رئيس التحرير: طلعت علوي

ترجمة الصحف العبرية لليوم الاربعاء 7 تشرين ثاني

الأربعاء | 07/10/2015 - 09:24 صباحاً
ترجمة الصحف العبرية لليوم الاربعاء 7 تشرين ثاني

 

 

الرئيس: "اؤيد النضال الشعبي وانا ضد أي عنف واستخدام للسلاح"

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة الادعاءات بأنه يشجع العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية، واوضح عباس خلال لقاء اجرته معه "هآرتس" في مقره في المقاطعة انه يعمل من أجل تهدئة الأوضاع، وقال ان هذه هي التوجيهات التي طرحها امام قادة اجهزة الأمن، والنداء الذي وجهه الى الجمهور. واضاف: "انا اؤيد النضال الشعبي غير العنيف، وضد أي عنف واستخدام للسلاح، وقد اوضحت ذلك عدة مرات. نحن لا نريد العودة الى دائرة العنف". مع ذلك اكد عباس ان الفلسطينيين لم يكونوا سبب التصعيد الحالي وانما نجم ذلك عن استفزازات اليهود في الحرم القدسي. وقال: "لم نسع الى العنف ولم نعمل على التصعيد، ولكن العدوان ضد المسجد الاقصى والمصلين قاد الى ذلك. نحن نحاول العمل طوال الوقت كي لا تشتد الاوضاع".

واضاف  ان على اسرائيل اتخاذ اجراءات مشابهة اذا كانت ترغب بتحسن الأوضاع. "كيف تتوقع من الشارع الفلسطيني ان يرد بعد قتل الفتى محمد ابو خضير واحراق عائلة دوابشة، والاعتداءات من جانب المستوطنين والاعتداء على الأملاك امام أعين الجنود؟".

واسترسل الرئيس "الفلسطينيين يردون بالحجارة وإسرائيل ترد باطلاق النار الحي بناء على قرارات حكومة، وهذا خطير جدا". وهاجم عباس بشدة الأوامر الاسرائيلية بتسريع هدم منازل منفذي العمليات وشكك باستعداد إسرائيل لتهدئة الاوضاع وتحقيق تقدم سياسي. "الان يريدون هدم البيوت وادخال قوات اكبر. هذا سيزيد الكراهية فقط. لو لم يحدث الاحتكاك لما حدث العنف. من ينوي التوجه نحو الاتفاق يعمل لمنع الاحتكاك والتهدئة، الا اذا كانت لديه مخططات اخرى".

ولم يعرب عباس عن تخوفه من الدعوة لشن حملة عسكرية جديدة او السماح للجيش بالعمل بدون قيود، وقال: "اذا اصرت إسرائيل على مواصلة الاحتلال فانا اقول لهم اهلا وسهلا. انهم لا يحتاجون الى قوة عسكرية، فليحضروا لاستلام المفاتيح". ويعرف عباس بوجود تساؤلات بشأن تهديده بتوقف السلطة عن احترام الاتفاقيات مع اسرائيل، لكنه ليس مستعدا لتفصيل كيف سيفعل ذلك. ويقول: "نحن ملتزمون بالاتفاقات لكن حكومة اسرائيل تخرقها طوال الوقت. حولت رسائل بواسطة سيلفان شالوم ومئير شطريت والامريكيين، ولم اتلق حتى الآن أي رد. اذا تواصل الامر فسنتصرف حسب ما نراه مناسبا. هذا الوضع، وضع راهن بدون اتفاق ومع استمرار البناء في المستوطنات، لا يمكن استمراره الى الأبد".

كما وشكك الرئيس بالدعوة التي وجهها اليه نتنياهو من على منبر الامم المتحدة لاستئناف المفاوضات، وقال: "انه يطلب مفاوضات بدون شروط مسبقة، ولكنه على الفور يصرح بأن علي الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل في 1993، وتعريف إسرائيل هو مسألة داخلية تخص الحكومة الاسرائيلية والاسرائيليين".

واكد الرئيس انه لا يزال على استعداد للتفاوض على اساس المبادئ التي التزمت بها اسرائيل – تجميد البناء في المستوطنات خلال المفاوضات واطلاق سراح المجموعة الرابعة من الأسرى القدامى. "هذه ليست شروط مسبقة اطرحها، وانما التزامات اسرائيلية قائمة. مسالة الأسرى اتفق عليها في هذا المكتب. كيري تحدث مع نتنياهو واتفقنا، بناء على طلبه، بإنجاز الموضوع على اربع مراحل، رغم اننا دفعنا ثمن ذلك".

كما واعتبر زيارته الى الامم المتحدة وخطابه ورفع العلم الفلسطيني ناجحة، لكنه لا يخفي خيبة امله من عدم تطرق الرئيس الامريكي الى الموضوع الفلسطيني خلال خطابه في الأمم المتحدة. ويقول: "انا آسف لذلك، لكن المهم هو ان غالبية العالم تدعمنا وتدعم الخطوات الفلسطينية. نحن سنواصل نضالنا الدبلوماسي والسياسي من اجل تحصيل حقوقنا. سنواصل العمل في هذا الموضوع على امل ان يردع الحكومة الإسرائيلية ويجعلها تستنتج بأننا نؤيد الاتفاق والسلام. لن اعمل بطريقة اخرى. وليس لدي من اشكو امامه. لقد شكوت الى الله".

