رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 23 تشرين الثاني 2015

الإثنين | 23/11/2015 - 10:10 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 23 تشرين الثاني 2015

الاحتلال يفرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين في منطقة الخليل

يستدل من التعليمات الجديدة التي تلقتها قوات الاحتلال في منقطة الخيل خاصة والضفة الغربية عامة، قرار الاحتلال ممارسة العقاب الجماعي في أوسع صوره على الفلسطينيين في اعقاب ازدياد موجة العمليات.

وحسب ما تنشره الصحف اليوم، فقد اصدر الجيش تعليمات الى قواته في الضفة، خاصة في منطقتي بيت لحم والخليل، بفحص كل سيارة فلسطينية تسافر على الشوارع التي يسافر عليها اليهود. وحسب التوجيهات يجب على الجنود وقف السيارات ذات لوحات الارقام الفلسطينية لدى سفرها على شوارع مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين، وفحص ركابها. وتتخوف قوات الأمن من تنفيذ المزيد من عمليات اطلاق النيران على الإسرائيليين.

وحسب الجيش فانه في المناطق التي لم يتم فيها نشر جنود لإجراء عمليات التفتيش، تم اغلاق بعض مفارق الطرق بشكل مطلق امام الفلسطينيين. ومن بين الشوارع التي تم اغلاقها شوارع حرملة وشرق حلحول والعروب. مع ذلك اكد الجيش عدم قيامه بفرض الطوق على البلدات الفلسطينية في الضفة، وقال انه على الرغم من اغلاق جزء من الشوارع في الضفة الا ان هناك طرق اخرى بديلة في المنطقة.

يشار الى ان الجهاز الأمني اعرب في السابق عن معارضته لسياسة الفصل المطلق على شوارع الضفة. فباستثناء كون هذا القرار سيشوش نمط حياة عشرات آلاف الناس، فانه سيحول كافة المسافرين على الطرقات الى مستهدفين، لأن منفذي العمليات لن يتخوفوا من اصابة الفلسطينيين ايضا.

ويأتي تشديد الاجراءات في اعقاب العمليات التي وقعت في الضفة امس: فبالقرب من مفترق غوش عتصيون قتلت هدار بوخاريس (21) من صفد، وعند مفترق "كفار ادوميم، اصيب رجل (51) بجراح طفيفة. وكانت بوخاريس قد اصيبت بجراح بالغة نقلت على أثرها الى المستشفى في القدس، حيث اعلنت وفاتها. وقامت قوة من الجيش باطلاق النار وقتل الشاب الذي هاجمها وهو عصام ثوابته (34) من بيت فجار في منطقة الخليل.

وقبل ذلك، في ساعات الصباح وصل سائق سيارة اجرة فلسطينية الى مفترق كفار ادوميم، وحاول دهس مدنيين وقفوا هناك، ومن ثم خرج من السيارة وحاول طعنهم بسكين، واصاب مدنيا (51 عاما) بجراح طفيفة. وقام مدنيون مسلحون باطلاق النار على الفلسطيني وقتله.

وبالقرب من حاجز حوارة، جنوب نابلس، جرت محاولة لتنفيذ عملية ثالثة. وحسب شهود عيان، فقد استلت الشابة الفلسطينية اشرقت كتناني (16) سكينا ولاحقت امرأة اسرائيلية. وقام رئيس المجلس الاقليمي شومرون سابقا، غرشون مسيكا، بدهس الشابة بسيارته، وأسقطها على الأرض وقامت قوة من الجيش ومواطن باطلاق النار عليها وقتلها.

واصدرت حماس بيانا على موقعها في "تويتر" شجبت فيه قتل المخربين. وجاء في البيان ان "دهس اشرقت كتناني من قبل زعيم المستوطنين وبتشجيع من حكومة نتنياهو هو جريمة حرب خطيرة، وهذه الجرائم تشجع شعبنا على مواصلة الانتفاضة والدفاع عن نفسه بكل السبل".

وقام المستوطنون مساء امس بإغلاق شوارع في جبل الخليل، وطالبوا الجيش بتفعيل قوة اكبر من اجل الحفاظ على امنهم. كما تظاهر حوالي 30 مستوطنا بالقرب من موقع العملية عند حاجز حوارة.

وتشير المعطيات الامنية الى قتل 21 إسرائيليا منذ بداية موجة الارهاب، في عمليات طعن ودهس ورشق حجارة واطلاق النيران. كما اصيب 192، بينهم 20 بجراح بالغة. وبلغ عدد العمليات 51 عملية طعن و13 عملية دهس وسبع عمليات اطلاق للنيران.

وعلى خلفية تصاعد موجة الارهاب، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة، انه وجه قوات الأمن لتركيز الجهود حول منطقة الخليل، التي خرج منها غالبية المهاجمين. وقال: "اننا نقوم بنصب حواجز وفرض اطواق وتعزيز القوات. فعلنا ذلك في القدس ايضا عندما خرجت منها العمليات. نحن نقف امام ارهاب الأفراد الذين يحملون سكاكين مطبخ والذين يتم تحريضهم من قبل السلطة الفلسطينية. يصعب منع وصول حامل سكين كهذا بشكل مطلق الى هذا المكان او ذاك".

