رئيس التحرير: طلعت علوي

عوائد شهرية لداعش تزيد عن 300 مليون دولار وأصول تُناهز ملياري دولار

الثلاثاء | 30/09/2014 - 10:25 صباحاً
عوائد شهرية لداعش تزيد عن 300 مليون دولار وأصول تُناهز ملياري دولار

هل ترقّى داعش لمقومات دولة بمواردها الاقتصادية

 

تفوَّقَ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش) على العديد من التنظيمات الإرهابية عالميًا، في حجم الموارد الاقتصادية التي أمتلكها في مدة وجيزة، حيث تُقدر إجمالي الأصول بأكثر من ملياري دولار، ناهيك عن عوائد شهرية تتجاوز 300 مليون دولار، يحصدها التنظيم من موارده المحلية والدولية. وفقا لتقارير دولية ولآراء محليين لزاوية.

نجح التنظيم في تنوع مصادر دخله، الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة على تحقيق نجاحات ميدانية في أقل من عام. وصعَّبَ على أي دولة بمفردها هزيمة التنظيم المتشعب في عدة مناطق.
بيع النفط

تعتبر علميات بيع النفط التي يمارسها التنظيم من أهم مصادر الدخل ، كما يقول الدكتور حسين علاوي - مدير فرع معهد العراق للطاقة ببغداد ، وأستاذ الأمن الوطني في كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين .

" كانت داعش تسيطر بعد سقوط الموصل في حزيران الماضي، على أكثر من 7 حقول نفطية هي ( نجمة ، القيارة ، بطمة ، عين زالة ، عجيل ، حمرين )، بحجم إنتاج 40 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وتحتوي على 80 بئر نفطي وتنتج غاز مصاحب بواقع 150 ألف قدم مكعب من حقل عجيل" كما يضيف علاوي . "إضافة إلى مصفى القيارة الذي ينتج 16 ألف برميل مكعب من المشتقات النفطية ". مشيرا إلى أنه تراجعت سيطرة داعش على بعض الحقول مؤخرا، ولم يبقى بيدها سوى حقول ( نجمة ، القيارة ، عجيل ، حمرين ) .

" أكثر مُشْتَري النفط من تنظيم الدولة هم أصحاب الشركات الصغيرة و شركات أساطيل النقل ، والذين يتجمعون في المثلث العراقي السوري التركي" . يقول علاوي " وينتقل النفط المهرب إلى الأراضي التركية وهنالك معلومات - غير معززة ببيانات - عن دخول نفط من خلال الانبار إلى سوريا والأردن ، بعد أن أغلقت إيران المنفذ الحدود ي مع العراق بالقرب من كردستان".

كان التنظيم يبيع البرميل بسعر20 إلى 25 دولار ، إلا انه تعامل خلال الفترة الأخيرة مع وسطاء أتراك باتوا يدفعون قرابة 45 دولارا للبرميل ، وهو ما يؤمن لداعش 1.5 مليون دولار يوميا من النفط العراقي، كما يقول ضرغام محمد‎، رئيس مركز الإعلام الاقتصادي في العراق‎.

"يُضاف لذلك النفط السوري أيضا، وبذلك فان التنظيم قد يجمع أكثر من 100 مليون دولار شهريًا من النفط المهرب في المناطق التي يسيطر عليها" .

إجمالي الأصول

وفقا لتقرير بهيئة الإذاعة البريطانية - منسوب لمصادر لم تسمها - فأن حجم الأصول والأموال التي يمتلكها التنظيم يصل حاليًا إلى 2 مليار دولار، يأتي معظمها من أمول تبرعات من أفراد ببعض دول الخليج.

" تلقى تنظيم داعش تمويل من عدة جماعات إسلامية في المنطقة وبعض دول الخليج، حيث وصل إلى ما يقارب 8 مليار دولار منذ إعلان التنظيم" ، كما يقول مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة. " عمليات التمويل تلك بعيدة عن معرفة حكومات تلك الدول أو عن طريقها" يضيف اللباد.

وفقا لتحيل بعض البيانات وآراء لخبراء ، فقد استحوذت علميات بيع النفط والغاز على النصيب الأكبر من إيرادات تنظيم داعش بنسبة تقارب 40%، يليها عمليات خطف الأجانب و التحويلات الدولية و الضرائب والإتاوات وبيع الآثار والقمح كما يوضح الشكل رقم (1).


