رئيس التحرير: طلعت علوي

ابتكار محمد بن راشد من صيد الخاطر

الجمعة | 20/02/2015 - 04:24 مساءاً
ابتكار محمد بن راشد من صيد الخاطر


طلال عبدالكريم العرب
 

«الدول بين الابتكار أو الاندثار»، موضوع لمقالة خطها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية وحاكم دبي ورئيس مجلس وزرائها، الذي قال، في ما معناه، حال تنصيبه ولياً لعهد دبي: «لا أعرف فيما إذا كنت قائداً جيداً، ولكن ما أعرفه أنني الآن في مركز قيادي، وأملك رؤية واضحة لمستقبل يمتد إلى 30 عاماً، لقد اكتسبت هذه الرؤية من والدي الذي أطلق المشاريع وتابعها شخصياً، وأنا الآن أسير على خطاه، أذهب إلى المواقع وأراقب، أتخذ القرارات المناسبة، أنطلق بخطى سريعة لتطبيق هذه القرارات بحماس وعزيمة».


فخط مقالة، حقيقة، غاية في الأهمية، تبين فيها نهج خاص في التفكير وطريقة مبتكرة في الإدارة، وفي إدارة المشاريع الآنية والمستقبلية، نظرة جريئة منفتحة تواكب ما سيأتي به المستقبل من وسائل تكنولوجية حديثة، ففيها دراسة علمية عن كيفية إدارة بلد، والنهوض به، ومن ثم مواصلة نجاحاته حتى لا يخبو ويندثر، فمما قاله: «إن السبب الرئيسي لتفوق أدائنا الحكومي هو أننا تعاملنا مع مؤسساتنا الحكومية وكأنها مؤسسات لقطاع خاص، تنافسه وتعمل بعقليته، وتتبنى أفضل ممارساته، وتقاس أعمالها وخدماتها بمعاييره نفسها، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك، وبدأنا نقيس سعادة مراجعينا ونصنف مراكز خدماتنا وفق أنظمة النجوم الفندقية المتعارف عليها عالمياً».


ويتساءل: «هل تشيخ الحكومات وتتأخر مع مرور الزمن، فتتأخر معها دولها وشعوبها؟ هل تبدأ قوية وتكبر ثم يأتي من يزيحها عن مراكزها، فتتراجع ويقل نموها حتى تخرج من دائرة المنافسة؟ الإجابة: نعم، الحكومات تشيخ، بل وتشيخ معها دولها وشعوبها، وتتراجع أهميتها، ويقل تأثيرها، فتصبح خارج دائرة المنافسة والاعتبار، أو لنقل بعبارة أخرى خارج دائرة التاريخ».


ويقول: «الابتكار هو سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية، فأستغرب من بعض الحكومات التي تعتقد أنها استثناء من هذه القاعدة. الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً، بل هو سر بقائها وتجددها، وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها. فإذاً، لا بد أن تبتكر الحكومات طرائق جديدة للتعليم مثلاً، وتعدّ جيلاً جديداً لزمان غير زمانها، لا بد أن نعلّم أجيالنا مهارات التفكير الإبداعي والتحليل والابتكار والتواصل والتفاعل مع كل جديد».


ويختم الشيخ محمد بن راشد قائلاً: «الابتكار هو أن تكون أو لا تكون، أنا حكومة مبتكرة، إذاً أنا حكومة موجودة». أما نحن. فسنظل نتساءل: أين نحن من كل هذا؟ وهل هناك من أمل في أن نشارك في بناء عالم المستقبل؟

التعليـــقات