رئيس التحرير: طلعت علوي

ملاحظات نقدية لمواقف مصر الكبيرة

الأحد | 03/08/2014 - 11:13 صباحاً
ملاحظات نقدية لمواقف مصر الكبيرة


محمد خضر قرش – القدس المحتلة 


لا توجد دولة عربية تتبوأ أو تستأثر بمكانة خاصة في عقل وضمير وفؤاد كل فلسطيني وعربي كما تتبوأه وتتصدره مصر. واكاد أجزم بأن الاغلبية الساحقة للفلسطينيين تحب مصر بنفس حبها لفلسطين إن لم يكن أكثر. وقد تكرس هذا الحب والاحترام والتقدير واتسع بشكل ملموس منذ ثورة يوليو عام 1952 التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. ولم تأت هذه المكانة عبثا أو فجاة أو بسبب القوة الناعمة لمصر فهي سبقته بسنوات. لقد ادرك الفلسطينيون مبكرا جدا بأن مصر ليست كأي دولة عربية وانما هي قائدة وقلعة للنضال القومي والعربي وكسند يتكأ عليه ويستعين به كل الوطنيين الساعين للتحرر والتخلص من الاستعمار وهي بحكم موقعها الجغرافي والاستراتيجي مؤهلة ليس فقط لكي تقود وانما لتضع أجندة ورزنامة العمل العربي والبرنامج النضالي وأولوياته.وهناك نقطة أخرى هامة تخص فلسطين وهي ان الفلسطينيين أدركوا مبكرا بأنه لا يمكن تحرير أرضهم من الاحتلال الاسرائيلي بدون مصر أو مساندتها ودعهما.وحينما أُلحق قطاع غزة بالإدارة المصرية بعد نكبة 1948 لم يشعر الفلسطينييون قط بأنهم محكومين من قبل غرباء على الرغم من عدم وجود برامج للتنمية وفقدان الازدهار والتطور الاقتصادي والذي بقي محدودا ولم يحقق نسب يعتد بها.السبب الرئيس كان القناعة التامة بان مصر دون غيرها هي القادرة على المساهمة في تحرير أو استرجاع فلسطين فبدون مصر لا أمل يرتجى. ومقابل هذا لم يُعر الفلسطينييون إهتماما لإدارة الحكم العسكري غير الديمقراطي الذي ساد القطاع وقد أرجعوا ذلك وعللوه بالظروف الصعبة التي تواجه مصر وتأكد ذلك لهم في وقت مبكر جدا بعد نحو 8 سنوات من النكبة حينما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كان الفلسطينييون يمثلون خط الدفاع الأول عنها.فالأمن القومي المصري مرتبط بقطاع غزة وباستقرار حدودها الشرقية وبالمناسبة ما زال هذا يمثل العقيدة العسكرية المصرية التي تبنى عليها الخطط. فالأخطار الكبيرة كانت دائما تأتي لمصر من الشرق .وعلى الجانب الاخر من الجزء المتبقي من فلسطين (الضفة الغربية) لم يكن الفلسطينييون على وئام وانسجام مع إدارة الحكم الاردني ولم يقبلوه لذا فقد ظلت العلاقة متوترة وعدائية ورافضة له طيلة اكثر من عقد ونصف حتى عدوان حزيران عام 1967. ولم يفتر أو يضعف حب وتقدير الفلسطينيين لمصر حتى بعد رحيل جمال عبد الناصر عام 1970 ووثوب السادات ومن بعده مبارك إلى سدة الحكم ،لأنهم انطلقوا من ضرورة التمييز بين مصر الدولة والتاريخ والشخص الحاكم.لذا فقد بقيت علاقة شعب فلسطين بمصر وشعبها قوية ومتينة لم تزعزعها أوتضعف منها سياسات الرئيسان السادات ومبارك.لذا فقد استبشر الفلسطينييون والعرب خيرا برحيلهما وإنهاء حكمهما،فالسادات أخرج مصر من الصراع بتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد والثاني أجهض كل النضالات وجمد حركة النهوض الوطني والقومي العربي وحول مصر إلى دولة مستباحة للصغير والكبير على حد سواء وأضعف تأثيرها وقوتها الإقليمية حتى قوتها الناعمة.لذا لم يكن مستغربا أن يفرح الفلسطينييون لرحيل مبارك وسقوطه كفرح شعب مصر إن لم يكن أكثر.وقبل ان نلج إلى الملاحظات النقدية لمواقف مصر الحالية لا بد ان نبين موقف حركة حماس من مصر، فالموضوعية ضرورية هنا لكونها تمثل الصورة الأخرى لموقف مصر الحالي.
