رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 تشرين الأول 2015

الأربعاء | 14/10/2015 - 01:24 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 تشرين الأول 2015

 

"الحجر خطير فقط حين يرشقه العربي"

كتب موقع واللا" ان المستوطنين نفذوا منذ مقتل الزوجين هانكين، عشرات الاعتداءات على البلدات الفلسطينية، تم خلالها رشق الحجارة على سيارات وبيوت الفلسطينيين. وحتى وان كانت هذه العمليات استثنائية وردا على موجة العمليات، الا انها تتكرر كل عدة ايام، في وقت يلاحظ فيه ان قوات الجيش لا تحاول حتى الفصل بين الجانبين. ويظهر المستوطنون في العديد من اشرطة الفيديو التي وصلت الى موقع "واللا نيوز"، وهم يهاجمون الفلسطينيين او يعتدون على ممتلكاتهم فيما يقف جنود الجيش الى جانبهم دون ان يحركوا ساكنا، او يطلقون النار على الفلسطينيين في الجهة المقابلة.

وقد وقعت احدى الحالات يوم الجمعة الأخير في منطقة الخليل، بعد يوم من العملية في كريات أربع، حيث وصلت مجموعة من المستوطنين الى بيوت قرية جبل جوهر وبدأت برشقها بالحجارة، فيما يظهر بعض الجنود وهم يقفون على مسافة قريبة منهم، دون ان يحاولوا منعهم.

وفي حالة اخرى تم توثيقها، بعد ثلاثة أيام من مقتل الزوجين هانكين، يظهر المستوطنون وهم يتبادلون رشق الحجارة مع الفلسطينيين في قرية برقين، ويقوم احد المستوطنين بمساعدة جندي على شحن بندقيته بالذخيرة، ومن ثم يظهر الجنود وهم يحاولون ابعاد الفلسطينيين من المنطقة، بينما يقوم المستوطنون الذين وقفوا الى جانبهم برشق الحجارة على الفلسطينيين.

وفي اليوم التالي تم تصوير المستوطنين وهم يحرقون الاطارات بالقرب من قرية عوريف المجاورة لمستوطنة يتسهار، ومن ثم يدحرجونها باتجاه الفلسطينيين. وفي هذا المكان ايضا يشاهد الجنود وهم يقفون هناك دون التدخل بما يحدث.

وقالت منظمة "بتسيلم" التي التقطت هذه الأشرطة، ان "هذه الافلام تعكس عينة واحدة من بين الكثير من الاحداث التي امتنع فيها الجنود عن حماية الفلسطينيين في مواجهة اعتداءات المستوطنين. كما يبدو فانه بالنسبة للسلطات يعتبر رشق الحجارة خطيرا فقط عندما يأتي من جهة الفلسطينيين وليس من جهة المستوطنين".

اردان يقترح عدم تسليم الجثث للعائلات الفلسطينية

كتب موقع "واللا" ان وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان يسعى الى طرح مباردة تقضي بالامتناع عن تسليم جثث "المخربين" الذين يقتلون في العمليات الى عائلاتهم، ودفنها في مقابر "ضحايا العدو". وعلم موقع "واللا نيوز" انه تم طرح هذه المبادرة خلال الجلسة الأخيرة للحكومة، في اطار الخطوات المبذولة لزيادة الردع الاسرائيلي امام العمليات.

يشار الى ان الحكومة تلجأ حاليا الى تأخير تسليم الجثث الى العائلات، لا بل تفرض عليها دفع ضمانات مالية كجزء من الالتزام بعدم حدوث اعمال شغب خلال تشييع الجثمان، وتقليص عدد المشاركين في الجنازة، ودفن القتلى في ساعات الليل فقط.

وفي ضوء التخوف من رفض المحكمة العليا لهذا الاجراء، خاصة فيما يتعلق بالمخربين الذين يحملون هويات اسرائيلية، وفي اطار سعيه الى دفع مبادرته، طلب اردان وجهة نظر قانونية من وزارة القضاء وقيادة الشرطة. ويعتقد اردان ان خطوة كهذه ستردع "المخربين" عن الخروج لتنفيذ عمليات بسبب الثمن الذي ستدفعه عائلاتهم. يشار الى ان إسرائيل اقامت مقبرتين لدفن "قتلى العدو" احداهما في الجليل الأعلى، والثانية في غور الأردن.

اربع عمليات طعن في القدس

كتبت "هآرتس" ان يوم امس كان من أصعب ايام الارهاب التي شهدتها القدس منذ بدء موجة العنف قبل نحو شهر. فقد وقعت اربع عمليات ومحاولات لتنفيذ عمليات، اصيب خلالها طفل (23 عاما) بجراح يائسة، فيما اصيب شاب (25 عاما) بجراح بالغة، واصيب ثلاثة بجراح طفيفة. وخلافا للأسابيع الأخيرة فقد امتدت العمليات الى خارج البلدة القديمة والقدس الشرقية.

وتميزت عمليات يوم امس بشكل خاص كون منفذيها تراوحت اعمارهم بين 13 و17 عاما فقط. وقد وقعت اقسى العمليات في حي جبعات زئيف، في ساعات بعد الظهر، حيث تعرض طفل (13 عاما) وشاب (25 عاما) الى الطعن من قبل فتى فلسطيني (17 عاما)، وقريبه الطفل فلسطيني (13 عاما). وقد لاحظ المارة ما يحدث فلاحقا الشاب والطفل. وقامت سيارة بدهس الطفل واصابته بجراح بالغة، فيما واصل الشاب الهرب حتى اصطدم بقوة من الشرطة والتي اطلقت عليه النار وقتلته بعد رفضه التوقف وعدم الاقتراب منها.

وحسب الشرطة فان الشاب هو من عائلة مناصرة في خيم شعفاط بينما الطفل، قريبه، من سكان بلدة حزمة المجاورة لجبعات زئيف. وقد قتل الاول فيما اصيب الطفل بجراح بالغة.

وفي ساعات المساء حاول فلسطيني طعن جندي واختطاف سلاحه على متن حافلة ركاب عند مدخل القدس من جهة الطريق رقم 1. كما وقعت عملية اخرى عند الساعة الثالثة بعد الظهر عند مفترق القيادة القطرية للشرطة بالقرب من "جبعات هتحموشت"، حيث قامت شابة من بيت حنينا (16 عاما) بطعن شرطي واصابته بجراح طفيفة، فيما اصيبت هي بجراح بين طفيفة ومتوسطة جراء اطلاق النار عليها.

