رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 16 آب 2015

الأحد | 16/08/2015 - 01:50 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 16 آب 2015


بسبب تكرار العمليات: الجهات الأمنية لا تستبعد اغلاق شارع 443 امام الفلسطينيين
كتب موقع "واللا" ان الجهاز الأمني لا يستبعد اتخاذ قرار بإغلاق شارع 443 امام حركة المرور الفلسطينية بسبب موجة العمليات التي وقعت عليه مؤخرا، وكان اخرها طعن جندي امس السبت. وقال الموقع نقلا عن اوساط امنية ان العمليات التي وقعت على الشارع في الأسبوع الأخير، لا تدل على حدوث تصعيد في المنطقة، وانها تعتبرها عمليات موضعية. لكن سكان المنطقة الاسرائيليين، وخاصة سكان موديعين المجاورة، يتخوفون من ان تشكل هذه العمليات اشارة الى ما ينتظرها.

وتضيف هذه الاوساط انه على الرغم من القلق، فانه في هذه المرحلة لا توجد خطط لدى المؤسسة الأمنية للتوصية بإغلاق الطريق أمام حركة المركبات الفلسطينية. ومع ذلك، اوضحت جهات امنية أنه إذا استمرت "الهجمات الإرهابية" على طول الطريق، فإنها قد تشكل أساسا لإجراء تغييرات في تقييم الوضع.

وحسب المصدر فان الخطوة التي يدرسها الجهاز الأمني، والتي ستطرح للنقاش خلال تقييم الوضع اليوم، هي تعزيز الأمن على الطريق لمنع حتى منفذي العمليات المنفردين من الوصول إلى نقاط الاحتكاك وتنفيذ هجمات.

وقال مصدر عسكري ان "الحواجز المختلفة اقيمت على هذا المسار كجزء من مركبات الدفاع التي فكر فيها الجيش قبل فتح الطريق امام الفلسطينيين". ويشار الى ان شارع 443 الذي تم شقه للربط بين موديعين والقدس، يخضع للخلاف بين اسرائيل والفلسطينيين منذ اكثر من عشر سنوات. وفي عام 2002 تم اغلاق الشارع امام الفلسطينيين في اعقاب عمليات اطلاق النار القاتلة التي استهدفت المدنيين الاسرائيليين. وبعد ثماني سنوات قام الجيش، بأمر من المحكمة العليا، بفتح الشارع امام الفلسطينيين. وتقوم على امتداد الشارع مبان فلسطينية تستخدم لرشق الزجاجات الحارقة والحجارة على السيارات الإسرائيلية والمدنيين الذين يتنقلون على هذا الشارع.

اصابة جندي وشرطي في حادثي طعن

يذكر ان جنديا وشرطيا من حرس الحدود الاسرائيلي اصيبا بجراح طفيفة، امس، في حادثي طعن وقع احدهما على الشارع 443، حيث قام  شاب فلسطيني، من بيت عنان، في ساعات الصباح بطعن الجندي بالقرب من حاجز "بيل" القريب من بيت حورون. وكتبت "هآرتس" ان قوة من الجيش اطلقت النار على الفلسطيني واصابته بجراح طفيفة، ومن ثم اعتقلته. وقال الجيش ان الشاب اقترب من الجندي وطلب منه ماء، وعلى الفور قام بطعنه. لكن سائق سيارة اسعاف من الهلال الأحمر الفلسطيني مر في المكان، قال ان الشاب طلب الماء من الجندي فانقض عليه الجنود وضربوه، فاستل سكينا وطعن الجندي دفاعا عن النفس.

اما الحادث الثاني فوقع في المساء، قرب مفترق "تفوح"، جنوب نابلس، حيث طعن فلسطيني آخر شرطيا من حرس الحدود واصابه بجراح طفيفة. وقام شرطي آخر بإطلاق النار عليه واصابه بجراح بالغة توفي متأثرا بها. وعلم ان القتيل هو رفيق التاج. وقال الشرطي الذي قتل الشاب الفلسطيني ان "الفلسطيني وصل فجأة وبدأ بطعن احد المحاربين الذين تواجدوا معي، وخلال ثانية فهمنا ان المقصود عملية هجومية وفهمت انه يجب العمل بسرعة فاطلقت النار على المخرب. ويسرني انه تم احباط المخرب قبل ان يتمكن من تحقيق هدفه".

واثنى وزير الأمن موشيه يعلون على جنود الجيش وحرس الحدود "لردهم السريع" وقال "ان المحاربين اثبتوا مهنية واصرارا وقدرة عسكرية عالية كما يتطلب في محاربة الارهاب الفلسطيني وبشكل عام". واضاف يعلون: "فليعرف كل من يحاول المس بجنود الجيش وشرطة حرس الحدود او مواطني اسرائيل ان دمه في رأسه. محاربة الارهاب الفلسطيني، المنظم والفردي معقدة وتتطلب قبضة حديدية وطول نفس ووعي، وهكذا نحن نعمل".

السلطة تشجب وحماس تحث على مواصلة العمليات

ودعت حركة حماس الى مواصلة العمليات، وقالت ان "عمليات المقاومة هي رسالة من الشعب الفلسطيني بأنه يمضي على طريق النضال ومقاومة الاحتلال". واضاف الناطق بلسان الحركة حسام بدران "ان جنود الاحتلال الذين يزرعون الدمار في الضفة الغربية يعيشون منذ الآن بقلق متواصل بسبب الردود المتوقعة من الشعب الفلسطيني".

وشجب ديوان الرئيس الفلسطيني قتل الشاب رفيق التاج واعتبره "استمرارا لسياسة القتل الإسرائيلية اليومية". وحمل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الضفة. وشككت السلطة الفلسطينية بالرواية الإسرائيلية لتفاصيل الحادث.

بلاغ كاذب

الى ذلك اعلنت نجمة داوود الحمراء في لواء القدس انها تلقت قبل منتصف الليلة الماضية بلاغا حول تعرض سيارة اسرائيلية للرشق بالحجارة على طريق شيلو – ترمس عيا، وان السيارة انقلبت واصيبت سائقتها. لكن طاقم الإسعاف الذي وصل الى المكان، وقام بتمشيط المنطقة لم يعثر على مصابين، ولم يكن هناك يا ذكر لانقلاب سيارة جراء رشقها بالحجارة، كما نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة).

