رئيس التحرير: طلعت علوي

اضواء على الصحافة الاسرائيلية 9 تشرين الثاني 2015

الإثنين | 09/11/2015 - 04:20 مساءاً
اضواء على الصحافة الاسرائيلية 9 تشرين الثاني 2015

مستشار رفيع في البيت الأبيض: كل من سينتخب للرئاسة سيواصل الانشغال في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني
قال المستشار الكبير للرئيس الأمريكي براك اوباما، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، في لقاء خاص اجراه موفد "هآرتس" الى واشنطن، براك ربيد، ان كل من سينتخب لرئاسة الولايات المتحدة سيواصل الانشغال في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بذات القوة التي ميزت عمل اوباما في هذا الموضوع.

وفي اطار اللقاء الذي سيتم نشره في ملحق الصحيفة الخاص بمناسبة مؤتمر "إسرائيل للسلام" الذي تنظمه الصحيفة يوم الخميس القادم، قال رودس، ان اوباما يفكر خلال السنة المتبقية له في البيت الأبيض، بالقاء خطاب سياسي يحدد فيه ميراث فترة ولايته في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. واوضح: التركيز على الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني لم يبدأ لدى اوباما او جون كيري. فحل الدولتين كان غائبا عندما دخل اوباما الى الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض، وربما، ولبالغ الأسف، سيبقى غائبا بعد تركه للبيت الأبيض بعد سنة، ولكن الناس سيواصلون الانشغال في هذا الموضوع وستكون هذه المسألة هي التي ستهم كل من سيشغل منصب الرئيس القادم للولايات المتحدة. فكل المشاكل الناجمة عن غياب الدولة الفلسطينية ستبقى هناك".

واوضح رودس انه حتى بعد انتهاء ولاية اوباما، سيبقى المجتمع الدولي يشعر بالقلق بسبب غياب حل الدولتين وتوسيع الاستيطان". وقال انه في غياب حدوث تغيير في الموقف الاسرائيلي، ستجد حكومة اسرائيل نفسها في وضع تنشغل فيه فقط بالدفاع عن سياستها الاستيطانية. "هذا هو الواقع، وهذه ليست مسألة اختارت الولايات المتحدة او المجتمع الدولي تحويلها الى مسألة هامة. انها مسألة هامة بسبب البناء في المستوطنات في الضفة الغربية. والانتقاد الدولي للاستيطان لن يختفي. لا يوجد بديل يأتي الناس من خلاله ويقولون: تعالوا لننسى هذا الموضوع ونتركه يجد حلا لنفسه بنفسه. الأمور ستصبح اصعب مع مرور الوقت".

ويضيف رودس في حديثه لصحيفة "هآرتس" ان اوباما يشعر بالخيبة لأنه لم ينجح بتحقيق اختراق في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني خلال السنوات السبع الماضية، التي امضاها في البيت الابيض، ويعتقد ان فرص تحقيق تقدم ملموس خلال السنة المتبقية له هناك، ضئيلة جدا. "انه يشعر بالخيبة لأنه يؤمن بأن امن إسرائيل على المدى الطويل ونجاحها كدولة يهودية وديموقراطية يتعلق بحل الدولتين".

وحسب رودس، فان خيبة اوباما نابعة من كونه آمن بأن أقدمية نتنياهو في منصبه وقوته السياسية ستساعده على اتخاذ قرارات صعبة في الموضوع الفلسطيني: "لقد شعرنا انه هذا سيكون اكبر ميراث له بالنسبة لأمن اسرائيل، لكننا لم نره في نهاية المطاف، يقدم على عمل حاسم في اللحظة المصيرية كي يتقدم نحو السلام".

ويقول رودس ان اوباما يعرف ان الادارة ارتكبت الكثير من الاخطاء في سلوكها في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، لكنه يعتقد، ايضا، ان المسؤولية عن الباب الموصد ملقاة في نهاية الأمر، على كاهل الاسرائيليين والفلسطينيين. "اذا نظرنا الى السنوات السبع الماضية فان الرئيس سيقول اننا لم نفعل ذلك بصورة متكاملة. انا متأكد من انه في هذه النقطة الزمنية او تلك، كانت هناك خطوة تكتيكية امريكية لم تنجح، ولكن الرئيس يؤمن بأن السبب الأساسي لعدم تحقيق اختراق، وليس مهما ما الذي فعلته الولايات المتحدة، هو انه في كل مرة حصل فيها قادة اسرائيل والفلسطينيين على فرصة للتقدم معا، فان احدا منهم لم يفعل ذلك".

ويضيف رودس: "لقد جربنا كل شيء: المفاوضات المباشرة ومحادثات التقارب والمفاوضات التمهيدية. حاولنا التراجع خطوة الى الوراء، حاولنا تفعيل الضغط وحاولنا احتضان القادة، لكنه لم يكن هناك أي شيء كان يمكننا عمله بشكل مغاير وكان من شأنه جعل القيادة تتخذ هذه القرارات. لدى الجانبان ساد القلق المشروع بشأن احتمال عدم قيام الجانب الثاني بتنفيذ دوره. مهما كان السبب، فان الجانبان لم ينجحا باجتياز خط معين وهذا هو ما قادنا الى المكان الذي نتواجد فيه اليوم".

ويكشف المستشار الرفيع للرئيس الامريكي ان احدى الخطوات التي يدرسها اوباما خلال السنة القادمة هي القاء خطاب يعرض من خلاله سياسة الولايات المتحدة في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. واذا تم القاء هذا الخطاب، فانه لن يهدف الى تحريك مبادرة سلام جديدة، وانما، وفي الأساس، تحديد ميراث اوباما في موضوع العملية السلمية.

