين الشبان الذين لم ينجحوا بالتحقيق معه، فتوجهوا اليه كي يساعدهم في التحقيق. وقال ان "اراد كان يرد عليهم بلغات مختلفة، انجليزية وفرنسية واسبانية، ولذلك لم ينجحوا باستكمال التحقيق معه. وفهموا منه فقط بأنه ضابط اسرائيلي نجح بالفرار من منطقة صيدا".

وحول حالة أراد الصحية قال انه حين وصل الى قرية فرزل في البقاع، حيث كانوا يحتجزون أراد، بدت له حالته صعبة وتثير الشفقة. فلقد تعرض للتعذيب والضرب القاسي. وقال انه طلب من الشبان السماح له بالاغتسال وتناول الطعام وارتداء ملابس نظيفة ونقله الى بلدة ظهور الشوير لاستكمال التحقيق معه. واضاف: "وبعد يومين من التقائي بالأسير اتصل بي الشبان وابلغوني بأنهم عثروا عليه ميتا في الحمام. كان من الواضح لي انه مات جراء الضرب والتعذيب".

وحسب اقواله فقد امر الشبان بدفنه، وتم ذلك في بلدة بولونيا في جبل لبنان. وبعد عشر سنوات، عندما شاهد صورته في التلفزيون فهم ان الاسير الذي التقاه هو روان أراد. وحسب اقواله "اتصلت عندها بالشخص الذي طلب مني الحضور للتحقيق مع الأسير والتقينا وابلغته بأن علينا العثور على القبر في الغابة واخراج عظامه".

وفي اسرائيل لم يتأثروا من هذا التقرير، وقال النائب أيال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني) الذي كان مديرا عاما لجمعية "ولد للحرية" التي ركزت معالجة الجهود المبذولة لإعادة المفقودين وبينهم أراد، ان المعلومات التي كشفها قنطار تبدو بعيدة عن الواقع. المعلومات المتوفرة لدينا ان أراد مات في 1988 وفي تلك السنة فقدت اسرائيل الاتصال به".

وحسب بن رؤوبين فقد تسلم الكثير من المعلومات خلال معالجته للملف،  خاصة من قبل اناس تبين ان دافعهم هو الجشع المادي. ويقول ان تقديرنا بأن اثار اراد اختفت خلال عملية للجيش في البقاع اللبناني. واحدى التكهنات تقول انه تم احتجازه في بلدة النبي شيت، ومع اجتياح الجيش الاسرائيلي قام الحراس بقتله.

وقال بن رؤوبين انه جرت محاولات عدة لإطلاق سراح أراد في اطار صفقة للأسرى، لكن وزير الأمن آنذاك، يتسحاق رابين، رفض التفاوض حول الموضوع بسبب الانتقاد الذي تم توجيهه اليه اثر صفقة تبادل الأسرى مع جبريل، والتي تم خلالها اطلاق سراح 1150 اسيرا. وهكذا تم تفويت الفرصة لإعادة أراد.

اسرائيل تنضم كعضو مراقب الى منظمة مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب

تكتب "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل حققت في نهاية الاسبوع انجازا، بضمها كعضو مراقب الى المنظمة الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب (FATF). وهذا التنظيم الذي شكلته منظمة الدول الصناعية (G7)، هو تنظيم مالي واستخباري، يقوم بتحليل وفحص التقارير الواردة من البنوك وشركات الاعتماد والتأمينات، ويقارنها بالمعلومات المتوفرة لدى اجهزة الأمن والسلطات. ويضم التنظيم 34 دولة، ويتخذ من باريس مقرا له. وانضمت اسرائيل كمراقب الى السعودية وماليزيا، ومن المتوقع ان تتحول الى عضو دائم في 2018. وقال سفير اسرائيل في المنظمات الدولية في باريس، كرمل شاما، ان "اسرائيل تملك ما تساهم به من خبرات وتجارب في عمل المنظمة".

ديختر يدعو لتحويل الانفاق الى أكبر مقبرة لحماس!

تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الشاباك السابق، النائب افي ديختر (ليكود) اعرب عن اعتقاده بأنه يمكن للجهاز الأمني والجيش العمل بحكمة  لتحويل الانفاق في غزة الى اكبر مقبرة لحماس. وأضاف ديختر في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "هذا هو الهدف الذي يجب رؤيته بفضل الربط بين كل المفاهيم المتعلقة بمحاربة من يدخل تحت الأرض. ويمكن لهذا ان يقصر جدا الطريق لدفن عشرات ومئات وآلاف المخربين".

