رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 أيلول 2015

الأحد | 20/09/2015 - 10:02 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 أيلول 2015

نتنياهو يناقش اليوم، السماح للشرطة بإطلاق النيران الحية على المتظاهرين العرب في القدس وداخل الخط الاخضر

كتبت الصحف الاسرائيلية، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سيعقد اليوم الاحد، جلسة اخرى للتشاور حول التصعيد في القدس، وستعرض الشرطة خلالها مسودة الاقتراح بشأن تصعيد اوامر فتح النيران ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس الشرقية وداخل اسرائيل.

وكتبت "هآرتس" انه حسب الاقتراح سيسمح للشرطة بإطلاق النار الحية على راشقي الحجارة والزجاجات في حالات تشكيل الخطر على حياة المواطنين. وجاء من مكتب رئيس الحكومة ان المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، صادق على المسودة.

وتذكر "يسرائيل هيوم" بأن نتنياهو صادق خلال الجلسة السابقة على السماح للشرطة باستخدام القناصة وبنادق "روغر" في القدس، وان الشرطة بدأت بتنفيذ القرار. وتضيف الصحيفة انه بالاضافة الى المسودة التي سيتم مناقشتها اليوم، فقد تم اعداد مسودة القانون الذي سيفرض غرامات مالية باهظة على عائلات القاصرين الذين يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة، وكذلك مشروع قانون يحدد الحد الأدنى من العقوبات التي ستفرض عليهم.

في السياق ذاته، تكتب الصحيفة ان الوزيرة ميري ريغف تنوي طرح مشروع قانون ينص على منع دفع مخصصات التأمين الوطني للمواطنين العرب في القدس الذين يتم ضبطهم هم او اولادهم، وهم يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة. وقالت ريغف التي ستطرح اقتراحها على نتنياهو، اليوم، ان "الوضع في القدس اصبح بالغ الخطورة. الارهاب يمس بالأمن وبالمشاعر الامنية لسكان المدينة ويجب وقفه بواسطة خطوات شديدة. غالبية راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة هم قاصرون يتم تحريضهم. العقاب ضد القاصرين محدود جدا، وهم يستغلون ذلك. ومنذ الان سيتحمل الاهالي المسؤولية عما يفعله اولادهم".

واضافت ان "على حكومة اسرائيل الضمان لعائلة القتيل الكسندر لبلوفيتش، بأن اموال الضرائب التي تدفعها لن تمول عائلات الارهابيين الذين يرشقون الحجارة. آن الأوان كي نضع حدا لهذه المهزلة. المواطنون الذين يمسون بإسرائيل وبمواطنيها، بأي طريقة كانت، لن يحصلوا على الدعم، وانوي دفع مشروع القانون في الحكومة وفي الوزارات المعنية بالسرعة القصوى، وآمل من احزاب المعارضة الصهيونية تأييد ذلك".

في هذه الأثناء، واستعدادا ليوم الغفران، وعيد الاضحى، هذا الأسبوع، قامت الشرطة بنشر قوات خاصة في القدس وتعزيز قوات الشرطة في المناطق الفاصلة. كما تم تشكيل قوة هدف مشتركة من الشرطة والشاباك في مجال الاستخبارات والتحقيق.

اسرائيل تتخوف من امتداد احداث القدس الى الضفة

كتب موقع "واللا" انه مع انتهاء فترة خدمته كقائد للمنطقة الوسطى، حذر رئيس قسم العمليات في القيادة العامة، الجنرال نيتسان الون، من حدوث انفجار في موضوع الحرم القدسي، وتأثير سكان القدس الشرقية على سكان الضفة الغربية. وقال الون في حينه ان مسألة الحرم القدسي، التي تشكل عاملا مشتركا لسكان القدس الشرقية والفلسطينيين في الضفة الغربية، يمكنها ان تقود الى موجة من اعمال خرق النظام والعنف وعمليات المخربين الافراد التي يجد الشاباك صعوبة في احباطها. وفي سبيل منع ذلك، تم تعريف الفصل بين القطاعات كهدف للجهاز الامني، بل تم بذل جهود كبيرة من قبل الشاباك وقيادة المنطقة الوسطى ومنسق عمليات الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، لبناء قاعدة تعزل القطاعات عن بعضها.

وعمل رئيس الادارة المدنية العميد دافيد مناحيم وضباطه، وبشكل متواصل مع جهات مقابلة في السلطة الفلسطينية من اجل دفع تسهيلات في مجالي الاقتصاد والرفاه للسكان الفلسطينيين. وكان من بين تلك التسهيلات السماح للرجال من سن 50 عاما وما فوق، وللنساء من جيل 50 عاما وما فوق، بالدخول الى اسرائيل. وهو اجراء يستغله اليوم 400 الف فلسطيني. كما قررت الادارة المدنية تخفيض المعايير المحددة للحصول على تصاريح عمل في إسرائيل للرجال المتزوجين من سن 22 عاما وما فوق. واتاح ذلك دخول 52 الف عامل الى اسرائيل، ودخول 28 الف عامل آخر الى مواقع البناء في المستوطنات. كما ازداد عدد رجال الاعمال والاطباء الفلسطينيين الذين يدخلون بسياراتهم الى اسرائيل، وخلال شهر رمضان تم تقديم تسهيلات في منح التصاريح لمن يرغبون بالصلاة في الاقصى.

هذه التسهيلات التي تمت دون تنسيق مع الجانب الفلسطيني، هدأت الاوضاع بشكل نسبي، وادت الى اجتثاث سنوات من خرق النظام التي بدأت في الضفة وامتدت الى القدس. وفي كل مرة اثير فيها التحريض امتنع الفلسطينيون في الضفة عن تنظيم مظاهرات ضخمة، ليس فقط بسبب المصالح الداخلية للسلطة، وانما في الأساس خشية فقدان التسهيلات الإسرائيلية الاحادية الجانب.