رودس لا يقول ذلك بصراحة، لكن من شأن خطاب كهذا ان يشمل اول موقف امريكي علني في قضايا مثل مستقبل القدس وحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين في اطار الحل الدائم. ويؤكد رودس: "لم نقرر بعد ما اذا سيتم ذلك، نحن نحاول الادلاء بتصريحات ذات معنى عندما نفكر بأنها يمكن ان تؤثر. سنتخذ القرار حسب الوضع على الأرض، وحسب ما سيحضره معه كيري من اجتماعاته مع الطرفين. لكنني اعتقد انكم ستسمعون من الرئيس في هذا الموضوع لاحقا. نحن سنبحث عن التوقيت المناسب لعمل ذلك، ولكني اعتقد، في الوقت ذاته، ان من شأن التقدم الحقيقي ان يحدث فقط عندما يقوم في اسرائيل والسلطة قادة يبدون التزامهم بالتحرك قدما".

عباس ينفي تدهور حالته الصحية

نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال محادثة هاتفية اجراها معه موقع "واللا" الشائعات التي انتشرت في إسرائيل حول تدهور حالته الصحية، ونقله للعلاج في المستشفى خلال تواجده في مصر. كما نفى الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينه هذه الشائعات وقال "ان صحة الرئيس ابو مازن جيدة، ونحن نعرف مصدر هذه التقارير الإسرائيلية الخاطئة، ونعرف اهدافها".

وقال ابو مازن خلال المحادثة انه اجرى محادثات جيدة مع الرئيس المصري السيسي. وقال ان السلطة الفلسطينية تقدر الجهود المصرية من اجل التوصل الى اتفاق لحل المسألة الفلسطينية وتحقيق الهدوء. واعرب عن تقديره للدور التاريخي لمصر في الموضوع وما تجريه من اتصالات مع جهات اقليمية ودولية دفاعا عن الشعب الفلسطيني والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات السلمية.

نتنياهو يلتقي اوباما اليوم ويعتبر اللقاء خطوة اخرى لتحقيق التفاهم

كتبت "يسرائيل هيوم" انه على خلفية الادراك الامريكي بأنه لن يتم توقيع اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام المقبل، سيلتقي الرئيس براك اوباما في البيت الابيض، اليوم، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وابلغ نتنياهو وزراء حكومته امس، ان المحادثة مع اوباما ستتمحور حول الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، خاصة سوريا، والتقدم المحتمل مع الفلسطينيين او على الأقل تحقيق الاستقرار مقابلهم، وطبعا تعزيز امن إسرائيل، الأمر الذي تلتزم به الولايات المتحدة بشكل دائم، من خلال الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل امام الشرق الاوسط المتغير ودائرة متغيرة بشكل اقل.

وقال نتنياهو: "انا اؤمن بأن هذا اللقاء سيكون هاما لتوضيح مواصلة مسار الدعم الامريكي لإسرائيل خلال العقد القادم. سيكون اللقاء خطوة اخرى لتحقيق التفاهم في هذا الاتجاه". وبالطبع ستكون المسألة الرئيسية التي سيتناولها اللقاء هي صياغة وثيقة التفاهمات للسنوات العشر القادمة بشأن التعاون العسكري بين البلدين والتي سيتم في اطارها تحديد سقف الدعم العسكري وتزويد منظومات الأسلحة الجديدة لمواجهة ما تسميه ادارة اوباما "الحي الخطير".

وسيحاول نتنياهو خلال الزيارة تحسين منظومة العلاقات بين الجالية اليهودية والديموقراطيين الذين مس بهم خطابه في الكونغرس ضد الاتفاق مع ايران. الى ذلك قالت جهات رسمية امريكية انها تستبعد امكانية تجاوب اوباما مع طلب نتنياهو السماح للجاسوس جونثان بولارد بالهجرة الى إسرائيل فور اطلاق سراحه المرتقب هذا الشهر. وقالوا ان اوباما لا ينوي التدخل في هذا الموضوع.

21 نائبا يطالبون نتنياهو تبليغ اوباما ان الاستيطان سيتواصل

وفي السياق ذاته تكتب الصحيفة ان 21 نائبا في الكنيست توجهوا الى رئيس الحكومة نتنياهو، قبل سفره الى واشنطن، امس، وطالبوه بنقل رسالة الى اوباما مفادها ان اسرائيل ستواصل البناء في الضفة الغربية ولن تجمد البناء.

وفي الرسالة التي كان من بين الموقعين عليها قادة "لوبي ارض اسرائيل" يوآب كيش وبتسلئيل سموطريتش، والوزيرة اييلت شكيد، جاء ان "إسرائيل تملك الحق التاريخي والقانوني بالسيطرة والبناء في القدس الموحدة وفي انحاء الضفة الغربية. والجمهور الاسرائيلي الذي نمثله يطالب بتطبيق هذا الحق بشكل عملي، ويعتبر المعارضة الامريكية للبناء غير معقولة في اطار العلاقات بين البلدين".

ويكتب موقع "واللا" ان رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، هاجم امس، رئيس الحكومة نتنياهو بعد مغادرته الى الولايات المتحدة للقاء اوباما. وجاء هجوم بينت في اعقاب نشر معلومات حول نية نتنياهو عرض "صفقة لفتات" ازاء الفلسطينيين كخطوة لبناء الثقة.  وقال بينت: "إسرائيل تمر الان بموجة ارهاب قاسية ضد مواطنيها وانا اسمع عن صفقة لفتات للفلسطينيين. ربما يقوم الفلسطينيون لمرة واحدة بتقديم لفتات لإسرائيل، ربما يتوقفون عن قتلنا او عن التحريض على الارهاب او التوقف عن الدفع للإرهابيين".

واضاف: "اذا رأى الفلسطينيون بأن الارهاب مجديا، فان الارهاب سينتصر. ولذلك نحن لن نسمح بلفتات للفلسطينيين مقابل موجة الارهاب". في المقابل دعا النائب سموطريتش من حزب بينت الى استغلال قوة البيت اليهودي في الائتلاف الحكومي والتهديد بالانسحاب واسقاط الحكومة اذا واصل نتنياهو نهجه.

