رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 15 تشرين الأول 2014

الأربعاء | 15/10/2014 - 10:42 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 15 تشرين الأول 2014


كيري يحاول دفع مبادرة سياسية هدفها الواضح: تأجيل المبادرة الفلسطينية!!
يستدل مما تنشره صحيفة "هآرتس" حول مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الى دفع مبادرة سياسية جديدة، بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ان الهدف الواضح لخطوته هو تأجيل المبادرة الفلسطينية لانهاء الاحتلال التي تنوي السلطة طرحها للتصويت في مجلس الامن، او استبدالها بمشروع امريكي جديد غير واضح المعالم.
وكتبت "هآرتس" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين كبار ان كيري فحص مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ما اذا كان سيوافق على مبادرة تشمل استئناف المفاوضات على حدود الدولة الفلسطينية على أساس خطوط 1967 مع تبادل للأراضي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن في خطابه امام الأمم المتحدة، انه سيطرح على طاولة الأمم المتحدة مشروع قرار يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية. وبعد اسبوع نشر الفلسطينيون مسودة قرار يدعو الى الاعتراف بفلسطين كدولة والانسحاب الاسرائيلي من الضفة حتى نوفمبر 2016، ونشر قوات دولية في المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي.
ولا تطرح المبادرة الفلسطينية جدولا زمنيا واضحا ولم يتم تحديد موعد لمناقشة المبادرة والتصويت عليها. لكن كيري يتكهن بأنه يملك شهرا او أكثر لإيجاد حل للأزمة، لأن الفلسطينيين ينوون الانتظار الى ما بعد انتخابات الكونغرس الأمريكي التي ستجري في الرابع من نوفمبر المقبل، ومن ثم سيسعون الى طرح مبادرتهم للتصويت.
وتشعر الادارة الأمريكية بالقلق الشديد ازاء الخطوة الفلسطينية في مجلس الأمن، والتي من شأنها التسبب بأزمة خطيرة مع اسرائيل. واوضحت واشنطن للفلسطينيين بأنها ستستخدم حق النقض في مجلس الأمن، إذا ألح الأمر. مع ذلك فانه في الوقت الذي تجند فيه الولايات المتحدة الدول العربية الى التحالف ضد داعش، فان البيت الأبيض سيسعى الى الامتناع عن خطوة كهذه. وقال المسؤولون الاسرائيليون الذين طلبوا التستر على اسمائهم بسبب حساسية الموضوع، انه على الرغم من فشل محادثات السلام الاسرائيلية – الفلسطينية في نهاية آذار الماضي، وتجميد المبادرة الأمريكية، الا ان جون كيري عاد، في الشهر الأخير، الى طرح الموضوع بشكل مكثف.
وكان كيري قد التقى، قبل اسبوعين، برئيس الحكومة نتنياهو وابلغه اعتقاده بأنه لا يزال من الممكن توجيه الخطوة الفلسطينية نحو مسار ايجابي. وأوضح انه شعر بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي جرى قبل ايام من ذلك، أن الطريق الوحيدة لمنع الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة هي طرح بديل ملموس.
وقال مسؤول اسرائيلي اطلع على محادثة كيري ونتنياهو، ان كيري فحص مع نتنياهو ما الذي سيكون مستعدا لعمله من اجل دفع مبادرة سياسية تقنع الفلسطينيين بتجميد مبادرتهم واستئناف المحادثات. وسأل كيري رئيس الحكومة نتنياهو، عما اذا كان سيوافق، وفي أي ظروف على استئناف المفاوضات على أساس حدود 67 مع تبادل للأراضي. وهدف كيري من تساؤله هذا، الى فحص ما اذا كان يمكن التجاوب مع مطالب عباس في خطابه وفي مسودة القرار الذي سيتم طرحه امام مجلس الأمن.
وقال مسؤولون اسرائيليون وامريكيون كبار ان نتنياهو لم يرفض افكار كيري نهائيا، ولكنه تم الفهم من اجاباته الشاملة بأنه لا يتحمس لها. يشار الى انه خلال الاتصالات التي جرت بين كانون الثاني وآذار الماضيين، حول اتفاق الاطار الأمريكي، وافق نتنياهو على التفاوض على اساس خطوط 67 مع تبادل للأراضي. ومع ذلك فقد اشترط موافقته بإمكانية طرح تحفظات على الوثيقة، وموافقة الفلسطينيين على المطالب الأمنية الإسرائيلية ومبدأ الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية لليهود.
والمح كيري الى نيته طرح مبادرة جديدة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، يوم الاحد الماضي، مع نظيره المصري سامح شكري، على هامش مؤتمر اعادة إعمار غزة. وقال كيري: "ننوي المواصلة ونحن لا نتوقف. اننا نلتزم باستمرار طرح افكار على الطاولة ومواصلة الحوار". من جهته طرح نتنياهو خلال محادثاته الأخيرة مع كيري والرئيس اوباما، امكانية دمج الدول العربية في عملية استئناف المفاوضات، كما صرح خلال خطابه امام الأمم المتحدة، والذي دعا من خلاله الى تعديل مبادرة السلام العربية.
ورد البيت الأبيض بتشكك كبير الا ان كيري لم يرفض هذه الافكار نهائيا. والمح خلال المؤتمر الصحفي في القاهرة الى امكانية تعديل المبادرة العربية ودمجها في اطار الخطوة الامريكية لاستئناف المحادثات، وقال: "تصوروا امكانية ان تصبح المبادرة العربية، أخيرا، بهذا الشكل او ذاك، ولكن ليس كما هي مطروحة اليوم، أساسا وقاعدة وجزء من المفاوضات".
فرص نجاح منخفضة
وتكتب "هآرتس" انه على الرغم من جهود كيري الا ان فرص نجاحه منخفضة. فكيري قد يكون آخر شخص في الادارة الأمريكية، يؤمن بإمكانية استئناف المفاوضات. ويبدو ان ايمانه الوطيد جعله يعبر بشكل مستهجن عندما تحدث في المؤتمر الصحفي في القاهرة عن اسباب فشل مبادرته السلمية. فقد ادعى ان المفاوضات انهارت بسبب قضايا تقنية، وقال:  "ان ذلك حدث بسبب مسائل معينة كموعد الافراج عن الأسرى وليس بسبب خلافات أساسية وجوهرية، رغم وجود مثلها". وادعى كيري حصول تقدم ملموس في بعض المجالات.
