رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 تشرين الأول 2015

الإثنين | 19/10/2015 - 05:01 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 19 تشرين الأول 2015

 

مجمل المواضيع التي تتناولها الصحف الإسرائيلية اليوم تركز على عملية اطلاق النار داخل المحطة المركزية في بئر السبع، والتي يعتبرها المحللون تطورا يشير الى التقدم خطوة اخرى نحو التحول من عمليات طعن الى استخدام الأسلحة النارية (عاموس هرئيل "هآرتس"، مثلا) وما يرافق هذه العمليات من اتساع لحالة الهستيريا والتشكيك بكل ما يشبه العرب بأنه مخرب يسمح بإطلاق النار عليه، وهو ما اودى بحياة مواطن إرتيري تم اطلاق النار عليه في المحطة المركزية "لاعتقاد" احد المسلحين بأنه شريك لمنفذ العملية.
الموضوع الأساسي الثاني، والذي يرتبط ايضا بالعمليات والأوضاع الأمنية هو تعميق محاصرة البلدات العربية في القدس، الى حد البدء بانشاء جدار يفصل بين جبل المكبر الفلسطيني، وحي قصر المندوب السامي، اليهودي، والذي اثار نقاشا عاصفا في المجلس الوزاري امس ("هآرتس")، بينما تكشف "يديعوت احرونوت" عن خطة لتطويق العيسوية ايضا بجدار من جهة القدس وعزلها تماما، وكذلك مخطط لانشاء جدار آخر يمتد من قصر المندوب السامي وحتى بلدة صور باهر، ومن هناك الى المنطقة الفاصلة بين حي قصر المندوب السامي وجبل المكبر. وهذا يرسخ ما وصل اليه بعض المحللين منذ ايام بأن نتنياهو بدأ بتقسم القدس، وكما يوضحه يوعاز هندل في "يديعوت احرونوت" اليوم. 
في سياق متصل، اعلن نتنياهو انه لن يعرض على كيري أي تنازل للفلسطينيين، فيما اعلنت مصادر في ديوان الرئاسة الفلسطينية ان ابو مازن لم يقرر بعد السفر لالتقاء كيري في الاردن وينتظر نتائج اجتماع كيري ونتنياهو في برلين. وفي المقابل يبدأ مجلس الأمن اليوم بمناقشة طلب نشر قوات مراقبة دولية في الحرم القدسي. والوزير الاسرائيلي شطاينتس يقارن الرئيس الفلسطيني بالنازية.
المحلل امير اورن في "هآرتس" يكتب عن الانجازات الفلسطينية من وراء كل خطوة إسرائيلية ضدهم.
مقتل جندي اسرائيلي في عملية بئر السبع واسرائيل يقتل لاجئا اريتريا


تناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية كافة، تفاصيل العملية التي وقعت في المحطة المركزية في مدينة بئر السبع مساء امس، والتي قتل خلالها جندي اسرائيلي بنيران المهاجم، فيما اقدم حارس اسرائيلي على قتل لاجئ إرتيري للاشتباه بأنه "مخرب". وكتبت الصحف انه اصيب 11 شخصا بجراح. وحسب التفاصيل فقد دخل شاب (لم تكشف إسرائيل بعد هويته) قرابة الساعة السابعة والنصف مساء الى المحطة واطلق النار على جندي ثم اختطف سلاحه وواصل اطلاق النار على عابري السبيل حتى وصلت قوة من الشرطة واطلقت عليه النار وقتلته. وعثر في حوزته على مسدس وسكين.

وخلال الحادث قام احد الحراس بإطلاق النار على طالب لجوء إرتيري واصابه بجراح بالغة لأنه اعتقد بأنه "مخرب". ويستدل من اشرطة كاميرات الحراسة ان الأريتيري تعرض الى هجوم واعتداء من قبل المتواجدين في المكان بعد اطلاق النار عليه. وقد توفي لاحقا متأثرا بجراحه.

وتعتبر "هآرتس" في تغطيتها للحادث انه يشذ عن المألوف في استخدام الاسلحة النارية، اذ توقفت العمليات حتى الان على الطعن، باستثناء حادث قتل عائلة هانكين في مطلع الشهر، والحادث الذي وقع في الحافلة في القدس في الاسبوع الماضي. وكتبت ان حادث بئر السبع ينضم الى التقارير العسكرية حول تزايد اعمال العنف واستخدام الأسلحة النارية خلال العمليات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، كما حدث امس، في مخيم قلنديا.

يشار الى ان رؤساء السلطات المحلية في الجنوب، حذروا في السابق من امكانية تسلل الفلسطينيين من منطقة جنوب جبل الخليل الى النقب، والوصول الى بئر السبع وغيرها. وقالوا ان هذا الأمر كان معروفا للجهات الامنية ولم يتم علاجه. وحسب الجهات الامنية فان ما لا يقل عن 34 الف فلسطيني تسللوا بشكل غير قانوني للعمل في إسرائيل بسبب الفجوات في الجدار الفاصل، كما هو في جنوب جبل الخليل، او بعد تسللهم من اماكن لا يوجد فيها جدار.

ثمانية مصابين فلسطينيين

في الجانب الفلسطيني، تكتب "هآرتس" اصيب امس سبعة فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية خلال مواجهات وقعت في عدة مناطق في الضفة الغربية، فيما اصيب فلسطيني ثامن على الحدود مع غزة. وفي مخيم قلنديا تم اطلاق النار على ثلاثة فلسطينيين يدعي الجيش انهم فتحوا النار على قواته التي وصلت لتنفيذ امر اعتقال.

وحسب مصادر فلسطينية فان الثلاثة ينتمون الى الذراع العسكري لكتائب شهداء الاقصى. ووقعت مواجهات في مناطق رام الله وحلحول. وعلى حدود غزة تجمع حوالي 150 فلسطينيا بالقرب من السياج ورشقوا الحجارة.

واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية امس ان 44 فلسطينيا، بينهم 11 تحت سن 11 عاما، قتلوا منذ بداية الاحداث الحالية، فيما وصل عدد المصابين الى 1829 بالرصاص الحي او المطاط، اضافة الى مئات الاصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

نقل الطفل احمد مصاروة الى السجن وانذار للبرغوثي

وتم يوم امس نقل الطفل احمد مناصرة الذي نفذ العملية في بسغات زئيف، من المشفى الى السجن بعد تمديد اعتقاله لثمانية ايام.

