رئيس التحرير: طلعت علوي

أهل الاستثمار في راحة

الأحد | 27/12/2015 - 07:10 مساءاً
أهل الاستثمار في راحة

عبد الله الجعيثن 

 

من الثابت قديما وحديثا وعند كل الامم ان (النجاح الحقيقي) يستلزم (تحديد الهدف + السعي الجاد إليه + الصبر) ولو طبقنا معطيات النجاح الحقيقي هذه على المتداولين في سوق الاسهم لوجدناها تنطبق على (المستثمرين الحقيقيين) والمقصود بالصفة الاخيرة ان يعرف المستثمر (حقيقة الشركات) التي يريد كما يعرف وجوه أصدقائه..

هذا المستثمر هدفه (تحقيق دخل ثابت كاف وقابل للنمو بمقدار التضخم على الاقل) وبما انه يعرف الشركات التي يريد بعد ان درسها بعمق (السعي الجاد) فانه يشتري فيها اوقات الانخفاض (اكتئاب الاسواق) حين تنزل تلك الشركات عن (أقيامها العادلة بمعدل جيد قد يصل ٣٠٪ او يزيد. ان المستثمر هنا صبور ويعرف نفسية السوق فهو يختار (التوقيت المناسب للشراء) وفيه يرتفع العائد بشكل مبهج فاذا اكمل شراء ما يريد بالتدريج وفي الوقت المواتي فانه يرتاح بشكل كبير وهو اصلا مرتاح على طول لانه لا يدخل مضاربات هوجاء حمقاء لانه يعرف الاستثمار ولا يطبق (القمار) فالاول هدفه المحافظة على رأس المال اولا ثم تحقيق الدخل والربح ثانيا اما القمار فهو (نار) تشعلها رياح الطمع والجهل وتحرق بها معظم المدمنين عليها عدا فئة قليلة لا تزيد على ٥٪ تحقق ارباحا طائلة على حساب الآخرين وبطرق ملتوية غالبا واعصاب محترقة وضمائر قلقة بل انه حتى ما حققه هؤلاء المقامرون مصيره الى الزوال مع الزمان لانهم استمرأوا لعبة المقامرة والتضليل حتى يأتي يوم يذهب بكل ما يجمعون غير ما باءوا به من قلق على قلق وربما مخالفات وادارة محافظ في الظلام ضد النظام يربحون من يرجونه او يخافونه وهو ربح مؤقت ويفلسون بالآخرين.

الخلاصة ان (أهل الاستثمار في راحة) فهم يحصلون على عوائد سنوية مجزية تحقق لهم (دخلا ثابتا) يتيح لهم ممارسة هواياتهم والاستمتاع بحياتهم باعتدال بعيدا عن التوتر والخوف ورياح القلق المزعجة التي تقصف دائما بالمقامرين فلا يهنأون بنوم ولا لقمة طيبة ولا حياة سعيدة بل هم دائما عبيد للسوق مدمنو قمار.. وهو من اخطر انواع الادمان.

 

نقلا عن الرياض

التعليـــقات