يشار الى انه في حال فشل جهود كيري، فستكتفي واشنطن بتحقيق انجاز أقل تواضعا – تأخير الخطوة الفلسطينية وامتلاك المزيد من الوقت. ويتخوف الامريكيون من تحول الخطوة الفلسطينية الى كرة ثلج تتدحرج حتى تصد كل أمل باستئناف المفاوضات خلال السنوات القريبة.
تخوف من استخدام الفيتو
ومن بين اسباب تخوف الامريكيين الكبير من أبعاد الخطوة الفلسطينية، الشعور بأنه يصعب توقع خطوات عباس الذي ينتهج خطا صارما. وتتخوف الادارة الامريكية من ان يؤدي استخدامها لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، الى جعل الفلسطينيين يصعدون خطواتهم في مؤسسات الأمم المتحدة. ويمكن للفلسطينيين في هذه الحالة الانضمام الى عشرات المعاهدات الدولية الأخرى، وطلب الحصول على مكانة دولة في الوكالات الدولية المختلفة، بل وحتى تفعيل سلاح يوم الآخرة والانضمام الى معاهدة روما والمحكمة الدولية للجنايات في لاهاي.
واذا كانت واشنطن تعتقد الى ما قبل عدة أشهر بأن عباس لن يتجرأ على خطوة كهذه، فان الادارة لا تستبعد هذا السيناريو حاليا.
وعلى الرغم من عدم مسارعة نتنياهو ومستشاريه الى تبني افكار كيري، الا انهم يشعرون بالقلق ازاء الخطوة الفلسطينية في مجلس الأمن. ويتخوف المقربون من نتنياهو ان تؤدي الخطوة الفلسطينية ليس الى جر تصعيد الضغط الدولي على اسرائيل، فحسب، وانما، وربما سيؤدي الى ازمة في الائتلاف الحكومي وتصعيد في المواقف وازدياد الضغط السياسي الذي سيمنع استئناف المفاوضات في المستقبل المنظور.
لكنهم لا يفكرون في القدس، حاليا، بمبادرة يمكنها انقاذ اسرائيل من الأزمة، ويفضلون التركيز على محاولات صد الخطوة الفلسطينية في مجلس الامن، بوسائل دبلوماسية. وتعرف اسرائيل جيدا حساسية الامريكيين لموضوع استخدام الفيتو في هذا الوقت وفي هذا الموضوع بالذات.
ان شروط المصادقة على قرار في مجلس الأمن تحتم تصويت 9 دول على الأقل من اصل 15 دولة الى جانب القرار. وفي حال تجنيد الفلسطينيين لثماني دول لن تضطر واشنطن الى استخدام الفيتو.
وكان نبيل شعث، مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح، قد كشف في تصريح لوكالة "معا" يوم الاثنين الماضي، بأن الفلسطينيين جندوا حتى الآن تأييد سبع دول. ويحاول الفلسطينيون حاليا الحصول على صوتين اضافيين في مجلس الأمن.
ومن جانبها تقود اسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، جهودا مضادة لإقناع الدول بالامتناع عن التصويت. وتم قبل عدة ايام، الايعاز الى السفراء الاسرائيليين في الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بالتوجه بهذا الشأن الى القيادات العليا في تلك الدول.. وكما حدث قبل عامين عندما صوتت الجمعية العامة في نوفمبر على الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، من المنتظر ان تتحول الأمم المتحدة في نوفمبر القريب الى حلبة رئيسية للمواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين.
يعلون: لن تقوم دولة فلسطينية، والميناء والمطار احلام خيالية!
قد لا يكون هذا العنوان غريبا بالنسبة لم يعرف مواقف وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، صديق المستوطنين واحد انصار فكرة ارض اسرائيل الكبرى، ولكنها تزيل قناعا آخر عن وجه الحكومة الإسرائيلية التي زعم رئيسها، قبل اسبوعين فقط، امام الرئيس الامريكي التزامه بحل الدولتين.
في مجمل اللقاءات التي منحها يعلون لوسائل الاعلام الاسرائيلية ركز على مسالتين اساسيتين: اعلان مواقفه الصقرية المعارضة بأي شكل من الاشكال لقيام دولة فلسطينية، والتهجم كعادته على الرئيس الفلسطيني واعتباره ليس شريكا للمفاوضات، بل يحدد، بصفاقة المحتل، ان مهمته هي فقط  الشراكة في الحوار وادارة الصراع. اما المسالة الثانية التي ركز عليها فهي حربه مع وزير الاقتصاد نفتالي بينت في مسألة من الذي حث على تدمير انفاق غزة، الجيش ام بينت كما ادعى لوسائل الاعلام في حينه.
"اسرائيل ستواصل السيطرة على أراضي واجواء الحكم الذاتي"
ويعلن يعلون في اللقاء الذي منحه لصحيفة "يسرائيل هيوم"، "ان الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة، وكل ما سيحصلون عليه هو حكم ذاتي منزوع السلاح، وستواصل اسرائيل السيطرة على ارضه واجوائه، حتى لو كانت الخرائط تربط بين المدن الفلسطينية".
وكشف يعلون كل الأوراق، كما تكتب الصحيفة، وقال: "انا لا ابحث عن حل مع الفلسطينيين وانما ابحث عن طريق لإدارة الصراع. يجب التحرر من نظرية ان كل شيء ينضوي داخل الاطار المسمى دولة، من جهتي فليطلقوا عليها اسم "الامبراطورية الفلسطينية"، ما الذي يهمني. ففي كل الأحوال سيكون ذلك حكما ذاتيا فقط. لقد تم الفصل السياسي وهذا جيد، نحن لا ندير حياتهم هناك".
"ما يريدونه هو هدم اسرائيل وليس اقامة دولة لهم"
ويعتبر يعلون ان "ابو مازن ليس شريكا للاتفاق، فهو لم يقل ابدا انه سيعترف بنا كدولة قومية للشعب اليهودي. ولم يقل أبدا انه اذا تم التوصل الى اتفاق تسوية حتى ولو كان ذلك على حدود 67، حسب وجهة نظره، فان هذا لن ينهي الصراع والمطالب. ولم يقل انه تنازل عن حقوق اللاجئين، فما الذي يمكن الاتفاق معه بشأنه؟ انه شريك للنقاش، شريك لادارة الصراع. الجاب الثاني لا يعتقد ان خطوط 67 هي النهاية، ولم يقولوا ذلك بتاتا. بالنسبة لهم هذه مرحلة، وما يشغلهم في الواقع هو ليس اقامة دولة، وانما تدمير الدولة اليهودية وعدم السماح بوجودها. يجب معرفة كيفية ادارة هذا الصراع بدون أوهام".