وفي صباح امس، ايضا، تم اطلاق النار على الشاب الفلسطيني مصطفى الخطيب (20 عاما)، وقتله بعد محاولته طعن شرطي من حرس الحدود عند باب الأسباط. وقالت الشرطة ان الخطيب نزل من جهة المقبرة الاسلامية الشمالية، وهو يضع يده في جيبه. وقد اشتبه الجنود به وأمروه بالتوقف لتفتيشه، وعندها حاول طعن جندي كان يرتدي درعا واقيا. وعلى الفور اطلق الجنود الآخرين النار عليه وقتلوه.

وقال قائد الشرطة في لواء القدس، تشيكو ادري، ان الشاب كان يحمل سكينين "وهذا يثبت لنا ان كل واحد يتجول في المنطقة يعتبر بالنسبة لنا مخربا محتملا. نحن نشتبه بهؤلاء الناس وننفذ الملقى على كاهلنا".

الخوف من التصعيد يمنع اغلاق الضفة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي يواصل تفضيل عدم فرض اغلاق على الضفة بسبب التخوف من ان المس بنسيج حياة الفلسطينيين يمكن أن يؤدي بالذات الى التصعيد. وقال مصدر أمني، امس، انه "يلاحظ في اليوم الأخير انخفاض نسبي في عدد المواجهات في الضفة الغربية، لكنه توجد حتى الآن، اماكن تتواصل فيها المواجهات مع عدد كبير من المشاغبين الذين يستخدمون الزجاجات الحارقة والأطر المشتعلة".

وحسب اقوال المصدر، فان "فتح" تحاول من جهة وقف الحريق، لكن حماس تواصل التحريض وتدعو الى الكفاح الشعبي". وتم يوم امس، تسجيل مواجهة اخرى بالقرب من قبر راحيل، حيث اطلقت قوة من الجيش النار على مشاغب القى قنبلة حارقة، وقتلته. وقبل ذلك اصيب جندي بجراح طفيفة جراء رشقه بالحجارة عند مدخل مخيم اللاجئين "الفوار" جنوب الخليل. ووقعت مواجهة واسعة بالقرب من رام الله في منطقة مخيم الجلزون للاجئين، بعد جنازة الفتى الذي قتل امس الاول. كما تم تسجيل مواجهات بالقرب من حاجز حوارة على مدخل نابلس، وعلى مدخل قرية نعلين، وعلى حاجز الضفة قرب بيت ايل.

وامس الأول اطلق فلسطينيون النار من سيارة مسافرة، على نقطة عسكرية بالقرب من النبي صالح، ولاذوا بالفرار. ولم تقع اصابات او اضرار. في المقابل، تواصل اعتقال المشبوهين في الأيام الأخيرة، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 33 فلسطينيا من قبل قوات الجيش وحرس الحدود بشبهة الضلوع في نشاطات ارهابية وخرق النظام.

فلسطينيون يجتازون السياج الحدودي في غزة

كتبت "يديعوت احرونوت" ان 20 فلسطينيا من غزة، تمكنوا من اجتياز السياج الحدودي، امس والتسلل الى اسرائيل من جنوب القطاع. وقد تصدت لهم قوة من الجيش وعملت طوال ساعة على دفعهم باتجاهه القطاع مستخدمة قنابل الغاز واطلاق الرصاص الحي في الهواء. وتم في نهاية الحادث احتجاز احد الفلسطينيين للتحقيق، فيما قالت مصادر فلسطينية انه تم اصابة اثنين من الشبان.

وقال الجيش ان قواته تحاول احتواء التجمعات الفلسطينية قرب السياج والامتناع عن اطلاق النار على المتظاهرين طالما كان خرق النظام يحدث بعيدا عن البلدات الإسرائيلية.

وكتبت "هآرتس" في هذا السياق انه بعد قيام الجيش بقتل تسعة فلسطينيين خلال المواجهات يومي الجمعة والسبت، يبدو انه ثار التخوف في الجيش من ابعاد قتل مواطنين آخرين.

وحسب الصحيفة فان حماس لا تمنع المتظاهرين من الاقتراب من السياج، بل ان وزارة الداخلية في غزة نفت، امس، ان تكون قد امرت بمنع الشبان من الاقتراب من السياج. وتسعى حماس الى تمكين الشبان من التظاهر تضامنا مع اخوتهم في القدس والضفة الغربية، دون ان تقوم بتفعيل ذراعها العسكري للدخول في مواجهة مع اسرائيل.

الى ذلك رفض نائب رئيس حماس، موسى ابو مرزوق، امس، اطلاق الصواريخ على اسرائيل وقال ان ذلك "سينقل المعركة الى ساحة اخرى ويقضي على الانتفاضة الشعبية". وتعالت في غزة اصوات تدعو الى الامتناع عن الاقتراب من السياج، معتبرة ذلك "انتحارا لا حاجة له".

نتنياهو يرفض ربط الاحداث بالجمود السياسي ويدعي ان محركها هي الرغبة بابادة إسرائيل

كتبت "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، امس، ان "اسرائيل هي دولة قانون وسننفذ القانون بحق كل من يرفع يده، سواء كانوا من العرب او اليهود". وقد غادر نواب القائمة المشتركة قاعة الكنيست خلال خطاب نتنياهو، فيما قاطع النائبين زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) وعيساوي فريج (ميرتس) خطاب نتنياهو عدة مرات، وتم اخراج فريج من القاعة.

وقال نتنياهو ان "الاعداء لم يتعلموا بعد انهم لن يهزموننا. فنحن هم من يهزمهم المرة تلو المرة، وسنهزم موجة الارهاب الحالي، ايضا". وحسب ادعائه فان "الارهاب لا يتحرك بدافع الاحباط لعدم وجود عملية سياسية وانما من الرغبة بابادتنا".

واوضح نتنياهو ان اسرائيل لا تنوي اجراء تغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي، واتهم الفلسطينيين بنشر أكاذيب في هذا الشأن. وقال: "هذا تحريض خطير جدا، يجبي ثمنا بحياة البشر ومن يقومون بنشره هم حماس والسلطة الفلسطينية. ويجب على ابو مازن ان يتراجع عن التحريض ويشجب العمليات بشدة، تماما كما شجبنا نحن العمليات التي نفذها متطرفون".

واضاف: "في الآونة الأخيرة فقط دعوت ابو مازن من خلال خطابي في الأمم المتحدة للعودة الى المفاوضات، لكنه يصر على رفضه. انه يعرف بأن عليه التنازل عن حق العودة والاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".