 

وفي رده حول سؤال عما اذا تلقى وعدا من الامريكيين بعدم فرض الفيتو على الاقتراح اجاب بالنفي، لكنه اوضح انه تم طرح الموضوع مجددا معهم. ويؤكد عباس انه اذا كان هناك استعداد حقيقي للتوصل الى اتفاق فان الاطراف لا تحتاج الى التدخل الامريكي المباشر. "لقد وقعنا اتفاق اوسلو مع الاسرائيليين بشكل مباشر، ولذلك اذا وجدنا الاستعداد الصادق فسنتمكن من الحوار مباشرة".

وبشأن مستقبله السياسي والشائعات حول نيته الاستقالة رد ابو مازن وهو يرسم ابتسامة عريضة: "لقد اجتزت عدة رؤساء حكومة اسرائيليين منذ أيام شمير. من يذهب يأتي من يستبدله ويواصل. نحن نعمل على عقد المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الجسم المركزي الذي يمثل الفلسطينيين. من حقي القول لهم بأنني سأستقيل ومن حقهم مطالبتي بعدم الاستقالة, هذا مبدأ اساسي في الديموقراطية ونحن نعمل حسب هذا المبدأ".

نتنياهو: "الجيش يحصل على دعم سخي لعمله"

كتبت "هآرتس" ان نتنياهو رد امس على انتقادات وزراء البيت اليهودي لسياسة الحكومة امام التصعيد في القدس والضفة، والادعاء بأن "ايدي الجنود مقيدة" في مواجهة الارهاب. وقال نتنياهو: "لا يوجد هنا أي سؤال حول الدعم للجيش. انه يحصل عليه بسخاء والكل يعرف ذلك باستثناء من يقول العكس، رغم انه يعرف ذلك. على قادة الجمهور، خاصة في المستوطنات التصرف بمسؤولية والتدقيق". جاء تصريح نتنياهو هذا خلال جولة قام بها مع قيادة الجيش في الضفة.

وقال وزير الأمن يعلون، خلال الجولة ايضا، انه يدعو الوزراء والنواب ورؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الى التوقف عن اطلاق شعارات بشأن الانتقال من الدفاع الى الهجوم. نحن نخوض الهجوم منذ عملية السور الواقي، لمن لا يفهم ذلك. يوجد فرق بين الوضع آنذاك واليوم. لا توجد مشكلة في حرية العمل او دعم الضباط. للأسف فان مثل هذه التصريحات من قبل الوزراء تجعل المواطنين ينتزعون القانون الى ايديهم. هذه ظاهرة مرفوضة وهي تصب الزيت على النار".

وقال يعلون ان الجيش يضطر في الأيام الأخيرة الى مواجهة العنف ايضا من قبل اليهود. واوضح رئيس الاركان خلال الجولة ان الجيش يتمتع بحرية العمل الكامل في الضفة الغربية، وللأسف ينشغل في الايام الأخيرة كثيرا في خرق النظام من قبل حفنة من اليهود الذي يزعجونه ويمنعوه من التركيز على محاربة الارهاب الفلسطيني.

وقال ضابط رفيع من قيادة المنطقة الوسطى ان الجيش يشعر بأنه يملك حرية كاملة في العمل العسكري. واوضح خلال حديث مع الصحفيين انه "لا احد يقيد ايدينا، وتم التصديق على كل عمل اقترحناه".

وقال نتنياهو خلال الجولة امس ان الحكومة تنوي العمل ضد الجناح الشمالي للحركة الاسلامية التي اعتبرها "اكبر مركز للتحريض في إسرائيل". وحسب نتنياهو فان هناك تحريض بين عرب إسرائيل على اليهود و"انا لا يمكنني ان اتقبل قيام الجمهور على مدرج ملعب كرة القدم بشتم دولة إسرائيل ورفع اعلام منظمة التحرير وحماس".

الى ذلك قال رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة، امس انه لا يمكنه القول للشعب الفلسطيني كيف يحارب الاحتلال. واوضح خلال لقاء اجرته معه اذاعة الجيش انه يعارض الكفاح المسلح، مضيفا: "لا اضع خطوط حمراء امام الشعب العربي، فهو من يختار كيف يحارب الاحتلال. انا سأتهم دائما الاحتلال الاسرائيلي. لا يمكنني ان اقول للشعب الفلسطيني كيف يحارب، او هل يطلق الحجارة من هذا المكان او ذاك".

من جهته قال النائب باسل غطاس ان الشعب الذي يخضع للاحتلال يملك الحق الاساسي بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل التي يجدها مناسبة. وقال لراديو "دروم": "ليته كان بمقدوري منع كل نقطة دم. انا ضد القتل، لكن نتنياهو يتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث".