"لا يوجد تجميد للبناء في المستوطنات"
وتطرق يعلون خلال اللقاء الى الاحتجاج الأمريكي والاوروبي على البناء وراء الخط الأخضر، ويدعي ان هذا الاحتجاج قاد الى سياسة كبح تصاريح البناء في الضفة. لكنه ينفي ان تكون هناك سياسة لتجميد البناء في المستوطنات، واعتبرها مجرد "تأخير في الاعلان عن خطوات التنظيم والبناء بسبب الحساسية". وقال انه "من هذه الناحية يجب التعامل بحكمة وعدم تعريض انفسنا الى قرارات دولية صعبة ستجعلنا نندم لاحقا على وصولنا الى هذه الزوايا".
"مقتنع اخلاقيا بقرارات الحرب بل وحتى قتل المدنيين"
وبشأن عدم اتخاذ قرار بتدمير حماس خلال الحرب الأخيرة واحتلال غزة، قال يعلون انه مقتنع اخلاقيا بالقرارات التي تم اتخاذها، بما في ذلك القرار المتعلق باصابة المدنيين في البيت الذي تواجد فيه محمد ضيف. وبشأن احتلال غزة قال انه لو فعلت اسرائيل ذلك لكانت تواصل حتى اليوم دفن ضحاياها.
ولا يخيف يعلون الخلاف مع الادارة الامريكية حول المسائل السياسية الملحة – ايران، الفلسطينيين وبقية قضايا الشرق الاوسط. ويقول "ان الخلافات تنبع عن الفارق في المفاهيم والآراء، وعن كونهم ينظرون الى الامور من هناك بينما ننظر اليها نحن من هنا. ولكن مقابل الولايات المتحدة هناك الكثير من المصالح المشتركة التي تتغلب على الخلافات".
"اسرائيل تكتفي بالتفاهمات الولية مع حماس"
ويكشف يعلون في اللقاء الذي اجرته معه "هآرتس" حقيقة التوجه الإسرائيلي الى محادثات القاهرة حول وقف اطلاق النار الدائم مع قطاع غزة، ويقول انه ليس مقتنعا بأن الاتصالات غير المباشرة مع حماس ستؤول الى اتفاق مفصل لوقف اطلاق النار. وبالنسبة لإسرائيل، يضيف: "تكفي المبادئ التي تم الاتفاق عليها في نهاية آب، بإضافة بعض التفاهمات التي توصلت اليها الامم المتحدة والفلسطينيين بشأن ادخال البضائع والاموال تحت اشراف دولي.
ويعتقد يعلون ان جوهر الأمور يكمن في التنسيق السياسي – الأمني مع مصر، والذي يسمح الى حد كبير بتقييد مساعي حماس الى التسلح. ويقول: "منذ سنة لم يصل أي صاروخ من سيناء الى غزة، لأن مصر بدأت العمل بشكل فاعل. كما اننا نحن والمصريين اوقفنا دخول الاسمنت الى القطاع، قبل فترة طويلة من الحرب، لأنه تم استخدامه لبناء الأنفاق."
"الميناء والمطار احلام خيالية"
وحسب يعلون فان الترتيبات الجديدة ستتيح للغزيين الحياة، ويقول "لقد بدأ تحويل الأموال ووسائل الترميم الى القطاع. ولكن انشاء ميناء بحري ومطار ليست إلا مجرد احلام خيالية. يمكن مناقشة ذلك في القاهرة ولكن حتى حماس تفهم بأن هذه الأمور ليست مطروحة على جدول اعمالنا او اعمال السلطة الفلسطينية ومصر".
ويرى يعلون ان إسرائيل عالقة في منطقة معادية وعليها المناورة داخلها بتعنت، ولكن بحذر. ولا يرى أي سبب للتأثر.
"بيت العنكبوت ليس قائما"
في رده على سؤال حول ما تعلمه حزب الله والتنظيمات الأخرى من الحرب في غزة؟ هو "اولا ان مسالة بيت العنكبوت ليست قائمة". ويقصد يعلون في ذلك ما جاء في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ايار 2000، بعد عدة ايام من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. حيث قال نصرالله ان "اسرائيل أشد وهنا من بيت العنكبوت".
ويقول يعلون: "لقد كان ذلك الخطاب يلخص سنوات التسعينيات، ولكن الامور تغيرت منذ ذلك الوقت. فبعدها جاءت عملية السور الواقي في عام 2002 ومن ثم العمليات في غزة، وصولا الى الجرف الصامد في الصيف الماضي. هذا توجه مختلف واصرار مختلف".
ولا يشعر يعلون بالرضا لكون الجرف الصامد استغرقت 50 يوما، ولكنه يقول "ان العرب تعلموا بأن اسرائيل، خلافا لبعض توقعاتهم، يمكنها الصمود حتى في الاستنزاف، وهي تدافع عن نفسها وتجبي الثمن الباهظ من اعدائها".
ويعترف يعلون انه "يمكن لحزب الله ان يكون قد راكم الثقة بالنفس بشكل يفوق ما نسبناه اليه". ويقول: "ان حزب الله يحاول ترسيخ معادلة ردع جديدة على الحدود السورية واللبنانية، يقوم في اطارها بالرد على كل خطوة عسكرية ينسبها الى اسرائيل، من خلال شن هجمات على أراضينا". ويضيف: "نحن أمام انقلاب بالمقارنة مع السابق. ففي السابق كان الجيش السوري يقوم بتفعيل حزب الله كي يضربنا في جنوب لبنان دون ان نتمكن من اتهامه بالمسؤولية المباشرة، والآن يعمل حزب الله بالطريقة ذاتها في هضبة الجولان".