وهاجم نتنياهو نواب القائمة المشتركة واتهم حنين الزعبي بتشجيع انتفاضة أخرى، وقال: "هذا لا يصدق، نائب في كنيست إسرائيل تدعو الى هجمات ارهابية بالجملة ضد مواطني إسرائيل. لا يوجد ما هو اكثر مبررا من فتح تحقيق جنائي ضدها". وادعت الزعبي لاحقا ان نتنياهو "حلل اقوالها بشكل مزيف".

وتوجه رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الى نتنياهو ونفتالي بينت وقال: "نتنياهو يقول انه يدير الصراع، وبينت يقول انه يجب العيش مع الصراع كشوكة في المؤخرة. الصراع الذي تديرانه في السنوات الاخيرة بطريقتكما تحول الى سكين في ظهور مواطني اسرائيل. لقد فشلتما. الارهابيون الأنذال رفعوا رؤوسهم أثناء ولايتكم، ما تقترحونه هو متسادا، وهو ان نعيش الى الابد على حافة السيف. ولو كنت انا رئيس الحكومة لكنتما تقفان الان على شرفة ساحة صهيون". وقاطع بينت خطاب هرتسوغ عدة مرات.

وبشأن امكانية انضمام حزبه الى الائتلاف قال هرتسوغ: "كلنا موحدون في الحرب القاطعة ضد الارهاب، لكن هذا ليس سببا للدخول الى حكومتكم الفاشلة". واعلن هرتسوغ دعمه لتفكيك الجناح الشمالي للحركة الاسلامية وحركتي اليمين المتطرف "لهباه" و"لافاميليا".

وكان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين قد افتتح الجلسة وقال في خطابه اننا "سنقطع أيدي الارهاب الملطخة بالدم، وسنحارب بيد قاسية ولن نرحم من لا يعرفون الرحمة". واضاف ان "علينا جميعا تحمل مسؤولية العمل من اجل تهدئة الأجواء والتذكر بأن لدينا قوات عسكرية وشرطة ومحاكم، وانها هي فقط تملك الحق والواجب في تنفيذ القانون بحق المسؤولين عن هذه الجرائم".

وقال: "في هذه الأيام بالذات علينا ان نتذكر بأن بناء الثقة بين اليهود والعرب داخل إسرائيل وخارجها ليس امكانية وانما مسألة حتمية".

وكان بينت قد قال قبل جلسة الكنيست، خلال اجتماع لكتلة "البيت اليهودي"، ان "دعم الدولة الفلسطينية هو دعم للإرهاب ومقولاتنا بأنه يجب اعطاءهم دولة تغذيهم بآمال كاذبة. لم تكن هنا دولة فلسطينية ولن تكون دولة فلسطينية". وهاجم النواب العرب وقال "ان القيادة العربية تثير الحرب وتحرض ضد وجود اسرائيل".

اما رئيس "يسرائيل بيتينو" افيغدور ليبرمان، فقال خلال جلسة كتلته ان "هناك حاجة الى استبدال ابو مازن. انه يتواجد في السلطة بفضلنا، ويوجد بدائل افضل منه". وقال ان حزبه سيمنح شبكة امان للحكومة طالما حاربت الارهاب، لكنها لن تنضم الى الحكومة طالما لم تتغير سياستها.

نتنياهو يصر على حظر الاسلامية

الى ذلك ذكرت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يصر على حظر الحركة الاسلامية، حسب ما اوضحت مصادر في ديوانه. وقالت تلك المصادر ان نتنياهو يسعى الى قيادة خطوة منظمة في الموضوع واعداد قاعدة أدلة منظمة ضد الحركة التي تحرض بشكل منهجي منذ سنوات وتدعي ان "الاقصى في خطر".

يشار الى ان الشاباك اعرب عن تحفظه التكتيكي من شكل تنفيذ الخطة وحجمها، لكن مندوبه ابلغ الوزراء، امس الاول، بأن في حوزته ادلة على تحريض الجناح الشمالي للحرمة الاسلامية، وسيتم تحويل المواد الى المستشار القضائي كي يحسم الأمر. ورفض ديوان رئيس الحكومة التعقيب على ما نشر حول تحفظ الشاباك، وقالت مصادر سياسية انه "لا توجد أي جهة تعيق طلب رئيس الحكومة حظر الحركة الاسلامية".

ساو: "الشرطة ابعدت عشرات المسلمين من القدس، وعشرات المستوطنين من الضفة"

قال القائم بأعمال القائد العام للشرطة، بنتسي ساو، خلال اجتماع للجنة الداخلية البرلمانية، امس، ان الشرطة ابعدت عشرات الشبان اليهود من الضفة الغربية وعشرات الشبان المسلمين من الحرم القدسي، بسبب التحريض. وحسب ما نشرته "هآرتس" فقد قال ساو: "لقد حددنا 54 يهوديا في الضفة يشكلون خطرا على النظام العام وتم ابعادهم الى عدة بلدات داخل البلاد. ونسخنا هذا النموذج وطبقناه بحق 62 شابا (مسلما) تم تشخيصهم كمحرضين في الحرم القدسي".

وقال ايضا: "اكتشفنا مجموعة من النساء اللواتي تحصلن على المال من اجل الوصول الى الحرم القدسي والقيام بأعمال استفزاز، وتم ابعاد هذه المجموعة، ايضا، من الحرم ومن البلدة القديمة".

وتبين خلال النقاش ان اكثر من نصف المعتقلين خلال الاحداث الأخيرة في القدس هم قاصرون، بل ان قسما منهم تحت السن القانوني للمحاكمة (12 عاما واقل). وقال ساو ان الشرطة تنفذ اعتقالات مركزة بناء على معلومات استخبارية عينية كي لا تمس بطابع حياة العرب في القدس الشرقية. واضاف: "لا مكان للعقوبات الجماعية ونحن لا نريد اغلاق تلك المناطق بحواجز وتقييد حرية الحركة. قمنا بتشكيل طاقم من الشرطة والشاباك، وعندما تتوفر لديك المعلومات الاستخبارية يمكنك ان تنفذ الاعتقالات بهدوء وتقليص تفعيل القوة".

زحالقة للشرطة: "انتم رجال دم"

وكتبت "يسرائيل هيوم" ان لجنة الداخلية البرلمانية، شهدت اجتماعا عاصفا، تم خلاله اخراج النائب جمال زحالقة بالقوة، بعد اتهامه للشرطة والنواب اليهود بأنهم يشجعون قتل العرب. ولدى خروجه من قاعة الاجتماع صاح زحالقة "انتم تشعلون الحرائق، اخرجوا يا رجال الدماء". وقال خلال كلمته في الجلسة: "نحن قادة الوسط العربي ندير نضالا جماهيريا قانونيا وغير عنيف، وبدل احترام ذلك فانكم تحرضون علينا.