نتنياهو يبلغ الوزراء والمستوطنين: لن نستطيع البناء في المستوطنات بسبب الضغط الامريكي

كتبت "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر وخلال لقاء مع قادة المستوطنات، انه لا يمكنه الاعلان عن بناء في المستوطنات بسبب الانذار الذي طرحته الولايات المتحدة. واوضح نتنياهو للوزراء ان "الامريكيين اوضحوا بشكل قاطع انه اذا تمت المصادقة على أي خطة للبناء في المستوطنات او اعلان خطة كهذه، فانهم لن يفرضوا الفيتو على مشروع الاقتراح الفرنسي في مجلس الأمن، الذي يعتبر المستوطنات غير مشروعة". واضاف: "اريد منع خطوة كهذه، ولذلك لا يمكن دعم دفع البناء حاليا". واضاف مصدر رفيع في القدس ان "نتنياهو اوضح بأنه لن يخاطر في فقدان الدعم الامريكي مقابل أي اعلان عن البناء او توسيعه في ايتمار.

وحسب اقوال رئيس الحكومة فان المطلوب هنا مناورة سياسية حكيمة وليس عملية طلاب ثانوية. لا يتم بناء الخطوات السياسية من خلال تغريدة في تويتر". واجتمع قادة المستوطنين في الضفة، امس، مع نتنياهو ووزير الأمن يعلون، واعلنوا في ختام الجلسة بأن رئيس الحكومة يرتكب خطأ جسيما حين يمتنع عن المصادقة على البناء في المناطق وانهم سيواصلون الكفاح من اجل تحقيق ذلك.

وقال رئيس مجلس المستوطنات آبي روئيه في ختام الاجتماع الذي استغرق حوالي ثلاث ساعات ونصف وحضره 18 رئيس مستوطنة انه "في المجال الأمني نحن على ثقة بوجود جهود ضخمة، اما في موضوع الاستيطان فللأسف لم نتلق اجوبة مناسبة. تم الحديث عن مصاعب تجاه الخارج، تجاه اوروبا، في موضوع التصديق على البناء. هذا خطأ جسيم سيمس بالاستيطان. نحن ننوي عقد اجتماع غدا واتخاذ قرارات بشأن مواصلة طريقنا".

وحسب روئيه فانه لم يقال لهم بأن هناك تجميد للبناء، وانما "عدم قدرة على المصادقة على البناء ودفعه في ظل الضغوط الحالية". واضاف: "لا اريد استخدام كلمة "استسلام"، ولكن هذه الاستراتيجية تعتبر خطأ جسيما. يجب اظهار القيادة في هذا الوقت الذي نشهد خلاله هجوما ارهابيا جامحا يقتل النساء والاولاد. والقيادة يجب ان تتخذ قرارات. يجب ان نقول نحن الأسياد".

نائب في الكنيست يشتم امرأة عربية في القدس

تم يوم امس التقاط مشهد لعضو الكنيست موطي يوغيف من "البيت اليهودي" وهو يتشاجر مع امرأة عربية في البلدة القديمة في القدس، ويحاول منعها من المرور في الطريق الذي قتل فيه المواطنين اليهوديين يوم السبت. وشوهد يوغيف في الشريط الذي عرضته القناة الثانية وهو يسد الطريق امامها ويقول لها: "لن تمري من هنا، هذا لليهود فقط، اذهبي الى القبر". ومن ثم شوهد وهو يقول للشرطة "العربية لن تشتم اليهود".

"انخفاض لهيب الاحداث في الضفة"

تكتب "هآرتس" انه لوحظ في الضفة الغربية والقدس الشرقية، امس، انخفاض في عدد وحجم التظاهرات والأحداث العنيفة. ويلاحظ الجيش بذل جهود فلسطينية لكبح العنف في أعقاب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتي طلب منهم خلالها العمل لمنع تصعيد آخر. ويوم امس، اصيبت رضيعة جراء رشق الحجارة بالقرب من بلدة لُبن الشرقية، واصيب مواطنين فلسطينيين بجراح بالغة خلال مواجهات مع قوات الأمن في شعفاط ومخيم قلنديا.

وكان من المقرر يوم امس، ولأول مرة منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة في القدس والضفة، عقد لقاء بين ضباط كبار من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في محاولة لتنسيق الجهود من أجل تهدئة الأجواء. الا انه بعد النشر عن الموضوع في موقع "هآرتس" الالكتروني نفت مصادر في الجانبين النبأ ورفض الجيش الاسرائيلي كشف ما إذا تم اللقاء.

وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يتوقع اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، قال ضابط رفيع في المنطقة الوسطى، امس، انه لا يشعر بأن هذا هو الوضع، واضاف: "نحن نشهد موجات ارهاب منذ فترة طويلة، وهي في تصاعد وهبوط، لكنها ليست مرحلة اندلاع كبير. فعدد المشاركين في التظاهرات العنيفة والأحداث لا يذكر حتى الآن بالانتفاضتين السابقتين، ومن جانب آخر لا يمكنني القول بعد بأننا وصلنا الى نهاية الموجة الحالية".

الى ذلك يستدل من تحقيق اجرته المنطقة الوسطى في الجيش ان اطلاق النيران من بندقية "روغر" على الطفل الفلسطيني عبد الرحمن عبيد الله (13 عاما) من بيت لحم، امس الأول، لم يكن موجها اليه وانما الى شخص بالغ تم تشخيصه كناشط رئيسي خلال التظاهرة العنيفة. واعتبر الضابط الرفيع مقتل الطفل بمثابة "نتيجة لم نرغب فيها" على حد تعبيره. وقال انه تم خلال التظاهرات في اليوم الأخير تفعيل عنف كبير ضد قوات الجيش وفي بعض الأحيان لم يكن أي مفر من استخدام النيران الحية.