تنسب اسرائيل الى الميليشيات المرتبطة بالنظام السوري عدة عمليات وقعت في الجولان خلال السنة الأخيرة، كزرع الغام واطلاق صواريخ، ولكنها تعتبر هذه الميليشيات تعمل بالهام من حزب الله والحرس الثوري الايراني. ويؤكد يعلون ان "العملية الأخيرة التي نفذها حزب الله كانت طموحة"، ولكنه يستبعد امكانية كون الاستخبارات الإسرائيلية تقلل من قوة نوايا التنظيم الذي يبدو انه كان على استعداد للمخاطرة بالتصعيد لو نجحت خطته بقتل عدد كبير من الجنود من خلال تفعيل العبوات.
ويقول يعلون "ان حزب الله يرسل قواته الى العراق وسوريا بغير رغبة منه، وانما بإملاء من ايران.  كما يغوص التنظيم الشيعي في الحرب الداخلية امام الفصائل السنية المتطرفة، في البقاع اللبناني. ولديه ضوائق اخرى باستثناء التوتر مع اسرائيل". ويضيف "ان الاحداث معنا لا تثبت ان حزب الله يتجه نحو التصعيد، لقد قمنا بالرد بقوة ستجعل حزب الله يفكر ثانية قبل ان يمضي نحو التصعيد".
وحسب يعلون فان "المعارك في لبنان اندلعت بتأثير من الحرب الأهلية في سوريا. فالرئيس الأسد يسيطر على 25% فقط من اراضي الدولة. هذه ليست سوريا، وانما دولة علويستان – مدن الساحل الشمالي والمنطقة التي تربطها بدمشق. فالمتمردين يسلبونه السيطرة على الحدود معنا في الجولان. وشرق الدولة تسيطر عليه داعش، وشمال شرق سوريا يخضع للحكم الذاتي الكردي".
ويشعر يعلون بالقلق ازاء دخول تنظيمات سنية متطرفة تتماهى مع القاعدة، كجبة النصرة، الى الجولان السوري، ولكنه يعتقد حاليا ان الوضع يخضع للسيطرة: "من الواضح غياب الاستقرار هناك ولكن ميليشيات معتدلة اكثر، كالجيش السوري الحر هي التي تسيطر على المناطق المتاخمة للحدود. وليس سرا انها تتمتع بالدعم الانساني الذي نقدمه لسكان القرى في المنطقة، العلاج الطبي في مستشفياتنا، والغذاء للأطفال، ووسائل التدفئة في الشتاء. وهذا يحدث بشرط ان لا تسمح للتنظيمات المتطرفة بالوصول الى الحدود".
مون في غزة: غياب المفاوضات سيعيد العنف
زار الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قطاع غزة، أمس، وحذر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الحكومة الفلسطينية، زياد ابو عمر، من عودة العنف اذا لم تجر مفاوضات سياسية.
وكتبت "هآرتس" ان مون وصل الى قطاع غزة عبر معبر ايرز، وتجول في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، وفي مخيم اللاجئين جباليا. وقال ان الدمار اذي شاهده في قطاع غزة اكبر بكثير مما حدث في عملية الرصاص المصبوب.
وخلال المؤتمر الصحفي في غزة، دعا مون الى مناقشة المسائل المتعلقة برفع الحصار. وقال: "وصلت الى هنا بمشاعر صعبة، واشعر بالقلق الشديد، ولكنني احمل رسالة امل، نحن نتضامن مع الشعب الفلسطيني ونريد العمل من اجل مستقبل افضل واقتصاد افضل، ونريد بناء غزة من خلال الطموح الى عيش كل مواطن بسلام وهدوء".
واضاف مون ان "المجتمع الدولي يدعم اعادة اعمار القطاع، ومؤتمر القاهرة ينطوي على رسالة دولية هامة. لقائي اليوم مع اعضاء حكومة الوحدة يمنحني الشعور بوجود فلسطين مختلفة. ادعو الجانبان للعودة الى طاولة المفاوضات ومناقشة المسائل الحيوية لحل الصراع والا سيرجع العنف الى المنطقة".
كما زار مون، امس بلدات محيط غزة، ودخل في كيبوتس "نيريم" الى النفق الذي تم اكتشافه هناك، وقال: "ذهلت من الانفاق التي استخدمت لأغراض ارهابية. لقد شجبت المرة تلو الأخرى الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس جوا وعبر الانفاق. هذا ليس مقبولا. لقد قلت ان الصواريخ التي تصيب المدنيين هي مسألة تستحق الشجب".
وكتبت "يسرائيل هيوم" ان الامين العام للأمم المتحدة رفض طلبا اسرائيليا بالتخلي عن تشكيل لجنة تحقيق دولية لفحص مجريات حرب "الجرف الصامد" في غزة. وقد حاولت اسرائيل خلال زيارة مون، اقناعه بالاكتفاء بالفحص الداخلي الذي تجريه اسرائيل، لكنه اوضح انه سينتظر نتائج التحقيق الذي سيجريه مجلس حقوق الانسان الدولي".
في السياق ذاته، اعلن الفلسطينيون، امس، بدء وصول مواد البناء الى القطاع، وقالوا انه تم ادخال 15 شاحنة اسمنت و10 شاحنات حديد و50 شاحنة حصى، وسيتم استخدامها للبناء في القطاع الخاص. وقال مكتب منسق شؤون الحكومة في الاراضي الفلسطينية انه سيتم ادخال 600 شاحنة اسمنت و50 شاحنة حصى و10 شاحنات حديد. ويتم نقل المواد بما يتلاءم مع آلية المراقبة الدولية والفلسطينية. كما تم الاتفاق على تسويق المنتجات الزراعية  من القطاع الى اسواق الضفة.
بعد قرار الاعتراف البريطاني، خطوات اوروبية لتصعيد الضغط على اسرائيل
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بعد يوم من قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية بغالبية ساحقة، قرر الاتحاد الاوروبي زيادة الضغط على اسرائيل. ويفحص قادته سلسلة من الخطوات الجديدة، بعضها غير مسبوق في حدته، للضغط على اسرائيل كي توقف البناء في المستوطنات.
وحسب التقرير فان من بين الخطوات التي تنوي اوروبا اتخاذها، منع المستوطنين الذين ادينوا بتنفيذ عمليات عنيفة من دخول الدول الاوروبية. وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الاوروبي، امس، انه تم اعداد الاوراق المطلوبة لاستكمال هذه الاجراءات، ولكنه تم تجميدها حاليا. والحديث عن قائمة سوداء تضم اسماء المستوطنين الذين ادينوا بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.