الى ذلك علم ان محكمة الطاعة في سلطة السجون وجهت انذارا امس الى الاسير مروان البرغوثي، بعد نشر مقالة له في "الغارديان" البريطانية. ويشار الى ان البرغوثي لم يدع الى استخدام السلاح، لكنه كتب في مقالته انه "لا يمكننا العيش مع الاحتلال ولن نستسلم له". واتهم البرغوثي المجتمع الدولي بعدم فعل شيء في الموضوع الفلسطيني.

إسرائيل تبدأ بإنشاء جدران الفصل داخل القدس وخطة لعزل العيسوية

كتبت "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية، بدأت امس، بإنشاء جدار من الاسمنت في شارع ابو ربيع في جبل المكبر، الذي يفصل بين الحي الفلسطيني وحي قصر المندوب السامي اليهودي. وحسب بيان الشرطة فان هذا الجدار يهدف الى منع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات على السيارات والبيوت الاسرائيلية في شارع "مئير نكار" في حي قصر المندوب السامي.

واوضحت الشرطة ان هذا الجدار متحرك وسيتم تحريكه حسب الاحتياجات العملية. وبرأيها فانه "يوفر ردا على التهديدات الفورية القائمة في هذه المناطق، بهدف السيطرة على المشاغبين الذين يصلون من الوديان والأزقة الى الشارع وبيوت حي قصر المندوب السامي".

وتكتب الصحيفة انه كان يبدو حتى يوم امس ان الطرفان لم يفهما المعنى الرمزي لإقامة جدار فاصل بين اثنين من احياء القدس، لكنه بات جدار كهذا يفصل اليوم بين اثنين من الاحياء،  احدهما فلسطيني والآخر يهودي. والرسالة التي يبثها هذا الجدار هو أن تقسيم المدينة بات أقرب من أي وقت سابق، او انه مسألة قابلة للتحقق على الأقل.

وبالفعل فان انشاء هذا الجدار في جبل المكبر هو رمزي فقط، اما التأثير الحقيقي على حياة السكان في القدس الشرقية فقد حققه 11 حاجزا ثابتا – الكتل الاسمنتية التي تمنع المرور في الشارع – وعدد آخر من الحواجز المماثلة التي يرابط عندها الجنود والشرطة لتفتيش العابرين. وقد اقيمت هذه الحواجز من اجل منع العبور من الاحياء الفلسطينية الى الاحياء اليهودية، علما ان بعض هذه الحواجز تفصل ايضا بين البلدات الفلسطينية نفسها. وفي كثير من الاحياء ابقت قوات الأمن على شارع واحد يمكن عبوره ويتم هناك تفتيش السيارات والمارة.

اما اكثر الناس الذين يعانون من هذه الحواجز فهم سكان البلدات الجنوبية، مثل صور باهر وام طوبا، حيث منع الخروج منها الا عبر طريق واحد يقود الى حي قصر المندوب السامي. وقالت حانا براغ، من منظمة "محسوم ووتش" ان خروجها من الحصار المفروض على صور باهر استغرق ساعتين، امضت منهما ساعة وعشرين دقيقة في الانتظار على الحاجز ، فيما ابلغ سكان من الحي انهم يقفون هناك لساعتين واكثر.

وترابط عند هذا الحاجز قوة من الشرطة تقوم بتفتيش السيارات واوراق السائقين والركاب، فيما ترابط هناك ايضا قوة من وزارة المواصلات، لفحص السيارات الخارجة من البلدة.

وقام الصحفي اليعزر يعاري الذي سبق وكتب كتابا عن صور باهر، بتوثيق حافلة لنقل طلاب التعليم الخاص، وكانت تحمل 20 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة، واضطرت الى الانتظار حوالي ثلاث ساعات حتى سمح لها بالمرور. ولم يصل قسم من عمال البلدة الى اماكن عملهم في الجانب الغربي من المدينة.

وعلم ان انشاء هذا المقطع من الجدار اثار خلافا كبيرا خلال الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري امس لمناقشة محاربة التحريض ومسألة حظر الحركة الاسلامية. فبعد اطلاع رئيس الحكومة والوزراء على اقامة الجدار في جبل المكبر بدأت مواجهة عاصفة في الجلسة. وقالت بعض المصادر التي اطلعت على تفاصيل الجلسة ان الوزراء يسرائيل كاتس ونفتالي بينت وزئيف الكين انتقدوا الشرطة بشدة وادعوا ان هذه الخطوة ستسبب ضررا كبيرا لإسرائيل وتثير الانطباع بأن الحكومة تتخلى عن سيادتها على الاحياء الفلسطينية للقدس، وتقوم عمليا بتقسيم المدينة.

وطالب الوزراء الثلاثة بمعرفة كيف لم يتم اطلاع المجلس الوزاري على هذه الخطوة مسبقا. وقال الوزير غلعاد اردان ان الشرطة لم تتخذ هذا القرار وانما تلقت طلبا من البلدية وصودق عليه مبدئيا قبل فترة طويلة من بدء احداث العنف. وبعد عدة دقائق من النقاش، طلب نتنياهو احضار صورة جوية للمكان الذي بدء فيه بإنشاء الجدار، فقرر الأمر بوقف العمل وفحص بدائل اخرى. وقال الصحفي يعاري، امس: تذكروا، هذا هو اليوم الذي بدأ فيه تقسيم القدس.

مخطط لعزل العيسوية

وتكتب "يديعوت احرونوت" انه يستدل بان اقامة الجدار المتحرك في جبل المكبر، ليس الا البداية. فقد وصلت الى "يديعوت احرونوت" معلومات تفيد بأن القيادة السياسية صادقت على خطة فصل اخرى ستحول حي العيسوية المجاور الى جيب بكل ما يعنيه ذلك، وستفصله عمليا عن العاصمة. وحسب الخطة التي تنتظر الضوء الاخضر من رئيس الحكومة، سيتم تطويق العيسوية بجدار اسمنتي يصل ارتفاعه الى تسعة أمتار، وطوله الى كيلومتر ونصف، على غرار الجدار الذي اقيم حول الضفة. وسيتم بناء الجدار على منحدرات العيسوية في الجهة الشمالية – الشرقية، لمنع رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على السيارات المسافرة على شارع القدس – معاليه ادوميم القديم.

