رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 28 أيار 2015

الخميس | 28/05/2015 - 08:46 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 28 أيار 2015

تحقيق "هآرتس": ربيب الاستيطان، اليهودي الامريكي موسكوفيتش، وراء شراء الكنيسة على طريق القدس – الخليل لتحويلها الى مستوطنة

يكشف تحقيق أجرته "هآرتس" حول منطقة الكنيسة المحاذية لشارع ستين في الضفة الغربية، على طريق القدس – الخليل، والتي يعمل المستوطنون على ترميمها لتحويلها الى بؤرة استيطانية مقابل مخيم العروب، ان جمعية امريكية يقف من خلفها المليونير الامريكي اليميني ايرفين موسكوفيتش وزوجته، تشيرنا، هي التي قامت بشراء منطقة الكنيسة وعملت على تحويلها بطريقة ذكية الى المستوطنين بمساعدة شركة وهمية.
وكانت "هآرتس" قد نشرت يوم الجمعة، ان الناشط اليميني وعضو بلدية القدس ارييه كينغ، الخبير في شراء ممتلكات فلسطينية، قام بشراء منطقة الكنيسة القديمة التي تصل مساحتها الى 38 دونما. وقبل عدة أشهر بدأ العمل لترميم الكنيسة والمباني المجاورة لها بهدف توطين المستوطنين فيها. وتم بذل جهود كبيرة لإخفاء هدف الترميم، بحيث لم يعرف العمال الفلسطينيين الذين يقومون بأعمال الترميم في خدمة من يعملون، ولم يعرفوا الا الشخص الوهمي الذي عرض نفسه باسم عمانوئيل وانه نرويجي يسعى الى ترميم الكنيسة. وقيل الأمر نفسه لضباط الجيش الذين وصلوا الى المكان لفحص ما يحدث.
وفي الأسبوع الماضي، ادعى مصدر في المجلس الاقليمي في غوش عتسيون، ان كنيسة اسكندنافية هي المالكة للكنيسة ومحيطها. وادعى المحامي ارييه سوخولوبسكي في تصريحات ادلى بها لوكالة الأنباء الفلسطينية "معا"، انه يمثل الكنيسة السويدية وان النشر حول نية المستوطنين الاستيطان في الكنيسة هو نشر كاذب. وقال: "الكنيسة هي التي تملك المكان، ونحن نقوم بترميمه لتحويله الى نُزل لخدمة اليهود والمسلمين والمسيحيين الذين يمرون في المنطقة". لكن تحقيق "هآرتس" يكشف الطريقة التي اتبعت لشراء المكان في سبيل تمويه هوية المالكين الحقيقيين وشكل نقل الكنيسة الى ملكية المستوطنين.
حتى العام 2008، كانت الكنيسة ومنطقتها تتبع لكنيسة مشيخية في بنسلفانيا تحمل اسم "The Independent Board for Presbyterian Foreging Missions". وقالت الراهبة جوهان دبانفورت، التي ادارت المكان، في محادثة هاتفية: "أقمت هناك، ولكننا قررنا وقف مهمتنا في إسرائيل لأنهم قالوا لنا في بيت لحم انه يوجد ما يكفي من المسيحيين المحليين ولا حاجة لنا". وقررت ادارة الكنيسة بيع الممتلكات، وتم في آذار 2008 تنفيذ الصفقة. وفي محادثة هاتفية مع الراهب كيث كولمان، مدير الكنيسة، والمتواجد في بنسلفانيا، قال انه تم بيع الكنيسة ومحيطها لشركة سويدية. وحسب اقواله فان الشركة هي مؤسسة كنسية مقرها في حيفا، وتم بيع الكنيسة لها كي تعيد ترميمها.
ومثل الجهة السويدية في الصفقة المحامي شلومو بن مناحيم، من القدس، والذي رفض التعقيب على الموضوع. ويتبين من فحص تاريخ الشركة التي تسمى "Scandinavian Seaman Holy land Enterprises"، انها شكلت غطاء هدف الى نقل ملكية المكان للمستوطنين. وقد تأسست هذه الشركة في ستوكهولم في عام 2007، وليس لديها مكاتب. وكان ممثلها الذي وقع على عقد البيع هو برونو فانيسكا، وهو زوج غيرو، الناشطة القديمة من اجل إسرائيل، والتي تملك منزلا في حيفا. وفي عام 2007 حصلت من متحف الكارثة "ياد فشيم" على وسام "نصير الأمم" لقاء ما قام به والدها من اجل انقاذ اليهود خلال الكارثة.
وتملك غيرو شركة نرويجية تنظم رحلات الى الأرض المقدسة، وحسب اقوال مصدر في الجالية النرويجية المسيحية في اسرائيل فإنها "امرأة مثيرة للانطباع ويمكنها تجنيد الكثير من الأموال، وهي تقدم الاموال للمستوطنات، وليس لديها أي مشكلة في تجنيد المال لصفقة كهذه".
وبعد قيام الشركة السويدية بشراء ممتلكات الكنيسة، قامت بتحويل الصفقة الى الادارة المدنية للمصادقة عليها، وتلقت تصريحا يؤكد اتمام الصفقة. وقامت الراهبة دبانفورت بإخلاء محتوياتها من المبنى وغادرت اسرائيل في عام 2010.
وبعد الحصول على ترخيص رسمي توقفت الشركة السويدية عن دفع الرسوم المستحقة عليها في السويد، فأمرت السلطات بتعيين شخص لتصفية ممتلكات الشركة. ولم تكن الشركة تملك الا المنطقة الكنسية على شارع القدس – الخليل. وتولى مهمة تصفية ممتلكات الشركة المحامي غوستاف كارديليوس، والذي رفض كشف الاجراءات التي قام بها لتصفية ممتلكات الشركة بادعاء التزامه بالسرية.
واجرت "هآرتس" اتصالا مع غيرو فانيسكا، فقالت "يوجد هنا عدم فهم" وأغلقت الهاتف. لكن غيرو رحبت بجهات اخرى توجهت اليها بشأن الصفقة للمساعدة، وقامت بتوجيهها الى المحامي سوخولوبسكي. وفي عام 2012، تم نقل الشركة السويدية لملكية "الجمعية الامريكية لأصدقاء افرست". ورغم اسمها الا ان هذه الجمعية تنشط في القدس الشرقية، وتحظى بتبرعات مالية من المليونير الامريكي اليميني موسكوفيتش وزوجته تشيرنا، ويدير هذه الشركة زوج ابنتهما، اورن بن عزرا.