وقد بدأ الاتحاد الاوروبي بتطبيق عدة قيود على التعاون مع جهات علمية اسرائيلية والتي تعمل وراء الخط الأخضر، كما يواصل وضع شارات مميزة على منتجات المستوطنات. وقال سفير احدى الدول الاوروبية انه "لا يجري الحديث حاليا عن فرض عقوبات على اسرائيل، ولكن هناك حيزا كبيرا من الاحباط وليدنا الكثير من الآليات للتعبير عن احباطنا".
وقال المسؤول الرفيع ان قرار البحث عن طرق اخرى للضغط على اسرائيل ينبع عن الاحباط المتواصل بسبب استمرار البناء وراء الخط الاخضر، والذي وصل الى قمته هذا العام واثار سلسلة من بيانات الشجب على خلفية قرار البناء الاخير في القدس.
ومن المتوقع ان يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاسبوع القادم في لوكسمبورغ، لكنه ليس من الواضح بعد ما اذا كان النقاش سيتناول المسألة الإسرائيلية.
وكتبت يسرائيل هيوم" ان اسرائيل تفضل العمل على مستوى منخفض ازاء قرار مجلس النواب البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولذلك لم يعقب رئيس الحكومة ووزير الخارجية وعدد من الوزراء على قرار مجلس النواب.
وحسب مصادر رسمية فان نتنياهو لم يتحدث مع نظيره البريطاني، وكذلك لم يفعل وزير الخارجية، ولم يتم استدعاء السفير البريطاني لمحادثة توبيخ. مع ذلك تتخوف الخارجية الاسرائيلية من انجراف اوروبي ضد اسرائيل. وقال مسؤول رفيع، امس، انه من جانب دول كثيرة في الاتحاد الاوروبي، هناك تلميحات واضحة. فهدفها هو الضغط على اسرائيل، رغم انها تتجاهل حقيقة ان ابو مازن هو الرافض"!
واعتبر رئيس لوبي ارض اسرائيل في الكنيست، ياريف ليفين، والنائب اوريت ستروك، القرار البريطاني مخجلا ويتنكر لوعد بلفور ولكل المشاكل الحقيقية في العالم.
"حماس انتصرت على اسرائيل دوليا"
وكتبت "هآرتس" ان رئيس كتلة "يوجد مستقبل" النائب عوفر شيلح، هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية قرار مجلس النواب البريطاني. وقال شيلح ان حماس التي خسرت في ساحة الحرب، تحقق انجازات دولية بسبب غياب المبادرة السياسية الإسرائيلية. واوضح ان التصويت البريطاني يوضح بأن العالم يشمئز من الجمود السياسي، ويسعى كي يفرض على اسرائيل ما لا تجيد عمله بنفسها.
وقال رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، معقبا على القرار البريطاني، ان "الرياح الباردة تهب على اسرائيل من كل جهة في العالم، ولكن رئيس الحكومة ووزير الخارجية يرفضان مواجهة الحقائق. لو كنت مكان نتنياهو لتبنيت مبادرة السيسي بكلتا يداي".
اما النائب احمد الطيبي الذي تواجد في لندن خلال التصويت وعمل على دعم القرار فاعتبر ان القرار البريطاني يشكل بطاقة صفراء لنتنياهو وحكومته. وقال "ان العالم اشمأز من استمرار الاحتلال والمفاوضات العقيمة".
وقال السفير البريطاني لدى اسرائيل ماثيو غولد، في تصريح للإذاعة العبرية، ان "القرار يجب ان يقلق اسرائيل، ورغم انه لا يلزم الحكومة ولن يؤثر على سياستها الا انه يدل على حدوث تغيير في الرأي العام". واضاف ان على اسرائيل الامتناع عن توسيع المستوطنات والمساعدة في ترميم غزة وقيادة مفاوضات سياسية.
وفي فرنسا قال وزير الخارجية لوران فابيوس انه اذا فشلت المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين فستدعم فرنسا الاعتراف بفلسطين. واضاف: "لقد اعتقدنا حتى الآن ان الاعتراف يجب ان يرتبط باتصالات سياسية، نحن لسنا معنيين بلفتات رمزية، ولكننا نريد خطوات تدعم السلام".
وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية امس، ان القرار البريطاني قد يقود الى خطوات دولية مشابهة، خاصة في الدول المؤثرة كفرنسا وايطاليا. واعتبر ديوان ابو مازن القرار البريطاني خطوة في الاتجاه الصحيح، ويمنح فرصة للسلام.
ودعا الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة الحكومة البريطانية الى تبني القرار، وقال ان حل الدولتين يقوم على قرارات المجتمع الدولي. وفي المقابل اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، القرار البريطاني بمثابة تصحيح للظلم الذي سببه وعد بلفور.
المستوطنون يحرقون مسجدا في عقربة
كتبت صحيفة "هآرتس" ان مجهولي اقدموا، قبل فجر امس الثلاثاء، على احراق مسجد في قرية عقربة، الى الجنوب من نابلس، وتسببوا بأضرار طفيفة للمبنى. وقال شهود عيان ان مجموعة من المستوطنين وصلت بعد منتصف الليل الى مسجد ابو بكر، وقاموا بكتابة شعار "بطاقة الثمن تفوح كهانا"، وبعد ذلك سكبوا الوقود في الطابق السفلي من المسجد، اذي تستخدمه النساء للصلاة واحرقوه.
واسفر الحريق عن اضرار داخلية وتحطم زجاج النوافذ وتضرر الباب الرئيسي.  وتم لاحقا العثور على شعارات تم رسمها بالدهان على محطة لنقل الركاب في منطقة هرئيل، وتدعو الى "طرد العرب" وتعتبر "كهانا محقا".
يشار الى ان عقربة تقع على مقربة من مستوطنة تفوح، ووقعت مؤخرا مواجهات كثيرة بين الفلسطينيين وسكان المستوطنة. وتم يوم السبت الماضي اعتقال شابين من المستوطنة بشبهة مهاجمة الفلسطينيين. كما تم قطع اشجار زيتون تابعة للفلسطينيين وكتابة شعارات "تحية من بنيامين ريختر". والمقصود كما يبدو المستوطن المعتقل  بتهمة احراق سيارات فلسطينية.