وأضاف ديختر: "هذا مفهوم اؤمن به جدا، وهو تهديد يمكن تحويله الى فرصة او حبة ليمون يمكن تحويلها الى عصير".
 

مقالات

اسرائيل للغرب: هناك حاجة لتدخل عسكري من اجل وقف الأسد

يكتب مراسل الشؤون العسكرية في "هآرتس"، عاموس هرئيل، ان اسرائيل حافظت طوال فترة الحرب الأهلية السورية على سياسة موحدة، بهذا الشكل او ذاك. والان، في ضوء النجاح الذي يحققه نظام الأسد، بمساعدة روسية وايرانية، يبدو ان توجهها لما يحدث في سورية سيتغير. وهذا التغيير لن يترجم لخطوات عسكرية، لكنه يبدو ان تقدم النظام وداعميه، الى جانب عدم المبادرة الذي تظهره دول الغرب، يثير قلقا وانتقادا في القدس.

وحتى اليوم، في الوقت الذي كانت تدفع فيه ضريبة شفوية علنية، لمعاناة الشعب السوري، امتنعت اسرائيل عن اعلان موقف لصالح احد الجانبين وحرصت على التدخل المقلص نسبيا، الذي تركز في الدفاع عن المصالح التي اعتبرتها حيوية بالنسبة لها. والتزمت بالرد العسكري على كل هجوم استهدف اراضيها، وفعلت ذلك في عدة فرص. كما صرحت بأنها ستعمل على منع تهريب الأسلحة المتطورة من سورية الى تنظيم حزب الله في لبنان (وحسب التقارير في وسائل الاعلام الاجنبية فقد تصرفت هكذا في حالات كثيرة). والى جانب ذلك، قدمت

المساعدات الانسانية للقرى في الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان. وفي المقابل اهتمت ميليشيات المتمردين السنية المحلية بإبعاد التنظيمات المتطرفة من المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرفة، التي يمكنها المبادرة الى عمليات ضد اسرائيل.

عمليا، خدمت الحرب في سوريا مصالح اسرائيل الى حد كبير، دون ان تطالب بدفعها بشكل فاعل. فالحرب المتواصلة سحقت الجيش السوري الى حد لم يبق من قدراته الأصلية الا الظل تقريبا. كما تم تفكيك غالبية مستودع الأسلحة الكيماوي الضخم لنظام الأسد، في اعقاب الاتفاق الامريكي – الروسي الذي فرض على الدكتاتور السوري في صيف 2013.

يشار الى ان حزب الله الذي بقي الخصم الرئيسي للجيش على الحلبة الشمالية، يستثمر بين ربع وثلث قوته النظامية في الحرب، ويفقد شهريا، عشرات المحاربين في المعارك. ورغم ان متحدثين رسميين امتنعوا عن التعبير عن ذلك علانية – هناك امور لا يمكن قولها حين يذبح 470 الف شخص وراء الحدود – ولكن اسرائيل تمنت، بهدوء، النجاح للجانبن ولم تكن ستعارض استمرار استنزاف احدهما لدماء الآخر لسنوات اخرى، دون ان يتم حسم الموضوع.

وقد حدث التغيير في سورية مع وصول الطائرات الروسية لمساعدة الأسد في آب الماضي. وتم منذ كانون الثاني ترجمة ذلك لتقدم ملموس على الأرض. وتنهك الضربات الجوية الروسية المتمردين وتسمح لوحدات الجيش التي تستعين بالميليشيات الشيعية، بتطويق حلب تقريبا، في الشمال، والتقدم نحو درعا في الجنوب، كما يبدو من اجل الاستعداد لشن هجوم جديد على منطقة ادلب في شمال – غرب سوريا. وحسب افادات وردت من سوريا فقد دمرت عمليات القصف الجوي قرية الشيخ مسكين، التي استولت عليها قوات النظام قبل عدة اسابيع. وتذكر المشاهد هناك "بالعلاج" الذي منحه الروس للعاصمة الشيشانية غروزني.