إسرائيل تصادق على خارطة لبناء 2200 وحدة اسكان جديدة في منطقة رام الله

كتبت "هآرتس" ان مجلس التخطيط الأعلى في الادارة المدنية الإسرائيلية صادق على دفع خارطة هيكلية لمنطقة "معاليه مخماش" الى الشرق من رام الله، سيتم في اطارها تشريع بؤرتين واضافة الاف الوحدات الاسكانية للمستوطنات في المنطقة. وتشمل الخارطة مستوطنات "معاليه مخماش" و"ريمونيم" و"كوخاب هشاحر" و"تل صهيون" والمنطقة الواقعة جنوب مستوطنة "عوفرا". وتم تقديم هذه الخارطة في 2014، وفي الشهر الماضي، صادق وزير الأمن على مناقشتها. وجرى النقاش في 21 تشرين اول، وصدر القرار في الثالث من تشرين الثاني الجاري، وتم نشره يوم الخميس الماضي.

وكما يبدو فقد صدر القرار تمهيدا للنقاش الذي ستجريه المحكمة العليا يوم الاربعاء المقبل في الالتماسات التي قدمتها جمعية "يش دين" وعدد من السكان الفلسطينيين في المنطقة، الذين يطالبون بإخلاء بؤرة "متسفي داني" وهي احدى بؤرتين تسعى الخارطة الجديدة الى تشريعهما. وبشكل استثنائي شارك في جلسة لجنة التخطيط العليا، مستشار وزير الأمن لشؤون الاستيطان كوبي اليراز.

وحسب الخطة التي صودق عليها، يجب بناء 800 وحدة اسكان في "معاليه مخماش" حتى العام 2030، و300 وحدة اسكان في "كوخاب هشاحر" ليصل عدد المساكن الى 2200 وحدة اسكان في مستوطنات "كوخاب هشاحر" و"ريمونيم" و"معاليه مخماش" و"بساغوت". ولتحقيق هذه الخطوة تطلب الخارطة تشريع بؤرتي "متسبي داني" و"نفيه ايرز". كما تشمل الخارطة اعداد مناطق سياحية وقرية تعليمية.

وفاة جندي متأثرا بجراحه، واصابة ستة اسرائيليين في عمليات دهس وطعن

كتبت "هآرتس" ان ستة اشخاص اصيبوا في عملية دهس وقعت امس قرب مفترق تفوح وفي عملية طعن وقعت في "بيتار عيليت" واخرى وقعت قرب "الفيه منشيه"، فيما توفي الجندي بنيامين يعقوبوبيتش (19 عاما) من حرس الحدود، متأثرا بجراح بالغة اصيب بها خلال عملية الدهس التي وقعت يوم الاربعاء الماضي، قرب مفترق حلحول في منطقة الخليل.

وتم في عملية الدهس قرب مفترق "تفوح" اصابة اربعة اشخاص، بينهم شابة حامل. وجاءت اصابات شابين بين بالغة ومتوسطة، فيما اصيب شاب اخر بجراح متوسطة. اما الشابة فأصيبت بجراح طفيفة. وتم اطلاق النار على السائق وقتله.

وبعد فترة وجيزة اصيب حارس جراء تعرضه للطعن من قبل شابة فلسطينية اثناء فحص اوراقها بالقرب من "بيتار عيليت"، وقام الحارس باطلاق النار عليها واصابتها بجراح بالغة.

وفي عملية اخرى اصيب رجل في الخمسين من عمره بجراح بالغة جراء طعنه بالقرب من بلدة النبي الياس، قرب الفيه منشيه. ويتبين من التحقيق ان المصاب كان يشتري من اكشاك النبي الياس عندما هاجمه مخربان وطعناه في بطنه وهربا من المكان.

ونشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) صباح اليوم انه تم تبليغ طاقم نجمة داوود الحمراء عن محاولة طعن جرت عند معبر الياهو على شارع 55 بين الفي منشيه وكرني شومرون. وحسب المعلومات الاولية فدق تم "احباط المخربة".

كما ذكر الموقع ان طائرة اسرائيلية قصفت الليلة الماضية، قاعدة تابعة لحماس في جنوب غزة، ردا على اطلاق قذيفة على منطقة المجلس الاقليمي شاعر هنيغف. وحسب تقرير فلسطيني فقد تم اطلاق صاروخين على قاعدة لكتائب عز الدين القسام بين خانيونس ورفح في جنوب القطاع.

وقال الجيش انه عثر على بقايا القذيفة على مسافة كيلومتر من احدى بلدات المجلس. وهذه هي المرة السادسة التي يتم فيها اطلاق صواريخ وقذائف من قطاع غزة باتجاه اسرائيل منذ بداية احداث العنف في مطلع تشرين الاول الماضي.

وكتب موقع "واللا" ان مصادر فلسطينية ذكرت، امس، بان الشاب الذي نفذ عملية الطعن بالقرب من الفي منشيه سلم نفسه لجهاز الأمن الفلسطيني في نابلس، وخضع للتحقيق هناك. وحسب المصادر فانه شاب من قلقيلية عمره 24 سنة.

وهذا هو الفلسطيني الثالث منذ بداية موجة الارهاب الحالية الذي يسلم نفسه للسلطة الفلسطينية، التي اوضحت في السابق بأنها لن تعتقل المخربين ولن تسلمهم لإسرائيل. وكانت جهات في الجهاز الامني قد حذرت الشهر الماضي، من هذه الظاهرة، وادعت ان منظومة تطبيق القانون في السلطة تسمح باطلاق نشطاء الارهاب، لأنه لا يوجد في كتاب القوانين الفلسطيني بند يحدد مخالفة النشاط الارهابي، واذا ما تمت محاكمة فلسطينيين في هذا السياق فانهم يتهمون بالمس بالمصالح الفلسطينية، ولذلك يتم اعتقالهم لفترة غير معروفة.