وفي غزة يعرفون ذلك، ايضا. التحريض الحالي، الذي يصل الجزء الاكبر منه من قادة القطاع، موجه الى سكان القدس الشرقية الذين يحملون الهويات الزرقاء، والذين يعيش قسم منهم وراء الجدار الفاصل. وبما ان المنطقة لا تحظى باهتمام السلطة الفلسطينية ولا بلدية القدس، فانها تتحول الى منطقة عنيفة اكثر من الضفة الغربية والى مركز عنف اقليمي. مع ذلك، تقرر في الجهاز الامني حاليا، الامتناع عن عمليات مكثفة من قبل الجيش وراء الجدار الفاصل، وخاصة تجاه سكان القدس الذين يحملون الهوية الزرقاء، وذلك لأن من شأن خطوة كهذه ان تزيد من عدد وقوة المظاهرات.

في الأيام الأخيرة نجحت قوات الأمن الفلسطينية بمنع الاحتكاكات الواسعة بين الجيش والمتظاهرين في الضفة. ورغم ذلك، فان التخوف من امتداد الاضطرابات في القدس الشرقية الى الضفة لا يزال يخيم على الاجواء. ولذلك تم رفع مستوى التأهب في المنطقة الوسطى، من خلال التركيز على مراكز الاحتكاك، في الوقت الذي تواجه فيه شرطة اسرائيل وحرس الحدود خرق النظام المتزايد في القدس الشرقية. في الجيش الاسرائيلي يفهمون ان عملية ارهاب واحدة يمكنها خرق التوازن والربط بين العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية. وفي ظل ذلك يمكن وقف التنسيق الامني بين السلطة والجيش الاسرائيلي، وهي خطوة غير مطروحة على الجدول حاليا.

السيسي يحذر: "المس بالمقدسات الاسلامية سيؤثر على الاستقرار والسلام"

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطرق امس، الى الاحداث في القدس وقال ان "على العالم والمجتمع الدولي ان يفهموا ارتباط المسلمين بالأماكن المقدسة، وان المس بها سيؤدي الى تصعيد بالغ التأثير على السلام والاستقرار، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين او الاسرائيليين، وانما لكل المنطقة والعالم بأسره".

واتهم السيسي اسرائيل بخرق الوضع الراهن في الحرم القدسي، وادعى انها تخرق مسؤوليتها في الحفاظ على الأماكن المقدسة. وقال السيسي ان الاحداث تدل على اليأس والاحباط في صفوف الفلسطينيين بسبب غياب الافق السياسي والامل بإنشاء دولة فلسطينية تكون القدس عاصمتها.

وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد طالب يوم الخميس، الرئيس الأمريكي براك اوباما بوقف العدوان الاسرائيلي على الحرم القدسي، فيما حذر الملك الاردني، عبدالله من ان "أي استفزاز اخر في القدس سيؤثر على العلاقات بين اسرائيل والأردن، وسنضطر، لبالغ الأسف، الى اتخاذ تدابير".

كما اعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن قلقه ازاء التصعيد في القدس والحرم القدسي. وقال كيري في ختام اجتماعه مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في لندن، انه يجب اعادة الهدوء الى القدس، وخاصة في الحرم القدسي. واضاف انه سمع من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال محادثة هاتفية جرت بينهما يوم الاربعاء، ان اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن ومنع أي احدث تؤجج الأوضاع. وقال كيري ان "على الاطراف كلها الامتناع عن التحريض".

وقال رئيس المعارضة البرلمانية يتسحاق هرتسوغ لصحيفة "هآرتس" انه التقى بكيري في لندن، امس الاول، وابلغه ان العنف اندلع نتيجة تحريض الجهات الاسلامية التي تشجع الشبان على الخروج ومواجهة قوات الأمن الاسرائيلية.

وفد من المشتركة الى الاردن وتركيا

الى ذلك سيغادر البلاد، اليوم، وفد من نواب القائمة المشتركة في الكنيست، متوجها الى عمان واسطنبول، للاجتماع بالملك عبدالله والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وعلمت "هآرتس" انه تم الاتفاق على سفر الوفد بين اعضاء "لجنة القدس" في القائمة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الخميس. وقال النائب احمد الطيبي، رئيس لجنة القدس، ان تدخل الملك الأردني مطلوبا لأن الأماكن المقدسة في القدس تخضع لرعايته، واما تركيا فتتمتع بمكانة هامة في العالم الاسلامي.

وكان اردوغان قد التقى، الاسبوع الماضي، بوفد فلسطيني انضم اليه رئيس الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية، الشيخ رائد صلاح، ومفتي القدس السابق الشيخ عكرمة صبري. وشجب اردوغان "العدوان الاسرائيلي والتعرض للمسجد الاقصى".

بلدية ريكيافيك ستغير قرارها بشأن مقاطعة إسرائيل وستحدد مقاطعة المستوطنات

كتبت "هآرتس" ان رئيس بلدية ريكيافيك، عاصمة ايسلندا، اعلن امس السبت، انه سيتم الغاء القرار الذي اتخذه المجلس البلدي، في وقت سابق من الاسبوع المنصرم، بمقاطعة المنتجات الاسرائيلية، واستبداله بقرار يقاطع منتجات المستوطنات فقط.

وقال داغور اغراستون، انه "على الرغم من ان مقاطعة المستوطنات هو ما فكرنا فيه، الا انه كان يجب علينا توضيح الامور بشكل افضل، في نص القرار. وسأقترح على المجلس البلدي قرارا بإلغاء النص الحالي ومناقشة كيفية عرض الامور في قرار جديد". وحسب رئيس البلدية فانه لم يقدر بشكل صحيح ردود الفعل الشديدة في ايسلندا وفي انحاء العالم على القرار الذي تم اتخاذه، معتبرا انه لم يتم اعداد القرار بشكل اساسي وانه كان يجب توضيح بعض النقاط.

رئيسة البرازيل تعارض تعيين مستوطن سفيرا لاسرائيل

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، حولت رسائل الى إسرائيل مفادها انها لا تشعر بالارتياح ازاء تعيين رئيس مجلس المستوطنات سابقا، داني ديان، سفيرا لإسرائيل في بلادها، كونه يقيم في مستوطنة، وجاء من قيادة المستوطنين. وهذه الرسائل التي تم تحويلها عبر قنوات دبلوماسية تضع رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو في مأزق صعب، خاصة وانه تم التصديق على تعيين ديان في الحكومة في السادس من أيلول.