ويتولى موسكوفيتش التمويل الرئيسي للنشاطات التي يقوم بها رجل اليمين ارييه كينغ لشراء ممتلكات في القدس الشرقية. وتملك الجمعية في القدس املاكا تقدر بحوالي 12 مليون دولار. وفي عام 2012، ابلغت الجمعية السلطات الامريكية بأنها غيرت أهدافها الى "امتلاك وترميم مبان لتقديم خدمات الإسكان والتعليم للمحتاجين في القدس، وضواحيها القريبة". ولم يرد كينغ على توجهات "هآرتس" في الموضوع، كما لم يعقب على الموضوع المحامي سوخولوبسكي.
وبعد قيام "هآرتس" بالنشر عن الموضوع يوم الجمعة، تم وقف العمل في المكان، وقامت الجهات المرتبطة بالموضوع بتبليغ الجيش بأنها لا تنوي توطين مستوطنين في المكان في الفترة القريبة.
يشار الى انه تقع شمال وجنوب هذه المنطقة اراضي دولة يمكنها ان تتيح توسيع هذه المستوطنة بشكل كبير. ففي المنطقة الشمالية تقع مساحة كبيرة من الأراضي تصل الى 500 دونم، وقامت اسرائيل في 2005 بمسحها مجددا، وتم تسليمها لمستوطنة مغدال عوز. وفي الجنوب تقع مساحة كبيرة من الأراضي التي اعتبرتها إسرائيل اراضي دولة، لأنها كانت تعتبر كذلك  منذ العهد الاردني في الضفة، وتتبع حاليا للمدرسة الزراعية في العروب. لكن الادارة المدنية اجرت مسحاً لها في عام 2008، ويمكن لإسرائيل ان تسيطر عليها. كما علم ان هناك خطة لشق شارع يلتف على مخيم العروب، ويسهل الوصول الى المستوطنة الجديدة.
تقرير اسرائيلي: "الفلسطينيون يمجدون قتل الرياضيين في ميونخ وقاتلي الاسرائيليين"!
في اطار الحرب المضادة التي تقودها اسرائيل ضد السلطة الفلسطينية على خلفية تصويت الاتحاد العالم لكرة القدم (فيفا) غدا على طلب السلطة تعليق عضوية اسرائيل، تنشر يديعوت احرونوت" ان موقع "نظرة على الاعلام الفلسطيني" نشر تقريرا يدعي فيه ان "الفلسطينيين يمجدون في نشاطاتهم الرياضية ويحتفلون بقتل الرياضيين الإسرائيليين في ميونخ".
وجاء في التقرير انه من المفارقة عمل السلطة الفلسطينية على تعليق عضوية اسرائيل في الفيفا، في الوقت الذي لا تحترم فيه قيم الرياضة وروح الالعاب الأولمبية. وكمثال على ذلك، جاء في التقرير، "ان جبريل الرجوب اقام دوري لكرة التنس على اسم المخربة دلال المغربي، التي قادت الخلية التي نفذت عملية الشاطئ في 1978، والتي قتل خلالها 35 اسرائيليا، بينهم 12 طفلا، واصيب سبعة مواطنين آخرين".
كما يكتب التقرير ان حركة فتح "نظمت نشاطا رياضيا احياء لذكرى ابو جهاد، المخرب الكبير المسؤول عن قتل 125 اسرائيليا. ومنحت فتح رعايتها لبطولة شطرنج في الخليل على اسم المخرب مروان زلوم الذي كان مسؤولا عن الكثير من العمليات القاتلة، من بينها قتل الطفلة شلهيبت باس في الخليل".
كما يقتبس التقرير تصريحات متشددة للرجوب، منها الادعاء بأنه عندما نظم مركز بيرس للسلام مباراة كرة قدم لأولاد فلسطينيين واسرائيليين، وصف الرجوب ذلك بأنه "جريمة ضد الانسانية".
كما يدعي التقرير ان الرجوب هدد بطرد لاعبي المنتخب الفلسطيني الذين ابدوا استعدادهم للعب في اسرائيل. وقال في تصريح للتلفزيون اللبناني "لا نملك سلاحا نوويا بعد، ولكنني اقسم انه لو كان لدينا لكنا سنستخدمه". وكان نتنياهو قد عرض جانبا من هذا التقرير خلال اجتماعه برئيس الفيفا جوزيف بلاتر.
اسرائيل تتوقع فشل المبادرة الفلسطينية ضدها في الفيفا
في هذا السياق، كتبت "يسرائيل هيوم" انه من المفترض ان يجتمع أعضاء البعثة الإسرائيلية لمؤتمر الفيفا، المخطط عقده غدًا في النمسا، (وهي مسالة يسودها الشك بسبب قضية الفساد في تنظيم الفيفا)، مع أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد كرة القدم الأوروبي، بهدف إقناعهم بعدم التصويت على تعليق عضوية إسرائيل في أي نشاط دولي. ولم يتضح حتى الآن إذا كان اللقاء المؤتمر سيتم، بعد أن طلب الاتحاد الأوروبي أمس من الفيفا تأجيل المؤتمر لنصف سنة بسبب قضية الفساد، وإلا فأنّه سيقاطعه.
وإذا ما تم عقد المؤتمر كما هو مخطط يوم الجمعة، فان منع التصويت يحتم قيام الجانب الفلسطيني بسحب الاقتراح الذي قدمه. صحيح أنه حتى كتابة هذه السطور، لا يزال رئيس الاتحاد الفلسطيني، جبريل الرجوب، يعارض ذلك.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد نشرت الأسبوع الماضي أنّ رئيس الحكومة نتنياهو وافق على السماح للرياضيين الفلسطينيين الذين يملكون بطاقات مغنطيسية خاصة بحرية الحركة، وأنّ يقوم الاتحاد الإسرائيلي بدعم تقدّم كرة القدم لدى السلطة الفلسطينية، لكن العقبة تكمن في إصرار الرجوب على عدم السماح لخمس نوادي رياضية في مستوطنات أريئيل ومعاليه أدوميم وغيرهما، اللعب في إسرائيل.