علان فقد وعيه، والجهاد تهدد بوقف الهدنة

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الأسير الاداري الفلسطيني محمد علان فقد وعيه في مستشفى "برزيلاي" في اشكلون، وتم ربطه بجهاز التنفس الاصطناعي، ليكون بذلك اول علاج يتم تقديمه له منذ ادخل الى المستشفى اثر اضرابه عن الطعام. واعلنت كتائب القدس التابعة للجهاد الاسلامي، يوم الجمعة، انه اذا مات علان فان التنظيم سيعتبر نفسه محررا من التهدئة امام اسرائيل. كما اعلنت قيادة الأسرى الامنيين انها ستدعو الى التمرد داخل السجون اذا توفي علان.

وجرت يوم الجمعة تظاهرة في المسجد الأقصى دعما لعلان، وامس جرت تظاهرة قرب مفترق عرعرة شارك فيها نحو 300 شخص. وخلال التظاهرة قامت الشرطة بإغلاق الشارع الرئيسي.

وقد بدأ التدهور في حالة علان مساء يوم الخميس الماضي، ودخل في حالة تشنج صباح الجمعة، ومن ثم فقد وعيه. ومنذ تلك اللحظة زالت مسألة التغذية القسرية عن الجدول، لأن علان لا يشعر بالألم ولا يستطيع مقاومة العملية جسديا. ويقوم الاطباء الان بتنفيذ المطلوب من اجل منع موته، ويتم تسريب الفيتامينات والاملاح الى جسده. كما اجريت له فحوصات دموية لأول مرة منذ اخضاعه للعلاج. وسيحاول الاطباء ايقاظه بعد عدة أيام. ومن المحتمل ان يكون قد اصيب بضرر دماغي.

وجاء من مستشفى برزيلاي ان علان يحصل على العلاج الطبي الذي يشمل التنفس الاصطناعي والسوائل والاملاح وان حالته مستقرة. وحسب المشفى فان علاج علان يتفق مع توجيهات اللجنة الأخلاقية، وسيتم لاحقا اجراء الفحوصات المطلوبة لتقييم حالته الصحية وتحديد طرق علاجه. وقال مدير المشفى د. حيزي ليفي ان علان سيحصل على كل ما يتطلب من اجل انقاذ حياته. وحسب الطبيب فقد شرب علان الماء من الصنبور قبل فقدانه لوعيه، وباستثناء ذلك لم يقدم له الاطباء العلاج بناء على عدم رغبته بذلك.

وقالت د. تامي كرني، رئيسة لجنة الاخلاق الطبية في نقابة الابطاء انها التقت علان قبل فقدانه لوعيه، وقالت له بشكل واضح انه اذا فقد وعيه فسيتم عمل كل شيء من اجل انقاذه. وقالت د. كرني لصحيفة "هآرتس" ان علان "لم يقل شيئا، وكان هذا يعني الموافقة بصمت. كان من الواضح انه اذا فقد وعيه فسيحصل على العلاج المطلوب، ولو طلب بشكل واضح عدم معالجته في حال فقدانه للوعي لما قدم له الاطباء العلاج".

مصر تفتح معبر رفح غدا لثلاثة ايام

كتبت صحيفة "هآرتس" ان السلطات المصرية، ستقوم غدا، بفتح معبر رفح لأربعة أيام، في الاتجاهين، حسب ما اعلنه مدير المعبر في الجانب الفلسطيني، خالد الشاعر. وقال انه سيتم فتح المعبر صباح الاثنين، وسيبقى مفتوحا حتى يوم الخميس. وسيسمح بمغادرة القطاع باتجاه مصر فقط للذين تسجلوا لدى وزارة الداخلية الفلسطينية واجهزة الأمن التابعة لحركة حماس. ويأتي هذا القرار بعد نداءات كثيرة تم توجيهها الى السلطة المصرية لفتح المعبر وتسهيل تحرك عشرات آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون الدخول والخروج.

وكانت المرة الأخيرة التي تم فيها فتح المعبر، في شهر حزيران، حيث تم فتحه لعشرة ايام، سمح خلالها بدخول الفلسطينيين من مصر الى القطاع، اما المغادرة فكانت محدودة وسمح بها فقط للجهات المحتاجة. وخلال الشهر الماضي لم تفتح مصر المعبر بسبب الهجمات القاتلة التي تعرض لها الجيش المصري في سيناء. وحسب معطيات جمعية "غيشاه" من اجل حقوق الإنسان الفلسطيني، فقد تم في حزيران تسجيل خروج 5029 فلسطينيا من القطاع ودخول 1417 مواطنا عير معبر رفح.

يشار الى ان معبر رفح عمل بشكل منتظم تقريبا حتى منتصف 2013، بشكل يتفق مع الظروف الامنية. ووصل الحد الادنى من عدد المسافرين عبره، الى 20348 شهريا، مقابل دخول 20468. وعندما تم اسقاط نظام الاخوان المسلمين في النصف الثاني من 2013، بدأت السلطات المصرية العسكرية بتقليص العمل على المعبر، بحيث اصبح عدد المسافرين حاليا لا يتجاوز 4847 شهيرا، مقابل دخول 4632.

تعيين قائد لواء المظليين السابق، طوليدانو، سكرتيرا عسكريا لنتنياهو

ذكرت "هآرتس" ان الناطق العسكري الاسرائيلي، اعلن يوم الجمعة، انه تقرر تعيين قائد لواء المظليين السابق، العقيد اليعزر طوليدانو، لمنصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة نتنياهو،  خلفا للجنرال ايال زمير الذي سيتم تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية. وسيتم ترقية طوليدانو لمنصب عميد تمهيدا لتعيينه، علما ان تعيين السكرتير العسكري لرئيس الحكومة يعتبر مسألة حساسة ولذلك يتم تنسيق الموضوع مع رئيس الاركان ووزير الأمن.

