رئيس التحرير: طلعت علوي

المقدسيون بين غلاء السكن وتعزيز الوجود

الإثنين | 21/12/2015 - 09:43 صباحاً
المقدسيون بين غلاء السكن وتعزيز الوجود

يواجه المجتمع المقدسي الكثير من التحديات والعوائق اليومية على مستويات عدة، فعدا عن استهداف الإحتلال لمدينة القدس وتشديد الخناق على ساكنيها، وسعيه المستمر لإفراغها من أهلها، فإن الفرد المقدسي يواجه الصعوبات في تأمين عيشه وقوته اليومي.

فنجد إحدى أكثر المشاكل انتشارًا في مدينة القدس والتي يعاني منها العديد من السكان هي غلاء إيجارات المنازل والشقق السكنية، ما يدفع بالبعض للانتقال خارج مدينة القدس، الأمر الذي يهدد العامل الديمغرافي داخل المدينة.

عائلة ميمة اضطرت للانتقال إلى منطقة كفر عقب للحصول على منزل يتسع لأفراد الأسرة المكونة من خمسة أنفار بإيجار مناسب، فكانت أكبر المشاكل التي تواجه العائلة تأمين مبلغ الإيجار لصاحب منزلهم السابق في بيت حنينا.

وتقول أم محمد، وهي ربة المنزل، إن البيت الأخير الذي سكنوا فيه صغير جدا، ويبلغ إيجاره 3000 شيكل شهريًا، وهذا يفوق قدراتهم المالية على الرغم من راتبها هي وزوجها. وتضيف أن تكاليف الدراسة وفواتير الكهرباء والماء وغيرها من الضرائب، التي كان من الصعب سدادها نهاية الشهر، دفعتهم للانتقال إلى منطقة اخرى للعيش عّلها تكون أقل وزرا من الناحية الاقتصادية.

وترى أم محمد أن ارتفاع أسعار الإيجارات في مدينة القدس فيه بعض الاستغلال من قبل مالكي البيوت، فمنطقة كبيت حنينا التي تعد آمنة نوعًا ما ولا تحدث فيها اشتباكات مع الإحتلال هي أحد الأسباب التي تستعدي من مالك المنزل رفع مبلغ الإيجار، وأغلب المنازل في تلك المناطق تكون ضيقة المساحة ولا تلبي احتياج العائلات المقدسية حسب قولها.

أما أم أمجد عيسى فتسكن هي وولدها البالغ من العمر 18 عامًا في منزل صغير مساحته لا تتجاوز 38 مترًا، في منطقة بيت حنينا بمبلغ إيجار 1400 شيكل شهريًا، حيث يمنعها وضعها الصحي الذي يستلزم المتابعة المستمرة من الإنتقال إلى مكان آخر، "كنت أعمل في إحدى المدراس في القدس، إلا أنني لم أعد قادرة على العمل بسبب تدهور وضعي الصحي الذي يضطرني للبقاء في المنزل، فأصبح توفير إيجار المنزل أصعب في كل شهر".

ويبين زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن متوسط دخل الفرد المقدسي لا يكفي لتوفير الاحتياجات اللازمة للأسرة المقدسية، كما أن الضرائب المفروضة من قبل الإحتلال تزيد من الالتزامات المالية التي تفوق قدرات سكان المدينة، إضافة إلى أن نسبة الفقر في مدينة القدس مرتفعة نتيجة للضغوطات المستمرة.

ويشير الحموري إلى أن سبب غلاء الإيجارت في مدينة القدس يعود إلى كثرة الطلب وقلة العرض، فيتجه المقدسيون إلى استئجار البيوت والشقق السكنية داخل مدينة القدس من أجل الحفاظ على وجودهم داخل مدينتهم بالدرجة الأولى، ما يجعل الإقبال على استئجار البيوت داخل مدينة القدس في ازدياد مستمر، إضافة إلى أن تكاليف البناء في مدينة القدس مرتفعة الثمن، عدا عن السنوات الطويلة التي يستغرقها المقدسي في اصدار تراخيص البناء.

ويرى الحموري أنه لا يمكن انكار أساليب الاستغلال لدى بعض مالكي العقارات في القدس إلا أن بعضهم أيضا يواجه مشكلات عديدة كدفع الضرائب الباهظة، وخطر الهدم والغرامات المالية المرتفعة المترتبة على ذلك حسب قوله.

ويبين أن انسحاب سكان بسبب غلاء المعيشة في القدس، وتوجههم للسكن في مناطق خارج القدس خطر على المدينة مستقبلاً، في إشارة إلى إعلان سلطات الاحتلال سابقا عن نيتها سحب الإقامات من المقدسيين الذين يسكنون في المناطق خارج الجدار الاحتلالي، واستبدالهم بمستوطنين اسرائيليين، في خطوة لتعزيز التواجد الإسرائيلي في مدينة القدس وخفض التواجد الفلسطيني.

©كيوبرس

التعليـــقات