حسب العرف الدبلوماسي، فان الحكومة تقوم عادة بتحويل اسم السفير المرشح الى الدولة المضيفة وتطلب موافقتها عليه. وعادة، من النادر ان ترفض دولة استقبال سفير تم ترشيحه في بلاده، ولكي تتجنب وقوع حادث دبلوماسي لا ترفض الحكومة الاجنبية التعيين وانما تقوم بتحويل رسائل هادئة تطلب فيها سحب التعيين كي تتجنب رفضه رسميا.

اذا قام نتنياهو بسحب التعيين فان ذلك سيشكل صفعة له ولإسرائيل. واذا أصر على التعيين وقوبل بالرفض الرسمي، فمن شأن ذلك ان يؤثر على العلاقات مع البرازيل التي يعتبرها نتنياهو هدفا استراتيجيا مهما لإسرائيل التي تعمل على تطوير علاقات تجارية مع اسواق امريكا الجنوبية، والبرازيلية بشكل خاص.

يشار الى انه تم تسجيل تحسن على العلاقات السياسية بين البلدين مؤخرا، ويوم الخميس امتنعت البرازيل عن التصويت على مشروع قرار في لجنة الطاقة النووية يطالب بفرض الرقابة على المنشآت النووية الاسرائيلية. واعتبر تصويت البرازيل هذا بمثابة تغيير في طابعها، خاصة وانها كانت تصوت دوما ضد اسرائيل.

ويرجع تخوف البرازيل من تعيين ديان الى اعتبار موافقتها عليه بمثابة دعم لمشروع الاستيطان. وكما سبق ونشرت الصحيفة فقد وقعت 40 منظمة معروفة في البرازيل مؤخرا، على عريضة تطالب الرئيسة بعدم المصادقة على تعيين ديان، وفي المقابل شجب عدد من اعضاء البرلمان البرازيلي تعيين مستوطن لمنصب السفير ووصفوا هذه الخطوة بأنها تتحدى سيادة البرازيل وموقفها السياسي الرسمي الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية.

يشار الى ان ديان، المولود في الارجنتين، يعيش في مستوطنة معاليه شومرون، على مسافة 10 كيلومترات من قلقيلية. وشغل بين 2007 و2013 منصب رئيس مجلس المستوطنات  وحظي بلقب "وزير خارجية المستوطنات" بسبب مواهبة الاعلامية الجيدة. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو انه لم يستسلم وانه يأمل بان يتمكن من تنفيذ قرار التعيين.

فروشوار يهاجم عباس ومجلس الامن

كتبت "يسرائيل هيوم" ان السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة، رون فروشوار، هاجم تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن "اليهود يدنسون الحرم القدسي"، وقال "عندما يشعل الفلسطينيون الحرم، يشعل ابو مازن العنف، ومجلس الأمن يمنحه الدعم. هذه وصفة للانفجار الاقليمي".

وحسب فروشوار فان "رئيس السلطة الفلسطينية يشجع ويؤهل العنف بواسطة تصريحات لاسامية. يوم امس فقط اعلن بأنه "يجب عدم السماح لأقدام اليهود المتعفنة بتدنيس الاقصى". هذه اللهجة مرفوضة وخطيرة. في المرة الأخيرة التي حرض فيها ابو مازن ضد الزوار اليهود في الحرم القدسي تم اطلاق النار على يهودي من قبل ارهابي فلسطيني".

وهاجم فروشوار بيان مجلس الأمن حول الاحداث في القدس، وقال: "هذا البيان يتعامل مع الحرم فقط باسمه الإسلامي، يشير الى حق المسلمين بالتواجد والصلاة في المكان، لكنه يتجاهل تماما العنف الفلسطيني، ويتجاهل العلاقة بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل وحق غير المسلم بالتمتع بحرية الوصول الى المكان. وبدل ان يقوم مجلس الأمن بواجبه في تهدئة الاجواء، فانه يؤيد اولئك الذين يحاولون اشعال المنطقة".

فلسطين تطالب بالضغط على إسرائيل للسماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين الى اراضي السلطة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، بعث برسالة الى الامين العام يطلب فيها من مجلس الأمن الزام اسرائيل على السماح باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في اراضي السلطة الفلسطينية. ويتهم منصور اسرائيل بأنها ترفض السماح لحوالي 100 الف فلسطيني يقيمون اليوم في سوريا، بالدخول عبر اسرائيل الى اراضي السلطة الفلسطينية.

وجاء في تعقيب وزارة الخارجية في القدس: "لا حدود لسخرية السلطة. انها تستغل حتى ازمة اللاجئين في سوريا للاستفزاز. في الوقت الذي عالجت فيه اسرائيل حتى الآن 1700 جريح سوري، لم تفعل السلطة الفلسطينية شيئا من اجلهم".

اسرائيل: "روسيا تخلق واقعا جديدا في المنطقة"

كتبت "يسرائيل هيوم" ان مستشار رئيس الحكومة لشؤون الأمن القومي، يوسي كوهين، قال ان السبب الذي يجعل رئيس الحكومة يسافر الى موسكو للقاء خاطف مع الرئيس بوتين، حول التواجد الروسي في سوريا، هو "التخوف من ان روسيا تخلق في المنطقة واقعا جديدا لم يكن قائما في المنطقة طوال عشرات السنوات".

وفي حديث للقناة الثانية في الاذاعة الاسرائيلية، قال كوهين الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الموساد، ان "روسيا هي دولة كبيرة ولها اهميتها، وصديقة لإسرائيل، تدخل مع "احذية راسخة على الأرض" الى منطقة متاخمة للحدود مع اسرائيل، وفي مكان لنا فيه مصالح امنية واضحة، ولذلك تريد اسرائيل التعرف على هذه المتغيرات من الرئيس الروسي. من الصواب اجراء اللقاء معه والتحدث والتأكد من المعلومات وما هو حجم القوات وما هي النوايا".

الى ذلك، وبشكل استثنائي، قرر نتنياهو ضم رئيس الاركان غادي ايزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات في الجيش، الجنرال هرتسي هليفي، الى اللقاء الذي سيعقده مع بوتين غدا. واوضحت القيادة السياسية ان الهدف من ضم رجالات الجيش الى اللقاء هو نقل المخاوف الإسرائيلية الى الرئيس بوتين من قبل الجهات الأكثر مهنية.

المستوطنون يزعمون ان عمونة تقوم على اراض للغائبين!