الجيش يجند اربعة كتائب احتياط

ذكرت "يديعوت احرونوت" ان الجيش الاسرائيلي اصدر اوامر تجنيد لأربعة كتائب في الجيش الاحتياطي والتي يفترض فيها استبدال الكتائب النظامية التي تم ارسالها الى الضفة الغربية. وعلى الرغم من انهم كانوا يعرفون بأن الفرص ضئيلة الا انه كان في الجيش من تأمل حدوث تراجع في الموجة وعدم الاضطرار الى تجنيد الاحتياط. لكن الحالات المنفردة تحولت الى واقع من الارهاب، وحاليا لا يبدو وجود حل في الأفق. ونتيجة لذلك تلقى قادة كتائب الاحتياط اوامر بالاستعداد للتجنيد، بما في ذلك الاستعداد الخاص للتهديدات الجدية ومن بينها عمليات الطعن والدهس.

وتم اطلاعهم على التحقيقات التي اجريت في العمليات السابقة بهدف التعلم منها. والحديث عن تجنيد استثنائي لم يتم تخطيطه في بيانات التشغيل العسكري، لكنه ليس المقصود بعد توقيع اوامر الاستدعاء 8، والخدمة للاحتياط ستبدأ في كانون الثاني فقط. يشار الى انه تم حسب سياسة رئيس الاركان غادي ايزنكوت تقليص حجم تجنيد الاحتياط للعمل العسكري، ويتم تكريس غالبية ايام تجنيد الاحتياط للتدريب مع التأكيد على العمليات الواسعة في الأطر الكبيرة.

وحسب المواصفات المخططة للوحدات في الحرب المحتملة. ويهدف تجنيد الكتائب الى اعادة الوحدات النظامية للتدريب المخطط لها، والذي تضرر بشكل بالغ في الشهرين الاخيرين. يشار الى ان حجم القوات في كتيبة يهودا ازداد بعشرات النسب المئوية وحتم استمرار موجة الارهاب على قسم العمليات في القيادة العامة الاستعداد بشكل مغاير، من خلال الفهم بأنه لا يمكن اكثر الاعتماد على الجنود النظاميين فقط الذين يتحتم عودتهم للتدريب.

شرطة القدس تحتجز تسع جثث فلسطينية

كتبت "هآرتس" ان شرطة القدس تحتجز تسع جثث لفلسطينيين من سكان المدينة، قتلهم الجيش وحرس الحدود خلال قيامهم بتنفيذ عمليات. ويأتي احتجاز هذه الجثث في اطار سياسة ينتهجها وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، كوسيلة لتقليص العنف وردع المخربين. وصودق على هذه السياسة من قبل المجلس الوزاري المصغر قبل حوالي شهر، لكن وزير الأمن موشيه يعلون، قرر بعدها عدم تطبيق القرار في الضفة، وقال ان احتجاز الجثث في حد ذاته لا يشكل رادعا للمخربين المحتملين.

وفي المقابل قرر اردان مواصلة تطبيق القرار، رغم انخفاض نسبة العنف في القدس بشكل حاد خلال الاسابيع الثلاث الأخيرة. وقال المحامي محمد محمود، من مؤسسة الضمير، والذي يمثل غالبية عائلات القتلى، انه يدرس امكانية الالتماس الى المحكمة العليا، لكنه يخشى قيام القضاة بالتصديق على هذه السياسية، وبالتالي تحدث سابقة قانونية.

الى ذلك تطالب عائلة احد القتلى، معتز عويسات (16 عاما)، من جبل المكبر باجراء تشريح طبي للجثة. وترفض العائلة ادعاء الشرطة بأنها اطلقت النار عليه بعد قيامه بسحب سكين ومحاولة طعن افرادها الذين قتلوه. ويشار الى انه لم يتم توثيق الحادث، وحسب المعلومات فانه لم يكن هناك أي شهود باستثناء افراد الشرطة. وطلبت العائلة من محكمة الصلح الامر بتشريح الجثة، ولكن المحكمة تبنت موقف الشرطة الذي يقول ان سبب الموت معروف ولا توجد ادلة على ارتكاب الشرطة لمخالفة ولا حاجة لتشريح الجثة.

وفي الأسبوع الماضي توجه المحاميان محمود وارام محاميد (من عدالة) الى الشرطة المحققة مع قوات الشرطة (ماحش) وطالبا بتشريح الجثة. وادعيا في طلبهما ان "معارضة الشرطة لتشريح الجثة تثير الاشتباه الجدي بارتكاب مخالفات". يشار الى ان عائلة فادي علون من العيسوية كانت قد طلبت تشريح جثة ابنها لكنه تم رفض طلبها.

الحكم بالسجن 40 شهرا على قاصر فلسطيني و27 شهرا على متسلل من غزة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان المحكمة المركزية في القدس، فرضت امس، السجن لمدة 40 شهرا، على قاصر فلسطيني ادين برشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه "بيت اوروت" وهو حي استيطاني يقوم في قلب حي الطور في القدس. وطلبت النيابة فرض السجن على الفتى الفلسطيني لمدة خمس سنوات ودفع غرامة. لكن المحكمة اكتفت بعقوبة السجن لمدة 40 شهرا ودفع غرامة قيمتها 2500 شيكل ودفع تعويضات للمشتكين بقيمة 2500 شيكل ايضا.

الى ذلك فرضت محكمة الصلح في بئر السبع حكما بالسجن لمدة 27 شهرا على الشاب صائب فرج (18 عاما) من غزة، بعد ادانته بالتسلل الى اسرائيل وفي حوزته سكين. وتعتبر هذه اشد عقوبة يتم فرضها في مثل هذه الحالة. وكان الشاب قد ادعى منذ البداية انه تسلل هربا من الخطر على حياته من قبل حماس التي اشتبهت بتعاونه مع اسرائيل. ولكن المحكمة رفضت ادعائه هذا في ضوء المعلومات التي اشارت الى انه كان يتاجر بالمخدرات في غزة.

اليمين يطالب بتسريع طرد الزعبي من الكنيست بعد تشبيهها لصمت الإسرائيليين ازاء قتل الفلسطينيين بصمت الالمان ازاء جرائم النازية

كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزراء ونواب من اليمين هاجموا امس، النائب حنين زعبي (القائمة المشتركة) وطالبوا بتعجيل طردها من الكنيست، على خلفية تصريحات ادلت بها خلال احياء ذكرى ليلة البلور في هولندا، حيث قالت انه "تم في ليلة البلور احراق الاف المحلات التجارية ومئات الكنس، وكما يبدو فان غالبية الألمان صمتوا في حينه. واليوم عندما يتم احراق الكنائس وبيوت الفلسطينيين، وعندما يحرقون الناس وهم احياء، فان الغالبية الإسرائيلية تبقى صامتة".