موقف حركة حماس
لم يخف الشعب الفلسطيني فرحته ومعه معظم الشعوب العربية بثورة يناير 2011 وخروج نحو 30 مليون مصري في 30 حزيران/ 2013 والتي اعتبرت تفويضا من شعب مصر لمؤسستهم العسكرية الوطنية بعزل الرئيس مرسي وإنهاء حكم الإخوان رسميا في 3 يوليو /تموز 2013. ولأن شعب فلسطين يحب مصر ويؤمن بدورها القيادي بل والإستراتيجي في المنطقة فإنه يعلم تماما بل ويستوعب ويتفهم ان مصر تمر بفترة انتقالية صعبة وحرجة ودقيقة تتقاطع وتختلط وتتداخل فيها التكتيكات والسياسات والسلوكيات والمواقف بحيث تبدو وكأن مصرلم تحسم امرها بعد وأنها مرتبطة بهذا الدولة (المجموعة) أو تلك. فالشعب الفلسطيني حاله كحال القوى الثورية والوطنية والديمقراطية المصرية يدرك بأنه من المبكر جدا تصنيف موقع مصر أو الطلب منها في هذا الوقت ان تعلن مواقف معينة ترضي القوى الوطنية في فلسطين والوطن العربي. فالظروف والتطورات الميدانية والإقليمية والدولية متسارعة وتحتاج إلى فترة زمنية لتتمكن مصر خلالها من إعادة توجيه بوصلة اتجاهها وأولوياتها وخاصة وأن اقتصادها منهك وتحتاج إلى أموال ومساعدات مباشرة وغير المباشرة من بعض الدول العربية الخليجية النفطية التي ترتبط بعلاقات وثيقة الصلة بالولايات المتحدة الأميركية (الصديقة الوفية لإسرائيل) والتي طالما قدمت لها الطاعة والولاء بأكثر من ولائها لدينها وعروبتها وقوميتها.لقد حذر شعب فلسطين وقواه الحية من خطورة إلصاق أو إلحاق نضالاته ومقاومته لصالح حركة الإخوان المسلمين ومن ثم فرزه أو تصنيفه ضمن التحالف أو المحور القطري التركي والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وخاصة في قطاع غزة بحكم سيطرة حماس على الحكم هناك. وقد كُتبت مقالات وعقدت ندوات كثيرة تحذر من الإرتماء بإحضان التحالف المشار إليه. نعم لقد أخطات حماس في سرعة وقوفها وتأييدها غير المبرر فلسطينيا ووطنيا إلى جانب الرئيس مرسي والإخوان المسلمين في مصر معتقدة بان حكمهم سيسود ويستمر ل500 عام كما صرح مرسي وغيره من قادة الإخوان للعديد من الشخصيات التي التقته واجتمعت به في العام الأول والأخير له كرئيس لمصر.لقد غاب عن حركة حماس انها تنظيم فلسطيني أُسس وشكل لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وليس ليكون ضمن منظومة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. كان عليها أن تدرك مبكرا خطورة ما أقدمت عليه وما فعلته على مستقبل القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. كما كان يتوجب على حماس ان تترك مسافات كبيرة بينها وبين حركة الإخوان المسلمين في مصر باعتبارها حركة مقاومة فلسطينية اولا مما يتوجب ان تبقى بعيدة عن التجاذبات والتحالفات والمحاور السياسية الاقليمية. فلا يحق لحركة حماس أن تربط نضالات الشعب الفلسطيني في القطاع تحديدا مع الإخوان المسلمين ولا أن تزج به في التحالفات والصراعات الإقليمية وخاصة مع الدول الحليفة الدائمة والصديقة المخلصة للولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي في المنطقة كتركيا وقطر. حركة حماس ملزمة وبعد وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ،أن تصارح الشعب الفلسطيني بما جنته من إنحيازها وإرتمائها في احضان التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، وعليها ان تقدم كشفا بالمكاسب التي جنتها والمخاطر التي سببتها لفلسطين بقرارها الإنتماء للمحورالقطري التركي ومن ثم عليها ان تقدم كشفا بما جناه شعب فلسطين ومقاومته من هذا التحالف غير الشريف وغير الوطني. فكل الإسلحة والذخائر والصواريخ التي تجمعت والموجودة مع حماس والمقاومة الفلسطينية حاليا في غزة لم يكن مصدرها تركيا ولا قطر ولا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين،حتى الأموال كانت بمعظمها من إيران وليس من قطر، اما تركيا المتباكية والمنتمية لحف شمال الاطلسي المجرم والمعادي للعروبة والاسلام والتي تدين  بالولاء له ولإسرائيل فهي لم تنتظر سريان الوقف الانساني لإطلاق النار الذي بدأ يوم السبت 26/7 حتى أعادت تسيير رحلاتها إلى مطار اللد.كان يجب على حركة حماس أن تبقي كتائب عز الدين القسام كحركة مقاومة وفصيل فدائي بعيدا عن حركة الاخوان المسلمين.لكننا وبالرغم من كل ما سبق، سنقف مع حركة حماس وكتائب عز الدين القسام مادام العدوان الهمجي والوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة قائما وعلى استعداد لأن نموت دفاعا عن غزة وتحت قيادتهما.هذا هو الموقف الوطني الأصيل الذي تتبناه كل القوى الوطنية والديمقراطية الشريفة، وبعدها سنجلس ونقيَم ماذا حقق أو استفاد شعب فلسطين من التحالف مع المحور القطري التركي والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والوقوف مع محمد مرسي وتأييد الاعتصام في ميدان رابعة العدوية بحجة دعم ما أطلق عليه الشرعية.