كتبت "يديعوت احرونوت" انه على الرغم من ان اخلاء بؤرة عمونة الاستيطانية يفترض ان يتم بعد سنة ونصف، الا ان قادة المستوطنين بدأوا العمل على خطة لإحباط الاخلاء. وقال احد المسؤولين الكبار في مجلس المستوطنات ان "هناك ما يكفي اليوم من الاراضي التي يمكن اقامة مستوطنات عليها. ونحن سنثبت ان المقصود "ملاكين غائبين".

يشار الى ان المحكمة العليا كانت قد قررت اخلاء البؤرة نهائيا من العائلات المتبقية فيها، وعددها 45 عائلة، في كانون الاول 2016. ورغم ان غالبية المستوطنين يفهمون بأنه سيكون من الصعب تغيير هذا القرار، الا انهم يحاولون اعداد عدة مخططات عمل، من بينها اجراء مسح للمنطقة كي يثبتوا بأن اصحاب الأرض غائبين (حسب قانون الحاضر غائب لعام 1950 المتعلق بالأملاك التي تركها الفلسطينيون الذين تركوا البلاد او هربوا منها خلال حرب الاستقلال).

ويدعي المصدر ذاته انه "في اللحظة التي نثبت فيها بأن اصحاب الأرض غائبين فان الأرض ستتبع للدولة. نحن نعرف ان النضال سيكون معقدا ولذلك نحاول تفعيل كل مواردنا من اجل تغيير قرار المحكمة العليا". ويدعي ابيحاي بوارون، ممثل المستوطنين في عمونة "اننا لم نسلب شيئا من احد. الدولة هي التي سيطرت على اراضي اناس تركوا المنطقة قبل حرب الأيام الستة. شركة الكهرباء ووزارة الإسكان استثمروا الملايين والان يقولون لنا بأن علينا المغادرة، وكل ذلك من اجل اثبات حقوق اناس ذهبوا من هنا قبل الحرب ويقيم احفادهم في الخارج".

يشار الى ان المحكمة المركزية لا تزال تنظر في التماس قدمه سكان من عمونة حول ملكية الأرض. ويدعي المستوطنون انهم حصلوا على وثائق الأرض ويتبين منها انها تابعة لمواطنين غائبين. وقالت وحدة تنسيق اعمال الحكومة في المناطق انها تسلمت وثائق من الفترة الاردنية وتم تقديم الادعاءات بشأن هذه الوثائق الى المحكمة المركزية، ورد الدولة على هذه الادعاءات سيتم تقديمه الى المحكمة. وقال المصدر الرفيع في مجلس المستوطنات ان المستوطنين يصرون على مواصلة البناء في المستوطنة، وانهم سيخوضون بعد الاعياد العبرية معركة من اجل التصديق على خرائط البناء.

هنغبي يعارض اجراء نقاش حول "الفشل الايراني"

كتبت "يديعوت احرونوت" ان رئيس لجنة الخارجية والامن تساحي هنغبي (الليكود) اعلن بأنه لن يسمح بإجراء نقاش في اللجنة حول "الفشل الايراني" بناء على طلب رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد. وكان لبيد قد تمكن من تجنيد ثلث اعضاء اللجنة لتأييد طلبه، حسب القانون، الا ان هنغبي ينوي استغلال القانون نفسه الذي لا يفرض عليه اجراء النقاش المطلوب.

وقال هنغبي ان "لجنة الخارجية والامن هي اللجنة البرلمانية الوحيدة التي يترك اعضاؤها الخلافات الصبيانية بين الائتلاف والمعارضة خارج الغرفة، ولبيد يملك ما يكفي من الآليات البرلمانية لدفع طموحه الى التعتيم على هرتسوغ والبروز كزعيم للمعارضة، ولا انوي السماح له بتحويل اللجنة الى أستوديو تلفزيوني شعبوي".

وفاة القاضي ميشيل حيشين احد ابرز قضاة المحكمة العليا سابقا

اشارت الصحف ووسائل الاعلام الكترونية الى وفاة القاضي والنائب سابقا لرئيس المحكمة العليا، ميشيل حيشين، الذي كان يعتبر من ابرز القضاة الذين عملوا في المحكمة العليا. وتوفي حيشين امس السبت، عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع مع مرض خطير.

وساهم حيشين في قراراته بدفع القضايا المرتبطة بمحاربة الفساد العام، وكان معروفا باسلوب الكتابة الملونة في قراراته القضائية وبلسانه الحاد. وسيشيع جثمانه اليوم في كيبوتس "غبعات هشلوشاة".

والقاضي حيشين من مواليد عام 1936 في بيروت. وبدأ دراسته القانونية عندما كان في سن السابعة عشرة في الجامعة العبرية في القدس. وفي عام 1962 حصل على لقب الدكتوراه في القانون. وتم تعيينه في عام 1973 نائبا للمستشار القانوني للحكومة مئير شمغار، ومن ثم استقال وعمل في مهنة المحاماة، ومثل خلال ذلك العديد من المسؤولين الكبار في جهاز الشاباك في قضية قتل خاطفي حافلة الركاب 300.

وفي عام 1992 تم تعيينه قاضيا في المحكمة العليا، وانتخب في 2005 نائبا لرئيس المحكمة، ولكنه استقال بعد سنة لدى بلوغه السبعين من عمره.

خلال سنوات خدمته عرف حيشين بالدفاع عن المحكمة العليا، بل قال: "هذا بيتي ومن سيرفع يده على بيتي سأقطعها"، وجاء ذلك ردا على محاولة بعض السياسيين تقليص صلاحيات المحكمة العليا. واعتبر حيشين احد القضاة الأكثر تقديرا في المحكمة العليا بسبب مواقفه. ومن بين المواقف التي برز فيها، اتخاذه موقف الاقلية ضد قرار المستشار القانوني للحكومة في حينه، ميني مزوز، اغلاق الملف ضد رئيس الحكومة السابق اريئيل شارون في قضية "الجزيرة اليونانية". كما برز في موقف الاقلية في قضية حرية التعبير عندما عارض عرض فيلم "كاستنر" الذي يشوه صورة المحاربة اليهودية حانا سينش.