وفي الجهة الغربية للعيسوية – التي تتاخم حي التلة الفرنسية، سيتم إنشاء حاجز من مكعبات الاسمنت والاسلاك الشائكة وشبكة انارة على امتداد كيلومترين. وتعتبر هذه الخطوة ذات مغزى سياسي بعيد المدى: بما ان العيسوية تتواجد داخل مسار الجدار الفاصل المحيط بالقدس، فان تطويقها بجدار وبعراقيل متحركة، سيجعلها معزولة بشكل مطلق. وعلم ان هذه الخطة كانت موجودة في ادراج قسم التخطيط منذ فترة طويلة، وتم اخراجها مع اندلاع موجة العنف الاخيرة.

بالإضافة الى ذلك هناك خطة اخرى مكتوبة تتحدث عن انشاء حاجز متواصل على امتداد ثلاثة كيلومترات على طول الشارع الممتد من حي قصر المندوب السامي وحتى بلدة صور باهر، ومن هناك الى المنطقة الفاصلة بين حي قصر المندوب السامي وجبل المكبر. وسيتركب هذا الحاجز ايضا من مكعبات اسمنتية واسلاك شائكة وشبكة انارة. وقالت مصادر سياسية، امس، انها لا توافق على مقولة ان انشاء هذه الحواجز يعني تقسيم القدس. واوضحت: "لا يوجد هنا فصل كامل بين الاحياء. والجدار في جبل المكبر لا يتجاوز طوله عشرة امتار ويهدف الى منع رشق الحجارة".

البلدية ناقشت مقترحات بعيدة المدى لعزل الفلسطينيين

الى ذلك علمت "هآرتس" انه طرحت على طاولة بلدية القدس خلال جلستها الاخيرة، مقترحات بعيدة المدى للفصل بين شقي المدينة. ومن الافكار التي طرحت وتمت مناقشتها بجدية، تقييد تحركات سكان القدس الشرقية باتجاه الغربية، باستثناء العمال الذين تلح الحاجة اليهم. وقال مشاركون في الجلسة ان رئيس البلدية نير بركات كان من بين الذين ناقشوا هذه الامكانية بجدية.

وكان رئيس البلدية قد تحدث خلال جلسة ادارة البلدية يوم الاربعاء الاخير، عن معنى السياسة الجديدة لفرض الاغلاق على احياء القدس الشرقية، وسرعان ما تطور النقاش الى فكرة فرض الاغلاق الكامل على القدس الشرقية ومنع الخروج منها سواء بالسيارات او سيرا على الاقدام. وقال بعض المشاركين في الجلسة ان غالبية اعضاء الادارة دعموا الفكرة رغم أثرها البعيد على حياة السكان، ولم يهتم الحضور بمناقشة الابعاد القانونية لمثل هذه الخطوة.

لكنه كان هناك من عارض هذه الفكرة. فقد قال عضو البلدية يتسحاق فيندروس من "يهدوت هتوراة" ان هذه الخطة ستشل القدس الغربية، مضيفا انها لن تصمد لأكثر من 10 دقائق، فكل السائقين ونصف الاطباء و89% من سائقي القطار الخفيف يأتون من القدس الشرقية. كما عارض نائب رئيس البلدية تمير نير الخطة، وقال انها بعيدة المدى، مضيفا: "يؤسفني هذا التخلي عن القدس الشرقية. انها جزء هام من المدينة، انهم يقدمون مساهمة كبيرة للاقتصاد وللطيف الثقافي في القدس ويؤسفني ان المتطرفين يملون سلوكنا امام غالبية سكان المدينة العرب".

نتنياهو لن يعرض أي تنازل للفلسطينيين امام كيري

كتبت "هآرتس" نقلا عن مسؤول اسرائيلي رفيع ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لن يعرض خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، في برلين، أي لفتة او تنازل للفلسطينيين. وسيطالب رئيس الحكومة بوقف التحريض والعنف وان تتخذ السلطة الفلسطينية تدابير تثبت ذلك. وعلم ان كيري سيصل بعد يومين من لقاء نتنياهو، الى عمان لالتقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك عبدالله في محاولة لصد التصعيد في القدس والضفة الغربية.

ونفى ديوان عباس ان يكون قد تم تعيين لقاء كهذا، وقالوا هناك ان الفلسطينيين ينتظرون معرفة تفاصيل الاجتماع بين كيري ونتنياهو. وبعد ذلك فقط سيفحص الجانب الفلسطيني ما اذا سيصل عباس للقاء كيري، خاصة وانه لا يوجد حتى الآن أي اقتراح عملي، اسرائيلي او امريكي، يفضي الى نقاش مفيد.

مجلس الأمن يبدأ بمناقشة طلب اصدار بيان رئاسي حول القدس

كتبت "هآرتس" انه من المنتظر ان يبدأ مجلس الأمن الدولي، اليوم، مناقشة طلب نشر بيان رئاسي حول الحرم القدسي والتصعيد في القدس. ومن المتوقع ان يتواصل النقاش حول الاقتراح حتى يوم الخميس او الجمعة، وعندها سيتضح مصير المبادرة الفرنسية التي تدعو الى نشر قوات مراقبة دولية في الحرم القدسي.

وقال رئيس الحكومة نتنياهو في بداية جلسة الحكومة، امس، ان إسرائيل ترفض هذه الفكرة. مضيفا انها "لا تنطوي على أي ذكر للتحريض الفلسطيني والارهاب الفلسطيني". وحسب رأيه فان إسرائيل ليست هي المشكلة في الحرم القدسي وانما هي الحل. "نحن نحافظ على الوضع الراهن، نحن الوحيدين الذين نفعل ذلك وسنواصل عمل ذلك بطرق مسؤولة وجدية. لن يحدث أي تغيير في الوضع الراهن باستثناء محاولة بعض الناس الذين تم تنظيمهم من قبل الحركات الاسلامية وجهات متطرفة لإدخال مواد متفجرة الى المساجد ومهاجمة اليهود من داخل المساجد".

شطاينتس يقارن عباس بالنازية

كتبت "هآرتس" ان الوزير يوفال شطاينتس الذي يشارك في المؤتمر الثاني للجالية الإسرائيلية الامريكية، في واشنطن،  هاجم بشدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهمه بالمسؤولية عن موجة الارهاب.

ووصف شطاينتس الرئيس عباس بأنه "المحرض رقم 1 في عالم الدعاية اللاسامية والدعوة الى ابادة دولة اسرائيل". ورفض شطاينتس استبعاد امكانية قيام إسرائيل بإسقاط عباس من اجل مصلحتها، وقال ردا على سؤال صحفي: "هذا سؤال جيد عما اذا كان يجب ان يبقى في منصبه وكم من الوقت يجب مواصلة تحمل تحريضه".