وقال نتنياهو انه ينوي العمل مع المستشار القانوني للحكومة على دفع قرار يقضي بسحب المواطنة الإسرائيلية من المواطنين الذين سعوا للانضمام الى داعش.

كيري يصل الى إسرائيل والسلطة، اليوم

كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري سيصل الى البلاد، اليوم، بناء على الاتفاق الذي تم بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الامريكي خلال اجتماعهما في واشنطن، هذا الشهر. وشارك كيري في اللقاء بين الزعيمين، وتم الاتفاق على وصوله الى اسرائيل لمناقشة الموضوع الفلسطيني وطرق وقف العنف الفلسطيني. وحسب المخطط يتوقع التقاء كيري ونتنياهو في القدس، غدا. كما سيلتقي كيري برئيس الدولة رؤوبين ريفلين، ومن ثم يزور السلطة الفلسطينية.

مركز "كا.دي.وا" الالماني يعيد منتجات المستوطنات الى الرفوف

كتبت صحيفة "هآرتس" ان المركز التجاري الالماني (KaDeWe) اعتذر امس، عن ازالة منتجات المستوطنات الاسرائيلية عن الرفوف واعلن انه سيعيدها بشكل نهائي. وفي بيان صدر عن الشبكة جاء ان القرار كان متسرعا "ونحن نأسف لأن هذا السلوك الخاطئ قاد الى عدم فهم ونطلب الاعتذار". وكانت صحيفة دير شبيغل الالمانية، قد نشرت يوم الجمعة بأن المركز التجاري العريق في برلين قام بإزالة منتجات المستوطنات في اعقاب قرار الاتحاد الاوروبي وسمها. ويجري الحديث عن منتجات النبيذ الاسرائيلي بشكل خاص الذي يصنع في مستوطنات الضفة والجولان.

ويوم امس شجب رئيس الحكومة نتنياهو القرار وقال خلال جلسة الحكومة ان "هذا المتجر كان يعود لليهود وقام النازيون بانتزاعه منهم"، مضيفا: "بشكل عبثي يقوم هذا المتجر الان بوسم منتجات مستوطنات الضفة والجولان، والان يبشروننا بأنهم انزلوها عن الرفوف. انها مقاطعة كاملة". وطالب نتنياهو الحكومة الالمانية بالتدخل واعلن شجبه "لهذه الخطوة المرفوضة اخلاقيا وموضوعيا وتاريخيا"، وقال: "نتوقع من الحكومة الالمانية التي عارضت وسم المنتجات العمل فورا في هذا الموضوع الخطير".

حزب الاحرار البريطاني يقاطع شركة كبيرة تتعامل مع اسرائيل

كتبت "يديعوت احرونوت" ان المؤتمر الوطني لحزب الاحرار البريطاني قرر فرض المقاطعة على شركة G4S البريطانية الكبيرة بسبب علاقاتها مع اسرائيل. وتقوم هذه الشركة بتقديم خدمات الحراسة المتقدمة لشركات ناشطة في 110 دول في انحاء العالم. ويتم تنفيذ جزء من خدماتها في السجون الإسرائيلية التي يحتجز فيها الأسرى الفلسطينيين. ورغم ان العديد من اعضاء المؤتمر قالوا انه يجب محاربة نزع الشرعية ضد إسرائيل الا ان الخط المضاد لإسرائيل انتصر.

ويعني القرار ان الحزب الثاني من حيث حجمه في بريطانيا لن يستعين بخدمات هذه الشركة، مثلا في حراسة مؤتمرات الحزب. لكن القرار يعني اولا تحقيق انتصار معنوي لمؤيدي المقاطعة.

وفي الوقت الذي يقرر فيه الحزب مقاطعة إسرائيل، يدعو رئيسه جيرمي كوربين الى محاورة داعش، حيث قال امس: "يمنع الانجرار الى ردود تساهم في دائرة العنف والكراهية. الهجمات في باريس تبرر تكريس جهد كبير للمفاوضات التي سيتم في نهايتها التوصل الى حل للحرب الاهلية السورية".

حماس توزع اراضي المستوطنات سابقا على الموظفين المدينين لها برواتب

كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير المالية في حكومة حماس، زياد الظاظا، اعلن بان رجال التنظيم الذين شغلوا مناصب في حكومة حماس في غزة الى ما قبل تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، ولم يتلقوا رواتبهم منذ ذلك الوقت، سيحصلون بدل الأموال على قطع ارض في منطقة غوش قطيف التي كانت تقوم عليها المستوطنات الإسرائيلية. وقد أثارت الخطوة معارضة من قبل جهات في حركة فتح الذين ادعوا بأن "المقصود فساد غير مسبوق".