وقال رئيس طاقم الإعلام في اتحاد كرة القدم الاسرائيلي، شلومي برزيل، انه "يحتمل ألا نصل الى مرحلة التصويت، لكن هذا يتعلق فقط بالرجوب، الذي يحاول التركيز على الفرق الخمس، أما سائر الأمور فإنّ هناك حلول عملية، وقد فهمت "الفيفا" أنها حققت هدفا ذاتيا في هذا الموضوع. واحد الاستنتاجات التي سيكون عليها التوصل اليها هو اضطرارها إلى تغيير الدستور في المستقبل. اليوم نحن، وغدًا قد يكون دور روسيا واوكرانيا. لقد قلنا للفيفا منذ البداية أنهم يرتكبون خطأ فادحا، لكنهم لم يصغوا إلينا واليوم تنقلب الأمور عليهم، إنها لعبة سياسية على أعلى المستويات. لو كنت سأراهن اليوم على عدد الدول التي ستصوّت لصالحنا، يمكنني الحديث عن 210 دول بينما المعروف ان عدد الدول الاعضاء في الفيفا، هي 209 دول. طابع عملنا يركز على عدم الوصول الى التصويت، وإذا تم التصويت، فلن نستغرب. من السخرية أنّ الاتحاد الفلسطيني الذي دعمنا نحن انضمامه، يطلب إبعادنا، إنه فعلاً جنون".
اسرائيل تهدد الامم المتحدة على خلفية توصية بضم جيشها الى قائمة قتلة الاطفال
تكتب "يديعوت احرونوت" متسائلة عما اذا  سيتم ادخال الجيش الاسرائيلي الى القائمة السوداء في الامم المتحدة التي تضم اسماء دول وتنظيمات متهمة بالتعرض لحياة الاطفال بشكل متواصل، والتي تضم حاليا تنظيمات داعش والقاعدة والطالبان؟ وتقول الصحيفة ان هذه التوصية وردت ضمن تقرير قدمته مبعوثة الامين العام للأمم المتحدة لموضوع "الاولاد في النزاع المسلح"، الجزائرية ليلى زروجي، التي طلبت تدوين اسم الجيش الاسرائيلي في القائمة التي ستنشر قريبا، على خلفية قتل اكثر من 500 طفل فلسطيني خلال عملية الجرف الصامد في قطاع غزة، واصابة 3300 طفل اخرين.
لكن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يميل الى الاعتراض على توصية زروجي، في اعقاب الضغط الاسرائيلي الكبير والتهديد بأن قرارا كهذا سيقود الى آثار بعيدة المدى على علاقات اسرائيل والامم المتحدة.
في المقابل تتعرض الامم المتحدة الى ضغوط كبيرة من جانب الفلسطينيين وانصارهم، وكذلك من قبل تنظيمات حقوق الانسان المختلفة. كما يدعم الفلسطينيون مسؤولون كبار في سكرتارية الأمم المتحدة، الذين يحثون مون على عدم الخضوع للضغط الاسرائيلي. وادعت مسؤولة في الامم المتحدة في رسالة وجهتها الى مون، ان مندوبين اسرائيليين هددوها هي ورفاقها بهدف اخراج الجيش الاسرائيلي من القائمة.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الاسرائيلية، امس: "كارهو اسرائيل يهددون ويخيفون الامم المتحدة، ولا احد يطرح أي ادعاء ضدهم. هذه فضيحة ونفاق. انت تعرف كم طفلا قتلت السعودية خلال قصف اليمن. اريد رؤية مبعوثة الامم المتحدة الجزائرية تتجرأ على ادخال السعودية الى القائمة".
وغراهام يهدد الامم المتحدة بقطع التمويل
وفي هذا الصدد كتبت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طرح هذا الموضوع، امس، خلال استقباله للسيناتور الامريكي ليندزي غراهام، المرشح للرئاسة الامريكية عن الحزب الجمهوري.
وكتبت الصحيفة ان السيناتور غراهام، صرخ خلال اجتماعه بنتنياهو انه اذا تم انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة، فانه سيكون بامكان المواطنين الإسرائيليين النوم بهدوء. وهدد غراهام الامم المتحدة بأنها "إذا حاولت السيطرة على مسار المفاوضات، فسأعمل على وقف تمويلها من قبل أمريكا".
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في القدس أوضح السيناتور غراهام ان "آخر ما يريده نتنياهو هي الحرب، ولكن آخر ما نريده نحنُ ورئيس الحكومة الإسرائيلية هو أنّ تتصرف إيران بدون إشراف ومراقبة. وقال السيناتور: "إنّ إيران تشكل تهديدا ليس فقط  بسبب السلاح النووي الذي تحاول الحصول عليه. ففي العامين الأخيرين، تحاول إيران التسلح ايضا بأسلحة تقليدية متعددة الانظمة، الأمر الذي يشكل تهديدًا ليس على المنطقة فحسب، وإنما على العالم برمته".
وصرح غراهام أنه يدعم حل الدولتين، وفق الصيغة التي يراها نتنياهو: السماح بحياة محترمة وإدارة حكم ذاتي للفلسطينيين، إلى جانب اعترافهم بإسرائيل والحفاظ على أمنها من خلال نزع السلاح. واوضح السيناتور أنه سيقف على أرس المعارضين للمبادرة أحادية الجانب من قبل فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب في الأمم المتحدة. وقال ان الكونغرس لن يسمح لفرنسا بالسيطرة على مسار السلام بواسطة مجلس الأمن وسأدفع مبادرة لوقف التمويل الأمريكي للأمم المتحدة. وعبر عن استيائه لكون مجلس الأمن وتنظيمات تتعامل بشكل غير متناسب مع إسرائيل، "يخيطون ملفًا ضد إسرائيل".
وقال: "جئت الى إسرائيل لأنها صديقتنا الوحيدة". وهاجم بشدة إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، براك أوباما، قائلاً أنّ أوباما هو المسؤول عن التوتر بيننا وبين نتنياهو. وأضاف أنّ العلاقات بيننا وبين إسرائيل متينة وجيدة".
استقالة بلير من منصبه كمبعوث للرباعي الدولي