وقال شطاينتس للصحفيين ان "الدم الذي يسفك خلال موجة الارهاب الحالية هو على ايدي عباس. هناك شبه كبير بين تحريض ابو مازن ضد إسرائيل وتحريض النازية على ابادة الشعب اليهودي".

واتهم شطاينتس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالمسؤولية عن العنف الفلسطيني، حين قال انهم "لو تطرقوا الى هذا الامر لكان يمكن التوصل الى نتائج مختلفة. هذا لو لم يتجاهلوا المشكلة، ولم يكنسوها تحت البساط، او يخلقون تناسق".

كما هاجمت وزيرة القضاء اييلت شكيد التي تشارك في المؤتمر ما اسمته البيانات "غير المقبولة" للإدارة الامريكية بشأن الهجمات الارهابية الفلسطينية وقالت ان أي مقارنة بين اسرائيل والفلسطينيين كما فعل الامريكيون "تشوه الواقع".

وقال رئيس المعارضة البرلمانية يتسحاق هرتسوغ الذي شارك هو الآخر في المؤتمر ان "الرئيس محمود عباس طلب قبل عدة اشهر الاستقالة ولكن القيادة الاسرائيلية لم تظهر تحمسا لذلك". وقال ان عباس ابلغه قبل عدة اشهر بأنه يتخوف من انتفاضة ثالثة بسبب خطر فقدان السيطرة على الشبان الفلسطينيين.

كيف منع الغزيون الجنود من اطلاق النار عليهم؟

يكتب موقع "واللا" انه بعد تحديد اوامر اطلاق النيران على المتظاهرين على حدود قطاع غزة، قال الجيش الاسرائيلي، امس، ان المتظاهرين الفلسطينيين يستغلون الوضع ويعملون بشكل ذكي لتجنب الاصابة. وقال احد الجنود: "لقد تم توجيهنا كي نمتنع عن قتل المتظاهرين، ولذلك يفترض بنا اطلاق النار فقط على القسم السفلي من الجسم عندما يقتربون من السياج او يشكلون خطرا ملموسا، لكن ما يفعلونه هو انهم عندما يصلون الى مسافة 100 متر من السياج، يجلسون على الأرض او يركعون ويرشقون الحجارة بواسطة المقاليع، وهكذا نمتنع عن اطلاق النار عليهم لردعهم".

وحسب جنود آخرين، فان الحجارة والحصى التي يتم رشقها بواسطة المقلاع تشكل خطرا على الجنود.

يشار الى ان تحديد اوامر اطلاق النار جاء بعد قيام الجنود بقتل سبعة متظاهرين واصابة العشرات خلال المظاهرة الحاشدة التي جرت قبل عشرة ايام قرب السياج.

وقالوا في الجهاز الأمني ان الجيش ليس معنيا بتصعيد الاوضاع، ولذلك طلب من قادة كتيبة غزة الامتناع من اطلاق النار الزائد على المتظاهرين. الى ذلك تعمل المعدات الهندسية في الأيام الأخيرة على اقامة ساتر ترابي على امتداد السياج الحدودي لمنع رشق الحجارة باتجاه اسرائيل. كما يهدف ذلك الى حماية الجنود الذين يحرسون المنطقة التي يجري فيها ترميم السياج الذي دمره الفلسطينيون.

سلطات محلية يهودية تمنع عمالها العرب من دخول المدارس

كتبت "هآرتس" ان العديد من السلطات المحلية الاسرائيلية بدأت بمنع عمالها العرب من الوصول الى المدارس على خلفية الوضع الامني. وفي بعض الحالات شمل الامر كل العاملين العرب، بينما في حالات اخرى تم ابعاد العمال المؤقتين فقط.

وكتبت بعض السلطات المحلية في رسائل وجهتها الى الاهالي انه لن يسمح لعمال النظافة بالدخول الى المدارس اثناء ساعات الدوام، بينما كتبت سلطات محلية اخرى، كموديعين، انه لن يسمح لهم بالدخول الا بعد تفتيش امني وبمرافقة لجنة الاباء. كما تعمل بعض البلديات على اجبار شركات البناء التي تقيم مباني بجانب مؤسسات التعليم على تعيين حارس بجانب المؤسسة لمنع العمال العرب من الاقتراب منها، كما فعلت بلدية رحوبوت.

وتوجهت جمعية "سيكوي" لتكافؤ الفرص بطلب عاجل الى المستشار القضائي للحكومة كي يصدر توجيهات الى السلطات المحلية تمنعها من تغيير شروط تشغيل العمال العرب او المس بظروف معيشتهم بسبب الوضع الامني.

وطلب عضو الكنيست دوف حنين من القائمة المشتركة، إجراء نقاش عاجل حول الموضوع في لجنة الداخلية البرلمانية. وقال انه "في ظل الخوف القائم يجري دفع اجراءات خطيرة من الاقصاء العنصري، والذي يمس بالحقوق الاساسية ويخرب فرص بناء مستقبل مختلف". وقال ان هذه التوجيهات ليست قانونية وتتناقض مع توجيهات المستشار القضائي للحكومة وقانون تساوي الفرص في العمل وغيره من القوانين.

قوات الجيش تبدأ بحراسات الباصات في القدس

كتبت "يديعوت احرونوت" انه في ظل العملية القاسية التي وقعت في بئر السبع، بدأت اسرائيل، امس، بتأمين الحراسة في حافلات الركاب، ولكن حاليا، في القدس فقط، التي تعتبر المدينة التي تعاني اكثر من غيرها من العمليات. ويشارك في هذه المهمة 300 جندي من الجيش الاسرائيلي، كلهم من الجيش النظامي، ويرتدون الزي العسكري، لكنهم سيرتدون قبعات زرقاء لتمييزهم عن الجنود الآخرين، لأنه بحكم مهمتهم يملكون صلاحية تأخير المسافرين المشبوهين وتفتيش متاعهم – وهي مسالة يمنع الجنود الآخرين من القيام بها. كما سيتم تزويدهم ببطاقات تدل على صلاحيتهم هذه.

وقبل شروع هؤلاء الجنود بمهمتهم، امس، التقى بهم وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، وقال لهم ان "ركاب الحافلات هم الاكثر عرضة للنوايا الشريرة للعمليات الارهابية". ثم توجه بحديثه الى التنظيمات الارهابية وقال: "لن تنجحوا بالحصول على شيء منا بواسطة القوة. لن تغيروا سيطرتنا ولن تمنعونا من مواصلة بناء وتطوير القدس، وهذا ما سنفعله".