وكتب فلسطينيون على صفحات فتحوها بأسماء مجهولة: "علينا جميعا التوحد والخروج ضد توزيع أراضي غزة للمقربين".

يشار الى انه منذ قيام حكومة الوحدة الفلسطينية، قبل حوالي عامين، تقوم السلطة الفلسطينية في رام الله بدفع رواتب المستخدمين في قطاع غزة، لكنها ترفض بشدة دفع بقية رواتب حوالي اربعين موظف عملوا في حكومة حماس وتم فصلهم.

ليفني: "نتنياهو يسهل الامور على نفسه باتهام العالم بمعاداة السامية"

قالت عضو الكنيست تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) ان "نتنياهو يسهل الامور على نفسه باتهام العالم بمعاداة السامية". جاء تصريح ليفني هذا في اطار محادثة اجراها معها موقع "واللا" خلال تواجدها في مؤتمر منتدى الارهاب الامني الدولي المنعقد في ابليكاس الكندية. وقالت ان قرار المركز التجاري الالماني ازالة المنتجات الإسرائيلية عن الرفوف هو نتاج سلوكيات حكومة نتنياهو.

وأضافت ليفني: "حين كنت وزيرة للقضاء كان يمكنني الحديث مع الاوروبيين والقول لهم دعونا ندير المفاوضات من دون ان تدخلوا مع المقاطعة ووسم المنتجات. لكن الحكومة الحالية لم تتخذ قرارا باتهام العالم بمعاداة السامية. هذه ليست سياسة صحيحة. نتنياهو يسهل الامور على نفسه. اذا كانوا كلهم يعادون السامية، فهل يمكنه هو معالجة الموضوع؟ الحكومة المسؤولة يمكنها معالجة المقاطعة. المعركة ليست خاسرة بعد. هذا التوجه قائم ويجب محاربته وليس التظاهر بالضحية".

وحول المؤتمر الذي تشارك فيه قالت ليفني: "يوجد هنا فهم حازم بأنه يجب العمل ضد الارهاب. انا انقل رسالة واضحة. لا يمكن احتواء هذا الامر ولا تسوية معه. المجانين، داعش، حماس وحزب الله او القاعدة، على استعداد لدفع ثمن باهظ. لكن هل يستعد العالم لدفع الثمن والحرب دفاعا عن قيمه".

وحول امكانية قيام التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالإبقاء على بشار الأسد في منصبه من اجل مواصلة محاربة داعش، قالت: "اذا لم تكن النتيجة في سوريا بقاء الأسد، فهذا يعني ايضا تدعيم ايران وحزب الله. النتيجة ستكون سيئة جدا. دعم الارهاب الشيعي على حساب الارهاب السني. الاعتقاد بأن بقاء الأسد سيجعل داعش تختفي هو اعتقاد خاطئ. الاسد ينوي تنفيذ هدفه الارهابي ويجب التعامل مع ذلك بجدية".

لائحة اتهام ضد قاصر من غزة بتهمة العضوية في حماس

كتب موقع القناة السابعة ان نيابة اللواء الجنوبي قدمت ظهر امس الجمعة، لائحة اتهام في المحكمة المركزية، ضد قاصر فلسطيني (16 عاما) من غزة، على خلفية عضويته في الذراع العسكري لحركة حماس. ويتهم الفتى بالمشاركة بتدريبات عسكرية لحماس والعمل تطوعا في بناء الانفاق.

وتنسب لائحة الاتهام الى الفتى تنفيذ مخالفات خطيرة ضد امن الدولة والاتصال بعميل اجنبي والتآمر على ارتكاب جريمة والمشاركة في تدريبات عسكرية ممنوعة وارتكاب مخالفات تتعلق بالأسلحة وغيرها. وكان الجيش قد اعتقل الفتي قبل نحو شهر، خلال المواجهات قرب السياج الحدودي.

وطلبت النيابة من المحكمة الامر باعتقال الفتى حتى انتهاء الاجراءات القانونية ضده.

نتنياهو ينوي توسيع حكومته ولكن ليس على حساب البيت اليهودي

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة نتنياهو ينوي العمل على توسيع الحكومة في اعقاب المصادقة على ميزانية الدولة، لكنه لا ينوي عمل ذلك على حساب أي حزب من احزاب الائتلاف الحالي، حسب ما قاله خلال اجتماع لقادة احزاب الائتلاف، امس.

وكان رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، قد احتج مؤخرا على نية نتنياهو، ظاهرا، ادخال حزب العمل الى الحكومة على حساب حزبه، لكنه بعد تصريح نتنياهو، امس، تم التوضيح لبينت بأنه لا توجد نية كهذه. وقال بينت لاحقا: "لدينا حكومة جيدة جدا اليوم، والجميع يعملون بتعاون، لكن دخول هرتسوغ الى الحكومة سيؤدي الى تغيير الخطوط العريضة، ونحن لن نكون جزء منها. اذا اراد العمل الانضمام فليكن ذلك فقط على اساس الخطوط القائمة التي لا تشمل التزاما بحل الدولتين".