كتبت "يسرائيل هيوم" ان مبعوث الرباعي الدولي الى الشرق الأوسط، طوني بلير قدم استقالته وذلك بعد ثماني سنوات، سعى خلالها للتوول إلى اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وعمل بلير طوال فترة طويلة في إسرائيل، وكان له مقر دائم في القدس، وفيه كان يجري اجتماعات مع ممثلي السلطتين الإسرائيلية والفلسطينية، إضافة إلى زياراته لدولٍ أخرى في الشرق الأوسط. وبعث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برسالة خاصة شكر فيها بلير على مساعيه الحثيثة لدفع الاستقرار والسلام في المنطقة.

حماس تعتقل ثلاثة نشطاء من الجهاد بشبهة اطلاق الصاروخ على اسرائيل
كتبت "هآرتس" ان قوات الامن في حركة حماس اعتقلت، امس، ثلاثة نشطاء في تنظيم الجهاد الاسلامي، بادعاء تورطهم بإطلاق صاروخ غراد انفجر في منطقة مفتوحة بالقرب من بلدة غان يبنيه الاسرائيلية، ليلة امس الاول. وقالت صحيفة القدس ان اعتقال الثلاثة تم بالتعاون مع اجهزة امن الجهاد الإسلامي، بعد ان ثبت ان ثلاثة من نشطائه قاموا بإطلاق الصاروخ. مع ذلك لم يعلن أي تنظيم في قطاع غزة مسؤوليته الرسمية عن اطلاق الصاروخ بينما كانت اسرائيل هي الجهة الوحيدة التي اشارت الى تورط الجهاد الاسلامي في الهجوم.
وحسب مصادر فلسطينية في القطاع فان الحديث عن خلية متمردة داخل الجهاد الاسلامي تصرفت بقرار منفرد وليس بتوجيه من قيادة التنظيم. كما قالت المصادر الفلسطينية ان حركة حماس تواصل العمل من اجل منع خرق اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل، وقامت بإعادة تفعيل الدوريات على امتداد الحدود للمراقبة ومنع اطلاق النار.
وردا على اطلاق الصاروخ، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي في ساعات الليل اربعة اهداف في جنوب القطاع. ولم يبلغ عن وقوع اصابات. وقال وزير الامن موشيه يعلون، ان القصف استهدف مواقع تابعة لحماس والجهاد الاسلامي.
وقالت مصادر في غزة لصحيفة "هآرتس" ان حماس اعلنت حالة التأهب وقامت بإخلاء مواقع كتائب عز الدين القسام قبل الهجوم الاسرائيلي. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد تطرق الى الهجوم امس، وقال ان اسرائيل ستقوم بما يجب للحفاظ على الهدوء الذي تم تحقيقه خلال عملية "الجرف الصامد". وقال وزير الامن يعلون، ان اسرائيل لا تنوي بتاتا تجاوز اطلاق النار على مواطنيها". واضاف في بيان لوسائل الاعلام انه "اذا لم يسد الهدوء فان قطاع غزة سيدفع ثمنا باهظا، سيجعل كل من يخطط لتحدينا الندم على فعلته". ونصح يعلون حركة حماس بأن تعمل على كبح أي محاولة لإطلاق النار على اسرائيل او استفزازها، "والا سنضطر الى العمل بقوة اكبر. ولا انصح احد باختبارنا".
وقال يعلون لاحقا، خلال مشاركته في مؤتمر عقد في معهد فيشر في هرتسليا، ان "ارساليات الاسلحة الايرانية الى غزة توقفت بعد ضبط السفينة "كلوز سي" قبل سنة. ومنذ ذلك الوقت جف مسار التهريب. وحماس والجهاد تواجهان صعوبة في التزود بأسلحة اصلية". وقال يعلون "ان إسرائيل تصر على الخطوط الحمراء التي حددتها، ولن تسمح بنقل السلاح المتطور من سوريا وايران الى حزب الله، ولن تتحمل نقل اسلحة كيماوية، ولن تسمح بخرق سيادتها". وعلى سبيل المثال، قال يعلون، انه اذا خرجت خلية لتنفيذ عملية من هضبة الجولان، فان علينا احباطها قبل ذلك، كما حدث مع خلية سمير قنطار قبل شهر".
وقال قائد سلاح الجو الجنرال امير ايشل خلال المؤتمر نفسه، ان "العلاقات تتوثق هذه الايام بين ايران وحزب الله وحماس". مع ذلك تكهن ايشل بأن حماس، هي المعنية بفتح جبهة مع إسرائيل، وليس حزب الله. وقال انه بينما تورط حزب الله في لبنان وسوريا، تعمل حماس على ترميم ذاتها، ولذلك لا يعتقد ان "جهة ما من الاعداء تريد الان فتح جبهة اخرى". مع ذلك اضاف ايشل انه "يمكن بسبب سوء تقدير او عدم فهم جهة ما، ان يحدث الامر. لكن احدا لا يعتبر ذلك الان مصلحة قوية".
امنستي: "حماس اعتقلت وعذبت واعدمت خصومها السياسيين"
ذكرت "هآرتس" ان منظمة امنستي نشرت امس، تقريرا حول المدنيين الفلسطينيين الذين تم اختطافهم وتعذيبهم واعدامهم من قبل حماس في قطاع غزة، في الصيف الاخير. وحسب التنظيم الدولي فقد اعدمت حماس ما لا يقل عن 23 فلسطينيا، واعتقلت وعذبت العشرات. واعتبرت امنستي ان بعض هذه الاعمال هي جرائم حرب.
يشار الى ان هذا هو التقرير الرابع الذي تنشره امنستي حول الحرب الأخيرة في غزة. وسبقته تقارير تطرقت الى عمليات الجيش الاسرائيلي في القطاع، ركز احدها على قصف وتدمير المنازل المأهولة، والثاني على مهاجمة المباني الرئيسية في قطاع غزة. اما الثالث فتطرق الى النشاطات الفلسطينية المسلحة.
ومن بين حالات الاعدام التي يشير اليها التقرير، ما حدث في 22 آب عندما قامت حماس باعدام ستة رجال على الملأ خارج المسجد العمري، وامام مئات المواطنين، ومن بينهم اطفال. وادعت حماس ان الستة كانوا عملاء، وادينوا في المحكمة الثورية. وجاء في التقرير انه تم تغطية رؤوس الستة وجرهم في الشارع حتى جدار المسجد، حيث اجبروا على الركوع امام الجمهور وتم اطلاق النيران على رؤوسهم، ومن ثم اطلقوا عليهم نيران الكلاشينكوف.
وقال احد نشطاء تنظيم امنستي، فيليب لوثر، ان "حماس استغلت الحرب لتصفية الحسابات بشكل وحشي. هذه الاعمال التي تقشعر لها الابدان هدفت الى دب الرعب في قطاع غزة". وحسب امنستي فقد تعرضت حماس الى الفلسطينيين الذين يعتبرون منافسين سياسيين لها، كأعضاء حركة فتح او الاشخاص الذين اتهمهم تنظيم حماس بالتعاون مع إسرائيل.
وجاء في التقرير ان 16 شخصا من بين الـ 23 الذين تم اعدامهم، كانت حماس تحتجزهم قبل عملية "الجرف الصامد"، وتمت محاكمة الكثيرين من خلال اجراءات غير عادلة، بل قال بعض المعتقلين انه تم تعذيبهم من قبل حماس بهدف اجبارهم على الاعتراف".
كما جاء في التقرير ان حماس اختطفت وعذبت الناس في العيادات الخارجية التي توقف مستشفى الشفاء عن استخدامها. وقال لوثر ان "حماس اظهرت استهتارا بالمواد الأساسية للقانون الدولي. فتعذيب المعتقلين خلال النزاع يعتبر جريمة حرب تماما كالاعدام بدون محاكمة".
انتحار ثلاثة سجانين اسرائيليين بفارق عشرة ايام