وامام هذه التطورات، تقوم اسرائيل بتحديث مواقفها. وحتى الآن لا يتم اعلان ذلك علنا، لكي لا يتم التسبب بالغضب للأمريكيين (الذين تنقد اسرائيل توجههم المتردد). او الروس (الذين تسعى لمواصلة الحفاظ على علاقات معقولة معهم). ومع ذلك، يمكن الاشارة الى ثلاثة مفاهيم أساسية: الأولى – ان انتصار نظام الأسد سيكون سيئا لإسرائيل، لأنه يعني، ايضا، نجاح ايران وحزب الله. الثاني – ان المسألة لم تنته بعد، لأنه على الرغم من القصف الروسي، والخلافات في صفوف المعارضة الا ان المعارضة السورية لا تزال بعيدة عن الاستسلام؛ والثالثة، ان على الغرب ان يستيقظ من جموده وارسال قوات عسكرية كبيرة لتشكل قوة عسكرية ثالثة، حسب وصف الجهاز الأمني، بالإضافة الى قوات سنية اقل تطرفا وميليشيات كردية كي تحارب النظام وداعش.

ومن وجهة نظر اسرائيل، فان انتصار الأسد، سيعتبر نتيجة سيئة لأنه سيعزز مكانة ايران، التي تحسنت في كل الأحوال منذ توقيع الاتفاق النوي ورفع العقوبات وتسخين علاقاتها مع الغرب. عودة النظام للسيطرة على الحدود في هضبة الجولان التي يسيطر المتمردون على حوالي 90% منها، ستخلق مجددا خط احتكاك بين اسرائيل وحزب الله ورجال الحرس الثوري الايراني في سورية.

ولكن على الرغم من كثرة التقلبات في الحرب في سورية، وكون تكهنات رجال الاستخبارات ليست موحدة، الا ان قادة الجهاز الأمني يميلون الى الافتراض بأنه لا يزال من المبكر لأوانه الاعلان عن انتصار الأسد. الاستنتاج الرئيسي هو ان وضع النظام استقر وان فرص اسقاطه، طالما كانت روسيا تمنحه الدعم العسكري، تقلصت جدا. لكنه لا يزال يسيطر عمليا، على ربع المناطق الاصلية للدولة، والمناطق التي استعاد السيطرة عليها مؤخرا، صغيرة نسبيا. كما يسود الشك حول ما اذا كان الاستسلام ممكنا من ناحية غالبية تنظيمات المتمردين الذين شاهدوا النظام والموالين له يقتلون بدون تردد مئات آلاف المدنيين.

خلال مؤتمر الأمن في ميونخ، قال رئيس الحكومة الروسية، دميتري ميدفيديف، ان الغرب يبادر مجددا الى الحرب الباردة على خلفية الخلافات في اوكرانيا والعقوبات على بلاده. الانطباع السائد في اسرائيل هو انه على الاقل في سورية، تدور هذه الحرب من جانب واحد. الغرب لا يبلور استراتيجية واضحة امام التدخل العسكري الروسي ويركز على هدفين دفاعيين – وقف موجة اللاجئين الى اوروبا ومنع تنظيمات الجهاد السنية من تنفيذ عمليات ارهابية اخرى في دول الغرب.

وفي الوقت الذي تحقق فيه الجهود الامريكية ضد داعش في العراق وسورية ثمار معينة، فعلا، الا ان واشنطن والدول الغربية عاجزة امام التحسين الذي طرأ على مكانة الأسد، بدعم روسي وايراني. منذ اعلن الروس والامريكيين عن مبادرتهم لوقف اطلاق النار، الذي لا تنوي موسكو بتاتا احترامه، اشتدت الهجمات الجوية الروسية وشملت اصابة بالغة للمستشفيات في شمال سورية.

وعلى الرغم من ان اسرائيل ستمتنع كما يبدو عن الاطراء علانية على السعودية، الا انه يبدو بأن الخطوات الأخيرة التي اعلنت عنها السعودية استقبلت بارتياح في القدس – الغاء المساعدات الامنية للبنان بسبب العلاقة العميقة للجيش اللبناني مع حزب الله، ونيتها ارسال قوات خاصة من السعودية ودول الخليج لمساعدة المعارضة السنية في سورية.