ودعت حركة بتسيلم، امس الى منع استخدام بنادق روغر في اعقاب مقتل الطفل. وتشعر قيادة الجهاز الامني بقلق ايضا، ازاء موجة العنف من قبل الاسرائيليين، منذ مقتل الزوجين هانكين قرب نابلس في مطلع تشرين الاول.

وقام مستوطنون برشق الحجارة على السيارات الفلسطينية وقطعوا اشجار زيتون واعتدوا على املاك فلسطينية. ومن بين السيارات التي رشقوها بالحجارة كانت سيارة محافظ جنين. كما هاجم مستوطنون فرقة من الجنود عندما حاولت منعهم من الشغب. ويدعي الجيش ان قادة المستوطنين يعملون من اجل تهدئة النفوس لكنهم لا يظهرون ما يكفي من الاصرار. ويأمل الجيش بأن يؤدي اعتقال منفذي عملية قتل الزوجين هانكين الى تهدئة النفوس. ودخلت قوة من الجيش الاسرائيلي الى نابلس، امس، وضبطت البندقية التي استخدمت في قتل الزوجين، بعد ان كشف احد المعتقلين بأنه خبأها في متجره.

وفي القدس قرر القائم بأعمال القائد العام للشرطة بنتسي ساو، تشكيل قوة خاصة للعمل في المدينة تتألف من قوات مكافحة الارهاب والمستعربين ووحدة "هجدعونيم". كما شكلت الشرطة طاقما مشتركا مع الشاباك للتحقيق وجمع المعلومات الاستخبارية. وفي الأيام الأخيرة، عززت الشرطة من نشاطها في الأحياء العربية. وقال ساو: "نحن ندخل الى الاحياء والقرى ونعمل بشكل حازم".

مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في يافا

كتبت الصحف ان ستة أفراد من الشرطة الإسرائيلية اصيبوا بجراح طفيفة، امس، خلال مظاهرة تضامن مع المسجد الاقصى في مدينة يافا، وتم اعتقال ستة مواطنين عرب بشبهة الاعتداء على الشرطة. وتدعي الشرطة ان بعض المتظاهرين كانوا ملثمين واعتدوا على افرادها ورشقوا الحجارة والزجاجات عليهم وعلى مدرسة دينية يهودية مجاورة وعلى السيارات. كما قاموا بإغلاق الشوارع بالإطارات وحاويات النفايات المشتعلة. كما تم رشق الحجارة على حافلة ركاب تابعة لشركة "ايجد" وحطموا زجاج بعض نوافذها.

وقالت الشرطة ان المظاهرة التي نظمها سكان من المدينة مع الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية لم تكن مرخصة، لكنه سمح بها من خلال الرغبة بالسماح بحق الاحتجاج، وتم تحويل توجيهات الى منظميها بأن عليهم الامتناع عن المس بسلامة الجمهور، "لكن المتظاهرين لم يلزموا هذه الشروط الأساسية"، وفي اعقاب تأجج الاوضاع طلب قادة الشرطة من قادة العرب في المدينة تفريق المظاهرة.

مقالات

محققو الشاباك يحافظون على حق الصمت.

يكتب حاييم ليفنسون في "هآرتس" ان الشاباك الاسرائيلي طلب من النيابة العسكرية التوقيع على صفقات ادعاء مخففة جدا مع الفلسطينيين المتهمين بقضية انشاء قاعدة لحماس في الضفة، وذلك لأن الشاباك غير معني بأن يشهد رجاله امام المحكمة حول طرق التعذيب التي استخدموها خلال التحقيق مع المعتقلين في هذه القضية. وكان الشاباك قد كشف عن هذه القاعدة في صيف العام الماضي، خلال فترة عملية البحث عن الفتية الإسرائيليين الذين اختطفوا في الضفة وما تبعها من حرب على غزة، وتم اعتقال 93 فلسطينيا حقق الشاباك مع 46 منهم، وتم تقديم لوائح اتهام ضد العشرات منهم في محكمة عوفر العسكرية. كما تم العثور على 24 بندقية وستة مسدسات وسبع راجمات للصواريخ، و600 الف شيكل.

وابدى الشاباك اهتماما كبيرا بهذه القاعدة. وفي حينه تحدث رئيس الشاباك يورام كوهين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وابلغه بأن هدف هذه القاعدة كان السيطرة على الضفة الغربية وتم تنظيمها من قبل الناشط في حماس صلاح العاروري المتواجد في تركيا. وخلال الفترة الأخيرة وصلت ملفات بعض هؤلاء المعتقلين الى مرحلة النقاش في محكمة عوفر، لكنه اتضح ان الشاباك طلب الانتهاء من الاجراءات القضائية بأسرع ما يمكن وبكل ثمن تقريبا، على أن لا يصل رجاله الى منصة الشهود. ويرجع قرار الشاباك هذا، ايضا، الى احداث حزيران 2014. ففي حينه اعتقد الشاباك ان قاعدة حماس هذه كانت مسؤولة عن اختطاف الفتية الثلاثة، وانه يمكن من خلال استخدام التعذيب اثناء التحقيق مع المعتقلين، التوصل الى معلومات، وفي حال تم تقديمهم الى القضاء يدعي الشاباك انه يسري عليهم مبدأ "الدفاع الحتمي" في القانون الجنائي، والذي يسمح لرجال الشاباك باللجوء الى التعذيب تحت ستار "منع المس الفوري بحياة البشر".