وفي هذا الصدد قالت عضو الكنيست تسيبي ليفني من المعسكر الصهيوني لموقع "واللا" ان "الفجوة بيننا لم تتقلص بعد وسنواصل تمثيل إسرائيل في المعارضة. انا اصدق شريكي يتسحاق هرتسوغ بأنه لا توجد اتصالات مع نتنياهو. نحن نحارب على طريق آخر ونختلف عميقا وهذا لا يرتبط بعدد الحقائب التي سنحصل عليها".

الكنيست تصوت اليوم على تعديل قانون "تقاسم الأعباء"

كتبت "يديعوت احرونوت" انه من المنتظر ان تصوت الكنيست نهائيا، اليوم، على تعديل قانون تقاسم الاعباء نزولا عند طلب الاحزاب الدينية الشريكة في الائتلاف الحكومي. وسيجري اليوم التصويت في القراءتين الثانية والثالثة في وقت ليس من الواضح فيه ما اذا كان الائتلاف يتمتع بالغالبية لتمرير مشروع التعديل. فعضو الكنيست يوآب كيش، من حزب الليكود، وهو طيار سابق، كان قد قاد احتجاج جنود الاحتياط الذين طالبوا بفرض تقاسم الأعباء والذي صودق عليه في الكنيست السابقة.

واعلن كيش انه لن يصوت الى جانب التعديل، وفي ضوء الغالبية الضئيلة للائتلاف في الكنيست (61 مقابل 59 معارضا)، يمكن لصوت كيش ان يحسم مصير التعديل القانوني. ومن جهة ثانية، اذا قرر النواب العرب التغيب عن التصويت، وفقا لتقليد تغيبهم عن التصويت على تجنيد المتدينين، فسيتم المصادقة على القانون حتى بدون صوت كيش.

 

مقالات

عهد المخنثين.

يكتب امير اورن، في "هآرتس" ان الحكومة الاسرائيلية نشرت على الملأ، يوم الجمعة، نظرية بيبي – بوغي لتشجيع اليهود على التجسس ضد دولهم. لقد غاب عن تصريحات الفرح التي اطلقها نتنياهو ووزير الأمن يعلون ازاء اطلاق سراح السجين "يونتان" بولارد، أي تحفظ من مخالفته للقانون الأمريكي. وبدا منها وكأنه قام بعمل جيد، ومن المؤسف انه تم اعتقاله. هذه بيانات تجنيد ليهود أمريكا: لا  تهاجروا الى اسرائيل الآن، لخدمة الجيش الاسرائيلي، بل انضموا الى الأسطول وانقلوا لنا الأسرار، وخاطروا بعلاقاتنا مع الادارة والجيش والاستخبارات في واشنطن. يبدو ان نتنياهو ويعلون يتمنيان ظهور ألف بولارد (الذين يبحث عنهم الـ "اف. بي. أي" منذ سنوات).

نتنياهو يصر على ازدرائه للأسرار، وليس فقط اسرار الغرباء، ويرى في المواد السرية أداة سياسية – من كشف الوثيقة التي اعدها تسبي شطاوبر حول المحادثات مع سوريا في 1995، وحتى قيام المقربين منه بتسريب الاستعراض العسكري المتعلق باحتلال غزة، للتلفزيون. نظرية بيبي – بوغي تقول ان يهودية الامريكي، اليهودي الأصل، تسبق مواطنته الأمريكية، وان اليهودية تعني تفضيل إسرائيل وخيانة الوطن. هكذا في اعقاب جوزيف مكارثي، الذي اشتبه بأن الشيوعي الأمريكي سيفضل المركز السوفييتي للشيوعية العالمية على الولاء لبلاده، دائما، ومن خلال المخاطرة بزج عشرات الملايين في الحرب النووية.

بولارد يجسد المضمون الفارغ لكلام نتنياهو. التنفيذ – هستيري.  وطابع تعييناته – مصاب بالهلع. الافادة التي يدلي بها افرايم هليفي، الذي كان سفيرا في مؤسسات الاتحاد الاوروبي، وقام بتهدئة غضب الملك حسين في قضية خالد مشعل، حول ما رافق تعيينه لرئاسة الموساد بعد استقالة داني ياتوم، تعتبر افادة حقيقية. ويصف هليفي في كتابه كيف اتصل به نتنياهو في بروكسل لكي يقترح عليه رئاسة الموساد. لقد طلب هليفي التشاور مع عائلته، لكنه قبل ان يعلن رده الايجابي، سمع في الأخبار البيان الذي ادلى به نتنياهو بهذا الشأن، كي يحرف الأنظار عن فشل سياسي حدث في ذلك اليوم.