وهم الانفصال

يكتب يوسي كوفرفاسر، في "هآرتس" ان اليسار والوسط السياسي في اسرائيل يستيقظ ببطء من حلم الشريك الفلسطيني. وقد اعترف العديد من قادته ومفكريه بعدم وجود شريك حقيقي للسلام، ومع ذلك يواصلون إلقاء اللوم على اسرائيل وتحميلها مسؤولية المأزق الذي وصلت اليه عملية السلام. والبقية لا تزال تؤمن  "بالتوافق مع الواقع"، كقول زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ.

في انتقاده لمقال سابق لي (هآرتس 12.1)، تمسك ماتي شطاينبرغ بزاوية المذبح (هآرتس 19.1). وفي محاولة للدفاع عن مفاهيمه كشف شطاينبرغ بأنه يمكن تشويه رسائل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من خلال استخدام نص من الخطاب الذي القاه في بيت لحم. صحيح ان عباس لم يذكر "حق العودة" بشكل مفصل، لكنه حدد بأن الفلسطينيين سيصرون على تطبيق كافة حقوق الفلسطينيين، وهذا يعني "حق العودة" ايضا، وان الاتفاق يجب ان يعتمد على "مبادرة السلام العربية"

كما هو معروف فان جوهر المبادرة العربية يدعو الى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الأمم المتحدة 194، الذي يستمد منه الفلسطينيون "حق العودة"، كما تحدد المبادرة عدم توطين من لا يرغب من اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية. وعليه فان الاعتراف بحق العودة سيقود الى تطبيقه في اسرائيل، وهذا هو احد أسباب رفض عباس الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي.


الحالمون يفضلون تجاهل طريقة فهم الفلسطينيين انفسهم لخطاب عباس. انهم يمتنعون عن التذكير برفضه شجب العمليات، ولا يتطرقون الى استقباله في مكتب في رام الله، لعائلات منفذي العمليات الأخيرة الذين لم يتم اعادة جثثهم حتى اليوم، ووصفه لأبنائهم بالشهداء. كما انهم يصمون آذانهم عن سماع دعمه لموجة العمليات الحالية. من الرائع العيش بالحلم ولكن عدم الاستيقاظ في خضم موجة الارهاب الموجه ضدك، فان هذا يعني التحلي بقدرة خاصة على التجاهل.

بما ان معارضة الاعتراف بالواقع بكامل مركباته، وبعدم وجود حلول سحرية، هو انكار للواقع، فان المستيقظين يستبدلون الحلم بوهم جديد/ قديم – الانفصال. هذا الوهم يتم تسويقه بشكل ليس سيئا، رغم الخطر الكامن فيه. لا توجد لدى الفلسطينيين اي نية للانفصال، لأن صراعهم هو ضد الصهيونية وليس ضد الاحتلال في اراضي 1967. هدفهم هو مناطق 1948، وهذا هو سبب استمرار الارهاب من هناك حتى بعد الانفصال.

اذا تم بناء على فكرة الانفصال استكمال بناء الجدار وتم نقل بعض الاحياء الى مسؤولية الفلسطينيين. فهل ستتغير اهدافهم؟ واذا تم نقل عدد من المستوطنات الى الكتل المقبولة على اسرائيل، بينما واصل الجيش العمل في كل المنطقة، فهل ستقود هذه الخطوات الى وقف الارهاب؟ الارهاب لن يتزايد فقط، لأنه سيحظى بدعم كبير، وسيصبح من الأسهل اكثر تنفيذ عمليات، بل ان اسرائيل ستتخلى بنفسها عن قاعدة الاجماع على نشاطها ومطالبها، وسيبقى العالم ينظر اليها كدولة احتلال.

ما هو المنطق الكامن في التنازلات الكبيرة المرتبطة بالانفصال وتوقع المساهمة الاقليمية بقوة الاضطراب الاقليمي الذي يعزز المتطرفين؟ هل سيتم في اطار الانفصال وقف تشغيل الفلسطينيين في اسرائيل؟ وماذا بالنسبة لعرب اسرائيل الذين يعتبر الكثير منهم انفسهم اسرائيليين ابناء للشعب الفلسطيني؟

يجب قراءة الواقع بشكل صحيح. نحن، اليهود، نتمنى السلام الحقيقي القائم على مبدأ تقسيم الوطن الى دولتين مع الاعتراف المتبادر وترتيبات امنية ملائمة. ومقابل ذلك فانه بالنسبة لغالبية الفلسطينيين الذين يرفضون وجود الشعب اليهودي ووجود رابط تاريخي يهودي بأرض اسرائيل، فان هذا هو صراع وجودي، جوهره تحقيق اهدافهم القومية، التي تتلخص في هزم الصهيونية. حسب مفاهيمهم، تقام في المرحلة الأولى، دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967، وتكون القدس عاصمتها، وتواصل السعي الى سيادة فلسطينية في حيفا ويافا.