وفي القضايا الامنية، يبرز موقف حيشين في معارضته لهدم بيوت المخربين كوسيلة عقاب. وقد اختلف رأيه كثيرا مع آراء رئيس المحكمة العليا السابق اهارون براك، خاصة في ما يتعلق بقوانين الأساس وبحقوق الإنسان ومكانتها في الجهاز القضائي. وهاجم ذات مرة القاضي براك وقال "انه مستعد لتقبل تفجير 50 شخصا شريطة ان تسري حقوق الإنسان". وجاء ذلك على خلفية قرار براك المتعلق بلم شمل العائلات الفلسطينية.

مقالات
من المستفيد من التصعيد في القدس

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان التوتر في القدس الذي قاد في نهاية الأسبوع، ولأول مرة، الى اطلاق قذائف من قطاع غزة باتجاه سديروت واشكلون، اندلع في وقت مريح لكثير من الجهات الضالعة في الجانب العربي. فلأسباب مختلفة يفيد تركيز المواجهة على الحرم القدسي، السلطة الفلسطينية وحماس. وربما يكون مفيدا ايضا لقطر التي زادت مؤخرا من ضلوعها في ما يحدث بين اسرائيل وجاراتها.

هذا التصعيد يخدم الى حد ما السلطة الفلسطينية، لأن القدس الشرقية تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، ولذلك فانه يصعب توجيه ادعاءات مباشرة ضدها. كما ان هذا التصعيد يوفر خلفية مناسبة لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، في نهاية الشهر. فقد سبق ووعد الرئيس المسن بإلقاء قنبلة يمكن ان يتبين بأنها تبرؤ فلسطيني رسمي – جزئي او كامل – من اتفاقيات أوسلو.

كما ان التوتر يفيد حماس التي تواجه مشاكل متزايدة في قطاع غزة. فإحباط الجمهور الغزي من شروط الحياة المتدهورة، وخاصة المصاعب المتزايدة مؤخرا في تزويد الكهرباء، قادت الى موجة من المظاهرات ضد حماس والسلطة. كما ان مصر بدأت، في نهاية الأسبوع، بإغراق الأنفاق على امتداد الحدود مع القطاع، في رفح، وبذلك تعزز الشعور بالحصار الذي يخضع له الجمهور. ولذلك فان حرف النقاش الى ما يحدث في القدس يفيد سلطة القطاع.

الأحداث في الحرم القدسي (وربما الى جانبها تجديد اضراب الأسير الاداري من الجهاد محمد علان عن الطعام)، تقف كما يبدو، خلف اطلاق القذائف يوم الجمعة ليلا من القطاع، والذي تقف من خلفه احدى التنظيمات السلفية المتطرفة. لقد ردت إسرائيل على ذلك بقصف محدود لمواقع تابعة لحماس، بناء على التوجه الذي تتمسك به منذ انتهاء الحرب في آب 2014 – وهو ان القيادة السياسية للتنظيم ليست معنية في هذه المرحلة بجولة اخرى من الحرب، وان الرد العسكري المحدود يكفي من اجل ترويض حماس كي تكبح التنظيمات الصغيرة دون ان يتم تصعيد التوتر.

اما اللاعبة الأخرى والأقل مفهومة في هذه الصورة، فهي قطر. لقد تزايد النشاط القطري في القطاع بعد الحرب، على خلفية المساهمة المالية الكبيرة للأمارة الخليجية في جهود ترميم القطاع. ويتنقل الممثل الرسمي لقطر بشكل دائم بين غزة ورام الله، وكثيرا ما يتوقف في الطريق لإجراء لقاءات في تل ابيب. لقد علقت قطر الكثير من الآمال على تحقيق هدنة بين إسرائيل وحماس، تترافق برفع مطلق للحصار عن القطاع من الجانب الاسرائيلي. لكنه تم التوضيح لقطر مؤخرا، بأن اسرائيل لن تكون شريكة في هذه الخطوات.

من المحتمل ان التحمس الزائد الذي تظهره شبكة "الجزيرة" التابعة لقطر، في تغطية الاحداث في القدس، يأتي ايضا بدافع الانتقام من قبل الدوحة. وقد يكون هذا هو التفسير لكون الاحداث في الحرم القدسي تفتتح غالبية نشرات الاخبار في الجزيرة، وتسبق التقارير حول المذبحة اليومية في سوريا، وتفسر ادعاء الشبكة قبل عدة ايام بأن "حافلة ركاب يستقلها نشطاء من حزب الليكود والمستوطنين" في طريقها الى الحرم القدسي، وهو ما سمع وكأنه صدى مختلف (وموثوق بالمقياس نفسه) لتحذيرات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال يوم الانتخابات الأخيرة.

في هذه الأثناء يبدو ان اغراق القدس بقوات الشرطة ورجال حرس الحدود يمكنه المساعدة على تخفيف جزء من التوتر في المدينة. وفي المقابل اهتمت اسرائيل بتحويل رسائل الى الفلسطينيين والأردن ودول الخليج، مفادها انها لا تنوي تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. ولكن الأرض لا تزال تغلي.

لقد تم في الأيام الأخيرة تنظيم تظاهرات، ايضا، في الأحياء والقرى البعيدة عن البلدة القديمة، بل ووصلت الى الضفة الغربية. وكما يبدو فان الوضع في القدس سيبقى متوترا طوال فترة الاعياد، ايضا على خلفية العدد الكبير المتوقع من الزوار اليهود الى البلدة القديمة. وستضطر الشرطة طوال الأسابيع المقبلة، الى اظهار تواجدها المكثف، ولكن ايضا السيطرة والكبح. ويبدو انه لا مفر من التذكير بأن المهمة ملقاة على عاتق تنظيم يعمل منذ ثلاثة اشهر تقريبا بدون قائد عام.

في الوقت الذي يدفع فيه نتنياهو باتجاه تغيير اوامر اطلاق النيران بشكل يمنح صلاحيات اكبر للشرطة في القدس، لا توجد لدى الجيش نية لتقديم تسهيلات اخرى. في الجيش يعتقدون ان التوجيهات الحالية لقوات المنطقة الوسطى، التي تسهل قليلا مقارنة مع التوجيهات الى الشرطة، تكفي تماما. لقد قال القائد العام للجيش غادي ايزنكوت، مؤخرا، انه منذ بداية السنة قتل 19 فلسطينيا في الضفة بنيران الجيش، خلال احداث وقعت في اعقاب رشق الحجارة والزجاجات الحارقة. بالنسبة له هذا الرقم مرتفع ولا يساعد على تهدئة الأوضاع، ولذلك لا يخضع ايزنكوت والجنرال روني نوما للضغوط التي يمارسها عليهم المستوطنون ونواب اليمين من اجل استخدام القبضة الصارمة في تفريق الاحداث في الضفة او اجراء تغيير آخر في اوامر فتح النيران من قبل الجيش.