بعد حوالي 13 سنة من ذلك، فشل نتنياهو في تعيين يوآب غلانط لمنصب رئيس الأركان، ومارس الضغط المشبع بالخوف على بيني غانتس، الجنرال الذي كان يقضي اجازة بعد تسريحه من الجيش، كي يوافق على تسلم المنصب فورا، لكي يتم زف البشرى في النشرة الاخبارية المتلفزة عشية يوم السبت. وهكذا، ايضا، قبل شهرين، عندما تم الغاء نية تعيين غال هيرش قائدا عاما للشرطة. وأمام الانتقاد المتزايد لتأخير تعيين القائد العام، فرض نتنياهو المنصب على نائب رئيس الشاباك روني الشيخ، الذي لم يطمح الى هذا المنصب، خلافا لهليفي وغانتس في حينه، لكنه فهم بأن رفض مساعدة نتنياهو في محنته سيعني التخلي ايضا عن فرص تسلمه لرئاسة الشاباك، قريبا أو لاحقا.

هذا التعيين، ايضا، الذي اعتمد على توجه مضاد للشرطة – ظاهرا في اعقاب فضائح مفوضي الشرطة، ولكن ايضا، حين جرت في الخلفية التحقيقات الجنائية القريبة من عائلة نتنياهو – لم يتم تطبيقه حتى الآن؛ وفي هذه الأثناء لا يوجد لدى نتنياهو، الذي يمتنع عن التقدم السياسي، أي رد على موجة السكاكين. لقد احتاج الجيش الى لواء كامل من اجل تطويق بلدة فلسطينية وتنفيذ عمليات تمشيط واعتقال فيها. يكفي حامل سكين واحد من اجل فرض الطوق الامني وحظر التجول المدني على مدينة يسكنها عشرات الآلاف مثل كريات جات.

الأفق الوحيد الذي يسعى اليه نتنياهو، بشكل دائري، هو الرئيس الجمهوري الذي سينتخب بعد سنة. هذا سراب، لأن الادارة القادمة، ايضا، ستحافظ على استمرارية السياسة الأساسية في الشرق الاوسط، تماما كما حافظ الرؤساء السابقين، ثلاثة جمهوريين واثنان ديموقراطيين، على استمرارية السياسة في قضية بولارد.

لا توجد توقعات من نتنياهو: هكذا هو، وليس من الواقعي الافتراض بأنه سيتغير. السهم موجه الى شركائه المطيعين، او الى عبيده المتذللين في قيادة الليكود، الذين يعرفون كيف يدير الأمور والى اين يقود،  ويتذمرون بعيدا عن آذان الزعيم وعائلته، ومن ثم يطيعونه بخنوع. انهم المتعاونون معه في الكارثة المتواصلة؛ ومنهم، ومن قادة الكتل الأخرى في الكنيست الحالية – لن يأتي خلاص إسرائيل.

دولة هذا وهذاك – خيال مصطنع.

يكتب البروفيسور يغئال عيلم، في "هآرتس" انه حسب مقياس الديموقراطية السنوي للمعهد الاسرائيلي للديموقراطية، فان الجمهور الاسرائيلي ينقسم بشكل متساوي (36.6% مقابل 35.3%) بين من يمنحون الأولوية للمركب اليهودي في صيغة "الدولة اليهودية والديموقراطية" واولئك الذين يمنحون الأولوية للمركب الديموقراطي في الصيغة ذاتها.

لقد انخفضت نسبة الذين يؤيدون هذين المركبين بشكل متساوي – دولة يهودية وديموقراطية – الى 26.7%، بينما شكلوا قبل خمس سنوات غالبية واضحة – 48.1% من الجمهور اليهودي. كما طرأ خلال هذه الفترة تغيير على نسبة المؤيدين للدولة الديموقراطية. قبل خمس سنوات اعطت نسبة 17% من الجمهور الأولوية للمركب الديموقراطي في هوية الدولة. ومنذ ذلك الوقت قفزت نسبة المؤيدين لهذا المركب الى 35.3%، وبقيت نسبة الذين يمنحون الأولوية للتعريف اليهودي للدولة مستقرة الى حد كبير وتراوحت بين 32% و 39% (في عام 2014).

هذا التطور يدل على فشل غسيل الدماغ المكثف الذي يديره، منذ عدة سنوات، الجهاز السياسي والسلطوي والقضائي، والذي انضم اليه، ايضا، الجهاز التربوي في محاولة لتحويل صيغة "دولة يهودية وديموقراطية" الى رمز لإسرائيل. وينعكس الفشل بشكل جيد في التراجع البارز الذي طرأ على حجم المعسكر المركزي – رجال "هذا وذاك": دولة يهودية وايضا دولة ديموقراطية. لقد ثبت مرة أخرى، ان قوة العقل المستقيم اقوى على مدار الزمن، من أي قوة اعلامية.

