رئيس التحرير: طلعت علوي

كوارث النجاح

الأحد | 26/07/2015 - 12:33 مساءاً
كوارث النجاح

عمران القفيني 

هل تصدق أن للنجاح كوارث؟ يصبح الموظف الصغير مديراً فينقلب مزاجه حاداً، يخال الناس عبيده. يا عزيزي، أرجوك لا تحترمني. فقط احترم نفسك، ونعمة كريم. لكن ليس هذا ما أكتب عنه.


قبل أقل من شهر، فتحت جامعة النجاح تخصصاً جديداً للماجستير سمته إدارة الكوارث والمخاطر. نعم؟
نعم، الكوارث والمخاطر في فلسطين. أكيد لا تقصد الاحتلال. غزة محررة الحمد لله، والضفة آمنة، وليس في بلادنا تسونامي.
أي كارثة بالضبط تقصد الجامعة يا ترى؟ عزيزتي النجاح، إن أكبر الكوارث أن يتخرج الطالب ولديه إيمان بحتمية القعود في البيت فترة محترمة. وقلقه الأكبر: كم ستطول إقامته على حساب أبيه؟


حملة الماجستير في بلادنا يا حبايبي - والله - أكثر من بائعي الفلافل. وثلثاهم لا يحسنون استخدام المكتبة استخداماً علمياً، أو الإنترنت. ومن يحسن منهم ذلك، يفشل في إقامة جملة واحدة، تفهمنا بماذا يفكر الأستاذ الكبير.
طيب لماذا الدراسات "العليا"؟ 200 شيقل علاوة حكومة + بريستيج. والدكتوراة أحلى طبعاً.
تحصي المتعلمين فتنفتح شهيتك، وتناقش أحدهم فتقعد محزوناً، تتساءل أين تعلم هذا وكيف، ثم لماذا؟


قبل الطالب، نريد أن تسأل الجامعة نفسها هذه الأسئلة؛ أولها لماذا تُعلِّم، ثم تأتي الأخرى: كيف وأين؟ ومن سيُعلِّم، ومن سيتعلم. أظن أن التعليم ليس حقاً للجميع. مهلاً، سأقول لكم كيف. إن من يخطط من بداية الفصل لسرقة بحث أو لاكتشاف طريقة يستولي فيها على تعب غيره بالجامعة استيلاءً ليس من حقه أن يتعلم.


وبخصوص الكوارث، يا نجاح، ويا كل الجامعات، ليس عندنا زلازل ولا براكين، ولا تسونامي الله يهديكم. عندنا احتلال وبس. وأكبر كوارثنا - بعد الاحتلال - البطالة. تلك التي جامعاتنا جزء منها.
لنكن أقسى على المؤسسة؛ رحمةً بالفرد. تفتح الجامعات التخصصات ولا تفكر بمصير زبائنها. لو تنوي الجامعات تنتقي طلابها انتقاء، وتضع الخطط الحقيقية التي أهلكونا فيها ولم يطبق منها شيء. خطط مواءمة التخصصات مع احتياجات سوق العمل.
هذه أسخف نكتة أكاديمية سمعتها يا حلوين.


حقكم عليّ، نسيت أننا نقع تحت مرتفع هندي متوحش، يشوي الوجوه شياً سبعة أيام في السنة فقط، وأحد عشر يوماً كل عام فوق منخفض تركي، آمل أن يأتينا مدبلجاً في قابل أعوامنا، فافتحوا الكوارث والمخاطر.

التعليـــقات