وقالت زعبي ان غالبية الاسرائيليين يؤمنون بأن قيم الصهيونية اليهودية اهم من قيم الديموقراطية، ومن السهل الانتباه الى التدهور الاخلاقي التدريجي الذي يذكرنا بالمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين".

وقال الوزير ياريف ليفين (الليكود) ان زعبي "تثبت مرة اخرى انها طابور خامس وليس لها مكان في الكنيست. انها تواصل استغلال حصانتها البرلمانية لتشويه الدولة والتاريخ. يصعب الفهم ما هي الادلة الاخرى التي يحتاجها قضاة المحكمة العليا كي يقرروا بأنه لا يوجد لها مكان في الكنيست ويسمحوا بشطب ترشيحها".

وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي ان "مشاركة الزعبي في مراسم لاحياء ذكرى ليلة البلور هو عمل ساخر. الزعبي تستغل مأساة الشعب اليهودي لنشر اكاذيبها في الوقت الذي تشجع فيه بنفسها الارهاب وقتل اليهود".

اما يانون ميغل (البيت اليهودي) فقال ان أي تطرق جدي الى العرض العجيب للزعبي في امسية احياء ذكرى ليلة البلور سيكون ساخرا. لا يوجد في تصريحاتها في هولندا ما يختلف عما تقوله في البلاد والذي يعتمد على الاكاذيب الفلسطينية من بدايته حتى نهايته.

إسرائيل تخفي تقريرا لمراقب الدولة حول مفاعل ديمونة

كتبت "هآرتس" ان مراقب الدولة يوسيف شبيرا، قدم قبل اسبوعين، تقريرا سريا حول اكتشاف اخفاقات شديدة في عمل المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة وشركة "روتم للصناعات" التابعة له، حسب معلومات وصلت الى "هآرتس". ويشار الى انه يحق للمراقب، حسب قانون مراقب الدولة، ووفقا لتوصية من الحكومة، عدم اطلاع الكنيست على تقارير يمكنها ان تمس بأمن الدولة او بعلاقاتها الخارجية. ويتم عرض تقارير كهذه فقط امام عضوي كنيست، رئيس لجنة مراقبة الدولة (حاليا كارين الهرار) ورئيس لجنة الخارجية والأمن (حاليا تساحي هنغبي)، علما انهما يجلسان في لجنة مشتركة تسمى "لجنة الاثنين".

وبتوصية من المسؤول عن الأمن في الجهاز الامني، الذي يعارض مبدئيا أي نشر لتقارير المراقبة المتعلقة بالمنشآت النووية في ديمونة ووادي الصرار (شوريك)، قرر ديوان رئيس الحكومة فرض السرية على التقرير. ولا ينوي مراقب الدولة حاليا نشر ملخص او اجزاء من هذا التقرير، بعد شطب التفاصيل التي يمكن ان تمس بأمن الدولة.

وتوجهت "هآرتس" الى المسؤول عن الأمن في الجهاز الأمني وسألت حول ما اذا كانت النية تتجه نحو نشر اجزاء من التقرير، فقالوا في وزارة الأمن، انه يمنع عليهم التطرق الى "تقارير مراقب الدولة التي لم يسمح بنشرها".

وعلم ان مكتب المراقب يعمل على هذا التقرير منذ اربع سنوات، وهو ينشغل في الأساس بالفترة التي اديرت خلالها شركة "روتم للصناعات" من قبل دان فار. وقال مصدر مطلع على التقرير ان غالبيته لا يرتبط بأمن الدولة وانما في مسائل الادارة السليمة والسلوك، باستثناء موضوع واحد".

يشار الى ان تقارير سابقة للمراقب حول المفاعل، والتي بقيت هي ايضا سرية، عالجت مسألة تشغيل المستشارين في مفاعل ديمونة بواسطة "روتم للصناعات" والعلاقات التجارية بين المفاعل وبين "روتم للصناعات" وجهات حكومية اخرى، وكذلك في قضايا مختلفة ترتبط بالمفاعل. وعشية اعداد التقرير، فحص المراقب ايضا، خطوات خصخصة نشاط بيع منتجات الدفاع في المفاعل لشركة خاصة ومن دون نشر مناقصة. وفي تعقيب مكتب مراقب الدولة على الموضوع قال: حسب القانون، لا نستطيع التطرق الى الموضوع".

مخطط لانشاء جسر جديد يربط إسرائيل بالأردن

كتب الملحق الاقتصادي لصحيفة "هآرتس" – "ذا ميركر" ان وزارة التعاون الاقليمي، اعلنت امس، عن نشر مناقصة لانشاء جسر على نهر الأردن، يربط بين إسرائيل والأردن، في اطار مشروع المنطقة الصناعية المشتركة للبلدين التي ستحمل اسم "بوابة الأردن". وسيربط الجسر بين المنطقتين الصناعيتين المخطط لإقامتهما على ضفتي النهر.

وستقام في الجانب الأردني مصانع اسرائيلية واردنية على مساحة 700 دونم تقريبا. وفي الجانب الاسرائيلي ستقام منطقة صناعية وقاعدة لنقل البضائع الأردنية الى الموانئ الاسرائيلية، تمتد على مساحة 245 دونم، بالقرب من "طيرات هتسفي".

 

مقالات

الأم اليهودية والحيوانات الفلسطينية

يكتب عودة بشارات، في "هآرتس" ان نمر مرقس يروي في كتابه "اقوى من النسيان" الصادر باللغة العربية، انه في احدى القرى الشمالية، في الأيام الأولى للقرن الماضي، جاء فلاحون لتهنئة صديقهم بولادة ابنه، فقال لهم: "اذهبوا لتهنئة الأسياد، فقد ولد لهم قطروز آخر".