لقد كان الدمج بين "اليهودية والديموقراطية" اشكالي منذ البداية. في الحياة السياسية يحمل كل مزج بين "هذا وذاك"، طابع التردد، في افضل الحالات، لا وجهة له: وبعضها ذات طابع متناقض تماما. هكذا مثلا كان المزج بين "الاشتراكية والقومية" في المانيا، وكذلك المزج بين "المتدينين والقوميين" في إسرائيل. هذا مزج ينطوي على تناقضات: لقد كان الربط بين القومية، وهو مصطلح ذو طابع تخصصي واضح، وبين الاشتراكية، ذات الطابع العالمي، يقوم منذ البداية، على الاحتيال الذي يستهدف جذب الأبرياء، وكان خلال القرن الماضي في أوروبا كارثيا وقاتلا بشكل خاص. كما لا يوجد أي أساس للربط بين "الديني"، الذي يخضع نفسه للإملاء الإلاهي ظاهرا، وبين "القومي" الذي يمثل السيادة البشرية التي تتجسد في الدولة.

ليس من الواضح في صيغة "الدولة اليهودية والديموقراطية" ما اذا كان المركب اليهودي ينطوي أولا على معنى قومي، او ان له معنى ديني. من جهة، يفترض بهذا المركب ان يقيد المعنى الدولي المعروف لمصطلح الدولة الديموقراطية؛ ومن جهة اخرى، يهدف الى فتح بوابة واسعة امام توجه تنمية "الميراث اليهودي"، الديني في جوهره، خاصة في الجهاز التعليمي. هذا هو فعلا التوجه المسيطر اليوم، ليس فقط على تعليم الفلسفة في إسرائيل، وانما ايضا على تعليم التاريخ والمدنيات في المدارس.

من الواضح في الاستعراض التاريخي، ان كل من دعموا في حينه انشاء دولة يهودية – سواء بين الصهاينة والأغيار – شخصوها ككيان قومي. لقد كان هذا هو المعنى الذي نسب الى هذا المصطلح بدء من "دولة اليهود" لهرتسل، مرورا بتصريح بلفور وصك الانتداب، وحتى قرار الامم المتحدة ووثيقة الاستقلال. لقد اختار حتى مؤسسو الدولة عدم خلق تشابه بين اسم الدولة وبين الاسم "يهودي"؛ بل امتنعوا عن خلق تشبيه بين اسم الدولة واسم "صهيون".

اضف الى ذلك، انه خلال النقاش حول صيغة وثيقة الاستقلال من قبل مجلس الشعب في 13 ايار 1948، رفض دافيد بن غوريون الصيغة التي اقترحها موشيه شريت في مسألة المساواة في الحقوق لكل سكان الدولة. في المسودة التي اعدها شريت للنقاش جاء ان "الدولة ستمنح المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية المطلقة لكل مواطنيها بدون تمييز في العرق والدين". وطالب بن غوريون باستبدال  مصطلح "تمنح" بمصطلح "تقيم". والتفسير: "هذا سيحصل". الدولة لا تمنح المساواة في الحقوق، وانما يتحتم عليها اقامة المساواة في الحقوق، لأن هذا هو مبدأ اساسي للدولة العصرية، التي هي دولة جميع مواطنيها. الدولة تستمد صلاحياتها من الشعب، ومن موافقة المواطنين الذين يقيمون فيها. هذا هو معنى تعريف الدولة الديموقراطية.

وها هي نتائج استطلاع مقياس الديموقراطية الأخير، تبين ان الاعتراف بأولوية وتفوق المركب الديموقراطي في تعريف الدولة يتغلغل اكثر واكثر في الوعي المدني، او على الأقل في وعي كل من يولي اهمية عليا للوجود الرسمي. وتدل نتائج المقياس على ان نسبة متزايدة من الجمهور تفهم العلاقة الحيوية والحتمية في ايامنا، بين وجود الدولة ووجود الديموقراطية.

كما تدل نتائج الاستطلاع طبعا، على عمق الهوة التي تشطر المجتمع الاسرائيلي. التمزق الكبير، في اساسه، هو بين اصحاب المفهوم الرسمي واصحاب المفهوم الديني، ميراث اليهودية التاريخية. لقد حاول المتدينون القوميون لئم التمزق الذي يخلق لديهم، ايضا، التنافر الداخلي العميق، بواسطة الحافز التبشيري: تشخيص دولة اسرائيل على انها تحقيق حالي للفكرة التبشيرية، التي يمكن في اطارها وبقوة التدخل الالهي الغاء كل الحواجز والأسوار التي يطرحها الواقع المتعنت. هذه فكرة وهمية يائسة وخطيرة، تسبب لإسرائيل ضررا يفوق الضرر الذي ستسببه لليهودية.

الصورة باتت واضحة. "الدولة اليهودية والديموقراطية" هي صيغة لرقعة فوق رقعة. انها خيال مصطنع، لا قيمة له. من وراء الكواليس بات يحاك التهديد الواهي المقبل: "دولة الشريعة" التي تهدد، ظاهرا، بوراثة "دولة هذا وذاك" خلال عقد او عقدين، بفضل الزيادة الطبيعية للجمهور المتدين في إسرائيل.

ولكن "دولة الشريعة" هي خيال مطلق. الجمهور اليهودي المتدين، المتدينين و"القوميين" معا، لا يستطيع اقامة دولة – ليس لأنه لا يملك موهبة العمل، وانما لأنه اسير مفاهيم التوراة والشريعة اليهودية، وهذه تتعارض مع الوجود السياسي.