يشار الى ان الجنود سيوفرون الحماية لحافلات الركاب ولمحطات نقل المسافرين لمدة شهر، ليتم بعده استبدالهم من قبل وحدة مدنية جديدة لحراسة الباصات والتي صودق على تشكيلها من قبل المجلس الوزاري، في ظل الاوضاع الامنية. وسيتم تفعيل الوحدة من قبل شركة ايجد في كل المواصلات العامة، وستضم 300 حارس. وقد بدأت الشركة بتجنيد هؤلاء من بين الجنود الذين انهوا خدمتهم في الوحدات القتالية في الجيش. يشار الى ان إسرائيل قامت بتفعيل وحدة كهذه في سنوات 1994 -2007، التي شهدت الكثير من عمليات التفجير.

الحكومة تصادق على قانون التفتيش الجسدي

كتبت "يديعوت احرونوت" ان الحكومة صادقت بالإجماع، امس، على مشروع القانون الذي يخول الشرطة صلاحية اجراء تفتيش جسدي لأي عابر سبيل حتى اذا لم تشتبه بحمله للسلاح، خلافا للقانون الحالي الذي يسمح بتفتيش كهذا فقط في حال وجود شبهات.

وقد بادر الى هذا التعديل القانوني وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان. وقال اردان امس انه "في اعقاب العمليات الأخيرة، نشأت حاجة ماسة الى منح الشرطة صلاحيات التفتيش الجسدي كي تواجه، بشكل جيد ارهاب السكاكين، هذه خطوة اخرى اعمل على دفعها في اطار سلسلة من القرارات المطلوبة لتدعيم الشرطة وصلاحياتها من اجل زيادة الأمن الشخصي في الشوارع.

ووفقا للاقتراح يمكن لضابط لواء الاعلان عن منطقة معينة كمنطقة معدة للعنف، يسمح فيها بإجراء التفتيش الجسدي لفترة معينة. يشار الى انه تم قبل عدة سنوات طرح مشروع مشابه لمواجهة موجة الطعن بين ابناء الشبيبة الإسرائيليين، لكنه تم في حينه تجميد المشروع بسبب المصاعب القانونية التي سيسببها. اما الآن فقد تم تغليف المشروع بالذرائع الامنية.

نتنياهو يستثني عودة من اجتماعاته مع قادة كتل المعارضة

كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة قرر عدم دعوة رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة الى محادثة حول الاوضاع الامنية في اطار سلسلة المحادثات التي يجريها مع قادة احزاب المعارضة.

يشار الى ان نتنياهو تعمد عدم دعوة عودة، فهو يسعى من وراء ذلك الى شجب نواب القائمة المشتركة الذين يدعي انهم يساهمون في تسخين الاجواء في الشارع العربي ويتعاونون مع قائد الجناح الشمالي للحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح.

وقال عودة معقبا: "لم افاجأ بتاتا بقرار رئيس الحكومة عدم دعوتي مثل بقية رؤساء احزاب المعارضة. وكما في يوم الانتخابات يواصل نتنياهو التحريض والتآمر على شرعية مواطني الدولة العرب وخاصة قيادتهم، ويحاول وسمنا كمسؤولين عن الوضع. نحن المعارضة الحقيقية لنتنياهو، ونحن نقترح الطريق البديل، طريق السلام والعدالة والمساواة وانهاء الاحتلال واجتثاث العنصرية والنضال المشترك والتعايش المشترك". ودعا عودة رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الى عدم التعاون مع سياسة نتنياهو العنصرية.

إسرائيل تعلن تسليم معلومات استخبارية للأرجنتين في موضوع تفجير سفارتها

ذكرت الصحف الإسرائيلية ان وزارة الخارجية الاسرائيلية اعلنت بان المعلومات الاستخبارية التي حولتها هي والموساد الى الحكومة الارجنتينية قادت الى نشر اوامر الاعتقال الدولية التي صدرت ضد نشطاء من حزب الله يتهمون بتنفيذ العملية التي استهدفت سفارة إسرائيل في بوينس أيريس في اذار 1992، والتي اسفرت عن قتل 29 شخصا بينهم اربعة دبلوماسيين إسرائيليين.

وقد اصدرت المحكمة العليا في الارجنتين اوامر اعتقال بحق حسين محمد ابراهيم سليمان، وخوزيه سلان الرضا. وتم تسليم الامرين للإنتربول. وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون، ان الخطوة التي قادت الى "تجريم" المشبوهين واصدار امري الاعتقال كانت نتيجة للتعاون بين الخارجية والموساد. واضاف ان رئيس طاقم التحقيق في المحكمة العليا في الارجنتين توجه قبل شهر الى السفارة الاسرائيلية وطلب معلومات حول ضلوع المشبوهين في العملية.

رئيس الاركان الامريكي يبدأ اجتماعاته في إسرائيل

كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس اركان الجيش الأمريكي، الجنرال جوزيف دانفورد، التقى امس، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. واجتمع قبل ذلك مع وزير الأمن موشيه يعلون وناقش معه تعزيز العلاقات بين الجهازين الأمنيين في إسرائيل والولايات المتحدة، ومسائل استراتيجية في المنطقة. وشارك في الاجتماع رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت.

وخلال اللقاء قال دانفورد ان "اسرائيل هي الدولة الاولى التي جئت لزيارتها بحكم منصبي الجديد. انا اعرف العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والعلاقات العسكرية بيننا واعرف عن صعود وهبوط في منظومة العلاقات الأسرية. لكن العلاقات العسكرية بقيت قوية، ولم تتغير ابدا. وانوي خلال شغلي لمنصبي الحفاظ على هذه العلاقات القوية".

وقال يعلون ان "الولايات المتحدة واسرائيل تتقاسمان قيم ومصالح مشتركة. نحن نعتبر علاقاتنا استراتيجية، بل أقول كحجر الزاوية في امننا القومي. نحن نقدر الالتزام والتعاون بين المؤسسات الأمنية، بين وزارة الأمن والبنتاغون، بين الجيش الامريكي والجيش الاسرائيلي وكذلك بين اجهزة الاستخبارات".