قائد الشرطة الذي عجز عن حماية الجرحى السوريين، احد ثلاثة مرشحين لتسلم منصب المفتش العام

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان قائد المنطقة الشمالية للشرطة المفتش زوهر دبير، هو احد ثلاثة مرشحين رئيسيين لتسلم منصب المفتش العام للشرطة، الامر الذي يثير التحفظ بسبب اخفاقه في حماية الجرحى السوريين الذين تعرضوا للهجوم وقتل احدهم على ايدي الدروز قبل شهرين تقريبا.

وكتبت الصحيفة  ان عملية التنكيل التي نفذها دروز من هضبة الجولان بحق الجريحين السوريين في 22 حزيران، والتي اسفرت عن قتل احدهما والتسبب للآخر بجراح بالغة الخطورة، وقعت في اليوم التالي لتعرض سيارة اسعاف اخرى، نقلت جرحى سوريين، الى اعتداء بالقرب من قرية حرفيش في الجليل.

لقد اعترض عشرات المواطنين الدروز في حينه، سيارة الإسعاف العسكرية التي كانت تنقل الجرحى الى المركز الطبي في نهاريا، وطالبوا بمعرفة من يتواجد فيها، وبعد نجاح السيارة بالهرب من المكان لاحقها عدد من السكان بسياراتهم وقاموا برشقها بالحجارة. وفي اليوم التالي للحادث في حرفيش عقدت الشرطة الجلسة الأسبوعية لقيادتها العليا، ونوقش خلالها موضوع الهجوم على سيارة الإسعاف. وقدم قائد المنطقة الشمالية المفتش زوهر دبير، استعراضا للحادث، وصفه المفتش العام للشرطة دنينو بأنه "خطير" وطلب التعامل بحساسية وتنسيق النشاط مع الجهات العسكرية المعنية وتلقي تقرير حول كل جريح يصل الى البلاد.

ولكن بعض الذين شاركوا في الجلسة يقولون ان دنينو طلب التأكد، ايضا، "من عدم حدوث مفاجآت". وحسب ادعاء احد المشاركين، فقد طلب دنينو من دبير تبليغ رئيس قسم العمليات في الشرطة، اهرون اكسول، اذا كانت هناك حاجة لتجنيد قوات اخرى لتنفيذ المهمة. وفي مساء اليوم نفسه نزلت سيارة اسعاف من الجولان وعلى متنها الجريحين السوريين. ورافقت سيارة الإسعاف سيارة جيب عسكرية واحدة، وهي قوة لم يكن امامها أي امل بمواجهة حوالي 150 مشاغبا. وهكذا بعد 12 ساعة فقط من تلك الجلسة وقعت عملية التنكيل الفظيعة التي اصيب خلالها، ايضا، جندي من الجيش وطبيب عسكري رافق سيارة الإسعاف.

فور وقوع الحادث حملت الشرطة المسؤولية للجيش، لكن الجيش غضب وادعى انه بما ان الحديث كان عن مواطنين خارجين على القانون، ووقع داخل حدود اسرائيل فان الشرطة هي التي تتحمل المسؤولية. ويتضح الان ان الشرطة كانت تعرف عن ذلك ايضا. والدليل على ذلك ان الشرطة تقوم اليوم، وبعد ذلك الحادث المروع الذي انتهى بموت جريح سوري، بحراسة سيارات الاسعاف العسكرية.

بعد شهرين من الحادث تحول دبير الى احد المرشحين الثلاثة لمنصب المفتش العام للشرطة. ويحتج ضباط في الشرطة على ذلك ويقول ضابط رفيع: "هذه فضيحة. لقد شكلوا لجنة للتحقيق في حادث الطعن خلال مسيرة المثليين، وهناك لم تعرف الشرطة ما الذي سيحدث، لكن هنا، في حادث الشمال الذي كانت تعرف الشرطة ما يمكن حدوثه خلاله وناقشت ذلك مع كل القيادة، يتم بالذات تكنيس القضية تحت الطاولة".

وفي تعقيبه على ذلك قال الناطق بلسان الشرطة في المنطقة الشمالية انه "خلافا للادعاءات المطروحة في التقرير، فانه لا توجد أي شائبة في سلوك اللواء الشمالي في الحادثين. لقد عمل اللواء بما يتفق مع القانون ومع الصلاحيات والتوجيهات. وهذه الأمور موثقة في برتوكول اجتماع القيادة العليا للشرطة. من المؤسف ان جهات تملك مصلحة، ترشقنا بالوحل من خلال تجاهل حقيقة انه لم تحدث أي شائبة في سلوك اللواء، خاصة سلوكه بعد الحادث، والذي شمل اعتقال عشرات المشبوهين وتقديم مرتكبي العملية للمحاكمة خلال اعتقالهم".

نتنياهو عين نفيه سفيرا كي يتخلص منه في مركز الليكود

تكتب يديعوت احرونوت" ان بنيامين نتنياهو اختار الوزير داني دانون، احد منافسيه الكبار داخل حزب الليكود، لتسلم منصب السفير في الامم المتحدة، للتخلص منه في مركز الليكود، على حساب مصلحة اسرائيل القومية. وجاء في التقرير انه يفترض بالسفير لدى الامم المتحدة تمثيل الموقف الرسمي لدولة اسرائيل ولرئيس حكومتها.  وقد فضل نتنياهو دانون على الوزير اوفير اوكونيس الذي كان مرشحا لهذا المنصب ايضا، رغم ان نتنياهو لم يعتبر دانون، ابدا، حليفا سياسيا.

ففي الانتخابات التمهيدية لعام 2009، دعم نتنياهو طال برودي لتمثيل منطقة الشارون كي يمنع انتخاب دانون، لكنه فشل في ذلك. وعشية انتخابات 2013، وبعد ان تم انتخابه لرئاسة مركز الليكود، فاجأ دانون حين احتل المكان الرابع في قائمة المرشحين للكنيست، ما اجبر نتنياهو على تعيينه نائبا لوزير الأمن. لكن دانون لم يسهل الامور على نتنياهو، وقاد خط الصقور داخل الحزب. فقد دعا الى تدمير سلطة حماس واحتلال غزة، وهاجم المفاوضات السياسية. وبعد فترة وجيزة من بدء عملية الجرف الصامد، فصله نتنياهو من منصبه واتهمه بمساعدة حماس، وذلك بعد قيام دانون بمهاجمته واتهامه بالضعف وعدم القدرة على هزم الارهاب والادعاء بأنه يطبق سياسة ميرتس.