كلمة لعباس

تكتب عميرة هس، في "هآرتس" ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ضبطت هذا الاسبوع محمود عباس بكلمة. فخلال مؤتمر صحفي تطرق خلاله الى الاحداث في الأقصى، قال: "لن نسمح لهم بتدنيس مقدساتنا بأقدامهم المتعفنة". وادعى تفسير المخمنين بأنه قصد اقدام اليهود وهكذا كشف، ظاهرا، وجهه الحقيقي. اما التفسير الآخر، والمشكوك بأنه تم استيعابه، فقد قدمه النائب احمد الطيبي، حيث قال ان عباس غضب من اجتياح قوات الشرطة المسلحة الى الحرم القدسي وهي تنتعل احذيتها – وهذا يدنس المقدسات ويستهتر بالمسلمين.

وبعد يومين او ثلاثة ضبطت الشبكات الاجتماعية الفلسطينية، الشرطة الفلسطينية وجهاز الأمن القومي الخاضع لعباس، بالجرم المشهود: فظهر يوم الجمعة اعترضت قواتهم المتظاهرين الذين كانوا في طريقهم الى موقع عسكري اسرائيلي في بيت لحم، للاحتجاج على سياسة اسرائيل في الاقصى. وضبطت كاميرا (خفية) بعض رجال الأمن وهم ينكلون على الأقل بمتظاهرين. وبعد ذلك تبين ان احد المضروبين، محمد حمامرة، 17 عاما، هو ابن ضابط في الشرطة الفلسطينية يعمل في وزارة الداخلية في رام الله.

ولم يكن امام الصحف الفلسطينية اليومية الثلاث – الأيام والقدس والحياة الجديدة، الا التطرق بشكل غير مباشر الى الحدث، ويوم امس ابلغت الصحف عن تشكيل لجنة تحقيق بأمر من رئيس الحكومة ووزير الداخلية رامي الحمدالله. كما شكل جهاز الأمن القومي لجنة تحقيق، قامت بزيارة المصاب حمامرة. وقال الناطق بلسان جهاز الأمن القومي، عدنان الضميري، ان ما حدث هو سلوك مرفوض من قبل بعض الافراد الذين خرقوا القانون الفلسطيني. وهذا، بالمناسبة، هو الرد الاعتيادي الذي يصدر كلما تم مواجهة الناطقين الفلسطينيين بتقارير حول تنكيل قوات الأمن بالمواطنين.

صحف يوم السبت الثلاث، المليئة بصور من المواجهات بين قوات الأمن الاسرائيلية والشبان الفلسطينيين، لم تنشر صور اكثر من 12 شرطيا فلسطينيا وهم ينقضون بالعصي والركل على الشابين على شارع الجدار الفاصل. واشارت صحيفتان الى ان الشبان في بيت لحم رشقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على رجال الأمن الفلسطينيين.

حتى لو لم يهاجم "افراد" من رجال الشرطة والامن القومي المتظاهرين، فقد تم ارسالهم للفصل بين حجارة المتظاهرين والجدار الفاصل في جنوب بيت لحم وبرج المراقبة واطلاق النار التابع للجيش الاسرائيلي. وهذه ليست المرة الاولى التي تصد فيها الشرطة الفلسطينية المتظاهرين، كما ان التعامل الجماهيري مع السلطة كمقاول ثانوي للاحتلال او كخائن، ليس جديدا.

لقد شرح الضميري، كما في ظروف مشابهة سابقة، لوسائل الاعلام بأن التوجيهات الى ضباط الأمن الفلسطينيين هي منع الشبان في المنطقة (أ) من التقدم نحو مواقع الجيش الاسرائيلي على نقاط الفصل، في سبيل حمايتهم، والتخوف على حياتهم من نيران الجنود الإسرائيليين. وعندما يقول الضميري "التوجيهات" فانه يقصد طبعا، اوامر الرئيس.

هذه التوجيهات تتعارض مع تصريحات عباس في ذلك المؤتمر الصحفي بأن كل شهيد سيصل الى الجنة وان كل مصاب سيتلقى المقابل من الله. ويعلمنا هذا التناقض ان عباس يضطر الى اطلاق تصريحات متشددة بالذات من اجل تمويه عجزه وسعيه الى التهدئة. ولهذا الغرض تم يوم الجمعة ارسال رئيس الحكومة رامي الحمدلله وقادة اجهزة الاستخبارات والامن الوقائي. لكن الجنود لم يسمحوا لهم باجتياز حاجز حزمة والدخول الى القدس.

اذا اخذنا في الاعتبار التحذيرات الإسرائيلية بشأن تشديد اوامر فتح النيران، فسنجد الكثير من المنطق في رد الضميري. لقد ابلغ الهلال الاحمر الفلسطيني عن اصابة حوالي 170 فلسطينيا خلال المواجهات مع الجيش الاسرائيلي يوم الجمعة. وسقوط قتلى ما كان سيهدئ الأوضاع، بل على العكس. ومع ذلك، يبدو انه يتم التعامل مع تصريحاته باستهتار. قادة السلطة الفلسطينية يجدون صعوبة في اقناع الجمهور الفلسطيني بأنه يهمهم فعلا حياة المواطن البسيط. التوجيهات نابعة من  رغبة عباس الشديدة – اليوم كما في كل فترات التوتر السابقة – بمنع الاشتعال والتصعيد، وعمليا، تأخير كسر الوضع الراهن. حتى هذه الرغبة لا يتم تفسيرها بشكل ايجابي، ويتم التعامل معها كأنها تتحرك بدافع معايير ترتبط بمصلحة اصحاب الامتيازات الذين نمتهم السلطة الفلسطينية.