لا يمكن لإسرائيل ان تتدحرج داخل "دولة شريعة"، ناهيك عن كون مصطلح "الدولة اليهودية" يحمل في طياته مفاهيم تتعارض مع مفاهيم الدولة الديموقراطية. التفسير المشروع الوحيد الذي يمكن نسبه الى مصطلح "الدولة اليهودية" هو ذلك الذي اعطاه حاييم فايتسمان خلال ظهوره في مؤتمر السلام في باريس في آذار 1919: "اليهودية واضحة كما ان انجلترا هي انجليزية وفرنسا هي فرنسية". وليس صدفة ان فايتسمان صوت على الطراز الغربي، المدني والديموقراطي.

الأهداف: تحصين المفارق وسد الثغرات في الجدار

يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" انه من المتوقع قيام الجيش بتركيز الجهود، خلال الأيام القريبة، على محاولة التغلب على نقطتي الضعف الأساسيتين في موجة الارهاب الحالية: مفارق الطرق الرئيسية في الضفة الغربية، والثغرات في الجدار التي تسمح بدخول الماكثين غير القانونيين الى داخل الخط الأخضر.

لقد تضخمت مشكلة مفارق الطرق في الأيام الأخيرة، من خلال ميزتين – عمليات اطلاق النار وعمليات الطعن على المفارق الرئيسية في الضفة الغربية. العملية التي وقعت امس، والتي قتلت خلالها هدار بوخاريس، تمت رغم تركيز جهود حول مفترق غوش عتصيون (حيث وقعت عدة عمليات هناك في الآونة الأخيرة)، وهي التي ستقود الى تغيير السلوك على المفترق الذي يصل اليه الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين.

يوم امس بدأ الجيش بنصب حواجز الباطون على مداخل المفترق، استعدادا لاقامة نوع من المسارات التي سيتم عليها فحص الفلسطينيين الذين يمرون في المكان، للتأكد من انهم لا يحملون اسلحة. والقصد هو ان يتم صد المخربين الذين يصلون الى المفترق من قبل الجنود، وهكذا يتقلص، عمليا، الخطر الذي يتهدد المدنيين. ويتوقع قيام الجيش باتخاذ خطوات فصل مشابهة على مفارق رئيسية اخرى في الضفة، ومنها مفترق تفوح ومفترق بوابة بنيامين.

في المقابل يجري فحص زيادة حجم السفريات المنظمة في الضفة بهدف تقليص حجم المسافرين مجانا، بشكل كبير، وذلك من خلال الادراك بأن التواجد على المفارق خطير ويوفر للمخربين اهداف غير محمية. وقد تم اللجوء الى مثل هذه الخطوة بعد اختطاف الفتية الثلاثة في العام الماضي، لكنه تم تنفيذها لفترة وجيزة فقط، والدليل على ذلك عودة انتشار المسافرين المجانيين على المفارق في الضفة.

ومقابل العمل على مسارات الطرق، تم تعزيز القوات الامنية بشكل كبير على امتداد الحدود الفاصلة في اعقاب العمليات الأخيرة التي تم تنفيذها من قبل ماكثين غير قانونيين. ويسود التقدير بأن آلاف الفلسطينيين لا يزالون يتواجدون بشكل غير قانوني داخل الخط الأخضر، وتقوم الشرطة بتركيز جهود في محاولة للعثور عليهم وطردهم الى الضفة. وفي المقابل فرض غرامات على من يقوم بتشغيلهم. مع ذلك، فانه يتوقع لهذه الخطوة تحقيق نجاح جزئي فقط، على خلفية كون مقاطع كاملة من السياج الفاصل مخترقة تماما – خاصة في جنوب جبل الخليل – والتي يتم عبرها دخول الماكثين غير القانونيين بشكل حر تقريبا.

العمليات الأخيرة التي خرجت غالبيتها من منطقة الخليل، قادت الى عمليات بادر اليها الجيش والشاباك في المدينة وفي القرى المجاورة لها. وتم يوم امس اعتقال 18 فلسطينيا في المنطقة بهدف الحصول على معلومات والعثور على وسائل قتالية. ويوم امس، ايضا، تم نصب حواجز طيارة على مداخل عدة قرى فلسطينية بهدف اعتقال المطلوبين.

من المشكوك فيه ان هذه الخطوات ستنجح بتهدئة قطاع الخليل الذي يسبب الان وجع الرأس الأساسي لإسرائيل. في هذه المنطقة ترابط حاليا قوات كبيرة من الجيش (تضم بين 7-8 كتائب عسكرية) تحاول الفصل بين الارهاب والمدنيين الإسرائيليين، لكن نجاحها لا يزال جزئيا حتى الآن. في إسرائيل يستعدون لزيادة الضغط على الخليل في حال عدم توقف العمليات، وكجزء من ذلك، يمكن ان يتم فرض قيود جيدة على الفلسطينيين في مجالي حرية الحركة والعمل.