التحقيق مع طالبين يهوديين اعلنا نيتهما طعن عرب

ذكرت "يسرائيل هيوم" ان شرطة طيرة الكرمل، حققت امس، مع طالبين يهوديين من المدرسة الثانوية، بعد قيامهما بنشر ملاحظات على الشبكة الاجتماعية اعلنا خلالها نيتهم التعرض للعرب الذين يقتربون من مدرستهم، وانهما تزودا بالسكاكين لهذا الغرض. وتم تحويل هذه الملاحظات الى الشرطة التي احتجزت الطالبين للتحقيق. واعترف الطالبان بالشبهات ضدهما، لكنهما ادعيا انها ملاحظات واهية ولا ينويان المس بالعرب. الى ذلك مددت محكمة الصلح في بيتح تكفا للمرة الثانية، امس، اعتقال خمسة شبان من نتانيا بتهمة التنكيل بثلاثة شبان عرب.

علاء زيود: "حادث الدهس قرب غان شموئيل كان حادث طرق"

كتبت "هآرتس" ان علاء رائد زيود، منفذ العملية قرب غان شموئيل، ادعى امس الاول، ان دهس الجنديين نجم عن حادث طرق، وانه اخرج السكين وطعن المواطنين الاخرين دفاعا عن النفس لأنه تعرض للهجوم. وجاءت اقواله هذه خلال احضاره الى المحكمة في حيفا، امس، لتمديد اعتقاله. وقد تقرر تمديد اعتقاله لعشرة ايام.

وقال محاميه وسام عارف، من الدفاع العام، ان موكله يدعي بأن ما حدث كان حادث طرق، مضيفا في حديث للصحيفة انه بعد الحادث حاولوا مهاجمته". وقال المحامي انه وافق على تمديد الاعتقال بسبب خطورة المخالفة ولكي يسمح بإجراء تحقيق موضوعي للحادث.

اليوم، اضراب عام في الوسط العربي

اشارت الصحف الى الاضراب العام الذي سيجري في المجتمع العربي في إسرائيل، اليوم، تضامنا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على سياسة إسرائيل في المسجد الاقصى. ويأتي الاضراب بناء على قرار اتخذته لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في ختام جلسة طارئة عقدتها امس الأول. وحسب "هآرتس" فقد خرجت الدعوة الى اعلان الاضراب قبل عدة ايام، مع بدء الاحداث، لكن الأحزاب لم تسارع الى تبني الفكرة خشية عدم التجاوب من جانب الجمهور الواسع. وفي اعقاب ازدياد الاحتجاج في الوسط العربي واعمال العنف والعنصرية ضد المواطنين العرب تبنت اللجنة الاقتراح واعلنت الاضراب العام بما في ذلك في الجهاز التعليمي.

ومن المقرر ان يعقد في سخنين، بعد ظهر اليوم، اجتماع شعبي تسبقه مسيرة ستنطلق من مركز المدينة باتجاه دار البلدية. وحسب هذا المسار فانه من غير المتوقع حدوث احتكاك مع قوات الشرطة التي ستتجمع على مداخل المدينة لمنع اغلاق الطرق الرئيسية. وقال رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، ان المسيرة والاضراب هدفهما نقل رسالة الى رئيس الحكومة مفادها انه يجب وقف اتخاذ خطوات استفزازية في المسجد الاقصى، وقيادة مبادرة سياسية حقيقية امام القيادة الفلسطينية من اجل التوصل الى اتفاق.

نتنياهو رفض زيارة وفد الرباعي الدولي

كتبت "هآرتس" ان الرباعي الدولي الغى الزيارة التي كان يفترض ان يقوم بها وفد يمثله الى إسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا الأسبوع، بسبب معارضة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للزيارة. وكان الهدف من هذه الزيارة هو اجراء حوار مع اسرائيل والفلسطينيين حول تهدئة الاوضاع وبناء خطوات لإعادة الثقة بين الجانبين. وقال دبلوماسي غربي رفيع لصحيفة "هآرتس" ان الرباعي الغى الزيارة لان نتنياهو عارضها في التوقيت الحالي.

وحسب الدبلوماسي فقد تحدث نتنياهو مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، وابلغها انه في اعقاب التصعيد لا يرى فائدة من زيارة الوفد. وكان وزراء خارجية الرباعي الدولي قد قرروا خلال اجتماعهم في نيويورك، قبل اسبوعين، ارسال وفد الى القدس ورام الله لفحص طرق تهدئة الاوضاع وبلورة خطوات لبناء الثقة بين الجانبين.

واكدت موغريني خلال محادثتين اجرتهما مع نتنياهو وعباس، امس الاول، الحاجة الى تهدئة الاوضاع والامتناع عن اعمال من شأنها زيادة التوتر. كما اكدت اهمية السعي الى استئناف المفاوضات السياسية. وقالت في بيان اصدرته لاحقا انها تشجب الارهاب ضد المدنيين.

ابو مازن: قتل مناصرة في القدس، اعدام

كتبت "يديعوت احرونوت" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ساوى قتل حسن مناصرة الذي نفذ العملية في بسجات زئيف، امس، بقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي كان موته احد اسباب اندلاع اضطرابات العرب في إسرائيل في تشرين الاول 2000.

ففي بيان اصدره الناطق بلسان ابو مازن، نبيل ابو ردينه، وصف قتل مناصرة بأنه اعدام وطالب الحكومة الإسرائيلية باعتقال من اطلقوا النار عليه. وحذر من ان استمرار التصعيد سيقود الى فقدان السيطرة على الاوضاع.

يشار الى ان محمد الدرة قتل، حسب ادعاء الفلسطينيين، بنيران الجيش الاسرائيلي في نيتساريم، في قطاع غزة، وتحول الى رمز للانتفاضة الثانية، بعد بث الشريط الذي يظهر فيه وهو يبحث عن مخبأ وراء والده. وقد نفت إسرائيل طوال سنوات هذا الادعاء، وحدد طاقم فحص حكومي بأنه تم تحرير الشريط المصور كي يظهر بأن الدرة قتل بنيران الجيش الاسرائيلي.