علميات الخطف

تُعتبر علميات الخطف أحد أهم مصادر التمويل المحلي الذي يُمارسه التنظيم. قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان مطلع الشهر إنه ليس لديه أي شك أن مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق يحصلون على عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من فدى الرهائن . وذكرت قناة ايه.بي.سي نيوز أن الدولة الإسلامية تحتجز أمريكية تعمل في مجال المساعدات الإنسانية عمرها 26 عاما كرهينة وأن التنظيم طالب بفدية قيمتها 6.6 مليون دولار للإفراج عنها.

سبق وأن دفعت فرنسا 18 مليون دولار للإفراج عن أربع رهائن فرنسيين كانوا محتجزين لدى الدولة الإسلامية.وفقا لتقرير مجلة فوكوس الألمانية في ابريل نيسان الماضي.

يحصل أيضا تنظيم الدولة الإسلامية على نحو مليون دولار شهرياً ، نتيجة أعمال الابتزاز التي يقوم بها في مدينة الموصل من العراق ، نقلا عن الخبير في قضايا الإرهاب في معهد بروكينغز للدراسات الإستراتيجية تشارلز يستر في تقرير صادر عن الإذاعة العامة الأميركية.

الضرائب والقمح

في مدينة الميادين بشرق سوريا قال أحد أنصار الدولة الإسلامية يدعى أبو حمزة المصري إن المقاتلين أقاموا نقاط تفتيش في الشهور القليلة الماضية، لمطالبة السيارات والشاحنات المارة بدفع أموال. ويتردد أن هذه الأموال تدخل بيت الزكاة. بحسب تقرير لرويترز .

" يسيطر تنظم داعش على مساحة بين العراق وسوريا تمتد لحوالي 70 ألف كيلو متر مربع، وعلى مساحات كبيرة تزرع بمحصول القمح (أكثر من مليون طن سنويا )، وهو أحد أهم موارد العراق الزراعية، نظرا لسيطرة داعش على أجزاء من محافظات نينوى والموصل" كما يقول رؤوف سعد أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة . يذكر أن أنتاج العرق من القمح سنويا يقارب 3.5 مليون طن.

توقع سعد أن يحصد التنظيم 100 مليون دولار شهريا، جراء فرض ضرائب على المياه والحبوب وتداول البضائع، إلى جانب فرض رسوم على التُجار و الشركات الصغيرة العاملة في المحافظات التي يسيطر عليها. قائلا" المبلغ ليس بقليل لتنظيم قليل العدد ، لا يتحمل أي مصروفات".

"يمثل بيع الآثار التي تم الاستيلاء عليها من سوريا والعراق رافدًا غنيا للتمويل، وتشير تقديرات اليونسكو أن هناك حوالي 700 موقع اثري في سوريا والعراق تعرضوا للسرقة تضم أثارا وتماثيل ذهبية نادرة" ، كما يقول مصطفى اللباد.

حيث يمكن أن تمثل تجارة الآثار دخلا يتجاوز50 مليون دولار شهريا لتنظيم داعش، بحسب اللباد.

التحالف الدولي

تسعى الولايات المتحدة إلى تكوين تحالف دولي قد يصل إلى 40 دولة لمحاربة تنظيم الدول الإسلامية والقضاء عليه، وفقا لما أعلنه الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي، ويتضمن الأمر ضربات عسكرية، وفرض عقوبات دولية على التنظيم وكل من يموله.

" من الصعب أن يجفف التحالف الدولي كل منابع التمويل ، ألا من خلال تتبع المصادر الرئيسية كالدول والجهات الراعية والوسطاء والدول المُشترية للنفط المهرب " كما يقول ضرغام محمد.

" قد ينجح التحالف في تقليل الدعم المادي لداعش من خلال برنامج المراقبة المالية الذي تديره وزارة الخزانة الأمريكية ، والذي سيكشف حركة الأموال والتحويلات النقدية لتنظيم الدولة" يُضيف حسن علاوي. لكن تظل مصادر أخرى صعب السيطرة عليها ، وتمثل أكثر من 60% من موارد داعش وهى الجباية الجبرية، والاختطاف وبيع النفط الخام، وهو ما يمثل تحدىا كبيرا أمام التحالف الدولي.يقول علاوي.

يُقلل رؤوف سعد من جدوى فرض العقوبات الدولية على التنظيم ، قائلا" لا يجب التعامل مع التنظيم كدولة يسري عليها ما يسري على الدول من عقوبات ، حيث أن فرض عقوبات اقتصادية عليه، لا يحولُ دون إتمام إي صفقات غير شرعية" .

 

 محمد عبد الظاهر

© Zawya 

التعليـــقات