علم موقع "واللا" أنّ ثلاثة من طاقم السجانين في مصلحة السجون انتحروا بفارق زمني لا يتعدى عشرة أيام، كان آخرها في نهاية الأسبوع. وقد خدم السجانون الثلاثة في ثلاث وحدات مختلفة في مصلحة السجون– أحدهم ضابط في وحدة "نحشون"، والثاني سجان في سجن ايالون، والثالث سجان في سجن "حرمون" في شمالي البلاد. وعينت مصلحة السجون لجنة لفحص كل واقعة بشكلٍ منفرد، في محاولة لفهم ما الذي أدى إلى انتحار الثلاثة.

وحسب المعلومات المتوفرة فان السجان في سجن حرمون تعرض لتحقيق في الأيام الأخيرة، لذلك ليس من المستبعد أن يكون هذا هو سبب انتحاره. أما بما يخص الحالتين الأخيريين، فقد قال مسؤول في مصلحة السجون، إنّ الفحص الأولي كشف أنهما تعرضا لضائقة شخصية ليس لها علاقة بوظيفتيهما. وقال ضابط كبير في مصلحة السجون، إنه بسبب توالي الأحداث تقرر أن تقوم خدمات الصحة النفسية بإجراء محادثات مع سائر العاملين في مصلحة السجون. وسيتم التركيز في الوحدات التي خدم فيها المنتحرون.

"مما فهمناه، أنّ الأحداث التي وقعت غير مرتبطة بنشاطاتهم كسجانين"، قال الضابط مضيفا: "مع ذلك لا يمكن فصل الأمور عن بعضها تمامًا. "إنه عملٌ صعب، شاق ومركب، والسجانين يتواجدون في توتر غير اعتيادي خلال عملهم، ما قد يؤدي في مرحلة معينة لزيادة الضائقة لدى كل شخص من الضالعين في الأحداث التي وقعت".

حملة اعتقالات في قرية المغير

كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان قوات خاصة من وحدة "دوفدوفان" وقوات من كتيبة "نيتساح يهودا"، التي  تقوم بتنفيذ مهام عسكرية في منطقة رام الله، قامت بمداهمة قرية المغير واعتقلت سبعة من المطلوبين العرب. وقال قائد لواء بنيامين، العقيد يسرائيل شومر، إنّ "المعتقلين هم نشطاء في الارهاب الشعبي، ويعملون في منطقة "تسير الون" ومستوطنات "شيلو"، ويشتبه بمشاركتهم في العديد من النشاطات، بدءً من حرق إطارات للسيارات وإلقاء الحجارة وحتى زرع عبوات ناسفة".