في نهاية الأسبوع انتقدت جهات في وزارة الخارجية هذا التعيين، وقالت: "ان دانون هو الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب وفي الوقت غير المناسب. لن يتعامل احد معه بجدية في الامم المتحدة، لأن الجميع يعرفون بأنه ليس مقربا من نتنياهو ولا يمثله، بل تم اقصائه عن الحكومة. فهذا الشخص يمثل مواقف تعتبر بمثابة شرشف احمر حتى في نظر صديقات إسرائيل كجمهورية التشيك وكندا واستراليا. فمن هم الذين سيقنعهم هناك؟ رجال حفل الشاي؟"

لقد اثار التعيين خلافات داخل الليكود والمعارضة. وقال مسؤول رفيع في حزب الليكود ان نتنياهو فضل التعيين السياسي على التعيين المهني فقط كي يقصي دانون عن رئاسة مركز الحزب. "لقد ارسل نتنياهو دانون الى الأمم المتحدة كي يتخلص منه ويستعيد قوته داخل مركز الليكود". واضاف المصدر: "كانت هنا صفقة غير رسمية بين نتنياهو ودانون: سفير في الأمم المتحدة مقابل مركز الليكود". وقالت مصادر اخرى في الحزب: "لقد ثبت مرة اخرى ان لدى نتنياهو لا توجد أي قيمة للاخلاص وللمضي معا في الطريق السياسي. انه سيسبب دائما الضرر للمخلصين له، وسيرقي بالذات اكثر المعارضين المتطرفين له".

في المقابل رحبت جهات اخرى في الليكود بهذا التعيين، ومن بينهم النائب تساحي هنغبي والوزراء يعلون وشالوم وريغف وغملئيل. وقال مصدر في الليكود: "هناك انتقادات لمواقف دانون، ولكن ما الذي يريده المعارضون، ان يتم تعيين زهافا غلؤون سفيرة لنا في الأمم المتحدة. دانون يعرف كيف يكون رسميا حين يحتم الأمر، لكنه يعرف ايضا كيف يحارب على الحقيقة بدون خوف".

اما في المعسكر الصهيوني فعقبوا بشكل ساخر على التعيين. وقالوا: "ان تعيين وزير الفضاء سفيرا في الامم المتحدة يعتبر مسمارا آخر يسعى بيبي الى غرزه في نعش العلاقات الخارجية لإسرائيل. رئيس الحكومة يتصرف كآخر منظمي الوظائف في الليكود وليس كزعيم يجب ان تقف مصالح إسرائيل امام ناظريه".

وأضاف رئيس المعسكر الصهيوني، النائب يتسحاق هرتسوغ ان "داني (العزلة الدولية) دانون هو تعيين ساخر وسياسة صغيرة. من المؤكد ان بيبي يؤمن بأن خطابات ومواقف دنون ستساعده على حلبة العلاقات الخارجية الحساسة". وقالت تسيبي ليفني: "نتنياهو يتخلى عن دولة إسرائيل في اشد المعارك السياسية ضراوة على الحلبة الدولية، ويفضل مصلحته الشخصية داخل مركز الليكود على المصالح الامنية لإسرائيل".

البنك العربي يوافق على دفع تعويضات لقسم من ضحايا العمليات في إسرائيل

كتبت "يسرائيل هيوم" انه بعد سنة تقريبا، من قرار طاقم المحلفين في الولايات المتحدة بأن البنك العربي، احد اكبر البنوك في الشرق الاوسط، يتحمل مسؤولية غير مباشرة عن تمويل 24 عملية نفذتها حركة حماس بين 2001 و2004، علم يوم الجمعة، انه تم التوصل الى تسوية يوافق البنك بموجبها على دفع تعويضات لعائلات الضحايا، لكنه لم يتم بعد الاتفاق على حجم التعويضات.

وكما يذكر فقد حدد طاقم المحلفين في نيويورك بأن البنك عمل خلافا للقانون الامريكي المضاد للإرهاب، وان عليه دفع تعويضات لعائلات قسم من الضحايا. وفي الدعوى التي تم تقديمها من قبل مئات الامريكيين الذين اصيب ابناء عائلاتهم في العمليات، ادعي بأن البنك كان يعرف بأن رجال حماس استخدموا فروع البنك لتحويل الاموال الى عائلات المخربين الانتحاريين وللنشطاء الآخرين الذين كانوا ضالعين في العمليات العدائية. وفي اعقاب الفوز بالدعوى تقرر القيام بإجراء منفرد لتحديد حجم التعويضات، ومن المتوقع ان يبدأ هذا الأسبوع.

يشار الى ان البنك الذي يسيطر على املاك تقدر بأكثر من 40 مليار دولار، هو احد المؤسسات البنكية الهامة في العالم العربي، ويقوم فرعه الرئيسي في الأردن. وشكل القرار بالنسبة له سابقة قضائية، لأن هذه هي اول مرة يخسر فيها البنك دعوى مدنية تعتمد على القانون الامريكي في موضوع الارهاب.

مقالات
تطرف في إسرائيل؟ بالعكس

يكتب افي شيلون، في "هآرتس" ان الانطباع الذي تخلفه التحليلات في وسائل الاعلام، والحوار العام، بشكل عام، هو ان المجتمع الاسرائيلي يزداد تطرفا. وساهم احراق بيت عائلة دوابشة وقتل شيرا بانكي بتعميق هذا الانطباع وما يصاحبه من شعور بالغثيان. ولكن، هل اصبحنا فعلا نمر في عملية تدهور؟

فحص الأحداث والخطوات التي ميزت اسرائيل منذ اقامتها يدل بالذات على عملية عكسية. في كثير من المفاهيم، تعتبر إسرائيل تعددية وديمقراطية ومتسامحة اليوم اكثر مما كانت عليه في الماضي. من المعروف انه حتى عام 1966 كان العرب الإسرائيليين يخضعون للحكم العسكري. لكن قلة يتذكرون تأثيره اليومي، بما في ذلك حظر التجول الليلي شبه الثابت. حتى سنوات الثمانينيات لم يكن في إسرائيل أي حزب عربي مستقل. ليس هناك شك في أن العلاقات بين اليهود والعرب تحتاج الى التحسين، ولكن العملية تعتبر عملية تقدم.