المحكم تمهل إسرائيل نصف سنة لتوضيح سبب رفضها هدم بؤرة عدي عاد

كتبت "هآرتس" ان المحكمة العليا اصدرت، امس، امرا احترازيا، امهل إسرائيل 180 يوما لتفسير سبب رفضها اخلاء بؤرة عدي عاد غير القانونية في الضفة. ويأتي هذا الأمر في اطار النظر في الالتماس الذي قدمه رؤساء السلطات المحلية في القرى الفلسطينية ترمسعيا والمغير وقريوت وجالود، وجمعية "يش دين".

وكانت اسرائيل قد اعلنت قبل اسبوعين انها ستعمل على تشريع البؤرة. وحاول قضاة المحكمة خلال الجلسة، امس، معرفة من قام بتمويل بناء البؤرة في 1998، علما ان سكان البؤرة يدعون ان جهات حكومية ساعدت على ذلك. ولكن ممثل النيابة العامة وجد صعوبة في الرد على تساؤل القضاة مريام ناؤور وسليم جبران وحنان ميلتس.

وقال ممثل الملتمسين، المحامي شلومي زخاريا من "يش دين" انه تم توسيع البؤرة بمساعدة غير مباشرة من الدولة التي لا تطبق القانون بشأن البناء غير المرخص في البؤرة. ويطالب الملتمسون بهدم عدي عاد لانها بنيت بشكل غير قانوني وقسم منها على اراضي فلسطينية خاصة، وايضا لكونها مركزا لخرق حقوق الانسان واعمال العنف ضد الفلسطينيين.

واعترفت النيابة خلال الجلسة ببناء المستوطنة بشكل غير قانوني وقالت انه تم فتح 150 ملفا ضد البناء غير القانوني، الا انه تم تنفيذ ستة اوامر فقط خلال الـ15 سنة الاخيرة. كما تعترف الدولة بأن البؤرة تشكل مركزا للجرائم الايديولوجية. ورغم ذلك تقرر فحص امكانية تشريع المباني التي اقيمت على اراضي دولة.

مقالات

يأس يصادف يأس

يسأل يوسي فورتر، في مقالة ينشرها في "هآرتس" عما يتبقى لزعيم اعتاد على الثرثرة بأنه خلال سنوات حكمه الكثيرة، وبفضل سياسته، اختفت العمليات من المشهد، والآن، ولسخرية القدر، كتب عليه الوقوف امام ممثلي الشعب والقاء خطاب على مسافة كيلومترات معدودة من حلبة الارهاب غير المتوقف؟ وكذلك تذكير المستمعين اليه بأن الأمر قد يصبح اكثر سيئا، وانه كانت هناك أيام أكثر رهيبة، واكثر دامية، مع "الف قتيل" وباصات تم تفجيرها كل يوم. وطبعا، الدخول في سجال مع الخصوم السياسيين وتحميلهم الذنب الوحيد عن الوضع.

عندما يكون كل شيء حميدا، ينسب نتنياهو ذلك الى "سياسته"، وعندما ينهار كل شيء، يتهم الجناح الشمالي (للحركة الاسلامية) وحنين زعبي وباسل غطاس.

في يوم افتتاح الدورة الشتوية الذي يجب ان يبعث قليلا على الاحتفال، حتى لو كان مصطنعا، التقت الكنيست، أمس رئيس وزراء مضغوط. لا توجد لديه حلول، ليست لديه صيغة، ولا توجد لديه توجيهات من شأنها أن تنهي هجمات الطعن. هذا لا يتعلق به بتاتا، ولا حتى بمن وصفه زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ (بشفافية متعمدة كي يسبب الغليان لدى نتنياهو) "يعد نفسه لرئاسة الوزراء، نفتالي بينت". نتنياهو مضغوط، وهذا مفهوم ضمنا، امنيا وسياسيا.

يصعب معرفة ما الذي يسبق ماذا لديه. الاستطلاعات الأخيرة التي عكست انهيار مكانته "كسيد الأمن" لصالح منافسيه الكريهين، بينت وليبرمان، برز صداها في خطابه امس. لقد تم توجيهه كله الى قاعدته السياسية، الى لواء الانتخاب الذي منحه قبل حوالي سبعة اشهر، فقط، دورة رابعة كرئيس للحكومة. خطاب يثير اليأس، والكآبة، ويفتقد الى أي كلمة مطمئنة، وبدون أي فقرة ذات طابع سياسي، وحتى بدون نصف رسالة تدل على نوايا جيدة ازاء القيادة الفلسطينية التي، وحسب رأي الشاباك والجيش، تبذل الكثير من أجل تهدئة الأوضاع.

لقد كان من المهين لكرامة رئيس الحكومة ان يقتبس نائبين من اشد المتطرفين، من الهامش المهووس للخارطة السياسية، اللذان يعتبران من المهمشين في الكنيست، ايضا – حنين زعبي وباسل غطاس – ونسب طابع مؤثر لهما. لقد قدم لهما خدمة كبيرة في معسكرهما.

قبل نتنياهو القى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين خطابا، كان متوقعا من قبل الرئيس، وبشكل خاص من ريفلين، الذي تحول منذ يومه الاول في هذا المنصب، الى الصوت الأخلاقي، المطمئن والعقلاني في إسرائيل. "في هذه الأيام بالذات نحتاج الى قيادة في الجانبين لا تفقد  ضميرها الداخلي، حتى اثناء العاصفة، ولا يحركها الخوف ولا تغذيه، ولا يتم تسييرها وانما تقود. قيادة تزيد الثقة بين الجانبين وليس العداء والتنكر بينهما، قيادة تسعى بشجاعة، وكل يوم، نحو افق من التعاون المشترك"، قال ريفلين بتأثر وكأنه تنبا تماما ما سيقوله نتنياهو بعده.

اما هرتسوغ فقد وجد نفسه مرة اخرى يضطر الى وعد أعضاء كتلته المشككين بأنه لا ينوي ان يصبح "وزيرا" والانضمام الى حكومة "غياب الرؤية والمخرج" بقيادة نتنياهو وبينت. ليس الجميع يصدقونه. وفي تصريح غير اعتيادي ساوى بين الحكومة الحالية وحكومة غولدا مئير عشية حرب يوم الغفران. خطابه لم يكن أقل مثيرا لليأس من خطاب نتنياهو. رؤيته لتهدئة الأوضاع والتي تقوم على عقد "مؤتمر اقليمي" (مرة اخرى يكرر الشعار) من جهة، وفرض الاغلاق، لعدة ايام، من جهة اخرى، لم تكن مقنعة، وليس من المؤكد اصلا ان غياب العملية السياسية هو سبب الاندلاع الحالي. لقد كان نتنياهو محقا عندما قال انه حتى خلال فترة المفاوضات وقعت عمليات هنا، وكانت اصعب.