واعتبر الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين احراق الاماكن المقدسة عملا ارهابيا. وكتب على صفحته في الفيسبوك انه اجرى اتصالا مع المفتش العام للشرطة وطلب منه التحقيق العاجل في الحادث. واضاف: "لا يمكننا مواصلة التعامل مع ظواهر كهذه كأنها هامشية، يجب اقتلاعها من جذورها. واذا لم نعمل بإصرار، سندفع كلنا بطاقة الثمن".
كما تطرق وزير الامن يعلون الى الحادث وقال ان "علينا اجتثاث ظواهر كهذه ومواصلة تثقيف الجيل الشاب على كيفية التعامل مع الآخر. علينا ان نواصل الاحتفاظ بإنسانيتنا. الانتصار والحفاظ على الانسانية".
اعتقال ثلاثة أشقاء يهود نكلوا بفلسطيني في القدس
كتبت "يسرائيل هيوم" ان شرطة القدس، اعتقلت امس، ثلاثة اشقاء يهود من المدينة، بشبهة التنكيل بفلسطيني من القدس الشرقية. وقالت الشرطة ان الاعتداء بدأ بفعل نقاش، لكنها تفحص امكانية حدوثه على خلفية قومية.
وكان شقيقان من بين الثلاثة، قد توقفا يوم الاحد بجانب مجموعة من العمال الفلسطينيين ودخلا معهم في نقاش. ومن ثم غادرا المكان. وبعد فترة وجيزة عادا مع شقيقهما الثالث وبدأوا بملاحقة احد العمال، وضربوه بقضيب حديد وعصا. وقام احدهم بتهديده بمسدس غاز. وقد اصيب العامل بجراح طفيفة وتوجه لتلقي العلاج بنفسه.
وتم اعتقال الثلاثة بعد العثور على شريط تم التقاطه بواسطة كاميرا مراقبة في المكان. وادعى الثلاثة انهم دافعوا عن انفسهم. وتم يوم امس تمديد اعتقالهم لثلاثة ايام.
اتساع النقاش الإسرائيلي حول الهجرة الى برلين
تشهد اسرائيل منذ عدة اسابيع نقاشا واسعا في وسائل الاعلام حول ظاهرة هجرة الشبان الاسرائيليين الى برلين، والتي تحولت في الأيام الأخيرة الى ظاهرة تتسع وتأخذ طابع حملة التجنيد للهجرة، ووصلت، امس، حد تنظيم امسية احتجاج في مدينة تل ابيب تحت شعار "نهاجر الى برلين".
وكتبت صحيفة "هآرتس" انه حتى وان كان عدد المشاركين فيها لم يتجاوز 200 شخص، الا انها تضمنت الكثير من الحديث عن سوء الاوضاع المعيشية في اسرائيل.
ووقف المتظاهرون في ساحة رابين في تل ابيب، وعبروا عن مشاعرهم ازاء الاوضاع المتدهورة. وقال سائق سيارة اجرة انه كان سيغادر الى برلين صباح غد لو لم يكن معيلا لأربعة اولاد. واضاف:  "راتبي يختفي، والحروب تجر بعضها.. اننا نشعر باليأس".
وقال البعض انهم يريدون الهجرة رغم الحرب وليس بسببها. وقال احدهم: "عندما نسمع عن الحرب نرغب بالتجنيد، ولكنه يصل الى الخدمة الاحتياطية اناس تسلموا اوامر بإخلاء بيوتهم ويخضعون لإجراءات دائرة التنفيذ. كلنا حمقى".
ووصل الى التظاهرة اناس تجاوزوا سن الخمسين، وكانت من بينهم مهندسة قالت انها كانت ستهاجر لولا جيلها المتقدم. واضافت: "جئت لأقول للشبان ان عليهم الهجرة كي لا يصلوا الى حالتي. الامر الوحيد الذي نحتاج اليه هنا هو عملية احتجاج اخرى وغير مؤدبة. وكلما تم تأجيل الاحتجاج سيتحول الى انقاب، وعندها يا ويلنا".
لنداو يطالب بسحب المواطنة من المواطنين الذين انضموا الى داعش
كتبت "يسرائيل هيوم" ان وزير السياحة عوزي لنداو (يسرئيل بيتينو) طالب رئيس الحكومة نتنياهو بسحب المواطنة من كل اسرائيلي يعمل في خدمة "داعش".
وطالب لنداو في رسالة وجهها الى نتنياهو "بالعمل فورا لمنع عودة أي مواطن إسرائيلي غادر البلاد وانضم الى داعش، واصدار امر بالغاء مواطنته". واعتمد لنداو في رسالته على تقييمات الشاباك والشرطة التي تدعي ان 30 إسرائيليا على الأقل، انضموا الى التنظيم.
الشرطة تحذر قواتها من مفرقعات الفلسطينيين
كتب موقع "واللا" العبري، ان الشرطة في القدس أصدرت توجيهات جديدة الى قواتها، تدعوها فيها الى محاولة الاحتماء خلال المواجهات التي يتم خلالها رشقهم من قبل الفلسطينيين بـ"السلاح" اذي اصبح شائعا في الآونة الأخيرة، وهو المفرقعات.
ويستدل من فحص شامل اجرته  الشرطة مؤخرا ان اطلاق المفرقعات من مسافة 20 مترا يشكل خطرا على حياة قوات الشرطة، حتى في الحالات التي يرتدون فيها ادرع واقية.
ويتبين من شريط مصور، وصل الى موقع "واللا" ان المتظاهرين يستخدمون منظار ليزر لتوجيه المفرقعات مباشرة الى قوات الشرطة، بهدف ايقاع اكبر عدد من الإصابات الدقيقة في صفوفها. وخلال المواجهات في الحرم القدسي وشرقي القدس، واجهت الشرطة كميات كبيرة من المفرقعات التي اطلقت عليها.
وتتخوف قيادة الشرطة من استخدام المفرقعات لايقاع اصابات جسدية، منذ فترة طويلة، ولكن، بشكل خاص منذ حرب الجرف الصامد في غزة. وكانت الشرطة قد طرحت الموضوع امام لجنة الداخلية البرلمانية واوضحت صعوبة مواجهتها لهذا التهديد الجديد. وفي اعقاب ذلك عين المفتش العام طاقما لفحص كيفية معالجة الظاهرة بنجاعة.