كما ان الأعمال الوحشية المعادية للعرب ليست ظاهرة جديدة. بعد الهجوم الذي وقع في بيسان في عام 1974 قام مدنيون من اسرائيل، من الناس المعياريين، بتشويه جثث الإرهابيين. وفي مطلع سنوات التسعينيات صرح رئيس وزراء إسرائيل، أنه من المفضل عدم الابقاء على العربي حيا اذا تم القبض عليه بعد مهاجمته ليهودي. ويوجد عنصريون في الكنيست اليوم، ولكن لا يوجد أي حزب سياسي يدعو إلى الترانسفير القسري (كما كان في الثمانينيات) أو الطوعي (كما في التسعينيات). وكان القادة الرئيسيين للحزب اليساري الأساسي، العمل، من أبرز المعارضين لاعادة الأراضي، بل ان بعضهم عارضوا السلام مع مصر. وكان من الصعب على اسحق رابين النطق بكلمة "دولة فلسطينية" حتى يومه الأخير.

من الواضح ان وزيرة الثقافة التي تحارب الفنانين تثير القلق، ولكن في 1970 لم يتم فقط منع مسرحية "ملكة الحمام" لحانوخ ليفين من قبل الرقابة على الافلام والمسرحيات، وانما قام المشاهدون بعد السماح بعرضها، بالمشاغبة خلال العرض. وفي 1983، لم يكتف المتظاهرون بالشتائم، بل القى احدهم قنبلة على ناشط من حركة "سلام الآن". وفي تلك السنة كان يصعب حتى الحلم بتنظيم مسيرة للمثليين في القدس.

لقد صدم نتنياهو الكثيرين عندما حذر عشية الانتخابات من تصويت العرب، ولكن في الحملة الانتخابية لعام 1981، قام مناحيم بيغن، الذي ينظر اليه الآن كزعيم يميني يحن اليه حتى اليسار، بتأجيج النفوس  من خلال التهديد بالحرب، والذي انعكس في مقولة "احذر يا أسد، يانوش ورفول على اهبة الاستعداد".

بشكل عام يظهر الفحص الواقعي أن إسرائيل اليوم اصبحت مستنيرة اكثر مما كانت عليه في السابق. فما الذي يسبب اذن، الشعور بالتطرف؟ من السهل القول ان الزمن تغير والعالم تقدم، وهكذا، ايضا، توقعاتنا. لكن التاريخ لا يتحرك بالضرورة في اتجاه إيجابي. من المعروف، ان ألمانيا بقيادة بسمارك كانت أكثر استنارة من ألمانيا بقيادة هتلر، على أقل تقدير.

أحد أسباب الشعور بالتطرف ينبع من ان الإجراءات والتصريحات التي تمت في الماضي كانت تتم باسم الدولة بينما تقال اليوم باسم الدين، الأمر الذي يضفي عليها لمسة تهديد اكبر. ويكمن سبب آخر في الرأسمالية المتأخرة، التي تشجع على البحث عن السعادة والراحة المتخيلة، المتضاربة مع الواقع الذي كان، ولا يزال معقدا.

ويرتبط سبب آخر بتقنيات النشر والتصوير، التي تجعل من المستحيل تجاهل ما كان بعيدا عن الأنظار والمعرفة. ولكنه يبدو ان التفسير الأكثر صائبا، يكمن في سبب ذاتي: صعوبة التسليم بسلطة اليمين التي لا تظهر نهايتها في الأفق. لا شك ان إسرائيل تحتاج الى تغيير عميق، ولكن هذا يرتبط بمركبات الحكاية الصهيونية عامة، وليس بما يحدث في السنوات الأخيرة.

عندما تنتهي ادعاءات ابنيري

يكتب الدكتور رائف زريق في "هآرتس" ان قراءة ما كتبه البروفيسور شلومو افينيري في الصحيفة (عن اليمين واليسار 31.7) ردا على مقالتي التي نشرت في "هآرتس" (بعنوان "1967 استمرار لـ1948"، وهو عنوان اختاره المحرر)، جعلتني اعتقد بأن افينيري لم يقرأ مقالتي، لأنه يجادل ما لم تتضمنه. وليس مفاجئا انه لم ينجح في رده باقتباس ولو جملة واحدة مما كتبت.

وسأبدأ بعرض الأمور كما عرضها افينيري. حسب اقواله ان مقالتي "تهاجم بشكل خاص اليسار الصهيوني، الذي يسعى الى التمييز بين ما حدث في عام 1948 وبين احتلال 1967". ويدعي انه "حسب زريق لا يوجد أي فرق: ففي الحالتين يجري الحديث عن حرب استعمارية إسرائيلية  هدفت الى سلب الشعب العربي الفلسطيني من وطنه". ويواصل افينيري القول ان موقفي هذا يشبه موقف اليمين الاستيطاني ومواقف شارون، الذي ادعى "ان الحكم على نتساريم يشبه الحكم على تل ابيب".

وأذكر انني بدأت مقالتي بعرض ثلاث نظريات أساسية حول الصهيونية: "الأولى، المنتشرة في صفوف اليمين، ترى في الحركة الصهيونية حركة قومية بكل ما يعنيه الأمر، والثانية، العكسية، والمتعارف عليها في الاوساط المعادية للصهيونية، ترى في الصهيونية مشروعا استعماريا، وبالنسبة لها لا يوجد فرق بين احتلال 1967 وبين 1948، واما الثالثة، التي تميز اليسار الصهيوني، فتدعي انه يجب التمييز بين حربي 1948 و1967: ما حدث في 1948 هو جزء من المشروع القومي، بينما ما حدث في 1967 اصبح يشذ عن الاحتياجات القومية المبررة ولذلك فانه يعتبر خطوة استعمارية. وارغب بالمقارنة بين 1948 و1967 وعرض نظرية رابعة".