إذا تصرفنا بعقلانية قاسية، فانه بعد ولادة طفل يهودي يجب ارسال برقية تهنئة ليس للأهل، وانما لرئيس الأركان: مبروك، لقد ولد للجيش جندي آخر.

هناك من سيقولون انه يمنع التحدث هكذا؛ ولكن اتهام الفلسطينيين بأنهم يثقفون اولادهم على الكراهية وتبجيل الموت – هذا مسموح قوله بل اصبح رائجا. بل أكثر من ذلك، في كل مرة نرفع فيها صوتا ضد الاحتلال، يوبخوننا ويقولون لنا ارفعوا اصواتكم ضد التعصب العربي.

لا تقلقوا يا اصدقاء، فبالعربية نحن نجيد قول امور قوية، كي يتصرف ابناء شعبنا، حتى في خضم جهنم الاحتلال، بشكل اخلاقي.

الغريب في الأمر اننا سمعنا هذه اللازمة بكل مجدها قبل السكاكين والحجارة، ايضا، عندما قالت رئيسة حكومة اسرائيل غولدا مئير "اننا سنحقق السلام مع العرب فقط عندما يحبون اولادهم اكثر مما يكرهوننا". ولكن ما دمنا نتحدث عن محبة الأولاد، فان اجراء تعديل طفيف على هذه المقولة لن يضر: بدل كلمة "العرب"، اكتبوا "اليهود".

آن الأوان كي تشرح لي أم يهودية، كيف تسمح لابنها بأن يرابط على حاجز كحاجز وادي الحرامية، الذي قتل بجانبه عشرة جنود بالنيران قبل حوالي عشر سنوات. لو كان ابني سيعلق، معاذ الله، في مكان لا يحبه، على أقل تقدير، لكنت كما يبدو سأقوم باستبداله، لأنني لم احضر ولدا الى العالم كي افقده لمجرد ان يمر بمثل هذه التجربة الفظيعة، او كنت سأقول له – وعذرا على الانهزامية – لن اسمح لك بالذهاب الى هناك.

وفي هذه الأثناء تربي الأم اليهودية ولد آخر، وولد آخر كي ترسلهم للمرابطة على ذلك الحاجز. أليس حراما؟! أي نوع من محبة الابناء هذا، عندما يتم ارسال الابن لمداهمة غرفة نوم الفلسطيني في أي مخيم لاجئين تعيس؟ او عندما يتم ارساله لحراسة المستوطنين الذين يهجمون على كروم زيتون الفلسطينيين؟ وأي محبة للابن هذه، عندما تجبر الام المستوطنة ابنها على العيش في بيئة معادية؟ واين الحب، الذي يعتبر ام كل المحبة، عندما تستوطن ام يهودية في قلب الخليل؟

كل الاحترام لقوة التحمل لدى "الأم البولونية" التي تربي وتثقف وتقلق. ولدى صدور الأمر ترافق هي وكل اسرتها الابن بفخر الى معسكر التجنيد، بهدف تدمير حياة شعب آخر ، وفي الوقت ذاته تدمير حياته.

لقد افترض يشعياهو لايبوفيتش في حينه، بأنه لو رفض آلاف الشبان اليهود الخدمة في الأراضي المحتلة، لانهار الاحتلال. لكن هذا لا يحدث مع الأم اليهودية المحبة.

مع ذلك فقد تحسن الوضع. في سنة 1956 ارسلت الأم اليهودية اعزاءها في خدمة الانجليز والفرنسيين، من اجل قمع الشعب المصري الذي طالب بالسيادة على قناة السويس. اما اليوم فتسمح له فقط بتمرير حياة الشعب المجاور.

لقد تولد وضع مثير خلال هذه الفترة. اليهود ينجبون الجنود المزودين بأجود أنواع الأسلحة، والفلسطينيين ينجبون الشبان الذين يركضون حاملين السكاكين، ومن المشكوك فيه انهم سينجحون بالقتل، لكنه من شبه المؤكد أنه سيتم قتلهم.

ولكن حتى وان تم الاثبات بأن الفلسطينيين هم "حيوانات برية"، كما ادعى بيني موريس – فان السؤال هو من يملك القدرة على الاختيار. يمكن لليهود القول للفلسطينيين "وداعا والى غير لقاء"، لكنه لا يمكن للفلسطينيين القول "وداعا اسرائيل". هذه هي المشكلة، من يستطيع لا يريد، ومن يريد لا يستطيع.

السكين هو الرسالة

يكتب امير اورن في "هآرتس": تريد التجند للجيش الأمريكي؟ ضباط التجنيد ينتظرونك في السفارة في تل ابيب وفي القنصلية في القدس. من المستهجن بعض الشيء، سماح دولة سيادية لدولة اخرى بتنظيم حملة تجنيد لجيش اجنبي، لكن هذه حقيقة – ولكنها عكس مما تم عرضه في المقدمة: قسم القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي يدعو من خلال اعلانات ينشرها في صحف المهاجرين، "الشبان المعنيين بالتجند او كل من لم يلتزم بواجباته ازاء قانون الخدمة الأمنية بالتوجه الى اللقاءات" (في السفارات والقنصليات).

خلال فترة الفزع التي سادت بعد حرب يوم الغفران تم ارسال عميد من قسم القوى البشرية في الجيش الى القنصلية في نيويورك، لإعداد قوائم بأسماء المتجندين بشكل طارئ للأقسام المفضلة (طيارون، اطباء، قادة مدرعات) من بين عشرات آلاف رجال الاحتياط في القارة. لقد كان ذلك بمثابة العبرة من هجوم الضباط والمحاربين – ومن بينهم ايهود براك من كاليفورنيا، وبنيامين نتنياهو من بوسطون – على رحلة "ال عال" الاولى الى اللد في الثامن من اكتوبر.