لكنه اتضح لاحقا بأنه لم تكن لهذه القاعدة أي علاقة باختطاف الفتية وقتلهم. واصبح استخدام التعذيب خلال التحقيق معهم اشكالي بالنسبة للشاباك، ومن شأنه ان يقود الى فرض احكام مخففة على اعضاء القاعدة. وبما ان المحامين الذين يترافعون عن هؤلاء المعتقلين يعرفون الضغط الذي يمارسه الشاباك في هذه المسألة فانهم يطالبون بصفقات ادعاء مخففة جدا، تعني الاعتراف بالتهم مقابل اطلاق سراح موكليهم خلال السنة القريبة.

هكذا حدث مثلا مع هاني عاصي، احد الاعضاء الصغار في قاعدة حماس. ففي البداية عرضت عليه النيابة العسكرية صفقة ادعاء يتم وفقا لها اعتقاله لخمس سنوات ودفع غرامة قيمتها مليون شيكل. لكن محاميه فادي قواسمة وافق على السجن لمدة 20 شهرا فقط. وبدأت المحاكمة، وعندما حان موعد ظهور رجال الشاباك امام المحكمة للإدلاء بإفاداتهم لم يحضروا الى المحكمة، فتم تحديد موعد آخر لمثولهم امام المحكمة، الا ان النيابة العسكرية وافقت قبل الموعد المحدد، وبطلب من الشاباك، على الصفقة التي اقترحها المحامي القواسمة: السجن لمدة 20 شهرا.

وفي الأسابيع الأخيرة طرأ تحول بعد قرار رئيس النيابة العسكرية في الضفة المقدم موريس هيرش، رفض طلب الشاباك التوصل الى صفقات ادعاء، وتحويل الحسم في الموضوع الى النائب العسكري الرئيسي العقيد شارون زجاجي. وادعى هيرش ان الصفقات ستقود الى فرض عقوبات مخففة ومخاطر امنية، ولذلك تم تأجيل المداولات في هذه الملفات حتى يتم حسم الموضوع. واجتمعت زجاجي مع مسؤولين كبار في الشاباك واقترحت عليهم مسارا لصفقات ادعاء مخففة تكون اكثر جاذبية بالنسبة للفلسطينيين لكنها تقضي بسجنهم لعدة سنوات. ولم يرد الشاباك بعد على هذا الاقتراح.

يشار الى ان مسالة التعذيب خلال التحقيق تعتبر حساسة جدا بالنسبة للشاباك، وذلك بسبب ابعادها في الاطار القانون الجنائي الاسرائيلي، وكذلك بسبب احتمال تقديم المحققين الذين يستخدمون التعذيب الى المحاكمة الدولية في محكمة الجنايات في لاهاي بتهم ارتكاب جرائم حرب. بالإضافة الى ذلك فانه في حال وصول هذه الملفات الى المحكمة سيضطر رجال الشاباك للحضور وتقديم افادة حول اساليب التحقيق التي استخدموها لجباية الاعترافات، كي يقرر القاضي ما اذا كان الاعتراف مقبولا وما هو وزنه.

كما سيضطر الشاباك الى تقديم وثيقة الى المحكمة تفصل التعذيب الذي تم استخدامه ومدته، بسبب تأثير ذلك على مصداقية الاعتراف. ويتم الاحتفاظ بهذه الوثائق بشكل حريص في خزينة المحكمة العسكرية لمنع تسربها"، وعندما يطلب المحامون الاطلاع عليها يطالبون بتسليم هواتفهم الخليوية ويمنعون من ادخال حتى قلم الى الغرفة.

ومن بين المعتقلين الذين يسعى الشاباك الى منع ظهور المحققين خلال التداول في ملفه في المحكمة، المعتقل شكري خواجة، وهو ايضا عضو هامشي في التنظيم ويمثله المحامي لبيب حبيب. وينفي خواجة التهم الموجهة اليه وهي العضوية في حماس والاتجار بالأسلحة. وقال مصدر في المحكمة لصحيفة "هآرتس" ان رئيس طاقم التحقيق في الشاباك المكنى "سولي" كتب في الوثيقة التي قدمها الى المحكمة انه تم خلال مرتين من التحقيق مع خواجة، في 28 حزيران وفي 9 تموز، استخدام ما يسميه الشاباك "الوسائل الخاصة"، والتي شملت وضع عصابة على عينيه، ركله بالركبة (ضربة يوجهها المحقق بركبته الى الجانب الخارجي لفخذ المعتقل)، احناء الظهر (اجبار المعتقل على احناء ظهره الى الخلف وشد عضلات بطنه)، الالتصاق بالحائط (التحقيق مع المعتقل وهو يجلس على كرسي بدون مسند للظهر والصاق ظهره بالقوة الى الحائط)، الربض (اجبار المعتقل على جلوس القرفصاء اثناء التحقيق)، رفع الأيدي الى الوراء (اجبار المعتقل على رفع يديه الى الوراء على مستوى الكتفين)، تشديد الأصفاد والدغدغة (استخدام ريشة طير لدغدغة المعتقل).