أمامنا كتلة جليد

يكتب الداد بيك، في "يديعوت احرونوت" ان حالة الاستحواذ التي رافقت عمل المؤسسة البيروقراطية الاوروبية في السنوات الأخيرة ، على دفع مسألة وسم منتجات المستوطنات تثير قلقا كبيرا. بالذات في الفترة التي يجثو فيها الاتحاد الأوروبي تحت طائلة الأزمات الوجودية – تهديدات الارهاب وازمة اليورو، والأزمة الاوكرانية وازمة اليونان وازمة اللاجئين والمهاجرين غير القانونيين، وازمة الديموقراطية المتضعضعة – كان الموضوع الوحيد الذي نجح بتوحيد الصفوف بشكل مطلق تقريبا، هو الحاجة القسرية للضغط على إسرائيل واجبارها على تقبل التسويات والاتفاقيات التي يمكنها ان تشكل خطرا على وجودها، وكأنها تقول: اذا كانت اوروبا تغرق، فلنهتم بأن تغوص إسرائيل قبلنا.

الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ كتحالف صناعي، اقتصادي وتجاري، حاول خلال العقدين الأخيرين التحول الى قوة سياسية. فقد اقيمت في بروكسل، في هذا الصدد، وزارة خارجية اوروبية شاملة، تسيطر على موارد انسانية ومالية كبيرة. وكان الهدف المعلن، ولا يزال، هو بلورة الوجه البيئي الفوري لأوروبا وقيادة جارات "القارة القديمة" نحو تبني قيم الاتحاد الاوروبي: الديموقراطية، الحرية والسلام واخوة الشعوب.

لكن هذا التوجه الاستعماري الجديد لأوروبا، اعلن افلاسه تماما: الحوار الشرق اوسطي مع دول شمال افريقيا والشرق الاوسط لم يرتق بتاتا، وتحطم وهو لا يزال على المسار. لقد نجحت موسكو، من جانبها، باحباط كل محاولة لتوسيع حدود الاتحاد الاوروبي بشكل اكبر في اتجاهها. "سياسة الجيرة الحسنة" التي تديرها بروكسل تشبه اليوم "سياسة صفر من المشاكل مع الجيران" التي سعى الى تمريرها الرئيس التركي اردوغان. ما يعني الفشل المطلق.

هذا الفشل لا ينبع فقط من كون جارات اوروبا غير مستعدات لتقبل املاءات بروكسل، وانما، ايضا، التوترات الداخلية داخل الاتحاد الأوروبي التي لا تسمح بصياغة سياسة خارجية موحدة، بل اتفاق على قيم مشتركة. ويتمحور جوهر النقاش حول مسألة ما اذا كانت اوروبا هي نادي مسيحي في جوهره، او مفاعل صهر ديني – حضاري يسعى للتحول الى قارة هجرة.

انصار التعدد الثقافي المهاجر يرون في الاتحاد الأوروبي صيغة ناجحة لازدياد القبلية والقومية والحدود، لكن الواقع يصفعهم: كلما حاولت المؤسسة البيروقراطية في بروكسل اجبار شعوب اوروبا على فقدان الهوية القومية، تدير هذه الشعوب ظهرها للقيادة الاوروبية وتعزز تمسكها بقوميتها.

كلما تراجعت سياسة الخارجية الاوروبية من سيء الى أسوأ، يتزايد في بروكسل الدافع القسري لمعاقبة إسرائيل – الجارة الوحيدة للاتحاد الأوروبي المعنية بعلاقات جيدة ومتوازنة مع اوروبا والتي تملك القدرة على تقديم المساهمة للاتحاد الأوروبي في نواحي كثيرة. كراهية إسرائيل هي التي تسمح للقيادة الاوروبية بعرض انتاجية ما.

يجب الاعتراف بأن هذا التوجه يتغذى ايضا من قبل جهات في إسرائيل، تتلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي وتسعى لاستغلاله من اجل خلق واقع سياسي في اسرائيل يلائم افكارها وطموحاتها. هناك رجال اكاديمية وسياسة إسرائيليين دفعوا الاتحاد الاوروبي الى استخدام إسرائيل "كحالة اختبار" لبلورة سياسة خارجية موحدة. الشرط الأساس في إسرائيل – وجود مجتمع مدني فاعل ومفتوح وعدم تقييد التدخل الخارجي في السياسة الداخلية – منح الاتحاد الأوروبي فرصة ذهبية لتحقيق "حالة الاختبار" هذه. الاتحاد الأوروبي خلق بواسطة تحويل الاموال الكبيرة الى جهات ومشاريع مختلفة في إسرائيل، حالة تعلق اقتصادي، تسمح له اليوم بمحاولة فرض حلول سياسية على إسرائيل خلافا لرغبتها. الكثير من الحكومات الإسرائيلية ساهمت في هذا الوضع، من خلال الاهمال او عمدا. لكنه يمكن لإسرائيل ان تقرر عدم الغرق مع اوروبا.

بيان صحفي

التعليـــقات