وبالتالي اقترحت بشكل واضح نظرية رابعة، تدمج بين التاريخين، ولكن بشكل يثبت انه لا يمكن التمييز بين القومي والاستعماري. بل كتبت فيما بعد ان الاحداث في الحربين "تغرينا على رؤية حدث واحد متواصل في الحلقتين – سواء كان الحديث عن انقاذ قومي او خطوة استعمارية هدفها الاستيطان والسلب. والحقيقة هي ان الدمج بين 1967 و1948، يسمح لنا بفهم الصهيونية بشكل اكثر مركبا". هذا هو ما كتبته.

ينسب لي افينيري موقفا ارفضه، كي يكون من المريح له مجادلتي. نعم انا اعتقد ان هناك استمرارية بين ما حدث في 1948 و1967، هناك ممارسات استيطانية مماثلة وإجراءات سلب متشابهة، ولكن جوهر ادعائي هو أنه من الصعب فهم الصهيونية داخل إطار ثنائي بسيط - اما الاستعمار أو القومية. الصهيونية تمثلهما معا. انها ليست مجرد حركة لاجئين وليس مجرد حركة مستوطنين وسالبين؛ وهي ليست مجرد حركة للضحايا، بل أيضا حركة تسبب الضحايا، حركة مضطَهِدين ومضطَهَدين.

الموقف الذي يؤيده افينيري والذي يقول ان 1948 يمثل القومية بينما 1967 يمثل الاستعمار، يمكنه ان يطرح توجها سياسيا براغماتيا تمهيدا لبداية حل الصراع، ولكنه ليس بديلا للتحليل التاريخي والنظري. لقد انطوت احداث 1948 على عامل استعماري واضح، يتواصل وجوده في إسرائيل داخل حدود 1948، وكان ولا يزال قائما كعامل قومي في المستوطنات داخل الاراضي المحتلة عام 1967.

ربما هناك فرق في الكمية، ولكننا نجد العاملين في كل مكان. محاولة الفصل ببساطة بين "هنا" و"هناك" منيت بالفشل، لأن ذلك لا يسمح بفهم مدى ارتباط العامل القومي للصهيونية بعاملها الاستعماري.  موقفي لا يعني انه لا يوجد فرق بين 1967 و1948، ولكنه لا يعني عدم وجود تواصل بينهما. يصعب علي الفهم لماذا لا يفهم افينيري ان التشابه والاختلاف يمكنهما التواجد في آن واحد. لماذا يصعب عليه الرؤية بأن سياسة الأراضي داخل إسرائيل 1948، وخاصة في النقب والجليل، شملت طابعا استعماريا واضحا، كما تقوم في جزء من المستوطنات وراء الخط الاخضر عوامل دينية وقومية. لماذا يصعب عليه رؤية مركبات الأمور؟

وما دمنا نتحدث عن العبر التاريخية، من الواضح اليوم ان ما يسمى "عملية السلام" لا ينجح بفصل إسرائيل القومية داخل حدود 1948 عن اسرائيل المحتلة والمستوطنة في اراضي 1967. هل هذا مجرد صدفة؟ حسب رأيي هذا ليس صدفة، لكنه بالنسبة لافينيري هو مجرد صدفة فقط.

ويضيف افينيري: " من يدعي بان حرب 1948 كانت جزءا من الخطة الاستعمارية الصهيونية يقول عمليا انه من ناحية الفكر التقدمي، كان الانتصار الاسرائيلي في 1948 انتصارا استعماريا وان من كان ينبغي أن ينتصر هو الطرف العربي". كما يضعني افينيري هناك، وبشكل متلاعب، الى جانب المفتي (ويشمل ذلك التذكير المعتاد بعلاقته مع النازيين)، وصدام حسين وبشار الأسد. وهو يريد بكل بساطة وضعي في المكان الذي يمكنه مجادلتي فيه بشكل مريح. اين يظهر ذلك في مقالتي؟ هل هذا هو ما استنتجه؟ هل يمكنني، سياسيا وتاريخيا، معارضة خطة التقسيم وفي الوقت ذاته انتقاد انظمة عربية مستبدة ووحشية؟ لماذا يجب تبني هذه الثنائية التي لا تسمح بموقف ثالث؟ 1948 كانت في الوقت ذاته حرب لليهود ضد البريطانيين – وفي الأساس- ضد الفلسطينيين. هل يمكن النظر الى هاتين الجبهتين الحربيتين بعين واحدة؟

كان يمكن لحرب 1948 ان تترسخ في وعي الجمهور اليهودي كحرب قومية، بينما كانت على الجبهة الفلسطينية استعمارية، وعلى الجبهة ضد البريطانيين معادية للاستعمار. لماذا لا؟

وتصل القمة في رد افينيري عندما ينسب إلي موقف "قومية عربية عنصرية، تلتحف بالكلمات التقدمية، ظاهرا، ولا ترى سوى القومية العربية شرعية وتستحق اقامة دولة قومية". هل يفترض بي كشرط لتكرم افينيري بإخراجي من قائمة "القومية العربية العنصرية"، ان اعترف بحق كل شعب في كل وقت ومكان باقامة دولة له، دون أي علاقة بالأثر الذي سيخلفه قيام دولة ما على شعوب ومجموعات أخرى؟ هل الشرط لذلك هو ان اوافق، كفلسطيني، على التخلي عن موطني لصالح مشروع قومي لشعب آخر؟ هل كل من يعارض قرار التقسيم في 1948 هو عنصري؟ وهل لكي اخرج من قائمة العنصرية القومية يفترض بي، مثلا، الموافقة على الاستيطان اليهودي في فلسطين ودعم حق اليهود باقامة دولة سيادية مع غالبية يهودية في فلسطين، حتى لو كان ذلك سيأتي على حساب شعبي؟ الا توجد حقا حجج ثقيلة الوزن تقوم على القيم الليبرالية العالمية، التي تبرر مقاومة قرار التقسيم؟ هل  الاستيطان في وطن شعب آخر، وتحويله الى شعب من اللاجئين، ووراثة أرضه، وبيته، وأثاثه وكتبه، واحتلال بقية وطنه – كل هذا يعتبر خطوات ليبرالية ومستنيرة، بينما تعتبر مقاومة ذلك عنصرية؟

سأذكر افينيري: لقد عارض التقسيم ايضا حانة أرناديت ومارتين بوبر والشيوعيين العرب (حتى غير ستالين موقفه من الموضوع) – فهل كانوا جميعا عنصريين؟