فرض قيود على دخول المصلين الى الاقصى
ذكر موقع المستوطنين (القناة السابعة) صباح اليوم ان شرطة القدس أعلنت حالة تأهب قصوى في المدينة، اليوم الاربعاء، عشية انتهاء عيد العرش العبري، وقررت تقييد دخول المسلمين الى الحرم القدسي، في اعقاب تلقي معلومات حول تحركات شبابية لخرق النظام.
وستسمح الشرطة بدخول المصلين من جيل 50 عاما وما فوق فقط للرجال، بينما سيسمح بدخول النساء بدون قيود. وقامت الشرطة صباح اليوم، بنشر قوات كبيرة في القدس الشرقية لمنع خرق النظام. وجاء من شرطة القدس انها لن تسمح بأي خرق للنظام، وستظهر نسبة صفر من الانضباط امام أي محاولة كهذه.

مقالات وتقارير
يمين يتنكر
تهاجم رافيت هيخت، في مقالة تنشرها في "هآرتس" اليمين الاسرائيلي، وعلى رأسه الحكومة الاسرائيلية، الذين يطرحون تفسيرات ومبررات يبثون من خلالها ان كل رسالة دولية يتم بثها الى إسرائيل، سببها الكراهية لها ولليهود.
وتكتب هيخت عن ردود الناطقين في الحكومة ووزارة الخارجية على مثل هذه الرسائل، حيث تشير الى انهم اعتبروا قرار البرلمان البريطاني الاعتراف بفلسطين "تم امام قاعة نصف فارغة وفي محاولة بائسة لإحراج اسرائيل"، وقالوا عن بيان الشجب الامريكي الشديد للبناء في المستوطنات انه نتيجة تخريب من جانب سلام الآن، واعتبروا ان رئيس الحكومة السويدية ليس ملما بالصراع ولذلك نشر بيانه المتسرع بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتبروا بان كي مون معاد للسامية مثل كل العاملين في الأمم المتحدة.. بل مثل الجميع.
وتسأل الكاتبة: هل يوجد في مخازن وزارة الخارجية ما يكفي من الكراسي المنخفضة لكل كارهي اسرائيل؟ (في تلميح لطريقة الاستقبال المهينة للسفير التركي بعد حادث مرمرة).  وتقول: ان الهدف من هذا السلوك هو تقليص المعاني المشتقة عن كل خطوة. البرلمان البريطاني كان فارغا، والسويدي لا يفهم شيئا في حياته، وياريف اوبنهايمر، امين عام سلام الآن، شخصية مركزية ومؤثرة في الرأي العام الدولي الى حد يملك قدرة التأثير على الادارة الامريكية ضد اسرائيل. بل ومن المثير للسخرية والاستهجان بشكل خاص، ادعاء اليمين بأن الادارة الامريكية والمجتمع الدولي غير معنيين بما يحدث في المستوطنات او مصير الشعب الفلسطيني، وشجبهما ليس الا خطوة هدفها التحرر من الالتزام، او نوعا من الضريبة الشفوية التي يتم دفعها لتخفيف ازعاج اليسار.
هذا الوضع ينطوي على مقياس ساخر امام حقيقة كون الكنز الرئيسي الذي يفاخر به اليمين هو الارتباط بالواقع. فالرد الإسرائيلي على الأحداث الدولية يعلمنا بالذات انه يجري التنكر للواقع ومحاولة حماية الوعي منه. والواقع هو ان العالم الغربي يتنظم ببطء وحذر استعدادا لنزع شرعية رمزي وعملي لسلطة الاحتلال الاسرائيلي.
الحكومة الإسرائيلية ليست عمياء بشكل مطلق. بنيامين نتنياهو ما كان سيحرص على الكذب مرة كل فترة زمنية على المجتمع الدولي ويقول انه يلتزم بفكرة حل الدولتين، لو لم يكن يفهم ان غياب الحل السياسي وضم المناطق وفرض سلطة الأبرتهايد بعدها، هي ضفادع لن يتم ابتلاعها. الحكومة تدفن رأسها في الرمل وتتمسك بالإيمان الجبري بأن هذه القضية ستنتهي في أي حال من الأحوال، بشكل جيد ان شاء الله. هذه ليست سياسة وانما مماطلة صبيانية، بل ربما تبشيرية.
ليس مهما عدد القوانين على شاكلة قانون المقاطعة او قانون الجمعيات، التي سيتم سنها او طبخها، وليس مهما كم من الروث سيتم رشقه على الأغيار الذين يتجرؤون على تدنيس اسم اسرائيل، وعلى اليساريين "الذين تتآكلهم الكراهية الذاتية"، والذين يحاولون التخريب على المشروع الصهيوني، وليس مهما كون جزء من ادعاءات اسرائيل، ازاء حماس مثلا، مبررة. فهذه كلها – الاكاذيب والحقائق – لا تغير الصورة الواضحة: يجب حل المشكلة الفلسطينية، واليمين لا يقترح أي حل منطقي.
ما الذي سنفعله مع 3.5 مليون فلسطيني اذا لم ننسحب من المناطق؟ هل سنمنحهم هويات زرقاء؟ حق الانتخاب؟ وهل سنهتم بحقوقهم الاجتماعية وندفع لهم مخصصات الشيخوخة والعجز، ام اننا سنواصل السيطرة عليهم في نوع من المكانة الباهتة، شيء بين المعتقلين والأسرى – حالة ستصبح في خاتمة المطاف مرضا اخلاقيا يمكنه ان يسلب اسرائيل شرعيتها الدولية والاعتراف بحق الشعب اليهودي بوطن قومي في اسرائيل.
الحذر الذي يسلكه العالم في مطالبته لإسرائيل بإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية يعتبر اعجوبة يجب الثناء عليها. العالم الغربي يريد وجود اسرائيل ويشعر بالتماهي معها. بل ان قسما كبيرا من العالم العربي يعترف بحق الشعب اليهودي في دولة اسرائيل، ولكنهم، هم ايضا، كما اوضح ذلك هذا الاسبوع، الرئيس المصري، يشترطون الاعتراف بحل القضية الفلسطينية.
الحدود، اللاجئون، القدس، هذه هي المفاوضات، هذه هي القضايا، وكل محاولة للانحراف عنها ليس الا خدعة تشكل خطرا على اسرائيل.