الموقف المصري الحالي
وحتى تكون ملاحظاتنا النقدية لمصر الكبيرة تتميز بالمهنية والموضوعية فإنه من المفيد ان نسرد بعض
الأمثلة من المواقف التاريخية غير البعيدة والمماثلة أوالمشابه إلى حد كبير لعلاقة مصر بفلسطين والعرب ونقارنه بما يجري حاليا.وعلى الجميع ان يدرك بأن العتاب والملاحظات النقدية  التي سنأتي علهيا ستكون على قدر المحبة فعشمنا بمصر كبير جدا.
1- في وقت مبكر من عام 1970 انتقدت معظم الفصائل الفلسطينية بشدة قيام الزعيم جمال عبد الناصر بقبوله مبادرة روجرز، وأصدرت بيانات استنكار وشجب ضد قبوله للمبادره وبعضها كان قاسيا جدا. قام على أثرها عبد الناصر رحمه الله وبالأدق وافق على إتخاذ إجراءات بترحيل عشرات الطلبة الذين كانوا يدرسون في الجامعات المصرية معظمهم كان بلباس النوم ورحلوا عبر مطار القاهرة وكان من بينهم طالبات،وقد وضعوا على القائمة السوداء التي تحظر عليهم دخول مصر ومن الطريف ان اغلبيتهم ما زالوا حتى اليوم ممنوعون من دخول مصر مع ان عمر أصغرهم حاليا 67 عاما. ومن بين هؤلاء طالبة كانت في السنة الرابعة في كلية العلوم جامعة القاهرة عمرها الان شارف على ال70 عاما وتركت العمل السياسي وباتت جدة ولها 15 حفيدا وما زالت ممنوعة من دخول مصر. لكنه أبقى على إذاعة صوت فلسطين بكل طواقمها تبث من القاهرة. ليس هذا فحسب بل ومنع وسائل الإعلام المصرية من تناول الخبر او نشره أو التعليق عليه او حتى مهاجمة الفلسطينيين. وما أن وقعت الواقعة في 17 ايلول عام 1970 بين الجيش الأردني والفصائل تحرك الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله وطوى الصفحة وسارع لوقف القتال بين الجيش الأردني والفلسطينيين ونجح في ذلك وقال "إن اتخاذ إجراء ضد بعض المنتمين للفصائل شيئ والموقف من المقاومة الفلسطينية التي وجدت لتبقى شيئ مختلف تماما".وقد علمنا فيما بعد بانه كان بحاجة لوقف إطلاق النار أثناء حرب الاستنزاف لتمكينه من بناء حائط الصواريخ الذي كان له مفعول كبير في حرب اكتوبر عام 1973.فلا يمكن ان يقدم على هذا العمل الا الكبار والقادة والزعماء عبر تغليبهم التناقضات الرئيسة على الثانوية والصغيرة وخاصة حينما يكون على الطرف الأخر إسرائيل .
2- لم تكن علاقة مصر مع حزب البعث الحاكم في سوريا في أحسن أحوالها عام 1967،وحينما هددت إسرائيل سوريا نسي الزعيم عبد الناصر الخلافات الثانوية ووقف الى جانب سوريا وكان ما كان.
• كانت تربط القيادة المصرية بزعامة جمال عبد الناصر علاقات قوية ووثيقة مع جبهة جنوب اليمن المحتل بقيادة عبد القوي مكاوي ولم تكن لها علاقة مع الجبهة القومية التي كانت تنتمي لحركة القوميين العرب والتي اصبحت يسارية فيما بعد .وحينما حسمت الثانية الموقف عسكريا لصالحها وتم طرد الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن ،لم يتوان الزعيم جمال عبد الناصر من التعامل مع الجبهة القومية بقيادة قحطان الشعبي في ذلك الوقت ،ولم يشكل ذلك له أي حساسية له. لأن الطرف المقابل كان الاحتلال البريطاني.
• ورغم عدم تجانسه وتوافقه مع حكام الكويت عام 1962 ،إلا أنه وقف معها حينما هدد عبد الكريم قاسم باحتلالها واعلن استعداده لإرسال الجيش المصري للدفاع عنها.