وتطرق يعلون الى ايران وقال: "ايران، للأسف، هي التي تثير وتساهم في عدم الاستقرار في الشرق الاوسط. النظام الايراني يتآمر علينا، ولا ينوي تغيير جلدته. سيواصل القيام بدور رئيسي في الارهاب في المنطقة وضدنا، وسيواصل محاولة تفعيل الارهاب من هضبة الجولان. يمكن العثور على بصماته في كل مكان يعمه الارهاب في الشرق الاوسط. انهم يسعون الى الهيمنة على المنطقة ونشر الثورة". وبشأن موجة الارهاب الاخيرة قال يعلون: "نحن نعمل بكل قوتنا من اجل هزم هذا الارهاب كما فعلنا في الماضي".

مقالات

لم يعد الأمر يتوقف على السكاكين

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان عملية اطلاق النار في المحطة المركزية في بئر السبع، امس، تماما كعملية اطلاق النار في الحافلة في القدس، الأسبوع الماضي، واطلاق النار في مخيم قلنديا، فجر امس، تعكس عودة السلاح الناري الى الحلبة الى جانب هجمات السكاكين. وليس من المستبعد ان تكون هذه العملية مخططة اكثر من غيرها.

صحيح ان العملية التي بدأت موجة العنف الحالي، قتل الزوجين هانكين قرب نابلس في الاول من تشرين الاول، كانت عملية اطلاق نار مخططة من قبل خلية حماس، ولكن منذ تلك العملية وقعت في الأساس عمليات طعن ودهس، وفي الغالب كانت عمليات نفذها مخربون عملوا لوحدهم.

يوم امس كانت المعلومات حول عملية بئر السبع لا تزال جزئية ومشوشة. لكنه اتضح ان منفذها وصل الى المحطة المركزية وهو مزود بسكين ومسدس. وكما في عمليات سابقة قام بطعن جندي ومن ثم اختطف سلاحه كي يتسبب بعد آخر من الاصابات. لكنه خلافا لمن سبقه، فقد اجاد استخدام البندقية التي اختطفها. وسيكون على الشاباك والشرطة فحص ما اذا كان هناك من اعد المخرب للعملية، وقام بنقله الى بئر السبع وزوده بالمسدس.

هذه ليست منظومة الاستعدادات التي سبقت العمليات الانتحارية في الانتفاضة الثانية، ولكن ربما توجد هنا دلائل على عمل خلية منظمة نسبيا، مقارنة بعمليات الاسابيع الأخيرة. هذه خلايا يمكنها ان تسبب ضررا اكبر من حامل السكين المنفرد، لكنه يمكن الافتراض بأنها ستترك "بصمة" استخبارية واضحة خلال التخطيط للعملية، ما يعني ان لدى الشاباك والجيش فرص جيدة للوصول اليها قبل انطلاقها لتنفيذ العمليات.

بعد ساعتين فقط تبين انه لم يشارك في العملية مخربان، وان قوات الأمن والمدنيين اصابوا مواطنا اجنبيا لانهم اشتبهوا بأنه مخرب. والضربات التي تلقاها ومحاولة منع طاقم الانقاذ من معالجته تدل على حالة الفزع التي تترسخ بين الجمهور امام موجة العمليات. من المؤكد ان فقدان السيطرة الخطير الذي انعكس في مهاجمة الاجنبي (توفي لاحقا) ستستغل الان من قبل المنتقدين لإسرائيل وسيتم عرضها كدليل على عنصرية إسرائيل تجاه العرب.

ما يمكن حدوثه الان هو السيناريو الذي توقعه الجهاز الامني في الأيام الأخيرة: دخول عمليات لخلايا يمكن ان يتضح لاحقا وجود علاقة لها بالتنظيمات، كموجة ثانية مكملة لهجمات السكاكين. في الضفة توجد كمية كبيرة من الأسلحة، غير تلك التي تملكها قوات الأمن الفلسطينية. وتملك غالبية هذه الأسلحة  قوات التنظيم في حركة فتح، ولكن التقدير يشير ايضا الى وجود خلايا مسلحة تابعة لحماس، وتحافظ على مستوى منخفض حتى اندلاع المواجهات.

من المؤكد ان صلاح عاروري رئيس قطاع الضفة في حماس والذي يعمل من تركيا، وتنشط القاعدة التابعة له في غزة، يستثمر الان الكثير من الجهود لقيادة عمليات اخرى. من المناسب، ايضا، الانتباه الى اللهجة المتصاعدة لدى المتحدثين في السلطة وفي فتح، كلما ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين. من المتوقع ان تتواصل محاولات تنفيذ العمليات في القدس والضفة وداخل الخط الاخضر.

واما افتراض الجهاز الامني الاسرائيلي بأنه ستكون هناك حاجة الى وقت طويل من اجل تحقيق الهدوء وانه في كل الاحوال اصيب التنسيق الامني بضرر كبير، فانه يتم تأكيده بالذات من قبل وسائل الاعلام الفلسطينية. ويستدل من عدة مقالات تحليلية نشرت في الصحف المتماثلة مع السلطة مؤخرا، انه على الرغم من جهود الجهاز الامني الفلسطيني لصد العنف في عدد من المدن الفلسطينية، الا ان قيادة السلطة ليست معنية بالضرورة بإعادة الوضع الى سابق عهده.

في المقالات التي يمكن للهجتها الموحدة ان تشير الى انها تحمل رسالة من المقاطعة في رام الله، تم الادعاء بأن وسائل اللعب تغيرت وانه لا يمكن العودة الى الوضع الذي ساد في الضفة حتى بداية الشهر – تنسيق امني وثيق وهدوء نسبي. ومن بين ما يعتمده المحللون، خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة الشهر الماضي. ويتم تفسير تصريحاته ليس فقط كتعبير عن اليأس من المفاوضات السياسية العقيمة مع إسرائيل، وانما كنقل للقيادة الى الجيل الشاب.

من بين الفجوات البارزة في المواجهة في المناطق، على مدار عدة عقود، هو شكل تعريف اسرائيل للعنف مقابل شكل عمل الفلسطينيين. بالنسبة لإسرائيل فان كل رشق حجر او عنف يشكل خطرا على الحياة، وكل طعنة سكين تعتبر عملا ارهابيا. ولكن السلطة الفلسطينية، وفتح، ايضا، ممثلتا المعسكر المعتدل نسبيا في الجانب الفلسطيني، تبرران في احيان متقاربة العنف ضد جنود الجيش والمستوطنين، وتشملان في تعريف واسع للنضال الشعبي المبرر، رشق الحجارة والزجاجات الحارقة بل واحيانا عمليات الطعن.