واضاف ان "المهمة واضحة للجميع: احباط الجهات التي تهدد أمن المواطنين وتعيق الحياة اليومية". وتم تنفيذ العملية بسرعة وبصورة ناجحة، وشملت معتقلين تم نقلهم لاحقًا للتحقيق. وحول درجة النجاح لخّص قائد اللواء: " نعرف أنّ العمليات التي تنفذها قواتنا تؤثر بشكل كبير على أمن المواطنين ونرى نتائج، لكننا لا نأخذ أي نجاح كأمر مفهوم ضمنًا".

ريفلين: ترميم غزة في مصلحتنا

كتب موقع المستوطنين ان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين قام امس (الاربعاء) بجولة عسكرية على الحدود الشمالية، بدأها في معسكر "جيبور" قاعدة شعبة "حيرم"، القريب من كريات شمونة، وهناك استمع الى استعراض حول الوضع العسكري في المنطقة قدمه قادة القطاع وعلى رأسهم نائب رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال يئير جولان، وضابط قيادة الشمال الجنرال افيف كوخافي وقائد الفرقة العميد موني كاتس. وتحدث الضباط مع ريفلين حول التحديات الحالية مقابل حزب الله على الحدود مع لبنان، وحول المنطقة السورية في جوانبها المختلفة، وكل التحديات الدفاعية المختلفة وتنظيم القوات العسكرية المطلوب.

ومن هناك واصل ريفلين منطرة "مسغاف عام" ونظر الى العمق اللبناني وانطبع من الواقع العسكري كما ظهر على الأرض في إطار تدريب يحاكي انتشار قوات الدفاع في المكان في حال وقوع هجوم. ثم وصل الرئيس إلى موقع "ليلاخ"، والتقى بجنود غولاني وضباطهم.

وخلال زيارته تحدث الرئيس مع وسائل الإعلام وتطرق إلى إطلاق الصواريخ أمس من غزة، وقال: "نحن سنواصل الرد فورا وبقوة على اي محاولة لخرق الهدوء في جنوب البلاد. مهم أن نذكّر أنه طالما كانت حماس تسيطر على غزة، فإنّ مواطنيها سيعانون من تأثير خرق الهدوء."

واضاف ريفلين ان " إعادة إعمار غزة يصب في مصلحتنا وجيد أن تكون هناك مبادرة يمكننا مرافقتها للوصول إلى حل لمشكلة مواطني غزة. هذه المبادرة يجب أن تكون دولية ومن خلال الفهم بأنّ إعمار غزة يفرض وقف كل العداء لإسرائيل. أنا أدعو جميع الشعوب في العالم، الولايات المتحدة والأوروبيين، ليأتوا ويشاهدوا كيف نبادر إلى وضع نسمح فيه بتحسين حياة وظروف مواطني غزة. مبادرة كهذه تتطلب الأخذ بعين الاعتبار ان الشرط الوحيد والذي  لا هوادة فيه، هو ان لا تشكل غزة جبهة لضرب إسرائيل في كل لحظة ممكنة".

وفي رده على سؤال حول اذا كان من الممكن محاورة حماس قال الرئيس: "في الحقيقة لا يهمني مع من أتحدث. المهم بالنسبة لي ماذا أقول، ليس لدي مانع من إدارة مفاوضات مع أي شخص مستعد أن يفاوضني. السؤال على ماذا ستكون المفاوضات. هل ستدار المفاوضات معي على حقي في الوجود. حينها من المفهوم أنني لن افاوضه على ذلك.

مقالات


العقلانية الدينية لتسيبي حوطوبيلي
تكتب كارولاينا لاندسمان، في "هآرتس" ان نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي قالت لمستخدمي الوزارة انه "من المهم القول ان هذه البلاد كلها لنا". وتثبت حوطوبيلي "ملكيتنا" لهذه البلاد من خلال تفسير "راشي" لرواية خلق العالم في سفر "في البدء"، وبموجبه جاء في التوراة: " "لأنه إذا جاءت امم العالم وقالت لكم انكم محتلون، عليكم أن تجيبوهم أن البلاد كلها للخالق وبمشيئته أخذها منهم وأعطاها لنا"، أي ان هذه البلاد هي لنا لأن الله – المالك – اعطاها لنا.


بما أن حوطوبيلي هي نائب وزير الخارجية وعضو في الكنيست الإسرائيلي، واننا في العام 2015، لا يمكن عدم التساؤل لماذا لا يكفي بالنسبة لحوطوفيلي   قرار الامم المتحدة بشأن اقامة الدولة واعلان الاستقلال وإقامة الدولة، و 67 عاما من وجودها، لتبرير حقنا على هذه البلاد. السبب هو ان حوطوبيلي ليست معنية بتبرير حقنا في دولة إسرائيل. فالنقاش في حقل الدبلوماسية الدولية لا يدور حول حق إسرائيل في الوجود. حوطوبيلي تسعى لتبرير استمرار السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وكلماتها، كخطاب حزب البيت اليهودي والصهيونية الدينية – التي تعمق يوميا سيطرتها على اللهجة السياسية - تسعى إلى إلغاء الفارق بين جانبي الخط الأخضر. ولتبرير استمرار السيطرة على الأراضي فانهم يضحون (خطابيا، على الأقل) بالإنجازات السياسية للحركة الصهيونية وعلى رأسها قيام دولة إسرائيل.


وتحاول حوطوبيلي قيادة التغيير في الدبلوماسية الإسرائيلية: التوقف عن الحديث عن الاعتبارات الأمنية وبدء الحديث عن الحقوق والعدالة. الحاخام البروفيسور يسرائيل أومان، الذي يعتبر بالنسبة لليمين الاستيطاني كما اعتبر يشعياهو ليبوفيتش بالنسبة لليسار، قال خلال مقابلة اجراها معه موقع NRG في 2014/8/8، خلال عملية "الجرف الصامد"، إن الادعاء الامني بأنه يجب الحفاظ على المستوطنات من اجل الحفاظ على إسرائيل داخل الخط الأخضر، ليس كافيا. واضاف "اذا لم يكن لديك الحق في العيش في المكان الذي تعيش فيه، فانك لا تملك الحق بالأمن". "حقنا في رمات هشارون، مثل حقنا في القدس. منذ ألفي سنة نصلي من أجل القدس. حقنا على البلاد لا يشتق من السهل الداخلي، بل يشتق من المستوطنات في يهودا والسامرة".