هكذا قال عباس في محادثته مع محرر وكالة "معا"، وهكذا تم فهمه. هذه هي الرسالة النابعة من تصريحاته ومواقفه، ناهيك عن مواقف حماس وكل التنظيمات المتطرفة. في اسرائيل يغنون عن السلام، بينما في نابلس يتمنون عودة جيش محمد للقضاء على اليهود كما فعل بيهود خيبر.

المشكلة الصعبة التي تواجهنا هي كيفية تسوية التوتر بين الحاجة للدفاع عن انفسنا ودفع جهودنا من اجل خلق ظروف تسمح بالتوصل الى السلام الحقيقي في المستقبل، وبين التزامنا بقيمنا وطموحنا الى التمييز بين المتورطين في العمليات وغير المتورطين، بشكل يسمح لهم ولنا بادارة روتين حياة معقول.

لكي ننجح في ذلك، علينا غرس مفاهيمنا في العالم، كي يضغط على الفلسطينيين كلهم، وليس فقط على المخربين وبيئتهم القريبة، وانما ايضا على قيادتهم التي تدعم الارهاب، والمسؤولة عن غرس المواقف الفلسطينية الأساسية التي تمنع اي امكانية للتوصل الى اتفاق، سيما ان الالتزام الاول للسلطة في اتفاق اوسلو، كان تحقيق وقف الارهاب. واذا كنا نتحدث عن اليقظة، فلماذا لا ينضم اليسار-المركز الى حكومة وحدة قومية، يمكن ان تكون لها قاعدة واسعة من المفاهيم المشتركة والاهداف المشتركة، وتكون مساهمتها في الأمن والضغط على الفلسطينيين وتدعيم مكانة اسرائيل قوية جدا؟

السعودية وتركيا تتدخلان في سوريا

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه سمع في الأيام الأخيرة، صوت قرع طبول الحرب في الرياض وانقرة. فالدولتان تهددان بإرسال قوات عسكرية الى سورية، كوزن مضاد للوجود الروسي الايراني المتزايد هناك، ولا ترتدعان حتى في ضوء التحذيرات من ان مثل هذا التدخل قد يؤدي الى مواجهة مع ايران وروسيا وبالتالي اشعال صراع اقليمي، وربما دولي.

والحقيقة ان السعوديين والأتراك يشرحون بأن القوات التي قد يرسلونها الى سوريا تهدف بشكل عام الى محاربة داعش – وهذا هدف يحظى بالإجماع الدولي. ولكن لا احد يشتري ذلك. ففي نهاية الأمر، ادعى فلاديمير بوتين، ايضا، ان تدخل روسيا في سورية يهدف الى محاربة داعش، ولكن في هذه الأثناء يقصف الروس كل شيء يتحرك في سورية، باستثناء اهداف داعش.

وكما هو معروف، فقد جاء بوتين الى سورية من اجل انقاذ بشار والقضاء على المتمردين، بينما تريد السعودية وتركيا الوصول الى هناك بالذات لغرض عكسي – انقاذ الثورة السورية من الهزيمة ومحاولة اسقاط بشار.

لقد فاجأت تهديدات الرياض وانقرة الكثيرين، سيما انهما امتنعتا في السابق عن التدخل في الصراعات في المنطقة وارسال قوات عسكرية للمحاربة خارج حدودهن. وقد تبنتا في اكثر من مرة لهجة متحمسة، خاصة الحكومة التركية برئاسة اردوغان، لكنهما حذرتا من توريط بلديهما كي لا تغرقان في مستنقعات الحروب الاقليمية.