الحرب القادمة لم تأت، وتقلصت الحاجة، لكن اسرائيل لا تزال تتصرف في امريكا كما لو كانت أرضها. هذا مريح للإدارة: من المفضل ان تنقذ إسرائيل نفسها بقواها الذاتية، دون الاعتماد على تدعيم من المارينز. ولذلك فان توجه نتنياهو الى الكانوسا (جلسة الاذلال) في البيت الأبيض، اليوم، بعد هزيمته امام براك اوباما في الحرب على ايران، تشكل فقط نقطة اخرى على سلسلة الانفتاح الامريكي في المحفظة والمستودع، امام التنازلات الإسرائيلية، سواء كانت برغبة منها او رغما عنها. وهذا يثبت ان المخاطر الكامنة في التنازلات تقل عن الأملاك الكامنة فيها.

هكذا هو الأمر بشكل خاص في سلاح الجو، الذي يسعى الى مضاعفة طائرات F–35، التي صودق على استيعابها، من 50 الى 100 طائرة، والتي ستصل على أربع دفعات، يمكن للأخيرة منها ان تشمل طائرات تحلق وتهبط بشكل عامودي (او على مسارات قصيرة جدا)، ليتم تفعيلها من مطارات طوارئ عندما تتعرض المطارات الى القصف الصاروخي.

الكم الأكبر من الدولارات التي سيمنحها اوباما، بواسطة قسائم للشراء من لوكهيد مارتين (وبويينغ التي تنتج الطائرة – المروحية)، سيتم ترجمتها الى عدد اكبر من الطائرات المتطورة، في وقت يخرج فيه الجيل السابق من الطائرات الحربية الى التقاعد.

كضمان لساعة الضائقة، يمكن الاعتماد على سلاح الجو، لكن فائدته قليلة في الأحداث الحالية، باستثناء ارسال الطائرات بدون طيار للقيام بعمليات تصوير في الحرم القدسي، في خدمة غرفة العمليات في شرطة القدس، وارسال الجنود لمرافقة الشرطة في عمليات الحراسة لتهدئة سكان القدس.

في عام 1948 كان لدى سلاح الجو "سكاكين"، صيغة عبرية لكلمة "رسالة" الألمانية (ماسرشميت). قوة هذه السكاكين امام السكاكين الفلسطينية قليلة. فالتنظيم العسكري الاكثر تطورا لا يستطيع التغلب بواسطة قصف الأفراد الذين لا ينتمون الى تنظيم او تخطيط. سلسلة القيادة الرأسية والمركزية ليست ناجعة امام شبكة الإلهام والارتجال.

عمليات الطعن والدهس والقنص تهدف الى القتل، سواء كانتقام دموي شخصي او قبلي، وسواء كتعبير عنيف عن المقاومة، لكن نتائجها المتراكمة تقاس في الأساس بالتأثير السياسي في الصراع على الرأي العام العالمي وحث الجهات الدولية، وفي مقدمتها الادارة الامريكية، على تضمين جدول اعمالها المكثف، معالجة الصراع الذي يرفض الهدوء من تلقاء نفسه. ولهذا الغرض فان السكين هي وسيلة ورسالة في آن واحد.

داعش سيناء: ارتقاء درجة.

يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان اسقاط طائرة الركاب الروسية في سماء سيناء وقتل ركابها كان سببا للاحتفال بالنسبة لداعش. فهؤلاء لا يتوقفون عن المفاخرة بإنجاز قتل "الصليبيين الروس"، اولئك الـ 224 سائحا روسيا، وبينهم الكثير من النساء والأولاد، واعتباره جزء من حملة الانتقام من روسيا بوتين بسبب تدخلها في الحرب الاهلية في سوريا.

يمكن الافتراض ان بوتين لم يتكهن بأن تدخله في سوريا سيكلفه مثل هذا الثمن الباهظ، ولكن المهم الان هو ليس بوتين ومعاييره. فالمهم هو الارتقاء الملموس في درجة التهديد الذي تشكله ذراع داعش في سيناء على السلطة المصرية وعلى السياح وعلى الأهداف الغربية في سيناء، وكذلك على إسرائيل التي سبق وتلقت ضربة من هذا الذراع من خلال سلسلة من العمليات والاحداث التي وقعت في السنوات الأخيرة.

منذ كارثة التوأم في ايلول 2001، واجهت منظمة القاعدة وامثالها صعوبة في تكرار هجوم ارهابي مماثل. وساهمت في ذلك طبعا الوسائل الأمنية الشديدة التي تم اتخاذها في انحاء العالم، ولكن ايضا، حقيقة ان التنظيمات الارهابية فقدت مركزها الاقليمي، الذي سمح لها بالتخطيط والتدريب والاستعداد لتنفيذ عملية ارهابية بهذا الحجم. وكما نذكر فان أفغانستان بقيادة طالبان هي التي شكلت نقطة الانطلاق والجبهة الداخلية اللوجستية للهجمات على برجي التوأم، ولكن بعد احتلال الجيش الامريكي لأفغانستان، تم سلب الارهاب القاعدة البرية التي كانت بالغة الأهمية بالنسبة له.

تأسيس دولة داعش في قلب الشرق الأوسط، في اعماق العراق وسوريا، والدولارات الوفيرة والمتطوعين الجانب الذين يتمتع بهم التنظيم، تغير طبعا صورة التهديد. داعش توجه من المناطق التي تسيطر عليها عمليات ارهاب ضخمة. انها تركز حاليا على العالم العربي، ولكن الغرب، ايضا، كروسيا واسرائيل، مستهدفا من قبلها.

من بين كل اذرع داعش، يبرز ذراعها في سيناء، الذي تقوده منظمة انصار بيت المقدس (سابقا) والتي تحولت الى ولاية سيناء التابعة لداعش. لقد نفذ هذا التنظيم خلال السنوات الأخيرة عدة عمليات، بعضها قاتلة، ضد اسرائيل. الدمج بين التنظيم الفاعل الذي يتمتع بوجود وسيطرة على اجزاء من سيناء، والذي يعتمد على الخدمات التي تقدمها له المنظمة الام في سوريا والعراق، يعتبر دمجا قاتلا. يمكن الافتراض بأن السلطات المصرية والروسية ستحتاج الى عدة ايام كي تتغلب على مسائل الكرامة والاهانة التي تلقتها من قبل بريطانيا والولايات المتحدة، بعد مسارعتهما الى نشر الافادات المتوفرة لديهما والتي تدل على ان الطائرة تحطمت بسبب تفجير وقع فيها، ولكنهما ستضطران في نهاية الأمر الى الاعتراف بما كان واضحا او يمكن ان يتضح خلال ساعات عديدة – أي ان المقصود عملية ارهابية.