اما الاغاثة الهزلية في يوم آخر من الأيام المثيرة للكآبة، فقد وفرها نائبان: اورن حزان الذي عقد اجتماعا طارئا مع مراسلي الكنيست بادعاء انه سيدلي بـ"بيان شخصي دراماتيكي"، والذي لم يكن الا بلاغا بأنه قدم دعوى تشهير ضد احد الصحفيين، والثاني، والذي تفوق عليه، او تمكن من النزول الى مستوى اشد انخفاضا (وهذا ليس بسيطا)، فهو يئير لبيد، الذي يحاول بكل قوته أداء دور السياسي، وهي مسألة اكبر منه بكثير. لقد قرر زعيم "يوجد مستقبل" عقد اجتماع لكتلته ليس في مقرها الدائم في الكنيست، وانما عند باب الأسباط، الذي شهد الكثير من عمليات الطعن في البلدة القديمة. وقد برر ذلك بأن هذا الوقت هو ليس وقت السياسة، واعلن انه "يحتقر" اقرانه السياسيين الذين يحاولون "جمع الأصوات" في هذه الأيام.

في هذه اللعبة اللامعة التي وضعته، ظاهرا، فوق الحفنة المتدنية في البرلمان، بينما اثبتت الى أي مدى وصل هو في تدنيه، اوضح لبيد انه يجب اطلاق النار بهدف القتل على كل من يشاهد وهو يحمل سكينا في يده، حتى لو لم يهاجم احد. واقتبس الاستراتيجي والفيلسوف لبيد قول الحكماء: "من قام لقتلك اسبقه واقتله". من حظ لبيد انه ليس عربيا، والا فانه كان سيقدم الى المحاكمة بتهمة التحريض.

التحدي الذي يواجه قوات الأمن: كيف تواجه فتية حملوا السكاكين وقرروا تنفيذ عملية.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان اليوم الخامس على التوالي لهجمات عمليات الطعن حمل معه، الى جانب اربع عمليات في القدس خلال اقل من 12 ساعة، تجديدا تمثل في الاضافة التي حظيت بها وجبة الفظائع اليومية الحالية: لقد قرر ولدان فلسطينيان الخروج في حملة قتل طعنا خلالها المارة وتسببا باصابات يائسة لطفل اسرائيلي في "بسجات زئيف".

لقد تم خلال الأيام الخمس الماضية تسجيل ما لا يقل عن 17 عملية طعن (سبقتها ثلاث عمليات اخرى في الثالث من الشهر). اكثر من نصف هذه العمليات وقع في القدس، وبروفايل الطاعنين يصبح اكثر وضوحا، كلما اتسعت، لبالغ الأسف، عينات المعطيات: كلهم، تقريبا من الشبان الصغار، بينهم اربع نساء، وكلهم ليست لديهم سوابق امنية، وقلة منهم كانت لهم علاقة هشة مع تنظيم ارهابي، رغم ان بعضهم اظهر تزمتا دينيا.

وهناك عامل مشترك آخر لغالبيتهم: انهم سكان القدس الشرقية ويحملون الهويات الزرقاء التي تسمح لهم بالتحرك بحرية شبه تامة بين اجزاء المدينة. ويضاف اليهم عربيان يحملان المواطنة الإسرائيلية. هذه المعطيات، خاصة بعد عملية الأولاد في حي بسجات زئيف، امس، تبرز استنتاجين اخرين: انها تثبت مدى صعوبة عمل قوات الأمن لتحييد العمليات مسبقا، والتي لا يظهر منفذوها أي دلائل مسبقة على نواياهم؛ وهي تثبت الفجوة المنطقية في الادعاءات التي يطرحها اليمين وبعض وزراء الحكومة.

ليس فقط يصعب تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن العمليات التي تخرج من المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، في وقت تحاول فيه كبح العمليات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حسب افادة الشاباك وشعبة الاستخبارات، والتي اصبح رئيس الحكومة يتقبلها ايضا. بل ان من يطالبون الان بالقيام بعملية واسعة لإحباط الارهاب، ويحذرون من التعامل السلبي الاسرائيلي في الصراع ضده، يجدون صعوبة في طرح حلول مقنعة. هل ستفيد موجة الاجتياحات والاعتقالات، عندما تكون "قاعدة الارهاب" التي تهاجم إسرائيل الآن، قائمة على فتية وفتيات يتزودون بسكاكين المطبخ؟

حاليا، لا يواجه الجهاز الأمني مختبرات الارهاب ومهندسي العبوات في القصبة او المسؤولين عن ارسال الانتحاريين في مخيمات اللاجئين في الضفة. يصعب الحديث عن ذكاء في الصراع الفلسطيني، لأنهم عادوا الآن مرحلة الى الوراء، الى الوسائل البدائية جدا الخاضعة لسيطرتهم. حتى في عملية العبوة التي فشلت امس الاول قرب معاليه ادوميم، تم تفعيل اسطوانة غاز مفخخة، وليس حزاما ناسفا. ومع ذلك تكفي موجة العمليات الحالية كي تقوض من جديد مشاعر الأمن الشخصي، التي بنيت بجهد كبير خلال العقد التالي للانتفاضة الثانية.

المسألة ليست عدد القتلى الاسرائيليين الذي يؤثر – اربعة حتى الآن، وهو أقل من ضرر عملية انتحارية متوسطة قبل عقد زمني او اكثر – وانما وتيرة الهجمات والشعور بأن الجهاز الأمني لا يزال يبحث عن حلول ربما تتيح له تقليص موجة العمليات. لكن الادعاءات التي يطرحها النقاش السياسي لا تجعل عمل الشرطة اسهل. والشرطة هي التي تتواجد الآن على الجبهة اكثر من أي جهاز امني آخر.

في الضفة الغربية وعلى الرغم من التظاهرات تواصل اجهزة الأمن الفلسطينية بذل جهود لمنع الاحتكاك المباشر بين المتظاهرين وقوات الجيش، اما الشرطة فتجد صعوبة في المناورة بين معالجة العدد الكبير من المظاهرات في القدس وفي البلدات العربية في إسرائيل، وبين مواجهتها لموجة عمليات الطعن. ويمكن لسلسلة العمليات ان تقود الى موجة من عمليات الثأر من جانب اليهود في الأحياء المقدسية.