لكنه يبدو ان مشاعر التهديد- الكردي لتركيا، والايراني الشيعي والروسي للسعودية وتركيا – فرض عليهما القيام بعمل غير مسبوق.  في نهاية الأمر الصراع في سورية ليس مجرد صراع اخر. فلقد تحول منذ زمن الى صراع اقليمي بين ايران الشيعية والدول العربية السنية، والى جانبها تركيا. وبالإضافة الى ذلك، الى صراع دولي تسعى روسيا من خلاله الى ضمان التأثير والهيمنة. برعاية هذا الصراع تعمل ايران على دفع تأثيرها في العراق، ومؤخرا في اليمن، ايضا. اما الاكراد في سورية، الذين يمضون وراء حزب العمال الكردي، التنظيم السري الناشط في تركيا، فانهم يحاولون السيطرة على مناطق كاملة في شمال سورية على الحدود التركية.

السعودية بقيادة الملك سلمان، الملك الجديد والدينامي، والذي يتحلى بالجرأة اكثر من سابقيه، قامت بالخطوات الأولية عندما خرجت لمحاربة التأثير الايراني المتزايد في اليمن، وعندما اظهرت استعدادها لمواجهة التدخل الايراني في اوساط الشيعة في السعودية، حتى بثمن حدوث ازمة في العلاقات مع طهران. واما تركيا، فقد اسقطت طائرة حربية روسية تسللت الى اراضيها وفي الأيام الأخيرة، بدأت بمهاجمة القوات الكردية في شمال سوريا، والتي تسعى لاستغلال الضربات التي تنزلها روسيا وايران بالمتمردين والسيطرة على المناطق الحدودية في شمال الدولة من اجل تأسيس حكم ذاتي فيها.

الاصرار السعودي – التركي لا يأتي من مركز قوة وانما بالذات من مركز ضعف وضائقة، وشعور ببقائهما لوحدهما أمام التهديد المتزايد لأمنهن القومي. في الماضي، كانتا تعتمدان على الولايات المتحدة وحمايتها لهما في مواجهة التهديدات – لكن الان يبدو انهما فقدتا الثقة بواشنطن، واستنتجتا بأنهما اذا لم تفعلا شيئا فان احدا لن ينقذهما.

من جهتها تواصل الولايات المتحدة التأتأة والتردد. انها تقدم المساعدة للأكراد في شمال سورية، وتتجاهل كونهم يستعينون بالروس والايرانيين، ايضا. وهكذا تتصرف بشأن الميليشيات الشيعية في العراق. بالنسبة لتركيا، يعتبر حزب العمال الكردي واتباعه في سورية، عدوا للدولة، ويتحمل المسؤولية عن سلسلة من العمليات الارهابية التي استهدفت تركيا.

لكنه رغم كل شيء، يصعب الافتراض بأن السعودية وتركيا سترسلان قوات عسكرية الى سوريا وتتورطان في مواجهة مباشرة او غير مباشرة مع روسيا وايران من دون دعم حلف شمال الاطلسي، ومن دون موافقة الولايات المتحدة، وهي مسألة غير معقولة. اذن فان الطابة ترجع الى واشنطن، التي يتوقع منها اصدقاؤها في المنطقة، عبثا، محاولة صياغة سياسة شاملة في مواجهة الأزمة السورية والرد على الوجود الروسي والايراني في الدولة وخارجها. بالطبع ليس من المتوقع حدوث ذلك، لأن واشنطن يائسة من معالجة الازمة السورية، ومستعدة بدون مفر للتسليم باستمرار الحرب في هذه الدولة حتى سقوط آخر سوري.

اردوغان يريد الذهاب لغزة

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت" ان الرئيس التركي، طيب اردوغان، بدأ بتخطيط حدث اعلامي، كما يحب، يعلن فيه عن انهاء القطيعة والنزاع مع اسرائيل. وقد اهتم بتحويل رسالة الى الطاقم الذي يعمل على صياغة اتفاق المصالحة، مفاده ان "اسرائيل كانت وتبقى حيوية لتركيا، المستعدة للعودة الى مسار العلاقات الوثيقة الذي ساد قبل اندلاع قضية مرمرة".