• وهناك أمثلة من طبيعة اخرى تعكس انه في الوقت الذي كانت فيه مصر تضعف امام الدول العربية النفطية ويتم إتخاذ قرارات من جامعة الدول العربية دون اعتراض من مصر تكون من نتيجته استحضار القوات الاجنبية بما فيها حلف شمال الأطلسي، إلى أرض العرب فتخسر مصر ويخسر الفلسطينييون ويدفعا الثمن معا بالدرجة الأولى.وهذا ما حصل في العراق وليبيا وسوريا.فحدود الأمن القومي المصري يمتد إلى بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين.
• لم تكن تجرؤ أي دولة على منازلة الفلسطينيين ومحاربتهم بهذه الطريقة الوحشية عندما تكون علاقة فلسطين قوية مع مصر.لقد استفاد أعداء الشعب الفلسطيني دائما من توتر العلاقة بين فلسطين ومصر وشنوا عدوانهم على المقاومة الفلسطينية في لبنان وغيره .وقد برز هذا وظهر بشكل واضح للعيان بالإنكفاء التدريجي لمصر داخل حدودها بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.
ما كنا نتوقعه من مصر
ما فعله تنظيم الإخوان المسلمين والمنظمات المرتبطة بهم في مصر خطير جدا ولا يمكن السكوت عليه. فحق  مصر في الدفاع عن قوميتها وعروبتها وأمنها الداخلي غير خاضع للنقاش أوالمساومة ، من هنا وقف شعب فلسطين والعديد من الشعوب العربية إلى جانب إجراءات مصر التي إتخذتها ضد الإخوان المسلمين. لكن مع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كنا نتوقع من مصر الكبيرة أن تفرق بين شعب فلسطين والإخوان المسلمين ،وأن تُغلب التناقضات الرئيسة مع إسرائيل على الثانوية والصغيرة مع حماس في غزة .كما كنا نتوقع من قائد مصر عبد الفتاح السيسي أن يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن مخاطر استمرار العدوان الهمجي على الأمن القومي المصري وكنا نتوقع أيضا من مصر الكبيرة أن تبادر فور وقوع العدوان الإسرائيلي إلى فتح معبر رفح بشكل كامل وتسهيل وصول المساعدات بكل اشكالها وفي مقدمتها العسكرية. وكنا نتأمل أن تبادر مصر لإتخاذ موقف صلب وقوي ضد الاعتداءات الإسرائيلية وان تعلن بوضوح رفضها لمواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وشعب فلسطين ككل.وكنا نتوقع من مصر الكبيرة أن لا تسمح لبعض المحطات المأجورة والاقلام المسمومة ان يصل بها حد الوقاحة لأن تقول لنتنياهو شكرا !!!!على جرائمة بحق شعب فلسطين. وكنا نتوقع من مصر أن تدعو لعقد إجتماع طارئ للقمة العربية كما فعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1970 لإتخاذ موقف يتوافق مع الجريمة الكبرى الإسرائيلية. وكنا نتوقع من مصر ان تسحب سفيرها من تل ابيب وتطلب من السفير الإسرائيلي مغادرة أرض قاهرة المعز. كما كنا نتوقع من مصر ان ترسل الطواقم الطبية لمعالجة جرحى العدوان. كنا نتوقع من مصر ان تبادر بتقديم طلب رسمي لمجلس الأمن الدولي لإتخاذ قرار واضح بإدانة العدوان الإسرائيلي وان تستثمر تأثيرها لصالح شعب فلسطين ومقاومته الباسلة وان تذهب نيابة عن الفلسطينيين لتقديم لوائح اتهام بحق قتلة اطفال فلسطين ونسائها وان تقدم الدعم السياسي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية.كنا نتوقع من مصر أن تتفهم بأن صمود المقاومة هو انتصار تحققه ضد إسرائيل وهو بنفس الوقت انتصار لمصر والعرب وليس لحماس والإخوان.وكنا نتوقع من مصر ان لا تسمح لإسرائيل باستباحة الأرض العربية والفلسطينية كما تفعل حاليا .مصر كبيرة وعليها أن تتصرف إنطلاقا من ذلك .عتابنا على مصر بقدر محبتنا واحترامنا لها ونتطلع ان لا يصاحب أو يرافق المواقف المصرية اية حساسية لكون حماس تستبسل في رد العدوان عن غزة .فالنصر الذي سيتحقق هو لفلسطين ولمصر والعرب. إن كسر شوكة الاحتلال الإسرائيلي هو الهدف والمؤشر الحقيقي للبوصلة الوطنية المصرية تمهيدا لاستعادة دورها في المنطقة ككل وليس في فلسطين فحسب. وهذا ما كنا وما زلنا نتوقعه من مصر الكبيرة.

التعليـــقات