عباس يتخوف من ان يؤدي التصعيد الى تشويش خطواته الدبلوماسية. في الثلاثين من ايلول يفترض فيه "القاء قنبلة" (في السنوات الأخيرة يعتبر هذا التصريح مسألة اعتيادية من قبله عشية كل خطاب في الأمم المتحدة). وتتراوح التقارير التمهيدية بين امكانية الاعلان عن انتهاء اتفاقيات اوسلو، وبين بيان سائل ليس من الواضح بعد ما هو تأثيره الفعلي، يعتبر الدولة الفلسطينية تخضع للاحتلال الاسرائيلي ولذلك فان اسرائيل تتحمل المسؤولية عنها. انه يأمل بأن تقوم اوروبا (لقد تخلى عن الولايات المتحدة) باتخاذ خطوات شديدة ضد اسرائيل تبرر دبلوماسيته ووجود السلطة. لكنه قبل قنبلته هناك قنابل اخرى موقوتة، باستثناء قنبلة القدس. صحيح ان محمد علان اوقف اضرابه عن الطعام الذي اعلنه مرة اخرى احتجاجا على تجديد امر اعتقاله الاداري، ولكن سبعة اسرى اداريين يضربون عن الطعام منذ 30 يوما مطالبين باطلاق سراحهم او تقديمهم الى القضاء.

مع اقتراب عيد الاضحى، يتذمر الناس بشكل اكبر من الاوضاع الاقتصادية الصعبة. وهناك تقارير تتحدث عن ارتفاع نسبة الجريمة في الضفة والقطاع. وفي غزة يتحدثون بهمس عن ارتفاع دراماتيكي في عدد محاولات الانتحار. من السهل جدا صد المتظاهرين، ويمكن ايضا اقناع المضربين عن الطعام بوقف اضرابهم. لكن القنابل الموقوتة الأخرى – المرتبطة مباشرة بإسرائيل – يمكن لعباس تأجيل انفجارها، لكنه لن يستطيع منعه.

الى أين يقود بوتين؟

يكتب افرايم هليفي، في "يديعوت احرونوت" ان زيارة رئيس الحكومة الى موسكو، غدا (الاثنين)، ستجري على خلفية الارتفاع الملموس في مستوى الوجود العسكري الروسي في سوريا. لقد هدفت الخطوة الروسية الى انقاذ نظام الأسد من الانهيار –تبدو روسيا بأنها القوة العظمى الوحيدة التي تدعم بقائه بدون تحفظ – رغم انه ليس من الواضح كيف ستحقق ذلك. هل من خلال تدريب متجندين جدد الى صفوف الجيش السوري المتقلص؟ ام هل عن طريق تزويد قوات الجيش الايراني وحزب الله بأسلحة متطورة؟ الى أين يقود الرئيس بوتين؟

من المؤكد ان نتنياهو سيقف خلال الزيارة على نوايا بوتين وسيعرض امامه سياسة اسرائيل ومطالبها بشأن الاتفاق المستقبلي مع سوريا. وتتقاسم إسرائيل وروسيا التقدير بأنه ليس بمقدور ايران وحزب الله معا انقاذ نظام الأسد، رغم تدخلهم المباشر والمتواصل في الحرب. فضعفهم بارز على خلفية فشلهم المشترك ويثير في روسيا علامات استفهام حول جودتهم كحلفاء على الأرض.

ومن جانبها ابدت اسرائيل اصرارا على عدم السماح بنشاطات ايران وحزب الله في هضبة الجولان، ومن المؤكد ان هذا التوجه لا يغيب عن انظار بوتين، ويتحتم عليه اخذه في الاعتبار خلال تحديد سياسته في سوريا.

الى جانب زيارة نتنياهو لروسيا، يمكن ملاحظة سباق القوى العظمى بين امريكا وروسيا. بعد قيام موسكو بإطلاق الطلقة الاولى، بدأت واشنطن بصياغة ردها – انها ضالعة منذ زمن في النشاط الحربي ضد داعش في المجال الجوي القريب من سوريا. وهذا بالإضافة الى الجانب الاستراتيجي الأوسع للصراع الكبير بين القوتين العظميين منذ قديم الزمان على مجالات التأثير في الشرق الأوسط.

الجانبان يملكان رغبة بمنع التدهور، ومن هنا فان قرار اجراء اتصالات امنية – عسكرية فورية يمكنها ان تتسع لتصل الى المفاوضات الشاملة حول مستقبل سوريا، بما في ذلك مسألة الوجود الايراني على اراضيها. ربما يكون تشجيع الولايات المتحدة على الدخول في مفاوضات استراتيجية للتوصل الى حل شامل في سوريا، هو الهدف الحقيقي الكامن وراء اللعبة الروسية. وزير الخارجية الامريكي يلمح الى استعداد بلاده لدخول هذا المسار، واسرائيل تملك مصلحة واضحة في ذلك.

سلوك بوتين في الأزمات الخارجية يدل على أنه يخطط خطوة بعد خطوة، من خلال الحفاظ على الخيارات للتحولات العاجلة التي تمليها الأحداث غير المتوقعة على الأرض. في 2013، عندما بدأت سوريا بتفعيل السلاح الكيماوي في الحرب الاهلية طولب الرئيس اوباما بتنفيذ وعده باعتبار ذلك اجتيازا للخط الأحمر. وفي الوقت الذي كان يدرس فيه خطواته، نشر بوتين مقالة في "نيويورك تايمز" حدد فيها بأن مرتكبي الجريمة هم الجهات المعارضة، بل اضاف بأن هناك معلومات تفيد بأنهم سيقومون باستخدام هذا السلاح في المستقبل ضد اسرائيل.

وبدأ اوباما بنشر المعدات الحربية الاستراتيجية بهدف تفجير مجمعات الاسلحة الكيماوية، وخلال فترة قصيرة غير بوتين رأيه وبادر مع اوباما الى خطوة لإخراج الاسلحة من ايدي الأسد برعاية دولية. وخلال ذلك تم تناسي التهديد لإسرائيل والذي تبين انه معلومات مضللة.