الأمر ليس سهلا. هناك عدد كبير من السياسيين واصحاب المصالح الامنية الذين يثيرون الموضوع من وراء الكواليس. سلطان انقرة يخطط، حين يتم التوصل الى الاتفاق، للوصول بنفسه الى غزة. لقد اهتم بالتوضيح بأنه لا ينوي دخول غزة عبر حاجز ايرز الاسرائيلي، وهو يفهم انه لا يمكنه الوصول عبر البحر، ايضا. فما الذي تبقى؟ مصر ترفض فتح معبر رفح، والسيسي لن يفرش امامه البساط الاحمر الى غزة.

لا يوجد جدول زمني للتحول امام تركيا، واسرائيل، وليس صدفة، تحرص على الصمت. اردوغان هو الذي ينشر التلميحات الكبيرة حول الاقتراب من الاتفاق، بل قام بتعيين دبلوماسي رفيع، لمنصب السفير التركي لدى اسرائيل. لكن من يتعقب الامور، سيكتشف فجأة ان الأمر ليس ملحا لإسرائيل. ففي القدس يواصلون التشكيك بمزاج اردوغان المتقلب.

مشكلة صعبة: ما هو الأهم بالنسبة لإسرائيل، التنسيق الاستراتيجي مع مصر او تجديد الطلعات العسكرية في اجواء تركيا، في حين تكون العيون الالكترونية موجهة الى سوريا ولبنان؟ كيف يمكن الخروج بشكل محترم من هذه المعادلة المعقدة من دون الوقوع بين الكراسي؟ ليس سرا ان اردوغان الاسلامي يدير منذ ثلاث سنوات حسابا جامحا مع الرئيس المصري، السيسي، على خلفية حربه ضد الاخوان المسلمين، ومئات قرارات الحكم بالإعدام التي فرضت على كبار المسؤولين في التنظيم. والى جانب الشتائم والتهديدات يرفض اردوغان الاعتراف بشرعية نظام السيسي. ومن جهة أخرى، لا تفوت المخابرات المصرية اي تفاصيل حول "استضافة" تركيا لقادة حماس.

كما تجري من وراء الكواليس جهود بطيئة من جهة السعودية لتحقيق المصالحة بين تركيا ومصر. في هذا الثلاثي المعقد، لا توجد ثقة كبيرة او تحمس. من المريح لكل الأطراف، تماما كما لإسرائيل امام تركيا، تجميد صورة الأوضاع. وليست غزة فقط مطروحة على الطاولة. فالسعودية وتركيا تسعيان لإنهاء سلطة بشار الأسد في سورية. وفي هذه المسألة تواجهان صراعا مع اللاعب الجديد في الحي – بوتين، الذي يرسل طائراته الحربية للدفاع عن الاسد. كما اهتم الرئيس الروسي بتحويل رسالة واضحة الى القدس، تفيد بأنه ليس سعيدا من ابعاد المصالحة بين تركيا واسرائيل.

في القدس يوازنون التفاهمات مع روسيا في الحلبة السورية، مع المصالح والاهداف في انقرة. وفيما تقف مصر على الحياد في الموضوع السوري، فان السعودية – صديقتنا السرية – تهدد بإرسال طائراتها الى سورية. ما هو رأي اسرائيل في استبدال السلطة في سورية؟ تماما كما في المسألة التركية، لا يعتبر الأمر ملحا بالنسبة لها. مهما بقي بشار، برعاية التفاهمات مع روسيا، فان اسرائيل تشعر بالارتياح. من بات يعرف عن قرب تنظيمات المعارضة المنشقة والمتمردين المتصارعين فيما بينهم، سيفضل بشار المطيع والضعيف.

من المثير محاولة تحليل تقسيم المهام بين روسيا وايران. لقد وصل بوتين الى سوريا قبل خمسة اشهر، والحرس الثوري الايراني لا يتنازل عن التحالف مع دمشق. تصريح النوايا الصادر عن السيسي بشأن استعداده للتقرب من ايران "الجديدة"، يهدد بالمس بالمساعدات الاقتصادية من القصر الملكي السعودي. لقد جندت السعودية امارات النفط للتحالف، ايضا، الذي يهدد بمواجهة الحرس الثوري في سورية. توجد لتركيا علاقات مريحة جدا مع ايران، من المثير معرفة كيف ينظر الاتراك الى ارسال الصواريخ الروسية الاولى الى ايران، وكيف سيردون لدينا اذا وجدت هذه الصواريخ طريقها الى حزب الله في لبنان.

ترجمة مكتب الاعلام الحكومي

التعليـــقات