مثير للغضب ولكن يستحق الاصغاء
هذا هو رأي دان مرغليت في القرار البريطاني المتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين. ويكتب في "يسرائيل هيوم"، انه بعد 97 عاما من قيام وزير الخارجية البريطاني المحافظ، جيمس ارثور بلفور، بتسليم ليونيل روتشيلد الوعد الذي يتألف من 79 كلمة (حسب الترجمة العبرية) بأن تعمل بريطانيا على اقامة وطن قومي لليهود في أرض اسرائيل، اجتمع البرلمان في لندن واعلن دعمه لإقامة دولة فلسطينية على الأرض ذاتها.
لقد نجم القرار في عام 1917 عن جهود سياسية متواصلة. وعندما سال بلفور الدكتور حاييم فايتسمان، عما اذا كان يمكن اقامة سيادة يهودية على أرض اخرى، انتصب الزعيم الصهيوني وقال: "لنفرض انني اعرض عليك باريس بدل لندن، هل ستوافق؟". فقال بلفور: "لكن لندن هي لنا"، فرد فايتسمان بشكل اقوى: "القدس كانت لنا عندما كانت لندن لا تزال مستنقعا".
حين منح فيه بلفور الوعد لروتشيلد وفايتسمان والهستدروت الصهيونية لم يتعامل احد معه بجدية، ومع مرور السنوات، حرك اعتراف "محكمة الشعوب" (المصطلح الذي كان يستخدمه ثيودور هرتسل) بحق اليهود بدولة في أرض اسرائيل.
صحيح انه يجب عدم المبالغة بوزن قرار البرلمان البريطاني بشأن الاعتراف بفلسطين، فأهميته مشروطة بمواصلة العمل السياسي اليومي. لكنه يوجد حساب تاريخي طويل بين بريطانيا العظمى واسرائيل الناشئة، طوال السنوات الماضية. وينطوي ايضا على تحالف دموي وعلى حساب دموي. الا أن انجلترا كانت تعتبر دائما هامة في نظر اليهود، حتى في السنوات التي سبب فيها دافيد بن غوريون التحول التاريخي الحاسم عندما حول الوزن الأكبر من السياسة الصهيونية الى الولايات المتحدة، وحتى في نظر القيادة التي حاربت من داخل العصابات السرية كمناحيم بيغن.
اهمية بريطانيا لا تحتاج الى تفسير، فهي ليست دولة هامشية في جنوب افريقيا تقارع اسرائيل، وهي ليست السويد ذات الأهمية المتوسطة، بل هي اكبر من ذلك. ولذلك تكفي خطوة انجليزية، معتدلة، لإشعال مصابيح الانذار في اسرائيل. لقد بادر حزب العمال البريطاني (الذي كان دائما معاديا لإسرائيل) الى القرار الزائد المؤيد لفلسطين، ولم يصوت رئيس الحكومة المحافظ ديفيد كمرون، ضده وانما اكتفى بالامتناع. وهذا مهم بشكل لا يقل عن الغالبية الدراماتيكية التي دعمت القرار.
نقترح على اسرائيل عدم التحمس وعدم التجاهل، وعدم القاء اللوم على تكاثر الجمهور الاسلامي في انجلترا، رغم ان ذلك ينطوي على حقيقة. يجب عدم التحدث باستهتار عن اول برلمان في العالم في دولة شهدت علاقاتها مع اسرائيل حالات صعود وهبوط، ولكن الفائدة من العلاقات معها كبيرة وواضحة. يجب التحدث مع انجلترا بأسلوب بريطاني مؤدب. وعدم الادعاء فقط وانما الاصغاء، ايضا لما يقال في البناية التي يبشر قرع ساعة بيغ بن المنتصبة على قمتها، بتحولات تاريخية.
يجب عدم خوض الحرب السياسية ضدها وانما عليها. ومن المناسب الاطلاع على كتاب الرئيس الأول (فايتسمان) "التجربة والخطأ"، فهو وزئيف جابوتنسكي عرفا بريطانيا اكثر من أي زعيم صهيوني حتى يومنا هذا.
بان وبريطانيا: عرضان للنفاق
يهاجم حاييم شاين في "يسرائيل هيوم" الامين العام للأمم المتحدة على خلفية تصريحاته في غزة، وبريطانيا على خلفية قرار الاعتراف بفلسطين، ويكتب انه عندما تم انتخاب بان كي مون، في 2007، لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، اوضح بأنه ينوي استعادة الثقة التي افتقدتها الجمعية العامة. لكن بان لم ينجح بتحقيق طموحه. فالنفاق والثقة لا يمكنهما العيش معا.
الرواية الوحيدة التي توحد غالبية الأمم الممثلة في الأمم المتحدة هي كراهية اسرائيل. العالم يغلي، الاف البشر يقتلون كل يوم في الحروب الدامية، الرئيس الامريكي يعترف ان العالم فقد السيطرة، والهم الأساسي لبان كي مون هو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
لا يوجد ما هو اسهل ومقبولا من اتهام دولة اسرائيل بكل مصائب العالم.  لا شك ان بان شاهد مناظر قاسية في غزة. فالحرب ليست لطيفة، ولولا القبة الحديدية لكان سيرى مشاهد مماثلة في اسرائيل، ايضا. فالقصف المكثف لحماس هدف الى القتل والتدمير.
يمكن ان نتوقع من انسان مستقيم القول بصوت واضح وصاف ما الذي سبب الدمار في غزة. لا يكفي القول بصوت ضعيف ان حماس تتحمل المسؤولية، ايضا، وهو يعلم بشكل واضح ان وسائل الاعلام الدولية ستتجاهل ملاحظته عن حماس وستركز على الاتهامات التي وجهها الى اسرائيل. هذا الامر يشبه مراقبا كان سيصل الى درسدن فور انتهاء الحرب العالمية ويتهم الولايات المتحدة وانجلترا  بزرع الدمار في المدن الألمانية.
ان ابداء الأسف والألم وعلى مباني الأمم المتحدة والاونروا التي اصيبت خلال الحرب على غزة، ينطوي على كثير من التضليل المتعمد، وعليه المبادرة الى لجنة تحقيق في سبيل استيضاح كيف تحولت هذه المباني الى مخازن للسلاح ومراكز لمنصات صواريخ حماس. اذا تعاون رجال الامم المتحدة بمحض ارادتهم مع حماس فهذا يعني انهم مجرمو حرب، واذا تعاونوا لأن الأمر فرض عليهم، فان صمتهم لا يقل خطورة.

 

 

التعليـــقات