لقد اعرب عباس نفسه، في اكثر من مرة، عن دعمه "للنضال الشعبي المسالم"، كالنضال ضد اقامة الجدار على اراضي بلعين ونعلين، لكنه لا يكلف نفسه تعريف ما هو شرعي في اطار هذا النضال. هذه ليست ايام جميلة بالنسبة للرئيس الفلسطيني.

لقد جاء السقوط اولا في خطاب الاسبوع الماضي، والذي اتهم خلاله إسرائيل بقتل الفتى الفلسطيني الذي طعن وجرح الفتى اليهودي في بسغات زئيف. بعد ذلك احرق الفلسطينيون قبر يوسف في نابلس، في بث مشابه لأيام الانتفاضة الثانية. وكما يبدو فقد شارك رجال فتح ايضا في اعمال الشغب هناك. ولم يؤد أي نفع حتى اعلان عباس بأن السلطة سترمم القبر على حسابها.

في الجانب الاسرائيلي وقع في هذه الأثناء تسلل مستغرب من قبل مجموعة من انصار حاخامات بارسيلاف الى القبر بتوجيه من حاخامهم الذي هرب الى الخارج. وقد تعرض هؤلاء الى الضرب من قبل الفلسطينيين، ولكن الامر تطلب اكثر من الرعاية الالاهية لانتهاء هذه المغامرة غير المسؤولة من دون سقوط قتلى او مخطوفين.

على كل حال فان الاحداث الاخيرة ترسخ صورة عباس لدى الإسرائيليين، بتشجيع من وسائل الاعلام الرئيسية، ككاذب لا يمكن تصديق أي كلمة يقولها. وفي الأيام الأخيرة يتم عرض الرئيس الفلسطيني هنا وكأنه توأم ياسر عرفات. ضعف القيادة في الضفة يمكن ان يقود الى مطلب شعبي بإعادة تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. كما انه لا تقف وراء العمليات والتظاهرات قيادة موحدة، رغم انه تم توزيع بيان باسمها مؤخرا في جنين.

في قطاع غزة تواصل حماس السماح بالمسيرات باتجاه الجدار والتي تنتهي بسفك دماء المدنيين بنيران الجيش الاسرائيلي. لكن التنظيم لا يسمح حاليا بإطلاق واسع للصواريخ على اسرائيل، وبالتأكيد ليس من قبل رجاله. في الرد الاسرائيلي على الارهاب، يبرز الجهد الكبير للجهاز الامني بعدم الانجرار الى الذعر، والامتناع عن تجنيد الاحتياط بحجم كبير او اتخاذ خطوات العقاب الجماعي. الخطوات الإسرائيلية حتى الان محدودة وقليلة وتركز على احياء القدس الشرقية.

لقد رفض رئيس الحكومة ووزير الأمن وقيادة الجيش مطالب بالخروج الى حملة "السور الواقي 2" في الضفة. في هذه الاثناء، يدل العدد القليل نسبيا للقتلى في صفوف المتظاهرين في الضفة على ان قيادة المنطقة الوسطى استعدت جيدا للمواجهات وتفهم توجيهات رئيس الاركان بشكل عميق. هذا كله صحيح، كما سبق وكتبنا، لفترة محدودة فقط. تراكم العمليات او وقوع عملية تسفر عن عدد كبير من القتلى سيحتم على القيادة السياسية التحدث بلغة اخرى وسيطالب الجيش والشرطة باتخاذ خطوات هجومية تفوق بكثير ما يحدث الان.

رد على انتفاضة السكاكين؟

يكتب امير اورن، في "هآرتس" ان تعزيز قوات الشرطة بجنود فقط من اجل عرض اصحاب الزي العسكري المسلحين، يحرف الجيش الاسرائيلي عن المهام المخططة له. هذا العمل، في حد ذاته، يعتبر انتصارا للفلسطينيين، ذلك انه يمكن ان يؤدي إلى تآكل الجيش الذي فرضه عليه ارييل شارون، وشاؤول موفاز وموشيه يعلون في  الفترة التي سبقت الحرب على لبنان في عام 2006.

تشرين الاول الاحمر لانتفاضة السكاكين يتحرك ثانية على مسار اليوبيل الأخير، منذ صعود فتح وياسر عرفات على مسار العمليات. في نظرة من المريخ، راكم الفلسطينيون انجازات ملموسة بفضل العنف الذي قاموا بتفعيله. لقد جروا الدول العربية الى حرب الأيام الستة والتي حررت الضفة وغزة من الحكمين الاردني والمصري. وعندما تحدوا الملك حسين بدأت الادارة الامريكية بالتحدث معهم، وعندما قتلوا السفير الامريكي في الخرطوم، تم صب مضمون سياسي في العلاقات بين منظمة التحرير وجهاز الاستخبارات الامريكي. وادى طردهم من الأردن الى لبنان، الى جر إسرائيل الى الحرب هناك، واضعف سيطرتها على المناطق بسبب تقليص قوة الشاباك وابرز قدرة التنظيمات الفلسطينية والشيعية على استنزاف الجيش.

في برقية بعث فيها الى وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس، في كانون الثاني 1988، بعد اندلاع الانتفاضة، تجاهل رئيس الحكومة يتسحاق شمير، في حينه، المسببات الأساسية، وفضل الاعراب عن الخطأ: اليد الإسرائيلية كانت خفيفة جدا، والفلسطينيين تحمسوا من نجاح ليلة الطائرات الشراعية – التسلل الى قاعدة عسكرية وقتل ستة جنود.

في المسافة الفاصلة بين ادارتي رونالد ريغن وجورج بوش، تم تدشين القنال الدبلوماسي الامريكي مع منظمة التحرير الفلسطينية. وخسر شمير في انتخابات 1992 - وبذلك– ترك الليكود لبنيامين نتنياهو – بسبب زوج من الظروف القائمة اليوم ايضا: المواجهة مع الرئيس (بوش في حينه الذي عارض تحويل هبات استيعاب المهاجرين الروس، الى المستوطنات) والشعور المتزايد بغياب الأمن الشخصي.

ما لم يفعله السكود العراقي لشمير، فعلته السكين الفلسطينية. نتنياهو يتفوق على شمير في مسألة واحدة الان: لا توجد معركة انتخابات حاليا، ولا يقف امامه خصم بحجم يتسحاق رابين.