قوات الشرطة تواجه حتى الان عمليات الطعن بشكل يثير التقدير. انهم كثيرا ما ينجحون بتشخيص المخربين اثناء تحركاتهم (وعندها تنفجر العملية فيهم بدل المدنيين كما حدث في عدة احداث في البلدة القديمة). وفي احيان اخرى يصلون بسرعة ويصيبون المخرب فور مهاجمته لأول مواطن. لكنه من الواضح ان "غطاء" الشرطة يصل الى اقصى حدود قدراتها، وان دلائل التآكل بدأت تبدو على شرطة لواء القدس وقوات التعزيز، التي تعمل بشكل متواصل وبتوتر عال لساعات طويلة. بعد قليل ستضطر الشرطة الى انعاش وحدات متآكلة واستبدالها بقوات تعزيز، لن يتألف بعضها من وحدات الخط الأول، الاكثر تدريبا.

لقد بادر رئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي الى تجنيد 12 كتيبة احتياط من حرس الحدود، كي تساعد في تحمل الاعباء، ومع ذلك، من المهم ان نذكر ان هذه قوة لا تتدرب بشكل كاف، لأسباب مالية، وانه تم قبل عدة سنوات نشر تقرير قاس لمراقب الدولة حول مستوى المعدات والتدريبات وتأهيل كتائب الاحتياط في حرس الحدود.

كما يبدو فان استمرار الاحداث، والتركيز على القدس، سيحتم تقديم دعم كبير من الجيش، خاصة في العاصمة، ولكن ايضا في مناطق اخرى. على امتداد شارع 6، مثلا، وفر الجيش للشرطة كتيبة لجمع المعلومات الاستخبارية لمساعدتها في عمليات الرصد. التخوف مفهوم. فلقد سبق وتم رشق عدة حجارة وزجاجات حارقة على مسار الطرق الرئيسي هذا، ويمكن التكهن بالضرر الذي يمكن ان يسببه الحجر لسيارة تسير بسرعة عالية. ومع ذلك يبدو انه في هذه الظروف يمكن للجيش ان يأخذ على عاتقه اكثر من ذلك، مثلا، في الدفاع عن شارع 6، والانتشار في المناطق الفاصلة، كي يسهل عمل الشرطة. في مجال آخر يبدو حدوث تحسن في عمل الاستخبارات المشترك بين الشرطة والشاباك. في السابق، احتلت المظاهرات الشعبية وعمليات "الارهاب الشعبي"، كعمليات الطعن التي نفذها مخربون عملوا لوحدهم، مكانة متدنية نسبيا في سلم اولويات الشاباك. اما الآن وفي ضوء التوجه الجديد لموجة الارهاب الحالية، والمتواصلة، فقد اصبح الشاباك يبذل جهدا اكبر في جمع المعلومات حول حملة السكاكين.

الجيش يطالب الآن بالإصغاء العالي الى جبهة اخرى، الحدود مع قطاع غزة. في هذه الأثناء يتواصل هناك، بين الحين والآخر، رذاذ عمليات القصف الصاروخي، بعد موجة الاحداث التي قتل خلالها 11 فلسطينيا بنيران الجيش في نهاية الأسبوع. ولكن التظاهرات قرب السياج الحدودي تتواصل منذ عدة ايام، ويوم امس، ايضا، اجتاز حوالي 20 فلسطينيا السياج باتجاه اسرائيل، للمرة الثانية خلال يومين. منذ بداية السنة، وقبل التصعيد الحالي، نجح اكثر من 200 فلسطيني من قطاع غزة باجتياز السياج الذي تضررت جودته خلال السنوات العشر الاخيرة. يبدو ان الجيش سيضطر الى مواصلة نشر قواته وتفعيل القناصة حين يلح الأمر، الى جانب وسائل تفريق المظاهرات، كي يواجه استمرار عمليات التسلل.

ارهاب النساء والأولاد

تحت هذا العنوان يكتب دانئيل سيروطي، في "يسرائيل هيوم" ان موجة الارهاب الأخيرة كشفت طابعا جديدا ومثيرا للقلق، للمخربين والمخربات الذين يعملون بشكل مستقل وليسوا نشطاء في تنظيمات فلسطينية مثل حماس او الجهاد الإسلامي. هذا الطابع ليس معروفا للجهات الامنية الاسرائيلية التي تضطر الى التعرف على الصورة الجديدة للمخرب او المخربة، خلال تحركهم. والحديث عن شبان تتراوح اعمارهم بين 16 و25 عاما، وهم على الغالب مثقفين يدرسون في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

المخربون والمخربات الذين نفذوا العمليات الأخيرة لا يتخوفون من التضحية بحياتهم باسم الايديولوجية القاتلة التي يؤمنون بها، بل يصرح بعضهم بنواياهم هذه عبر الشبكات الاجتماعية دون أي وازع من خوف. لقد نشرت نساء فلسطينيات، بل ونساء عربيات من اسرائيل، ملاحظات اعلن فيها رغبتهن بالشهادة وتقليد اعمال المخربات. وبشر اخرون رفاقهم بنواياهم "من اجل نيل كرامة الموت شهيدا لأجل شعبنا".

هكذا مثلا، قامت شروق دويات، ابنة الـ18 عاما، التي نفذت عملية الطعن قرب باب الاسباط في القدس، بنشر ملاحظة على حسابها في الفيسبوك، قبل عدة ساعات من العملية، كتبت فيها ان حلمها التحول الى شهيدة: "اطلب منكم أن لا تبكوني عندما استشهد. ان رغبتي الأسمى هي أن اصبح شهيدة على درب الله".

اما المخربة من العفولة فهي اسراء عابد (31 عاما) والتي تحمل اللقب الاول من معهد التخنيون وكانت تدرس للقب الثاني. وامس الاول تم اعتقال مواطنة من قرية الرينة (33 عاما) بعد ان اعربت في الفيسبوك عن نيتها التحول الى شهيدة والموت كالقديسين. وقبل ذلك اعتقلت شابة من عكا (21 عاما) بعد قيامها بنشر دعم للمخربين والمخربات.

في حديث مع مصدر رفيع في الجهاز الامني الفلسطيني، قال لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان تأثير الانكشاف على اعمال تنظيم داعش يبدو واضحا في محفزات الشبان. واكد مصدر فلسطيني رفيع آخر في لقاء منحه لوسائل اعلام عربية، ان رئيس السلطة ابو مازن، اوضح بأنه لا يملك وسائل يمكنها وقف المخربين بشكل فاعل.