باستثناء رغبته بإنقاذ الأسد، يحتفظ بوتين بالأهداف الاخرى في صدره. من المؤكد انه سيرغب بالتجاوب مع توقعات إسرائيل، التي لا يمكنه تجاهلها. كما ستتابع واشنطن اللقاء ونتائجه، كي تفهم ما هو توجه رئيس الحكومة. هل سيتعامل فقط مع الأمور الآنية – تطوير الأسلحة الروسية التي تم منحها للسوريين والايرانيين وحزب الله، والحفاظ على التفوق النوعي للأسلحة الاسرائيلية في كل وضع؟ وهل سيضع اسرائيل كلاعب ناشط وقوي يجب اخذ احتياجاتها الاستراتيجية في الاعتبار، خاصة فيما يتعلق بإيران؟

على كل حال، فان الحوار المتسع بين الولايات المتحدة وروسيا، يحتم على اسرائيل عدم الظهور كلاعب محايد بين القوى المتصارعة في الشرق الاوسط. التحالف الاسرائيلي – الأمريكي، يسير في الاتجاهين، وعندما سيتم مناقشة تطوير التفوق النوعي المطلوب لإسرائيل في مجال الأسلحة والاحتياجات الاستراتيجية، خلال اللقاء الذي سيعقد في نوفمبر في البيت البيض، يحظر ترك أي تشكك بشان التزام اسرائيل ازاء حليفتها. وحين يتعلق الأمر بسوريا من المهم ان تهتم الولايات المتحدة بإسرائيل، كما تهتم روسيا بإيران. ربما يؤثر اللقاء في موسكو على طريقة استقبال رئيس الحكومة في واشنطن – كحليف او كزبون. وعلينا ان نذكر بأن الرئيس بوتين يقدر ويحترم إسرائيل القوية.

يهود امريكا: الصفقة والمعضلة

تكتب د. غبريئيلا برزين، في "يسرائيل هيوم" ان الرئيس أوباما، الذي ضمن الموافقة على الاتفاق النووي من دون الحاجة إلى فرض الفيتو، يدرس خطواته في "الجانب الصحيح للتاريخ"- التعبير المفضل لدى اوباما والمنتقدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من ناحية أخرى، ينطوي الكفاح المستمر للمعارضين للاتفاق على أهمية تاريخية. كان يتحتم على نتنياهو معارضة الصفقة، ويجب الاعتراف بأنه بفضله، باتت نسبة كبيرة من مواطني الولايات المتحدة، من اليهود وغير اليهود، ومن الجمهوريين والديمقراطيين، تدعم الموقف الإسرائيلي. انهم يتذكرون التاريخ ويفهمون المخاطر. وعلى هذه الخلفية، ونظرا لحقيقة أن العديد من اليهود وممثلي اليهود في مجلس الشيوخ دعموا الصفقة بالذات، فإنه ليس من المستغرب أن مسألة موقف اليهود من الصفقة لا تتوقف.

عندما سئل اوباما مؤخرا، في لقاء اجرته معه لجين ازنر، محررة الصحيفة اليهودية الامريكية "The Forward" حول ما اذا كان لا يتخوف من ان تمس الاجواء الناشئة بين ادارته واسرائيل، بدعم اليهود للحزب الديموقراطي، اجاب انه قبل كل شيء، فان اليهود الامريكيين، تماما مثل السود الامريكيين وكل المجموعات الأخرى، يتمتعون بطيف واسع من المخاوف. يهمهم موضوع القروض للجامعيين، والإسكان والفقر والصحة وغيرها. وهو محق في ذلك.

في الواقع الايديولوجي كان يمكننا ايضا، الادعاء بأن هناك شيء غير لبرالي في الانشغال العيني بموقف اليهود. صحيح انه من الصعب الامتناع عن مشاعر عدم الارتياح ازاء حقيقة كونه يعتمد سياسيا على اليهود الذين لا يتخذون القرارات على أساس موضوع واحد، حتى عندما يتعلق الأمر بمستقبل اسرائيل.

وفي الجانب الثاني للخارطة السياسية، سأل دنيس فارغر، المذيع والمحلل المحافظ، ما الذي يجعل الكثير من اليهود الامريكيين يدعمون الاتفاق. وحسب اقواله فانه يُصدق اليهود الامريكيين الذين يتمتعون بخلفية داعمة لإسرائيل، بأنهم يؤمنون بأن الصفقة جيدة لهم، لكنه يعتقد فقط ان موقفهم – الذي يختلف عن رأي الغالبية في إسرائيل – هو نوع من "الصفاقة". وفي المقابل فانه لا يصدق اليهود الذين لا يتمتعون بخلفية مؤيدة لإسرائيل عندما يقولون ان الصفقة جيدة. وحسب اقواله فان اسرائيل لم تعد مهمة بالنسبة لعدد يتزايد بشكل دائم من اليهود الامريكيين.

اليهود هم المجموعة الاثنية والدينية الاكثر يسارية في امريكا، وهو يشير بذلك الى العلاقة المباشرة بين تبني وجهات النظر اليسارية وبين العداء لإسرائيل. تفسير فارغر هذا مثير للقلق ويستحق الانتباه. كما يتضح من النقاش حول الصفقة النووية، فان اليسار الصهيوني في إسرائيل لا يؤثر تقريبا على اليسار اليهودي الامريكي، بل في الغالب ان العكس هو الصحيح. اضف الى ذلك ان هذه الحقيقة تثير التخوف من ان اليسار اليهودي الامريكي غير الصهيوني، يمكن ان يتدهور ويتبنى طرق اليسار الراديكالي الاوروبي. وكما هو معروف، هناك جهات في اليسار اليهودي الامريكي، لا تتردد في التعاون والحصول على تمويل من قبل المعادين للصهيونية.

هذه ليست القنبلة الايرانية، ولكنها قنبلة موقوتة تمس بإسرائيل بما في ذلك اليسار الصهيوني. ولذلك من الجيد ان يصر اليسار الصهيوني على الولاء للصهيونية عندما يحاور اليسار اليهودي الامريكي، حتى عندما يسمي نفسه مواليا للصهيونية. خلال القرن الماضي، كان الفوز في السباق على تحقيق القنبلة النووية من نصيب "الجانب الصحيح للتاريخ"، ولكن يجب ان لا ننسى ان الامر كان مجرد خطوة بين ذلك وبين حصول "الجانب غير الصحيح للتاريخ" على القنبلة. ويجب على اليهود عدم نسيان ذلك، سواء كانوا صهاينة او غير صهاينة.

التعليـــقات