ووفقا لأومان، فان الحق على السهل الداخلي هو نتاج تدهور الاستعمار في القرن التاسع عشر، ولذلك فانه ليس مبررا:  "إذا كان هذا هو حقنا، فعلينا أن نتبخر من هنا." وهنا، مرة أخرى، وفي سبيل تبرير احتلال الأراضي، يلغون الفارق بين المناطق المحتلة وبين إسرائيل السيادية، وهكذا في واقع الأمر هم يقوضون شرعية دولة إسرائيل: من اجل تبرير 67 '، يقوضون '48.
ولذلك سيكون من الخطأ تحليل زج الله في الخطاب الدبلوماسي كتعبير عن السيطرة الدينية على الخطاب العقلاني. في الواقع، نحن نشهد خطوة عكسية، يستخدم فيها الله كأداة ضمن الحوار العقلاني. "العقلانية تعني دفع أهدافك قدما. وهذا لا يعني التفكير السليم، أو الأخلاقي، وانما العمل لتعزيز أهدافك."، يشرح أومان، الخبير الدولي في العقلانية، ويعطي مثالا على ذلك: "إذا بصقت على القط الأسود - فأنت عقلاني، لأن هدفك هو أن يحدث الخير لك، فأنت تعلم أن القطة السوداء قد تجلب سوء الحظ، ولذلك فإنك تبصق لتعزيز أهدافك وفقا لمعتقداتك".
المشكلة الكامنة في حوطوبيلي ومفاهيمها لا تكمن في الارتباط بالدين، لأن هذا الارتباط هو نفعي فقط وليس بدافع الرغبة في فرض الدين على الدولة ككل، ولكن فقط لتشريع خطوة امبريالية. لهذا السبب يجب أن لا نقع في الحرب ضد جعل الخطاب دينيا، وانما التركيز على الهدف الذي يسعى الى دفعه: أي استمرار السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وعلى ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.


توقف الحديث عن "جولات"
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان  اسرائيل وحماس انهتا بينهما بهدوء، الاشتعال الذي نجم عن اطلاق صاروخ غراد. ولم يتم ذلك بوساطة مصرية او سويسرية او قطرية، وليس بواسطة مبعوث الامم المتحدة. وهذا هو عمليا التغيير الملموس الذي يحدث امام حماس، بعيدا عن أعين الجمهور.


بشكل رسمي نشر ان إسرائيل وحماس تبادلتا رسائل بواسطة طرف فلسطيني. يمكن الافتراض بأن هذا الطرف الفلسطيني جاء من غزة، تماما كما يمكن لنا الافتراض بأن وزير الامن يعلون لم يدقق الفحص في ملابس هذا الطرف جيدا كي يتأكد من انه لا يخفي هناك بطاقة عضوية في حماس. في السابق، ايضا، جرت محادثات مباشرة بين حماس والجيش الاسرائيلي، حول احداث تكتيكية وقعت قرب السياج، لكن الامر يختلف جوهريا هذه المرة. حماس تبث منذ نصف سنة رغبة حقيقية في الحوار المباشر مع إسرائيل في موضوع التهدئة طويلة المدى.
اسرائيل السياسية ليست مستعدة لحوار علني مع حماس حول اتفاق طويل المدى، لكن اسرائيل الامنية والعسكرية – خاصة منسق نشاطات الحكومة في المناطق، والقائد العام للجيش – ترى الميزة الكامنة في ذلك، ويجب القول في صالح وزير الأمن انه لا يمنع ذلك. وفي الجانبين بدأوا بقطف ثمار هذا الحوار الخفي، لماماً، ولكنهم يقطفون.


هذا ليس لأن حماس نمّت فجأة اجنحة ملاك – فهي تواصل التسلح ويمكن جدا انه في حال حدوث تدهور داخلي في غزة، ان تستأنف نيرانها مقابل اسرائيل. ولكن حماس تتواجد اليوم في اسوأ وضع سياسي. انها ترى بعيون متعبة كيف تمر علاقاتها التقليدية مع قطر عبر "الكرياه" (مقر وزارة الأمن) في تل ابيب، وكيف تواصل مصر ادارة ظهرها لها، وكيف يتواصل تدهور العلاقات مع السلطة الفلسطينية. لكن إسرائيل، وخلافا لأبو مازن بالذات، تساعد على ترميم غزة، بينما تدفع حماس ثمن ذلك بالهدوء.
زد على ذلك ان إسرائيل قامت بعدة خطوات صغيرة، ولكن ملموسة. فمثلا سمحت بخروج الطلاب الجامعيين من غزة الى الأردن، بدلا من مصر. صحيح انه لم يتم بعد خروج الصادرات من غزة، ولا يصل العمال من غزة الى إسرائيل، ولكن هذه الخطوات، ايضا، يجري طهوها بشكل تدريجي.
لقد تم اطلاق صاروخ غراد على اسرائيل من قبل الجهاد الإسلامي. والخلفية لذلك: خلاف داخلي وليس بالضرورة استفزازا لحماس. هكذا مثلا، تنتهي الخلافات حول الميزانيات والكرامة والتعيينات وما اشبه بإطلاق النار على اسرائيل، احيانا، كي تظهر تلك الجهات من هو صاحب البيت.