جبل من الأكاذيب

يكتب نداف شرغاي، في "يسرائيل هيوم" موجها حديثه الى المسلمين، "ربما يكون صعبا عليكم ابناء الديانة الاسلامية في إسرائيل والضفة والعالم كله تصديق ذلك، ولكن قيادتكم الدينية والسياسية تضللكم. انهم يغسلون ادمغتكم بالأكاذيب التي لا أساس لها. لقد اخترعوا الفرية الدموية ويرسلون باسمها حملة السكاكين والدهاسين الى الشوارع ليزرعوا الموت والثكل.

افتحوا اعينكم: إسرائيل لا تشكل خطرا على الاقصى. انها لا تحفر تحت الحرم القدسي، لا احد يدخل مواد كيماوية لتذويب اسس المساجد. المتزمتون اليهود والنصارى والمسلمين الذين يهددون سلامة الأقصى يتم زجهم في السجن. قادتكم بالذات هم الذين هددوا سلامة الاقصى، حين رفضوا طوال اشهر توسل المهنيين بأن يسمحوا بتدعيم جدارين من جدران الحرم بعد مواجهتهما لخطر الانهيار. هل وصل بكم العمى الى هذا الحد. انكم محقون في مسألة واحدة فقط: الوضع الراهن يتغير فعلا طوال الوقت، ولكن بشكل شبه دائم ليس في صالح اليهود.

افحصوا الحقائق. لا تسقطوا في شبكة التحريض: قبل 48 سنة اخذت دولة اسرائيل، دولة الشعب اليهودي المكان الاكثر قدسية بالنسبة لها واودعته – اداريا ودينيا – في ايدي ديانة منافسة، الإسلام. ومنعت اليهود من الصلاة على الجبل، لكنها سمحت لهم بزيارته. هل سلكت أي دولة اخرى في العالم طريقا كهذا؟ هل تراجعت أي ديانة في العالم بإرادتها عن قدس اقداسها لصالح ابناء دين آخر؟ ومنذ ذلك الوقت – تغير كل شيء تقريبا هناك: الحقتم الضرر بالآثار، حتى بآثاركم، اقمتم مسجدين آخرين، اغلقتم الأبواب التي كانت مفتوحة للجميع. نجحتم بتقييد زيارة اليهود الى حد كبير لأن احدهم ادخل الى رؤوسكم بأن هذه الزيارات تهدد سيطرتكم عليه.

صحيح ان الكثر من اليهود يعتقدون ان حكومة اسرائيل اخطأت وتخطئ في تعاملها مع جبل الهيكل، ولكن كل حكومات اسرائيل اوضحت، المرة تلو الأخرى، انها لا تنوي السماح لليهود بالصلاة في المكان او تقسيمه بين الديانتين. الجمهور اليهودي لن يتخلى ابدا عن حقه بزيارة "جبل الهيكل"، بعد ان تنازلوا باسمه عن الحق بالصلاة هناك. اذا واصلتم الانجرار وراء المحرضين امثال رائد صلاح وامثاله، فسيهدد الخطر بإغلاق المكان امام الجميع، سيما انه لكل باب وبوابة يوجد جانبين. لستم وحدكم من يمكنكم اغلاقه. دولة إسرائيل ايضا تعرف كيف تفعل ذلك. بأعمالكم تدفعون نحو هذا الاتجاه غير المرغوب فيه.

صفقة على الطريق

يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الاركان الامريكي الجديد جوزيف دانفورد سيصل الى إسرائيل، الأسبوع المقبل، على خلفية التوتر في سوريا، ودخول روسيا الى الحلبة، وتوقع بلورة صفقة المساعدات الامنية الأميركية لإسرائيل في اعقاب الاتفاق النووي مع ايران. وقد اختار دانفورد الوصول الى إسرائيل فور تسلمه لمنصبه.

ويولي الجهاز الامني الإسرائيلي اهمية استراتيجية من الدرجة الاولى لهذه الزيارة، لأن الحفاظ على العلاقات الامنية مع الولايات المتحدة هو هدف هام دائما، ولكنه يصبح اليوم مسألة غير مفهومة ضمنا على خلفية التوتر على المستوى السياسي، ومصيري في ضوء تصريح النوايا الأمريكية بشأن الالتزام لإسرائيل، وكذلك في ضوء صفقة المساعدات الامنية الموعودة.

هناك مسألتان عمليتان ستقفان في مركز المحادثات، الاولى: بلورة سياسة في ضوء دخول القوات الروسية الى سوريا ودعمها للرئيس الأسد، الأمر الذي يؤثر بشكل دراماتيكي على حرية العمل العسكري لإسرائيل في هذا القطاع. وعلى الرغم من لقاء التنسيق بين نائب رئيس الاركان الاسرائيلي، يئير جولان، ونظيره الروسي، نيقولاي بوغدونوفسكي، الا انه من الواضح بأنه يمكن لحزب الله منذ الآن، تهريب معدات حربية متطورة الى لبنان بحرية، وسيضطر الجيش الاسرائيلي الى الامتناع عن مهاجمة القوافل.

وبالإضافة الى ذلك، يعزز الروس المسار الايراني – السوري، وهو ما يمكن ان يصبح مشكلة بالنسبة لإسرائيل. ويجب الاشارة في هذا السياق الى أن الايرانيين تلقوا ضربة بالغة في الأسبوع الماضي، عندما فقدوا احد قادتهم الكبار في سوريا، حسين المدني، الجنرال الذي وصل الى سوريا ليعمل مستشارا للأسد.

اما المسألة الثانية، والتي قد تكون الأكثر حاسمة، فهي بلورة صفقة المساعدات الامريكية لإسرائيل، التي يتوقع ان تشمل زيادة مالية للمساعدات القائمة التي تصل اليوم الى 3.1 مليار دولار. وستطالب إسرائيل بتنفيذ مبدأ تفوقها العسكري النوعي على الدول العربية، في الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج الى تقليص هذا التفوق.

وعلى الجدول: تعزيز سلاح الجو الاسرائيلي بشكل كبير من خلال تزويده بكمية اخرى من طائرات F35 (الشبح)، تضاف الى ما سبق وتعهدت بها الولايات المتحدة. كما تشمل المساعدات المتوقعة تمويل آخر لتطوير المنظومات الدفاعية، وذخيرة ودقيقة.

هذه الكمية من المعدات التي تطالب بها إسرائيل، ستتيح لها ادارة حرب على جبهتين في آن واحد: الجنوبية والشمالية، اذا ألح الأمر. وحسب التكهنات، فانه اذا وافقت الولايات المتحدة على زيادة المساعدات، او بدلا من ذلك، تقديم هبة مالية ضخمة، فإنها ستطالب تعهدا من نتنياهو بعدم القيام بعملية عسكرية دون معر

التعليـــقات