المصريون يتخوفون، وبحق، من تدمير صناعة السياحة في جنوب سيناء، التي لا تزال تثمر الدولارات التي تحتاجها مصر كتنفس الهواء. لكنها قد تكتشف ان من قام بتهريب القنبلة الى الطائرة واسقاطها، يمكنه تنفيذ عمليات اكثر ذكاء واكبر حجما داخل مصر، ولذلك من المفضل ان تعترف بالمشكلة وتعمل ضدها.

لقد أشارت التقارير الواردة من بريطانيا الى مساهمة المتطوعين الأجانب، وفي هذا الصدد من بريطانيا، في اعداد العبوة الناسفة التي اصابت الطائرة الروسية. ولكن المسألة في نهاية المطاف، هي ليست كيف تم اعداد العبوة وانما كيف كان يمكن تسريبها الى مطار شرم الشيخ، والأخطر من ذلك الى بطن الطائرة الروسية.

كما في السابق، عندما ازدهرت عمليات التهريب الى قطاع غزة من سيناء، قبل خروج مصر الى حربها ضد حماس، يتضح اليوم انه سيتم دائما العثور على رجال الشرطة او رجال الأمن غير المؤهلين للمهام الملقاة على عاتقهم، او الأسوأ من ذلك، المستعدين لغض النظر مقابل أجرة او رشوة. المشكلة الأساسية هي مشكلة السلطات المصرية، وطبعا مشكلة بوتين، ايضا. ولكنها قد تكون مشكلة المجتمع الدولي، ومشكلة اسرائيل، ايضا. شريط التهديد الذي نشرته داعش باللغة العبرية لم يحظ بالتعامل الجدي من قبل اسرائيل، ولكنه يتضح ان التنظيم يملك قدرات عسكرية مثبتة، وان كل ما يحتاجه هو الفرصة لتنفيذ مخططاته.

لا توجد وجبات مجانية

يكتب شمعون شيفر، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة يتوجه اليوم الى الكانوسا (جلسة اذلال). لقد فرض نتنياهو على اوباما مواجهة عامة في الموضوع النووي الايراني ومني بالهزيمة. وهكذا فانه سيلتقي اليوم رئيسا امريكيا يده هي العليا – بالذات في اللقاء الذي تعتبر ابعاده دراماتيكية بالنسبة لنا جميعا.

لقد فشل نتنياهو في ثلاث معارك تتعلق بإيران: لم ينجح بمنع تحولها الى دولة على حافة التسلح النووي، ولم ينجح بمنع القوى العظمى من التوقيع معها على الاتفاق النووي، ولم ينجح بتجنيد الكونغرس الامريكي كي يرفض الاتفاق بعد التوصل الى التفاهمات. اما اوباما، في المقابل، فلديه الكثير من الانجازات: لقد نجح بتحويل الاتصالات السرية مع ايران الى اتفاق  علني برعاية المجتمع الدولي، ونجح بتأخير المشروع النووي لنظام آيات الله من دون استخدام القوة،، واخيرا قاد نحو اختراق طريق تاريخي للعلاقات بين الجمهورية الاسلامية والغرب.

وحين تكون هذه هي نقطة الانطلاق للقاء، لن يكون من المفاجئ اذا سجل نتنياهو اليوم فشلا رابعا – ولم يحصل على صفقة تعويض سخية وغنية بحجم مليارات الدولارات والمعدات الحربية النادرة ووثيقة تفاهمات استراتيجية.

لقد خفض المتحدثون بلسان البيت الأبيض، في الأيام الأخيرة، سقف التوقعات من الزيارة وذكروا نتنياهو بعدم وجود وجبات مجانية في واشنطن. فلقد المحوا له اكثر من مرة ان عليه التوقف عن محاولات تجنيد اعضاء الكونغرس ضد الاتفاق، ووعدوا بمنح إسرائيل صفقة مساعدات بعيدة المدى- لكن نتنياهو اختار طريق المواجهة، واليوم سيتم تقديم الحساب البارد والقاسي له.

لكن هذا ليس كل شيء. فنتنياهو يصل الى العاصمة الامريكية وفي الخلفية انتفاضة السكاكين الفلسطينية، وهكذا ايضا في كل ما يتعلق بالحلبة السياسية، يحرق اللهيب عباءته. انه متعلق تماما بالولايات المتحدة – تصوروا فقط ما سيحدث اذا لم نحظ بدعمهم في مواجهة القرارات الاوروبية المتعلقة بوسم منتجات المستوطنات – لكن مستشاري اوباما سبق وأوضحوا ان الرئيس ليس معنيا بالمشاركة في عرض كاذب لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين. ولذلك سيطالب نتنياهو بالرد اليوم على اسئلة صعبة وحادة: كيف ينوي منع اقامة دولة ثنائية القومية وكيف ينوي ضمان الحقوق الكاملة للعرب في اسرائيل. ففي واشنطن لم ينسوا تماما نداء رئيس الحكومة لناخبيه حين قال: "العرب يهرعون الى الصناديق بالباصات".

كما يبدو سيبتسم نتنياهو واوباما للكاميرات في بداية اللقاء، وسيعلنان بأن الخلافات اصبحت من خلفهما – ولكن يجب عدم التعامل مع هذا المظهر الزائف بجدية. لن يتم هنا فتح صفحة جديدة. من فرض المواجهة على الرئيس الأمريكي، وعين ران براتس مسؤولا عن الاعلام القومي ونسي حجمه الحقيقي – عليه الا يفاجئ عندما يذكرونه بمن هو صاحب البيت.

التعليـــقات