رغم غياب جسم نقابي متفق عليه بين المعلمين، إلا أنهم نجحوا أمس بتنفيذ اعتصام قد يكون أضخم اعتصام للمعلمين منذ سنوات وذلك أمام مجلس الوزراء بالتزامن مع اجتماعه الاسبوعي، فقد قدرت وسائل الاعلام المحلية العدد بالعشرين ألف متظاهر ومتظاهرة الأمر الذي يثير التساؤل، كيف استطاعوا تنظيم أنفسهم في هذه المظاهرة وغيرها من الفعاليات اليومية بلا قيادة؟

يجيب عدد من المعلمين الفاعلين في الحراك بأنهم من خلال عدد من الصفحات والمجموعات المغلقة عبر موقع فيسبوك يتمكنون من اتخاذ قراراتهم، وذلك بعد فقدانهم الثقة باتحاد المعلمين ورئيسه أحمد سحويل بسبب مواقفه الاخيرة التي اعتبروها تخليا عن مطالب وحقوق المعلمين.

الاستاذ مهند جرار من جنين وهو أحد المعلمين النشطين في الاضراب يقول أن صفحتي "منبر المعلمين" و"معلمين ومعلمات فلسطين" عبر الفيسبوك هما المنبران الأساسيان للنقاش والاتفاق بين المعلمين على المواقف والفعاليات قبل الإعلان عنها.

ويعتقد جرار بأن الحراك عفوي وتلقائي ويعكس شعور كل معلم ومعلمة بالظلم الواقع عليه، مؤكدا عدم وجود قيادة للحراك ما يجعله أكثر صدقا وتعبيرا عن مطالب هذه الفئة، مشيرا إلى أن هناك رفض جماعي من المعلمين لمحاولة أي طرف سياسي للحديث باسمهم، مع ذلك يرحبون بكل المتضامنين مع حراكهم.

من جانبه، قال الاستاذ عايد حوشيه من بيت لحم إن التداعي لهذا الحراك تم بشكل عفوي، بعد إعلان الاتحاد عن القرارات التي كانت مخيبة للآمال، حيث قامت مجموعة من المتطوعين بتشكيل صفحة الفيسبوك "منبر المعلمين" الذي يتم معظم التواصل بين المعلمين من خلاله عبر الصفحة العامة أو الخاصة.

ويتابع: تم تشكيل ممثلين من كل مدرسة معلم أو معلمة ومن كل المحافظات ليتم التباحث فيما بينهم والتوافق ثم الإعلان عن الفعاليات لليوم التالي او الاسبوع التالي، وهذا الاجتماع يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي او على أرض الواقع.

ويؤكد حوشيه على أن هذا الحراك يعبر عن خيبة الأمل من اتحاد المعلمين الذي لم يعد يعبر عن مطالبهم، متهما رئاسة الاتحاد بتمثيل الحكومة أكثر منه تمثيل المعلم.

كما طالب بضرورة تأسيس نقابة للمعلمين تحصّل حقوقهم كما فعلت نقابات المهن الصحية والمهندسين والأطباء، وغيرهم.

وكانت الأجهزة الأمنية قد قامت صباح اليوم باعتقال مجموعة من المعلمين المشاركين في الفعاليات حسبما نقلت وسائل اعلام محلية. في حين اتهم رئيس الاتحاد العام للمعلمين احمد سحويل، حركة “حماس” وانصارها بقطاع المعلمين بتنفيذ محاولة للانقلاب على الاتحاد والضغط على السلطة ووزارة التربية والتعليم، مشيرا الى ان الاتحاد بذل ويبذل جهودا للوصول الى حقوق المعلمين.

الأمر الذي علق حوشية عليه: هناك من يحاول تضليل الناس واثبات أن الحراك مسيس من خلال اعتقال معلمين منتمين لفصيل سياسي معين، لكن الجميع يعرف بأن هذا الإضراب يشترك فيه ابناء كل التنظيمات وهذا حراك شرعي محق وعادل.

من جانبه يقول مدير إحدى صفحات الفيسبوك الناطقة باسم المعلمين، وهو معلم من جنين وناشط في الحراك إن التعامل مع حراك المعلمين بهذا الاسلوب سيزيد غضب المعلمين والشارع العام، مؤكدا ان الإضراب هو انعكاس لتراكمات منذ سنوات طويلة، وتساءل: "أكلما طالب انسان بحقه في المعيشة من دواء وطعام وكسوة حولها بعض المسؤولين الى قضية سياسية للتخلص من مسؤوليتهم اتجاهها؟"

وحول اتخاذ قرارات الفعاليات يقول مدير هذه الصفحة التي تضم مئات المعلمين والمعلمات: يتم الأمر بشكل عفوي بأن يقترح احد المعلمين فكرة او رأيا ويتم التصويت عليه وذلك خلال التجمعات التي تكون في الاعتصام، ثم يتم اقتراح هذا الرأي على الفيسبوك عبر صفحة "منبر المعلمين" والذي تم تأسيسه من فترة وجيزة.

وكان اتفاق عام 2013 لتسوية أوضاع المعلمين، الذي يطالب الحراك الحالي بتنفيذه فورا، قد نص على تنتفيذ مطالبهم المتمثلة في زيادة قيمة نسبة علاوة طبيعة العمل الحالية للمعلمين بواقع 10% وفق امكانيات الدولة المالية حسب التفصيل التالي: 1- يصرف 5% اعتبار من راتب شهر ايلول في العام 2013. على ان ينفذ ذلك براتب شهر كانون الثاني لعام 2014. 2- يصرف 5% اعتبارا من راتب شهر كانون الثاني لعام 2014.

وكذلك أن تتولى الحكومة اقتراح تعديلات محددة على قانون الخدمة المدنية من شانها فتح التدرج بالفئات الاولى فما دون بما يكفل اتاحة المجال لتسوية حالات الرسوب الوظيفي ةتتابع الحكومة  اقرار هذه التعديلات للقانون وفقا للاصول التشريعية اعتبارا من 1- 9 - 2013. وأخيرا، الغاء ادنى مربوط الدرجة بحيث يرقى الموظف من درجة الى اعلى بكامل اقدميات الدرجة السابقة. 

ويبلغ عدد المعلمين والمعلمات في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 62 ألف حسب احصائية لجهاز الإحصاء المركزي للعام 2013. ويبلغ متوسط رواتب موظفي وزارة التربية والتعليم من حملة الشهادات الجامعية 2800 شيقل، ويخصص لهم حوالي 28% من إجمالي الرواتب والأجور في الميزانية العامة.

©بوابة اقتصاد فلسطين