منذ اطلاق النار بذلت حماس كل جهد كي ترى إسرائيل بعينيها كيف تعالج الحدث، وتم البحث عن مطلقي الصاروخ علانية ووسط ضجيج كبير. العدو الأساسي لحماس في قطاع غزة هي التنظيمات السلفية المتطرفة التي تبذل جهدا لاثارة الحرب مع اسرائيل، وتقوم حماس باعتقال رجالها ومنع نشاطها. الجهاد الإسلامي يشكل معارضة لحماس، ولكنه يتقبل سيادته على الاقل. الصراع بين التنظيمين يتمحور حول لفت انتباه ايران، لكنه يبدو انه تم حسم هذا الخلاف، ايضا. يمكن الافتراض بأن الايرانيين اوقفوا قبل شهرين تحويل الاموال الى الذراع العسكرية لحماس ردا على تصريحات قادتها في مسالة اجتياح اليمن. وهكذا تخسر حماس عشرات ملايين الدولارات التي كانت تصلها من طهران، منذ عملية الجرف الصامد.
هناك مصطلح آخر لا يظهر في الحوار الناري بين قطاع غزة واسرائيل، منذ الجرف الصامد: توقف الحديث عن "جولات". اطلاق النار من القطاع باتجاه إسرائيل يتم الرد عليه بهجمات جوية متناسقة، وينتهي الأمر. لا يوجد رد على الرد. مع ذلك يبقى قطاع غزة الجبهة الاكثر مفخخة. مع كل الانتقادات لشكل ادارة الجرف الصامد، فان الانجاز السياسي الرئيسي يكمن في حقيقة ان إسرائيل وحماس فهمتا بأن أي طرف لن يساعدهما وان عليهما محاولة الاتفاق بينهما بقواهما الذاتية. وبالفعل تولدت الفرص، ولكن اذا لم نعرف كيف ندير اللعبة بشكل صحيح مع الاوراق التي نملكها اليوم، سنجد انفسنا مرة اخرى نخوض في جولات جديدة.


بعد إطلاق النار: الحفاظ على القوة، والتصرف بعقلانية
كتب يعكوف عميدرور، في "يسرائيل هيوم" انه يبدو في بعض الأحيان أننا مصابون بالهستيريا، جزء منا على الأقل. أول من أمس، وعلى ما يبدو بسبب خلاف داخلي بين التنظيمات في غزة، تم اطلاق عدة صواريخ باتجاه إسرائيل والتي لم تحدث ضررًا باستثناء الخوف المؤقت. واوضحت حماس أنها غير مسؤولة عن هذا الأمر، وعلى ما يبدو أنها اعتقلت مطلقي النار. ورد الجيش بالشكل ذاته، بقصف لم يتسبب على ما يبدو بأي ضرر في غزة.
ولكنه، في أعقاب عملية إطلاق النار الوحيدة، كان من المثير  سماع صرخات الانكسار والدعوة الى قيام الجيش بحرب أخرى، يتم خلالها... ماذا؟ نحتل قطاع غزة بالكامل ونتحمل المسؤولية عن مليوني فلسطيني لمنع إطلاق نار لمرة في السنة، دون ان يتسبب أي ضرر؟ او ربما نقتل آلاف الفلسطينيين مرة أخرى دون أن نحتل غزة، بهدف العودة الى نفس النقطة التي وصلنا إليها قبل سنتين؟ هذه تصريحات عديمة المسؤولية، لا تمت بصلة لا للواقع في غزة، ولا لنا ولا للعالم.


دولة إسرائيل تتمتع بقوة كبيرة، ربما القوة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، لكن يجب أن نتذكر أنّه يفضل بأصحاب القوة امتلاك العقل، أيضا، ويسمح باستخدامه. فهل علينا في كل مرة يطلقون فيها بعض الصواريخ أن نستخدم كل قوتنا التي نملكها، أو معظمها؟ اليس من المفضل ان نلمح إلى اعتماد هذه القوة، والاحتمالات الكامنة فيه، من خلال عملية لا تسبب اصابات في الطرف الثاني، وأن نجعل الآخرين يقومون بهذه المهمة؟ مثلاً أن تقوم حماس باعتقال مطلقي النار. وهل ردًا على إطلاق النار، الصادر عن تنظيم في غزة، يجب علينا أن ندخل في نزاع شامل مع كل العالم بسبب رد غير مناسب؟
صحيح أنّ هناك حل شامل للتهديد الناشئ من غزة: احتلال القطاع، وبعد نصف سنة من المعارك لتنظيف القطاع من الأسلحة والمخربين لن يسقط أي صاروخ، ولن يُحفر أي نفق. لكن السؤال هو هل يستحق ذلك أن ندفع ثمنًا بحياة البشر وفرض العبء الاقتصادي على إسرائيل كمسؤولة عن غزة المدمّرة؟  أما بقية العمليات المقترحة، بصورة عامة، وعلى ما يبدو بدون تفكير معمق حول نتائجها، فهي ذات فائدة جزئية، وبعدها، بمرور عدة أشهر أو سنوات، ستستعيد التنظيمات في غزة قدرتها على العمل المحدود وتستعد لجولة أخرى.


لقد استغلت اسرائيل، حتى الآن، الوقت الضائع بين الحروب الجزئية، بشكل أفضل من حماس. وهكذا استطعنا ضربها في الحرب الأخيرة مع أضرار قليلة لإسرائيل. واكتشفنا خلال "الجرف الصامد" في الصيف الماضي، نقطة الضعف المتعلقة بموضوع معالجة الأنفاق، ويجب أنّ نأمل بأن يتمكن الجيش الإسرائيلي من التعاطي مع هذا التهديد بشكل أفضل في الجولة القادمة. لكن في معظم الحالات فإنّ المصلحة الواضحة لإسرائيل هي تأجيل الجولة القادمة طالما استطعنا ذلك، لأنّ الحقيقة تثبت أنّ الشعب الإسرائيلي يستفيد من فترة الهدوء، حتى عندما يطلق جيرانه في غزة عددا من الصواريخ مرة في السنة.

التعليـــقات