لكن خواجة عرض خلال افادته شكلا آخر لـ"الوسائل الخاصة". وقال: "حقق معي بين ثلاثة وعشرة محققين، وكان من بينهم الميجر والكولونيل، وكانت نوريت هناك ايضا". وحسب اقواله فقد تم تقييد يديه وساقيه بالأصفاد، واجلسوه على كرسي بدون مسند واحنوا ظهره حتى الأرض، وتم تقييد قدميه الى الكرسي وقام المحقق بصفعه على وجهه وصدره، وكان احدهم يقف خلفه ويمسك به من كتفيه ثم يرفعه ويعيد احنائه. وبعد تعذيب الكرسي تم الصاقه الى الحائط "كانوا يركلوني بركبهم على الفخذين، ومن ثم ضربوني ونقلوا الأصفاد من ساقي الى يدي، وشدوا وثاقهما الى حد وقف جريان الدم. وبعد ذلك كانوا يجبرونني على الانحناء حتى الركبتين، وكان محقق يجلس امامي، وآخر من خلفي يضع كرسيا على ركبتي ويضغط فيما كان المحقق الذي يجلس امامي يصفعني".

وادعى خواجة انه تم اخذه لاحقا الى الطاولة وتقييد يديه الى الخلف وقام احد المحققين بشده من الخلف فيما كان المحقق الآخر يضربه. وقال: "سولي كان يوجه لي سؤالا، واذا لم اجب بالإيجاب كانوا يهجمون علي جميعا، عشرة محققين ويضربونني ويجروني على الارض". واضاف: "قال لي سولي "انا سأكون سبب موتك". و "في مرحلة معينة لم اعد اشعر بساقي، ولأنني لم اقدر على المشي كانوا يجروني الى المرحاض".

وقال خواجة انه قيل له خلال التحقيق بأن رئيس الشاباك صادق على تعذيبه. "قالوا لي انه اعطى الأمر، فإما ان اموت او ابدأ بالحديث. وقال لي ان هذا امر من بيبي نتنياهو". وعندما سئل خواجة عن استخدام المحققين لغطاء العينين، قال: "كانوا يضعون شريطا صغيرا على العينين كي لا اعرف من يضربني". وقال انه عندما كان يحرك وجهه قليلا كانت الصفعات تصيب الاذنين والعينين. واضاف انه يتناول منذ ذلك الدواء وانه كان يتقيأ دما. كما يتذكر الدغدغة، ويقول ان كل محقق كان يحمل ريشة، ويضعها احيانا في اذنه او انفه، وعندما كان يتحرك كان المحقق يصفعه.

وقال الناطق العسكري معقبا: "الجهات المعنية تفحص الملف، وهناك نقاش موضوعي ومهني حوله. لم يتم اتخاذ قرار بعد". وجاء من الشاباك: "الشاباك لا يعقب عادة على الحوار المهني الجاري مع جهات زميلة، بما في ذلك النيابة العسكرية".

اليهود يُقتلون عمدا والفلسطينيين يموتون

تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان ما يحدث هو حرب، وان بنيامين نتنياهو بتفويض من الشعب، أمر بتصعيدها. انه لا يصغي الى رسائل المصالحة والتسامح التي يوجهها محمود عباس في الأيام الهادئة، فلماذا يصغي اليها اليوم؟ نتنياهو يضخم الحرب، في الأساس في القدس الشرقية، من خلال عمليات العقاب الجماعي. وهكذا يكشف بشكل اكبر نجاح إسرائيل بفصل القدس ماديا عن غالبية الجمهور الفلسطيني ويبرز القيادة الفلسطينية فيها وضعف حكومة رام الله التي تحاول وقف الانجراف في بقية انحاء الضفة الغربية.

الحرب لم تبدأ يوم الخميس الماضي، ولا تبدأ بالضحايا اليهود ولا تنتهي عندما لا يُقتل اليهود. الفلسطينيون يحاربون على حياتهم، بكل ما تعنيه كلمة حياة. نحن اليهود الإسرائيليين نحارب على امتيازاتنا كشعب اسياد، بكامل قبح هذه الكلمات. كوننا ننتبه الى وجود الحرب فقط عندما يُقتل اليهود لا يلغي حقيقة ان الفلسطينيين يتعرضون الى القتل طوال الوقت، واننا نقوم طوال الوقت ببذل كل ما نستطيع كي نصعب عليهم الحياة. غالبية الوقت هذه حرب احادية الجانب، من جانبنا، كي يقولوا "نعم" للسيد، وشكرا لأنك تبقينا على قيد الحياة داخل محمياتنا. وعندما يتم خرق شيء في الحرب الاحادية الجانب، ويتم قتل اليهود، ننتبه الى الحرب.

الشبان الفلسطينيين لا يذهبون لقتل اليهود لأنهم يهود، وانما لأننا من يحتلهم ويعذبهم ويعتقلهم ويسرق مياههم وارضهم ونطردهم ونهدم بيوتهم ونسد آفاقهم. الشبان الفلسطينيين الذين يتوقون الى الانتقام واصابهم اليأس على استعداد لفقدان حياتهم والتسبب  بمعاناة كبيرة لعائلاتهم، لأن العدو الذي يقف امامهم يثبت كل يوم انه لا حدود لشره. حتى لغته شريرة.