ولكن مقالتي تضم عبارة أخرى تتعلق بحرب 1948، والتي كان يفترض بافينيري مواجهتها: "في حالة الصهيونية، فان الاقليم الذي تتحقق فيه القومية هو ايضا الاقليم الذي يتحقق فيه الاستعمار. حسب هذا التوجه يمكن الادعاء ان حرب 1948، كانت حربا استعمارية وحرب وجود قومي في الوقت ذاته، لسبب بسيط وهو ان الصهيونية خلقت وضعا يعتبر فيه الوجود والاستعمار حالة واحدة، ولا وجود قومي بدون الاستعمار والسلب". والسؤال هو ما الذي يملكه افينيري ردا على ذلك؟ لماذا لا يمكن للحرب ان تكون قومية واستعمارية في الوقت ذاته؟

بالنسبة لأفينيري ان الجانب القومي للصهيونية والجانب الوجودي لحرب 1948، يوفران لائحة دفاع ضد ادعاء الاستعمار والسلب. يمكن ادعاء عكس ذلك تماما. الصهيونية هي حركة قومية، ربما لم تكن نيتها السلب والاستعمار، ولكن السلب والاستعمار يشكلان أثرا جانبيا تاريخيا طبيعيا لها – حتى وان لم يكن ضروريا. هذا هو ما حاول افينيري التهرب منه، وعلى هذا اريد أنا الاصرار.

المشكلة هي ان الموقف الذي يعرضه افينيري يسمح بنوع آخر من القومية اليهودية في فلسطين، ليس استعماريا – وبهذا فانه يرسخ الصراع لأجيال. افينيري يقول لنا، اما ان توافقوا على الاستعمار اليهودي او انكم عنصريين، اما ان توافقوا على التفوق اليهودي او انكم تكرهون اليهود. في انكاره، بدلا من اقتراح بداية للحوار تتيح التفكير بإنهاء الوضع الاستعماري، يرسخ افينيري الوضع الاستعماري، بل يبقي على القومية اليهودية – هنا والآن في فلسطين – أسيرة للاستعمار.

لقد انهيت مقالتي بالدعوة الى اعادة التفكير بشكل يسمح بقومية يهودية جديدة تعرف جذورها الاستعمارية وتتحمل المسؤولية. ويبدو ان ما اغضب افينيري هو ليس عدم استعدادي للاعتراف بها، من خلال الفصل بينها وبين الاستعمار القائم هنا ووراء الحدود، لأن مثل هذا الفصل يسمح بقومية ليست استعمارية. ولهذا يتحتم اجراء عملية فصل بالغة وحذرة وطويلة. لا يمكن لليهود ولا يستطيعون اجراء عملية كهذه بدون تعاون من قبل الفلسطينيين.

لكنه يبدو ان افينيري يصر على التمسك بالمفهوم الاستعماري. الفقرة الأخيرة من مقالته التي يطالبني فيها بشكره على تركي في وطني والسماح لي بالدراسة في مؤسساته، بل والدراسة في جامعة هارفرد والعمل في مؤسسة تمولها المانيا، تشكل دليلا حيا على نوعية هذا التفكير الذي ينصب فيه افينيري نفسه كممثل لأوروبا وامريكا وكل "العالم المستنير". هذا هو ما يحدث كما يبدو حين تنتهي كل الادعاءات.

هدف ذاتي

يكتب بن درور يميني في "يديعوت احرونوت" ان داني دانون هو شخص جدي. لديه وجهات نظر واضحة وراسخة. انه ليس رجل يمين آخر. انه يمين اليمين. انه يؤيد ضم المناطق (الفلسطينية)، ويؤيد توسيع المستوطنات، وليس الكتل منها فقط. انه يعارض مصطلح "الكتل الاستيطانية"، ويعارض حل الدولتين. لقد ادار حملة ضد ما يعتبره السياسة الضعيفة لنتنياهو امام حماس، وفوق هذا كله، يمثل دانون بالذات الحلم الدافئ لكارهي اسرائيل. هكذا هم يحبوننا كي يكرهوننا. الان ينتقل دانون الى شباك العرض الاسرائيلي. انهم ما كانوا سيحلمون بهدية افضل منه.

لقد تسبب دانون بكثير من المشاكل لنتنياهو في الليكود، الأمر الذي حتم على نتنياهو ابعاده. بين قلق نتنياهو على مصالحه السياسية الضيقة والمصالح القومية، اختار نتنياهو مرة اخرى نتنياهو. إسرائيل يوك. الامر لا يعني فقط ان سفيرا جيدا في الامم المتحدة، كما كان ابا ايبن وهرتسوغ رحمهما الله، سيجعل السويد تصوت الى جانب اسرائيل. ولكن سفير إسرائيل في الأمم المتحدة يمثل رمزا. لقد مثل دانون حتى الآن اليمين المهووس، والآن سيمثل إسرائيل. السفير الحالي رون فروشوار يقوم بعمل رائع. انه ليس لطيفا ومهنيا، فهو ابعد ما يكون عن ذلك، وهو يعرف كيف يكون حادا وعدوانيا، ولكنه يعرف ان دعم البؤر الاستيطانية، مثلا، هو هدف ذاتي بالنسبة للمصلحة القومية.

إسرائيل تواجه حملة كبيرة لنزع شرعيتها وانسانيتها. وهذه امور معروفة. المشكلة الرئيسية ليست مع رجال النواة القاسية في حركة المقاطعة (BDS). انهم خاسرون. لكن الحرب ضدهم ليست خاسرة. عندما يعرضون صورتهم الحقيقية – فهم ضد السلام وضد حل الدولتين، ومن اجل القضاء على دولة اسرائيل. انهم يكذبون بلا هوادة، ويمكن محاربتهم. ولكن ما الذي سيقوله لهم دانون بالضبط؟ انه هو ايضا يعارض حل الدولتين؟ انه يؤيد المزيد من المستوطنات؟ انه يؤيد الضم ويعارض منح الحقوق المدنية للفلسطينيين؟ حتى في الكنس الارثوذكسية في نيويورك لا يشترون هذه البضاعة، لكن هذا ما يملكه دانون لبيعه.