لقد تنازل نتنياهو لعرفات في الخليل بعد اصابته بصدمة القتال بعد احداث النفق. وشارون، بالنظرة ذاتها من المريخ، ابعد عن السلطة ايهود براك الذي ارتدع عن منعه من التظاهرة التي نظمها في الحرم القدسي، لكنه (شارون) دفع الثمن بالوقوف غير المسبوق لإدارة جورج بوش الابن الى جانب قيام دولة فلسطينية واخلاء غزة.

مرة اخرى، انجازات فلسطينية، ومرة اخرى، كالمعتاد، دون ان يتم استغلال النجاح من اجل التوصل الى تسوية سياسية اخرى. هذه هي، طبعا، صورة عاكسة لما يحدث في الجانب الاسرائيلي: نجاح عسكري معين، لا يتم ترجمته الى هدف سياسي. لا توجد اهمية لتصريحات نتنياهو. فما يحدد هي الاعمال والاخفاقات. اذا قام بتشريع بؤر استيطانية، فليس مهما كون السياسة الرسمية تتعارض مع ذلك، واذا لم يفصل اوري اريئيل، احد المحرضين على التصعيد، خشية تفكك الحكومة فهذا يعني ان اريئيل وشركائه يملون التوجه.

العجز السياسي ليس ذريعة: محمود عباس ايضا يواجه مصاعب مشابهة. في الجانبان لا توجد سلطة مركزية تستطيع فرض سيادتها على المستوطنين وحملة السكاكين: وبشكل تدريجي تنشأ حالة فوضى متبادلة. المبادرة، في العمليات والخطوات السياسية، تبقى للفلسطينيين. فاذا قرروا، مثلا، كأحبولة، تحدي إسرائيل ومطالبتها بمواطنة متساوية في الحقوق لـ300 الف فلسطيني في القدس الشرقية، تم ضمهم الى اسرائيل، ليتسنى لهم التصويت في الكنيست والتأثير على السياسة في اتجاه الغاء الضم، سيكون براك اوباما – خريج حركة المساواة لحقوق السود ومانح المواطنة للمتسللين من امريكا اللاتينية – اول من سيدعم خطوة كهذه. واما نتنياهو، كالمعتاد، فلن يكون لديه أي رد.

المدينة التي تم تقسيمها معا

يكتب يوعاز هندل، في "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل هي دولة ذات مشاكل استراتيجية وتنشغل بشكل خاص في التكتيك. العمليات تحرك خطوات كبيرة، الغضب في الشوارع يولد قرارات مؤقتة تتحول (رغم التصريحات) الى اكثر أمر ثابت.

وهكذا، بسبب انهار من الدم، نشا الجدار الفاصل قبل عقد زمني في اجزاء من القدس الموحدة. وهكذا، بسبب الهدوء الذي جاء بعد الانتفاضة، تم تخريم الجدار الفاصل في المنطقة الجنوبية. وهكذا تنمو الان الجدران داخل العاصمة بسبب موجة الارهاب.

الأمر العبثي هنا انه بعد تلال من التصريحات السياسية، ينجح المخربون مع الاسلحة البدائية، بالذات، بخلق بدائل سياسية هنا. المشكلة الرئيسية في ما يحدث من حولنا هو التاريخ. يمكن هزم الارهاب لأنه يوجد عدو محدد، لكنه لا يمكن هزم التاريخ. الضغط يقود الى اقامة جدران ستتحول الى حدود من دون تخطيط، والضغط يقود الى اخطاء في التشخيص.

في عام 1990 قتل تشارلي شلوش، المحارب المتميز في وحدة "يمام"، على ايدي مخرب قام بطعنه حتى الموت. لقد اطلق شلوش النار على المخرب لكنه لم يتمكن من احباطه. وكان هذا هو الخطأ الذي كلفه حياته.

رغم الأخطاء البالغة التي تحدث في هذه الأيام – احداها يوم امس في عملية بئر السبع – يجب اطلاق النار على المخربين الذين يحملون السكاكين بهدف القتل. كيف يعرفون المخرب؟ بواسطة مبدأين يتم تعلمهما في الجهاز الامني. الوسيلة (السلاح) والنية (قيامه باستخدامه). كل من يشتبه فيه ولا ينطوي عليه هذين المبدأين لا يعتبر مخربا، وانما مشبوها يجب فحصه. الهستيريا لا تساعد في شيء.

بشكل مشابه يمكن فحص ما يحدث الان في القدس. قبل يومين كتبت انه بدون الاعتراف بالواقع الذي يقول ان القدس مقسمة حسب مستوى الحكم فيها، بدون استثمار في شرقي المدينة الواقع داخل الجدار – من تطبيق القانون وحتى البناء – فان المزيد من الاحياء ستخرج الى ما وراء الجدار. اليوم توجد خمسة احياء كهذه. وكتبت انه اذا تواصل ذلك فإننا سنجد انفسنا في القريب مع احياء اخرى بقوة القصور. كتبت وقصدت خطوات مداها سنوات وليس ساعات.

يبدو انه بدأت امس (رغم ان المقصود مقاطع صغيرة فقط) عملية اخراج حي جبل المكبر الى ما وراء الجدار. في هذه الاثناء يجري الحديث عن جدار جزئي، بعد ذلك سيتم استكماله، وفي نهاية الأمر ستخرج الشرطة، وبعد عشر سنوات (كما حدث في احياء اخرى مثل قلنديا) لن يتبقى أي ذكر لدولة إسرائيل باستثناء دفع مخصصات التأمين الوطني. في هذه الحالة، ايضا، توجد شروط واضحة لعزل احياء عربية. المنطق يقول انه هنا ايضا توجد حاجة الى وسائل ونوايا من قبل الحكومة، والا فسيكون الامر حالة خطأ في التشخيص او بكل  بكل بساطة خطوة تفتقد الى السيطرة.

انا من بين الناس الذين يعتقدون انه لا يمكن حل هذا الصراع. الادعاءات التي يتم سماعها من جانب اليسار في الأيام الأخيرة، حول فشل ادارة الصراع – تفتقد الى تواصل منطقي. الاستنتاج المطلوب منها هو انه يجب حل الصراع وتحقيق السلام. ليت هذا يحدث. لكنه ليس هناك من يتم عمل ذلك معه ولا كيف. لا يمكن حل صراع ديني، تحريض وتثقيف على الكراهية بواسطة النوايا الطيبة والتصريحات السياسية. ما تبقى هو ادارة الامور بمساعدة ترتيبات، اتفاقات مؤقتة، قوة عسكرية وقرارات إسرائيلية من جانب واحد.

ادارة الصراع معقدة اكثر من حل غير قائم في

التعليـــقات