اليهود يُقتلون عمدا، اما الفلسطينيين فيموتون. هل هذا صحيح حقا؟ المشكلة لا تبدأ في انه لا يحق لنا الكتابة بأن الجندي او الشرطي قتلوا فلسطينيين عمدا، من مسافة قصيرة، دون ان يشكلوا خطرا على حياتهم، او بواسطة جهاز تحكم عن بعد او طائرة او طائرة بدون طيار. ولكن هذا جزء من المشكلة. قدرتنا على الفهم اسيرة لغة تخضع للرقابة وتخصي الواقع.

في لغتنا يتم قتل اليهود عمدا لأنهم يهود واما الفلسطينيين فيلقون حتفهم وضائقتهم لأن هذا هو ما يبحثون عنه. مفاهيمنا مبلورة بواسطة خيانة وسائل الاعلام الإسرائيلية المتتابعة لدورها في التبليغ عما يحدث، او عدم قدرتها التقنية والعاطفية على احتواء كل تفاصيل الحرب التي نديرها كي نحافظ على مكانتنا العليا في البلاد الواقعة بين النهر والبحر. وحتى هذه الصحيفة لا تملك قدرات مالية لتشغيل عشرة صحفيين وتغطية 20 صفحة تبلغ عن كل الهجمات في ايام التصعيد وعن هجمات الاحتلال في ايام الهدوء: بدء من اطلاق النار، مرورا بشق شارع يهدم قرية، وانتهاء بتشريع بؤرة استيطانية، ومليون هجمة اخرى. كل يوم. العينات التي ننجح بالتبليغ عنها هي نقطة في بحر، من دون أي تأثير على فهم الغالبية الكبرى من الإسرائيليين للواقع. هدف الحرب الأحادية الجانب هو اجبار الفلسطينيين على التخلي عن مطالبهم القومية في وطنهم.

نتنياهو يريد التصعيد لأن التجربة اثبتت حتى الآن، ان الهدوء بعد النزيف لا يعيدنا الى نقطة الانطلاق وانما الى نقطة انحدار جديدة في النظام السياسي الفلسطيني، ويضيف رشاوى جديدة لليهود في الأرض الكاملة. الرشاوى هي العامل الرئيسي الذي يشوه واقعنا، ويعمينا. وبسبب هذه الرشاوى لا ننجح بالاستيعاب بأنه حتى مع القيادات الحاضرة – الغائبة والضعيفة، فان الشعب الفلسطيني – مهما كان منتشرا في محميات الهنود الخاصة به – لن يتنازل وسيواصل العثور على القوى من اجل مقاومة شر الأسياد لدينا.

مد وجزر.

يكتب يوسي يهوشواع، في "يديعوت احرونوت" انه في الجهاز الأمني، وبشكل خاص في الجهاز السياسي، كان هناك من سارع الى تبني تصريحات ابو مازن الذي دعا الى تهدئة الأجواء، وتمسكوا بمعطيات سارية ليوم واحد حول حدوث انخفاض معين في حجم الأحداث في الضفة الغربية وخاصة في القدس. في الجيش يتحدثون عن موجة لا نرى نهايتها فعلا، ولكنها تشهد الآن تراجعا معينا. انهم يحذرون من استخدام كلمة "انتفاضة" ويقولون انه على الرغم من ان المقصود موجة خطيرة من العنف، الا انه سبق وحدث ما هو اصعب منها، والحديث ليس عن اندلاع سيقود الى انتفاضة.

انهم يعيدون الاحداث الأخيرة الى سببين اساسيين- التوتر في مسألة الحرم القدسي وقتل ابناء عائلة دوابشة. لكنه يستدل من التحقيق ان مخربا واحدا فقط من بين الذين قتلوا الزوجين هانكين، ذكر هذه الاسباب كدافع لعمله الأمر الذي يعني ان لا يزال من المبكر استخلاص العبر. ان الادعاء بأن الخلية التي قتلت الزوجين هانكين فعلت ذلك انتقاما لحرق العائلة في قرية دوما يسري مفعوله تماما كالادعاء بأن المخربين لم يقتلوا الاطفال لأنهم اشفقوا عليهم.

زيارة رئيس الحكومة الى لواء شومرون كانت في الأساس مسرحية اعلامية. لم تتولد خلالها توجيهات جديدة للقوات، لأنه ليس هناك الكثير مما يمكن عمله اكثر مما يجري عمله كل ليلة، وحتى لو تم نشر كاميرات على الطرق كما اقترح خلال النقاشات فليس من الواضح ما اذا ستساهم في احباط العمليات قبل وقوعها. ربما تكون الفائدة الوحيدة من نصب الكاميرات هي متابعة  التحقيق بعد وقوع الحدث.