كبار المدافعين عن إسرائيل في امريكا الشمالية هما الاستاذين ألين دارشوفيتش وايرفين كوتلر. انهما يعرفان كيف يواجهان كل ادعاء ضد إسرائيل، تقريبا. بما انه لا يوجد حتى الآن جمهور جدي، وهذا يشمل انصار إسرائيل، يبدي استعداده لشراء مواقف مدرسة سفيرنا الجديد في الأمم المتحدة، ربما كان يمكن لدانون ان يمثل الليكود في مؤسسات حاباد في بروكلين، ولكن ان يمثل إسرائيل رسميا؟

عندما قال افيغدور ليبرمان ان على إسرائيل الموافقة على مقترحات جون كيري، قبل سنة ونصف، كان دانون هو الذي وقف امام نتنياهو واعلن ان هذا لن يحدث. وفي الوقت الذي يتحدث فيه نفتالي بينت عن ضم المناطق C، فان دانون يتحدث عن ضم ما هو اوسع من ذلك. فهل هو بالذات من يعينه نتنياهو لتمثيل اسرائيل؟

قبل عدة أسابيع فقط، اوضح نتنياهو ان الحملة المعادية لإسرائيل تشكل تهديدا جديا. وهو محق. ولكن نتنياهو بنفسه فصل دانون لأنه يعرف ان مواقفه تعزز الحملة المعادية لإسرائيل. يمكن فهم سبب رغبة نتنياهو بالتخلص منه، ولكن لماذا يعاقب اسرائيل؟ من المثير معرفة ما هي الخطوة القادمة، وما اذا ستكون دانييلا فايس سفيرتنا في الاتحاد الأوروبي؟

سوريا: من يريد فعلا انتهاء الوضع؟

يكتب د. افرايم هرارا، في "يسرائيل هيوم" ان سوريا هي دولة مصطنعة، تم اختراعها من قبل بريطانيا وفرنسا في اتفاقيات سايكس بيكو. والى ما قبل اندلاع الحرب الأهيلة، كانت الأقلية العلوية تسيطر بالقوة على الغالبية السنية بواسطة عائلة الأسد. وعلاوة على ذلك، فإن السنة كانت تنظر دائما الى ديانة العلويين كفصيل خائن ارتد عن الشيعة ويكفر بالإسلام. لا عجب، إذن، أنه بدأت مع الربيع العربي انتفاضة شعبية تطمح للإطاحة بسلطة الأقلية.

لكن أعمال الشغب التي تمحورت حول طبيعة السلطة تحولت منذ فترة طويلة الى مشكلة ثانوية: فالحرب الدامية، التي تجري في سوريا اليوم، هي في جوهرها حرب بين السنة والشيعة. إيران الشيعية تطمح لتصدير ثورة آيات الله، وتسعى، كخطوة أولى، الى السيطرة من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا. انها تقدم للأسد الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي.

وأمام التدخل الإيراني تقف الدول السنية، التي تعرف جيدا ما هي تطلعات آيات الله، والخطر الذي تمثله إيران بالنسبة لها: انها تعمل على دعم المنظمات السنية في سوريا (وتخوض حرب المواجهة في اليمن). كما تعتبر الدولة الإسلامية، وهي سنية أيضا، الاستيلاء على سوريا كمرحلة أولى لتطهير أرض الإسلام من الكفار، وفي المرحلة الثانية توسيع مناطق الإسلام والسيطرة على العالم كله.

هناك لاعب آخر في الساحة السورية هي تركيا السنية بقيادة اردوغان. فنظامه يعمل لتحقيق هدفين رئيسيين: الإطاحة بنظام الأسد ومنع استقلال الأكراد. ولكن لدى أردوغان، ايضا، أحلامه المشابهة لأحلام الدولة الإسلامية، بتجديد الخلافة بقيادته. وليس عبثا ان الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ القرضاوي، اعلن أنه الخليفة المناسب للأمة الاسلامية.

هناك عدد كبير من السيناريوهات المحتملة، ويصعب تحليلها في وقت مبكر، سيما ان انتصار احد اللاعبين يمكن أن يؤدي إلى انتشار القتال إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، الذي ترتفع فيه ألسنة اللهب في كل الأحوال. على كل حال هناك مؤشرات على تفكك كبير للنظام العلوي: لقد عفا الأسد مرة أخرى عن الجنود المتهربين، على أمل التغلب على الجيش المتضائل؛ تركيز النظام على الدفاع، والذي ينتهي غالبا في الفترة الأخيرة، بالتراجع.

في الأسبوع الماضي، انسحب الجيش، أيضا، من مناطق السيطرة القريبة لمعاقل العلويين؛ وبدأت صواريخ غراد بالسقوط على اللاذقية، المدينة العلوية الواقعة على ساحل البحر المتوسط؛ ومني حزب الله بمئات القتلى في صفوفه، دون أن يتمكن من احتلال مناطق كبيرة؛ والأهم من ذلك كله - ان إيران تطرح الآن خطة لإنهاء الحرب، تشمل التنازلات لمعارضي النظام. ومن المتوقع ان ترفضها الدولة الإسلامية وجبهة النصرة لأن هذا الاقتراح يدل على الضعف، وضعف العدو في الإسلام يحتم محاربته.

من المهم أن نتذكر أن جميع الأطراف المشاركة في الحرب ترى في الكيان الصهيوني الهدف الأول لتدميره: بالنسبة للسنيين والشيعة تعتبر إسرائيل تلوثا يجب إزالته عن الخريطة. وكلاهما يعتبران اليهود أمة لعنها الله. ولذلك، يجب على إسرائيل أن تتصرف ككيان عدواني جدا، يرد بحسم على أي مس بها، مهما كان صغيرا. جميع اللاعبين يطمحون إلى إبادتنا، وفي الشريعة الإسلامية يمكن فقط لمزيج من العدو القوي وضعف المؤمنين أن يعفي من الجهاد. علينا ألا نؤيد أي جانب: حتى اذا سقطت سوريا، فانه لا يوجد لنا أي حليف محتمل من بين هذين التيارين في المستقبل.

 

وزارة الاعلام 

التعليـــقات