بالنسبة للجيش لا يوجد أي اختراع جديد. العمل ضد قواعد الارهاب يتواصل كل ليلة، والصورة التي عرضها قائد كتيبة الضفة الغربية العميد ليؤور كرميلي هي ان الاوضاع خاضعة للسيطرة. وبعد سماع صافرات التهدئة من قبل الجيش، يجب ان نتذكر هشاشة هذا الهدوء. يكفي وقوع حادث منفرد كي تشتعل الارض وتخرج الجماهير الى الشوارع. التحريض في الشبكات الاجتماعية وصل قمته، ويكفي اشعال عود ثقاب واحد في بخار الوقود كي نجد انفسنا امام هبة مترامية الأطراف.

رئيس الاركان غادي ايزنكوت الذي لا يعتبر ثرثارا كبيرا، اختار امس التركيز بالذات على سلوك نشطاء اليمين المتطرف الذين يصعبون عمل الجيش. "حفنة يهودية تمس بقدرة تركيزنا على الارهاب الفلسطيني"، قال ايزنكوت، فيما حذر ضابط كبير من عمليات بطاقة الثمن التي يمكنها اشعال المنطقة. يجب الانتباه الى ما يحدث اليوم في الشارع العربي الاسرائيلي. ما حدث في يافا مساء امس يثير القلق البالغ، وليس مؤكدا ان الشرطة ستعرف كيف تسيطر داخل الخط الاخضر على احداث ينجح الشاباك والجيش باحتوائها في يهودا والسامرة.

وكلمة اخرى حول الشاباك: كلما تكشفت المزيد من التفاصيل حول عملية الاعتقال في مستشفى نابلس، كلما اتضح مستوى جرأة رجال الوحدة التنفيذية في الشاباك، الذين سحبوا من هناك سوية مع رجال مكافحة الارهاب احد قتلة ابناء عائلة هانكين. المخرب كان مستعدا لامكانية كهذه، ورغم ذلك فقد انتهت العملية بشكل سلس، وتم توثيقها بكاميرات المستشفى بشكل افضل من أي فيلم سينمائي. مع هذه الافلام، يقولون في الشاباك، لن يواجهون مشكلة في المحفزات خلال السنوات القريبة.

لا يجب الاكتفاء بهدم بيت المخرب وانما قصر الارهاب

يكتب العميد احتياط تسفيكا فوغل، ان الحاجة للتواجد في كل مكان، وطوال الوقت، هي التي جعلت الجهاز الأمني يقرر نشر الكاميرات على الطرقات ومراكز الاحتكاك في الضفة، والتي ستنجح كما يبدو بتوثيق احداث قاسية، ومن ثم تحليلها لاحقا، كي نظهر للعالم من الذي بدأ. في حرب الكاميرات يتم التغلب علينا طوال الوقت وبدون أي شرط. حتى الان لم يتم العثور على كاميرا توقف اللصوص او مخالفي قوانين السير، وبالتأكيد لن تردع ملثمي حماس والجهاد الاسلامي.

الكاميرات لن تمنع الحادث القادم، فأكثر ما يمكنها عمله هو المساعدة في العثور على القتلة. الجهاز الأمني بكل مركباته يسأل نفسه – ما الذي سيحقق التغيير. من سيوقف موجة الارهاب الحالي وما الذي سيمنع وقوع الاصابات القادمة؟ الجواب الذي اعتدنا سماعه هو الردع – لكن هذا الجواب هو ليس الجواب الصحيح! لا يوجد ردع في المواجهة المتواصلة بيننا وبين التهديد المتطور في منطقتنا. لا يمكن تحقيق الردع في المواجهة بين دولة قائمة وكيان غير معرف ذو استراتيجية وايديولوجية لا هم له الا اقامة دولته على خرائبنا.

الجهاز الأمني يتحمل مهمة شبه مستحيلة، ولكن "شبه" فقط. انظارنا تتطلع اليوم الى الضفة الغربية عامة والقدس خاصة – وهذا خطأ! الشر يأتي من الجنوب، من دولة القتلة في قطاع غزة. فهي التي تحرك عجلات المواجهة وتحدد سقف اللهيب في الضفة. هي التي بعثت الحياة في الجهات الارهابية في سيناء، وهي التي تدفع حزب الله الى مواصلة تهديدنا في الشمال. لقد فوتنا فرصة هزم حماس والجهاد في عملية الرصاص المسكوب ومن ثم في الجرف الصامد.

يجب ان ننسى ما كان. يتحتم علينا استغلال الفرص وخلق واقع امني جديد. اما ان نحول غزة الى اكبر موقف للسيارات في العالم، او نهزم حماس والجهاد هناك، في بيتهم. هذا ليس طموح الإسرائيليين فقط، وانما طموح الشعب الفلسطيني الذي يريد التعايش، وكل قادة الدول العربية في منطقتنا. لا حاجة الى هدم بيت المخرب. يجب هدم قصر الارهاب!

يجب على قادة الجهاز الامني في كل وقت التفكير في مسار جديد لصياغة واقع امني اخر. لا يمكن البقاء على المسار نفسه حين يعرفه الجانب الآخر ويسبقنا طوال الوقت. خلال حرب الاستنزاف المتواصلة يحظر علينا ان نكون من يرد ويدافع ويبكي. امن سكان دولة اسرائيل الذي تم ايداعه في ايدي الجهاز الامني، يحتم علينا منع اعدائنا من تحقيق أي نجاح، دون أي اعتذار او تحمس.

بيان

التعليـــقات